برأيى لا, قد يحتاج الإنسان إلى دليل, لكن هذا في سياق آخر: البحث عن الطمأنية مثلا, أو التجديد و التثبيت أو دفع الشك أو غيره .. لكن في الواقع لا نرى أن كل إدعاء يحتاج إلى دليل حتى يتخذ الإنسان قرارا.
جاء شخص يدعي (أ)
هل يجب أولا أن نبحث عن دليل حتى نتخذ قرارا يتعلق بهذا الإدعاء (أ)؟؟
بعض الأسئلة:
هب أن إدعاء (أ) مفاده: "أنا أحب كرة القدم"
هب أن إدعاء آخر (ب) مفاده: "جائني خبر أن هجوما إرهابيا سيحدث"
فهل سوف نتعامل مع (أ) كما نتعامل مع (ب)؟
الجواب لا, لأننا ننظر إلى قيمة الإدعاء و ما علاقته بنا أو تأثيره علينا.
هب أن إدعاءا ثالثا (ت) له علاقة بالأسئلة التي يطرحها الإنسان عن نفسه, مغزى وجوده و مصيره.
فهل سوف نتعامل مع هذا الإدعاء بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع (أ) و (ب)؟
لا, لأن الأهمية هنا تختلف.!!
إن أي إدعاء (يحتمل الصحة و الخطأ فقط) ما لم يقم عليه أو ضده دليل, يحتمل الصحة و الخطأ بنفس النتيجة.
أعتقد أن قيمة الآدعاء و أهميته يحددان تعامل الإنسان مع الآدعاء بغض النظر عن النظر في الأدلة و الحجج و غير ذلك.
هب أنك تبحث عن عمل, فوجدت في جريدة إعلان لعمل عند شركة ما, و الإعلان هذا في الحقيقة إدعاء.
أنت لا تملك أي دليل على صحة الإعلان: هل الشركة تبحث حقيقة عن زميل جديد, أم أن الإعلان مجرد طريقة للإشهار الشركة؟ و ليس عندك أي دليل على أن الشركة سوف تنظر في طلب توظيفك بجدية؟
إن الإنسان العاقل سوف يحاول لأن للإدعاء قيمة (يمس وضعيتك) و أهميته واضحه (إما تعمل و إما تبقى عاطل) و تكلفته (مجرد كتابة رسالة) و إحتماليته معقولة (50% أن يكون الإعلان صحيا و نسبية معينة بالمائة حسب عدد الأشخاص الذين يطلبون نفس الوظيفة إذا توفر العدد طبعا).
هب, يا ملحد و من شابه و قارب, أن المسلمين لا يملكون أي دليل على الله و النبوة و اليوم الآخر. (و هذا طبعا مجرد إفتراض, فالحاصل غير هذا) .. ألا يكون من المعقول و العقلانية أن تؤمن؟ ألا يكون من اللاعقلانية أن لا تؤمن؟؟
Bookmarks