النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: هل ولد عيسى عليه السلام في الشتاء ؟!.. ولماذا 25 ديسمبر ؟!

  1. #1

    Exclamation هل ولد عيسى عليه السلام في الشتاء ؟!.. ولماذا 25 ديسمبر ؟!


    إســـلاميـــات ...
    بقلم : أبو حب الله ..
    AboHobElah@gmail.com

    فائدة اليوم 0075 ...
    هل ولد عيسى في الشتاء ؟.. إعجاز جديد للقرآن !..

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    يقول الله عز وجل إلى (مريم) عليها السلام بعد ولادتها :
    " وهـُزي إليكِ بجذع النخلة : تــُساقط عليكِ رُطبا ًجنيا ً "
    مريم 25 ...
    ومعلوم أن (الرطب) : يظهر صيفا ًعلى النخل : وليس شتاءً !..

    'Jesus was born in June', astronomers claim
    (حاليا ً: تم حذف رابط الموقع من جريدة التليجراف على النت
    Telegraph.co.uk
    )



    صورة من صحيفة (الديليجراف) البريطانية : تؤكد (علميا ً)
    أن المسيح عليه السلام : قد وُلد في شهر (يونيه) في الصيف !..
    ----------
    الإخوة الكرام ..
    يحتفل نصارى الشرق في العالم : بميلاد (عيسى) عليه السلام يوم :
    7 يناير مِن كل عام ...
    في حين يحتفل نصارى الغرب بهذا الميلاد : يوم 31 ديسمبر مِن
    كل عام !!!!..

    وأما الثابت تاريخيا ًوتأريخيا ً: أن هذه الاحتفال في شهر ديسمبر (وخصوصا ً
    25 ديسمبر
    ) : هي مِن الاحتفالات الرومانية الوثنية : والتي دخلت في الديانة
    النصرانية بعد موت المسيح عليه السلام بقرون !!!!..

    حيث يؤكد علماء التاريخ واللاهوت المُحايدين : أن ميلاد (عيسى)
    عليه السلام :
    قد سبق عام واحد ميلادي الحالي : بست أو سبع سنين !!!!..
    -------

    وأما أقوى أدلتهم على ذلك باختصار :
    فهو أنه قد ورد في إنجيل (لوقا) أن المسيح عليه السلام : قد وُلد
    أثناء (الاكتتاب) الذي أمر به القيصر (أوغسطس) (والاكتتاب
    هو أمر الإحصاء على كل الساكنين
    ) ... وهذا الاكتتاب تاريخيا ًكما
    بينه المؤرخ (يوسفوس) :
    كان في عام 7 بالتقويم الميلادي الحالي !!!!...
    وهذا يضع النصارى في موضع حرج !!..
    إذ أن هذا يعني : أن ميلاد عيسى : كان بعد 7 سنوات كاملة من
    التقويم الذي يحتفل به نصارى العالم كلهم إلى اليوم
    !!!...
    بالإضافة إلى نقطة حرجة أخرى : وهي أن المسيح عليه السلام
    يكون بهذا قد بدأ في (الدعوة) : قبل سن (الثلاثين) عاما ً:
    وهذا مُخالفٌ لتعاليم الناموس عندهم !!!!....
    --------
    وأما الدليل الأقوى مِن الدليل السابق (تاريخيا ًوعلميا ًوفلكيا ً) :
    فهو أن (الاكتتاب أو الإحصاء) الذي وُلد فيه (عيسى) عليه
    السلام : كان الاكتتاب الذي يسبق عام واحد ميلادية : بـ 7
    سنوات كاملة
    !!!... وهو اكتتاب الوالي (ساتورنينس) الذي
    ذكره (ترتيليان) !!!!!....
    ----
    ويؤيد هذا الاستنتاج بقوة : العلم والفلك !!!...
    فقد صاحب ميلاد (عيسى) عليه السلام أيضا ً:
    أن ثلاثة مِن كهان المجوس : قد رأوا كوكبا ًيتجه مِن المشرق
    إلى بلاد الشام : فتتبعوه : لأن هذا يعني عندهم : ميلاد إنسان
    عظيم في هذا التوقيت والمكان ....

    ونحن لا نعتقد بالطبع باعتقادات المُنجمين والكهان في النجوم والكواكب :
    ولكن : يُمكننا الاعتماد على حقيقة ظهور هذا الكوكب بالفعل
    وإتجاهه مِن المشرق إلى بلاد الشام
    .. حيث بتأويل ذلك فلكيا ً:
    يتضح أن هذه الظاهرة :
    هي ظاهرة اقتران كوكبي (المشترى) و(زحل) !!!..

    وهو ما أكده بالفعل الكاتب (فريدرك فرار) فى كتابه :
    (حياة المسيح) !!.. وهو أن الفلكى الكبير (كيلر) :
    حقق وقوع القران بين المشترى وزحل حوالى سنة 747 رومانية
    (أي ما يوازي 7 سنوات قبل التأريخ الميلادي الحالي) !!..
    فيقول :
    " إن قران (المشترى) و(زحل) : يقع فى المثلث نفسه :
    مرة كل عشرين سنة .. ولكنه يتحول إلى مثلث آخر : بعد مائتى
    سنة .. ولا يعود إلى المثلث الأول بعد عبور فلك البروج كله :
    إلا بعد انقضاء : 794 سنة و 4 أشهر و12 يوم
    " !!..
    وقد تراجع (كيلر) بالحساب إلى الخلف : فتبين له أن ذلك
    القران بينهما على هذا النحو : حدث سنة 747 رومانية فى
    المثلث (النونين) أو (الحوتين) !!.. وأن المريخ : قد لحق بهما
    سنة 748 رومانية ... ويظهر من هذا الحساب :
    أن المسيح ولد فى نحو السنة الخامسة أو السادسة قبل الميلاد !
    -------------
    وقريبا ًمِن هذا الاستنتاج ... ما قام به مجموعة مِن علماء
    الفلك برسم صورة تحاكي صفحة السماء في زمان (عيسى)
    عليه السلام !!!....

    صورة الفلكي (ديفيد رينكي) ...

    حيث وجدوا أن هناك احتمالا ًثالثا ًأن تكون (نجمة عيد الميلاد)
    عند النصارى : والتي اقتادت كهان المجوس في ذلك الوقت
    هي على الأرجح : هي توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري !
    والذين كانا قريبين جدا ًمِن بعضيهما البعض !!.. فيضيئان بشكل
    براق للغاية كـ :
    (منارة للضوء) ظهرت بشكل مفاجيء في السماء !!!!...

    وبالعودة لذلك التحديد : نجد عالم الفلك (ديفيد رينكي) يُؤكد أن
    تاريخ الميلاد كان في يوم 17 يونيه في العام 2 قبل الميلاد !!!!...
    www.davidreneke.com
    ----------------
    إعجاز القرآن الكريم في تحديد ميلاد المسيح ....
    --------------------

    ونأتي الآن إلى وجه الإعجاز في قرآننا الكريم :
    حيث حدد الله عز وجل ميلاد (عيسى) عليه السلام : صيفا ًوليس
    شتاءً كما يتوهم النصارى في ديسمبر أو يناير مِن كل عام !!..

    وهذا ما أشار إليه الله عز وجل بقوله إلى (مريم) عليها السلام
    بعد ولادتها :
    " وهـُزي إليكِ بجذع النخلة : تــُساقط عليكِ رُطبا ًجنيا ً "
    مريم 25 ...
    ومعلوم أن (الرطب) : يظهر صيفا ًعلى النخل : وليس شتاءً !
    ---

    وشبيه ٌبهذا التأكيد أيضا ً: ما جاء في إنجيل (لوقا) الإصحاح 2- 8 :
    عند ميلاد (عيسى) عليه السلام :
    " وكان في تلك الكورة : رعاة (جمع راعي) مُـتبدين (أي ظاهرين)
    يحرسون حراسات الليل على رعيتهم (أي ما يرعونه من الأغنام) " ..
    ومُحالٌ كما هو معروف : أن يرعى الرعاة أغنامهم ليلا ًفي فصل
    الشتاء
    : مع برودة الجو الشديدة والريح وإمكانية نزول المطر !!!..
    وإنما يمكن أن يكون الرعي ليلا ً: في فصل الصيف فقط !!!!...
    ----
    ولهذا : فنحن نُقدم أخيرا ًلكل نصراني ونصرانية لا يعرف علاقة
    النصرانية بوثنية الأمم القديمة والرومان : نقدم له ما جاء في
    الموسوعة العالمية العربية
    (ويكيبيديا) تحت عنوان (عيد الميلاد) :
    http://ar.wikipedia.org بكتابة كلمة البحث : عيد الميلاد فيه ..
    (وأنا أعرف أن هذه الموسوعة العالمية تفتقر أحيانا ًإلى التوثيق ولكن : يُمكن مُطالعة
    المزيد من الحقائق المذهلة عن نقل التراث الوثني النصراني ممَن سبقه من الأمم بالدليل والصور :
    من الكتاب الانجليزي : 16 مصلوبا ًلتخليص العالم : لكيرسي جرافيز :
    The World's Sixteen Crucified Saviors -
    Christianity Before Christ

    أو مطالعة لأهم ما جاء في الكتاب باللغة العربية والصور : على الرابط التالي :
    http://quran-m.com/container.php?fun...id=1037&page=2)
    وتقول الموسوعة :
    " اعتبر 25 ديسيمبر ميلادا ًليسوع لأول مرة : في القرن 4 الميلادي
    زمن حكم الامبراطور قسطنطين
    (وهو الإمبراطور الذي جعل المسيح
    ابن الله كما عندهم في دينهم الروماني الوثني وأحرق باقي الأناجيل
    التي تعترف بعيسى عبدا ًونبيا ً) !!.. فقد اختار قسطنطين هذا اليوم
    كميلاد ليسوع : لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون بنفس
    اليوم : كولادة لإله الشمس " سول إنفكتوس" !!.. والذي كان
    يُسمى بعيد " الساتورناليا
    !!!!.....
    لقد كان يوم ديسيمبر : عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة
    التي عبدت الشمس !!.. فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم
    25 ديسمبر : يبدأ طول النهار في الازدياد يوماً بعد يوم خلال السنة
    "
    --------
    ثم ذكرت الموسوعة أن مِن أمثال هذه الأمم الوثنية القديمة التي
    احتفلت بـ 25 ديسمبر :
    1...
    في الشرق الأقصى احتفل الصينيون بـ25 ديسمبر كعيد ميلاد ربهم جانغ تي.
    2...
    ابتهج قدماء الفرس في نفس اليوم ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا.
    3...
    ولادة الإله الهندوسي كريشنا هي الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت
    في منتصف ليلة الخامس والعشرين من شهر سرافانا الموافق 25 ديسيمبر.
    4...
    جلب البوذيون هذا اليوم من الهندوس تقديساً لبوذا.
    5...
    كريس الإله الكلداني أيضاً وُلد في نفس اليوم.
    6...
    في آسيا الصغرى بفريجيا (تركيا حالياً) وقبله بخمسة قرون عاش المخلص الذي يدعونه
    "ابن الله" - تعالى الله - أتيس الذي ولدته نانا في يوم 25 ديسيمبر.
    7...
    الأنجلوساكسون وهم جدود الشعب الإنجليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء
    المسيحية بـ25 ديسيمبر على أنه ميلاد إلههم جاو وابول.
    في هذا اليوم أيضاً الإله الاسكندنافي ثور.
    8...
    الشخص الثاني من الثالوث الإلهي الاسكندنافي ولد في نفس اليوم كذلك.
    9...
    السنة عند الليتوانيين كانت تبدأ عند انقلاب الشمس في الشتاء أي 25
    ديسيمبر وهو عيد كاليدوس.
    10...
    هذا الوقت نفسه كان يوماً بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى
    عيد كوليادا، وقبلها بثلاثة أيام يكون عيد كوروتشن وهو اليوم الذي يقوم الكاهن بعمل
    طقوس خاصة ليوم كوليادا.
    11...
    بسوريا والقدس وبيت لحم (قبل ولادة المسيح) كان هناك عيد ميلاد المخلص
    أتيس في 25 ديسيمبر.
    12...
    في يوم 25 ديسيمبر كانت النساء باليونان القديم تغمرهم الفرحة وهم يغنون
    بصوت عال: "يولد لنا ابن هذا اليوم!" وكان ذلك يقصد به ديونيسس الابن المولود للإله الأكبر.
    13...
    جُلب هذا اليوم كعيد للإله باخوس وذلك من بعض عُبّاده الروم ومنه إلى إله
    الشمس سول إنفيكتوس.
    --------
    وأكتفي بهذا القدر .....
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    التعديل الأخير تم 12-25-2016 الساعة 09:04 PM

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل... فعلاً رسول الله عيسى عليه السلام لم تأتي به أمنا مريم الطاهرة إلا في الصيف - على أغلب الظن- لم أفكر بهذا من قبل!
    فشكراً أخي..

    وأود أن أضيف وأذكر بقول الله تعالى في سورة يونس: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا، وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. ما خلق الله ذلك إلا بالحق، يفصل الآيات لقوم يعلمون)
    فالجعل الإلهي اقتضى كون القمر منازل ليعرف الناس عدد السنين والحساب.. فسبحان الله..
    فالسنة الشمسية مرّت بتخبطات وأخضعت لتعديلات حتى تشوهت،، وعلى سبيل المثال في عام 1582 :" أخبر فلكيو الفاتيكان البابا غريغوريوس الثالث عشر أن هناك فرق 10 أيام بين التأريخ الميلادي والاستطلاعات الفلكية. استنتج علماء الفاتيكان من هذا الاكتشاف أن السنة الفلكية أقصر من السنة المعدلة حسب التقويم الميلادي حيث يجب تقليص عدد السنوات الكبيسة.
    في أمر صدر عن بابا الفاتيكان أوصى البابا حذف 10 الأيام ما بين الخامس و14 من أكتوبر 1582، وتغيير قاعدة تحديد السنوات الكبيسة حيث تـُستثنى منه السنوات ذات الرقم الذي يقيل القسمة على 100 ولكن لا يقبل القسمة على 400.."
    فهل تراهم أعادوا ضبط الزمن بهذه الطريقة؟؟
    أما السنة القمرية فلا أرباع ولا أخماس ولا أسداس. بل باليوم والليلة. فسبحان الله!!
    آسف على الاطالة أخي. وتقبل إضافتي المتواضعة.
    التعديل الأخير تم 12-28-2010 الساعة 02:18 PM
    اذا كنت على مفترق طرق،
    فاستفت قلبك،
    وإن افتوك

  3. #3

    افتراضي

    أخي أبو حب الله.. رقمت نكاتك بارقام.. فرأينا واحدة.. وحرمتنا من 0074
    فلا تحرمنا من أخواتها عندك؟
    اذا كنت على مفترق طرق،
    فاستفت قلبك،
    وإن افتوك

  4. #4

    افتراضي

    هلا ًبك أخي الحبيب عساف ..
    وسعدت كثيرا ًبمرورك والله وبتعليقك الكريم ...
    ------
    أما مشاركتك الأولى أخي .. فهي في محلها لبيان تخبط القوم فلكيا ًمن ناحية ..
    ومن الناحية الأخرى :
    لبيان فضل التقويم الهجري على الميلادي في التأريخ ..
    وكلا التقويمين الشمسي والقمري مطلوب لحساب السنين والشهور والأيام ..
    ولكن بالقمري انضباط أكثر : كما هو معلوم على مستوى الأشهر ...
    .......
    وأما ما أخبرت به في مشاركتك الثانية ...
    فالحقيقة أخي أن فوائد اليوم عندي : زادت حتى الآن عن الـ 130 فائدة بحمد الله ..
    مع العلم بأنها منذ أكثر من ثمانية أشهر تقريبا ً: وهي تمشي ببطء السلحفاة ..
    للكثير من الرسائل التي تأتيني على الميل لاستفسارات أو شبهات أو أسئلة ..
    ومنذ أن بدأت في الاحتكاك رسميا ًمع بعض مواقع البدع على النت مثل منكري السنة ..
    ومنذ أن اشتركت أيضا ًفي هذا المنتدى المبارك فشغلني أكثر وأكثر لوجه الله عز وجل..
    -----
    وليست سلسلة فائدة اليوم هي الوحيدة لدي ...
    ولكنها الأخيرة التي استقريت عليها ...
    والتي أرجو من الله تعالى أن يكتب لي تكملتها إلى الألف رسالة بإذن الله ..
    ------
    وكنت أ ُراسل بها مجموعة من الإيميلات لزملاء وأصدقاء ومعارف وإخوان في الخير :
    يقترب عددهم من المائة ...
    ولأنهم يعرفونني بمراسلاتي وسلاسلي الكثيرة لهم منذ أربعة سنوات تقريبا ً...
    فقد صاروا يعرفون أخي : مَن هو أبو حب الله كطالب للعلم : ولا أ ُزكي على الله أحدا ً...
    (ومنهم الكثير الذي يعرفني شخصيا ً) ...
    ولا شك أن معرفة الشخص (سواء شخصيا ًبمعرفة سمته وأخلاقه والتزامه) ..
    أو حتى معرفته عن طريق كتاباته الغزيرة لمدة أربع سنوات تقريبا ً:
    لا شك أن كل ذلك قد جعلهم يثقون في كل ما صرت أكتبه لهم : ثقة ًكبيرة ...
    (وقد مرت بي وببعضهم أوقات عصيبة من قبل :
    حيث كان بعض الأفراد منهم يختلفون معي بشدة في بعض المسائل الشائكة :
    ولكن كان الله عز وجل يُظهر الحق معي أخيرا ًبفضل الله .. فيعود المُخاصم كأحسن
    ما كان من الأ ُخوة .. مما زاد من ثقتهم في أرائي وكتاباتي أكثر وأكثر
    ) ..
    وعلى هذا ...
    فرسائل فائدة اليوم (وهي خلاصة أفكاري ونصائحي وقراءاتي أهديها لإخواني) :
    هي تلقى قبولا ًشديدا ًلديهم والحمد لله والمنة .....
    --------
    والآن ......
    (ولعلك تتساءل في نفسك الآن) :
    ما دخل كل ذلك بطلبك أخي ؟!!!!!.. وأقول أخي الحبيب ...
    إن كثيرا ًمن رسائل فائدة اليوم :
    لو قمت بنشرها هنا في هذا المنتدى الطيب : فقد تصنع فتنة ًأو انشقاقا ًللأسف :
    ربما بين بعض الإخوة من مدارس علمية أو فقهية أو مذهبية أو آراء سياسية مختلفة !!..
    وهذا ليس من الخير في شيء كما تعلم أخي الكريم ....
    فليس الكل على المستوى العلمي الذي يرفع به الحق والدليل وحده دون عداه ..
    بل هناك تفاوت كبير في هذا المنتدى المبارك وكما لمست من بعض المسائل الخلافية :
    والتي كانت تثار بين الحين والآخر ...
    ولهذا :
    فأرى أن رسائلي قد يكون ضررها هنا (والحال هكذا) أكثر من نفعها ...
    وخصوصا ًأن هدف هذا المنتدى الطيب في الأصل هو توحيد صف المسلمين في مواجهة :
    أهل الكفر والإلحاد والعلمانية والقاديانية ومُنكري السنة وغيرهم ..
    وعليه :
    فمِن بعد ما كنت أود النزول بكل هذه السلسلة المباركة من فائدة اليوم تباعا ًهنا :
    رأيت أن الحكمة تقتضي أن أقوم باختيار ما يتناسب فقط مع :
    إما الحاجة الوقتية إليه (مثل موضوع ميلاد عيسى من كل عام عليه السلام) ..
    وإما ما يتناسب مع أهداف المنتدى .. أو على الأقل : ما لا يصنع خلافا ًبين الإخوة ..
    وهذا ما سأحاول القيام به في الفترة القادمة بإذن الله تعالى ...
    ------
    ويمكنك قراءة بعض رسائلي هذه هنا على الروابط التالية :
    رسالة : فائدة اليوم 0127 : لماذا يطأ شنودة الحكومة ..
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=189911
    رسالة فائدة اليوم 0131 : غلق القنوات الإسلامية : لا تحسبوه شرا ًلكم ..
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=26502
    رسالة فائدة اليوم 0130 : وماذا بعد تمثيل الأنبياء ؟!
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=193156
    رسالة فائدة اليوم 0119 : نظرة في أذكار الصباح والمساء ..
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27172
    رسالة فائدة اليوم 0126 : رمضان : تجربة العُمر ..
    http://www.eltwhed.com/vb//showthread.php?t=25449
    رسالة فائدة اليوم 0129 : معنى الرفث .. والقضاء : أم الست من شوال ؟..http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27172
    -------
    وأخيرا ً...
    إذا أعجبك أسلوبي أخي الحبيب في الرسائل السابقة ..
    وأحببت أن تطلع على الكل ...
    فأخبرني بإيميل ٍلك على الخاص إذا تفضلت ..
    وأنا أ ُرسل لك بهم جميعا ًبصيغة الوورد ...
    بكامل التنسيق والألوان .. وبكل الصور الكثيرة المرفقة في الملفات ...

    ولا تلومَن ساعتها إلا نفسك ..............

    جمعني الله بك على الخير في الدنيا والآخرة ...
    ونفعني وإياك بما يُعلمنا ...
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

  5. #5

    افتراضي

    ولا تلومَن ساعتها إلا نفسك ..............
    لا بل يكفيني هذا.. وفيه البركة.

    بالنسبة لي فما تراه الآن في توقيعي.. هو حصادي الفكري لهذا اليوم.. طبعاً لا يصل لمستوى رسائلكم.. فكل المقتطفات التي في التوقيع هي نتاج مباحثات وتفكير هذا اليوم. خخخ
    التعديل الأخير تم 12-28-2010 الساعة 09:47 PM
    اذا كنت على مفترق طرق،
    فاستفت قلبك،
    وإن افتوك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    يُرفع الموضوع بمناسبة إحتفالات الكريسماس الصاخبة !
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    Canada
    المشاركات
    1,140
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السنة الهجرية مرت علينا مرور الكرام و لم نرى عشر معشار ما يقوم به المسلمون اليوم. هذا لا يعنى اننى اقول انه يجب ان نحتفل بالسنة الهجرية انما فقط للمقارنة. و لماذا نذهب بعيداً بل حتى عيد الاضحى لا يتم الاحتفال به كالاحتفالات اليوم.
    الجدير بالذكر ان احدى الفتيات الكنديات سألتنى هل تحتفلون بالكريسماس فقلت لها لا و لا نحتفل بيوم ميلاد محمد صلى الله عليه و سلم . فقالت ان عيسى عليه السلام ولد فى الصيف و ان الكريسماس عيد وثنى.
    تعجبت وقتها من حال المسلمين الآن
    و لله الامر من قبل و من بعد
    هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ

  8. #8

    افتراضي

    فقالت ان عيسى عليه السلام ولد فى الصيف و ان الكريسماس عيد وثنى.
    سُبحان الله , ويعرفون ..؟؟!!!
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة مشاهدة المشاركة
    سُبحان الله , ويعرفون ..؟؟!!!
    أى نعم... يعرفون ولا يبالون !
    لقد نجحت الأجندة الإبليسية فى تحويل الإنسان الغربى إلى جسد خال من الشعور... لا يكترث لشىء سوى لقوت يومه فحسب
    والأديان لم تعد تمثل عند الغالبية العظمى سوى تقاليد إجتماعية
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    70
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    والله لو ترو يا إخوة مدى فرح الناس عندنا في المغرب - خصوصا الفئة المثقفة منهم - برأس السنة الهجرية وما يبثونه من برامج وتهنئات في الجرائد ، وإقبال منقطع النظير على شراء الحلويات وغيره لعجبتم ، مسخ تام للهوية ، يتبعهم العامة للأسف تقليدا ..
    شيء محزن والله.
    جزاك الله خيرا أبا حب الله.
    هل في عيون الملحدين عماءُ ؟ *** أم في عقول الملحدين غباءُ ؟
    أيجوز عقلا أن عقلا مبدعـا *** قد أبدعته طبيعة بلهــاءُ ؟
    فإذا الطبيعة أدركت وتصرّفت*** قلنا الطبيعة والإله سواءُ!
    الله أحيا الكائنــات بسرّه *** وبسرّه تتفاعل الأشيــاءُ
    (أحمد الرصافي) .

  11. #11

    افتراضي


    خصوصا الفئة المثقفة منهم - برأس السنة الهجرية
    أظنك تقصد الميلادية أخي الكريم ...

    وقد لفت نظري الأخ الفاضل أبو علي الفلسطيني إلى
    رأي ثالث وهو أن الميلاد قد يكون في أغسطس أو سبتمبر !!!!..
    وذلك بالإضافة إلى الرأي القائل بأن الميلاد لا مانع من
    كونه في الشتاء فعلا ً
    : وأن ما حدث من إسقاط الرطب الجني كان على وجه الإعجاز الذي
    يُعضد به الله تعالى مريم عليها السلام في محنتها ذلك الوقت ..

    فقد ذكر لي الرابط التالي من موقع الإسلام سؤال وجواب جزاه الله خيرا ً:
    http://islamqa.info/ar/ref/127509/

    وأجمل ما في الرابط أنه على ميله للقول بكون الرطب الجني كان إعجازا ًلإنباته في غير
    وقته
    : إلا أنه ذكر الرأي الآخر أيضا ً- وهو الذي ناصرته هنا في موضوعي هذا - بكل
    حيادية .. ووضح أن الأمر مختلف فيه في تفسير العلماء قديما ً...

    وللأمانة : سأنقل الفتوى كاملة ًهنا من موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ وللإفادة ..
    -----

    متى وُلد عيسى بن مريم ؟
    وهل في القرآن إشارة إلى أنه وُلد في الصيف ؟


    السؤال : لا شك بأن موعد ميلاد المسيح لم يكن في شهر " كانون أول " ، وخصوصاً أن موسم الرطَب هو في شهر الصيف ، فما هو التاريخ التقريبي لميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام ؟

    الجواب:

    الحمد لله

    أولاً:

    مسألة تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عليها تنبيهات :

    1. أنها من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به ، إلا أن يكون ممن يوحي لهم الله تعالى بوحيٍ من عنده ؛ لأنه لا سبيل لمعرفة ذلك إلا به ؛ لانقطاع الأسانيد بيننا وبين ذلك الزمان ، ولاختلاف النقلة في تحديد وقت ميلاده عليه السلام .

    2. أن معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع ، والجهل به غير ضارٍّ ، ولو كان في معرفة ذلك فائدة لجاءتنا النصوص به ، ثم لو عرفنا وقت ميلاده : فما هو وقت ميلاد موسى ، وإبراهيم ، وغيرهما من الأنبياء والرسل ؟! وما فائدة معرفة ذلك الوقت ؟! وهذا يقودنا إلى التنبيه الثالث .

    3. ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أقرب من ميلاد عيسى بن مريم ، وكان ابناً في بيئة تتجه لها أنظار العالَم – مكة المكرمة - ، وكان ابنا لشرفاء وسادة تلك البقعة ، ومع ذلك كله لا يُعرف على التحديد وقت ميلاده صلى الله عليه وسلم ، والخلاف في تحديد ذلك مشهور .

    ثانياً:

    وجزم الأخ السائل بأنه " لا شك بأن موعد ميلاد المسيح لم يكن في شهر كانون أول " : في غير مكانه ، وليس مع أثبت شيئاً أو نفاه أدلة يطمئن القلب لها ، ولا هو بالشيء الذي يُجزم بحدوثه على التحديد .

    وثمة اتجاهات في إثبات وقت ميلاد عيسى بن مريم عليه السلام عند النصارى ، فضلاً عن المسلمين ، فالنصارى يزعمون أنهم أتباع دينه ، وهو ربٌّ لكثير منهم ! أو ابن ربِّهم ! ومع ذلك ليس ثمة اتفاق بينهم على تحديد ميلاده ! .

    ولا يختلف المسلمون عن النصارى في الخلاف في تحديد وقت ميلاد عيسى عليه السلام ، إلا أن الخلاف عندنا منطلقه الفهم لآيات من كتاب الله تعالى فيها التصريح بوجود رطَب على شجرة نخيل عند ولادة عيسى عليه السلام ، ومن ثَمَّ اختلف العلماء عندنا هل كان وقت ميلاده عليه السلام في " الصيف " لكون ذلك الوقت موسم تلك الثمرة ، أو كان الأمر كرامة من الله تعالى في إيجاد تلك الثمرة في غير موسمها ، كما أجرى الله تعالى الماء من تحت أمه مريم وقت ولادة ابنها عيسى عليه السلام ، وكما أنطق الله تعالى ابنها وهو طفل صغير ؟! خلاف بين العلماء ، والأظهر – والله أعلم – هو القول الثاني .

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

    قوله تعالى : ( وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) لم يصرِّح جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة ببيان الشيء الذي أمرها أن تأكل منه ، والشيء الذي أمرها أن تشرب منه ، ولكنَّه أشار إلى أن الذي أمرها أن تأكل منه هو : " الرطَب الجني " المذكور ، والذي أمرها أن تشرب منه هو النهر المذكور المعبر عنه بـ " السري " ، كما تقدم ، هذا هو الظاهر .

    وقال بعض العلماء : إن جذع النخلة الذي أمرها أن تهز به : كان جذعاً يابساً ؛ فلما هزته جعله الله نخلة ذات رطب جني .

    وقال بعض العلماء : كان الجذع جذع نخلة نابتة ، إلا أنها غير مثمرة ، فلما هزته أنبت الله فيه الثمر ، وجعله رطباً جنيّاً .

    وقال بعض العلماء : كانت النخلة مثمرة ، وقد أمرها الله بهزها ليتساقط لها الرطب الذي كان موجوداً .

    والذي يُفهم من سياق القرآن : أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة ، وأجرى لها ذلك النهر على سبيل خرق العادة ، ولم يكن الرطَب ، والنهر ، موجودين قبل ذلك ، سواء قلنا إن الجذع كان يابساً ، أو نخلة غير مثمرة ، إلا أن الله أنبت فيه الثمر ، وجعله رطباً جَنيّاً ، ووجه دلالة السياق على ذلك : أن قوله تعالى : ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) يدل على أن عينها إنما تقر في ذلك الوقت بالأمور الخارقة للعادة ؛ لأنها هي التي تبين براءتها مما اتهموها به ، فوجود هذه الخوارق ، من تفجير النهر ، وإنبات الرطب ، وكلام المولود : تطمئن إليه نفسها ، وتزول به عنها الربية ، وبذلك يكون قرة عين لها ؛ لأن مجرد الأكل والشرب مع بقاء التهمة التي تمنت بسببها أن تكون قد ماتت من قبل وكانت نسياً منسيّاً : لم يكن قرة لعينها في ذلك الوقت ، كما هو ظاهر ، وخرق الله لها العادة بتفجير الماء ، وإنبات الرطب ، وكلام المولود : لا غرابة فيه ، وقد نص الله جل وعلا في " آل عمران " على خرقه لها العادة في قوله ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .

    قال العلماء : كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، وإجراء النهر ، وإنبات الرطب : ليس أغرب من هذا المذكور في سورة " آل عمران "
    .

    " أضواء البيان " ( 3 / 397 ) .

    هذا هو الذي نراه راجحاً صحيحاً ، وبه نعلم أنه لا يمكننا تكذيب من نقل ميلاد عيسى عليه السلام في الشتاء ، بل هو الأقرب للصواب ؛ لأنه ليس موسماً للرطَب ، لكن هذا القول ليس متفقاً عليه عند النصارى ، ولا عند المسلمين ، وسنذكر فيما يلي عمَّن يرجِّح خلاف ما رجحناه ، ويذكر الخلاف عند النصارى في تحديد ميلاد عيسى عليه السلام .

    قال الأستاذ محمد عزت الطهطاوي :

    هل وُلد المسيح حقّاً في فصل الشتاء في 25 ديسمبر ، كما يقول النصارى الغربيون ، أو في يناير ، كما يقول النصارى الشرقيون ؟ .

    ورد في إنجيل " لوقا " حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام : " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين ، يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم ، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : " لاتخافوا ، فها أنا أبشركم بفرح عظيم ، يكون لجميع الشعب ، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح " .

    ( إنجيل " لوقا " ، إصحاح 2 ، عدد 8-9-10-11 ) .

    ومعنى ذلك : أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعي فيه ممكناً في الحقول القريبة من " بيت لحم " المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام ، وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء ؛ لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة - وخصوصاً بالليل - بل وتغطي الثلوج تلال أرض " فلسطين " ، وجعْل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء : لا أساس له إذاً ، بل هو من مخترعات الوضاع يجعله في فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة انفا .

    ولندلل على ذلك بالاتي :

    1- يقول الأسقف " بارنز " : غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح ، وإذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الإيمان قصة " لوقا " عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريباً من " بيت لحم " ؛ فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية ، ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد .

    كتاب " ظهور المسيحية " للأسقف بارنز .

    2- وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف " بارنز " قد استمده الذين كتبوا بيانات عن عيد الميلاد في " دائرة المعارف البريطانية " ، ودائرة " معارف شاميرز " ، فقد ورد في الطبعة الخامسة عشرة من المجلد الخامس في الصفحة ( 642 ، 643 أ ) من " دائرة المعارف البريطانية " ما يلي : " لم يقنع أحد مطلقاً بتعين يوم أو سنة لميلاد المسيح - ولكن صمم آباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد - اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء ، الذي استقر في أذهان الناس ، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغيرات التي حدثت في التقاويم : تغير وقت الانقلاب الشمسي ، وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة " .

    3- ورد في دائرة " معارف شاميرز " الآتي : " كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس ، وفي روما كان يوم 25 ديسمبر يحتفل فيه بعيد وثني قومي - ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد ، بل باركته ، كعيد قومي لشمس البر " .

    4- يقول " بيك " من علماء تفسير الكتاب المقدس : " لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الإطلاق ، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيراً في الغرب .

    " تفسير الكتاب المقدس " للدكتور بيك ( ص 727 ) .

    5- هناك دليل تاريخي ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس ، أو سبتمبر ، فقد كتب الدكتور جون د . أفيز في كتابه " قاموس الكتاب المقدس " تحت كلمة " سنة " : أن البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول ، كما ورد في صفحة ( 117 ) من كتاب " تفسير الكتاب المقدس " لـ " بيك " العبارة الاتية : " إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس ، وسبتمبر " .

    6- ويقول الدكتور " بيك " في مناقشة " جون ستيوارت " لمدونة " من معبد انجورا " : وعبارة وردت في مصنف صيني قديم ، يتحدث عن رواية وصول الإنجيل للصين سنة 25 – 28 ميلادية ، حيث حدد ميلاد المسيح في عام 8 قبل الميلاد ، في شهر سبتمر ، أو أكتوبر ، وحدد وقت الصلب في يوم الأربعاء عام 24 ميلادية .

    النتائج التي تستخلص مما تقدم :

    1- ونخلص من كل ذلك طبقا للبحوث السابقة التي أجريت حاليّاً على أصول المسيحية : أن المسيح لم يولد في ديسمبر ، أو يناير ، ولكن في أغسطس ، أو سبتمبر ، ويكون حمْل السيدة مريم لم يبدأ في مارس ، أو إبريل ، كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده ، بل بدأ حملها في نوفمبر ، أو ديسمبر .

    2- إن القران الكريم يُستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس ، أو سبتمبر ، وهذا يتفق مع الحقائق التاريخية ، ومع رواية إنجيل " لوقا " ، وإن كان ذلك دون قصد ، وأنه يظهر مما حكاه القرآن عن السيدة " مريم " : أنها كانت ترقد عند ولادتها في سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه ، وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها ، وتهزه ، وكثرة النخيل في " بيت لحم " واضحة في الكتاب المقدس في الإصحاح الأول من " سِفر القضاة " ، وكذلك " قاموس الكتاب المقدس " المؤلَّف بمعرفة الدكتور " جونر يفنز " ، كما أن حقيقة إرشاد السيدة " مريم " إلى نبع - كما ورد في القران الكريم - لتشرب منه : تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلاً في شهر أغسطس ، أو سبتمبر ، وليس في ديسمبر حيث يكون الجو بارداً كالثلج في كورة اليهودية ، وحيث لا رُطَب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطباً جنيّاً ، قال تعالى : ( فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) ، والمعنى : أنه جعل قربَها جدولاً صغيراً كان قد انقطع ماؤه ، ثم جرى ، وامتلأ ، وسمي سريّاً لأن الماء يسري فيه ، وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطَب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل ، وإذا أرادت أن تشرب : أمكنها ذلك من جدول الماء ، الذي كان يسري بجانبها
    .

    " النصرانية والإسلام " الأستاذ محمد عزت الطهطاوي ( ص 241 – 244 ) مكتبة النور .

    والخلاصة :

    ليس في شرعنا ما يثبت تحديد ولادة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، لا السنة ، والشهر ، واليوم ، ومن قال إن القرآن فيه إشارة إلى أن مولده كان في فصل " الصيف " : فمردود ، بما نقلناه من خلاف العلماء أولاً ، وبما هو لائق من كون ذلك الإيجاد للرطَب كان في غير موسمه ، وأما النصارى : فغالبهم يرى أن مولده كان في شهر " ديسمبر " ، أو " يناير " ، وكان فصل الشتاء ، وثمة من نقد ذلك عندهم ، وبيَّن أنه خطأ ، وأن مولده عليه السلام كان في " الصيف " .

    وبكل حال : ليس ثمة ما يُجزم به ، وليس هذا من العلم النافع ، ولولا تعلق الإجابة بشرح آية من كتاب الله : لما تجشمنا الرد على السؤال ، وإذا كان النصارى قد اختلفوا في أصل عيسى عليه السلام ما هو ، واختلفوا في أصل الاعتقاد : فأنَّى لهم الاتفاق على ما هو دونه ؟! .

    والله أعلم

    الإسلام سؤال وجواب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من قتل شبيه عيسى عليه السلام؟
    بواسطة BStranger في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-26-2012, 06:25 PM
  2. نزول عيسى عليه السلام
    بواسطة أبو معاوية غالب في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2009, 12:18 AM
  3. حقيقة عيسى عليه السلام بالاسلام : {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون}
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-22-2008, 06:01 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء