المشاركة الأصلية كتبت بواسطة youssefnour
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخ الكريم عبد الله الشهري
يبدو إنك أصبحت حتى تشكك في علم الحديث نفسه - فبسؤالك عن طلبك دليل من القرآن الكريم عن إن الأحاديث بدأ تدوينها بعد قرنين من الزمان - فانت لا تدري إن علم الحديث عند أهل السنة هو الذي قال هذا .
فأنت تقول
إذاً هات دليلك من القرآن على أن السنة دونت بعد قرنين من الزمان.
وهذا عجبا والله إذا كان القرآن لا يعترف بالأحاديث أساسا، فكيف يتكلم عنها ، بل و القرآن يعتبر أن كل من يتبع سبيل غير القرآن الكريم سيتفرق ويضعف ويخرج عن سبيل الله، ألم تقرأ قول الله تعالى :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
ولو راجعت السياق ستجد أن المقصود بالصراط المستقيم هو آيات القرآن الكريم، وأن السبل هو كل ما قاله البشر ولا دليل عليه .
أما أن تقول هات دليلك بأن السنة دونت بعد قرنين من الزمان فهو سؤال غير منطقي!!! لا يقوله إلا من عجز في الحوار،، وأنا طبعا أربا بك أن تكون عجزت في إقامة الحوار،فأنا أعلم إنك دارس للدين الذي تتبعه وتؤمن به، وإلا كيف تكون محاورا .
ولكن كان المفروض أن يكون سؤالك هات من القرآن ما يثبت عدم استخدام آي مصادر تشريعية أخرى غير القرآن الكريم .
ومع ذلك فإن موضوع تدوين الحديث أنتم الذين وضعتم دراساته ، وأنا أخذت أبحاثي من دراساتكم أنتم أهل الفرق والمذاهب،،، ولأن الأحاديث روايات بشرية ، فإن مصادر الحصول عليها هم البشر نفسهم ، وليس الله تعالى حتى آتى لك بدليل من القرآن يفيد أن الأحاديث سوف تسجل بعد قرنين من الزمان .
ومع ذلك سأضع بين يديك الآن كيف وصلت لنا الأحاديث وكذبني إذا كان عندك أدلة غير ما أقول .
تعالى معي نبدأ في استعراض كيف انتقل الموروث الديني (بعد عصر الرسالة والى يومنا هذا)
أولا : بداية ظهور الإسلام / أمة واحده حول رسول الله – تعيش بالقرآن الكريم – وكيفية الأداء العملي لما أجمله من أحكام
ثانيا : وفاة الرسول / (سنة 11هجريه–632م) وفيه تحول فكر الأمة الواحدة إلى فكر التخاصم والتفرق – وفيها يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
ثالثا :عصر الخلفاء الراشدين (من سنة 11هج - 40هج الموافق 632م –661م)
وتميزت هذه الفترة بزرع بزور الفرقة والتخاصم آلتي أدت إلى مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان ثم قتل آلاف المسلمين في معركتي صفين والجمل سنة 35 هج
رابعا: بداية ظهور الفرق الاسلاميه (41هج –132هج الموافق 661م – 750م)
تميزت هذه الفترة ببداية ظهور الفرق الاسلاميه
أهل السنة – الشيعة – الخوارج – المعتزلة
كان ذلك في عهد الدولة الامويه (عمر بن عبد العزيز)
خامسا عصر التدوين وظهور المذاهب المختلفة (132/447هج الموافق 749/1055م)
أبو حنيفة( 80 –150هج) – مالك(93-179) –الشافعي (150- 204) أحمد(164- 241)
وبدأ تدوين الاحاديث مع
الإمام البخاري (194-256) – الإمام مسلم (204-261) الإمام الترمذى (209-270) الإمام ابن ماجة (207-273) الإمام أبو داود(202-275) النسائي(215-303)
كان هذا في عهد الدولة العباسية
سادسا : القرن الخامس عشر (447/1430هج الموافق 1055/2009م)
وتميزت هذه الفترة و ازدهرت فيها الجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية
وفيه نجنى ثمرة التخاصم والتقاتل على أرض الواقع
هذا هو تاريخ الأحاديث، فهل عندك ما يخالف ذلك
ثم أنت تقول :
أيضاً أنا أريد "ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على أن السنة دونت بعد قرنين وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ،بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها". هذا أولاً.
وأقول لك :
الأمر بسيط جدا فكما ذكرت لك بعاليه فإن أول من دون الحديث هو البخاري ، وطبعا ستجد أوراق البخاري موجودة في الأزهر الشريف، و هناك أوراق أخري في المغرب، وكلها بخط يد البخاري نفسه ، وتاريخ ولادة ووفاة البخاري أيضا معروف ،، إلا إذا أردت أن أظهر لك الآيات التي تدل على مولد البخاري ،،،،،،،،، هذه مجرد (مزحة ) .
ثم أنت تقول :
:
هذا شرط يلزمك أنت لأنك آمنت به ولا يلزمني لأني لا أؤمن به.
والآن لقد علمت تاريخ تدوين الحديث كما ذكرتموه أنتم أهل الفرق والمذاهب، فهل أصبح الشرط يلزمك أنت أيضا ، أم إنك تؤمن بعلمائك في بعض وتكفر بهم في بعض آخر .
ثم أنت تقول :
أنت متناقض مع نفسك وتناقضك هو من أهم أسباب تأرجح الحوار ، فأنت تنقل عن علماء قدماء تدوين السنة بعد قرنين - وهذه قضية محورية بالنسبة لك - وتصدقه ، أما إذا فعلت مثلك فلن تصدقه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
يا أخي الكريم أرجوك ركز في الحوار لأن الحوار يهرب منك
نحن نتحاور في حجية الأحاديث في دين الله ولذلك علينا أن نثبت الآتي:
أن يكون هناك أمر إلهي بإتباع مصدر ثان للتشريع . وأدلة هذا الأمر لابد أن تأتي من القرآن الكريم .
إذن إن كنت تؤمن بأن الأحاديث هي مصدر ثاني للتشريع ووحيا من عند الله فعليك أن تثبت ذلك بأدلة القرآن الكريم ، وتكون هذه الأدلة واضحة وصريحة وسياق الآيات يدل على ذلك . لأنها ستكون أمر إلهي، والأمر الإلهي يجب أن يأتينا من خلال كتاب الله .
ولأنني لا أؤمن بأن الأحاديث وحيا من عند الله وليست مصدر ثاني للتشريع فيجب بدوري أيضا أن أضع الأدلة القرآنية الدالة على ذلك ويجب أن تكون سياق الآيات التي وضعتها كأدلة يتكلم في نفس الموضوع .
أما إثبات الأحاديث وكيف دونت ومتي دونت ، فهذا الأمر يخص الأحاديث وإثباته يجب أن يأتى من علماء علم الأحاديث نفسهم .ولذلك أنقل عنهم ، وأضع الأدلة على ذلك من كتبهم ، وعلمهم .
ثم أنت تقول
الجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه بدأ التدوين في عهده واكتمل في نهاية القرن الثاني:
الآن سأثبت لك بأن شرطك أنت هو الخطأ ، فأنت تقول أن تدوين الحديث بدأ في عهد الرسول، وطبعا وضعت بما يفيد قولك من الأحاديث، وأنا سآتي أيضا بأحاديث لأهم رواة الأحاديث تفيد إن الرسول كان يمنع كتابة الأحاديث ، وهكذا سيكون هناك خلاف بيني وبينك ، هل الأحاديث دونت في عصر الرسول، أم لم تدون .
الذي يفصل بيني وبينك هو أن نجد أحاديث مكتوبة بخط يد أصحابها، ممن عاصروا رسول الله ، فيصبح كلامك حق وخصوصا إنها وحي كما تقول !!! إذن فلابد أن الله تعالى سيساعد على حفظ ما دون منها ، وفي هذه الحالة تكون قد أثبت مما لا يدع مجالا للشك إن الأحاديث شق ثان للتشريع وتكون قد أفدت الإنسانية كلها وأقنعت منكري الأحاديث ، وسأكون أنا أول من يهدم كل أبحاثى التي عكفت عليها أكثر من ربع قرن من الزمان . وأعود فورا إلي الأحاديث كقسم ثان للتشريع ،،،
أو انك لن تجد مثل هذه الأحاديث المكتوبة، فيكون كلامك أنت خطأ ويكون القرآن هو الذي قال الحق عندما قال الله تعالى في سورة الأنعام :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
أو كما قال في سورة الأعراف:
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)
وعن ملحوظتك التي تقول فيها :
مع أن سؤالك سؤال
"عبيط" وتعرف جوابه بنفسك
وبصرف النظر عن تعبيرك الرائع بكلمة (عبيط)، وأشكرك عليه، إلا إنني سأثبت لك إنه ليس تعبير عبيط ،
إن من قال هذا صحيح وهذا ضعيف هم علماء الجرح والتعديل .
والسؤال الذي سيثبت لك إن سؤالى لم يكن عبيط ،
هل الحكم على الراوي جرحا أو تعديلا يخضع لاختلاف وجهات نظر علماء الجرح والتعديل في الرواة ؟
الجواب : نعم، فلا يلزم من جرح راو أن يكون هذا الراوي مجروحا عند الكل بل قد تتعارض أقوال الجارحين والمعدلين في الراوي الواحد، فيوثقه بعضهم ويجرحه أخرون ، وهذا كله يقوم على مدي اختلافهم مع هذا الراوي عقيدة أو شريعة . لذلك نجد أن في هذه المسألة ثلاث أقوال رئيسية :
1/ أن الجرح مقدم على التعديل مطلقا .
2/ إن كان عدد المعدلين أكثر قدم التعديل
3/ لا يترجح أحدهما إلا بمرجح
ولقد أقام كل عالم مذهبه، في رد الحديث أو قبوله بناء على هذه الأقوال، وطبعا أنا مفترض إنك دارس لعلم الجرح والتعديل،، ولذلك لن أتعمق في هذا العلم لأنه من المؤكد إننا سنتعرض إليه ، فهو محور وأساس ما نتحاور فيه ، وكذلك علم الرواة لأنه أيضا أساس ما نتحاور فيه .
ولكن من المهم مثلا أن نعلم إنه كان من الطبيعي أن يقوم على اختلاف علماء الجرح والتعديل في تضعيف الرجال وتوثيقهم، اختلافهم في أمر تصحيح وتضعيف الأحاديث ، ويصبح أمر ترجيح حديث على آخر أمرا اجتهاديا، وعلى هذا الأساس أقام أئمة المذاهب الفقهية مذاهبهم في القبول والرد.
فالإمام مالك وأبو حنيفة رضى الله عنهما يقبلان الحديث المرسل وكان ذلك من أصولهم التي بنوا عليها فقههم !!
وغيرهم بنوا أصول مذاهبهم على عدم قبول الحديث المرسل، لذلك كان من الخطأ أن يلزم أصحاب ترجيح معين غيرهم بما رجح لديهم لأنه اجتهاد شخصي يحتمل الخطأ والصواب، لا ضابط له من متقدم أو متأخر، فقد يطلع المتأخر بحسب سعة نظره ودقة فكره على علة قادحة غابت عن المتقدم، فكم من حديث حكم بصحته متقدم اطلع المتأخر فيه على علة قادحة تمنع من الحكم بصحته.
إذا يا أخي الكريم عندما سألتك آي عالم من علماء الجرح والتعديل أتاه الله الوحي ليضع الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، فكان المقصود أن هناك من علماء الجرح والتعديل ما يكون عنده حديث صحيح ونفس الحديث عند عالم آخر ضعيف . فمن نصدق؟!!!
يا تري مازال سؤالي عبيط،،، أفدني أفادك الله ؟!!!!!!!!!!!.
أما ما لم أجب عليه من ردودك فهو إما قد أجبت عليه ضمن ردودي،،، أو ما أؤجل الرد عليه لعلة في نفسي ستفيد الحوار مثل دليلك الذي وضعته حول الجزء الذي استقطعته من سياق الآية(4) من سورة الأحقاف [اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ]
ماذلت أنتظر أدلتك من القرآن الكريم على وجوب إتباع الأحاديث التى دونت بعد وفاة الرسول بحوالى قرنين من الزمان وجرحها وعدلها علماء الجرح والتعديل كلا تبعا مدرسته في علم الجرح والتعديل !!
تحياتي ،،،، وأعانك وأعانني الله تعالى على إثبات الحق ،،،،
Bookmarks