السلام عليكم و رحمة الله
اشكر الجميع على المشاركات الهادفة.
لى بعض التعليقات السريعة
الهدف من الشريط هو التفكر فى هذا الثالوث الجديد و مدى ما فيه من تناقضات. صحيح كما ذكر بعض الأخوة:بعض الدول اقنوم العلمانية اكبر من باقى الاقانيم و بعضها تُعلى من شأن اقنوم الديموقراطية، لكن عادةً يكون هذا غير معلن عنه. يعنى لا تقول دولة ما انها تُقدم العلمانية عند وجود التعارض على غيرها. بل تسعى كل دولة الى ايهام مواطنيها بأنها ديموقراطية حتى النخاع، و علمانية حتى النخاع و ليبرالية حتى النخاع أيضاً
الزميل المرسى اشكرك على تعليقك و لى تعقيبات على بعض النقاط
لكن هل تتفق على مقوله
""لم نتقدم الا عندما تخلصنا من سلطان الله والدين"" على حد قول عالمانيين الغرب؟
نحن لم نتقدم بل من تقدم هو الغرب. أما علمانيون الغرب فنعم معك حق، لكن هل مشاكل بلاد المسلمين هى مشاكل بسبب الدين؟
هل الدول الاسلامية يحكمها الاسلام؟
نقطة آخرى :
هل التقدم يُقاس فقط بالتقدم العلمى المادى، مع أهميته طبعاً؟
لكن لماذا تتقدم الشعوب عندما تترك سلطان الدين وتتمرد على النص ,كما حدث ايضا فى عهد المأمون والتقدم المذهل الذى حدث عند العرب بعد ان تخلصوا من التقليد والتبعيه للنصوص ؟؟ ...وظهور فرق عقلانيه كالمعتزله ,وايضا بما تفسر ان غالبيه العلماء العرب والمسلمين ..كانوا معتزلِه..(كالبيرونى -الجاحظ-الفارابى ...)..
أرى بعض المغالطات هنا:
هل المعتزلة ملاحدة؟
المعتزلة يا زميلى من المسلمين و منهم من اشتغل بالتفسير كالزمخشرى و منهم من عمل بالفقه. لكن مع الأسف عندما علا شأنهم فى عهد المأمون تسلطوا على مخالفيهم. المعتزلة لم يتخلصوا من تبعية النصوص، بل ان المعتزلة عظموا اقتراف الكبائر و انها تُخلد صاحبها فى النار. فلا يمكن مقارنتهم بالملاحدة و العلمانيين من هذه الناحية. غاية ما نقوله انهم مبتدعة، و الخلاف بيننا و بينهم لا علاقة له بالعلم المادى. يعنى لا نقول ان الطب يحتاج الى انسان يرفض النص حتى ينجح مثلاً. فلا تعارض بين الأمرين. و كما قلتُ لك فخلاف ك هل القرآن مخلوق أم كلام الله لن يؤثر فى العلم المادى. و لم يكن كل علماء المسلمين معتزلة فما الدليل على ان البيرونى و الخوارزمى كانا معتزلة و اياً كان فالمعتزلة فرقة من المسلمين و ظنى انهم لو كانوا موجودين الآن لتبرءوا ممن يتمسح بهم من العلمانيين و منكرى السنة.
مع الأسف انتشرت مقولة "العقلانية" و تحول اتباع النص الى تضادها " اللاعقلانية" و هذا غير صحيح بالمرة.
ثم مقولتك هذه:
وايضا بما تفسر ان غالبيه العلماء العرب والمسلمين ..كانوا معتزلِه..(كالبيرونى -الجاحظ-الفارابى ...)
كمقولتى ما تفسيرك ان كل علماء العصر الحديث كانوا يهود
ثم لى ملاحظة: القوى الدافعة لكل هذا التقدم و الذى ظهر فى عهد المأمون متى بدأت؟ الم تبدأ مع الاسلام؟ الم يقم الصحابة بتعلم فن عمارة السفن من الرومان و استعملوه فى فتوحاتهم؟
نعم قد يكون الحق معك اذا كنتَ تعنى "الحشوية" و التى هاجمهم علماء المسلمين من امثال ابن حزم
فانظر ماذا يقول الامام ابن حزم (الفصل فى الملل و الاهواء و النحل):
ولم تلق هذه الطائفة المذكورة ( الملاحدة) من حملة الدين إلا أقواماً لا عناية عندهم بشيء مما قدمناه وإنما عنيت من الشريعة بأحد ثلاثة أوجه إما بألفاظ ينقلون ظاهرها ولا يعرفون معانيها ولا يهتمون بفهمها وإما بمسائل من الأحكام لا يشتغلون بدلايلها ومنبعثها وإنما حسبهم منها ما أقاموا به جاههم وحالهم وأما بخرافات منقولة عن كل ضعيف وكذاب وساقط لم يهتبلوا قط بمعرفة صحيح منها من سقيم ولا مرسل من مسند ولاما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم مما نقل عن كعب الأحبار أو وهب بن منبه عن أهل الكتاب فنظرت الطائفة الأولى من هذه الآخرة بعين الاستهجان والاحتقار والاستهجال فتمكن الشيطان منهم وحل فيهم حيث أحب فهلكوا وضلوا واعتقدوا أن دين الله تعالى لا يصح منه شيء ولا يقوم عليه دليل فاعتقدوا أكثروا الإلحاد والتعطيل
استاذنا الفاضل عياض جزاك الله خيراً.
ليكن هذا ان شاء الله بداية نقاش حول هذا الثالوث الذى يهمنى فهمه جداً، لأنه بوعى كل انسان غربى و ان لم يشعر.
لعل أخى كاكتس اصاب كبد الحقيقة
أما في المجتمعات اللادينية فاللبرالية هي المطلوبة..إذ لا حاجة للعلمانية في ظل غياب الدين..بل إن العلمانية حينها ستكون عائق أمام الحريات المزعومة..
اذن لكى تتناغم اقانيم الثالوث لابد من الآتى:
تحويل الناس الى لادينين و بالتالى علمانيين لأنه من الطبيعى ان يكون اللادينى علمانى لأن لا دين له أصلاً ليُظهره فى الحياة العامة. و الليبرالية الناتجة ستكون اما ليبرالية فى امور كالعلاقات الجنسية أو فى أمور خاصة بنقد مقدسات الغير بشكل فج. بمعنى انها ليبرالية "أليفة"
بالتالى تتآلف الاقانيم و تنصهر. هذا هو الحل الوحيد لكى تظل القيم الثلاثة جنباً الى جنب.
فأول مرحلة هى اعتناق الناس للادينية و هذا يقودنا الى سؤال مهم:
ما وجه حرية الاعتقاد عند اللادينى و الملحد؟ يعنى من شروط الليبرالية أن يحترم المجتمعُ اعتقادَ الفرد مهما كان هذا المعتقد و لكن هذا لا يستقيم الا فى اديان متآلفة مع الثالوث الجديد.
فمثلاً هل الملحد مستعد لتَقَبُل أن يطبق المسلمون الشريعة الاسلامية على انفسهم؟
من المفترض حسب اقنوم الليبرالية تكون الاجابة بنعم
لكن حسب اقنوم العلمانية تكون الاجابة بلا
و معنى هذا كله ان الليبرالية + العلمانية+ الديموقراطية هى فى الأخر ليبرالية (لادينية)+ علمانية + ديموقراطية (لادينية). فهى فى نهاية المطاف عقيدة.
Bookmarks