الأخت الكريمة خلدة ... الإخوة والأخوات ...
يجدر بي هنا أن أخبركم أني ولله الحمد : مرجع لبعض المشاكل الزوجية والأسرية ...
وما أتحدث غالبا ًعن هوى (هذه واحدة) ولا عن عاطفة (وهذه الثانية) ولا عن جهل (وهذه الثالثة) ..
أي باختصار :
قد وهبني الله تعالى مناعة ًحسية معنوية : عن الانقياد للظلم في الكلام والأحكام ((النسائية)) ..
كما وهبني علما ً: بأحوال وإحصائيات النساء أيضا ًفي الداخل والخارج .......
هذا للعلم فقط وليس للتعالي أو التكبر ....
ولذلك أقول للأخت الكريمة خلدة :
من أين أتيتي بقولك أن : عشرة رجال في الخارج يدخلون الإسلام : في مقابل امرأة واحدة فقط !!!..
ولولا ضيق الوقت (وسأفعل عن قريب بإذن الله) : لأتيتك بالخبر اليقين من نساء أوروبا وأمريكا !!!..
واللاتي أول ما يُعلنّ الإسلام : يُخبرن بأن أكبر أسباب ذلك هي :
احترام الإسلام للمرأة المسلمة .........!
وبالمناسبة أخت خلدة ...
ماذا تعرفين عن المرأة (سجاح) ؟!!..
وبمعنى آخر : كيف جمعتي بين هذه الثلة من النساء اللاتي ذكرتي :
وفيهن ما فيهن من الكافرات المتعديات على الإسلام في أبشع الصور كالحيزبون إليزابيث ؟!!..
أم أنك أردت ذكر أشهر النساء ذات المناصب والشهرة والسلام ؟!!!..
فأحمد الله أنك لم تذكري (جولدا مائير) معهن ............!
أيضا ً:
أ ُحب أن أنقل لك حديثا ً: يُبين لك عناء المرأة بالفعل في العمل ......
والتي تريدين ان تخرج للعمل ويجلس الرجل في المنزل !!!!..
لتعاني ما تعاني من مواصلات وزحام والتصاق في الأتوبيسات وخروج وسفر ومطر ومشقة :
وفي النهاية ترجع لبيتها : لتجد أولادا ًوزوجا ً: يريدونها أن تؤدي حقوقهم لهم أيضا ً!!!!!...
فهل بالله عليك : هذا هو العدل مع المرأة ؟!!!!..
اللهم إنكن تأمرونها بشكل غير مباشر أن : لا تتزوج !!.. وذلك لكي تتفرغ للخارج عن الداخل ..
وتظنون بذلك أنها لن تشقى ...........
فاسالوا العوانس يُخبركن بمعنى الشقاء ........
والحديث التالي : تجدونه في الصحيح : عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت :
" تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مئونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه أعلب وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه قالت فاستحيت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته قالت وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحيت فمضى وجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحيت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى (أي ومشيك به وسط الناس ينظر إليك مَن ينظر) أشد عليّ من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم (أي تساعدها في كل ذلك) فكفتني سياسة الفرس : فكأنما أعتقني " !!...
------
ولعلي في هذا المقام : أرى أن تكون هذه هي آخر مشاركة لي في هذا الموضوع ....
لأني أنصح دوما ًالأزواج : ببتر حواراتهم مع زوجاتهم في حال انفعال الزوجات : لأن الأزواج سيسمعون غالبا ًما لا يسر .. وهو ما أسماه الرسول الكريم بـ (كفران العشير) !!!.. ولأن الزوج إذا استرسل مع زوجته في مضي الحوار وهي منفعلة : فتطاولت عليه بما لا يستحق : فقد يؤدي ذلك أخيرا ًإلا ما شاهدته وعاينته كثيرا ًمن مشاكل تأتيني !!!...
إما أن تضطره لطلاقها .. أو تضطره لضربها وإهانتها .. أو تضطره لطردها .. أو تضطره لظهارها .. أو تضطره لإيلائها ..
وكل ذلك ذكر الله عز وجل منه طرفا ًفي قرآنه .....
ولهذا :
فما كنت لأنصح غيري بمثل هذه الأشياء ... وأنسى نفسي ...
بل أقول دوما ً:
من أكبر أخطاء الرجل : أن يُعامل الأنثى دوما ًأنها (رجل مثله) : تعي ما تقول دوما ً!!!..
فكم سمع رجل من زوجته أنها (تكرهه) .. ثم سمع منها أنها (تحبه) بعد !!!..
وهذا من عاطفتها التي أفردت لها الحديث منذ أيام ٍمعكم : والتي تغلب عقلها أحيانا ً....
ولهذا :
فحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو أكمل البشر : وأكمل الأزواج الرجال) :
لم يسلم من زوجاته أمهات المسلمين رضوان الله عليهن : مما قد يتعرض له الواحد فينا !!!..
فتارة تصفه إحداهن في انفعالها وغيرتها أنه لا يعدل بينهن !!!..
وتارة نقرأ في حديثه اعترافه أن أمنا عائشة مثلا ًتكون عليه (غضبى) أحيانا ً!!!..
وهو ما ميزه النبي بذكائه في حلفها بـ (لا ورب إبراهيم) : في مقابل حلفها بـ (لا ورب محمد) في رضاها عنه !..
وتارة نقرأ في السنة والقرآن فصة اعتزاله لزوجاته جميعا ًما يُقارب الشهر !!!..
وهن إن كن معذورات في ضيق عيشهن مع رسول الله ماديا ً(والذي اختار الزهد طوعا ًلينال كمال الأجر في الآخرة) :
إلا أن نقصان عقلهن هنا : هو أنهن لم يفهمن هذه المعادلة اللاتي ينتظرن كمال أجرها في الجنة !!..
واقرأوا تلك المعادلة (بل والقصة نفسها) في سورة الأحزاب ....
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا
يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا
وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا " الأحزاب 28 : 34 ..
ومعهن الآيات الثلاث في نهاية الأمر : 50 : 52 .. فراجعوهن ..
وتارة يجتمعن عليه في الغيرة (كما فعلت أمنا عائشة وأمنا حفصة رضوان الله عليهما) :
حتى جعلاه يُحرم على نفسه ما أحل الله له !!!..
وتارة ًيصل به الأمر لأن يُطلق أمنا حفصة : ثم يأمره الله تعالى بإرجاعها لأنه صوامة قوامة ..
وتارة تكسر أمنا عائشة صحن إحدى زوجات النبي في حضرته : غيرة ًمنها ..
وفي كل ذلك : يتعامل رسولنا الكريم معهن جميعا ًبمنتهى الحكمة في مثل هذه المواقف :
لأنه يعرف مَن هي المرأة .. وكيف تنفعل في عاطفتها ........!
وهذا ما أدعو إليه دوما ً...............
لأنه إذا كان النبي (وهو أكمل البشر) : لم يسلم من مثل هذه النزعات الأنثوية :
فما بالنا نحن ؟!!!...
------------------
وعلى هذا :
فبالنظر لكل مواضيع الأخت سعادة التي رأيتها هنا مؤخرا ً: فهي تتحدث عن سابق عاطفة مُضطربة ..
ولو أنها أخبرتنا بمشكلة واحدة محددة وواضحة : لكان أفضل لنا ولها : ولصار هناك موضوعا ًللنقاش الهاديء ..
ولكنها للأسف :
تدخل علينا كل حين بموضوع أو تعليق : وكأنها الإعصار الذي لا يُعلم بدايته من نهايته : فضلا ً عن معرفة اتجاهه !!..
ومن هنا : تتعجب الأخوات من سبب شدتنا في الرد أحيانا ً!!!..
أقول :
لأنكن لو دققتن فيما تقوله وتنقله الأخت نقلا ً:
لوجدتم فيه من كلام العلمانيين والليبراليين ودعاة تحرير المرأة المكذوبة : ما فيه !!!!!..
ومن غمز ولمز بعض الأحكام الشرعية الثابتة قرآنا ًوسنة : ما فيه !!!!..
وكل هذا من شأنه (إن لم يُرد عليه بمثل ما نفعل) :
أن يُثير كمائن النفس الأمارة بالسوء في كل مَن يجهله ويستجب له ....
فالأخت هنا ترمي بالطــُعم :
في انتظار السمك الهائم الصغير بلا خبرة : ليلتقط !!!!!...
ووالله : ليكفي فقط عرض الأفكار الفاسدة أحيانا ً: سببا ًفي الإفساد !!!!!!!!...
تماما ًمثلما يفعل أساطين الإعلام المُفسد بعرض الشرور في انتلفاز : ليُثير بها مكامن الشر التي ربما لم تخطر على بال صاحبها من قبل !!..
فهذا رجل مثلا ً: كثيرا ًما كان يمر في صباحه على زوجة جاره وهي تكنس أو تمسح ... فلا يلتفت ..
ولكنه بعد رؤية الفيلم الفلاني أو المسلسل أو الفيديو كليب الفلاني :
ورأى أنه قد فوت على نفسه غرصا ًثمينة ًلرؤية امرأة جميلة : تنحني !!.. وتــُقبل وتـُدبر !!.. و .. و ....
بعد أن رأى ذلك : صار لا يُفوت الفرصة !!!!!!!!!!..
والشاهد من هذا الموقف : ليس الحكم على هذا الجار ولا على زوجة جاره ... ولكن :
بيان كيف أن مجرد عرض الباطل على العقول الضعيفة أو التي لم ينضج علمها : يؤثر فقط :
بمجرد مشاهدته أو سماعه او قراءته !!!!...
وهذا ما تفعله الأخت سعادة للأسف بما تنقل أو تكتب !!!!...
--------
ولها ولكن : أذكر هذا الكلام التالي :
من بنات جلدتكن : الكــــافــرات !!!!!!!!!!!!...
----------------
معظمكم يسمع عن الكاتبة الشهيرة (أجاثا كريستي) ..
ولربما وصفها أكثركم بالذكاء الحاد أو المفرط : مِن حبكتها
الرائعة لقصصها البوليسية ...... والآن : هل سمع أو قرأ
أحدكم لها : الكلام التالي ؟!!!...
إذ تقول عن المرأة : وعن مطالبتها المزعومة للتحرر :
" إن المرأة الحديثة : مغفلة ! لأن مركز المرأة في المجتمع :
يزداد سوءا ًيوما بعد يوم (ولا أعرف .. أليست هذه هي البلاد
التي يزورها المنبهرون بحال المرأة فيها !) فنحن النساء :
نتصرف تصرفا ًأحمقا ً!.. وذلك لأننا بذلنا الجهد الكبير
طوال السنين الماضية : للحصول على حق العمل والمساواة
في العمل مع الرجل !.. والرجال - وهم ليسوا أغبياء - :
شجعونا على ذلك !!.. مُعلنين أنه لا مانع مطلقا ًمِن أن
تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج !.. إنه مِن المؤسف أن
نجد نحن النساء – الجنس اللطيف الضعيف – أننا قد
أصبحنا اليوم : نتساوى في الجهد والعرق : واللذان كانا مِن
نصيب الرجل وحده !...
(وانظروا للكلام التالي عن حال الزوجة الأوروبية في الماضي)
لقد كانت المرأة في الماضي : تعمل في الحقل : وفي المنزل :
مِن أجل إرضاء الزوج .. ونجحت المرأة بعد ذلك في إقناع
الرجل بأن : مكانها في المنزل وضعفها الجسماني : لا يسمحان
لها بالجهد والنضال !!!.. كما أقنعت الرجل أنها في حاجة
دائمة لعطفه وحنانه !.. طالبة ًمِنه تدليلها وإرضائها دائما !
(ولاحظوا أن كل ذلك هو مِن حق المرأة في الإسلام بالفعل)
وفي عهد الملكة فكتوريا .. كانت المرأة في أسعد حالتها !..
وما يُقال عكس ذلك : كذب !.. كانت المرأة في هذا العهد :
تحترم الرجل ورجولته ومسئوليته تجاه منزله العائلي !..
كانت الحياة سعيدة : عندما كان الرجل سيد البيت :
والمسئول الأول عن رفاهية الأسرة (لاحظوا كلمة سيد البيت
هذه : بعبع حقوق المرأة في بلادنا اليوم) أما اليوم :
فالمرأة تطالِب بحريتها .. فحصلت بالفعل عليها !.. ولكنها :
أصبحت مُضطرة إلى العمل المُضني والتنافس مع الرجل : في
كل الميادين !!.. وبذلك : فقدت سعادتها المنزلية !.. وفقدت :
أنوثتها التي كانت تسحر الرجل في الماضي " !!!!...
والله : كلامٌ يُكتب في صفحات المرأة بمدادٍ مِن ذهب :
لامرأة لاتكذب ولا تداهن : وليست مِن المُغفلات !!!!!!!....
وليست مِمَن لم تنتبه لحشر الرجال لها في شتى المجالات :
لاستمتاعهم بالنظر إليها وإلى عوراتها : وهي تعلم : أو
وهي لا تعلم : في انحنائها وفي صعودها وهبوطها .. إلخ
------------
وهذه هي الكاتبة : مس (آني رود) تقول :
" لأن تشتغل بناتنا في البيوت : لهو خيرٌ وأخفُ بلاءً : مِن
اشتغالهن في المعامل !!.. حيث تصبح البنت ملوثة بأوساخ ٍ:
تذهب برونق حياتها إلى الأبد !!.. ألا ليت بلادنا كبلاد
المسلمين (لاحظوا : تتكلم عن ماضينا منذ ستين أو سبعين
عاما ًفقط) : فيها الحِشمة والعفاف والطهارة !!.. وتتنعم
المرأة فيها بأرغد عيش !!!... تعمل كما تعمل بنات البيوت !
ولا تــُمَس الأعراض بسوء !.. نعم : إنه لعارٌ على بلاد الإنجليز
أن تجعل بناتها : مِثالا ًللرذائل : بكثرة مُخالطة الرجال !..
(سبحان الله على فطرة المرأة عندما تتيقذ !!) :
فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت : تعمل بما يوافق
فطرتها الطبيعية (وهذا بالضبط ما ننادي به في الإسلام) :
مِن القيام بأعمال البيت !.. وترك أعمال الرجال للرجال !..
ففي ذلك : سلامة ٌلشرفها " !!!!!!!!!!!!..
يا له مِن اعترافٍ آخر : يُكتب بمدادٍ مِن ذهب على عيادات
أطباء رتق غشاء البكارة والإجهاض مِن الزنا !!!!!.....
(سؤال : هل ضاقت أعداد الرجال في مصر أو أمريكا أو
غيرها مِن البلدان المُبتذلة : حتى تحشر النساء في
أزقة الجيش والشرطة : اللهم إلا العبث والاستمتاع
والتحرش : والظهور بمظهر التقدم العالمي الفارغ ؟؟؟!!)
--------------
وأدعو الله تعالى أن يُعينني في استكمال موضوع (المرأة المسلمة بين الفطرة والضوابط الشرعية) ..
وذلك للانشغال الكبير في هذه الأيام بين العمل والكثير من الكتابات الأخرى .....
---------------
وأما قبل أن أترك هذه المشاركة ...
فأود توجيه كلمة للأخ : مابم داون mupmdown
وهي عبارة عن نقطتين :
الأولى :
وهي عامة لك ولكل أخ أو أخت يخلط بين التجاوزات العرفية لبعض المجتمعات : وبين الحكم على أحكام الشرع الإلهي الحكيم للمرأة في الإسلام !!!!!!...
ألا وهي : وجوب تفصيل ما نرمي به من قول أو اتهام : بأن نـُفصله قضية قضية : ثم نحكم عليه ...
لأنه حتى ليس كل عرف مجتمعي : يكون لاغيا ًبالإسلام !!.. بل منه ما يوافق أحيانا ًمقاصد الشرع : فلا ننفيه !!..
وعلى هذا :
لا تضعوا التفاح الصالح مع الفاسد كله في سلة واحدة : لتحكموا على الجميع بالفساد !!!..
ولكن فصلوا كلامكم وفصلن كلامكن : بارك الله فيكم جميعا ً!!!..
فربما نطق الواحد منا بالكلمة : لا يُلقي لها بالاً: وهي من سخط الله والعياذ بالله كما قال رسولنا الكريم ...!
---
وإلا : فمَن قال أن المراة في الإسلام : لا تخرج من بيتها إطلاقا ًكما تريد الأخت خلدة تصويره لنا في بعض المجتمعات ؟!!!..
هاتوا لي دليل واحد من الدين : يمنع المرأة من خروجها من بيتها في حاجة شرعية بالصورة الشرعية !!..
من صلاة في مسجد .. أو طلب علم لم يأتيها في بيتها .. أو شراء حاجة .... إلخ
وفي كل ذلك أحاديث صحيحة : لا تعارض بينها وبين ((القرار في البيوت)) !!!..
ومَن الذي قال بحرمان المراة من ميراثها كما يحدث في بعض المجتمعات او العائلات إلى الآن ؟!..
و ... و....... و ..............
وهكذا يكون الطرح .... أن تذكروا نقطة نقطة : وحكمها من الدين ......
أما ذكر العاطل مع الباطل .. الصالح مع الطالح مُختلطا ً:
فهذا ليس من الدين ولا العدل ولا حتى من العقل في شيء !!..
------------
وأما النقطة الثانية للأخ الكريم ....
فهي تتعلق بالشيخ الغزالي رحمه الله ...
والتي ما كنت لأتكلم فيها لولا أن ذكرت رأيه في مسالة النقاب وستر المراة لوجهها ..
وعلى هذا أقول في نقاط :
1...
يملك الشيخ الغزالي أسلوبيا ًأدبيا ًراقيا ًورفيعا ًفي كتاباته : هو هبة من الله تعالى ...
2..
وكذا يملك الشيخ أيضا ً: حبا ًصادقا ًلهذا الدين والدفاع عنه ..
3..
ولكن : هناك بعض القصور الفقهي والحديثي عنده ..
4..
كما أنه من مجموعة من العلماء والدعاة الذين : في سبيل دفاعهم عن اعتراضات الغرب على بعض الشرع الإسلامي : وقعوا في محاولة التنصل من بعض هذا الشرع أو (تجميله) : للظهور بمظهر التحضر والتمدن أمام هؤلاء ..
وخصوصا ًأن معظم هؤلاء الشيوخ والدعاة : قد سافروا للخارج : وتأثروا ببعض الأراء التي أحرجتهم دينيا ً...
(ولا أقول أن كل مَن سافر في الخارج وقع في هذا ولكن أقول : معظم) ...
5..
وعلى هذا : ولكل ما سبق : فالشيخ محمد الغزالي رحمه الله :
وبقدر ما له كتابات عديدة قيمة ومفيدة في شتى مجالات الدين والدفاع عنه :
إلا أنه (وككل إنسان عموما ً: والعلماء خصوصا ً: وحتى المشاهير منهم) :
لا يخلو من الوقوع في بعض الأخطاء ..
تلك الأخطاء التي يجب الإشارة إليها والتنبيه لها ...
وهي في حال شيخنا الفاضل رحمه الله : عديدة .. قام فيها بتغليب العقل على النص .. أو تجاهل فيها بعض الحقائق الثابتة ..
هو نفسه قد تراجع عن معظم ذلك في أخريات عمره كما في كتاب (قذائف الحق) ...
من ذلك مثلا ً:
رفضه لأحاديث صحيحة في البخاري ومسلم وغيره : فقط : لغرابتها عقلا ًأو استنكافها (في رأيه) فطرة ًوذوقا ً!!..
وذلك مثل حديث غمس الذبابة في الطعام أو الشراب إذا سقطت فيه قبل إلقائها : لمَن أراد أن يواصل الأكل أو الشرب ..
وهو ما أكد العلم الحديث الآن إعجاز ذلك الفعل البسيط : في القضاء على أضرار هذه الذبابة الساقطة في الطعام أو الشراب قبل إلقائها (ففي أحد جناحيها الداء : وفي الآخر دواء) .. بل : وآخر توجهاتهم الآن هي استخلاص المضادات الحيوية من الذباب !!..
وقد اعترف هو نفسه بتجنيه الكثير على هذا الحديث بالذات : وذلك في كتاب (قذائف الحق) .. وعلى غيره أيضا ًمن الأحاديث ..
وكذلك :
رأيه الغير صحيح في الشيعة الروافض : والذي تجدونه في كتابه (ليس من الإسلام) ...
حيث انخدع كغيره من تلامذته (كالقرضاوي) بمعسول كلام القوم وأكاذيبهم وتقيتهم :
ولم يلتفت ولو نظرة : على تاريخهم المرير في الإسلام وسفك دماء المسلمين وإبادتهم والتمثيل بهم : قديما ًوحديثا ً!!!..
فضلا ًعن أراء علماء السلف في الروافض : والذي أثبت التاريخ أنه بالفعل لن يتغير ..
منذ القرامطة والنصيرية والويهية والإسماعيلية والعُبيدية (وهو ما يسمونه الفاطمية) : وانتهاء بالصفوية الإيرانية الحديثة !..
وهو ما أدركه القرضاوي مثلا ًمؤخرا ًبعد فترة مداهنة طويلة معهم : مُعتقدا ًبصغر الخلاف بينهم وبين أهل السنة !!!..
وكذلك أيضا ً(واقتباسا ًمما ذكره الأخ الفاضل) :
ضعفه في علم الحديث .. حيث أورد الأخ تعليق الشيخ الغزالي على كتاب النقاب بقوله :
" إن الإسلام حرم الزنا فوجب ستر الوجه سدا للذريعة ! قلت الاستدلال ساقط فقد طلب الإسلام كشف الوجه في الحج والصلوات, فهل يحرض بذلك علي الفاحشة؟ "
وأنا أقول : بل الاستدلال صحيح في محله عكس ما قال الشيخ رحمه الله !!.. فالله تعالى عندما يُحرم شيئا ً: يُحرم كل ما من شأنه أن يُفضي إليه .. ولم يُخطيء كاتب الكتاب حينما وصف ستر الوجه بانه : سد الذريعة إلى الزنا !!!!..
بل وأقل من الزنا أيضا ًكتعرض الفــُجار للمؤمنات العفيفات وإيذائهن قولا ًأو فعلا ً.. وهو سبب فرض الحجاب الكامل أصلا ًفي سورة الأحزاب على نساء النبي : وبالأحرى نساء الأمة من ورائهن ..
حيث جاء في حديث عمر الصحيح رضي الله عنه في البخاري ومسلم :
" وافقت ربي في ثلاث " ... وذكر منهن : " وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر ، فلو أمرتهن يحتجبن ؟ فنزلت آية الحجاب " ...
وأما بالنسبة لحُجة الشيخ الغزالي في أن المرأة تكشف وجهها في الصلاة والحج : أقول : هذا قول صحيح : ولكن له تقييد !!..
ألا وهو : عدم وجودها في حضرة رجال أجانب : يمكنهم النظر إليها !!!!..
فإحرام المراة بالفعل في العمرة أو الحج : أنها لا تغطي وجهها .... وذلك كأن تكون جالسة في خيمتها الخاصة مثلا ًأو في مكان مفتوح بين أهلها لا يفتتن بها الرجال .. وأما إن اقترب منها الرجال وصار في إمكانهم رؤيتها : فعليها أن تستر وجهها : تماما ًكما كان يفعل زوجات النبي والصحابة رضوان الله عليهن !!!..
وأنقل الأحاديث التالية في هذا الشأن : والتي صححها أو حسنها الشيخ الألباني في كتابه (جلباب المراة المسلمة في الكتاب والسنة) ..
حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت :
" كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " ...
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت :
" كنا نغطي وجوهنا من الرجال ، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام " ...
وعن صفية بنت شيبة قالت :
" رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة " ....
أقول :
وحديث ستر أمنا عائشة لوجهها في الصحيح وغيره في قصة الإفك : مشهورة ..
وفيها قولها رضي الله عنها عندما سار الجيش ولم يلتفت أحد لغيابها عن هودجها لحاجتها :
" فبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي (أي مكاني في انتظار عودة أحدهم) ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، فَنِمْتُ ، وَكَانَ صَفْوَانُ ابْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ (وهو الذي مهمته تفقد مكان الجيش لجمع الضائع أو جلب المنسي) ، فَأَدْلَجَ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ ، فأتاني ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي ، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ (أ] قبل نزول آية الحجاب بما فيها ستر الوجه) ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي (أي على صوت قوله : إنا لله وإنا إليه راجعون) ، فَخَمَّرْتُ (وفي رواية: فسترت) وَجْهِي عنه بِجِلْبَابِي " ...
رحم الله أمهاتنا أمهات المؤمنين .. رمز العفة والستر ....
6..
ومن هنا أخي :
فاعرف الرجال بالحق : ولا تعرف الحق بالرجال ..........!
فالكل يُخطيء ويُصيب ....
وعلى هذا : فعند التعرض لقضية شائكة من الدين : وخصوصا ًفي هذا الزمان الذي انطمست فيه الفطر (وخصوصا ًفي مسألة كالنقاب أو مشروعية ستر المرأة وجهها) :
فأرجو النظر قبلا ًإلى أراء الكل : سلفا ًوخلفا ً: لتعرف الحق الذي لا لبس فيه !!!!..
فهذا شيخنا الألباني رحمه الله : فبرغم قوله باستحباب ستر وجه المسلمة الشابة : إلا أنها قد تضافرت الردود عليه في إنكاره (((وجوب))) ستر الوجه (ومنها رد خاص لي على كتابه الرد المفحم رحمه الله) ..
والإمام الألباني بعظيم قدره في علم الحديث وريادته فيه : إلا أن له أراءً فقهية ًلم يُصب فيها ...
كقوله مثلا ًأن الاستمناء شهوة ًعمدا ً: لا يُفطر الصائم !!.. ذلك برغم أنه لا يُجيزه !!!..
وكقوله بعدم جواز لبس الذهب المُحلق للنساء !!!..
بل وحتى هناك من الأحاديث التي : اكتشف بعد تصحيحها : سببا ًيقدح فيها ..
أو اكتشف بعد تضعيفها : زوال سبب تضعيفها !!!..
وهذا كله يعرفه كل مَن له أدنى دراية بكتب الشيخ الألباني رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا ً..
وبالعموم كما قلت وأ ُكررها :
كلٌ يؤخذ من كلامه ويُرد .............
فالعبرة ليست بالأشخاص ......
ومن اكبر ابتلاء الإنسان (مؤمن أو كافر) :
أنه يعتقد شيئا ً.. أو يُحب شيئا ً: لفترة من الزمان :
ثم يأتيه الله تعالى بالحق والصواب في هذا الشيء : ليرى :
مدى قابلية كل إنسان على التحول إلى الحق والصواب : فيما جاءه عن الله عز وجل ...
يندرج في ذلك كل شيء : من كفر الكافر .. وصعوبة تخليه عن كفره الذي عاش فيه زمنا ً..
إلى مذهبية المتعصب : والذي مكث في مذهبه زمنا ً..
إلى حب الناس لداعية او شيخ أو قسيس أو كاهن : ثم بيان زيف ما يدعو إليه بعد ....
7..
وأخيرا ً...
أرجو ألا يظن أحد الإخوة الأفاضل (كالأخ الفاضل والأخت أمة الرحمن) أني أطعن في أحد العلماء ..
وخصوصا ًالشيخ الغزالي رحمه الله (ولي مع كتابه خلق المسلم ذكرى جميلة) ...
أو الشيخ الألباني طبعا ًرحمه الله : والذي لا يكاد يخلو موضوع لي من الاستشهاد بحديث صححه أو ضعفه ..
والذي لن تنقطع الأمة من النهل من مجهوده الوافر في علم الحديث : لسنوات قادمة بإذن الله ...
ولكن الحق أحق أن يُتبع ....
وما قد تجهله انت عنهم وعن اخطائهم كبشر في اجتهاداتهم المحمودة : والتي يجب الحذر والتحذير منها :
فهناك أخرون يعلمونه !!..
هدى الله الجميع لما يُحب ويرضى ...
وأ ُذكر الأخوات (والأخت الكريمة خلدة خصوصا ً) : بعدم التجني على شعائر الدين أو ثوابته في لحظة انفعال بقدر الإمكان : والتي وصلت بالأخت الكريمة أن تلمز تفسيرات علماء أجلاء للقرآن : بغير وجه حق إلا أنهم : رجال !!!..
ولو كانت انتقدت بعض الكلام المرجوح أو الاحاديث الضعيفة الواردة في بعض كتب التفسير : لكان مقبولا ً..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
Bookmarks