صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 22 من 22

الموضوع: الغني ...الفقير...

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي الموفق حلمي و الشيخ الفاضل النشيط هشام عزمي..منتظر لفوائدكم في هذه الرحلة..و ما زلت اجد من الفوائد في صحبتكم ما ارجو ان يكون افشاؤه عند الله سببا لهدايتي..
    فمثلا النص الذي قرننه امة الرحمن بقولي :
    و كما أنك بتعنتك ألغيت في دنياك الخيارات في عدم فهمك لحكمة الخلق..و جعلتها خيارا واحدا هو انكارها ظلما و عدوانا دون ان تجعل لنفسك مصرفا من الجهل المركب و الظلم بمعرفة جهلك و محدودية علمك و الاقراربه..فكذلك حين ترى النار نسأل الله العافية ستظن متيقنا كما ظننت قبلا متيقنا انها خيارك الوحيد ..و لن تجد عنها مصرفا..كما لم تجد من قبل..و الجزاء من جنس العمل ..

    فنظرت ووجدت الأديب النظار سيد قطب قد نبه عليه بأوجز عبارة فقال عن النار :
    ولقد كان لهم عنها مصرف ، لو أنهم صرفوا قلوبهم من قبل للقرآن ، ولم يجادلوا في الحق الذي جاء به ، وقد ضرب الله لهم فيه الأمثال ونوعها لتشمل جيمع الأحوال :
    { ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ، وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } . .

    فهل غادر المفسرون من متردم؟؟

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كان من محاسن القدر و نحن نتكلم عن سر القدر و الاحتجاج به و المجادلة بغير علم و تكلف ما لا يعلم..أن وصل الكلام في هذا الشريط الى آية مع ايراد الأخ الحمادي لكلام رجل ممن يستشفى برأيه في مثل هذه الثغور..و الرجل مع انه في جدال الملاحدة و الحداثيين جذيلها المحكك قد جرسته و ضرسته صروف المناظرات و المباحثات..مع ذلك فقد اعلنها المفكر محمد قطب قطيعة له مع المنهج الجدلي و التماسا لطريفة اعلى..فكان مثالا نيرا على مسار اهل الصدق و توجههم في ترقيهم..فماكان من حسناتهم و هم صديقون صار من سيئاتهم و هم مقربون..و هو مثال حي على ما توج به القرآن كل الآيات المذكورة بآية من الروائع تصف الحالة الانسانية ابلغ وصف:

    وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا


    بعد أن انتهى الكلام في بيان السبب المانع من رؤية السر الخفي الذي ليس بوسع احد علمه..و بيانه في العالم الأكبر من عدم شهود انفتاق الكون وبداية الخلق..حتى ان بعض من زعم انكشاف السر له من الحلوليين و العرفانيين كان يقول : ان هذه الآية هي أشد آيات القرآن على قلبه...انتقل الى بيان السبب المانع من رؤية السر المعلن و الذي بوسع كل احد علمه...و بيانه في العالم الأصغر..و كانه تنبيه الى انطواء العالم الأكبر فيه....

    و اول ما يلاحظ هو صيغ العموم في هذه الآية و كأنها تريد ان تجمع الأحوال البشرية كلها في صعيد واحد و تعطيها توصيفا مشتركا لقلقها و سموها و انحدارها

    فكلمة المثل جاءت نكرة بعد صيغتين من صيغ العموم الموكد..و المثل يطلق على الكلام الجامع الذي يقتضي صفتان..اولها ان ينتهي اليه الناس بعد تجارب في دروب الحياة و الموت و المعرفة و الجهل
    ثم الخاصية الثانية للمثل انه تكون له قابلية الانتشار و القبول عند الناس و الاختصار لتيسير تذكره بحيث لا يبقى فيه ثغرة فبذلك يكون سائرا في الآفاق
    فالأمثال المذكورة في القرآن هي منتهي الأقيسة و البراهين و الطرق التي ينتهي اليها الناس بعد السير الطويل و الهائم بين دروب و طرقات و مضايق الفكر و الوجود و اللغات و الوعي ..
    و هذا الصنف من التعليم هو اجود التعليم و احسنه يقدم لك افضل ما يوجد من المعلومات و اسلمها من الانتقادات باقل كلفة و اخصر كلام يمكن ان يعقل و لاينسى ووضعه امام عينيك
    كما سيكون لو انك حصلت في بحثك على دراسة موثقة من احدى الجامعات الكبرى تصب فيما تبحث فيه فسيكون من السفاهة ان تبحث عن حقيقته و مصداقيته على طريقة سعيد صالح..

    و الا فالحكمة ان تدرسه قبل تضييع الوقت بالاعتراض و المجادلة فان لم يعجبك بعذ تعقله و ذكره انت حر تستطيع رفضه و يكون اخذ من وقتك اقل مما لو جادلت اولا..وهذا فيه اعتبار لعامل الوقت و اثره على المعرفة الانسانية كما قلنا سابقا...و لهذا تجد تعليم السابقين على هذا النحو .
    كفعل مصعب بن عمير مع اسيد بن حضير حين شتمه هذا فعرض عليه قائلا: أوَ تجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كُفَّ عنك ما تكره. فقال أُسَيْد بن حضير: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس يستمع..
    و لكن من كبر عليه الاستماع من خصمه كافرا كان او مومنا الا و كان الجدل مركبه و الطعن في الحكمة ديدنه و لهذا قال ابن عباس في مسألتنا هذه إذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه، وإذا كانت خطيئته في معصية فارجه، وكانت خطيئة آدم في معصية، وخطيئة إبليس في كبر...فان صار الواحد منا الى هذه المرتبة فلو وضعت امامه كل البراهين و الأمثلة فلن يقبلها و لن يراها و سيبقى متشبتا بالاحتجاج بالجهل يهذا السر الذي لم يعلمه و يحتج به كاحتجاج القدوة الأول ابليس به جاعلا عدم العلم كالعلم بالعدم و لهذا ربط ابن زيد بين هذه الأية بآيات مثل
    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} ، {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ}

    ثم كلمة شيء أتي بها ايضا نكرة ..لتفيد العموم و التحقير..أي حتى ادنى الأشياء و اعلاها ما هي بهذا المستوى الانساني من الجدال...و فاضله بالأشياء حتى من غير العقلاء -على احد القولين في أخذ الآية على ظاهرها- و اتى به على هذه الصفة النكرة المفيدة للتوغل في العموم و لم يقتصر على العقلاء..فظاهره و الله اعلم و كأنها اشارة الى آية الأمانة و بيان السبب هنا الذي كان الانسان به ظلوما جهولا بتحملها و لم تتحملها ما نسميها نحن اليوم أشياءا من الجبال و السماوات و الأرض..فكلها نأت بنفسها عن هذه الأمانة الثقيلة من تحميلها الثبات على عدم تكلف ما لا يعلم مع شدة الاغراء...فلم يا ترى حملها الانسان؟؟

    هذا ما يقودنا الى العنصر الثالت ..الانسان ..قوله الانسان هنا...هو قول عام يشمل جميع الانسانية مسلمها و كافرها.. فاللام هنا هي لام الماهية...ماهية الانسان .أي انسان ..دلالة على ان لا احد يسلم من هذا العارض حيثما وجدت حقيقة الأنسنة..و الجدل هنا مطلق دون تقييد ايضا كلفظ الناس..و كأنه اشارة عامة مجملة منبهة الى الذي سيكون به التفصيل و التقييد من بعد..و هو الذي حصل بتقييد الذم بالجدل بالباطل و قيادته الى الكفر بتخصيصه بالذين كفروا و تنبيهه بعد ذلك الى ما يفرق الكافر و المومن و ان التبسا معا بنوع جدل يتلبس به بني آدم...
    فقام بالفصل بالتركيز على تحليل نفسبة الكافر آية بعد آية فردا و امة في حاضره و ماضيه و مستقبله ...و لم يذكر غير الكافر كما لو انه يشير الى ان الضد في هذه المسألة يعرف بالضد لاقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اهل الجحيم فتكون النجاة للمومن من هذا الفخ بان ياتي نقيض ما ياتي به الكافر و يخالفه و ذلك يكون بمراجعة المومن لغروره العلمي بعد ارتكابه لزلة الجدل و تفطنه لجهله و حدودية معرفته الناتجة عن نقصه الذاتي..و كيف لا يكون اهلا ليعرف ذلك و هو قد سلم في اصله باعترافه بجهله في اخطر اغراء للمعرفة البشرية تسليما يسر القدر و التعليل..فهنا نرى الحكمة من ترابط الآيات اذ أتى بالقصة الأولى على بداية الافتراق بين الايمان و الكفر..بين آدم و ابليس على هذا السر...ثم توج بيان الفرق بعدها برائعة موسى و الخضر..و بين القصتين من المقابلة ما لا يخفى على متأمل...

    ثم تنكيره للجدل و اتيانه به على صيغة التمييز..كأنه يقول : كان الانسان اكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل جدلاً..و كأنه ينبه الى ان الجدل لا يتولد عنه الا الجدل و خاصة في هذا الأمر الذي خاصم به ابليس اول المخاصمين..فلا ثمار في النهاية الا الدخول في حلقة مفرغة فيها من ثمار كل شيء الا ثمار العلم العمل و البحث و الفائدة..

    و الجدال في هذا السر هو من ارجى الأشياء للذم و اكثرها مطابقة للآية مومنا كان او كافرا..و انما قلت انه ارجى من غيره من المواضيع كونه المجال كم بينا قبلا المجال الأكثر بعدا عن المقدمات الواضحة و البينة..فلن يكون طول الكلام فيه وفي نظائره غالبا الا جدلا و انتصارا للنفس لقلة الأدلة بقلة مقدماتها ..و غيره تتفاوت فيه حظوظ النفس قلة مع وضوح المعلومات و المقدمات و لهذا ما اثر كراهية الكلام و الجدال في شيء اكثر منه في هذا المجال حتى ان الخوارج مع شدة فتنتهم ما كانوا هم اول من ذموا يصفة الكلام و لم يطلق عليهم لقب المتكلمين حتى ظهرت القدرية بعدهم فبدأ المصطلح بالانتشار و اطلق على رؤوسهم و ذم المنتسبون اليه باتفاق الناس و لهذا اصل اذ ان النبي صلى الله عليه و سلم ما جوبه بالكلام فيه الا كرهه و عده من الجدال و اظهر ذلك واقعة علي و فاطمة رضي الله عنهما حين ايقظهما للصلاة..


    و هنا لطيفة المناسبة في تقديم احد متعلقي فعل التصريف على الآخر في آيتي وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً {89} الإسراء و آية وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً {54} الكهف

    و الذي يظهر لي و الله اعلم انه في الأولى تكلم عن كفر الناس و ابتعادهم فناسب بيان انه انزل لهم و تقديم الناس للاشارة انه قرب اليهم و يسر و لم يعسر فيكون بعيد المنال اما الثانية فكان بصدد بيان سبب هذا التولي و الاباء فقدم القرآن و اعطيت له الأولوية في التقديم و قرب للفظ للتصريف مشيرا الى ان العيب فيهم لا في القرآن و التنويه الى انه نزل بالحق لا بهوى الأنفس التي تحب من يجاملها وان كذب و تكره من ينقدها و ان صدق...
    فهو من جنس مايعبر عنه الناس بقولهم : ذكر السم و اتباعه بالترياق
    يؤيد ذلك ان أية الاسراء و هي السورة التي ابتدأت بذكر الناس و تكذيبهم و ارجافهم جاءت بعد معنى التحدي في الاعجاز..فناسب ان يبين ان هذا القرآن في متناول الناس جميعا و مع ذلك يتحدى
    و آية الكهف و هي السورة التي ابتدأت بذكر الكتاب المتضمن لأسرار الفرقان ..جاءت بعد معنى العقوبة و سوء الخاتمة فناسب ان يبين سبيل النجاة ببيان ان في هذا لقرآن اسرار في المتناول في حد ذاتها
    فانظر كيف تأخذ الآيتان بتلابيب الملحد ولاتترك له حجة لا في كم انتشار المعلومات و لا في نوعية المعلومات نفسها فان اراد ان يقف و يذكر فهو قرآن سهل ميسر لكل الناس..و ان اراد ان يقترب و يسجد فسيجد آياته و معانيه و اسراره ايضا في نفسها ميسرة لا تنفره بكثرة التعقيدات و الشقشقات كما في كلام غيره..
    و لهذا كانت الآية الثالثة المشابهة لهما اتت مباشرة بعد قولهم على الله و افتراءهم بالقول بالبنوة او القول بالعقول الفعالة و تسميتها و الأجرام العليا بالملائكة و الفيض او ما شابه من اقوال الالحاد..فجمعت بيان الأمرين التذكر و عدم النفور مع ذكر القرآن وحده و استغنى عن ذكر الناس اذ المقام مقام الكلام عن الذي فوق الجميع و الغني عن الجميع فقال ...
    وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا
    فهذه في الألوهية و ملائكته من العالم العلوي
    و الثانية في النبوة و الكتب و الاتصال بالعالم السفلي
    و الثالثة في اليوم الآخر و القدر و الحكمة من الربط بين العالمين
    و هذه كما ترى جماع الايمان

    و هذا الموضع قد نبه عليه كثير من المفسرين كالامام ابن عاشور و الامام البقاعي و الامام ابي الزبير و الدكتور فاضل صالح السامرائي من المعاصرين .و هذا الربط مني بالسبب المتعلق بمسألتنا هو زيادة على المعاني التي ذكروها كابتداء الكلام في كل سورة عن الكتاب او عن الكفار او مناسبتها للمخاطبين من العرب و الجن و الناس خصوصا وعموما او اقتران خاتمة كل آية بما ذكر قبلها من النعيم و الجدال وهي وجوه يكمل بعضها بعضا و يؤيد بعضها بعضا.. و هو من ادلة النظم المعجز الذي لا يدريه من يقدم على معارضة القرآن من الملحدين و النصارى لمجرد توهمه ان السر في فصاحة اللغة فقط..و عدم ادراكه النظم الترتيبية و التركيبية كما يحلو لأستاذنا محمود توفيق سعد تسميتها..و سيطرة السياق الكلى للسورة الذى به تُستبين معالم المقصود الأعظم الذى هو الروح السارى فى القرآن كله.
    و في ذلك يقول شيخ الاسلام :


    وكون القرآن أنه معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط أو نظمه وأسلوبه فقط ولا من جهة إخباره بالغيب فقط ولا من جهة صرف الدواعي عن معارضته فقط ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط بل هو آية بينة معجزة من وجوه متعددة من جهة اللفظ ومن جهة النظم ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك
    ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل ومن جهة ما أخبر به عن المعاد ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة كما قال تعالى
    ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا
    وقال تعالى
    ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
    وقال
    قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون
    وكل ما ذكره الناس من الوجوه في إعجاز القرآن هو حجة على إعجازه ولا تناقض في ذلك بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له
    التعديل الأخير تم 11-13-2010 الساعة 09:14 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  3. افتراضي

    أخي الفاضل عياض

    بارك الله فيك وفتح عليك
    و لكن من كبر عليه الاستماع من خصمه كافرا كان او مومنا الا و كان الجدل مركبه و الطعن في الحكمة ديدنه و لهذا قال ابن عباس في مسألتنا هذه إذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه، وإذا كانت خطيئته في معصية فارجه، وكانت خطيئة آدم في معصية، وخطيئة إبليس في كبر
    فعلا أخي الكريم.... الجدل النابع من الكبر لا يؤدي إلا إلى مزيد من الجدل والشقاق.

    ثم كلمة شيء أتي بها ايضا نكرة ..لتفيد العموم و التحقير..أي حتى ادنى الأشياء و اعلاها ما هي بهذا المستوى الانساني من الجدال...و فاضله بالأشياء حتى من غير العقلاء -على احد القولين في أخذ الآية على ظاهرها- و اتى به على هذه الصفة النكرة المفيدة للتوغل في العموم و لم يقتصر على العقلاء.
    صحيح أخي الفاضل... وترى تأكيد ذلك في قول الله عز وجل في سورة الرعد:
    وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ ﴿١٥﴾

    وفي سورة فصلت تجد الطاعة الكاملة الشامله (دون جدال) للجماد:
    ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾

    يؤيد ذلك ان أية الاسراء و هي السورة التي ابتدأت بذكر الناس و تكذيبهم و ارجافهم جاءت بعد معنى التحدي في الاعجاز..فناسب ان يبين ان هذا القرآن في متناول الناس جميعا و مع ذلك يتحدى
    و آية الكهف و هي السورة التي ابتدأت بذكر الكتاب المتضمن لأسرار الفرقان ..جاءت بعد معنى العقوبة و سوء الخاتمة فناسب ان يبين سبيل النجاة ببيان ان في هذا لقرآن اسرار في المتناول في حد ذاتها
    ونستطيع القول أيضا بأن الآية الأولى تشير إلى جدل الناس وعدم فهمهم للأمثال عن كبر ... هو ما يؤدي لكفرهم.
    والآية الثانية تشير إلى جدل المؤمن (عن عدم علم) والذي يؤدي به إلى عدم فهم حكمة الله... ونرى بعدها قصة موسى عليه السلام (وهو مؤمن) وأين ذهب به جدله... إلى أن من الله عليه بمعرفة حكمة ما حدث.
    ونستطيع هنا التمييز بين نوعين من الجدال:
    الأول جدال الكافر مع المؤمن... عن كبر أوجهل أو عن كليهما.
    والثاني جدال المؤمن مع المؤمن... عن جهل ودون كبر.

    وكما نعلم أن الكثير من المعاني الجميلة موجودة في مستويات متنوعه من فهم الآيات.... وأي معنى هو كاف ليؤدي الغرض من الآية أو المثل.... والذي يفتح الله عليه بفهم أكثر من معنى يكون هذا من فضل الله ورحمته.

    ونحن في انتظار المزيد من هذه الخواطر الرائعة ... رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
    التعديل الأخير تم 11-13-2010 الساعة 02:12 PM السبب: إضافة للتوضيح

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لك ان تتخيل سيدي الفهامة حلمي الابتسامة التي ارتسمت على وجهي..والاحساس اللذيذ أن تفيق باكرا و تفطر مبتدئا اليوم بهذه الابتسامة ..مستمتعا بمنظر البناء الذي بنيته بالأمس قد زيد عليه لبنات ممزوجة من اسمنت المنطق و تراب الأخلاق اضافت على عمارته جمالا لم يكن لك على بال...يعطي طعما آخر للقهوة
    هذا و الله فضلا عن جماله انفع لداء الغموض من كثير جدل و أكثر علمية و اصوب منطقا...و لو اتجهت امتنا من قرون الى هذا الطريق في العلم و التعليم قبل ان يأخذه اعداءها لارتقى حالها بمومنها و بدعيها و فاسقها و منافقيها...فهو الطريق الأول الذي ارشدت اليه كتب السماء للانسجام مع الكون.. هو كتأمل بريق نجم لم تلحظه عيناك من قبل..او ايجاد معنى لبدر في ليلة حلكاء يطمئن له قلبك..او حتى غض طرفك لقوة اشعاع شمس الى حين..لم لا و هذا برهان ربي...هذا أكبر

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  5. افتراضي

    أخي الكريم عياض
    مستمتعا بمنظر البناء الذي بنيته بالأمس قد زيد عليه لبنات ممزوجة من اسمنت المنطق و تراب الأخلاق اضافت على عمارته جمالا لم يكن لك على بال...يعطي طعما آخر للقهوة
    على مايبدو أن الله أنعم عليك أيضا بقوة الحدس علاوة على قوة البيان.... فأخيك مهندس معماري

    و لو اتجهت امتنا من قرون الى هذا الطريق في العلم و التعليم قبل ان يأخذه اعداءها لارتقى حالها بمومنها و بدعيها و فاسقها و منافقيها...فهو الطريق الأول الذي ارشدت اليه كتب السماء للانسجام مع الكون..
    أتوقع يا أخي الكريم أن نهضة الأمة لن تبدأ ممن قد ركنوا إلى الدنيا خوفا من أعدائها وطمعا في عطاياهم... سوف تبدأ إن شاء الله من موقع آخر لا يخطر على بالنا حاليا... وتأمل قول الله عز وجل في سورة محمد:
    هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّـهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ﴿٣٨﴾

    ألا تنطبق علينا حاليا هذه الآية المباركه؟

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يا لمحاسن القدر
    أما الآية فمحتمل فعلا..و الأوضح اتصال الآية يمقصود الشريط الغني و الفقير ظاهر..سلم نظرك..

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  7. افتراضي

    بارك الله فيك وفي نظرك

    رغم أنني الذي أوردت الآية إلا أن تركيزي كان منصبا على مسألة استبدالنا بمن سيكونون خيرا منا... نسأل الله العافيه... ولم ألحظ علاقتها بالشريط من ناحية الغني... الفقير.
    نعتبرها زيادة الخير خيرين.... فالآيات زاخرة بالمعاني لمن ألقى السمع.

    وفي انتظار توجهات الربان في الرحلة الممتعه
    التعديل الأخير تم 11-14-2010 الساعة 01:26 AM

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل يجب الحج على الفقير اذا وجد من يتصدق عليه؟
    بواسطة طالبة فقه في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-21-2012, 02:32 AM
  2. أنا الفقير
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-16-2004, 09:26 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء