صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 26 من 26

الموضوع: يوميات حائك.

  1. #16

    افتراضي

    خاسرة فيما نويتَ
    رابحة فيما نويتُ ( تدمير بُخْلِك في الكتابة)
    اكتسح ما تشاء فإني في قمة السعادة كمتابعة. وطبعا طبعا سأنافس كخاسرة رابحة

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أصحاب العربية جنّ الانس ... يبصرون ما لا يبصر غيرهم
    محمد ابن ادريس الشافعي





    الصبر و اليقين
    الجزء 2







    هذه المقطوعة ذكرتني بقول ما من قول العرب لا أتبين قائله بقدر عدم تبيني الطريق بين هذه القطرات المتتالية و المتواترة اكثر فأكثر..فضلا عن الظلمة....الظلمة في أزقة هذه المدينة العتيقة...باختلاطها مع الأضواء ..تضفي تشابها أكبر على صور هذه الأزقة الضيقة..لا أدري كيف يدرك دماغي الفروق مع كل هذه الظلمات المتناثرة في أركانها خالية من دليل الا ما كان من احساس أني قد كنت هنا بالأمس..مررت من هنا..احساس يقودني كأرنب أليس الأبيض بين الجحور ....احساس بالوحشة يغمرني مع استغراق في هذا الحال....تذكرت البيت العربي ألان..

    وأرواحنا في وحشة من جسومنا .*** وحاصل دنيانا أذى ووبال

    أي الطرق أخصر الى البيت؟؟..احتار دانشمند بين أربع طرق أخصر الى ما سماه المبادئ اليقينية الأولى...فاختار اقربها سبيلا و صراطا مستقيما الى هذه المبادئ الأولى او ما سماه الأوائل الفطرة..ما أدى به تلمس شطائر النبوة فيه ليشتغل بالحديث في آخر أيامه و يموت و البخاري على صدره...هل كان للفتى التيمي الشافعي الذي جاء بعده ان يوافق نفس مصيره لو كان قبل عرض الكبرى؟؟
    ما اليقين ؟؟ سأل الفتى الشيخ...فأجابه الكبرى بنفس ما وصف به دانشمند اليقين في رائعته ..و فصله الفتى الحراني في رسالته في طرق العلم الالهي و التي هي كالحاشية عليها:
    واردات ترد على النفس تعجز عن ردها...
    أكان ممكنا ان لا تتأخر عودة الفتى التيمي كل هذا الوقت...كما لم تتأخر عودة صاحبه المعتزلي فصرح بعد حين انه يرى ان الحق ما يقوله أهل الحديث المشبهة ..لولا تلك الظلمة التي ملكته و لم يجرؤ على تفكيكها كما جرؤ على ذلك فخر طوس و عالمها..فأودت به كما أودت من قبل بدانشمند الى تراث الصابئة من عبادة الكواكب و النجوم السيارة برهة من الزمن قبل ان يقلعوا....
    طينة الظلمة هذه كانت قد تسربت على حد قول السهروردي الزنديق..من أيام أتباع فيثاغورس...حتى اختلطت بماء أتباع هرمس الهرامسة ...هذه المحاولة لزرع الفكرة الأولى...من فارس القديمة و مصر الهلينية و على الخصوص من الهند السنسكريتية..أثارت موجة من المقاومة بين ورثة العلم النبوي غير مسبوقة لم تثرها آلاف الأفكار الادارية و الاقتصادية و العلميةالأجنبية الأخرى التي تقبلت بدرجات متفاوتة في الدولة الحديثة النشوء....و لم تزل هذه الظلمة تتغلغل في الناس بسبب عوامل البذخ و ما تنتجه من الفراغ و بالتالي الفرج ...الى أن صارت سرطانا تصيب شظاياه المظلمة الصفوة ..و حتى سيطر على المشهد الايماني الفكري العلمي داء الأمم و مع عامل الوقت...فقد أخذت فيهما هذه الظلمة خطوة خطوة حتى أتت هذه الأرضة على منسأة الفطرة فيها.
    -شكرا
    و دعني الكسيح بابتسامة بعد أن تركته أمام باب المخبزة حيث اعتاد السؤال...
    واردات ترد على النفس...واردات ترد على النفس..هكذا قالها الكبرى واستحسنها الفتى التيمي...و لكن لم يجرؤ على ما جرؤ عليه دانشمند..ترك الرياسة و العلائق...البحث عن الحرية ...اخترت طريقي مخترقا حي اليهود ..بدأت أحس باقترابي من البيت مع ازدياد واردات تفاصيل صور الأزقة من خلف الظلمة...و بصيص النور ..كلما اقتربت كلما كانت الأزقة الأكثر ارتباطا بذكريات الطفولة تتضح و قل اعتمادي على ثنائية النور و الظلمة للاهتداء لطريقي...من أغمض مناطق العمليات الخاصة في أدمغتنا هي هذه الذاكرة..و ان كان تنظيمها مشابه نوعا ما للتنظيم في المجال الحاسوبي...لكن تعقيده وارتباطه بالذكاء و العلم و الاحساس ما زال يثير فضولي ...ارتباطه بالمعلومة في الأساس...كيف يتم نقل المعلومة الوافدة من العالم الخارجي الى منطقة الذاكرة البعيدة الأمد في شبكة العصبونات...عن طريق الال طي بي...فهي شبيهة الى حد كبير بطريقة البرمجة عن طريق التردد او الترديد بالصفر و الواحد ...نظام العد الثنائي الذي اخترعه لايبنز في محاولة منه لتشكيل تطبيق صناعي لعالمه المونادولوجي الغيبي...كون مرقم كما يقول ...او كما قال فيثاغورس قبله بآلاف السنين...كون رقم و نغم...
    هذه الطريقة من طرق تفعيل الذاكرة الانسانية ...يبدو انها ستحتل نصيب الأسد في تفسير انماط السلوك الانساني تعليما واكتسابا منذ اكتشافها القرن الماضي .و ربما تبتلع بعدها الجزء الأكبر من ظواهر الوعي ..فتكرار المعلومة انطلاقا من تكرار صورها مرات و مرات...يؤدي لأذرع العصبونات الى سلوك مدهش حقيقة..و المدهش فيه ليس تشديد نقط اتصالها أكثر فأكثر كلما ازداد التكرر وورود واردات المعلومة....و لا حتى انتقالها بعد ذلك الى استخراج اذرع أخرى و تشبيكها لضمان حفظ أطول للمعلومة تحت تأثير و تحفيز الأنزيمات فيما يشبه التفاف اغضان الشجر حول بصيص من الضوء تناله..بل المدهش ان تستعمر هذه الجحافل من العصبونات مع ازدياد التكرار مناطق وظيفية أخرى عند جاراتها...و تستخدمها لدعم وظيفتها فيما يشبه استعارة مقرات الدولة بين الادارات المختلفة اثناء الأزمات...حتى يصل الأمر مع توالي المدة الى ان يصبح قريبا من الطبع..و يصبح اتخاذ القرارات المرتبطة بالمعلومة يكاد لا يحتاج الى تفكير....القرار...قرار انعطافي الذي أخذته الآن للدرب الأطول لعلم ان الدرب الأخصر لا تدخله شاحنة النفايات كثيرا لضيقه..و كلما ازدادت الواردات من معلومات القضية ازدادت نقط الاتصال و تكرارها و متانتها بين أطراف العصبونات..و ازداد بذلك اليقين الذي لا يحتاج لترسخه الا الى وقت...الى الصبر...
    لهذا ربما كان النهج القديم يصر على اهمية التكرار في الحفظ و اهمية الحفظ لتحصيل العلم في المنهاج الدراسي القديم ككل و عدم الاكتفاء بمجرد الفهم...ربما الآن يعود اختصاصيو علوم التربية الآن لاعتباره بدل تركه لمتطفلي علوم البرمجة اللغوية العصبية...و تلك القصة الشهيرة التي رواها ابن الجوزي في الحث على حفظ العلم ...عبارات مثل قول ابن معين : لو لم نسمع الحديث خمسين مرة ما علمناه...و غيرها مئات من العبارات كانوا يحثون فيها الطلبة على حفظ أمهات المصنفات بالتكرار...و اهل الكلام و الرأي يسخرون منهم و يسمونهم بزوامل الأسفار..يا لمقولتك يا فاروق : أصبح أهل الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يعوها وتفلتت منهم أن يرووها فاستبقوها بالرأي...نهج آخر من المناهج التي يجب ان ينفض الغبار عتها في مناهجنا التعليمية..ففعاليته ظاهرة في الحق كما انها كانت ظاهرة في الباطل من ايام غوبلز و مبدئه في خلق الرأي العام بالاعلام..
    - حدد قدر التعبئة يا سيدي
    مددت له بسرعة المال...فيبدو ان هذه الليلة ستحتاج الى أكبر قدر من الرصيد ..فيبدو ان الكلمات عبر الجوال لن تنتهي...خرجت من الكشك الى قطرات الغيث مرة أخرى...و قطرات المعلومات...و قطرات العلم...لهذا النوع من العلم الحدسي تشوف دانشمند للوصول الى الفطرة...فقد علم ان كثرة التعرض لأنواع الحقائق الصحيحة في ذاتها يورث علما أقرب ما يكون الى اليقينيات الأولى...و علم بلا شك أن ان الحقائق في نفسها معلم...أن ان تقبل الحق نفسه يورث ابصارا و معرفة بحقائق أخرى..في شبكة من حقائق مثناثرة في الوجود كتناثر شبكة العصبونات المستقبلة لها...لهذا كان الأعرابي قديما مع عريه عن علوم النحو لا يلحن...و ان لم يعرف براهين النحو لكن لسانه ما كان يستطيع غير الحق من الاعراب...و لهذا في الفقه انتشرت عبارات مثل فقيه البدن..كناية عمن دخلت تفاصيل و دقائق معلومات الفقه مع نفسه العاقلة حتى التحمت ببدنه فصار عالما به بوجوده هو نفسه...و مثله في المحدثين ما حكاه ابن رجب من تراجيديا تناقص العلم بالعلل...فذكر ان كبار العالمين بالعلل كان يعرض عليهم الحديث الظاهر الصحة فيحكمون ببطلانه دون تفكير دون ان يعلم احدهم بقول الآخر فيه ..فان فتش وجد كما قالوا...حتى قال السائل: أشهد ان هذا العلم الهام...
    مثل هذا النوع الراقي من العلم يجده الأطباء و الفيزيائيون و المهندسون و غيرهم ممن يتعاطون العلوم التطبيقية ...اذ قد تعرض عليهم حالة تبدو لغيرهم صحية و سليمة جدا...لكن لخبرتهم و توالي صور الحالات عليهم يرون ما لا يرى غيرهم و احيانا بدون ادنى تفكير...فيدركون من الخلل في البحوث او الدراسات او التشخيص ما لا يراه غيرهم بالمنهجيات العلمية المنظمة...

    -كيف يكون ما لايدخل بسهولة تحت التعبير اللغوي افضل و اكثر افادة لليقين مما يدخل تحت المنهج و التنظيم و التعبير؟؟
    -يا هماز ...تعرف ان اللغة و البيان هي بحسب القدرة...و ان الأقدر على العلم يكون أقدر على البيان و التحكم في اللغة الا لعارض...

    فعلا...مع أني مللت من الاستماع اليهما...لكن ارتباط المعلومة باللغة في افادة القوة امر ملموس..لا أريد ان افكر الآن في مسألة الكلام و خلق القرآن...لكن ما يحدث الآن هو تفوق ظاهر لشباب الفايسبوك في امتلاك أزمة البيان الهندسة الواقعية للكلمة ..على نوع البيان الذي يمتكله النظام في مواجهتهم لمحاولة ابقاء الجموع ما أمكنه في حلمها الوردي الذي صنعه لها...البيان و التحرر...الرحمن علم القرآن..خلق الانسان ...علمه البيان...يا لغبائك يا جابري رحمك الله على أي حال...لا أحب ان أسلبك حظك من نفسي من الرحمة فكيف بحظك من رحمة الله...

    فاللغة سواء كانت رموزا او حروفا او ارقاما تكمن أهميتها بلا شك في استحالة الوعي بالوجود من دونها...هذه الاستحالة التي أدركتها بشكل كوميدي مضحك المدرسة الوضعية حين حاولت الاستعاضة عنها و عن مطباتها باختراع طريقة تفاعل جديدة مع الوجود..فوضعت صفخات من الرموز لتفسير كلمتين عبرت عنهما اللغة ...رفعوا الراية البيضاء متأخرين..لكن ما لم يتأخر ظهوره ..ان اللغة قيد لا فرار منه لمن يريد هندسة اي معنى للوجود...و ان تاخر بعدها كثيرا ان ينتبهوا ان الوجود نفسه...انما ينبني صورته في الوعي باللغة كما ان هندسته او بالأحرى برمجته لغوية لا تختلف عن بقية البرمجات.....كون بني ...بكلمات...او بكلمة...مشكلة اللوغوس...و كلمة الفطرة .كون.مفطور...فطر السماوات و الأرض...او على حد تعبير الألماني المخترع لأول حاسوب...أن الكون ما هو الا سجن حواسيب عملاق...علمه البيان...الشمس و القمر بحسبان...بحسبان

    - و ما ادراك ان منفذا ما غير موجود..أي كون لا نهائي او ربما لا نهائية في العد
    -ان استطعتم ان تنفذوا...فانفذوا...اينما تكونوا يدرككم الموت يا شاطر.....فالعمليات الفيزيائية و الكيميائية لكل العناصر الحية في الوجود تحكمها قوانين الترموديناميك..والقانون الأول يقول: أن مصيرك حتمي الى الفناء..و القانون الثاني يقول : أنك لن تستطيع التحكم بمصير الطبيعة فكيف بمصيرك أنت؟ و القانون الثالث يقول: ان مفارقة الطبيعة و الهيمنة عليها مستحيل...و القانون الرابع يقول: لا مفر لك أبدا من هذه اللعبة...

    يبدوان مصممان على ادخالي في نقاشهما...و ان كان علي أن أعترف انه في الصميم...فمشكلات البرمجة لغوية كانت او رقمية او ايحائية لأي عملية تقتضي معالجة ما في الحياة من ارادة و حركة...مصادرها تجتمع في شق الفضاء او المكان لتقدير حجم الذاكرة و في شق الزمان لتقدير عدد الخطوات لكي تحل الاشكال و من ثم تحديد الخيار الصحيح بين الايجاب و السلب..الاثبات و النفي...الزقاق المظلم لكن سكانه من معارفي..و الزقاق المنير لكن رواده منكرون...أي خوارزمية يمكن ان تبرمج مراجعة لاحتمالات الخطأ و الصواب لا بد ان يبقى بسبب محدودية تلك المصادر قدر من الفارق الزمني لكي تتمكن نفس البرمجة من الحصول على الاجابة بالخطأ او الصواب ..و كلما كان حجم المعالجة أكبر زاد حجم الفارق..ما يطلب من المبرمج قدرا اكبر من الاحاطة للقدرة على البيان بلغة البرمجة...و من هنا كانت تراتبية العالم و الأعلم منه او المبرمج و الأكثر قدرة على البرمجة منه...و من هنا لانهائية الكلمات...و من هنا كانت كل المعلومات المبرمجة في الكون على شكل كلمات امر ...كان تلمسها و استشعارها كما تستشعر لوحة الكترونية لمسبار النفايات الكونية..أقوى من مجرد ملاحظة العلاقات بينها.في التغلغل الى الفطرة او رقاقة البرمجة الأولى..سمه حدسا او كشفا او ذوقا...لكنه متضمن للنظر العقلي و لا يضاده..و ان كان اصعب في التحكم و الملاحظة لكن اثره اطول و أقوى كأثر النقل بالتواتر...و لهذا كان نظرية المعرفة الاسلامية صلبها علم الحديث القائم على ان التواتر سيد الأدلة...و لهذا قال احمد انه ان لم يكن اهل الحديث هم الطائفة المنصورة فلا أدري من يكونون ؟؟ و لهذا لم يستطع هؤلاء الفراعنة الجدد ملاحظة الرياح المتواترة التي هبت على مدى عقود و عقود على شعوبهم من كل الجهات حاملة واردات خفيفة ليست يقينية في ذاتها لكن بمجموعها هي أقوى من سلطتهم المعرفية على شعوبهم التي ما عاد ممكنا تسيرها بنفس طريقة عقود عبد الحليم و ام كلثوم...

    لكن المشكلة كيف تنتقل رياح هذه الكلمات او المعلومات او الواردات او الشيفرات او سمها ما شئت من الكون و الوجود و الواقع حتى تصل الى الوعي الحدسي المعاش عبر لغة برمجتها في المستوى الأساسي؟

    - ان كان هذا الحدس موجودا عند المحدثين ايضا ..فما الذي يميزه عن الذي عند الصوفي...هذا سيجعلهما في نفس القدر..

    نعم ..ذكرتني بالمحدثين و علم العلل ...حين سألهم من ادهشه اتفاق كلمتهم على رد الحديث الظاهر الصحة...فأجابوا: لا ندري...لكن نرى للحديث الباطل ظلمة و نرى للحديث الصحيح نورا...
    من بعيد أغشى عيني ضوء السيارة الشيفروليه ناظري...يبدو انهم فرحون بالحدث...فاستخدامهم لنور السيارة ايقادا و اطفاءا دون صوت ...مشعر بحب الاحتفال الصامت بحذر...نعم...النور...الضوء...كيف لم أتنبه لهذا من قبل؟؟ انظر الى كم المعلومات التي وصلت بقدر منضبط من السرعة بمجرد اطفاء و ايقاد لضوء...
    اطفاء ايقاد..سالب موجب...صفر وواحد...ظلمة و نور...نفي و اثبات..لا اله..و الا الله...تناغم البرمجة و المعرفة و الذكر..فذكر..ان الذكرى تنفع المومنين...فبرمج.....و النور او الضوء هو الجامع بين مظاهر الوجود المعرفية....
    المعلومة/الكلمة....المادة /المقدار... الطاقة /الارادة
    ففي نسيج كالسجاد الممتد الذي تبدو فيه الأرض كحلقة ملقاة في أرض فلاة...و هندسته المتكاملة منذ القدم بتداخل القوى الثلاث التي بها قد امسكت السماوات والأرض ان تزولا...الجاذبية الكهرومغناطيسية و النووية...يبدو النور او الضوء..المرشح الأكبر للعب دور القاسم المشترك بينها جميعا...دور الحبر الالكتروني الخفي الذي يكتب به قلم الخلق ...ليس غريبا انهم منذ مدة ليس بالبعيدة توصلوا في جامعة هارفارد الى تحويل المادة الى نور و النور الى مادة...او بتعبير المشرفة على هذا الانجاز الصامت غير المسبوق : نستنتسخ المعلومة من الضوء الى المادة دون ان نفقد الطاقة خلال هذه العملية.....
    ضحكت كأحمق في الزقاق لم يثر استغراب أهل الحارة ....فقد سبقت أمثالها....نعم ..يبدو واضحا الآن....لقد كان واضحا منذ الجدال الكوانتي في ماهية الضوء اهو موجة ام فوتون...كان يحتاج فقط الى اثبات تجريبي...و ان كان في جوهره لا يختلف ما اثبته علم البصريات الالكتروني في قدرة الضوء النادرة على نقل المعلومات عن ما ذكره ابن الهيثم و اضرابهم في فلسفة علومهم...بل هذا هو الذي يشاهده كل اعرابي و هذا البائع و كل الناس حين يتلقون المعلومات يوميا مع كل انفتاح لأعينهم...ربما لهذا وضع رمز حورس رمز العين في هندستهم لقمة الهرم الوجودي الفرعوني الذي يظن هذا الثمانيني انها ستدوم له منها ما لم يدم لهم....و كذلك عملية النقل...لا تختلف في جوهرها عما يصل الى جميع آلات المعرفة فينا من الحدس الى العقل الى الحواس من آثار اللغة و الترميز عبر خصائص الضوء..لا يزيد في شيء عما أثبته الخوارزمي و أتباعه من خصائص التشفير على منطق الجبر البولوني في البرمجة البسيطة....
    في كل هذ النسيج من النور...من المنطقي جدا ان تكون نفط الاتصال من المصدر و المنبع عند هذا النسيج هي الأكثر كثافة ...هي الأكثر اشعاعا بالنور...و بالتالي أكثر كثافة معلومات و أكثر مادية و اكثر طاقة....و بحسب القرب من مراكز النور / المعلومات/ الاتصال هذه ...يكون القرب أكثر من الصواب و البعد أكثر من الحطأ في نسبية متكاملة تراعي جميع ابعاد المعرفة بما فيها بعد المراقب...فقط يجب العثور على جهة هذا المركز.للوصول الى ما يوافق الرقاقةالأولى المعبئة بالمقدمات الأولى..أو بعبارة أخرى فطرنا عليها ...لهذا كانت كلمة السلف قوية : مصادر المعرفة اليقينية هي فقط الفطرة...و الوحي.....هما كقطعتي البوزل...واحدة فارغة و الأخرى توافقها..و حياتك هي لكي تبحث القطعة عن مكانها..
    يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا
    نورا...و البيان و اللغة...قفزت صائحا دون شعور في دهشة من المارة المسرعين...أنزلت قبعتي بخجل و تابعت طريقي...
    انا انزلنا التوراه فيها هدى ونور
    واتيناه الانجيل فيه هدى ونور

    الحمد لله....كما افتتحت السورة الوحيدة التي أنزلت كاملة و انزلها جملة كبيرة من رسل النور من المخلوقات المخلوقة من نور
    الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون

    -ما أخبث دخولك من باب النصيحة...تسأل عن الفرق بين المحدثين و الصوفية...السند يا روح أمك ..لولا السند يا خبيث لقال من شاء ما شاء...

    أحسنت ...هذه المرة ضربته ضربة قوية..نعم المرجعية و تجريد المتابعة و الاعتصام بها و نبذ التقليد...تصحيح القبلة الى نقاط النور و كراته القوية الساقطة على نسيج هذا الحلم....مكونة نقط الاتصال بين العالمين...هذا هو الذي يقابل الاستلاب من الواقع بالمرجعية الأصلية ..و تعيد الثقة لعقلك و حدسك و حواسك و من ثم لكل الواقع المعاش...و بدون هذه الثنائية و في غياب احد طرفيها ...تنقطع صلة قوى الادراك في النفس العاقلة بكل الواقع ..او بعبارة بسيطة..الانتحار او الجنون او كلاهما...و لهذا كان قول ائمة الملاحدة و محققوهم ان الجنون آخر مقامات الملحد...
    هذا هو الذي أدى بدانشمند الى مرحلته الأخيرة من الاشتغال بعلم الحديث و البخاري على صدره...أيكون الشك الابراهيمي الذي ترقى بدانشمند هو ما جعله يشك أيضا في عصمة الحدس الكشفي كما شك في عصمة الحواس و العقل و توصل الى ان لا معصوم من آلات المعرفة ؟ أيكن تجاوز لايبنز بغروره اللوغاريتمي حين قال ان البرهان العقلي الصحيح ضمانة من ان يخدعنا الوجود ؟؟ ؟؟أيكون أدرك ما فات لايبتنز و سبينوزا من أن النظام المعرفي كما النظام الوجودي ممكن لا يثبت بنفسه؟؟ أيكون سقط على نفس الاستنتاج الذي سقط عليه أحد أصدقاء العبقري أينشتين ...غودل من ان أي نظام رياضي ثابت يستحيل ان يثبت من داخله ما ادى بأرسطو العصر ببرتراند راسل ان يمسك برأسه بعد ان أجهز هذا الشاب على طاغوته الرياضي الطوري الأكسيومي في امتلاك الحقيقة؟؟ مثبتا ان اي نظام رياضي ممكن لا يمكن ان يكون ثابتا و كاملا في آن...وهو ما أثبت أن أوروبا بقضها و قضيضها أساءت تقدير ابتسامة موناليزا ديكارت؟
    أكان دانشمند في آخر حياته بهذه الجرأة النيتشوية من التعالي على كافة الوجود الممكن ليبحث عن نقط اتصال من خارج هذا الحلم /النظام /الواقع يثبت بها ؟؟ فألقت به الى البخاري و مسلم و ابن خزيمة و ابي داوود و الدارمي و ابن حنبل و غيرهم ممن دعوا بالحشوية ..و ما نقموا منهم الا ان يقولوا : فوق السماء رب؟؟

    هـــــاليلويـــا....هاليلويـــــــــــــا ...ربما هناك اله فوق ...و كل ما تعلمته عن الحب...

    أفسدها هذا الجون ورب الكعبة...لم يدرك الفروق التي بنيت عليها القصيدة بين شك و شك و يقين و يقين..فجعلها بنظرة ارسطوية مغرورة درجة واحدة..لاأستغرب اذن ان يـأذن له صاحبها اليهودي بتغييرها..فلا بد أنه علم ان هذا الغالي المغرور لا يدرك ان التفنن في اختراع اساليب جديدة في موسيقى المعازف لا يؤهلك بالضرورة لفهم موسيقى الوجود...
    ألا توافقاني؟؟
    لم يقطعا صمتهما و كأنهما اتفقا أخيرا على أمر...
    لكن انتظر...هذا هو معنى المتجهة المخددة للفرق الجامع و الموجهة لاتفاق النورين : الفطرة / الرقاقة و الوحي/ الاتصال..هذا هو اذن..المباينة...هذا ما كان يبحث عنه دانشمند....و ما ابتغاه افلاطون من الأول...مباينة عالم لعالم آخر يثبته....العلو...هذا ما كان يبحث عنه نعم...العلو...هذا الخلاص مما حرفه أتباع الهرمس المثلث من لوحته الشهيرة: و هكذا يصير ما كان عليا سفليا..و ما كان سفليا عليا...اجهاز على المتجهة التي تحدد قبلة العلم و الايمان معا...ذات ايست...لهذا ركز المحدثون في استنكارهم على هذا الفيروس الجديد على قضية العلو...يـــيس...فأنواع التأويلات البوليسية هي عبث في البرمجة..و الفيروسات ما هي في الصحة كما في البرمجة الا وضع للكلم في غير مواضعه...لهذا تكرر عند الشافعي وهو المعاصر لهذا الاختراق...مثال القبلة الذي بنى عليه هذا الامام نظريته في المعرفة في مواجهة هذا الاختراق الثقافي...ليستحق ابن غزة الصمود هذا لقب المجدد بلا منازع....فول وجه شطر المسجد الحرام ..فطرة الله ..فطر الناس على هذه الجهة...جهة العلو...دليل الكمال....ثم و لله المثل الأعلى..و لهذا ربط الفطرة بالجهة و القبلة...قد نرى تقلب وجهك في السماء...فلنولينك قبلة ترضاها...فول وجهك شطر المسجد الحرام...و أينما كنتم فولوا وجوهكم شطره..فطرة الله ...أعتقها فانها مومنة...

    من آيات صاخب الدهر ..أن يكون خروج هذا الرجل بين اهل الرأي و اهل العبادة ...كأن تذكرة لما سيتطور اليه هذا الفيروس/ الفكرة مع الزمن فيهما حتى تبعدهما عن اصل الوحي.. هذا من من عجيب تصرفات صاحب الدهر
    رحمك الله يا شافعي...رحمك الله يا ابن المبارك ...رخمك الله ياابن هارون...الآن أدرك لماذا قامت ثائرتكم حتى كفرتم من قال بنفي العلو....كانت اشارة حاسمة على ان هؤلاء و فكرهم هو من خارج منظومة الأمة المعرفية و انهم لا يدخلون بحال في هامش الاختلاف المضمون بين كافة الآراء في الأمة و التي يضمنها حق الرد الى الله وو رسوله...و لهذا نبهوا انهم لم يكن لهم من العلم شيء و لا عرفوا بالعلم و لا اشتغلوا بالآثار و لا لهم التزام بثوابث الأمة ختى تعذرهم في اختلافهم كما يعذر بعضهم بعضا ...لم يتعرضوا ابدا لنور الكلمات التي لا تنفذ ووارداتها التي وحدها توافق الرقاقة الفطرية المبرمجة و وحدها الضامنة للعصمة...بكلام نبيها صلى الله عليه و سلم في مثل ما جاء به و مثل الناس من الحجارة الى الأرض الخصبة... كانت ثورة على ان تسلب ارادة الأمة ....و ان تتحكم فلول الحضارات المعادية لها في خيارات ما بعد ثورتها..من خلال سلب تصورها ...من خلال غرس فكرة...فكرة واحدة في بدايات مسلماتها...و سلب ثمار ثورتها ....و من ثم سلب كل واقعها و حريتها
    و الأفظع...سلب أحلامها و حتى قدرتها على الحلم
    -و ما الذي يضمن لك ان ذلك الوعد من وراء الحلم ليس الا وعدا من قبيل الأحلام ايضا
    - قد قلت لك ان هذا الخناس لن ينته..في ثلاث مواضع من كتابك لا رابع لها ترشدك لكي وريد الجدال معه...يسأل بصفاقة كيف تضمن و كأنك تتحدث عن مخلوق لا عن خالق الحلم و الواقع اي عالم الغيب و الشهادة معا..هذا هو نفس سؤاله السفسطائي الذي يلجأ اليه كلما هاجمه اليقين يصوره بصور مختلفة لكن دائما هو نفس السؤال : هذا الخالق خلق الخلق فمن خلق الخالق؟؟....كل شيء ملكه فلا ظلم و لا حكم الا له و علمه وسع كل شيء فلا يضع شيئا خلاف موضعه فلا ظلم...ألا ترى سؤاله هذا كمن يرى رأسه مقطوعة في حلمه؟؟ماذا تنتظر ؟؟
    نعم ما الذي يضمن لي؟؟ هي كلمة قالها لي...من يضمن لي كلماته؟...هنا منتهي الأقدام....و هنا لا شيء الا ما رفعت منه الأقلام و جفت منه الصحف مما لا يعلمه أحد لحد الآن...شقي و سعيد...تذكرت كل آيات الكتاب...هو قال انه ما فرط فيه من شيء...فلا بد أن يكون ذكر أمر سدرة المنتهى هذه...وقفت امام الباب...صمت و سكون و توقف كل شيء...تحركت ابتسامتي...لم تخيب ظني...هذا هو....
    حسن الظن...كان دائما هناك...حسن الظن..ما حكته رابعة عن نفسها حين كانت متهجدة فقالت يا رب اتعذب نفسا أحبتك..فناداه الهاتف أن احسني الظن....نعم صدقت يا حي...صدقت يا حي...انها تجارة رابحة...تبيعني يقينا بنفسي و بعقلي و بحواسي و بوجودي كله...و أبيعك مجرد ظن بك...ما أكرمك و ربح البيع يا حي...
    الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاه فيها مصباح المصباح في زجاجه الزجاجه كانها كوكب دري يوقد من شجره مباركه زيتونه لا شرقيه ولا غربيه يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم ...
    -ماذا أنتظر؟؟ فقط أن نصل الى باب البيت..فأنا متشوق لرؤية صور سقوط الفرعون...و أعدك انه سيبيت هذا اليوم أيضا بلا عشاء...

    قلت بسم الله ...و أغلقت الباب....و انطلقت ضحكاتنا الشيطانية
    التعديل الأخير تم 02-13-2011 الساعة 10:59 PM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي

    أستاذي عياض, كأني بدأت أحب هذا الحائك وأتصور البكرة التي تدور في رأسه قبل التي تدور أمام عينيه... وأتخيل قرينا له حليم حيران, لعلي أحدثكم عنه يوما ما.
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يو ويلكوم سيدي هشام...متى أحسست بالحاجة الى الحكاية..فلا تفكر مرتين ...
    الى ذلك الحين أهديك اليومية القادمة :




    اندبندس داي: يوم الخلاص





    سلام

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  5. #20

    افتراضي

    تسجيل حضور
    من هنا يظهر جليًّا أن البعد الذي يكتسبه إنتاج بديع الزمان لا ينحصر في تركيا حيث آثار الفلسفة "الكانطية" قد فعلت فعلها وبدَّلت قِيَم أهلها تبديلا، ولا هو ينحصر في الأمة الإسلامية التي تفككت أوصالها وفقدت وِجهتها،
    وإنما يتعدى ذلك إلى العالم بأسْره لِيُنقذ الإنسان، خاصِيَّه وعامِيَّه،
    من سلطان فكر فلسفي أضرَّ بوجوده في هذا العالم ؛ ومن كان هذا عمله،
    فما أجدر به أن يُعدَّ في حكماء العالم
    الإمام الفلسفي المجدد طه عبدالرحمن

  6. #21

    افتراضي

    أيقظوني حين تفتح الستارة من جديد

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و الى حين فتح الستارة من جديد ...اضع هنا موضوعا مهما و نفيسا جدا لشيخنا الفاضل ابي القاسم المقدسي لا اعرف كيف اشكره عليه كما لا اعرف كيف اشكره على اغلب مواضيعه المماثلة لدقتها و كثرة صوابها و قلة كلماتها....فيه نماذج حية بسيطة واضحة و صعبة الدخول تحت الملاحظة و التعبير و قوالب اللغة...نماذج حية لا اجد في المنتدى افضل منها لأمثل لما ذكر في يومية الصبر و اليقين من جنس الأدلة العقلانية و الحدسية ...و كمون قوته في توالي مشاهدة المطابقة للنموذج الداخلي المستنير بالوحي بالنموذج الخارجي المستنير بالفطرة و العقل و الحواس ...
    التعديل الأخير تم 04-18-2011 الساعة 05:00 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اكستراس




    في كلية العلوم في العاصمة...مكان الصلاة جميل..بسيط...حصير مفروش في الممر ...لم احب النهوض بعد التحية ليس فقط لتأمل بناية الكلية الجميلة و النظيفة بل لتأمل الحديقة الجميلة الموازية للممرات ذكرتني على بساطتها بالحمراء...زاد اطمئناني ما اراه من الشباب الملتزم القائم بشؤون الطلبة...عجيب كيف ان كليات العلوم عندنا يغلب فيها طابع الالتزام بينما يغلب طابع الالحاد على كليات الآداب و العلوم الانسانية ..عكس نظرائها من كليات العلوم في الغرب و كليات الآداب...مع ما تلح على اذاعته الدوائر الأكاديمية و الفلاسفة قديما من ان الاسلام دين ادبي و معجزاته ادبية و انه يستولي على اتباعه فقط حين يكونون محبين للخيال و بعيدين عن البرهان المجرد و الحقائق العلمية الموضوعية ..الا يكفي هذا دليلا من دلائل شيخنا المقدسي في ان الاسلام دين عملي يعطيك فقط ما تحتاجه مما يوافق مسيرتك الكونية بلا تفريط و لا افراط؟؟؟؟ فكلما نزعت نفسك الى العلمية و الموضوعية و الواقعية و البعد عن المجازفة و المبالغة و التعميم الا ووجدت الاسلام اقرب اليك؟؟؟
    هذا جعلني أفكر أثناء الجلسة اللذيذة في يومية اليقين و الصبر مرة اخرى ...قديما كنت امر على تفسيرات السلف لمثل آية عرض الأمانة و مثل آية الباقيات الصالحات...... و قولهم في الأمانة...و قولهم في الحكمة ...فاجد ائمة الصحابة يفسرونها بأنها لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله او انها السنة او امثال ذلك....فأقول في نفسي: هذه كلمات...مجرد كلمات...جوست ا ووردز..لا معنى لأن تقارن باشياء مادية و براهين عقلية تؤدي الى اجوبة الأشياء...فالكلمات ليست الا انشاءا...و اقول افضل قول من قال انها العقل من المتأخرين ... و احسب القائلين في نفسي من الصحابة مبالغين يحاولون فقط ان يثبتوا قيمة التعبدات الدينية في نفوس الناس و ان كانت هذه لا تعلل حسب ما استقر في نفسي من مذاهب متأخري الأصوليين... و لم اكن اعلم انه يلزمني ان اموت اكثر من مرة لكي ادرك بعض ما ادركوه من قيمة و قوة و حسم الكلمة الطيبة...و جوامعها...و كيف تنزل في جذور قلوب الرجال و تنزع منها و اثر كل ذلك في افادة العلم و البرهان و اليقين...و الصبر
    التعديل الأخير تم 04-28-2011 الساعة 03:53 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي

    أستاذ عياض, نحن كما ترى نتحلى بقدر من الصبر, فافرش الحصير وهات المزيد "مور اكستراس بليز" رزقنا الله وإياك اليقين..
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  10. افتراضي

    كنتُ أحدِّث احدى الأخوات عن هذه اليوميات الفريدة ،
    أما آنَ لحكيم المنتدى الأستاذ عياض أن يأتي بالمزيد ولو لهذا الشريط !!

    يُرفع رفع الله قدْرَ الكاتِب .
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    "الحرية آخر مقامات العارف"
    أبو القاسم الجنيد



    اندبندنز داي : يوم الخلاص





    مرة أخرى ...نوبات الأرق هذه لا تريد مغادرتي مع نوبات الاخفاقات و الاحباطات في المشهد الشرقي, أحس أن الفجر لن ينبثق أبدا مع انه لم تبق الا سويعات على الشروق, استيئاس و قنوط غامر و ظن بالكذب في الوعد الضاحك المبتسم بقرب الفرج , بعد سير غير منبت نقطة بدايته كانت كنقطة بدايات الماراتونات , تتلفت يمينا و شمالا في كثبان الرمال النيتشوية في صحراء الوجود فلاتجد الا افرادا شذاذا نزاعين من قبائل فكرية شتى ,يزيد احساسك بالغربة مع تأملك الرمال فلا تكاد ترى اثار اقدام الا واعتراك احساس شبيه بما يجد المكتشف لأقدام الغول ذو القدم الكبيرة , يعتليك ضيق صدر و عطش مهلك من وحدة جافة محرقة ولدت من هذه الأخلاط بقدر اعتلاءك درج الهرم فلا ترى جلساء كانوا قاعدين معك في قواعده الا قليلا تجعلك تخنقك بسؤال واحد كلما جن الليل بكواكبه و نجومه , ألا ايها الليل الطويل ألا انجل...
    هروبي النمطي من هذا ضيق هذا السؤال شأن كل من تلبس به في تاريخ البشر لم يكن الا لغار نمطي في ايامنا , التجائي الى التلفاز وفر لي حظين احدهما جيد و الآخر سيء: الأول اني صادفت حلقة من برنامج "وثائقيات تي في" على القناة الثانية الاسبانية حول فلسفة بناء الأهرامات , تتقدم بنظرة علمية جديدة غير النظرة الكلاسيكة المسيطرة على علوم المصريات و الآثار, الحظ السيء ان البرنامج يلفظ انفاسه الأخيرة ,ماحال دون ان ينمحي كل الضيق, فكرت في زيادة الجرعة بشيء ما و فتحت الاكس بوكس على لعبة "عقد الحشاشين " فلربما تتم تسليتي باخراج الشاب كونور من ضيق مأزقه بين الخيانات و التعصبات التي ملأت مشهد الحل في الثورة الأمريكية للوصول مع عباقرة الآباء المؤسسين الى جواب سؤال ديزموند.. تخترق سمعي كلمات المقدم في خاتمة البرنامج الاسباني عن برج بابل و اهراماتها و عن هرمس مع ظهور جورج واشنطن يشرح مخاطر الدخول في حرب اهلية:
    "لا وجود مطلق, بل الكل ممكن"
    لا أتبين العلاقة بين كلام البرنامج عن هرمس و بين اهرامات مصر , و كيف يمكن ان تكون هناك روايات تفيد انها كانت بنايات بنيت لمحاكاة الحياة و تقديم الامتحان الهرمسي للوصول للكمال , و كيف أن اثار هذه الشخصية اللغز منتشرة في اصقاع الأرض في أدبيات شعوب العالم القديم جميعا, و لا حتى اتبين علاقة كل ذلك بما يتكلمون فيه عن نص لوحه الزمردي :

    : "إذا كان الأعلى من الأسفل والأسفل من الأعلى، عمل العجائب من واحد، كما كانت الأشياء كلها من واحد. وأبوه الشمس وأمه القمر، حملته الأرض في بطنها وغذته الريح في بطنها نارًا صارت أرضًا. أغذوا الأرض من اللطيف بقوة القوى، يصعد من الأرض إلى السماء، فيكون مسلطًا على الأعلى والأسفل."
    يبدو لي اني سمعت معاني هذه اللوحة من قبل كثيرا, رغم اني اول مرة اسمعها ..هذه الاستشهاد بمظاهر الحركة الخارجية الكونية وربطها علوا و نزولا بمظاهر الحركة الداخلية النفسية في دائرة مرتبطة بمرجعية و جعل هذه الدائرة الانسجامية نحو النفس الانسانية هي الحل لكل اسرار الكون و معضلاته في السعي الى الكمال , هناك تشابه ديجافو هنا خلق في هوسا فجأة انساني هوسي بذلك السؤال المحبط المضيق للصدر, تركت التلفاز و هرعت الى النت بحثا عن تفاصيل تحت وقع نغمات السمفونية التي تعلن نهاية البرنامج التلفزي و التي كانت كلماتها اعلانا لبداية التمرد الكفري بطاغوت الأحبار و الرهبان في الغرب الأوروبي المليء بالتوحيديين و ملجأ البذرات الفرسانية الهيكلية الأولى لخلايا أنوار السلوك الألوميناتي المحتضنة لبقايا خميرة الفيثاغوريين الذين وقعت لهم في تلك الأزمنة الغابرة من شيعة الصابئة الهرامسة لتنطلق معها لمحاولة خطف ثورة فطرية كبرى أو على الأقل قرصنتها ...

    اوه يا الهة الحظ
    أنت كما القمر
    متغيرة الحال
    دائما ما تكبرين
    أو تنقصين
    يالهذه الحياة التعيسة
    تقمعين اولا
    بعدها تريحين
    تلعبين بروحي
    الفقر كماالسلطة
    تذيبينهما كما لو كانا ثلجا

    أحتاج تواصلا...احتاج احدا يحس بما احس أبه و أكلم نفسي في شخصه , احدا في هذا الباب من هذه الصحراء الجحود الصماء يفهم هذا على تعبير ابن رجب, يفهم كيف تتعاون المتناقضات , ليكون الصمات كلاما، والجواب إمساكا, لا يدع تضاعيف الخطأ تتراكم بخرق حجاب الستر على ما لا تطيقه عقول الناس من احاديث الفتنة المطابقة للحق , بل يحيل الناس على شيءٍ في رأسه، يتقاتلون على فهمه يراه الصادقون غموضا و يحلف المنافقون انه منهم و ما هو بمنهم...و لتعلمن نبأه بعد حين
    بين البحث في النت و في ارقام الهاتف كباحث بشعلته في الطرقات بين الناس عن انسان , لا اعلم لماذا تركت اختياري اول رقم لاكلمه لصدفة القدر... ...
    - من الثقيل ؟؟..
    -أنا يا بامبو...عندي نص حيرني ..
    - خفض الموسيقى ياعم لا استطيع الكلام في الهاتف...انظر يا وجه النحس..انا الآن على وشك تعليق فتاتين معا و انت تهاتفني للكلام عن وساوسك؟؟
    - اصبر علي فقط, النص من نصوص الالوميناتي الخطيرة ...
    - ممم ...طيب لو كان كذلك انطلق ...حاضر انا راجع دقيقة فقط
    لشعوري بأني اكلم الشخص الغير المناسب تلوت النص بسرعة فقط لاغلق المكالمة و اغلاق كل الموضوع معه
    - ما رأيك؟ يذكرني النص بكلام لعالم ما او فقيه ما لكن لا اقع عليه..
    - أنا ايضا هذا الكلام يبدو لي مألوفا لكن نصيحة مني حتى أراك غدا, لا تبحث في كلام اناس يتقاتلون بيزنطيا في جواز شرب الخمر للعطشان في الصحراء و كأنه مرتع للحانات بدل الواحات فهذا الكلام كبير عليهم..يلا باي يا ثقيل..

    النتيجة التي كنت اتوقعها من سليط اللسان هذا , فلي مدة طويلة لم اتواصل فيها مع احد من اولئك الغرباء القلة , لدي هاتف واحد منهم ممن كنت ادخره لوقت شدة , لم اكلمه قط فكيف اتصل به الآن ؟؟ مع انه ما قد يشجعني أني لم اكلم احدا من هؤلاء الا و مر الأمر و كأننا نعرف بعضنا من قديم ...
    - السلام عليكم , من معي؟
    - أنا ديوجين يا سيف
    - لحظة أرجوك ...لا يوجد كمامات اخرى؟؟؟
    - هل اتصلت في وقت غير مناسب
    - أظنني عرفتك ..اخيرا قررت ..فقط المشكلة انه لدي حالة مستعجلة و انت تعرف قدرك عندي..اامر يا حبيب
    - نعم .و لا حاجة لي للتعبير بالمثل..لدي نص شبه لي و اريد ان اصلبه
    أحسست مقارنة لحال نفسي به و أنا اتلو له النص بين الأصوات الآتية من الفوضى التي هو منغمس فيها و كأني مثل ذاك المتغرب الذي كان في العبادة يلعب حتى ما اكملت تلاوة النص الا بشق النفس
    - ... لا اصدق انك لم تتنبه لشبيه هذا النص ياعزيزي ديوجين وكلفك كل هذا...
    - يعني لن تخبرني
    - طبعا لا..يجب ان تجده بنفسك كما اقفلت باب الناس بوجهي مرة حتى وجدت العتبة بنفسي, لدي رقمك الآن سأكلمك لا حقا..
    دش بارد..على الأقل تأكدت أني لاأتوهم الشبه..فالأخبار عن هذه الشخصية القديمة قدم الانسان حتى ان شعوب العالم القديم على اختلافها في تأليهها كما حكاه ابن عباس من عادة البشر بعد الطوفان من عبادة اباءهم و صالحيهم مع الوقت و هو ما اكده علم الاجناس الحديث , لكن هذه الشعوب تتفق في رواياتها التي يكاد يكون من المستحيل التحقق منها لاختلاطها باساطيرها التأليهية , على وصفه بنفس الصفات تقريبا من انه اول من اتخذ اللباس من جلود الحيوانات و اول من استخدم الكيمياء و اول من ابتدع الخط و اول من نظر في النجوم و الفلك في اوليات غريبة, فضلا عن وصفهم له جميعا بأنه من اوائل رسل الرب الأعلى زيوس او اله الشمس او ما كان, تجدها في وصفه في برديات الفراعنة يخط و يحسب في محكمة الموتى التي رفع اليها في السماء , وصولا الى وصفه في الموروثات السنسكريتية القديمة كاول كاتب من ابين ابناء كيومرت او ادم كما يسمونه مرورا باليونانيين الذين الهه اخرهم و نسب اليه متقدموهم الحكمة التي وصلت الى الفلاسفة الأيونيين الأوائل من بابل و تؤيده الكشوفات الحديثة التي وجدت بين المنطقتين ادلة واضحة ليس اقلها نظرية المثلثات المتوارثة على الحجر مع ما هو معروف عن رحلات فيثاغورس صاحب نفس الفلسفة الهرمسية الى هذه المنطقة ...فضلا عن توارد مؤرخي الفلسفة اليونانية الأوائل من المسلمين و اهل الكتاب على تاكيد هذه العلاقة و التعظيم الذي كان يكنه هؤلاء لهم و لعلومهم التي ورثتها الصابئة المنتشرون في بلاد الاسلام و المنتسبون الى ادريس رغم ان تحريفاتهم عليه في نفي الحاجة للنبوة الملزمة شبيهة بنفي المجوس البوذيين للحاجة للاله في الطور الأخير لتطور البوذية المتطورة بدورها عن الهندوسية,رغم هذه التحريفات فما زال كثير منهم يقر بنبوة كثير من الأنبياء و يجزمون ان اليونانيين انما اخذوا علومهم من هرامستهم الأنبياء كما يدعيه اليهود ايضا على اليونانيين , و هو ما كان يقول به طائفة من المتفلسفة و الحكماء و الطبيعيين المسلمين و يحكون عن فيثاغورس و سقراط و جالينوس الاقرار به ,كما نقله عنهم القفطي و ابن ابي صبيعة و جزم به كاتب رسائل ابن حيان و ابن تيمية بعد ان كان يميل اليه

    قدر متوحش عبثي
    يدور بحسب ارادتك
    هذا حالك من الشر
    الصحة بلا قيمة
    فدائما ما يمكن اهلاكها
    حتى و انت مكسوفة و محتجبة
    فانت تصيبينني بالهلع
    الآن في هذه اللعبة
    امضي بظهري عاريا
    بسبب نذالتك



    الجموع البشرية التي تدافعت بحثا في طبائعها و طبائع الكون و الفساد عن نظام يؤلف بين قلوبها و اجسامها , و تطورت على ما توارثته مما ادركته من كلام انبياءها في بناء هذا البناء الذي كلما نظروا اليه علموا انه ما زالت تنقصه لبنة او لبنات تكمله ليكون مخرجا للفرقان من العماء و الفرق من الجمع و الوحدة من الكثرة و السنة من الجماعة في وعاء وجودي متكامل يتأقلم مع اي نظام يوفر الرضا بحسب تقلب الدهر و مصالحه و يؤسس الفقه الفردي كما الجمعي بتوريث علم يتعلم فيه الجميع من الجميع فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه و يبنى على ثلاث أسس :
    1-
    السنة و حق التدافع و التعبير بحسب النموذج الفرنسي يضمن عدم اندثار هذه القيم و ضمان الانكار و حق التعبير و التناصح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بدرجات بحسب القدرة و العلم الفردي و الجماعي كمحرك آلي للتطور الاجتماعي بحيث تظهر التشريعات بطريقة طبيعية بآلية التدافع المستمدة من الطبيعة بتوافق مع ظهور الحاجات الواقعية
    2- الأغلبيةاو الجماعة الدستورية بحسب النموذج الانجليزي تضمن السلمية بربط التدافع بسيادة القانون ما يؤدي الى تقليل خطر التشتت و خلق اكبر قدر من الانسجام السلمي المعالج الأكبر للامراض و الظواهر الاجتماعية الشاذة و بالتالي ضمان تقليل الخسائر من التدافع ما امكن
    3-والمرجعية بحسب النموذج الأمريكي التي تؤسس البناء كله على قيم خارجة عن الواقع الذهني اللغوي لكل البشر مما تضمن معه استقلالية هذه القيم الكونية كرسالة عالمية نحو الحرية و العدالة بضمان الكفر و الالحاد بكل طاغوت و نقض عبادة و عبودية اي فرد لفرد أخر من جهة الفردية و الطغيان البشري سواء في صورة استبداد الأقلية او الاغلبية و عدم انجراف الجميع نحو الابتعاد عن الاطار الطبيعي للفطرة الكونية الطبيعية بالتالي القضاء على امكانية ان تخدر الجماعة نفسها بنفسها و تخلق لنفسها واقعا بديلا غير واقعها و هذه هي النقطة السوداء في الأنظمة التمثيلية و معضلتها الزباء و داهيتها الدهياء و الاعتراف بالحاجة الى ربطها بالباطن الغيبي الصحيح و الحاجة الى الدرس الاخلاقي من موجود أعلى من الجميع هو الذي سيكون مفتاح نصر احدى المعسكرين الشرقي و الغربي المتنافسين , و من يصل بسلم الكلمة دون اكراه السيف و بقوة القانون دون قانون القوة الى نشر هذا الكساء المطهر فقد يصل لحمل شعلة توريث الأرض فهذه الثلاثة هي الضامنة بحسب مفهومي السنة و الجماعة لتصحيح التدافع الطاهر من نية العلو و الافساد في الأرض علوا فرعونيا مع الوقت اذ الأنانية الانسانية لن تنخفض ما لم تجد موجودا اعلى منها دائما حتى تقول ما علمت لكم من اله غيري ..وهي العلوم المبثوثة في سنن الأنبياء و بناءهم الذي بنوه القائم على ايجاد افراد ربانيين احرارا بالتعبير الهرمسي المحرف تنزيلا او تأويلا: الاله الفان, يكسب ربانيته من حريته و استقلاله من الخضوع و العبودية قلبا و لسانا و جوارحا لاي مرجعية احد مثله , لينتزع حريته بالتدافع خضوعا فقط لمن ليس كمثله شيء , محددا في سلم تدافعت فيه الأمم شرقا و غربا في الارض في ما انزل : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .. فرتبها على قدر حريتها المتحصلة من خضوعها لمثلها...و الشرق ماض في انكار الأساسين الأولين و الاكتفاء بالأخير فقط بينما الغرب ماض في كفاحه لانكار الاساس الأخير و نزع يد العلي عن الأولين...و هو عمى من الاثنين منذر بقرب تطرق الفساد و الخراب الى هذا العالم و انذارا بخروج المهندس الطاغية الذي يقوم طغيانه على غياب العدل لغياب نموذج جامع لهذه الأسس ...وهدفه غلبة نظام محاكاة قريب للنظام الصحيح دون المرجعية و مغالب للمبدأ الطبيعي من استحالة ان ينجرف الانسان عن فطرته و واقعه ... مهندس لواقع بديل سيريد ان يستعبد البشر كلهم لواقعه بواقع بديل واقعي ناجح متماسك يكاد يكون موافقا للواقع الأصلي في كل شيء لا تنقصه الا الحاجة الى هذه المرجعية الأصلية ... ..في اكبر فتنة سيحذر منها رسل صاحب المرجعية الحقيقية الوحيدة الضامنة لحسن تعايش البشر....و لن يظهر اثر نقص هذه المرجعية الأصلية في عدم وصول هذا الواقع البديل الى النجاح الكامل الا بعد استعصاء منطقة التواصل الأخير لتلك المرجعية الأصلية بالأرض ...استعصاءها على سيطرته فيبدأ ظهور الفرقان و يسميه الناس : يوم الاستقلال


    الحظ في الصحة و في الأخلاق
    دائما ما يعاكسني
    يدفعني و يثبطني
    في استعباد دائم
    بلا تأخير يضرب الأوتار الحساسة
    لأن الحظ يسقط القوي
    فلتبكوا جميعا معي


    هذه المرجعية الفوقية المستلزمة للاتصال بين ما هو أعلى و ما هو أسفل , انزلت على شاب امي في غار اصطفي بين مئات المرشحين الذين كانوا متشربين بالتحنث بناءا لنفوسهم بالتحنف تمييزا ما امكنهم للعناصر البشرية التي خالطت هذه المرجعية الأصلية في الديانات و الرسائل السابقة من ديانة هرمس الى ديانة المسيح..المرجعية اللازمة لتوطيد ذلك النظام الديموقراطي الذي نشأ و تطور من اثينا الى الامبراطورية الرومانية الديموقراطية الحديثة و التي كانت قد انجرفت الى استبداد الأقلية باسم الأغلبية ..فكانوا جميعا مثل هذا الشاب متشوفون للوصول لحل لهذا الوضع المتأزم الذي اباد الحريات و الحقوق و اعدم حكم القانون و سيادته و نشر الظلم و الطغيان..لكنهم ايضا كانوا -على خلافه- ينتظرون شرف هذا الاتصال الخارجي و لم يحصل كثير منهم فيما يبدو ما حصله هو داخله من كمال صورة الأمانة السابقة في جذور قلوب الرجال على حصول الاتصال و التي ابت حملها كل عتاة البرمجيات التي لا يطيق هو نفسه لا خرقها و لا بلوغها طولا ..فحسدوا الفتى الأمين اذ لم ينالوا سعيه و لا أمانته و قال قائلهم لقد زرب ابن آمنة اذ قال ان لا نبي بعدي..تلك الامانة الناتجة عن التدافع الداخلي الجامعة لكل تلك لتلك القيم القائمة على الصدق و من النموذج الداخلي المنتظم تخرج لتنظم بالنظام و التقنين النموذج الخارجي منتجة نفس القيم الداخلية الخارجية لتكون القيم الخارجية السائدة و التي لا مخرج من بثها سننا في الجماعة محافظة على الاثنين كضمانة في كل وقت للمبادئ المرجعية لأي نظام يضمن التعايش السلمي بحسب الامكان و بحسب متطلبات الحاجات التي تخلق مع كل تقدم هذه اللعبة الدنيا مقدما مفاهيم و قيما و اخلاقا للنظام الانساني قديمة بقدمه لم تتغير و لم تتبدل و انها لفي الصحف الأولى كما تحدى من تحدى البشر جميعا بها
    يوريكا....ذلك النداء الذي رغم كونك تحسه غضا طريا لما تحسه من هيمنته على كل ما سبق و تنقيته له من التحريفات و الاغلال و الزيادات البشرية التي اضيفت له من تفسيره بنظرات طبيعية وضعية مادية بشرية من قبيل نظرية الكوسموس و الأفلاك السبعة و المنتشرة في ديانات العالم القديمة التي كان اهلها يرونها انذاك من العلماء الطبيعيين و الالهيين على انها الحقيقة المطلقة الثابتة التي فرحوا بها و بما لديهم من العلم منها و التي تمثل مظهرا جليا للاستبداد الانساني و جعله الحقيقة الكلية للدين خاضعا لتصوراته التي يسميها علمية حصرا اما نفيا او اثباتا لموافقتها للحقيقة الكونية التي يراها هو من باب الفرعونية العلمية لا اريكم الا ما ارى و جعلت حتى المخلصين من الطرف الآخر يعادون الحق الذي ما زال فيها فظلم العلم و الدين معا على مر التاريخ من الطرفين ... فهذا النداء الطري الغض رغم ذلك تحسه قادما من اغوار التاريخ و الوجود الانساني لكلامه عن شيء تراه في كل رجوع لبصرك كرتين و مرات اينما وجهته في هذا النظام المحيط بكل ظواهره الثنوية المتقابلة المتضادة من شمس وقمر و نهار و ليل و سماء و أرض و فجور و تقوى.... متضمنا للصحيح و النافع من جميع الكتب السابقة في المجتمعات المتفرقة مما سيوجد مصداقه في الكتب الغابرة رغم اندثارها عند اهلها فضلا عن استحالة وصولها الى جزيرة العرب المعزولة القاحلة من اي علم و فن فضلا ان يجمع شتاتها رجل عالم واحد فضلا عن أمي لتفرق هذه الحكمة و اندثار اغلبها لتخرج حكمة واحدة متجانسة متوافقة بيضاء غير مختلفة
    معطية الجواب للذي سيعطي الامتياز في هذا الصراع القديم الجديد في القضية الشرقية الغربية و تنافسهما في الوصول للنموذج الأمثل و احتياج هذا النموذج للمرجعية الأعلى ..معطية المعادلة المفسرة لكل شيء معادلة جمعت اسرار الكون في كتاب و اسرار هذا الكتاب في سبع مثاني و هذه السبع في سورة مثنوية من هذه المثاني و هذه جمعت في آية و عبارة واحدة, شفت عن السؤال الجوهري في الفلسفة و العلم القديم و الحديث عن اصل كل شيء و سر الخليقة و صنعة الطبيعة و الذي كان نهاية مسائل المتسائلين في مباحث اصل الطبائع و العناصر من الفرق و الجمع و الوحدة و الكثرة من هيراكليتس و سقراط الى أغسطين و الغزالي و ابن تيمية مرورا بديكارت و نيوتن الذي اغرم باللوحة الزمردية حتى تولى ترجمتها وصولا الى تورينغ و غودل و انتهاءا باصحاب المسرع الذري السويسري..جواباجامعاينسخ و يكمل بالحق كل الباطل الذي لحق الأجوبة الناقصة السابقة في سلب و ايجاب و نفي و اثبات و عبودية ...و كيف لا:الخلاص..فمن هنا يبدأ الاستقلال :



    وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
    وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا
    وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا
    وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
    وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا
    وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
    وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
    فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
    قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا
    وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
    التعديل الأخير تم 09-08-2013 الساعة 05:39 AM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يوميات شاب مسلم في كندا....
    بواسطة التواضع سيصون العالم في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-28-2011, 01:55 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء