صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 40

الموضوع: لو كنت نصرانياً لألحدت !

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,919
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    ارى والله اعلم انه باذن الله سيصل الى الحق لانه يبحث عنه ولا يمكن ان يتركه الله ضالاً إلاّ ان يهديه لانه يبحث عنه وما على المرسي إلاّ ان يقول صادقا وجّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والارض طالبا الهداية منه مباشرة من غير واسطة فالله سميع بصير يهدي للحق من طلبه ونصيحتي للزميل ان يجلس في غرفة في بيته وحيدا من غير تأثير من احد طالبا راجيا مُوَجِّها قلبه وحواسه الى الّذي يسمع دبيب النملة السمراء في اللّيلة الظلماء على الصخرة الملساء ان يُرشِده له ويريه السبيل والطريق الّذي يوصله اليه فاذا كان الانسان اذا سُئل من ضال عن اسم شارع او مكان يُبادر ويُسارع الى ارشاد السائل فما بالك برب هذا الانسان ايترُكه في ضلاله بعد اذ سعى الى الهُدى والمعرفة والهداية ؟؟؟ حتما لا والف لا والله يقول (أُدعوني استجب لكم ) وفي الحديث القدسي (من تقرب الي باعا تقربت اليه ذراعا ومن اتاني يمشي او ماشيا اتيته هرولة) او كما قال واذا قال العبد المطيع ربي قال الله لبيك عبدي واذا قال العاصي او الضال ربي قال الله لبيك لبيك لبيك عبدي فبادر زميلنا المرسي حتى يفتح الله لك باب الهداية فتسعد في الدنيا والاخرة ابدا وهذه فرصة لا تُتاح للكثيرين من الناس لبُعدهم عن الله وطلبهم للدنيا الزائلة
    التعديل الأخير تم 01-10-2011 الساعة 04:59 PM

    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلّم وصاحب الهوى ليس لدينا عليه سبيل
    نور القلوب وطِب القلوب مُحَمَّد
    ( اللهم متعنا بحبك ومتعنا بذكرك ومتعنا بعبادتك ومتعنا بطاعتك ومتعنا بالتذلل لك )
    معضلة داروين (لغز الأحافير الكامبرية) نظرية داروين بين العلم والخيال :
    https://www.youtube.com/watch?v=bD8rNGvxS-Q

  2. افتراضي

    الإخوة الفضلاء الموضوع ظاهر وواضح !!

    فكاتب المقالة غفر الله له لم يقصد ترك النصرانية والدخول في الإسلام بادئ الأمر ، وإنما قصد أن تحريف النصرانية وتناقضها مع العقل الصحيح كفيل بأن تجعل أتباعها يشكون في صحتها بل ويجزمون ببطلانها مما يعني دخولهم في نفق الإلحاد قبل معرفتهم دين الحق ، فكأنه نكاية بتلك المعتقدات الباطلة سوف يلحد ليبرهن لغيره أن الأمر لا يخرج عن كونه ألعوبة بشرية مصطنعة وأن أتباعها جهلة كالحمير ....
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  3. #18

    افتراضي

    لا يا أخي محب أهل الحديث, أرجوك ركز معي جيدا, إن هذا الكلام الذي تقول به مجرد رأي لا ينبني على أي حقيقة معقولة مقبولة, إذا كنت تشك في النصرانية الكنائيسية لأسباب سياسية فقط فأنت أمامك فرصة لتنادي ب Sola scriptura كما فعل الاصلاحيون البروتستانت, أما إذا كنت تشك في تفاصيل النصرانية بسبب تناقضات فيها فهذا عقلاً لا يبرر تركك لكل معتقدات النصرانية خصوصيا الربوبية + الحاجة لوحي من الرب + اليوم الآخر و قس على هذا. التناقضات في النصرانية لا تبرر الإلحاد, فنحن جيمعا نعلم أن النصرانية ليست كلها باطلة من الألف إلى الياء, هناك مخرج إلى الايمان بأحد المذاهب الأخرى كذاك المذهب الآريوسي الذي كان عليه العالم الانجيلزي المشهور اسحاق نيوتن, أو غيرها. بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.

    إذا كنت تبرر ترك النصرانية لاعتناق الالحاد لأن العقل المجرد وجد تناقضات أو أشياء غير مقبولة في بعض تعاليم النصرانية فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني بحث في القرآن فوجد فيه ((فاضربوهن)) فقام يفهم 'الضرب' هذا بعقل معوج و مشاعر أكثر إعوجاجا, ثم بعد ذلك بحث في كتابه المقدس و لم يجد (الضرب)؟؟

    لا لا, ما هكذا تورد الإبل يا سعد, بل يجب أن لا ننساق وراء تبرير إلحاد الغربيين لا لشيء إلا لأننا نختلف مع النصارى, لا يا أخي, لكل مقام مقال و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي (إن لم يكن الآن قد بدأ, و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض), فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! هل الدولة عادلة و تطبق الاسلام و تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات, و تصفي المجتمعات من الرذائل, و تحقق كرامة الانسان بفرض الزكاة و العدل في الحكم بين الغني و الفقير بين الحاكم و المحكوم, و و .. حتى تذهب أنت كشيخ رسمي إلــــــــــــى قضاء هذه الدولة و تستكلب القضاء على رجل بإسم "الردة" و "الخروج" و "الحرابة"؟؟ الردة يا شيخ لها معنى في دولة إسلامية تسيس بالاسلام وتحقق العدالة و تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغي, و ليس في دولة دستورها رموا فيها كلمة تسمى "الاسلام". كيف يُعقل هذا؟ طبعا سيحدث في العالم الاسلامي ما حدث في الغرب إذا كنت تعي التاريخ "و" تفهم النفس البشرية 'و' ما دام الإسلام يُسيس من طرف دولة لا تُسيس بالاسلام. هل تفهم قولي أم يجب أن أشرح لك بأمثلة؟؟ نعم سيحدث ذلك و ستظهر قاديانيات و بهائيات و ليبيراليات و عالمانيات و كل المخربات.

    طيب, إذا كان الأمر كذلك, فلماذا لا يذهب هؤلاء الذين يتأذون نفسيا و يبحثوا عن الحل في الاسلام بدل الانظمة الباطلة؟؟ أي إسلام يا أخي؟؟ إن الدعوة المنتشرة كلها تبرر للسلطة مواجهة المعارضيين فقط لأنهم يحملون فكرا "آخر", فبدل أن يقوم اهل الدعوة بمساندتهم أو على الأقل السكوت و عدم التدخل, يساندون السلطة و يبررون لها, لكن إذا طالت يد السلطة أحد منهم, بكوا و هلكوا الدنيا بانتقاداتهم.. ثم أي دعوة؟؟ إن أغلبهم لا يعرف إلا التكفير و التمزيق و التبديع و التصنيف, فهل يرجى منهم خيرا؟؟

    إن الحل الوحيد الذي يمكن أن يقف ضد حدوث ما حدث في الغرب هو إما العلمانية الخالصة (حتى دين الدولة: الاسلام من الدستور يحذف) و إما الإسلام الصحيح المحاور العادل الذي يعترف بحق المعارضة و التعددية الفقهية و يعمل بفقه الأولويات.

    يجب أن نتعلم من التاريخ و نعمل جاهدا من أجل فهم النفس البشرية و كيف تتأذى لنفهم انقلاب الغربيين على كنائسهم, و الرجل العاقل لا يواجه الفكر إلا بالفكر و ليس بالاضطهاد و "الحرابة" و "الردة" في دولة لم تحقق لشعبها أدنى مستويات المعيشة و الكرامة, و خذ الثورة الايرانية كمثال, هذه الثورة التي قادها الاماميون الخمينيون كانوا جنبا إلى جنب مع مجاهدي خلق الماركسيين و باقي الحركات الشيوعية الأخرى, لكن الخميني تركهم يعملون في كل حرية و واجههم بالفكر فقط, لكن عندما أحس الماركسيون بضعف فكرهم و حججهم أمام قمم جبلية من المفكرين كشريعتي و المطهري و الطبطبائي و غيرهم حاولوا أن يكسبوا المعركة بالعنف فقاموا بتنفيذ عمليات عنفية ضد المفكريين الاماميين آخرها كان يحضرها أغلب المفكريين حيث انفجرت قنبلة ادت بحياة الكثير منهم و في هذه الحادثة فقد إمام ايران الحالى علي خامنئي يدهم اليمني (فهو كما تعلم له يد اصطناعية), و عندها وجد الرافضي الخميني حجة واقعية معقولة ليبرر مواجهته الماركسيين بالاسلوب الذي بدأوا به... هذا مع العلم أن المذهب الشيعي أكثر المذاهب بعدا عن الاسلام الصحيح, فكيف سيكون الحال إذا ساد الاسلام المنفتح المتسامح الذي يحقق العدالة و الاحسان و الكرامة؟؟ لاشك ان المسلمين سيكسبون المعركة بالفكر و الفكر وحده لأن المذاهب الفكرية الباطلة واهية و ضعيفة أمام الاسلام و حججه, و اعلم يا أخي أن الإسلام يسود في الحرية و يحقق الحضارة في ظل الحرية و الكرامة, و ها هي تركيا الآن خير دليل كلما كثرت الحرية عاد الناس الى الاسلام و تركوا العلمانية الاتاتوركية و انتشرت المظاهر الاسلامية و تربعت الكتب الاسلامية الدينية على قائمة المبيعات, و نفس الشيء حدث في المجتمعات التي كانت في قبضة القومية العربية..
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,919
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    لا تحتاج المسئلة برمتها الى شرح مفصّل وتدقيق بالكلمات لاختيار الحاد على نصرانية او غير ذلك فالله جعل في الانسان بوصلة توصله اليه مهما كان حوله من مؤثرات ومعوِّقات وموانع من تشويه او تعتيم او تمويه وغير ذلك فالفطرة التي فطر الله الناس عليها كفيلة بان تاخذ اي انسان الى رب الاكوان لو احسن استعمالها وذَبَّ عنها شوائب وعوالق تُحيده عن نقائها ولنا في الانبياء خير مثال فابراهيم عليه السلام بحث عن الله من خلال فطرته وليس فقط من خلال عقله والرسول الكريم تعبّد في الغار قبل النبوة من خلال فطرته والامر كله كذلك فالانسان مهما شرّق وغرَّب بحثا عن ديانة الحق فالمحصلة والنهاية ستُوجِّهه فطرته الى الاسلام لانه دين الفطرة والعقل ولذلك نجد كثيرا ممن اسلموا واعتنقوا كل الديانات قبل الاسلام يؤكدون ان فطرتهم هي التي قادتهم اليه الا ترون كم من تشويه وتدليس يحدث في الغرب ليل نهار بلا انقطاع ورغم ذلك ينتشر الاسلام وحتى اولاءك الذين كانوا الدَّ اعدائه اصبحوا في معيّته ؟؟؟
    التعديل الأخير تم 01-11-2011 الساعة 12:42 PM

    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلّم وصاحب الهوى ليس لدينا عليه سبيل
    نور القلوب وطِب القلوب مُحَمَّد
    ( اللهم متعنا بحبك ومتعنا بذكرك ومتعنا بعبادتك ومتعنا بطاعتك ومتعنا بالتذلل لك )
    معضلة داروين (لغز الأحافير الكامبرية) نظرية داروين بين العلم والخيال :
    https://www.youtube.com/watch?v=bD8rNGvxS-Q

  5. افتراضي

    الأخ الفاضل يحيى وفقه الله ونضر وجهه في الدارين وزاده علما وفهما وعملا ...

    أولا أخي الكريم أنا قلت ما عندي فأنت لك توجهاتك ولك رأيك ولا أحد يلومك وحبذا لو تراسل الأخ كاتب المقالة فهو أدرى ما قال وما قيل ...
    أما بالنسبة لردي أعلاه ففيه إجمال مخل وردك فيه تفصيل أتفق مع بعض وأنكر بعضه ولا حرج من مناقشة الأمر بكل شفافية وفي النهاية كل يدلي برأيه ويسوق حجته والله يحفظك ويرعاك ...
    أنا أخي الفاضل لم أقصد بكلامي تناقضات سياسية أو لوثرية مع الكنائس والرهبان وأشباههم ، ما عنيته هو أن التناقضات الموجودة في أصول الدين النصراني الوثني كفيلة عند كل ذي لب بجعله منسلخا من الدين جملة وتفصيلا ، وهذا الذي أتكلم عنه هو عدد قليل جدا بالنسبة لعدد سكان العالم والذي يؤمن أكثرهم بطريقة أو بأخرى بوجود إله متصرف قادر مالك رازق ..
    أنت تعلم أن العلمانية مرت بمرحلتين في تطورها التاريخي ، مرحلة كانت أشبه بمبدأ التقية تظهر الموالاة للكنسية وتنتزع منها سلطانها بالتدريج ولا تتحداها ، ثم إنتقلت إلى العلمانية المنابذة والتي دعت إلى رفض الدين جملة ، وإلى الإلحاد صراحة ، وفي النهاية أصبحت العلمانية بنوعيها إما فصل الدين عن الدولة ، وإما إنكار الدين والدعوة إلى الإلحاد ..
    فكما قلت بأن ردي أعلاه كان مجملا مخلا في معناه ، فتناقضات الكنيسة وتعاليمها المحرفة وبدعها المحدثة كمهزلة صكوك الغفران وتكفير الذنوب تجعل العقل الطبيعي يمجها ويسخر منها وهؤلاء أقلية بالنسبة لغيرهم كما أشار الأخ فارس كاتب الموضوع ، وكان رأيه والجواب عنده أنه لو كان نصرانيا لأتبع سبيل الإلحاد كما فعل من فعل ، وكلامه لا ينطبق على الجميع ، ولا يكون بأي حال من الأحوال في ظل معرفة نور الإسلام وتدراسه بالشكل الصحيح ، فأن تلحد إبتداء لا يعني أن تنظر في الأديان قاطبة ثم تقرر المصير مرة واحدة ، وفي ردك السابق في الصفحة الأولى قلت ما معناه أن الإلحاد يكون نتيجة ظروف وضغوط على منتهجي ذاك الحال ، وهذا حق ولكن لا يمكن أن نقيسه على الجميع ، فأنا هنا في أمريكا اللاتينة أعرف أن 90 في المائة من الناس منتسبون إلى الدين النصراني ولا يمتون إليه بأي صلة ، فتسأله أنت نصراني ، فيقول نعم ، وما علاقتك بدينك ، فيجيبك بأن منتسب وغير متدين وأكثر الناس هنا كذلك ، فهو كما قلت أن بطلان الدين لا يبرر الإلحاد ، فقد يكون عند أتباع الدين النصراني تؤيلات باطلة مقبولة تجعل من الدين صالحا بصفة إيمانهم بالله ، أما في حال مقالة الأخ فهي قضية عين حكم فيها بنفسه ، فقال لو كنت نصرانيا لألحدت ولم يرد تعميم الأمر ، يعني لم يقل لو كنا نصارى لألحدنا ، ناهيك عن معنى الإلحاد عنده وهذا ما ينبغي أن تسأله عنه ، فإن كان يعني بأحد شقي العلمانية وهو فصل الدين عن الدولة والعيش بحرية فهذا حال أكثر الناس في الغرب ، وإن كان يعني بالمعنى الأخير المذكور فهي كما قلنا حكاية عين يخبر فيها الشخص عن نفسه ولا يحق لك أن تلومه ....

    فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني
    قلنا بارك الله فيك أن هذا الحال يكون قبل معرفة دين الحق ، والإهتداء إليه ، والإقتباس من نوره ، فالملحد قبل إلحاده ربما يعجب بمغريات العلمانية وهو لا يعرف عن الإسلام شيئا ، فنشأته في بيت لا يقيم علاقة مع النصرانية ولا يرتبط معها كأغلب الناس هو بداية طريق الإلحاد ، فهو قد يتعلم من واقعه المحيط أن دينه مجرد تقاليد موروثة عن الأولين فيؤمن به إبتداء لأمر فطري كما تقرر وهو يجهل أي الفريقين أحق بالإتباع ، فريق ملئ بالطلاسم ، ومفعم بروح القدس المفترى ، وكثير التصادم مع العلم ، أو فريق توافرت فيه عوامل الجذب وقوة المؤثر وتنوع الدعاية ...

    و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض
    هؤلاء أصلا يستوردون حلولا لمشاكل غير قائمة ، وإذا عليهم أن يستوردوا المشكلة أيضا ، وما يفعله هؤلاء الأراذل هو أنهم يريدون علمنة العالم الإسلامي ليتسنى لهم طرح الحل وإدراج التغيير ، وكل هذا بسبب التأثر المطلق بحضارة الغرب مع تأخر المسلمين ، فقضية هؤلاء أنهم يحضرون حلولا غربية لمشاكل غير موجودة عندنا ...

    كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!!
    كلامك هنا لا يمت إلى الموضوع بصلة ، فالحال هنا هو خلل في تطبيق منهج وليس عطب في أصل الدين ولا أعلم ما يربيك من هذه الهيئات !!
    ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي
    هذه عبارة أدعوك لإعادة النظر فيها ، فأنت أخ عاقل ما كان يجب أن يصدر منك مثل هذا الكلام غفر الله لنا ولك ...
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  6. #21

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب أهل الحديث مشاهدة المشاركة
    (....)
    هذه عبارة أدعوك لإعادة النظر فيها ، فأنت أخ عاقل ما كان يجب أن يصدر منك مثل هذا الكلام غفر الله لنا ولك ...
    آمين أخي الكريم, بارك الله فيك على حرصك و نصيحتك, لكن ركز معي قليلا و لنبتعد قليلا عن العواطف بينما نقترب من الواقع; هناك فرق كبير بين النصرانية كدين و النصرانية كدين مؤسساتي كنائيسي, كما هناك فرق كبير بين الدين الاسلامي و الدين المؤسساتي الإسلامي, و الإنسان كضحية لواقع إجتماعي متدهور تتجمع في نفسه أزمات متعددة يتطلع بعدها إلى نوع من تحقيق الكرامة الذاتية و الترويح على النفس بكل شيء ممكن شرط أن يعاكس كل ما يلعب دورا في هذا الواقع و منه بلا شك الدين المؤسساتي (بغض النظر عن الدين أو الإيديولوجية) بكل مقوماته و من هذه المقومات هيئة أو رمز يقف ضد هذا الإنسان الذي يتأذى نفسيا في تحقيق هذه الكرامة الذاتية و الترويح عن النفس, فبدل أن توجه الانتقادات إلى المؤسسة من أجل إصلاح الواقع, ثم تحاور هذا الشخص (بدل أن تعزله, تكفره أو تستكلب المؤسسة عليه), تجد هذه الهيئة أو هذا الرمز يواجه هذا الإنسان الضحية و هنا تتشكل العقدة النفسية التي تنفر من كل شيء له علاقة بهذه المقومات, و الموقف هذا نفسي لا علاقة له بالفكر و لا البحث و لا الموضوعية.

    بالنسبة للنصرانية في الغرب تجد علماء كبار من الكاثوليك, بل حتى الذين آذتهم الكنيسة كغاليليو لم يثوروا ضد الدين بقدر ما أثاروا ضد الدين المؤسساتي, لكن تلك التحليلات التي ترى تناقضات في النصرانية أو مناهضة النصرانية للعلم سببا في التحول عن الدين تحليلات إيديولوجية القصد منها الانتصار للعلمانية و مذاهبها الدهرية. و إذا كانت الكنيسة يوما ما عارضت مقولة علمية ما, فهي لم تعارض لأنها على دين النصرانية, بل لأن الدين المؤسساتي و هو الكنيسة يعتنق أفكارا معينة في فهم الطبيعة, و أي فكر آخر يناهض أو يعاكس هذا الفهم, هو مناهضة و معاكسة للكنيسة, و هذا حدث أيضا في تاريخنا فنجد الدين المؤسساتي سجن أحمد إبن حنبل و آذته لأنه قال بقول يخالف ما تذهب إليه المؤسسة في فهم طبيعة القرآن أمخلوق هو أم كلام, و نفس الشيء حدث مع إبن رشد و إبن حزم و كثير من علماء دين و علماء فكر في تاريخنا, فهل نقول أن الإسلام يعارض البحث العلمي لأن مؤسسة إسلامية سجنت إبن حنبل؟؟ لا, نفس الشيء نقوله في النصرانية.

    أما التناقضات يا أخي, فأنا لا أنكرها, لكن أقول عندما نقارن الأسس نجد تناقضات الإلحاد في إعتقادهم في الرب و في القيمة و الغاية, أكثر بعدا عن العقل من تناقضات فرقة نصرانية معينة في فهم طبيعة الرب و اللاهوت, و بالتالي العاقل لا يمكن أن يترك النصرانية ليعتنق الإلحاد, بل يبقى على النصرانية في مذهب معين و لا يترك في النصرانية هذا المذهب حتى يجد ما هو أحسن, و لا يترك النصرانية حتى يجد ما هو أحسن من النصرانية.

    فإنتقال غربي من النصرانية إلى الإلحاد بسبب دور الدين المؤسساتي الكنائسي في تدهو الواقع الاجتماعي, الامر الذي يخلق أزمات نفسية, هو موقف نفسي, و نفس الشيء الآن عندما نجد من يعلن الثورة ضد الكنيسية الكاثوليكية بسبب الشذوذ الجنيسي المنتشر بين القساوسة, أو من يتحول إلى الشيعة بسبب أن الدول السنية لم تفعل أي شيء بينما إيران و حزب الله يحققان (كذا كذا كما يصوره الإعلام), هذه مواقف نفسية, نجدها في كل إيديولوجية تُؤسس و في كل دين مُؤسس في واقع إجتماعي متدهور, مع بعض الفورق و لاشك تعود إلى طبيعة الايديولوجية و الدين. هذا التحليل النفسي غير كافي لفهم التحول كله, فنحن لا نفهم إعتناق العرب للشيوعية أو الليبيرالية أو الشعية أو غيرها من الملل الباطلة من زاوية سيكولوجية فقط, بل الجهل و الشبهات تلعب دورا مهما جدا.

    أرجو أن يكون كلامي واضح و ينبغي أن نتناول الواقع بالواقعية لا بالعاطفة أخي الحبيب.
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  7. افتراضي

    التناقضات في النصرانية لا تبرر الإلحاد, فنحن جيمعا نعلم أن النصرانية ليست كلها باطلة من الألف إلى الياء, هناك مخرج إلى الايمان بأحد المذاهب الأخرى كذاك المذهب الآريوسي الذي كان عليه العالم الانجيلزي المشهور اسحاق نيوتن, أو غيرها.
    الكلام هنا ليس عن تسويغ الإلحاد عقليًّا فيما فهمت، وإنما يضعه في الإطار الاجتماعي والنفسي والعلمي والتاريخي.. والمقال لا يعني -ضرورةً- أن الإلحاد له مسوّغ عقلي، وليس "الإلحاد" هنا هو ممثل "العقل" أمام "النصرانية".. والأمر كما قال الأخ محب أهل الحديث واضح.

    بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.
    العقل الصحيح لا يمكن أن يحتم الإيمان بملةٍ فيها متناقضات لم تثبت ربانية مصدرها رأسًا، فكيف إذا ثبت أنّها ليست ربانية؟!
    وهذا هو مفصل القضية أنّه "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا"، فعلم أن الملة الباطلة الآن ليست من عند الله، فانتفت العلة التي لأجلها صحّ اتباع هذا الدين، فيعود الأمر إلى الإيمان بالخالق وحده، وهذا هو الذي حدث فعلًا في أوربا، فلم تكن الردة بالأساس إلى الإلحاد وإن كان قد حدث، وإنما إلى الربوبية deism .. هذا هو ما يقتضيه العقل الصحيح، إذ المزايدة على القدر الثابت لا تسوغ لمجرد "رهان باسكال"، ورهان باسكال ليس دليلًا ولا مرجعًا وإنما يصح إيراده هزًّا للخامل من كوامن النفس تحت ران الغفلة..

    ثمّ دونك ما حدث مع زيد بن عمرو بن نفيل الذي توقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية وكان يقول (والذي نفس زيد بن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحدٌ على دين إبراهيم غيري) وكان يقول كلمته الجميلة (اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه) .. فهذا رجلٌ في الجاهلية قبل الإسلام، لم يتبع ملة النصرانية ولا اليهودية، ولا وافق قومه، وما صح عنده إلا أن يعبد الله وحده، ولا يعلم شريعة يعبد الله بها، ولا يعاصر أحدًا يعلمه أو يسبقه في هذا الشأن غيره، وهو رجلٌ قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّه "يبعث يوم القيامة أمةً وحده" .. فهذا هو مقتضى القرآن والسنة والعقل الصحيح.. ولا دليل أبدًا على تجويز بقاء المرء على ملةٍ باطلة ينسبها لربه إذ قد ثبت عنده أنّها ليست من عند ربه! فضلًا عن جعل هذا البقاء حتمًا لازمًا!


    إذا كنت تبرر ترك النصرانية لاعتناق الالحاد لأن العقل المجرد وجد تناقضات أو أشياء غير مقبولة في بعض تعاليم النصرانية فأنت ربما قد تبرر للنصراني بقائه على النصرانية بدل إعتناق الإسلام لأن هذا النصراني بحث في القرآن فوجد فيه ((فاضربوهن)) فقام يفهم 'الضرب' هذا بعقل معوج و مشاعر أكثر إعوجاجا, ثم بعد ذلك بحث في كتابه المقدس و لم يجد (الضرب)؟؟
    وهذه تسوية بين مختلفين تمام الاختلاف!
    فهل هذا الذي أوردته من كتاب الله تعالى كمثل أن الواحد والواحد والواحد هم واحد، أو كمثل أن يحار الرب فيمن يرفع خطيئة آدم، أو كمثل شجرة الخلد وشجرة المعرفة، أو كمثل استراحة اليوم السابع، أو كمثل أن يكون مقتضى عدل الإله أن يصلب من لم يذنب رفعًا لذنب غيره... هل هذه كهذه؟!! أهكذا تورد الإبل يا سعد؟! كيف يبقى المرء على ملةٍ تقر إلهًا يستحيل الإقرار به بزعم صواب عقيدة هذه الملة في الربوبية!! قد ماتت الإبل إذن يا سعدُ!


    بل يجب أن لا ننساق وراء تبرير إلحاد الغربيين لا لشيء إلا لأننا نختلف مع النصارى, لا يا أخي, لكل مقام مقال و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا.
    قلتُ قبل ذلك في غير هذا الموضوع:
    (التدافع الذي حدث بين العلمانية والكنيسة في الغرب من الموضوعات التي لم تأخذ حقها بالدراسة عن كثب من قبل الباحثين، والمعول عليه فيها عند التحقيق لا يزيد على عدة كتب وبضع باحثين، والصورة التقليدية من وجود صراع مستعلن بين الكنيسة والعلمانية تمثل الكنيسة فيه الجهل والعلمانية فيه العلماء، والكنيسة الباطل والعلمانية الحق، بينما الأمر في حقيقته متشابك وينطوي على العديد من التدافعات والحيل والأحداث التي لا يمكن أن تجتمع في سياقٍ واحد، فضلًا عن السياق التقليدي المنتشر.

    من ضمن ما يصلح لما طرح الدكتور هشام التمثيل عليه، ما فعله آبي سانت بيير في كتابه عن "المحمدية" حيث أورد كل الحجج التي تتوجه بنفس الدرجة للكاثوليكية، وكذلك طالب بمنح جائزة في أكاديمية العلوم الفرنسية لمن يقوم بإيراد تفسير مادي للمعجزات التي يدعيها المسلمون والبروتستانت، ولم يأتِ على ذكر الكاثوليكية .. هذه الحيلة يستعملها العلمانيون عندنا حين يهاجمون "الإسلام المتطرف" بزعمهم، ولكنك تجد الكلام أصلًا موجهًا للإسلام عمومًا، فما الخصوصية التي تفرق بين الإسلام و"الإسلام المتطرف" حين يكون الهجوم على "الالتزام بالنص" و "تقديم النقل" ؟!

    كذلك نجد بوفون عالم الطبيعة الشهير، عندما أخرج الجزء الأول من كتابه "التاريخ الطبيعي العام والخاص" وبدأ يلمح فيه للأصل المشترك للأنواع، واجهته كلية اللاهوت بالسوربون، فأبدى بوفون تراجعًا في بقية الكتاب عن التصريح بالأصل المشترك، ولكنه لم يكن تراجعًا معلنًا، فتجده يعلن أن الشبه بين الحمار الوحشي والحصان لا يتعدى الحافر الصلب، وفي ذات الآن يستنتج أن التشابه بين الإنسان والحصان أكبر من الفرق بينهما!! هذا التذبذب فهمه تشارلز دارون - بسوء نية فيما يبدو لي- أن بوفون كان مترددًا بخصوص قضية الأصل المشترك، فكان تحقيق صمويل بوتلر في كتاب "التطور قديما وحديثا" أن بوفون لجأ لهذا تقية للكنيسة وللعوام بأسلوب ساخر يستشف من خلاله القارئ مقصود بوفون.. هذا نراه في كتابات العلمانيين حين يخرج أحدهم رأسه من الحفرة ليجس نبض الناس، فإن وجد ممانعة سار مع التيار، ولكن شذوذه لا يزال يظهر في لحن القول.

    هناك كذلك ما ذكره الأستاذ .. أقصد الأخ الحبيب طارق منينة من إنتاج المئات من الكتب بأسماء مستعارة، ومعظم مفكري الغرب في عصر النهضة والتنوير الأوربي كانوا يبدؤون بإنتاج تحت اسم مستعار، مالم يكن متكئًا على القرب من بلاط أحد الملوك أو الملكات .. نرى ذلك الآن في كتابات الملاحدة والنصارى عند مهاجمة الإسلام، وقد مرّ عليكم من منتجات هؤلاء المجاهيل ما يغني عن ذكره.

    كذلك أذكر أنّ المسؤولين في بلاط الأميرات والملكات كانوا يتعاملون مع الملكات بطريقة تجعلهن في مصاف فلتات الزمان، ولكن أحدهم وقد أورد ول ديورانت ذكره في موسوعة الحضارة ربما في المجلد المعرب باسم عصر فولتير، ولا يحضرني اسم هذا الشخص مع بعدي عن مكتبتي، المقصود أنّ هذا الرجل كان يوصي ابنه بوصايا مكتوبة خرجت بعد ذلك في صورة كتاب بعد موته، ترى مفارقة غريبة بين حاله مع الملكة وبين تشريحه لوصف المرأة وهو ينصح ابنه ويعطيه مفاتيح الدخول، وأذكر أن كلامه جميعه كان يصب في خانة زيادة العاطفة عند المرأة، وغير ذلك مما يأخذه علينا دعاة التحرير الآن ولكني لا أشك أنهم عند تعاملهم يعرفون خطأهم، يذكرنا ذلك بعادل إمام الذي طالما نادى بمواجهة أسلمة الفن، لما سئل عن سماحه لأحد بتقبيل ابنته في إطار "درامي" مقبول، رفض تمامًا، والحوار معه قد نقله الدكتور هشام وهو حوار كاشف عن هذا النفاق.

    بالنسبة لجون لوك فهو أبو الليبرالية، وعندما كنت أقرأ كتابه كنت أتصور أنّه بحاجة لأحد العلمانيين عندنا ليعقد مجلسًا أسبوعيا يشرحه فيه وليكن في دار الندوة ، دعوة جون لوك مبناها على رؤيته في فصل الدولة عن الدين، مع احتواء الجميع والتسامح معهم، وما أورده من عدم التسامح مع الملاحدة فقد قرأتُ أنّه عاد عنه بعد ذلك، ولم أتابع ذلك بعد، ولم يكن طرح جون لوك نصرانيا، فقد ردت عليه الكنيسة برسالة ألفها أحد رجالها بعنوان "نقد التسامح"، ولعل مقدمة كتاب التسامح لجون لوك المعربة فيها ذكر الكتب التي ألفت في الرد على جون لوك ومعظمها لقساوسة على ما أذكر .. وليعذر الدكتور هشام ذاكرتي إن لم يجد ذلك.

    عندما نواجه دعاوى التطوريين بأسلوب علمي بحت، بل بأسلوب علمي تجريبي بحت، تجدهم يحورون دعوانا ليجعلونا نواجه العلم بالدين، تجد ذلك بعينه في المناظرة التي جرت بين صمويل ويلبرفورس وهكسلي، فقد كانت المناظرة قويةً بحق وقد أورد ويلبرفورس العديد من الحجج على التطور والأصل المشترك، تم تحوير هذه المناظرة وتشويهها لتختصر في "جدك القرد من جهة الأم أو الأب؟؟" والجواب من هكسلي "أفضل أن يكون جدي قردا على أن يكون قسيسا" .. هذه الفرقعة الإعلامية نعاني منها كذلك..

    أحيانًا كان الحق مع الكنيسة ولكن كانت الآفة في سوء إدارة الخلاف، وهذا له عدة أمثلة تجدونها في الكتب التي تدافع عن تاريخ النصرانية، وفي هذه الكتب من التكلف والكذب، ولكن تجد أنّ التاريخ لا يخلو من أمورٍ كانت الكنيسة فيها على حق في مقابل مخالفها من المشتغلين بالعلم التجريبي، ولكنها خسرت الحرب لأنّها لم تحسن إدارة الخلاف..
    )

    ولكن هذا لا يمنعني -أخي يحيى- من التعليق على قولك التالي:


    ما حدث للدين الكنائسي في تاريخ الغرب يمكن أن يحدث للدين المؤسساتي الاسلامي (إن لم يكن الآن قد بدأ, و إلا فسر لي ظهور الليبيرالين في أقدس بقعة في الأرض),
    أفيكون الحال في الكنيسة التي كانت لها الحكم والسلطة وخيرة الرجال والجامعات في كافة التخصصات تحت رعايتها، ورغم ذلك دمرها وأتى عليها رهطٌ من العلمانيين والربوبيين ... كحال مؤسسات تقوم على نشر الإسلام ليس لها من الحكم والسلطة والحرية والتأهيل الكثير ورغم ذلك لا يقدر عليها الإعلام المستغرب والغزو الثقافي وحملات التشويه التي لا تترفع عن كذب ولا غيره، ولا يقدر عليها فقرٌ وجهلٌ ومرض وحملات تبشير وتكفير و "قاديانيات و بهائيات و ليبيراليات و عالمانيات و كل المخربات" وغير ذلك الكثير ... أفيكون عندك - بميزان المادية أو الإيمان أو أي ميزان لا يختلف - أنّ ما حدث للكنيسة رغم خسارتها مع ما كانت عليه وما كان عليه خصومها، يمكن أن يحدث للمؤسسات الإسلامية رغم بقائها وصمود دعوتها مع ما هي عليه وما عليه خصومها؟!

    فسر لي كيف يُعقل أن تجد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث ان السلطة تجلد و تعاقب و تسجن و الشيخ 'الناهي عن المنكر' (على حد قوله) يشرع الجلد و ""الحرابة"" بإسم الإسلام!! هل الدولة عادلة و تطبق الاسلام و تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات, و تصفي المجتمعات من الرذائل, و تحقق كرامة الانسان بفرض الزكاة و العدل في الحكم بين الغني و الفقير بين الحاكم و المحكوم, و و .. حتى تذهب أنت كشيخ رسمي إلــــــــــــى قضاء هذه الدولة و تستكلب القضاء على رجل بإسم "الردة" و "الخروج" و "الحرابة"؟؟ الردة يا شيخ لها معنى في دولة إسلامية تسيس بالاسلام وتحقق العدالة و تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغي, و ليس في دولة دستورها رموا فيها كلمة تسمى "الاسلام". كيف يُعقل هذا؟ طبعا سيحدث في العالم الاسلامي ما حدث في الغرب إذا كنت تعي التاريخ "و" تفهم النفس البشرية 'و' ما دام الإسلام يُسيس من طرف دولة لا تُسيس بالاسلام.
    أقول كما قلتَ (هذا الكلام الذي تقول به مجرد رأي لا ينبني على أي حقيقة معقولة مقبولة).
    هيئات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر .. وسلطة تعاقب .. وحدود .. ما المشكلة؟! لا مشكلة!
    تطالب بأن "تنقح مناهجها التدريسية من التحريف و الانحلال, و قنواتها الاتصالية السلكية و اللاسلكية من الشبهات" وفي نفس الوقت تقول "الرجل العاقل لا يواجه الفكر إلا بالفكر"، فهل ترى أن "التنقيح" و "الحجب" و "التنقية" للباطل من (الفكر) أم هي من آليات واجبة على السلطان الشرعي؟؟!!
    راجع نفسك يا أخي الكريم..
    ليس معنى أن نعدل مع النصارى، أو ألا ننساق وراء الملاحدة، أن ندعي اليقين في مسألة لم توف حقها من الدراسة كالتدافع بين الكنيسة والعلمانية، أو أن ندعي المساواة بين مصير مؤسسات النصرانية والإسلام، أو أن نتأفف من بذل الوسع في تنفيذ الشرع بهيئةٍ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، مع أنك لا ترفض الشرطة ولا المحاكم ولا وزارة العدل في دول العالم الثالث، مع تشابه العلة التي تعارض بها هيئة الأمر بالمعروف والردة والحرابة مع العلة التي يمكن أن ترفض بها الشرطة! أم أنك ترفض الشرط في دول العالم الثالث؟!!

    هذا ما عندي بخصوص هذا الكلام .. وقد بذلت وسعي ألا أتعرض إلا للكلام .. وإن ظهر غير ذلك فغير مقصودٍ ظهوره!
    وفقنا الله لما فيه رضاه.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  8. #23

    افتراضي

    بارك الله فيك أستاذ حسام الدين حامد
    لاحظ معي, فأنا لا أدعي أن النظرية السيكولوجية في تحليل التدافع بين الكنيسة و العلمانية كافية لفهم حقيقة ما حدث, بل قلت بشكل واضح أن الشبهات و الجهل و الهوى و غير ذلك من العوامل لعبت أيضا دورا مهما فيما حصل عند الطرفين, و هذا حدث مع الدين المؤسساتي الشيوعي في الاتحاد السوفيتي, و يمكن أن يحدث مع أي دين مؤسس, في واقع إجتماعي ثقافي متدهور تعلب فيه المؤسسة الدينية دوار معينا, مع العلم بوجود فوارق كبيرة تعود لطبيعة هذا أو ذاك الدين (كما بينت أعلاه), فليس من الضروري أن يحدث ذلك بالتساوي و بنفس التفاصيل و التأثير, إلا إذا كنت تريد أن تدعي أنه لا وجود لعالمانيين في العالم الاسلامي يدعون أن بلدانهم "تطبق" الإسلام (؟؟) و أن الحالة التي هم فيها هي بسبب هذا الدين المؤسساتي, نفس الشيء مع معتنقي الملل الأخرى و الإسلام الهوياتي الثقافي. من طبيعة الحال هذا موقف نفسي !!

    العقل الصحيح لا يمكن أن يحتم الإيمان بملةٍ فيها متناقضات لم تثبت ربانية مصدرها رأسًا، فكيف إذا ثبت أنّها ليست ربانية؟!
    معك حق شرط أن يكون ردك هذا على كلام آخر غير ما قلت. فأنا لم أقل:
    ((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
    بل قلت:
    ((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
    إذا كنت في مجتمع لا يعرف إلا النصرانية و الإلحاد, فالنصرانية أحسن.
    مجتمع لا يعرف إلا نصرانية تقول ثالث ثلاثة, و نصرانية تقول الله واحد, و إلحاد, فالنصرانية الثانية أحسن.

    ليس هناك مشكلة في الواحد و الواحد و الواحد واحد إذا وضعنا هذه أمام "ليس هناك رب"!!!!
    لكن أن تضعها مع عقائد أخرى, فالميزان هنا يختلف!

    أخي الحبيب
    هناك فرق شاسع بين الربوبية deism و الحنيفية, أرجوك لا تخلط لي الأوراق. و هناك فرق بين الربوبية deism و الألوهية theism, فالألوهية ليست فيها إعتراف بالرب فقط, بل فيها نوع من الإعجاب بالرب أي فيها عبودية على مستويات مختلفة من حيث أشكال العبادة في تقديم الحمد للرب و تمجيده و تسبيحه.

    و هل تجد أي عامل مشترك بين ربوبية توامس بين مثلا, و هذا الكلام (إذا صح عن زيد بن عمرو بن نفيل):

    أربا واحــداً أم ألــف رب أدين إذا تقـســمت الامــور
    عزلت اللات والعزى جمــيـعاً كذلك يفعل الجـلـد الـصـبور
    فلا عزى أدين ولا ابنــتيها ولا صـنـمـي بني عـمـرو أزور
    ولا غنما أديــن وكان ربـاً لنا في في الدهر إذ حلمي يسير
    عجبت في الليــالي معـجبــاً تـوفي الأيـام يـعرفها البصير
    بـأن الله قـد أفنى رجــــالا كـثـيراً كـان شــأنهم الفجور
    وأبقــى آخــرين بــبر قوم فـيربـل مـنـهم الطفل الصغير
    وبينا المرء يعثر ثاب يوما كـمـا تـروح الـغـصـن المطير
    ولكن أعـبــد الـرحـمن ربى لـيـغـفـر ذنبي الرب الغفور
    فتقوى الله ربكم احـفـظـوها متى مـا تحـفـظـوها لا تبوروا
    ترى الأبرار دارهم جـنــان ولـلـكـفـار حـامـيـة سـعير
    وخزي في الحياة وأن يمـوتـوا يـلاقـوا ما تضيق به الصدور
    ؟؟
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  9. افتراضي

    * بالنسبة لقضية "الإسلام المؤسساتي" فلا أعلم ما الذي تخالف تعقيبي عليك فيه تحديدًا، والأمر خارج عن صلب الموضوع فلن أطيل برصد ما يحتمل أنك تقصده ما لم تحدده لي.

    * إن كان كلامك عن شيء مستحيل لا وجود له في أرض الواقع ولا في الذهن وهو أن المرء أمامه "النصرانية" أو "الإلحاد" فقط، فهذا شأنٌ آخر لا أوافق موقفك فيه كذلك، لكن دعنا من المستحيل، فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه، وإن كان كذلك فلا يصح أن يُدعي أن الموقف الصحيح الذي يحتّمه العقل الصحيح هو البقاء على النصرانية حتى يعرض له الأحسن، لأن الأحسن مطروح بالفعل، وهو الإيمان بخالق لم ينزل لعباده التناقضات يتعبدون بها.

    * ما ذكرتُه من مقتضى العقل بعدم الزيادة على ما ثبت اعتمادًا على رهان باسكال، وما دل عليه مصير زيد بن عمرو، يبطل قولك (بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن)، إلا أن يكون محتملًا عندك أن يكون من لا يؤمن بأي من تعاليم النصرانية ولا بربانية كتابها وهو يؤمن بوجود إله لم ينزل ما ورد في النصرانية، أن يكون من هذا وصفه "نصرانيًّا"! أو أن يكون محتملًا عندك أن هناك في العقل أو في الخارج نصرانيا لا يتاح أمامه الإيمان بربٍّ لم ينزل تعاليم النصرانية، عند هذين الاحتمالين يصح أن تقول أني لم أرد على قولك ورددت على قول غيرك.

    * ما علاقة الربوبية والألوهية والحنيفية والفرق بينهما بمعقد الحجة في كلامي!!؟ وهل لو قرأتَ مشاركتي وأنت تعلم أن الربوبية غير الألوهية غير الحنيفية ترى أنّ كلامي فيه خطأ أو لا يحتج بما بني عليه؟ ليتك تدلني على الجملة في كلامي التي يضيع معناها بعلمك أن الربوبية والألوهية والحنيفية مختلفة المعاني؟؟

    * أين فهمت من كلامي أني خلطت لك الأوراق فجعلت الربوبية هي الحنيفية.. ما هي الجملة تحديدًا التي فهمت منها هذا الفهم؟؟

    * قلت (فيعود الأمر إلى الإيمان بالخالق وحده ... إلى الربوبية deism) .. هل هناك مشكلة في هذا الكلام؟؟

    * ذكرت أن الربوبية deism تختلف عن الألوهية theism، ثم ذكرت تعريف الألوهية، ولم تبين لي تعريف الربوبية، والفرق بين الاثنين، والمصدر في هذه التعاريف؟؟

    * ربوبية توامس وإيمان زيد بن عمرو -وما أوردتُه عنه قد صححه بعضٌ من علماء الحديث، والشعر الذي أوردتَه سأعامله على أساس ثبوته فلا مشكلة فيه - المقارنة بينهما .. ما علاقتها بما أجبتُك به؟؟؟ هل قلتُ إن ربوبيي أوربا سيدخلون الجنة مثلًا أو سيبعثون أمةً وحدهم .. لأنني مادمتُ لم أقل شيئًا من ذلك فلا أجدني في حاجة للنظر في مقارنة بين ربوبية فلان وإيمان زيد..

    بارك الله فيكم.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  10. #25

    افتراضي

    شيخنا حسام الدين حامد جزاك الله خيرا و منكم نتعلم إن شاء
    و آعلم أني لا أخالفك لمجرد المخالفة فقط, بل أنا غاضب من هذا العنوان ( لو كنت نصرانياً لألحدت !) و أقول بأنه ليس هناك شيء يبرر ترك النصرانية لإعتناق الدهرية (الإلحاد, اللأدرية أو الربوبية/اللادينية). إن هذا العنوان بالنسبة لي كهذا (نجاة إبليس في الآخرة في اتباع عقيدة الأشاعرة) سواء بسواء, و لا ينبغي أن نمجد الإلحاد و نرفع من قيمته بل و ندعي فوق ذلك أننا نحن أيضا كنا سنترك النصرانية إلى الإلحاد!! ليس هناك أي شيء يبرر الدهرية.

    أنا لا أرد على كلامك كلمة كلمة حرفا حرفا, بل أصيغ فكرة عامة عن الموضوع, و عندما أقرأ أن عربيا حنيفيا ما آتبع النصرانية و اليهودية و بقى على حنيفيته, ثم أقرأ أن أمام النصارى الإيمان بالربوبية, فهنا أتدخل و أقول لك شتان بين الربوبية الدهرية و الحنيفية, ثم لا حاجة لنا بعد ذلك لتعريف الربوبية و مذاهبها الفلسفية, و لا معرفة الفرق بين الألوهية و الربوبية, فهذا شيء تملئ به كتب مقارنة الاديان التي تتناول دراسة الربوبية و الالوهية و غير ذلك من فلسفات اللاهوت.

    تقول بارك الله فيك:
    فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه، وإن كان كذلك فلا يصح أن يُدعي أن الموقف الصحيح الذي يحتّمه العقل الصحيح هو البقاء على النصرانية حتى يعرض له الأحسن، لأن الأحسن مطروح بالفعل، وهو الإيمان بخالق لم ينزل لعباده التناقضات يتعبدون بها.
    إذا تبين له التناقضات في طبيعة الرب و اللاهوت, فقد ظهر ما هو أحسن, و لا خلاف بيننا, بل هذا هو قولي, فأنا أقول يبقى على نصرانيته لا يعتنق دهرية (الحاد, لاادرية, ربوبية) ما دام لم يظهر له ما هو أحسن, أما وقد تبين له ما هو أحسن و هذا يعني قد ظهر له التناقض و هذا يستلزم نفي التأويل و نفي الجهل, ففي هذه الحالة العقل يحتم عليه أن يوحد الإله.. لكن لماذا يترك النصرانية؟ من قال هذا الكلام؟ و على أي أساس؟ يترك النصرانية يا شيخ يعني يترك (إعطاء المعنى للحياة) و يترك (تصور للحياة, و هو تصور صحيح, يتناقض مع 'إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمعوثين') و (إعطاء معنى لقيمة أخلاقية) و (فكرة النبوة) و (فكرة الوحي: بغض النظر عن حقيقة الكتاب المقدس هل كله وحي أم لا) و (هليلويا).. الى ما هنالك من عقائد, فلماذا يترك النصرانية إلى الايمان بالخالق فقط؟؟

    ولا مجال للقول بغير ذلك؟؟ يا شيخ, لا يمكن أن تكون أنت من يقول مثل هذا الكلام, إلا إذا كنتُ أنا من يسيء فهمك و هذا إحتمال أقوى من إحتمال أن تكون متعصبا تعصب شعبوي ضد النصرانية إلى حد أنك ترفع الدهرية الربوبية فوقها.

    ملاحظة: دعنا من الحديث عن التناقضات, فهذا يؤدي بنا إلى نقاشين, الأول حول { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } و الثاني حول مفهوم اليقين, و نحن مستغنين عن هذا, و الحمد لله أننا نتفق حول الجزء الأهم في هذا الحوار و هو قولك: وليس "الإلحاد" هنا هو ممثل "العقل" أمام "النصرانية"..

    تحياتي
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  11. افتراضي

    حياكم الله ..

    تعليقات على الردود :

    -- المقال بالأساس ليس موجهاً لنصرة الإلحاد على النصرانية ، ولا لعقد مقارنة (أو مقاربة) بين الإثنين حال تعسر الإيمان بالنصرانية كدين إلهي على ما ورد فيه من التناقضات المستفزة لأي عاقل. ثم إن متن المقال لم يرد فيه إشارة إلى ذلك ، بل المرتكز الأساسي لهذا المقال هو فهم حالة الفرار العقلي من عقيدة تُقدم للناس على أنها إلهية ، وأنها الدين الصحيح ، وأنها حتمية التصديق لا تقبل النقاش ، بمعنى أنها تقدم للمؤمنين بها على أنها (أكلة فسيخ متعفن) لا يمكن أن ترد ولا أن تستبدل والمتاح الوحيد هو أكلها على يقين بحلاوتها ! هذه الصدمة تولد عند العقلاء (قرفاً) من مفهوم الديانة وما يتعلق به من مقتضيات ، كما أنها تثير في نفوسهم شكوكاً (منطقية) حول فكرة وجود الإله الكامل إذا كان هذا حاله في أدبيات النصارى ، لأنه لو كان الإله النصراني موجوداً كاملاً متمتعاً بصفات الجلال ، لأعمل صفاته وأوقع أثرها بشكل أفضل دون تناقض ، وهذا الشك أفضى بالكثيرين منهم لأحد الطرق الثلاثة (باختصار) :

    1- الإتجاه الأول كان لناحية النفي الكلي لوجود الإله كنتيجة ترتبت على سذاجة التصور المطروح عنه في الديانة ، والتي توارثوها طيلة عقود طويلة دون تمحيص ، فارتقى عندهم هذا الشك إلى يقين بأن الإله مجرد (فكرة) مشوهة اخترعها الإنسان ليرتق بها جهله ولينال بها حظاً دنيوياً متسلطاً على رقاب المؤمنين. وهؤلاء هم المعنيون بفكرة (العلم يرتق فجوات الإله) و (ميثولوجيا الطبيعة) و (التطور الذاتي) و (أزلية الكون) وغيرهم ..

    2- الإتجاه الثاني كان لناحية النفي لفكرة الإله المعبود وقبولهم لفكرة الرب الخالق دون تكاليف ، وهى قناعة تشكلت من رافدين أساسيين ، الأول نتج عن الاصطدام بفساد التبعات الدينية المتعلقة بالإيمان الإلهي المطروح في عقائد النصرانية ، والثاني نتج من تناسق طبيعي مع داعي الفطرة الإنسانية ، الداعي بحتمية وجود الخالق الذي أوجد كل شئ ، دون (ضرورة) لمقتضيات الألوهية أو لجهل بالطريق الصحيح المؤدي إليه. وقد لقي هذا النوع من (الإيمان) قبولاً مريحاً عند الأكثرية ، نظراً لأنه يقدم حلاً (توافقياً) بين رفض منطقي للعبث العقدي ، والذي لم يثبت من خلاله وجود إلهٍ معبود له شريعة وديانة تقتضي التكليف ، وبين قبول مريح مناسب للإحساس الفطري بحتمية وجود خالق أعظم ومدبر عليم لهذا الكون.

    3- الإتجاه الثالث كان لناحية (التطنيش) لخوارم هذه العقيدة ، ليصبح التابعين لها معتنقون وليسوا بمؤمنين ، منتمين لها ولا يعملون بها ، يُسمون باسمها لكنهم يتجاهلون تعاليمها ، وهؤلاء هم المنحى المعاصر الذي أفرزته المواجهة بين عقيدة فاسدة وعقول لم تعد تبحث عن الحلول ، فظهرت أجيال جديدة خلال النصف قرن المنصرم لا تسأل ولا تبحث عن إجابات ، مكتفية بالموقف المعرفي السلبي من هذه العقيدة ، ورسخت هذه النزعة بتبني العديد من الوسائل الإعلامية والسينمائية هذا التيار المشكك الساخر الذي يدخل الكنيسة كواجب اجتماعي ، لا يحمل أي مضمون عقلي أو معرفي ، ودون توافق مع التعاليم الكنسية.

    -- هذه الوقفات من أتباع الديانة النصرانية للرفض والتمحيص ، والبحث عن سبيل آخر ، ليست بالشئ الهين ولا بالقرار السهل إذا علمنا أن هذه العقيدة هي موروث اجتماعي وسياسي وفكري واقتصادي متشابك ، تشكلت عليه دول وقامت على أصوله تحالفات وأفرزت تعاليمه رافداً اقتصادياً عظيماً يدر على الكثيرين فتوحات مالية لا حصر لها. ثم إن البحث عن دين الحق أمر قد اختلف في تحقيقه والطرق الموصلة إليه الكثيرون ، خاصة إذا علمنا أنه في ظل الجهل ترسخت القناعات ، وشعر أهل كل فرقة أنهم في تصالح معرفي ومنطقي مع ما يعتنقون استناداً إلى عقيدة الإلحاد المفعم بالسلبية ، وكذا الحال في فكرة (اللاأدرية) الموغلة في تعميق الجهل واستئصال أدوات البحث العقلي .. والإسترخاء المبني بالكلية على فكرة مريحة للنفس والعقل فحواها (لا أدري) !

    -- نحن هنا لا نستعرض مدى (صواب) أو (خطأ) الفارين من تناقض النصرانية في منهجهم البحثي عن الحق ، ولم أعقد لهم تحليلاً لقياس مدى المصداقية التي يتمتعون بها في رحلة الرفض المتبوع بالبحث ، إذ أن منهم من اكتفي بالرفض دون بحث وتلبس بحالة من السكون السلبي لملكات العقل والحس ، ومنهم من شرع في البحث بأدوات خاطئة فوصل لـ (حق) خاطئ ، ومنهم من بحث ووصل إلى الصواب ، ومع اختلافهم في محطات الوصول .. إلا أن الجميع قد اتفق في موقف الرفض العقلي بشكل متساوٍ تقريباً ، وإنما أردت أن أستعرض فقط آليات وتوجهات تولدت عن صدام قد اختلف فيه الكثيرون ، فعرضت وصفاً للحادث دون خوض في مسبباته ونتائجه ، كحادث سيارة صدمت بعض الأشخاص فنتج عن ذلك جريح وقتيل وسليم ، ولم نبحث هنا خطأ المارة المفضي للقتل ولا وعى الافراد الناجين كيف نجوا !

    -- القول بأن النصرانية على عيوبها أولى بالإتباع من الإلحاد أمر يخلو من الوجاهة ، خاصة إن كانت القوادح التي تطفح بها عقائد النصارى على اختلافهم تنتمي حصراً وتقييداً للأصول والأسس التي يبني عليها الدين وليست فروعه ، تخرق وصف الإله المعبود بقادح في قدرته وآخر في علمه وثالث في علاقته بخلقه. ثم إني قد حصرت الرفض العقدي لمن كان له عقل يجبره على الفرار والتوقف والبحث ، وهذا قرار لم يقدر عليه ملايين المؤمنين بتلك العقائد نظراً لفقدان هذه الملكة وتغليب العاطفة على المنطق وتحول الخطاب الديني النصراني من لغة قمعية متسلطة في القرون المتقدمة ، إلى لغة عاطفية تستخدم المفردات المثيرة للشجن حد الإبتذال ، مما كان له أثر في استقطاب الناس بدجل وشعوذة وأساطير تجذب الحالمين. أضف إلى ذلك موقف الكنيسة المتصالح مع الغياب من مشهد (الزعامة) والقيادة للمؤمنين بها ، ورضاها بأن تنحصر تعاليمها وعقائدها في داخل أسوار الكنيسة فقط دون أثر لها في حياة الناس ، وهو مبدأ خفف كثيراً من وطأة التصادم وقدم حلاً موضعياً مسكناً للكثيرين من التابعين ن حين استعصى عليهم الجمع بين عقولهم ومقتضيات الإيمان الكنسي. أما العقلاء فكانوا بمنأى عن هذه القصة.

    شكراً لكم ..
    ربما أعود

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1,919
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    يجب دائما ان نكون حذرين في اختيار اقوالنا هنا لاهمية ومكانة المنتدى في الشبكة العنكبوتية او الاخطبوطية فاخشى ان يؤخذ العنوان في نهاية الامر بيد مُلحد سفيه فينشره بين المسلمين تعذيرا له ودعما لِإلحاده وان اختياره للالحاد كان مُبررا وطبيعيا وغير ذلك من الاعذار فانتبهوا يا اخوة وبارك الله فيكم
    ارجوا ان اكون قد اصبت

    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل الجاهل يتعلّم وصاحب الهوى ليس لدينا عليه سبيل
    نور القلوب وطِب القلوب مُحَمَّد
    ( اللهم متعنا بحبك ومتعنا بذكرك ومتعنا بعبادتك ومتعنا بطاعتك ومتعنا بالتذلل لك )
    معضلة داروين (لغز الأحافير الكامبرية) نظرية داروين بين العلم والخيال :
    https://www.youtube.com/watch?v=bD8rNGvxS-Q

  13. افتراضي

    مضطر لهذه المقدمة: أشعر يا أخي أن الأمر عندك منظومتان من الآراء، إحداهما متسقة وهي التي تختارها لنفسك، والأخرى مليئة بالأفاعي والثعابين والجهالات وهي "الأخرى"، وكل من يناقشك مخالفًا فقد ارتكز إلى "الأخرى" التي في ذهنك، ولذا تقرأ ردي كأنك تتلمس جملةً من هنا لتكون "أفعى" وأخرى لتكون "تعصبًا شعبويًّا" وثالثة لتكون "خلطًا للأوراق" ورابعة لتكون "تسوية الربوبية الأوربية بالحنيفية"، ولذلك سألتك أين برهان ما استهلك نصف مشاركتك قبل الأخيرة، من "خلط الأوراق" و "التسوية المزعومة"؟؟ أين برهان هذا الذي ادعيته من كلامي؟! بل سألتك صراحةً ما علاقة هذا الذي أكل نصف مشاركتك بمعقد الحجة في كلامي؟؟ أسئلتي لها غرض فعلي ليظهر لك أنك تقرأ مشاركتي بفكرة مسبقة تضيع أية قيمة للحوار أصلًا! خذ مثلًا:

    قلتُ (إن كان كلامك عن شيء مستحيل لا وجود له في أرض الواقع ولا في الذهن وهو أن المرء أمامه "النصرانية" أو "الإلحاد" فقط، فهذا شأنٌ آخر لا أوافق موقفك فيه كذلك، لكن دعنا من المستحيل، فالذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق دون الإيمان بالنصرانية ولا مجال للقول بغير ذلك، فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه.)

    اقرأ هذه الجملة من الشمال أو من اليمين وقلبها كما تشاء، فسترى أنها رد على افتراضك ظرفٍ يكون الخيار فيه بين "الإلحاد" أو "النصرانية" فقط، فقلتُ إن هذا الظرف المفترض مستحيل في الذهن وفي الواقع، وبرهنتُ على هذا بوجود الخيار الثالث، وهو أن "الذي دخل النصرانية أمامه الإيمان بالخالق" وكررتُها "فمجرد دخوله في النصرانية يعني أنّ اختيار "الإيمان بالخالق" دون النصرانية متاح أمامه"، وهذا يدل على استحالة الظرف الذي تفترضه (ولا مجال للقول بغير ذلك).

    فماذا فعلت أنت؟؟ أخذت جملة (ولا مجال للقول بغير ذلك) وحدها هكذا، وفهمتها أنّها (تعصب شعبوي ضد النصرانية إلى حد أنك ترفع الدهرية الربوبية فوقها) مع أنّ الكلام في اتجاه آخر تمامًا!

    تقول (لا حاجة لنا بعد ذلك لتعريف الربوبية و مذاهبها الفلسفية, و لا معرفة الفرق بين الألوهية و الربوبية, فهذا شيء تملئ به كتب مقارنة الاديان التي تتناول دراسة الربوبية و الالوهية و غير ذلك من فلسفات اللاهوت) .. طيب مادام لا حاجة لنا فيها، لماذا تكلمت عنها أولًا؟! ولما سألتك عنها صارت لا حاجة لنا فيها.

    تقول (وعندما أقرأ أن عربيا حنيفيا ما آتبع النصرانية و اليهودية و بقى على حنيفيته, ثم أقرأ أن أمام النصارى الإيمان بالربوبية, فهنا أتدخل و أقول لك شتان بين الربوبية الدهرية و الحنيفية) .. هنا تتدخل!! هنا في أي شيءٍ عندما تقرأ "ثم" تقرأ؟! سألتك سؤالًا واضحًا: أين وجدتني سويت بين الحنيفية والربوبية؟؟ السبب أنك تقرأ بفكرة مسبقة، وتفهم من كلامي ما "تتوقع" أنه كلامي.. هذا ليس حوارًا، هذا تكليفٌ لي بتسويغ كلامي وتفصيصه وتفصيله، ثم تفصيل نيتي والإشهاد عليها، وهاأنت بدأت تفصل نيتك وأنك لست تخالف لمجرد المخالفة، وأنك لست إلا غاضبًا، هل هذا مسار حوار؟! وهل سألتك عن مخالفتك أو نيتك، أم أنك تجيب على ما "تتوقع" أنه كلامي؟!

    وأختم هذا بهذه الجملة من كلامك:

    يترك النصرانية يا شيخ يعني يترك (إعطاء المعنى للحياة) و يترك (تصور للحياة, و هو تصور صحيح, يتناقض مع 'إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمعوثين') و (إعطاء معنى لقيمة أخلاقية) و (فكرة النبوة) و (فكرة الوحي: بغض النظر عن حقيقة الكتاب المقدس هل كله وحي أم لا) و (هليلويا).. الى ما هنالك من عقائد, فلماذا يترك النصرانية إلى الايمان بالخالق فقط؟؟
    من يؤمن بالخالق الذي له الكمال وحده - وهذا هو سبب تركه النصرانية - يؤمن بأنه لم يخلق الحياة عبثًا، وأن الحياة لها معنى، وأن الأخلاق لها معنى، وأنه يمكن أن يرسل رسلا وينزل شرائع ولكنه لا ينزل تناقضات كالتي في النصرانية، ويدعوه ويتوجه إليه، هكذا يسمى ماذا؟؟

    لو كان هذا الشخص يسمى نصرانيًّا في عقل أي واحد من بني آدم فأنت محق في سؤالك "لماذا يترك النصرانية؟"!
    لو كان هذا الشخص لا يسمى نصرانيًّا في العقل الصحيح فأنت مخطئ خطأ واضحًا جليًّا.

    وحفاظًا على ود الأخوة، مع أداء المفترض من بيان، فأستأذنك أخي الكريم في التوقف عند هذا الحد، وفق الله الجميع لما فيه رضاه.
    والسلام عليكم ورحمة الله.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  14. #29

    افتراضي

    مولانا الفارس المفروس
    نشكرك على توضيحك و على أساس هذا التوضيح أصل إلى نتيجة أنه لو كنت نصرانيا لبحثتَ عن حقيقة المعتقدات الوراثية الكنائسية من خلال الكتاب المقدس (الإنجيل و تناخ) و ثم تبحث في وثوقية هذا الكتاب المقدس فتصل إلى نتيجة أن تبقى على إيمانك بما في هذا الكتاب و لا تحدو عنه حتى يصلك ما هو أحسن, و إعتقادك هذا بإمكانية قيام ما هو أحسن يستلزم الإيمان بإمكانية بعثة نبي آخر بكتاب أحسن (من حيث الدلالة و وثوقية النقل).

    شيخنا حسام الدين حامد
    الاختلاف لا يفسد للود قضية, و نحن هنا لا نختلف فالنتيجة واحدة لكن المناهج التي وصلنا من خلالها إلى هذه النتيجة متنوعة في جزء أكبر و متناقضة في جزء صغير, و أنا لا أقرأ كلامك قراءة عادية أو كقراءة النصوص القانونية و الثقافية و العلمية, فأنا هنا لا أقرأ كلامك إقتباسيا (و هذا واضح فأنا لم أدعى أنك تسوي بين الحنيفية و الربوبية) بل أقرأ كلامك إحتذائيا و هذا يتم بالإشارة لا بالإنشاء, ما معناه أنه عندما نتكلم في سياق معين فتخرج أنت من هذا السياق لتأتي بقصة رجل حنيفي بقى على حنيفيته ما آعتنق النصرانية و لا اليهودية, فهنا أنا أقوم بطرح سؤال أجيب عليه بنفسي و ما كان السؤال موجها لك أصلا و ذلك بسبب إمكانية وجود أكثر من جواب على سؤال (( و ما مناسبة إشارتك هنا إلى هذا الرجل الحنيفي في سياق كلامنا؟؟)) .. أنا لا يهمنى جوابك لأن السؤال غير مطروح عليك بادئ ذي بدء, بل أطرحه أنا و أجيب عليه بغض النظر عن الجواب الممكن, فأي جواب فيه إحتمالية الخلط (لا التساوي) بين الربوبية الدهرية و الحنيفية 'مع فارق في هذه الإحتمالات طبعا'.

    قولك أن الإيمان بالخالق فقط - و هذا يحتمل القول بالربوبية الدهرية, و إلا فأتني بهذه الربوبية من واقع و تاريخ أوروبا- يتبع الإيمان بأن الرب الواحد لم يخلق الحياة عبثًا، وأن الحياة لها معنى، وأن الأخلاق لها معنى، , كلام لا صلة له بالواقع, أما إذا أضفنا قولك وأنه يمكن أن يرسل رسلا وينزل شرائع فهذا يتضمن ما أقوله و أذهب إليه أنا و هو: يبقى على نصرانيته -لا يعتنق مذهبا دهريا- حتى يصله ما هو أحسن أو يسمع ما هو أحسن (أو بتعبير القرآن: حتى يصله ما هو مصدقا لما بين يديه).

    وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)

    وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

    http://www.qurancomplex.org/quran/ta...Sora=5&nAya=48

    لا حاجة للوقوف عند هذا الحد أخي الكريم, فنحن نتفق هنا جيمعا على عدم تعظيم الإلحاد و الدهرية بشكل مجمل, و يعلم الله أن في عنوان هذا الموضوع ما فيه من رفعٍ لشأن الدهرية, رفع لا يستحقه, فالدهري لا يستطيع أن ينتقد كلاما واحدا في الكتاب المقدس اليوم, و لا يستطيع أن ينتقد أي دين بغض النظر عن صحة هذا الدين و تناقضاته, لأن أساس الدهرية أساس هش.
    التعديل الأخير تم 01-12-2011 الساعة 07:41 PM
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  15. افتراضي

    ثم إني قد حصرت الرفض العقدي لمن كان له عقل يجبره على الفرار والتوقف والبحث ، وهذا قرار لم يقدر عليه ملايين المؤمنين بتلك العقائد نظراً لفقدان هذه الملكة وتغليب العاطفة على المنطق
    هذا هو أصل الخيط عند الأخ فارس وهي كما أسلفنا قضية عين حكم فيها بنفسه فالمقالة تسلط الضوء على هذه الفئة ...

    جزى الله الإخوة جميعا على ما تكرموا بوضعه والشكر موصول لشيخنا وطبيبنا الفاضل حسام الدين بيض الله وجهه ...
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. منهجية بحث اللاأدري
    بواسطة عَرَبِيّة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 07-08-2014, 03:32 AM
  2. سؤال حول منهجية المنتدى
    بواسطة أبو العباس الجزائري في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-19-2011, 12:49 AM
  3. لو كنت نصرانياً لألحدت !
    بواسطة الفارس مفروس في المنتدى الفارس مفروس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2011, 11:50 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء