النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: البحث عن إبراهيم عليه السلام - الجزء الثاني: مملكة إيبلا

  1. افتراضي البحث عن إبراهيم عليه السلام - الجزء الثاني: مملكة إيبلا

    البحث عن إبراهيم عليه السلام
    الجزء الثاني:
    مملكة إيبلا والدليل الأركيولوجي على وجود سيدنا إبراهيم

    إيبلا (عُبيل)، مدينة في شمال سوريا، اكتشفت عام 1968 م من قبل عالما الآثار الإيطاليين «جيوفاني بيتيناتو» Giovanni Pettinato و«باولو ماتييه» Paolo Matthiae، وتتواجد المدينة المُكتشفة قرب مدينة «تل مردخ» في الجنوب الغربي من مدينة حلب، وعند التنقيب في الموقع سنة1975م تم اكتشاف ألواح تستخدم الخط المسماري يزيد عددها عن 20000 لوح، محفوظة ومكتوبة بالطريقة السامرية، ويعود تاريخها إلى 2350-2200 قبل الميلاد، مُعظمها تعنى بالتوثيق الإداري والدبلوماسي وتسجيل الأساطير والقصص والملاحم إضافة إلى توثيق العقود التجارية، وتكشف هذه الألواح عن وجود حضارة مُزدهرة تُحاكي حضارات مصر وحضارات ما بين النهرين[1].
    ويبقى أهم حدث في هذا الاكتشاف هو عثور علماء الآثار على ألواح من بين آلاف الألواح المُكتشفة تحت أنقاض مملكة إيبلا يُذكر فيها نبي الله إبراهيم، أكد ذلك عالم الآثار «جيوفاني بيتيناتو» والذي يعود له الفضل الكبير في اكتشاف مملكة إيبلا، وهذا الاكتشاف الهام دليل واضح ومُعول عليه لنقض دعوى من زعموا أن شخصية إبراهيم شخصية أسطورية، لم تُذكر إلا في التوراة.

    وقد أورد «عدنان أوقطار» المشهور بـ «هارون يحيى» مقالا في موقعه باللغة الإنجليزية تناول فيه هذه القضية بعنوان « Prophets' names appear in the ebla tablets, 1500 years older than the torah»، «أسماء الأنبياء ترد في ألواح إيبلا، الأقدم من التوراة بـ 1500 سنة»[2].

    وفيما يلي ترجمتي لمقال عدنان أوقطار:

    أسماء الأنبياء ترد في ألواح إيبلا، الأقدم من التوراة بـ 1500 سنة


    تقدم ألواح إيبلا التي يعود تاريخها إلى حوالي 2500 قبل الميلاد معلومات هامة جدا عن تاريخ الأديان.
    أهم ميزة لألواح إيبلا التي اكتشفها علماء الآثار في عام 1975م والتي كانت موضوع الكثير من البحث والمناقشة منذ ذلك الحين، أهم ميزة هي أنها تحتوي على أسماء ثلاثة من الأنبياء المشار إليها في الكتاب المقدس.
    اكتشاف ألواح إيبلا الذي يعود إلى آلاف السنين والمعلومات التي يحتويها هو من وجهة النظر في غاية الأهمية لتوضيح الموقع الجغرافي للمُجتمعات التي تم ذكرها في القرآن.
    فحوالي 2500 قبل الميلاد، كانت إيبلا ممكلة تُغطي المنطقة التي تشمل العاصمة السورية دمشق وجنوب شرق تركيا، هذه المملكة وصلت إلى ذروتها الثقافية والاقتصادية ولكن فيما بعد اختفت من مسرح التاريخ، كما حدث للكثير من الحضارات العظيمة. وواضح من السجلات التي تم الاحتفاظ بها أن مملكة إيبلا في ذلك الوقت كانت ذات ثقافية كبرى وذات مركز تجاري هام.. [3]
    لقد عاش شعب إيبلا في حضارة أنشأت أرشيفا للدولة، وبنت المكتبات وسجلت العقود التجارية على شكل مكتوب. ولديهم أيضا لغتهم الخاصة، المعروفة باسم إبلاوية.
    تاريخ الأديان المدفونة تحت الأرض
    تكمن أهمية ممكلة إيبلا في اعتبارها نجاحا كبيرا لعلم الآثار الكلاسيكي عندما تم اكتشافها لأول مرة في عام 1975، حيث خرجت إلى النور مع 20000 لوحة مسمارية وقطع مُكتشفة. هذا الأرشيف هو أكبر أربع مرات من جميع النصوص المسمارية التي عرفها علماء الآثار على مدى 3000 سنة الماضية.
    عند تفكيك اللغة المُستخدمة في الألواح من طرف الإيطالي جيوفاني بيتيناتو Giovanni Pettinato عالم النقوش الأثرية (الإبيغرافي epigrapher) من جامعة روما، أصبحت أهمية هذه النقوش أكثر وضوحا، ونتيجة لهذا، فإن العثور على ممكلة إيبلا وأرشيف دولتهم الرائع أصبحت مسألة ليس فقط مدار اهتمام علم الآثار، بل أيضا مدار اهتمام الأوساط الدينية.
    ويرجع ذلك إلى ذكر اسم "مايكل" (Mi-ka-il) و"طالوت" (Sa-u-lum)، اللذين ناضلا جنبا إلى جنب مع النبي داود، وفضلا عن هذا فإنها تحتوي على أسماء الأنبياء المذكورة في الكتب المقدسة الثلاثة: النبي "إبراهيم" (Ab-ra-mu) والنبي "داود" (Da-u-dum) والنبي "إسماعيل"[4] (Ish-ma-il)

    أهمية الأسماء المذكورة على ألواح إيبلا
    أسماء الأنبياء التي تم تحديدها على ألواح إيبلا من الأهمية بمكان فهي المرة الأولى التي يُعثر فيها على أسماء الأنبياء في وثيقة تاريخية تعود لهذا العصر. والمثير للعجب أن هذه المعلومات يعود تاريخها إلى 1500 سنة قبل التوراة. ظهور اسم إبراهيم في هذه الألواح يجعلنا نوقن أن إبراهيم والدين الذي دعا له كان موجودا قبل التوراة.
    لقد حلل المؤرخون ألواح إيبلا اعتمادا على هذه المُعطيات، وهذا الاكتشاف الهام المُتعلق بالنبي إبراهيم ومهمته أصبح موضوع البحث بالنسبة لتاريخ الأديان.
    وقد أكد عالم الآثار الأمريكي ديفيد نويل فريدمان David Noel Freedman والباحث في تاريخ الأديان اعتمادا على دراساته، أكد وجود أسماء الأنبياء مثل إبراهيم وإسماعيل في ألواح الإيبلا[5].
    أسماء أخرى في الألواح
    كما ذُكر أعلاه، فإن الأسماء الموجودة على الألواح تعود إلى أولئك الأنبياء المشار إليهم في الكتب المقدسة الثلاث، وهذه الألواح أقدم من التوراة. وإضافة إلى هذه الأسماء ففي الألواح أيضا أسماء أماكن ومواضيع أُخرى، ومن هذا نستطيع اعتبار سُكان إيبلا تُجاراً ناجحين للغاية. لقد وردت كلمة سيناء وغزة والقدس، وذكرت النصوص على الألواح أنها لا تبعد كثيرا عن إيبلا، وهذا يُبين أن إيبلا تتمتع بروابط تجارية وثقافية مع هذه الأماكن[6].
    وتوجد على الألواح واحدة من التفاصيل المُهمة، حيث تظهر أسماء مناطق سدوم وعمورة. ومن المعلوم أن سدوم وعمورة كانتا على الشاطئ الشرقي للبحر الميت حيث عاش الكثير من الناس، وحيث تواجد النبي لوط ليُبلغ رسالته ويدعو الناس إلى العيش وفق القيم الأخلاقية الدينية. وبالإضافة إلى هذين الاسمين، فإن مدينة إرَمَ والتي تم ذكرها في آيات من القرآن، هي أيضا من بين الأماكن المذكورة في ألواح إيبلا. الجدير بالذكر أن الجانب الأكثر من هذه الأسماء كان ذكره مُنفرداً في النصوص المرسلة من الأنبياء، ولم يسبق أن ذُكرت هذه الأسماء في أي نص آخر. هذه الأدلة الوثائقية المهمة تُبين أن رسالة الأنبياء الذين يُرسلون في ذلك الوقت بدين واحد صحيح قد وصلت تلك المناطق. في مقال لمجلة ريدرز دايجست Reader's Digest ذكرت أنه حدث تغيير في دين ممكلة إيبلا في عهد الملك "عبروم" (Ebrum) وأن الناس بدأوا في إضافة البادئات لأسمائهم من أجل تمجيد اسم الله سبحانه وتعالى.
    وعد الله هو الصحيح...
    يُشير تاريخ إيبلا والألواح التي رأت النور بعد حوالي 4500 سنة إلى حقيقة رئيسية، هي أن الله أرسل رسلا إلى إيبلا، كما كان يفعل في كل مجتمع، هؤلاء الرسل دعوا شعبهم إلى الدين الصحيح.
    بعض الناس اهتدوا إلى الدين الذي جاء لهم فصاروا في الطريق الصحيح، بينما عارض أخرون رسالة الأنبياء، وفضلوا الحياة الطالحة. يكشف الله رب السماوات والأرض وجميع ما بينهما عن هذه الحقيقة في القرآن الكريم:
    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ[النحل : 36].

    وبهذا يختم عدنان أوقطار مقاله الشيق.
    ويبقى اكتشاف مملكة إيبلا أحد أهم وأبرز اكتشافات القرن العشرين على مستوى علم الآثار، والأهم من ذلك كله هو اكتشاف الألواح المسمارية الإيبلية والتي تكشف في طياتها العديد من الحقائق والأسرار كانت دفينة الأرض آلاف السنين.
    إن أول من اكتشف وجود اسم نبي الله إبراهيم عليه السلام في ألواح إيبلا هو عالم الآثار الإيطالي جيوفاني بيتيناتو Giovanni Pettinato والذي يعود له الفضل في اكتشاف كل من مملكة إيبلا والألواح المسمارية.
    إن هذه الألواح لم تُعرض في أي مُتحف لحد الآن، فأعمال التنقيب والبحث لا زالت قائمة ليومنا هذا، وفريق العمل الإيطالي والسوري يُحققون نجاحا مُبهرا في فك شيفرة ألواح إيبلا.
    وتجدر الإشارة هاهنا إلى أن خبر وجود اسم بعض الأنبياء في ألواح إيبلا والذي تناقلته وسائل الإعلام مصدره الوحيد تصريحات العالم الإيطالي جيوفاني بيتيناتو Giovanni Pettinato الذي قام بنفسه بالعمل على فك شفرة ألواح إيبلا.


    لقراءة الجزء الأول
    البحث عن إبراهيم عليه السلام - الجزء الأول: إبراهيم الباسيونار


    ______________

    [1] للمزيد من التوسع يُرجع إلى مقال "Ebla" موسوعة Encarta لسنة 2009، والموقع الإلكتروني لمنظمة اليونسكو unesco.
    رابط المقال الأصلي لعدنان أوقتار باللغة الإنجلزية [2]

    [3] Ebla", Funk & Wagnalls New Encyclopaedia, © 1995 Funk & Wagnalls Corporation, Infopedia 2.0, SoftKey Multimedia Inc.

    [4] Howard La Fay, "Ebla: Splendour of an Unknown Empire," National Geographic Magazine, December 1978, p. 736; C. Bermant and M. Weitzman, Ebla: A Revelation in Archaeology, Times Books, 1979, Wiedenfeld and Nicolson, Great Britain, pp. 184.

    [5] Bilim ve Teknik magazine (Science and Technology), No. 118, September 1977 and No. 131 October 1978

    [6] For detailed information, please see Harun Yahya's Miracles of the Qur'an

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله خيرا ًأخي أبو عمر ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لم أتنبه لهذا المقال القيم و المختصر مع تتبعي لمقالاتكم القليلة في المنتدى أستاذي أباعمر..و ان كان يعيبه الاختصار فحبذا لو توسعتم قليلا حتى الوصول الى جذور المصادر الأولى فالحاجة الى كلمة اهل الاختصاص في هذا ماسة..

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الجزء الثانى من رد الشبهات عن السماء فى القرأن الكريم
    بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-15-2014, 02:47 AM
  2. البحث عن إبراهيم عليه السلام - الجزء الأول: إبراهيم الباسيونار
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-13-2010, 10:14 PM
  3. إبراهيم عليه السلام في أي سماء
    بواسطة قراني في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 08-22-2010, 05:22 PM
  4. مناظرة إبراهيم عليه السلام مع النمرود
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-19-2009, 05:37 PM
  5. سؤال: سؤال مهم حول قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
    بواسطة د. أحمد إدريس الطعان في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 05-20-2009, 12:31 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء