1
نهج الخرافات
بسم الله الرحمن الرحيم
من ملاحظاتي يا د حسام الدين حامد أن العمالة كل العمالة للمستشرقين والمنصرين وأعداء الإسلام الحقيقيين هو ماتقومون به من تأكيد الافتراء، عن جهاده صلى الله عليه وسلم ضد المضطهدين الكفرة الأعداء. وزعمكم أنه رفع سيفا كي يأتي السيف بتوحيد الألوهية، رافضا ماعرض عليه من توحيد الربوبية.
الكذب منكم هو تصويركم السيرة النبوية، كأن الكافرين قوم من المساكين الموادعين، طلبوا الدخول في الإسلام وقدموا توحيد الربوبية وحده عرضا، فأبى النبي إلا إضافة توحيد الألوهية أيضا، فلما أصروا جرد السيف، وشن عليهم معارك الشتاء والصيف.
وهذا الفقير أمام العالم كله يقسم، أن رسول الله الأكرم، الذي صلى عليه رب الوجود وسلم، ماخرج إلا دفاعا عن حقه وحق صحبه في الحياة وحرية العقيدة، وما كان مبتدئا برفع السيف على كافر لمجرد أن يترك المشرك شركه (وكريمة عقيدته مهما كانت على حد تعبير الدستور السوداني.)
تتحدثون في منتداكم وكأن كفار مكة كانوا فريقا من الغلابة، جريمتهم هي مجرد عقائد خلابة غلبت على قلوبهم، جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضون عليه توحيد الربوبية ليقبلهم مسلمين، وهو يأبى أن يدخلهم بها في الإسلام، ويصر على إضافة توحيد الألوهية وإلا ذبحهم بالحسام.
والسبب النهائي المنشود الذي من أجله تم حبك تلك الجمل المنظمة عن التوحيدين، هو أن تعقدوا المشابهة التامة بين مسلمين وكافرين لتحلوا دماء المسلمين.
لاذكر عندكم مهم للاضطهاد الذي كان وحده هو سبب الدفاع، ولاتركيز على تأليب الكافرين الناس حول المدينة عليه، وتحزيبهم القبائل يوما بعد يوم، وجمعهم الأحزاب وسوقهم، وهذا الذي تفعلون جريمة نكراء، وتحقير لشأن اضطهاد النبي سيد النبلاء، وتهوين من شأن ماحدث له ولأصحابه من عذاب لما آمنوا، واستهتار بهوان النبي الكريم على القساة الغلاظ لما صدع بالحق في تلكم الغابة، وتحقير منكم لقيام الكفار بعد هجرته الشريفة للاعتداء والحرابة.
نهجكم هو تكريم للكفار البعداء، ووضعهم هم في خانة المدافعين عن حريتهم أن يشركوا الربوبية والألوهية أو يوحدوهما، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم في خانة من ينكر عليهم حريتهم أن يعبدوا الرب الذي يريدون، ولاتحسون أنكم تقترفون الإهانة كل الإهانة لكل تاريخ الإسلام، ألا تخجلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن كل مايصيبني في منتداكم من مهانات، وما يرميني به السفهاء من الصبية والفتيات، والإخوة والأخوات، والطلبة والطالبات، ليهون إزاء تنكيلكم برسول الله صلى الله عليه وسلم أمام العالمين، وصبكم عليه من طين الافتراء، ورجس الصورة النكراء أمام العالمين، حين تصورونه خارجا لقتال الناس ناشطا جاهدا بسيفه ليغيروا العقيدة، والكفار في بلادهم وادعين في حالهم، يدافعون عن حقهم في شرك الألوهية، ويعرضون عليه كلما لقيهم توحيد الربوبية، فيأبى إلا قتلهم وسبيهم.
حقا إن ما يصب علي من بذاءلت منكم لهو صفر على الشمال، بجانب ماتهينون به رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، وأنت تتهمونه أمام العالم بما هو عند الله يعتبر سبا قبيحا، وصدا عن السبيل، ومما يستوجب الغضب والعقاب.
كأني بكم تدللون الكافرين وتبررونهم، وأنتم تتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قتل الناس من أجل توحيد الألوهية، رافضا كل الرفض الاكتفاء بتوحيد الربوبية.
لهفى عليك يارسول الله وصلى الله عليك، فقبل بدر وبعدها ماخرجت من دارك إلا لتدافع عن ديارك، ولاخرجت بناسك إلا دفاعا عن حرية العبادة والمناسك.
تفترون أسبابا للخروج على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين تزعمون بالكذب أنه خرج المعارك يوم كذا ويوم كذا يهاجم الكافرين من أجل أن يغيروا عقيدتهم، ويوحدوا الألوهية مخلصين محبين متوكلين داعين راغبين راهبين، وتهملون الاضطهاد الذي عاناه من أجل عقيدته، وما إهمالكم لهذا الاضطهاد إلا لأنكم أنتم تضطهدون الناس من أجل عقائدهم، وتعلمون حقيقتكم فلا تجتهدون في دراسة الاضطهاد وتدريسه لأن من على رأسه بطحة يتحسسها، ومن في أم رأسه جائفة أو آمة فلا تزال ذكراها تنتابه.
حمى الله المسلمين من نياتكم السوداء، وأحبط مخططاتكم، وحطم ما تبثونه من العقبة الكأداء.
وهدى الشباب والشيوخ إلى نور الحق.
Bookmarks