النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إعلام الحمر الأهلية بكتاب رب البرية.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    252
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي إعلام الحمر الأهلية بكتاب رب البرية.

    من آنسه قراءة القرآن لم توحشة مفارقة الأخوان .

    من قرأ القرآن الكريم لابد له من عبرة على خدية نزلة , ورقة فى قلبه داخلة , وشفقة على الكائنات مثمرة , ولما لا ؟ وفيه من آيات الرحمة والمغفرة ما يبكى من سماعها العصاة والجبارون , وفيها من آيات العذاب والوعيد ما يبكى من خشيتها الطائعون والمخبتون , وهذا القرآن الذى فيه ذكر الله تعالى وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم , وهو الذى لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله تعالى , وحال المؤمنين مع القرآن تجده فى السحر يوم باتت العيون مغمضة , والألسن مبيتة , والأجسام على الآسرة راقدة , فإذ بقيام الليل نادى عاشقية وقد لبى كل مُنَادى بالصلاة وفيها الحمد لله رب العالمين وإذا بالخاشعين يبكون ويزيدهم خشوعا , حالهم كمن قال :
    بَكَى البَاكُونَ لِلرَّحمنِ لَيلاً
    وبَاتُوا دَمعُهُم ما يَسأَمُونَا

    بِقَاعُ الأَرضِ من شوقي إِليهم
    تَحُنُّ متى عَليها يَسجُدونا

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى عند استماع القرآن من غيره كما قال عبد الله بن مسعود قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( اقرأ علي ) . قلت يا رسول الله آقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال ( نعم ) . فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "(41:النساء) . قال ( حسبك الآن ) . فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان . رواه البخارى .
    وكان أبو بكر رضي الله عنه شجي النشيج ، كثير البكاء , و كان في خد عمر رضي الله عنه خطان من آثار الدموع , وكان علي رضي الله عنه يبكي بالليل في محرابه حتى تخضل لحيته بالدموع , وكان ابن عمر إذا قرأ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " (16: الحديد) بكى حتى يغلبه البكاء , وقال ابن عباس فى قول الله تعالى " وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "(83:المائدة ) نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه، الذين حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم قال سعيد بن جُبَير والسُّدِّي وغيرهما: نزلت في وَفْد بعثهم النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه، ويروا صفاته، فلما قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن أسلموا وبَكَوا وخَشَعوا، ثم رجعوا إلى النجاشي فأخبروه.
    أما عن حال الباكين المعاصرين فهذا الشيخ خالد الغامدى يقرأ أياتٍ من سورة ال عمران حتى إذا وصل إلى قول الله تعالى " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ " (195: ال عمران) بكى حفظة الله وهذا الشيخ أحمد العجمى يقرأ فى سورة ص حتى بكى حفظة الله تعالى وهذا الشيخ سعود الشريم يبكى بكاء شديداً وهو يقرأ سورة الفاتحة حفظة الله تعالى , رجال وقع القرآن فى قلوبهم وعلى سمعهم فهم فى نور من نور , وهذه المعانى الرقيقة بين المؤمنين وبين القرآن الكريم لايعرفها النصارى , لا عوام ولا علماء إن جاز أن فيهم علماء , وكيف يسيرون بكتابهم إلى طريق البكاء بالليل والنهار , سراً وعلانية , وعندهم أن سليمان قد مات على الشرك وقد غفر له لمحبة الرب لوالده , وكيف يتذوقون لذة البكاء والخوف والوجل والرهبة والرغبة إلى ملك الملوك وعلام الغيوب وليس عندهم وصفاً للجنة والنار كما هو للمسلمين , وكيف يبكون من كتاب أصابة اللمس والمس واللبس والسحر والصرع والجنون والسبات والغفلة وكله تحريف على تحريف , وشطط على شطط , وإضافة على إضافة إلا نذر يسير ثم يقولون هذا من عند الله , فمن تاه فى كتاب النصارى صعب عليه أن يجتمع على القرآن الكريم .

    فما سمعنا أن قساً كغراب الليل بكى من قراءة كتابهم ولا شهق من سماع آية عندهم بل كثير من الأتباع لا يفهمون ما يقال فى الأعياد والمراسم والقداس , حتى من كبراء القوم فهو خلط بين الأرامية واليونانية والعبرية وتشوه لما ترجم إلى اللغة العربية ,فهو تحريف بشتويه , فليتنا نرى أناساً يبكون من سماع الكتاب المقدس هذا !

    أفلا يتدبرون القرآن .

    أفلا يتدبرون القرآن , هؤلاء الذين طعنواْ فى كتاب ربنا , وخاضواْ فيه بجهل دون أن ينظرواْ فيه أو نظرواْ فيه بلا تدبر , أفلا يقارنواْ بين الوحى المنزل وبين النقش المدون , هذه قاعدة جليلة علمية قل ما تجدها فى كتب القوم , أنه لو كان هذا القرآن من عند غير الله لوجدنا فيه أختلافاً كثيراً , والحمد لله أن ثبت لنا هذا لما نظرنا فى كتاب الله , فانعجم البليغ فى المقال , وساوت الأدباء والشعراء والبلغاء والصرفيون والنحويون عند قول واحد , سبحانك , وأما الكتاب المقدس ففيه من الأخطاء الأعرابية ما الله به عليم , فضلاً عن إختلاف الأناجيل وكاتبيها , ففيها من الأختلافات بين الأنجيل والآخر ما بين السماء والأرض , فثبت لنا أن الكتاب الحق ما ثبت عند التأملات والنظرات المدققات وعلامات صدقه عدم الأختلاف , فطبق إيها القس الحزين على كتابك وأخبرنى بما تخلص .

    إستعاذة بالله الواحد الأحد .

    فإذا قرأت القرآن , هؤلاء الكهان العميان يقرئون القرآن بنجاستهم الحسية والمعنوية , ولذا هم يحرمون كثيراً مما فى القرآن الكريم , ومساكين هم , فمن أين تعلمواْ الطهارة , ومن أين تعلمواْ إزالة النجس وارتفاع الحدث , وزاواْ على ذلك عدم إستعاذهم من الشيطان الرجيم الذى هو بعلزبول عندهم وهم يتعرفون بسلطانه على المؤمنين فى كتابهم , فإذا صنع القس منهم هذا وإستعاذ بالله الواحد الأحد من الشيطان الرجيم يوشك أن يقرأ القرآن بعين صافية وضمير مستريح وقلب واعى و عقل راشد ,وهذا كله بعد أن يغتسل , فيفتح الله له بنور آية كما فتح على كثير من القساوسة والرهبان ودخلواْ فى دين رب الأنام , فلا تعاملواْ القرآن الكريم كما تعاملواْ الأنجيل , فإذا جاز لكم تلاوة الأنجيل فى المراحيض كما هى الفتوى المشهورة , فلا يجوز حمل القرآن بدون طهارة , فأغتسلواْ واتلواْ القرآن تعلمواْ عن رب الأنام .

    الدعوة الصريحة فى عجز الثقلين .

    لا يأتون بمثله , لو أجتمعت الوثنية الثالوثية المقدسة مع الصهيونية اليهودية مع الجن وباقى الأنس ما أستطاعواْ أن يأتواْ بمثل هذا القرآن , والدعوة مذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم يرفع القرآن من الصدور والسطور , ولقد تحدى الله تعالى الناس جميعاً أن يأتواْ بمثله فما أجابواْ , وبعشر سورة مفتريات فما لبُّواْ , وبسورة من مثلة فما نطقواْ , وبحديث وهو أصغر من أصغر سور القرآن فما راحواْ ولا حطواْ , وهذه الأسفار التى بين الكتاب المقدس تحمل قداسةً مفبركة , إذ أن الناس قد أتواْ بأسفار كاملة حتى أختلط الكل ببعض ولأن المصدر واحد لم يعلم من أفضل مِنْ من إلا بالأقتراع وحظ النفس والشيطان والبركة فى المجامع النصرانية , وعلى بركة الرب , فلما كتبت الأسفار على الطريقة البشرية سهل على الناس نقضها , والقبض على أسفار مزيفة ومنحولة , وتوجيه الأتهامات لها ولغيرها وليس هذا من المسلمين بل من إبناءهم وفلذة أكبادهم , ولا تزال الدعوة إلى القرآن الكريم قائمة ولن تجد لها سبيل على طريقة لن المعتزلية إن كانواْ يفهمون .

    إذعان المؤمنين بالقرآن العظيم .

    لقد آمن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بما أنزل إليهم من ربهم , كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر خيره وشره , ولما استمعت الجن للقرآن الكريم ذهبواْ إلى أقوامهم منذرين , رغبواْ ورهبواْ , قالواْ سمعنا قرآناً عجباً , يهدى إلى الرشد به آمنا , أجيبواْ وإلا , فهو إذعان من الثقلين ممن آتاهم الله قلوبنا نابضة , وعقولاً متدبرة , لا تستكبر على نور القرآن ولا آياته , وهذا الكتاب المقدس الآن ما سمعنا بأن فيه دعوة صريحة للجن لقبول الفادى والمخلص , بل ولا حتى للناس جميعاً ولقد علمتم أن المسيح الرسول أرسل إلى خراف بنى أسرائيل الضالة , ومن الطرائف أن المسيح عليه السلام لن يعرف هؤلاء الذين قبلوه فى الدنيا من العرب , ولهذا لسببين لأنه رسول من الله , ولأنه مرسل إلى بنى إسرائيل , فيا حسرتهم فى الآخرة ويا ضيعتهم فى الدنيا , خسرواْ الدنيا والآخرة .

    شفاء رب العالمين
    .
    وينزل الله من القرآن ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين , فهو الطبيب المعالج , وهو الدواء الشافى بإذن رب المشارق , فيه شفاء لما فى الصدور والأبدان , إذا عرضت الشبهات على القلوب فهو هادمها عن بكرة أبيها , وأن دخلت الشهوات فهو نازعها وجعل الأيمان فيها , كم من آية فيها توحيد وكم من آية فيها توضيح لما يضمر الأنسان فى قلبها , حتى هذه الأمور التى لا يجوز للعقل الخوض فيها لم تترك بل أُمرنا فى القرآن أن لا نسأل عن أشياء أن تبد لنا تسوئنا , حتى تنقطع كل الوساوس الشيطانية والنفسية والقسيسية والرهبانية , فليس لهذه الشبهات عندنا مكان , وكذا الأمراض العضوية فإن القرآن فيه الرقية الشرعية تشفى بإذن رب البرية , حتى المصروعين بالجن والعفاريت فإن آية واحدة شفاء لهم , ولا يحتاج المعالجون إلى تلاوة القرآن كله بل لو بآية الكرسى ففيها قمع للجآن والعفاريت , ولن تجد ذلك أبداً فى أى كتاب آخر , وهذا الكتاب المقدس على ما فيه من مائات النصوص الوحيية كما يزعمون لا تجدها تشفى عليلا فى باب التوحيد , ولا غيره وهو الركن الركين والطريق القويم , لا يشفى أى مريد لمعرفة التوحيد بأقسامه الثلاثة , فهو فى باب الألوهية شرك محض وكفر صدق , دعوة صريحة إلى تأليه المسيح مع عدم ثبوثها عنه وعن المخطوطات التى نقلت منها , لكنها تدعواْ إلى الأشراك بالله تحت دعوى المحبة والفداء والخطيئة , بل أن الرب قد غفر لسليمان كما فى توراتهم وقد مات على الشرك لأن الرب قد أحب أباه , وعن توحيد الربوبية فيه تشويش عظيم , إذ لما خلعواْ العبادة للمسيح جعلواْ الخلق والتدبير والرزق والتغيير لجزء من الإله وللأقنوم , بل إن كتابهم يسلب القدرة من ربهم وخالقهم لما صارع اسرائيل رب البلاد والعباد كما يقولون , فتعالى الله عما يقولون , وعن توحيد الأسماء والصفات فكتابهم وإن دل على شىء من جانب الصفات العليا والآسماء الحسنى فى نص فأنه ينقض المتقضى واللازم فى نصوص آخر , فهم معطلة فرت من قسورة , فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟
    كيف يعصى الاله ويجحده الحاجد وفى كل شئ له ايه تدل على انه الواحد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    252
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فضائل القرآن ...
    هذا القرآن الكريم حال الله به بين الشياطين وبين خبر السمآء وإستراق السمع , فقد انطلق النبى صلى الله عليه وسلم إلى سوق عكاظ يصلى بالصحابة صلاة الفجر وإذ بالشياطين قد أُحيل بينهم وبين خبر السمآء وأرسلت الشهب , فقالت الشياطين أذهبواْ فأنظرواْ الذى حال بينكم وبين سمآئكم وإذ بالنبى يصلى وأصحابه يصلون , فلما استمعواْ رجعواْ إلى قومهم منذرين , قالواْ إنا سمعنا قرآنا عجبا فأمنواْ به فإنا لن نشرك بربنا أبدا.
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن ".
    وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من عدم معاهدة القرآن , فكان يشبة الحافظ للقرآن بصاحب الأبل إن عاهد عليها أمسكها وإن تركها ذهبت .
    وكان يقول " بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل نسي؛ واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم " وكان يقول " تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها ".
    وهذا السكينة تنزل على قارئ القرآن , وهذا قصة أسيد بن حضير وبينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره، رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: وتدري ما ذاك قال: لا؛ قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم.

    فصل فى تفسير القرآن الكريم .
    والتفسير هو بيان معانى القرآن الكريم , وأذا سَئل النصارى لماذا تفسرون القرآن وتطلبون تفسيره ؟ فقل يطلب التفسير لأغراض جليلة , منها معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته , وتصديقها كما أتت من غير تحريف ولا تعطيل وغير تكييف ولا تمثيل , ومنها معرفة ما حرم الله لأجتنابه وما أحل الله لطلبه , ومعرفة الأخبار الصادقة فيما مضى من ذكر للأحداث الفائتة لنعتبر والقادمة فى الأشراط وغيرها لنعمل , قال ابن عثيمين " والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة ، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله ؛ ليعبد الله بها على بصيره ".
    وقل فى تفسيره الحياة حياة الأبدان بإنشغالها بالطلب وشرف العلم بشرف المعلوم وحياة القلوب لإنشغال القلب بكلام الرب الذى أُحي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , فإذا ضاعت هذه المعانى فى كتابكم المقدس بزعمكم وتخيلاتكم وأوهامكم فإنها محفوظة لنا بحفظ الله للقرآن وهى حية تنبض فى كتابنا, تخرج التوحيد بصورة جلية لا لبس فيه وهو أسمى ما يطلب من القرآن الكريم , فإن فى التوحيد الخالص لله إفراد وصرف وتنزيه وهو المفقود عندكم , الضائع بأقلام علمائكم , المنسى فى قلوب أتباعكم , ولهذه المعانى وغيرها نطلب التفسير .
    إذاً ما دليل المحبين وحجة المشتاقين لتفسير تنزيل العزيز الحكيم ؟
    وأفضل ما يفسر به القرآن الكريم هو القرآن الكريم فإن ما أجمل فى موضع بسط فى موضع آخر وما تشابه فى موضع رد إلى محكم فى مواضع أخرى .
    ثم السنة المشرفة فهى السراج المنير والصراط القويم فكل ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من كتاب الله تعالى قال تعالى " إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا" [ النساء: 105] ، وقال تعالى: " وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " [ النحل: 44] ، وقال تعالى: " وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [النحل: 64] , قال الطبرى " أنّ مما أنزل الله من القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ما لا يُوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم, وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره - واجبه ونَدْبِه وإرْشاده-، وصنوفِ نَهيه، ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعضَ خَلْقه لبعض، وما أشبه ذلك من أحكام آية، التي لم يُدرَك علمُها إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمَّته" .
    وأذا ضاقت بك السبل فعليك بما قاله الصحابة رضى الله عنهم , فهم أولواْ الألباب وأصحاب الدعاء المستجاب , عاصرواْ الرسول الكريم , وحاصرواْ القلع المتين , شهدواْ الغزوات , وماتواْ على توحيد رب البريات, وتلقواْ العلم من فم الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسالات , واجتهدواْ فى حياته فأقرهم على الأجتهادات , أو ردهم إلى صحيح التأويلات المفسرات , إجتماعهم معصوم , ونزل ذكرهم فى محكم القرآن والتنزيل , فهل بعد ذلك من رد لأقوالهم أو تأويلهم , فمن فعل فهو خبيث القلب , غبى اللب , ناقص الأدراك كاره ولم يكن لهم محب .
    ثم عليك بما قال به التابعون فهم أدرى من غيرهم ولقد عرض مجاهد على ابن عباس القرآن يسأله عن تفسير آية آية حتى انتهى , ولهذا كان سفيان الثوري يقول إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
    وطريق آخر لمعرفة التفسير ما قاله العلامة ابن عثيمين فى ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي أخذ بما يقتضيه الشرعي ، لأن القرآن نزل لبيان الشرع لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به .
    مثاله قوله تعالى في المنافقين : (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً )(التوبة: الآية 84) فالصلاة في اللغة الدعاء ، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي ، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب ، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر .
    ولمن قال أن فى القرآن ما لا يعلم أبداً فكيف الوصول إلى تفسيره ؟
    إن فى القرآن ما أستأثر الله به فى علمه فلا يطلب فى هذا الوجه , كمن سأل عن الساعة فأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أجابه عن أشراطها لا على معادها , فهذا مما لا يعرف موعده أحد , لا ملك مقرب ولا نبى مرسل .
    وهل لأحد أن يقول فى القرآن برأيه ؟
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية " وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم فيه نبأ من قبلهم وخبر ما بعدهم وحكم ما بينهم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن فلا يستطيع أن يزيغه إلى هواه ولا يحرف به لسانه ولا يخلق عن كثرة الترداد فإذا ردد مرة بعد مرة لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام ولا تنقضي عجائبه ولا تشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
    وعلى المفسرين من تصدَّواْ للقرآن الكريم تعلم عدة علوم ؟
    ومن أراد أن ينشغل بالتفسير فعليه بعددة علوم يتعلمها منها علم اللغة أسماً وفعلاً وحرفاً الحروف لقلتها تكلم على معانيها النحاة فيؤخذ ذلك من كتبهم , ومنها معرفة الأحكام التي للكلم العربية من جهة إفرادها ومن جهة تركيبها ويؤخذ ذلك من علم النحو , ومنها كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع , ومنها تعيين مبهم وتبيين مجمل وسبب نزول ونسخ ويؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وذلك من علم الحديث , ومنها معرفة الإجمال والتبيين والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد ودلالة الأمر والنهي وما أشبه هذا ويختص أكثر هذا الوجه بجزء الأحكام من القرآن ويؤخذ هنا , ومنها اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إتيان بلفظ بدل لفظ وذلك بتواتر وآحاد ويؤخذ هذا الوجه من علم القرآن , وهى مما ذكره ابن حيان الأندلسى رحمة الله عليه .
    كيف يعصى الاله ويجحده الحاجد وفى كل شئ له ايه تدل على انه الواحد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    كُن كَصًقْرٍ في الذُرى ** يسْمَعْ لوشْوَشَةْ القمر
    المشاركات
    8
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكُمْ اللهُ خيرًا
    وتقبلَ مِنا وَ مِنْكُمْ صالِحَ الأعْمال
    إستشرت الفتن كالنارِ في هشيم الحطب و أُغرِقَ الناسُ في مستنقعٍ آسن
    وأُعلنَ الزنا وهُتكت أستارُ البشر وقُتّلَ الإنسانُ فاليومَ ما أحقره
    ولجَّ الكونُ من فسادٍ سرى وضجَ العبادُ من غيٍ و عناد وكفرٍ و إلحاد
    وضلَ بني الإنس وحادوا عن سُبلِ الرشاد فويلٌ لهم من فتنٍ تغشتهم
    وظُلماتٍ إختلجتهم
    ومُهلكاتٍ أضلتهم
    فهل من فجرٍ بعد طولِ ظلام ..
    ومن آمنٍ بعدَ فزعٍ وخصام ..
    آبشروا قد لاح الفجر
    إنهُ الإسلام ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    252
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وجزاك خيراً الله , وجمعنى بك فى الفردوس الأعلى
    كيف يعصى الاله ويجحده الحاجد وفى كل شئ له ايه تدل على انه الواحد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    252
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فصل فى حفظ الله القرآن ونزول الوحى الكريم
    وتجميعه
    وحرص الصحابة على حرفه .
    (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) .

    قال الطبراى ( يقول تعالى ذكره ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه .
    قال الألوسى فى تفسير هذه الآية (أي نحن بعظم شأننا وعلو جانبنا نزلنا الذي أنكروه وأنكروا نزوله عليك وقالوا فيك لادعائه ما قالوا وعملوا منزله حيث بنو الفعل للمفعول إيماءً إلى أنه أمر لا مصدر له وفعل لا فاعل له { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي من أكل ما يقدح فيه كالتحريف والزيادة والنقصان وغير ذلك حتى أن الشيخ المهيب لو غير نقطة يرد عليه الصبيان ويقول له من كان : الصواب كذا ويدخل في ذلك استهزاء أولئك المستهزئين وتكذيبهم إياه دخولاً أولياً ، ومعنى حفظه من ذلك عدم تأثيره فيه وذبه عنه ، وقال الحسن : حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة ، وجوز غير واحد أن يراد حفظه بالإعجاز في كل وقت كما يدل عليه الجملة الإسمية من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل ، ولم يحفظ سبحانه كتاباً من الكتب كذلك بل استحفظها جل وعلا الربانيين والأحبار فوقع فيها ما وقع وتولى حفظ القرآن بنفسه سبحانه فلم يزل محفوظاً أولاً وآخراً) .
    قال العلامة عبد الرحمن السعدى (أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي: في حال إنزاله وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم).
    قال العلامة الشينقيطى ( بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل ).

    آية القرآن الكريم ونزول الوحى .



    1. أعطى الله تعالى الأنبياء والمرسلين من الآيات التى على مثلها آمن البشر وقد أعطى الله تعالى رسول محمد صلى الله عليه وسلم آية تدل على رسالته و تدل على طريق السعادتين فى الدنيا والآخرة وهى القرآن الكريم وهو الذى تُحدى به العرب ما أستطاعواْ إلى ذلك سبيلا , وقد أنزله الله تعالى بلسان عربى مبين.
    2. وقد توفى الله جلت قدرته محمداً صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه الوحى أكثر قرب وفاته هذه أكثر مما كان ينزل من قبل .
    3. وكان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله تعالى بالوحى وقد تمنى رجلاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلى أن يرى الرسول وهو ينزل عليه الوحى فقال "ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ينزل عليه الوحي "فلما كان النبي صلى الله عليه و سلم بالجعرانة عليه ثوب قد أظل عليه ومعه ناس من أصحابه إذ جاءه رجل متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب ؟ فنظر النبي صلى الله عليه و سلم ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى أن تعالى فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه.
    وكانت الصحابة رضى الله عنها وأرضاها من أشد الناس ورعاً فى تلقى القرآن الكريم أو الإستماع إليه وما كان أحد يستطيع أن يقرأ آية ليست فى كتاب الله تعالى ولا حتى أن يستمع إلى آية تقرأ بحرف لم يسمع به حتى أن عمر رضى الله عنه سمع هشام بن حكيم يقرأ فى الصلاة بحروف لم يستمع إليها عمر من قبل يقول عمر فيما روى البخارى (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها.
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أرسله اقرأ يا هشام ) .
    فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كذلك أنزلت ) .
    ثم قال ( اقرأ يا عمر ) . فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ).
    وقد أستزاد الرسول جبريل القرآن الكريم وما زال حتى أنتهى إلى سبعة أحرف كما روى البخارى من حديث ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ) .

    و لما استحر القتل يوم اليمامة وذهب شهداء فى تلك المعركة من الذين يحفظون كتاب الله تعالى خشى عمر رضى الله عنه على القرآن الكريم من أن يذهب منه الكثير بذهاب الحفظة القرآء , فعرض الأمر على أبى بكر الصديق رضى الله عنه بأن يجمع القرآن الكريم فى كتاب واحد خشية الضياع حتى شرح الله تعالى صدر أبى بكر الصديق إلى جمعه فأمر زيداً بن ثابت بجمع القرآن الكريم كتابة وذلك لعلتين:
    أحدهما أنه رجل شاب عاقل لا يتهم.
    وثانيهما: أنه كان يكتب الوحى فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى البخارى من حديث البراء قال : لما نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ) . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ادع لنا زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ) . ثم قال ( اكتب لا يستوي القاعدون ) . وخلف ظهر النبي صلى الله عليه و سلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر ؟ فنزلت مكانها ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر ) .
    وهل كان هذا الأمر سهلا ويسيراً على زيدٍ رضى الله عنه ؟
    كان هذا الأمر بالنسبة إلى زيدٍ أمر شاق لا يطاق إذ نقل جبل أسهل من فعل ذلك الأمر الذى راجع فيه أبو بكر وزيد معتلين بكيفية فعل أمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهنا يتجلى أدب الصحابة فضلاً على حرصهم للتمسك بسنة محمد صلى الله عليه وسلم , حتى شرح الله تعالى صدوهما إلى جمعه ففعلواْ .

    أذن ما هى الطريقة المثلى لجمع القرآن الكريم وأداء هذه المهمة على وجهها ؟
    يقول زيد رضى الله عنه " فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه.

    ولكن بعد جمع القرآن الكريم حدث شىءٌ مع حذيفة بن اليمان لما كان يغازى فى فتح إرمينية وأذبيجان فما هو ؟
    قدم حذيفة بن اليمان على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى .

    فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم فافعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .

    إذا علمت القساوسة هذا الكلام وهو معلوم فى أمهات كتب المسلمين وفروعها , فما هذه الشبه التى يروجونها ليلبسواْ على النصارى دينهم , فمنذ أن أنزل الله تعالى الكتاب على نبيه ورسوله وهى محفوظة تواتراً من صحابى إلى تابعى إلى يوم الناس هذا , وهذه التى يزعمها القساوسة إنما أرادواْ بها أن يغطواْ على ما فى أيديهم من نقص وزيادة وتحريف وتشوية ولعب وخرافة وترويج إلى الفواحش وإزدراء الأنبياء والمرسلين وجملة من الأحكام وعدم الإحكام التى لا يطبقونها على أنفسهم ولا أهليهم , فبدلاً من أن ينشغل هؤلاء بمعالجة هذه العيوب الظاهرة منها والباطنة وهم يفعلون ليل نهار , بدلاً من هذا أرادواْ أن يشغلواْ الناس بهذا , وهذا القرآن بين أيدينا غضاً طرياً معجز كما ذكرنا من قبل , فهذا سندنا فإين سند هؤلاء إلى لوقا ويوحنا ومرقس أو قل إلى العهدين .

    فصل فى فضائل سور القرآن
    وأهم ما يؤخذ من الحديث والآية
    سورة الفاتحة هى أعظم سورة فى القرآن ولقد علمها الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة وأرشدهم إلى أن الفاتحة هى السبع المثانى والقرآن العظيم وذلك لما رواه البخارى من حديث سعيد بن المعلى أنه قال : كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فلم أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي قال ألم يقل الله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ) ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت ( لأعلمنك أعظم سورة من القرآن ) قال ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ).
    1. فى الحديث أشارة إلى فرضية الإستجابة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مهما كان الإنسان مشغولاً بالطاعات إذ أن الإستجابة طاعة هى الأخرى , فلا يتأخر عن الله ولا الرسول أحد .
    2. حرص الصحابة رضى الله عنهم الذين حملواْ لنا كتاب الله تعالى على المسارعة إلى الطاعات حتى ما كان يخرج الواحد منهم من الطاعة حتى لو ناده الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقاداً منه أنه لا ينببغى ذلك , وإلا فهم مسارعون إلى الخيرات رغباً ورهباً وكانواْ لله طائعين .
    3. فضل الرسول صلى الله عليه وسلم إذ أنه الحريص على أن يعلم الأمة الخيرية والأفضلية فما تركهم إلا على المحجة البيضاء ليس كسائر الأمم الذين ضاعواْ بعد موت رسولهم بالظنون والتخرصات , بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد الصحابى إلى أعظم سورة فى القرآن الكريم حتى يتعلمها وكذا يعلمها إذا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , وهو الأمر الذى تخلفت فيه أمم كثيرة حبسها التحريف والتعطيل عن تبليغ شريعة الله الحقة إلى عباد الله تعالى , وهذه الخيرية التى أمتازت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم لقيامها بالإمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما كان يقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
    4.حرص الصحابة رضى الله عنهم على تعلم العلم النافع الذى ينبنى عليه العمل الصالح , إذ قال الصحابى للرسول صلى الله عليه وسلم بأدب المتعلم ( قلت يا رسول الله لأعلمنك أعظم سورة من القرآن ) الأمر الذى زهد فيه كثير من الناس اليوم تعلماً وتعليماً إلا من رحم الله تعالى , لذا إستحقت الصحابة شرف حمل كتاب الله تعالى إذ لما كانواْ أحرص الناس على تعلمه كانواْ أشد الناس تمسكاً به ولله الحمد , ولن تجد ذلك فى إى أمة مهما بلغ مجدها وعزها وكرمتها فهى لن تكون حريصة على العلم الذى يقرب إلى الله تعالى أولاً , ولم تكن حريصه على حفظ كتاب الله تعالى من تحريف المحرفين بل قل من أنفسهم أصلاً.
    5. الرفق بالناس , إذ أن الصحابى رضى الله عنه ما أستجاب إلى أمر الرسول أولاً وأبدأً لكن هى الشفقة على الأصحاب والأحباب , وكأن شيئاً من الصحابى لم يقع ولكن أخذ الرسول وهو الرفيق بيد الصحابى ويكأن لم يكن شيئاً , وهنا يظهر التواضع الذى أمتاز به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم التلقى أعنى به الصحابة رضى الله عنه والرحمة كذلك .
    6. إثبات الأتيان من الله تعالى بالوحى المقدس لرسول المشرف لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أُتيته ) وهذا الأمر يغتاظ منه كثير ممن حرمواْ الإسناد , إذ أن كل كتاب يطعن فيه إلا ما جاء إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
    7. أن هذا السورة التى هى أول سورة فى المصحف هى أعظم السور لما أحتوته من الحمد لله تعالى والثناء عليه ووصفه جل وعلا بصفات الكمال والجلال وإثبات الربوبية والألوهية وأخذ الناس إلى الطريق المستقيم الذى يدخل الجنة وهو طريق الموحدين وهو غير طريق المغضوب عليهم ولا الضالين , وهما الأمتان اللتان ضيعتا كتابهما بالتحريف المزيد أو الشطب الجديد .
    كيف يعصى الاله ويجحده الحاجد وفى كل شئ له ايه تدل على انه الواحد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    ما هذا العنوان؟
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    252
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كيف تعامل النصارى مع كتاب الله تعالى , وكيف تهكم ذلك البيشوى على كتابنا زعماً ومزوراً , فإن كان هؤلاء لا يعلمون فهى لعلة , والعنوان شفاء لهم .
    كيف يعصى الاله ويجحده الحاجد وفى كل شئ له ايه تدل على انه الواحد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. خبر: إعلام البرية بفضائل وأحكام النية...الشيخ الدكتور أبو العالية ، فخر الد
    بواسطة أبو جهاد الأنصاري في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-16-2011, 08:14 PM
  2. خبر: إعلام البرية بفضائل وأحكام النية...الشيخ الدكتور أبو العالية ، فخر الد
    بواسطة أبو جهاد الأنصاري في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 09:59 PM
  3. .. يسب الدهر وأنا الدهر ..
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2010, 02:03 AM
  4. إربطي طفلك منذ البداية بكتاب الله
    بواسطة muslimah في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-02-2008, 10:40 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء