المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد
وجهة التطور الطبعي
في غياب مدبر للأحداث، متى يحق للملحد وصف أي تطور بـ(الطبيعي)؟ إذا كانت وجهته متوافقة مع وجهة (التطور الفيزيائي) الذي يحكم لبنات المادة، وإلا لن يكون لكلمة (طبيعي) أي معنى غير خداع القارئ. وما هي وجهة التطور الفيزيائي؟ هي وجهة القوانين التي تسوق المادة نحو الحالة الأكثر استقرارا، وذلك بسبب تحول طاقة الكون الفاعلة exergy الى طاقة غير فاعلة anergy مع مرور الزمن. كما أن قواعد الاحتمال هي الأخرى تسوق كل نظام آلي الى الحالة الأكثر استقرارا. وما هي الحالة الأكثر استقرارا من المنظور الرياضي؟ هي الحالة الأكثر احتمالا! ومتى تكون الحالة أكثر احتمالا؟ حين
تتطلب شروطا أقل! في المقابل انتقال المادة من الموت الى الحياة هو انتقال الى حالة
تتطلب شروطا أكثر، لأن المادة الحية تحتاج (للشروط الفيزيائية) علاوة على (الشروط البيولوجية) بخلاف المادة الميتة التي تحتاج فقط (للشروط الفيزيائية)!
إذاً من الخداع وصف أي تطور "بالطبيعي" إذا كانت وجهته معاكس لوجهة كل القوى الفاعلة في الكون. وتلك القوى حسب الفكر الإلحادي لا تخرج عن العوامل الفيزيائية والاحتمالية دون وجود أي مدبر.. فبأي منطق إذاً يصف ريتشارد دوكينز (الصعود الى قمة الجبل) بالتطور الطبيعي إذا كانت قمة الجبل تمثل
شروطاً أكثر، بخلاف التطور الفيزيائي والاحتمالي له وجهة معاكسة نحو
شروط أقل؟
Bookmarks