الزميل "موحد محمد":
تأمل معي في العبارتين التاليتين:
1- "موحد محمد" في فلسطين
2- "موحد محمد" في الشام.
هل يلزم ان هناك تنقاضا واختلافا؟ الجواب حقيقة لا لأن كلا الجملتين صحيحتان اذا عرفنا بأن الشام تشمل فلسطين...بل حتى لو اخترت مصر بدلا من الشام...لقلنا كذلك لا يلزم التعارض اذا عرفنا بأن "موحد محمد" كان في زيارة الى مصر فصدق عليه قولنا بأنه في مصر...وقد عاد الآن الى فلسطين...ويصدق كذلك عليه قولنا انه في فلسطين. الشاهد: يجب النظر في عوامل الزمان والمكان وغيرهما قبل الحكم على النصوص وما قد يظهر عندك من تعارض:
فهي اما شهادة بايمان النصاري وهي تكذب الاية التي تقول لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم واما الاية تبين ان الله قد فتح ابواب رحمته لمن كانوا قبل الرسول غير مؤمنين ثم امنوا بالله لكن لما قال الله ان الذين امنوا فكيف تكون من امن بالله واليوم الاخر اذ ان المؤمن يكون مؤمنا بالله واليوم الاخر
ليس في الآيتين تعارض فالنصارى واليهود والصابئون كلها مقيدة ومخصصة بمن آمن بالله سبحانه واليوم الآخر قبل الرسول صلى الله عليه وسلم...او في زمنه وقد آمن به كذلك صلى الله عليه وسلم. واذا رجعت الى اسباب نزول الآيات تجد من بينها ما كان يقص فيها سلمان الفارسي رضي الله عنه عن قوم من النصارى الذين لم يبدلوا النصرانية وكان موحدين لله لا يؤمنون بالثالوث...وكانوا ينتظرون مبعث النبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤمنوا به.
فكيف يؤمن المؤمنون بشيء هم مؤمنون به من الاساس
اخي الكريم..لا غرابة عندما تطلب عدم ادخال النحو في الجواب..ان تكون ممن لا يسهل عليهم فهم اللغة العربية...وطلبك هذا مع عبارتك أعلاه تدل على ذلك.
وجواب سؤالك هو في فهم اعراب الآية حتى يستقيم الفهم...لأن من في"من آمن" شرطية في موضع ابتداء خبرها آمن...والجملة كلها خبر ان الذين...والعائد محذوف تقديره: من آمن منهم. ويجوز اعراب من على أنها بمعنى الذي وتكون بذلك بدل من اسم ان. وراجع في هذا من تثق بهم من اهل اللغة.
والمعنى المقصود: ان الذين آمنوا ...من آمن منهم بالله ...
تماما مثلما اقول: ان الذين يسكنون في فلسطين ، من يسكن منهم في شمالها ...يكون في الغالب ذو أصل سوري أو لبناني. فلا يقال: كيف يسكنون في شمالها وهم يسكنون فيها اصلا!!
ارجوا ان يكون اللبس قد زال.
"العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
"عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"
Bookmarks