بسم الله الرحمن الرحيم


هذا نقل مفيد من رسالة الدكتور أحمد بن ناصر الحمد " ابن حزم وموقفه من الإلهيات – عرض نقد " أحببتُ نقله لمناسبته لهذا المنتدى المبارك

( إن إثبات وجود الله تبارك وتعالى من حيث هو موجود لم يكن من الأهداف القرآنية، ولم يكن ذلك هدفاً من أهداف الرسول :salla2: أو أحد أصحابه، لأن الإيمان بوجود الله تبارك وتعالى أمر فطرت عليه القلوب أعظم من فطرتها على الإقرار بغيره من الموجودات، فهو سبحانه أبين وأظهر من أن يجهل فيطلب الدليل على وجوده.
يقول ابن القيم: "سمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما".
ولكن قد وجد من انحرفت فطرهم فقالوا بأن العالم لم يزل ؛ وهم الدهرية، وقد رد القرآن الكريم على هؤلاء بما يضطر العقول إلى الاعتراف بالحق والرجوع إلى الصواب.
ومما سبق ندرك أن الاستدلال في القرآن على وجود الله تبارك وتعالى أتى من طريقين، ليس الهدف منهما هو الاستدلال على وجوده تعالى فدلالتهما عليه استنتاجاً:
أحدهما : الرد على من انحرفت فطرهم.
وثانيهما : ما سبقت الإشارة إليه، وهو من طريق نصوص جاءت لبيان عظمة الله وتدبيره المحكم وعنايته التامة بكل صغيرة وكبيرة وبيان ما في العالم من تناسق وتضامن وانسجام وترابط بين أجزائه ووحداته.

الطريق الأول:

الرد على من انحرفت فطرهم:
هؤلاء هم من أنكروا الخالق تبارك وتعالى، وقالوا: إن الله تعالى لم يخلقهم ابتداء، ولا يعيدهم مآلاً، وإنما الحياة بالطبع والفناء بالدهر ؛ يقول تعالى عنهم: ( قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر * أي ما ثم خالق ولا مميت فالحياة والموت عندهم عبارة عن تركب الطبائع المحسوسة في العالم السفلي وتحللها، فالجامع هو الطبع والمهلك هو الدهر ، فكذبهم الله تبارك وتعالى بقوله: * وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ) أي أن نسبتهم الحياة والموت للطبع والدهر قول بغير علم مبني على الظن والتخمين؛ لأن من كان طلبه وجدان الحق يكفيه النظر إلى حدوث الحياة في الأجسام الجمادية دليلاً على أن هناك موجداً للحياة ومنعماً بها وهو الله تبارك وتعالى، وإن ظهور الحياة في حد ذاته دليل كاف للإقناع بوجود الله الخالق ؛ يقول تعالى: ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له ) وقوله تعالى: ( فلينظر الإنسان مم خُلق خُلق من ماء دافق ) وقوله تعالى: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت ) وقد رد الله عليهم بضرورات فكرية وآيات فطرية ؛ يقول تبارك وتعالى حاكياً قول رسل الأمم المنكرة للخالق: ( قالت رسلهم أفي الله شكٌ فاطر السموات والأرض ) ، فهو سبحانه لا يحتمل الشك لظهور الأدلة وشهادتها عليه، يقول تبارك وتعالى: ( ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق إن يشأ يُذهبكم ويأت بخلق جديد ) ويقول: ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ) ويقول: ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين ) ويقول: ( ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) ويقول: ( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ) ويقول: ( قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ) ويقول: ( أمّن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ويقول: ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) ويقول: ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ) .
هذه الآيات ونظائرها في القرآن كثيرة جداً، يثبت الله تبارك وتعالى بها الدلالة الضرورية من الخلق على الخالق بالنظر في ملكوت السموات والأرض حيث إن معرفة جواهر الأشياء، والوقوف على الاختراع الحقيقي في الموجودات يهب معرفة المخترع حقاً، وهو الخالق لكل شيء ابتداءً وإعادة، وحده لا شريك له، ويؤكد جل ثناؤه هذا بمبادئ مقررة تضطر المتفكر بها إلى الاعتراف بأن الشيء لا يمكن أن يوجد من غير موجد، ولا أن يوجد نفسه بقوله: ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) أي لا هذا ولا هذا بل الله هو الذي أنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئاً مذكورا.

وبيان الطريق الثاني:

"العناية الإلهية بما يُرى في العالم": إذا نظرنا إلى هذا العالم وجدناه منظماً مترابطاً سائراً بهذا النظام المحكم الدقيق في كله وأجزائه، ومقدراً على الأمر الأتقن والأنفع، وأن جميع الموجودات موافقة لوجود الإنسان.
وفي النظر إلى الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم وفصول السنة الأربعة ندرك هذه الموافقة، ونراها في الأرض، والماء والنار، والهواء ، وفي كثير من الحيوانات، والنباتات والجمادات ، وتظهر العناية الإلهية بموافقة أعضاء الإنسان والحيوان لحياته ومعاشه، يقول تعالى: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) فإن أقرب شيء إلى الإنسان نفسه، فإذا نظر فيها وجد آثار التدبير فيه ظاهرة، والعناية الإلهية بالغة، ومن أظهر ما يدركه المدرك ما جعل الله في الإنسان من أبواب يجده في أمس الحاجة إليها، وقد هيأها الله تبارك وتعالى لتؤدي ما جعل إليها من أعمال، فكملها بما يصونها مما يؤذيها لتؤدي مهمتها ، وقد وضعها في أماكن على وضع تبدو منه جميلة ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) وهذه الأبواب هي، بابان للسمع، وبابان للبصر، وبابان للشم والتنفس، وباب للكلام والطعام والشراب وللتنفس أيضاً وبابان لخروج الفضلات وفي كل باب من التراكيب والفوائد ما يطول شرحه.
وفي النظر إلى الحيوانات، والحشرات، وما فيها من الفوائد وما تقوم به من أعمال متقنة منظمة على أوجه دقيقة عجيبة، ومن هذه الحشرات على وجه التمثيل النحل.
يقول ابن القيم: " تأمل أحوال النحل، وما فيها من العبر، والآيات فانظر إليها، وإلى اجتهادها في صنعة العسل، وبنائها البيوت المسدسة التي هي من أتم الأشكال وأحسنها استدارة، وأحكمها صنعاً، فإذا انضم بعضها إلى بعض لم يكن بينها فرجة ولا خلل، كل هذا بغير مقياس ولا آلة، وتلك من أثر صنع الله وإلهامه إياها وإيحائه إليها ؛ كما قال تعالى: ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، فتأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لربها، اتخذت بيوتها في هذه الأمكنة الثلاثة في الجبال وفي الشجر وفي بيوت الناس حيث يعرشون، فلا يرى للنحل بيت في غير هذه الثلاثة.
ومن عجيب أمرها أن لها أميراً يسمى اليعسوب، لا يتم لها رواح ولا إياب إلا به، فهي مؤتمرة لأمره سامعة له مطيعة يدبرها كما يدبر الملك أمر رعيته حتى إنها إذا آوت إلى بيوتها وقف على باب البيت فلا يدع واحدة تزاحم الأخرى، ولا تقدم عليها في العبور بل تعبر بيوتها واحدة تلو الأخرى بغير تزاحم ولا تصادم ولا تراكم " .
فالرائي لهذا – ونحوه مما هو كثير في الحيوانات والحشرات- بعقل وتفكر يدرك أن لها خالقاً بالغ العناية بها أوحى إليها بهذا العمل الذي فيه صلاحها وفوائدها.
ومن تفحص هذه المعاني، وعرفها علم أنها أتت من قبل فاعل قاصد لذلك كله مريد له حيث لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة، وإن في الظاهر من هذا الكون للحواس السليمة لأوضح دلالة على عناية فاعل مختار لما يفعل وهو اللطيف الخبير ، وقد ذكر سبحانه وتعالى في كثير من المواضع من كتابه العزيز عنايته بهذا الإنسان ورعايته له فقال: ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السموات ومافي الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، ويقول: ( ألم نجعل الأرض مهاداً، والجبال أوتاداً، وخلقناكم أزواجاً، وجعلنا نومكم سباتاً، وجعلنا الليل لباساً، وجعلنا النهار معاشاً، وبنينا فوقكم سبعاً شداداً، وجعلنا سراجاً وهاجاً، وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً، لنخرج به حباً ونباتاً، وجنات ألفافاً ) ويقول: ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صباً ثم شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً، وزيتوناً ونخلاً، وحدائق غلباً، وفاكهة وأبا متاعاً لكم ولأنعامكم ) .
هذه الآيات وغيرها في القرآن كثير جداً يذكر المولى تبارك وتعالى فيها عنايته بنا ورعايته لما يصلحنا بما سخر لنا مما به معاشنا وعليه قوام حياتنا من الانتقال إلى الأماكن البعيدة، وحمل الأثقال وتبادل المنافع بين الأقطار بوساطة الفلك في البحر، والأساطيل الجوية في السماء والحيوانات والسيارات على الأرض التي قد مهدت وجعلت ذلولاً لتوطأ بالأقدام وتضرب المعاول، وتحمل على ظهرها الأبنية الثقال ، وقد هيئت لما يراد منها تهيئة تامة، من إخراج الماء والمرعى، وشق الأنهار فيها، وجعل السبل والفجاج فتبارك الله رب العالمين، واقتضت العناية الأزلية والحكمة الإلهية أن وضع عليها الجبال وبها أرساها لئلا تميد وليستقر عليها من فوقها من مخلوقاته جل وعلا، وغير هذا مما نعلم أكثر وما لا نعلم من الحكم والمنافع أكثر وأعظم، ولو حاولنا أن نعد نعم الله سبحانه علينا لعيينا ، يقول سبحانه: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ويظهر مصداق هذا لو أردنا معرفة ما أنعم الله تعالى علينا به من نعمة حاسة من الحواس فقط فكيف بباقي النعم الكثيرة والمستمرة ؟

آيات تجمع بين الدليلين :

ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات دالة على الموجود الواجب سبحانه وتعالى، وهي تجمع بين الدليلين السابقين، دليل الخلق، وهو ما ذكرنا إنه أتى للرد على المنكرين للصانع ، ودليل على العناية الإلهية بالمخلوقات، ومن هذه الآيات قوله تعالى: ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) فإن قوله: ( الذي جعل لكم الأرض فراشاً ) الآية إشارة إلى العناية الإلهية الدالة على الخالق، وقوله تعالى: ( الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ) ففي قوله تعالى: ( الله الذي خلق السموات الأرض ) تنبيه على دلالة الخلق، وقوله: ( وأنزل من السماء ماءً ) إلى قوله: ( الليل والنهار ) تنبيه إلى دلالة العناية الإلهية بالإنسان بما سخر له مما ذكر في الآيتين وغيرهما.
وقوله تعالى: ( خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون، خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً ويخلق ما لا تعلمون ) ففي قوله: ( خلق السموات والأرض ) ، إلى قوله: ( والأنعام خلقها ) تنبيه على دلالة الخلق، وفي قوله: ( لكم فيها دفء.. إلى قوله وزينة ) تنبيه على دلالة العناية، وقوله: ( ويخلق ما لا تعلمون ) فيها التنبيه على دلالة الخلق أيضاً، ثم ذكر بعد ذلك عنايته بهذا المخلوق البشري وما هيأ له مما فيه خدمته وصلاحه في قوله تعالى: ( هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون، وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حليةً تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) اشتملت الآيات على بيان عناية المولى جل وعلا بنا ورعايته لنا فمن هذه العناية إنزال الماء الذي منه قوام الحياة وقد عد الله في الآيات بعض تلك المنافع قال تعالى في موضع آخر: ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) ، ومن عنايته تسخيره الليل والنهار بالتعاقب للسكون والعمل ( والشمس والقمر والنجوم ) أجراهن في السماء لمصالح خلقه وذللهن لمنافعهم من التدفئة والإضاءة والاهتداء بهن في الأسفار ليلاً ونهاراً وليعلموا بجريهن عدد السنين والحساب ويفصلوا بهن بين الليل والنهار، وذكر سبحانه ما خلق لنا من صنوف النعم المختلفة الألوان في الأرض وما في البحار من لحوم طرية وحلي زكية وهما من أعظم النعم أكلاً ولبساً ، وقد سخر البحر لتجري الفلك فيه بأمره ليسهل الحصول عليهما والانتفاع من غيرهما بالأسفار والاتجار.
ثم ذكر تعالى نعمة عظيمة امتن بها علينا وهي إلقاء الرواسي في الأرض حتى لا تضطرب فلا يستقر عليها شيء ؛ يقول ابن القيم: "لما كانت على وجه الماء كانت تكفأ فيه تكفأ السفينة فاقتضت العناية الأزلية والحكمة الإلهية أن وضع عليها رواسي يثبتها بها لئلا تميد وليستقر عليها الأنام وجعلها ذلولاً". فأجرى فيها الأنهار وسلك فيها الطرق بين الجبال والأودية يقول ( لعلكم تهتدون ) في سيركم من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر ومن إقليم إلى إقليم ، وجعل العلامات التي يهتدي بها المسافرون في الليل والنهار وفي البر والبحر كالشمس والجبال وغيرهما نهاراً في البر، والشمس نهاراً في البحر، وليلاً بالقمر والنجوم براً وبحراً.
ومن الآيات التي تجمع بين دليل الخلق ودليل العناية قوله تعالى: ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّاً فمنه يأكلون ) ففي إحياء الأرض الميتة بالنبت إشارة إلى الخلق والإيجاد، وفي قوله: ( أخرجنا منها حباً فمنه يأكلون ) تنبيه على دلالة العناية الإلهية . والآيات التي تجمع الدليلين في القرآن كثيرة جداً وكلها تتضمن ما عداها من أدلة ؛ فتضمنت إثبات خلق الله تبارك وتعالى لكل شيء وعنايته التامة بهذه المخلوقات حتى تستمر وتكون على الوجه الذي أراده سبحانه وتعالى، من هذا ندرك أن العالم غير واجب بنفسه وأنه حادث بعد أن لم يكن ومخلوق مفتقر إلى خالق، ونستخلص من هذه المقدمات أن غير الواجب بنفسه لا يكون إلا بالواجب بنفسه، والحادث لا يكون إلا بالقديم ، والمخلوق لا يكون إلا بالخالق ، والمفتقر لا يكون إلا بغني . فيلزم وجود موجود واجب بنفسه قديم أزلي خالق غني عما سواه ؛ ذلك الله رب العالمين ) . " ابن حزم وموقفه من الإلهيات – عرض نقد ؛ للدكتور أحمد بن ناصر الحمد " ؛ ( ص 138-150 ) .