الإلحاد حيلة دفاعية
الحيل الدفاعية Defense Mechanisms هى وسائل لخفض القلق والتوترات المصاحبة للأزمات النفسية على اختلاف أنواعها ومصادرها، فهي تخفف من وطأة العقبات المادية والمعنوية التي تعترض الفرد، كما تقيه من معرفة عيوبه ونقائصه ونياته الدفينة الذميمة، فتقيه من مشاعر النقص والذنب، ومن استصغار نفسه واتهامها، فهي تعمل بطريقة آلية لاتسبقها رويّة أو تفكير، كما لايمكن ضبطها بالإرادة، وأغلبها فطري لايكتسبه الفرد عن طريق الخبرة والتعلم. (1)
ومن جملة هذه الحيل هى الإنكار Denial ويُعرّف بأنه أحد آليات الدفاع النفسى التى يواجه المرء فيها بحقائق تسبب له عدم الارتياح لدرجه لا يمكن معها أن يتقبلها فيقوم بنبذ هذه الحقائق بالرغم من توفر الأدلة القاطعة عليها
وأخرى هى التبرير Rationalization ويُعرّف بأنه عبارة عن اختلاق أعذار وأسباب تبدو للنظرة العابرة مقنعة ومنطقية ولكنها ليست الأسباب الحقيقية والدوافع الفعلية وراء السلوك وهي عبارة عن تبرير لسلوك الفرد الذى يعتقد هو في قرارة نفسه أنه خاطئ .
وفى ضوء ما سبق يمكننا ان نفسر الكيفية التى تعمل بها الدوافع التى تدفع بالبعض ممن غلبت عليهم شقوتهم إلى الوقوع فى شَرَك الإلحاد
فنعلم أولا أن الدوافع المفضية إلى الإلحاد تتلخص فى أمرين :
1 - الأهواء البشرية:
فحب الشهوات من غريزة جنسية ومال وعجب وغرور وكبرياء يجد فيها الملحد ضالته، فهو يريد أن يفرغ شهوته بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب، ويحب أن يجمع المال كيفما شاء وينفقه فيما شاء دون أن يجد محاسبة وتقييدا له في حياته، وحبه للظهور والخروج عن المألوف بين معارفه فيظهر نفسه كأنه الأكثر فهما وجرأة.. والكثير من الأهواء التي تعتري البشر فتوصلهم أو تسهل عليهم الإلحاد والعياذ بالله.
2 - الرغبة القاصرة:
لأن الملحد عندما يخاف وجود الله يفكر في إنكاره ويصل بعدها لعدم الإيمان به.
فالآلية الاولى وهى الانكار تعمل عملها فى شكل انكار وجود الله والأخرى وهى التبرير تعمل عملها فى شكل قائمة الاعذار الواهية التى قد تبدو للبعض عقلانية ومنطقية لانكار وجود الخالق التى لا يكل الملحدون ولا يملون من كَرِّها بمناسبة وبدون مناسبة !
وإذا ما أضفنا أحد أقسام الإنكار والذى يعرف فى اللغة الإنجليزية بـ Minimization يمكن تفسير موقف اللاأدريين والذين قد يسلمون بوجود الإله لكنهم يقللون من أهمية هذه الحقيقة فيجعلون من وجوده وعدمه سواءا بالنسبة إلينا .
--------------------------------
(1) الموسوعة العربية
منقول بتصرف يسير
Bookmarks