بعد قراءتي لاستفسارات احد الاخوة هنا عن نقطة اللقاء بين علم الخالق..و علم المخلوق..حكمة الخالق...و حكمة المخلوق...ارادة الخالق..و ارادة المخلوق...رحمة الخالق..و رحمة المخلوق...فعل الخالق...و فعل المخلوق..كلمة الخالق...و كلمة المخلوق...
عبر عن اشكاله بقوله متكلما عن مثال جزئي ليصل لقضايا كلية قائلا: اين تقف رحمه الله المطلقه أمام رحمة البشر عندما ترى اي روح تعذب في قتلها او ان تعذب ولا تقتل ..ليس الاشكال في قتلها وأكلها...
فنحن لا نلوم الوحوش عندما تقطع الانسان وهو حي فالوحوش كائنات لا تعقل
نحن نلوم الانسان عندما يحرق دجاجه أو يقطعها وهي حيه أو يغرقها بالماء لانه كائن يعقل ولديه انسانيه ورحمه لاتتقبل ذلك الامر....
و المقصود ان نقطة اللقاء هذه ..أن كيفية تعلق كلمة الأزلي بالمحدث... كيف تحدث العلة كيف يلتقي التسيير بالتخيير..كيف يعمل المرء مع ان كل امرء ميسر لما خلق له..كل هذا قد نهينا عن الخوض فيه اذ لا يدان لأحد من البشر مسلمهم و لا كافرهم على كشف كيفيته الا ان يقف عليه ..و لحد الآن لم يقف على الدقائق الأولى للكون...ما أشهدتهم خلق السماوات و الأرض و لا خلق انفسهم..فان كنت انت في ولادتك ووجودك لم تشهده و لم تقف عليه و لا تعرفه الا بالاخبار ممن أخرجك الى الوجود ولادة و لولا ذلك ما كنت تطمع بأن تحيط به علما ...فكيف تتكلف علم ما لم تشهده الا ان يكون باخبار من اوجدك الى الوجود و الا فلا طمع للحصول عليه..و قد نبهت كثيرا و نبه غيري قديما و حديثا ان لا احد في شتى الحقول من الفيزياء الى الطب الى البيولوجيا الى الفلسفة الى التشريع الى التاريخ..وقف على حقيقة الكيفية و الكل جزموا بأن الخير التخلي عن المحاولة...و هذا ما اصطلح عليه عقلاء الناس اليوم كما بالأمس..و قد قال وهب قبلهم بقرون : نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت فتحيرت ثم نظرت فتحيرت فعلمت انه امر محجوب عنا علمه..
هنا سأضع بعض تأملات خطرت لي و انا اقرا الردود الجوانب..هي فقط تأملات ليست لازمة لأحد..فلا يلزم الا ما صح من امر الذي لم يشهد احدا على خلقه..هو وحده كلامه يحمل قوة الالزام..قوة القهر..قوة العلو..و هو الذي ان قال ان هذا مما يعلم كان قوله بعد كل المباحثات و المناقشات و التبحرات و التفلسفات..صوابا و حقا بلا زيادة و لا نقصان...
و سيكون محور ما اجمعه من تأملاتي و تأملات غيري من السابقين -المقصود منها الافادة و الاستفادة لا الجدل -مداره على البيان العظيم لهذا الشفاء الصدري المنزل في ما لخصه في قصة موسى و الخضر و تناوله لهذه البؤرة العمياء في الوعي الانساني..و التي هي في نفس الوقت سبب أكبر مأساة البشر و سبب أكبر سعادته...بحسب رضائه بالقدر و سخطه به... ان وجه ألة العلم به اليها و بالتالي اغفل توجيه آلة العلم فيه الى غرور نفسه و محدودبة علمه فأروثه جهلا به و لابد.. و العكس بالعكس ...حين يبدأ بعمل بنصيحة كل الأديان و كل الحكماء ان تعرف على نفسك..اعلم نفسك..و اعط لكل شيء قدره..فتتوسع حويصلته للحكمة ..فيرى من نفسه من الصراع و التنازع و التضاد و انواع الشر القاتم السواد فيها و انواع الخير الخالص البياض..ما يقوده الى ان يخرج منها الى خارج نفسه مما وضع امامه من الخلائق في حلها و ترحالها...تجاذبها و تنافرها ...احبابه و اصحابه اعداءه و نظراءه..افتراس السباع و معاناة الطبقات الكادحة ..ظهور الأمراض و ولادة النصحاء...سقوط الغيث و سحبان الجمعيات العاملة..ضرب الزلازل و تكافل المجاهيل...غدر العشاق و صدق الأصدقاء..موت الأطفال و صدق المجاهدين عند اللقاء..فقدان الأحبة ..و فساد الأطباء...تحقق الأحلام و صبر المحصنات الغافلات ..احتكار الأفكار..و ابتعاث الجنود المجهولين ..تناثر الألوان..تناطح الأمم...و ظلام الصحاري...صفاء قمم الجبال ..و تشعب العلوم..ما سيغلب الابتسامة على دمعتك و كأنك تغني:
"و أتفكر في نفسي : يا له من عالم جميل ...!!"
Bookmarks