صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 87

الموضوع: حرية الاعتقاد و مشكل حد الردة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي حرية الاعتقاد و مشكل حد الردة

    المقال في المدونة هنا

    مرجعية حقوق الإنسان.. وضعية أم سماوية؟

    ثمة مفارقة كبيرة في الفكر الإنساني عامة منذ تغلغل المنظومة الحقوقية في المجتمعات و إقرارها في المواثيق و الإعلانات، حيث جُعِل من الفكر المادي الوضعي المرجعية لتأسيس منظومة حقوق الإنسان، و اعتبر الدين السماوي عامل عسف و قهر للإنسان. إن هذا الخبط راجع إلى أمور عدة، أهمها ما قد نسميه فلسفة تاريخ الأديان، أعني المسار التاريخي الذي يتبعه الدين و أصحابه و أوضاعهم داخل مجتمعاته، فالدين يبدأ دائما مقموعا داخل بيئته، و في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحكي معاناة الأنبياء عليهم السلام و طغيان المعارضين لرسالاتهم و حظر حرية الاعتقاد، كقوله تعالى "لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين"، و قوله تعالى على لسان الذين اضطهدوا شعيبا عليه السلام " لنخرجنك يا شعيب و الذين آمنوا معك أو لتعودن في ملتنا"، و بعد أن يفتح الله على الأنبياء يسطرون صفحات مشرقة في التسامح الديني و إقرار حرية الاعتقاد و العفو عن الذين ساموهم بالأمس أشد العذاب، فعلى سبيل المثال بعد أن فتح نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم مكة، نادى في المشركين بقول يوسف :"لا تثريب عليكم"، و "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، لكن ما أن يلحق الأنبياء بالرفيق الأعلى إلا و يحدث تحريف في الأديان، حيث يقوم أرباب المصالح باستغلال الدين لأغراض دنيوية ضيقة، فيتم توظيف الدين في السياسة توظيفا تعسفيا، و من التحريفات التي تطال الأديان ادعاء الأشخاص _كهنة أو ملوك أو شيوخ..- لامتلاك الحق في قتل المخالفين في المعتقد و الفكر، و هنا يتخذ الدين كذريعة لتصفية المنافسين السياسيين، و التهمة الجاهزة دائما هي المروق عن الدين و الزندقة.. و في تاريخنا الإسلامي لم يسلم من هذه التهمة الجائرة حتى كبار الصحابة كعثمان الذي هدر دمه بدعوى "كفره كفرة صلعاء" كما قيل على لسان عمار، و علي لكونه كفر على حد قول الخوارج بتحكيمه للرجال في حادثة التحكيم المشهورة.

    إن فلسفة التاريخ هذه أو "سنة الله" بالعبارة الدينية التي تمر بثلاث مراحل، هي التي حملت أصحاب القراءات السطحية للأديان للقول بأنه لم يعرف للمخالفين في العقيدة سوى المطابق الخشبية و المشانق، بينما نجد أن الحقائق التاريخية تثبت أن الأنبياء هم أكثر الناس عرضة للعنف و القهر من قبل مخالفيهم بدعوى ارتدادهم و تغييرهم لدين الآباء، فيرد الأنبياء دائما بقولهم "أو لو كنا مكرهين؟"، فبيت الدين هو أعماق القلب، فكيف يكره المرء على تبني أفكار ليسوا مقتنعين بها. إنها رؤى قاصرة كتلك التي تسود عامة في سوسيولوجيا الدين، حيث الاهتمام بالتوظيف الاجتماعي للدين، لا بمنابعه الصافية.

    إن تقديم قراءة إبستمولوجية للأنساق التي تقوم عليها المرجعيتان الوضعية و السماوية في رؤيتهما و موقفهما من الإنسان لكفيلة برفع الغطاء عن هذه المسألة الدقيقة. ففي الفكر المادي تفسيران لأصل الدين، هناك التفسير الماركسي الذي يرى أن الدين من صنع الأقوياء لإخضاع الضعفاء، و الرؤية النيتشاوية التي تعتقد بكون الدين بطاقة رابحة في يد الضعفاء من أجل معارضة الأقوياء، فلو سلمنا جدلا بأن الدين قضية مفتعلة لكان تفسير "نيتشه" الأقرب إلى الصوب، ذلك أنه باسم الدين فقط يمكن المطالبة بالمساواة و الإخاء بالنظر إلى أصلهم السماوي المشترك، أما إذا اعتبرنا الإنسان امتدادا للحيوان، فسيكون قانون الغاب هو السائد، من هنا فلا معنى للمطالبة بالمساواة و الحقوق في عالم المادة، بل إن المبدأ الدارويني "البقاء للأصلح" هو الأصلح، من هنا نفهم جيدا التماسك المنطقي لفكر نيتشه و هو يردد قولته المشهورة في كتابه هكذا تكلم زرادشت "تخلص من الضمير و من الشفقة و الرحمة، تلك المشاعر التي تطغى على حياة الإنسان الباطنية، اقهر الضعفاء و اصعد فوق جثثهم". إن حجر الزاوية في كل قضايا الإنسان بما فيها حقوقه لن يكون عميقا إلا إذا عدنا إلى السؤال الأنطولوجي "ما أصل الإنسان؟" فالإيمان بالخلق و بوجود الله يعني الحرية، و أما الاعتقاد في التطور فيعني الحتمية و الكفاءة و الاستحقاق، و لا معنى هناك لمشاعر الرحمة و التكافل و العدالة.. يقول جاسبرز "عندما يكون الإنسان واعيا بحريته و عيا حقيقيا فإنه في الوقت نفسه مقتنعا بوجود الله.. فالله و الحرية لا ينفصلان"، بالفعل فالله وحده من خلق الفعل الفجائي للخلق هو القادر على خلق إنسان حر.

    إن الحقيقة التي أريد أن أقف عندها هي إثبات الأصل السماوي لحقوق الإنسان بما في ذلك حق الحرية، و هذه المسألة تشبه إلى حد كبير أصل الأخلاق، فقد تحدث إيمانويل كانط عن تبعية الدين للأخلاق، و تحدث دافيد هيوم عن استقلال الأخلاق عن الدين استنادا على المبدأ الذي يراه منطقيا –مبدأ- "لا وجوب من الوجود"، و قد قام الدكتور طه عبد الرحمن بتتبع هذين النظريتين فوقف عند أصولهما الدينية، فأية محاولة لبناء صرح أخلاقي على أساس لاديني تبدو فاشلة تماما، و أن الرجوع إلى الأصول التي اقتُبِست منها النظريات العلمانية الأخلاقية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلفيها لادينية، يقول طه عبد الرحمن "إن الدين مهد الأخلاق اللادينية التي جاء بها، بحيث تكون حقيقة الأخلاقي اللاديني أنه أخلاقي ديني متنكر، و دليل تنكره إنكاره للحاجة إلى الحقيقة الدينية قولا و الإقرار بها فعلا"، إن الدين شمس الأخلاق، و معلوم أن الشمس عندما تغيب يظل أثرها بارزا في ذلك الدفء الذي يشع من الأرض، فغيابها لا يعني أبدا التنكر لها .

    حرية الاعتقاد بين القرآن و السنة و الإجماع

    لا تعترف أكثر النخب المسلمة بالإعلانات العالمية لحقوق الإنسان، فهي ترى أنها غريبة عن المرجعية الإسلامية، التي لا تعترف بالكثير من المواد (خصوصا المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية الاعتقاد و تغيير الدين)، و هذا ناتج عن خطأ فقهي ذائع الانتشار، و هو ما سمي في كتب الفقه بـ "حد الردة"، فالإسلام بزعمهم لا يخول حق تغيير الدين. إن الكتب الفقهية تكاد تطبق على هذا الحكم "الإسلامي"، و للمرء أن يستغرب من هذا الحكم الجائر مع غياب الأدلة من القرآن و السنة على جواز قتل المرتدين، إن هذا ينم عن كون هذا الحكم أملته ضرورات سياسية في عصر ما، حيث عملت على تأويل النصوص الدينية تأويلات غير مستساغة، و فهم الأحداث التاريخية بما في ذلك ما سمي بـ "حروب الردة" التي قادها أبو بكر رضي الله عنه فهما خاطئا بحثا عن المصداقية لعمليات التصفية و القتل باسم الدين، و إذا علمنا أن عملية التدوين في الفقه و التاريخ كانت في العصر العباسي (سنة 143هـ كما قال الإمام الذهبي)، و علمنا بالمنهج الذي سار عليه خلفاء بني العباس مع مخالفيهم، اتضحت لنا جذور هذا الحكم الجائر الذي لا يمت للسماحة الإسلامية بصلة.

    لننظر في القرآن الكريم على ضوء القواعد الأصولية التي وضعها لنا علماؤنا، إن علماء الأصول يرون أن أصول الدين قضايا كلية، هي من المحكمات و لا يمكن أبدا أن تكون من المتشابهات، و أن هذه القضايا الكلية لا يطالها النسخ، و إذا وجد من الجزئيات ما يتعارض مع هذه الكليات التي هي أم الكتاب و أس الشريعة وجب تأويلها، يقول الإمام الشاطبي "إذا ثبتت قاعدة عامة أو مطلقة فلا يؤثر فيها معارضة قضايا الأعيان و لا حكايات الأحوال"، و إذ ذاك "فلك في التأويل سعة" كما يقول، أي تأويل ما يتعارض مع هذه الكليات وفقا للغة العرب و باعتماد القواعد الأصولية كحمل المطلق على المقيد و المجمل على المبين و رد المتشابه للمحكم و معرفة الناسخ و المنسوخ أو محاولة الجمع بين النصوص و هذا الذي يسمى في اصطلاح المحدثين بـ "مختلف الحديث"...
    إن قول الله تعالى "لا إكراه في الدين" قضية كلية تقرر حقيقة بديهية و هي أن الدين لا يمكن أبدا أن يكون بالإكراه، ذلك أن الدين مسألة إيمانية قلبية تقوم على الاقناع و ليس الإقماع، فالدين و الإكراه لا يجتمعان أبدا، و متى ثبت الإكراه بطل الدين، و كما أن المكره على الكفر ليس بكافر فإن المكره على الإيمان لا يعد مؤمنا، بل إن الإكراه في الدين لا ينتج سوى طبقة من المنافقين الذين يشكلون خطرا أكبر ممن عرف كفرهم. يقول الدكتور أحمد الريسوني " قضية (لا إكراه في الدين) قضية كلية محكمة، عامة تامة، سارية على أول الزمان و آخره، سارية على المشرك و الكتابي، سارية على الرجال و النساء، سارية قبل الدخول في الإسلام و بعده، أي سارية في الابتداء و الإبقاء"، ذلك أن الدين لا يكون أبدا بالإكراه، فهذه الآية كما يقول العلامة ابن عاشور "جيئت بنفي الجنس [لاإكراه] لقصد العموم، و هي دليل واضح على إبطال الكفر بسائر أنواعه.."، فإذا ثبت أنها من الكليات علمنا أنه لا يمكن ردها لوجود ما يتوهم أنه يتعارض معها، و لأنها جاءت بصيغة العموم فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل قطعي الدلالة و الثبوت، وهذا ما لا يمكن لأن "التشابه لا يقع في القواعد الكلية" كما يقرر الشاطبي.
    و الآيات التي تقرر حرية المعتقد كثيرة جدا في القرآن الكريم، لنذكر بعضا منها، يقول عز وجل "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" (الكهف : 30) و "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا" (الدهر : 30) و "قل أعبد الله مخلصا له ديني فاعبدوا أنتم ما شئتم من دونه" (الزمر : 16)، بل إن الله يوضح أنه خلق الإنسان حرا و ليس في سنته إكراه " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" (يونس : 100). و يجدر بنا أن نذكر أن الله لم يذكر أي جزاء دنيوي لمن ارتد عن الدين الإسلامي، في حين ذكر عقوبة الزاني ز السارق.. و نحن عندما نذكر هذا فإننا لا ننقص من شأن السنة النبوية، فهي مثل القرآن في القيمة التشريعية، لكن الله يذكر في مواضع عدة من القرآن عقوبات أخروية للمرتدين دون أن ينص على عقوبة دنيوية و هو ما يحمل دلالات و معاني لا تخفى، ففي حد السارق يقول تعالى " السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما"، و في حد الزناة يقول تعالى "الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة" لكن عندما يتحدث عن المرتدين يقول " ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"، فأين العقوبة الدنيوية؟ بل إن الشرط في هذه الآية أن لا يموت المرء و هو كافر حيث يقول "فيمت و هو كافر" ما يعني أن الله قد ترك للمرتد فرصة التوبة طول العمر، و ليست هذه الآية الوحيدة التي ذكر فيها الله تعالى المرتدين عن الدين، بل ثمة آيات أخرى لم تنص على أية عقوبة دنيوية، فكيف يغفل الله تعالى ذكر العقوبة التي هي القتل و يذكر ما هو أقل شأنا كقطع اليد و الجلد، يقول جل جلاله : " إن الذين آمنوا ثم كفرو، ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا، لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلا"، ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى بقاء المرتد على قيد الحياة رغم كفره و ارتداده، و هذا ما يوحي إليه قوله تعالى "ثم ازدادوا كفرا"، و في آية أخرى يقول عز وجل " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكن عن دينه فسوف.."، لا شك أن المؤمن عندما يقرأ هذه الآية سينتظر العقوبة الإلهية في الدنيا و الآخرة، لكن لا شئ من ذلك كما هو الشأن في باقي الآيات، حيث يقول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونهم..."، و في تفسير الآية الكريمة "و قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار و اكفروا آخره لعلهم يرجعون" يقول الإمام الحسن البصري : إنهم طائفة من أهل الكتاب أرادوا تشكيك أصحاب رسول الله فكانوا يظهرون الإيمان بحضرتهم ثم يقولون عرضت لنا شبهة أخرى فيكفرون و يستمرون على الكفر حتى الموت"، فهذه خدعة يهودية و هم الذين عرفوا بحرصهم على الدنيا، فلو كان في كفرهم بالذي أنزل على الرسول تهديدا لحياتهم لما اتخذوا هذه الخطوة لتشكيك الصحابة الذين كانوا ينظرون إلى علمهم نظرة إعجاب.

    هذا بخصوص القرآن الكريم، أما في السنة النبوية الشريفة، فلا وجود لدليل صريح على جواز قتل المرتد، و كل ما اعتمد عليه القائلون بهذا الرأي الفقهي الخاطئ مطلق ينبغي أن يحمل على المقيد، يقول ابن حجر العسقلاني "جاءت عن ابن عباس أخبار مطلقة و أخرى مقيدة، فينبغي حمل مطلقها على مقيدها"، و هذه قاعدة أصولية مشهورة، لا بد من مراعاتها لدرء شبهة التناقض في الشريعة الإسلامية.
    من هنا فحديث "من بدل دينه فاقتلوه" لا يمكن فهمه إلا على ضوء الأحاديث الأخرى، و على ضوء سيرة النبي كذلك و سيرة صحابته رضي الله عنهم، ففي حديث آخر يعلل عليه السلام قتل المرتد بالخروج على جماعة المسلمين، و معلوم أن الخيانة جريمة تعاقب عليها كل القوانين الوضعية، يقول النبي صلى الله عليه و سلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس و الثيب الزاني و المارق من الدين التارك للجماعة"، و الحديث الآخر الذي روي في نفس المعنى بلفظ آخر يقتلع جذور الشبهة و لا يترك أي مجال للشك في أن المقصود بالمرتد هو ذاك الذي يخرج محاربا لجماعة المسلمين، ففي حديث صححه الألباني يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، و رجل خرج محاربا لله و رسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض، أو يقتل نفسا فيقتل بها". و إذا علمنا أن بلاد الإسلام كانت عندئذ دار حرب و يتربص بها الأعداء من كل جهة، و أن ترك الدين كان يعني الالتحاق بالجماعة الأخرى التي تعادي المسلمين، كنا بهذا قد أضفينا المعقولية على هذا الحكم الشرعي، فالردة في زمن الرسول لم تكن مجرد قناعة فكرية، فرغم أن النبي حاول وضع أركان دولة المواطنة حيث الاشتراك في خدمة الوطن رغم اختلاف العقيدة، إلا أن التطبيق العملي لهذه المبادئ المدنية لم يكن قد تمكن بعد من المرتدين، و ما يؤكد هذا ما ثبت في مصادرنا التاريخية عن قصة ارتداد عبد الله بن أبي سرح : " إن عبد الله بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله فأزله الشيطان [أي ارتد] فلحق بالكفار" من هنا يظهر أن الارتداد الفكري كان يقابله دائما الولاء لجماعة المشركين التي كانت تحارب المسلمين، أي أنها كانت خيانة للوطن، فأمر النبي بقتل الخائن، و بهذا كذلك يمكن أن نفهم سبب عدم جواز قتل المرأة المرتدة، إذ البنية الجسدية للمرأة لا تسمح لها بحمل السلاح و الخروج للحرب، اللهم إن كانت منظّرة فعندئذ يجوز قتلها كما يذكر بعض الفقهاء.

    إن الإسلام لم يفرض أية عقوبة على مجرد الارتداد الفكري، و أعتقد أن الذين ينسبون حكم الردة للإسلام يجوزون على الأنبياء الكيل بمكيالين، فهم الذين كانوا يردون على مضطهديهم الذين يتهمونهم بالارتداد بقولهم "أو لو كنا مكرهين"، فكيف يتقبل هؤلاء أن يقع الأنبياء في نفس ما وقع فيه أعداؤهم، هذا محال عقلا، و منزه عنه أنبياء الله صلوات الله عليهم، لذا فالأعرابي الذي بايع الرسول على الإسلام، ثم بعد أن أصابه و عك في المدينة طلب من النبي أن يقله بيعته، فأبي رسول الله، لم يقتله ، بل خرج الأعرابي من المدينة، و قال "إنما المدينة كالكير تنفي خبثها و تنصع طيبها". و مما له دلالة خاصة في هذا الصدد أن يورد الفقهاء حد قتل المرتد في كتاب الحرابة، من هنا عفلى الذين يحكون الإجماع على وجوب قتل المرتد أن يتريثوا و يبينوا لنا المقصود بالمرتد؟ هل هو الذي لم يقتنع بالدين الإسلامي فكفر به أم ذلك الذي ترك الدين و فارق الجماعة؟
    و بخصوص الإجماع فلا بد من تحري الصدق في هذا الإجماع، فالواقف على مبحث الإجماع في أصول الفقه يعلم أن انعقاد الإجماع أمر مستحيل اللهم في زمن الصحابة رضي الله عنهم، فقد وضع الأصوليون للإجماع شروطا لا تكاد تتحقق، فضلا عن كون شروط انعقاد الإجماع نفسه مختلف فيه، لهذا قال ابن تيمية : "ولا تعبأ بما يُفرض من المسائل ويُدَّعى الصحة فيها بمجرد التهويل، أو بدعوى أن لا خلاف في ذلك. وقائل ذلك لا يعلم أحداً قال فيها بالصحة، فضلاً عن نفي الخلاف فيها. وليس الحُكْمُ فيها من الجَّليّات التي لا يُعذر المخالف فيها. وفي مثل هذه المسائل قال الإمام أحمد: "من ادعى الإجماع فهو كاذب"".

    و قد أورد صاحب كتاب "قتل المرتد الجريمة التي حرمها الإسلام" في الفصل الثامن (ص135 – 142) الكثير من النصوص التي تبطل الإجماع، منها روايات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه و إبراهيم النخعي و الثوري، و كذلك الشوكاني من المتأخرين...

    و بهذا يتضح أن القرآن و السنة لم يشرعا قتل من ارتد عن دينه و ظل وفيا لوطنه، بل إنه أمر بقتل الخائن.

    و سنقف في المقال القادم إن شاء الله عند ما يسمى في مصادرنا التاريخية بحروب الردة، لنعلم أ كانت هذه الحروب من أجل أن القبائل العربية وقعت في "ردة" عقدية أم سياسية؟ و هل كانت هذه الحروب تروم تحقيق التوحيد العقدي أم السياسي؟
    التعديل الأخير تم 01-21-2011 الساعة 06:18 PM
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    معذرة على بعض الأخطاء الغير المقصودة، و قد حاولت تدارك بعضها و تصويبها في المدونة..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل عقل تائه أسأل الله أن يريك الحق حقا و يرزقك اتباعه.
    كان بوسعي أن اذكر أشياء أخرى لكن لم يسعفني الوقت لذكرها، فالمقال حررت أكثره في رحلتي إلى مدينتي.
    و أرجو إغناء الموضوع لملامسة الحق أكثر..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  4. #4

    افتراضي

    المقال طبعًا خاطيء تمامًا من الناحية الشرعية ، وهذا موضوع فرغنا من بحثه والرد على الشبهات والإشكالات المتعلقة به .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  5. افتراضي

    بركات جمال البنا، وأحمد صبحي منصور -هداهما الله-

    الغريب في هذا البحث أنّه احتوى الحجج القاطعة من الأحاديث الصِحاح
    إلى إجماع السلف.
    وفي المقابل فسّر بعض الآيات على هواه وبرأيه.

    استنتاجاً مما سبق هذا البحث إثبات لحد الرِّدة أكثر من أنه إنكار.

  6. #6

    افتراضي

    دكتور هشام لو تفضلت بوضع الروابط لتتم الفائدة ,مجزياً خيراً

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    دكتور هشام لو تفضلت بوضع الروابط لتتم الفائدة ,مجزياً خيراً
    نعم أخي، لو تكرم أخونا هشام ليناقش معنا هذه المسألة، فسأكون سعيدا بذلك، فطالما استفدنا من مداخلاته القيمة.
    و سيرني كذلك أن أعرف ما اطمأن له الأخ أبو القاسم.
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  8. #8

    افتراضي

    السلام عليكم ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقل تائه مشاهدة المشاركة
    هذا المقال تكلم عن شيء كان في خاطري لفترة و قد ذكره بشكل أحسن مما كنت قد تصورته. بالنسبة لي فولائي باقي للوطن حتى لو لم يكتب لي العودة للدين، و في حالة أن تم بالفعل السماح لمن أراد ترك الدين أن يعلن ذلك دون أن يخاف على حياته فرأيي الشخصي هنا أن الانتقادات على هذا الدين ستخف بشكل ملحوظ، ليس كلها لكن ستخف. و لربما استطاع الناس أخيرًا أن يعيشوا معًا دون أن يفرض أحدٌ دينه أو عدمه على غيره.

    للأسف ليس لدي العلم الكافي للتأكد من أن صاحب المقال كان صائبًا في طرق استدلاله، لكن أترك المجال في ذلك لمن له العلم.
    ممكن أسألك سؤال ؟

    هالحين ..

    ما هو الأقرب للقلب ؟ أو بـ معنى آخر .. أيّهما أكبر .. ولاء الشخص لـ دينه أم لـ وطنه ؟!

    إذا أجبت عن هذا السؤال ..

    فستحل إشكاليّة "الردّة" ..

    المرتد يعتبر في عرف الدول .. خائن !

    بـ تقولي إنّك تبي تجرب الإسلام وتطلع منه ..

    لا بأس .. لكن لا تعلن الدخول أصلاً .. حتّى لا تجد إشكاليّة في الخروج !

    إذا أعلنت الدخول .. فإعلان الخروج يعتبر خيانة ..

    ستقول أنّ هذا يوّلد النفاق ..

    قد يوّلد النفاق فعلاً ..

    لكن لن تجد بشكل "رسمي" إلا في زمن ودولة كان فيها الدين قوياً .. أي يلجأون لدس سمّهم في الخفاء ..

    عموماً .. كونك ولدت مسلماً .. لا يعني أن يطبق عليك حكم الردّة إذا إخترت ديناً غير الإسلام .. حتّى إذا أعلنته .. الإشكال يكمن في إذا كنت عاقل بالغ راشد .. ومعلناً للإسلام ..

    وأيضاً إذا أراد شخصٌ أن يرتد .. فليذهب من ديار المسلمين .. لكن طالما أنّه لدى المسلمين .. فـ مسألة إعلانه للإرتداد يجعله قابلاً لـ تنفيذ الحكم ..

    المعذرة .. أدري حست واجد في الرد .. ~_~

    لكن كتبته على عجلة ..

    وأسأل الله لي ولك وللمسلمين الهداية والتوفيق والسداد ..
    التعديل الأخير تم 01-22-2011 الساعة 02:08 AM

  9. #9

    افتراضي

    السلام عليكم ..

    أتمنى من الإخوة الخبيرين بأنظمة الجنسيّات في الدول يخبرونا ويفيدونا في هالموضوع ..

    هل يمكن لمن يتخلى عن الجنسيّة ويستبدلها .. هل يمكن له أن يدخل الدولة أم لا ؟!

    عندما أقول دولة .. أقصد أنّ الدولة التي أخذ جنسيّتها .. لا يتمكن مواطنوها أن يدخلوا الدولة الأولى إلا بـ تأشيرة دخول .. وقد تكون معقدة ..

    لا أقصد السعوديّة والكويت مثلاً .. أو دول الخليج التي يمكن للشخص التنقل فيها بالبطاقات والجواز بدون أي تأشيرة ..

    ويمكنني أن أشبّه هذا المثال "دول الخليج" بالإسلام بـ شكل عام .. والدول نفسه هي الفرق الداخلة فيه .. فـ حسب علمي المتشيّع والمتصوّف وغيرهم لا ينطبق عليهم حكم الردّة .. ولا ؟!

    في حال لم يكن ينطبق عليهم .. فـ كأنّك تتنازل عن جنسيّة خليجيّة .. وتأخذ أخرى .. بالعربي كنّك يابو زيد ماغزيت .. "طبعاً من ناحية دنيويّة أتكلم" ..

    عموماً الذي أريد أن أصل له هو ..

    إذا كانت الدول تفعل ذلك .. أليس الأولى بدين الله سبحانه وتعالى أن يفعل ذلك ؟!

  10. #10

    افتراضي

    اكتب تكرمًا "حد الردة" في صندوق البحث أعلى صفحة المنتدى تخرج لك عشرات المواضيع التي ناقشنا فيها هذا الموضوع .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    المملكة العربية السعودية _الطائف
    المشاركات
    99
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    وأنا أضم صوتي لصوت الدكتور هشام عزمي المقال كله من أوله لآخره خاطئ والصحيح أن حكم الردة قمة العدل وذلك أن فيه تأديب للمنافقين وأصحاب الإيمان الضعيف بدل أن يسألوا أهل العلم عن ما علق في عقولهم من شبهات يرتدوا عن الإسلام؟؟؟
    هل الإسلام ألعوبة بيد البشر في الصباح مسلمين وفي المساء كفار مرتدين؟؟؟
    هل نرضى أن نجعل ديننا ألعوبة لشلة خونة منافقين بحجة الديمقراطية وحرية إختيار العقيدة؟؟؟
    أبداً والله لا نرضى ولن نرضى إلا بإقامة حد الردة على كل مرتد خائن لانريد ديمقراطية ولا نريد حرية إختيار أديان نريد تطبيق قرآن وسنة ونرى ماذا في القرآن والسنة نجد أن في السنة الأمر بتطبيق حد الردة فنطبقها على كل مرتد خائن هذه هو العدل رغماً عن أنف كل ملحد معترض أو لاديني أو علماني.
    حرية ، ديمقراطية أكرمكم الله إذا كنتم تمشون في الشارع ومررتم بجانب برميل قمامة ضعوا فيها الحرية والديمقراطية واقبلوا ماجاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك تطبيق حكم الردة رغماً عن أنوف المعترضين.
    هل يقبل رئيس دولة أن أحد المواطنين يخون وطنه بحجة الحرية والديمقراطية لأ لن يقبل بل أول أمر يفعله أن يقوم بقطف رأسه ويرميه في القمامة .
    فإذا كان رئيس الدولة لايقبل أن المواطن يخون وطنه بحجة الحرية والديمقراطية فما بالكم بدين الله عز وجل الذي هو أعظم من الأوطان كلها؟
    إذاً المرتد يعتبر خائن ليس لوطن لاتتجاوز حدوده مجرد أمتار بل لأمة تجاوزت المليار نسمة فلذلك يجب إقامة حد الردة على كل خائن مثله.
    ولو تأملنا ربما بعض الحكم التي من أجلها شرع الله حكم الردة لوجدناها كالآتي :
    1_إظهار قوة هذه الدين والقضاء على المنافقين فحينما يرى الكفار أن المرتد عن الإسلام يقتل يعلمون أن الدين الإسلامي ليس ألعوبة في أيدي الأنجاس القذرين من منافقين يتربصون بالإسلام أو ملاحدة حاقدين على الإسلام ومثلهم لادينيين .
    وهذه ظاهر في قوله تعالى : (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون )
    سورة آل عمران الآية رقم 72 وهذه الآية نستنبط منها حكمتين من حكم الردة التي شرعها الله سبحانه وتعالى في السنة النبوية على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم :
    أ_أن فيها إستهانة الكفار بديننا وجعله ألعوبة فيدخلون في الإسلام في النهار بقصد الكيد للإسلام وأهله ويكفرون آخر النهار.
    ب_أن في فعل الكفار هذه فتنة لأهل الإيمان خاصة ضعاف الإيمان منهم فحينما يرى ضعاف الإيمان أن هؤلاء الكفار الذين يفعلون هذه الفعل لايعاقبون بحد الردة ربما ارتدوا عن الإسلام وارتد معهم كثير غيرهم وهذه فيه إضعاف للإسلام والمجتمع المسلم .
    3_أن المجتمع المسلم قد تكون فيه فئات وطوائف مندسة حاقدة على الإسلام فإذا كان حكم الردة يطبق في هذه المجتمع لن تسمع ولن ترى لهذه الطوائف أي صوت يعلو ولكن إن لم يطبق حد الردة لربما خرجوا في مظاهرات ضد الإسلام يطالبون فيها بتحليل ماحرم الله من الفواحش وبقية المحرمات بحجة العبارة التي أعتبرها زبالة ديمقراطية وحرية أو يطالبون فيها بعدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وهذه فيه مافيه من فتن وفساد عريض.
    4_أن في عدم تطبيق حد الردة فيه إظهار لمدى ضعف الإسلام.
    وغيرها من الحكم قد أكون كررت بعضها ولكن أنا أدعو كل أخ وأخت في الإسلام أن يحفظوا هاتين العبارتين :
    1_حرية ، ديمقراطية مكانها في المزابل وتحت الأحذية والإسلام والقرآن والسنة فوق رؤوسنا.
    2_كثير من كلام أتباع الحرية والديمقراطية من ملاحدة ولادينيين وغيرهم من غير المسلمين حقه الطباعة على الورق ونعطيه رعاة الغنم فتأكله فتبعره في مكانه اللائق به.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حتى لا نشتت الموضوع، من أراد أن يشارك في الموضوع أرجو أن يحصر ردوده في النقط التالية التي استندت عليها في إنكار وجود حد للردة و هي :
    1- عدم وجود دليل في القرآن الكريم على هذه العقوبة ( القرآن لم ينص على عقوبة دنيوية للمرتد)
    2- الأدلة التي اعتمد عليها القائلون بقتل المرتد وردت في السنة مطلقة، فلابد من حملها على المقيد.
    3- دعوى الإجماع كاذبة، اللهم ما كان في عصر الصحابة، و نحن نعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله من كبار مجتهدي الصحابة لم يأمر بقتل المرتدين.
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سؤال :
    هات لنا يا معلم مرتدا واحدا إرتد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و بقي في المدينة على شركه .
    هات لنا مرتدا واحدا إرتد على عهد أبي بكر رضي الله عنه و بقي في المدينة على شركه.
    هات لنا مرتدا واحدا إرتد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و بقي في المدينة على شركه .
    هات لنا مرتدا واحدا إرتد على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه و بقي في المدينة على شركه .
    هات لنا مرتدا واحدا إرتد على عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه و بقي في المدينة على شركه .

    ثم لا يوجد إجماع معتبر سوى إجماع الصحابة أما بعدهم فلا يوجد أي إجماع.

    و إليك هذا الحديث :
    أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين ، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك ، فكلاهما سأل ، فقال : ( يا أبا موسى ، أو : يا عبد الله بن قيس ) . قال : قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما ، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ، فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت ، فقال : ( لن ، أو : لا نستعمل على عملنا من أراده ، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى ، أو يا عبد الله بن قيس ، إلى اليمن ) . ثم أتبعه معاذ بن جبل ، فلما قدم عليه ألقى له وسادة ، قال : انزل ، وإذا رجل عنده موثق ، قال : ما هذا ؟ قال : كان يهوديا فأسلم ثم تهود ، قال : اجلس ، قال : لا أجلس حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ، ثلاث مرات . فأمر به فقتل ، ثم تذاكرا قيام الليل ، فقال أحدهما : أما أنا فأقوم وأنام ، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي .
    الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6923
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    فما هو سبب قتل هذا اليهودي عندك ؟؟؟؟
    
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحسنت يا متروي.
    في الحديث الذي روته أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، و رجل خرج محاربا لله و رسوله، فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض، أو يقتل نفسا فيقتل بها".
    هذا الحديث يصب في نفس معنى الحديث الذي يعتمد عليه القائلون بقتل المرتد، أعني الحديث الذي ورد بلفظ "المارق من الدين التارك للجماعة"، فهو إذن يفسره و يقيده. و في هذا الحديث توضيح أكثر فعقوبة "المرتد" ليست القتل فقط، بل قد يكون النفي أو الصلب، فهي عقوبة تعزيرية يراعى في اعتمادها الملابسات و المخاطر.

    و ما يزيد تأكيد هذا حديث الأعرابي، ففي صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن أعرابيا بايع رسول الله على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعربي إلى رسول الله فقال : يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي فقال رسول الله : إنما المدينة كالكير تنفي خبثها و تنصع طيبها.
    فما نفهمه من حديث الأعرابي هذا :
    1- أن قتل المرتد لم تكن عقوبة تطبق في عهد النبي ، و إلا لما تجرأ هذا الأعرابي على المجيء للنبي معلنا ردته.
    2 - أن النبي لم يأمر صحابته باتباع هذا المرتد و قتله، و هو الذي كان حريصا على تطبيق الحدود حتى قال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

    لا يوجد إجماع معتبر سوى إجماع الصحابة أما بعدهم فلا يوجد أي إجماع.
    هذا عين ما قلته، فإليك هذه الرواية لتعلم صحة دعوى الإجماع في هذا الحكم "الإسلامي" :
    في تاريخ ابن خلدون نقرأ :
    "إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عندما انتصر على هؤلاء المرتدين أخذ بعضهم أسرى"
    فأين قتل المرتدين؟
    و في مسند الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "المرتدة في الإسلام تحبس و لا تقتل"
    و إليك الرواية الأوضح في إبطال الإجماع :
    "عن أنس قال : بعثني أبو موسى بفتح إلى عمر و كان ستة نفر من بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإسلام و لحقوا بالمشركين، فقال : ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت : يا أمير المؤمنين قوم قد ارتدوا عن الإسلام و لحقوا بالمشركين ما سبيلهم إلا القتل؟
    فقال عمر : لأن أكون أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء و بيضاء، قلت : يا أمير المؤمنين، و ما كنت صانعا بهم لو أخذتهم؟ قال كنت عارضا عليهم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه.. فإن فعلوا ذلك قبلت منهم، و إلا استودعتهم السجن"
    تطلب مني أن آتيك بأشخاص ارتدوا و بقوا في المدينة على ردتهم، و الصحيح أن أطلب منك أن تأتيني بلائحة أسماء المرتدين المسالمين الذين قتلوا.
    قلت المرتدين المسالمين لأن لدي الكثير من أسماء المرتدين المحاربين أو القاتلين أو المفسدين في الأرض الذين قتلهم أو أمر بقتلهم الرسول و الصحابة رضي الله عنهم كابن خطل الذي قتل المولى الذي كان معه، و مقيس بن صبابة الذي قتل أنصاريا.

    بالنسب لحروب أبي بكر الصديق فقد وعدت بمقال أبرز فيه الدواعي الحقيقية لهذا الحرب، و يكفي أن عمر بن الخطاب أنكر فعل أبي بكر عندما قال كيف تقاتل من شهد أن لا إله إلا الله.. فكان جواب أبي بكر واضحا، و هو أن الحرب لم تكن دينية بل سياسية فقال بأنه لو منعوه عقالا لقاتلهم عليه.
    و في عمدة القاري على شرح صحيح البخاري نقرأ "إنما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا بالسيف و نصبوا الحرب للأمة"، و يكفي أن نعلم أن هؤلاء المرتدين عاجلوا أبا بكر الصديق كما في بعض كتب التاريخ، و أنهم قاموا بمحاصرة المدينة قبل عودة جيش أسامة.. سأترك الحديث عن ملابسات حروب الردة إلى مقال قادم إن شاء الله
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يا متعلم أنت لم تجب على أسئلتي و أعتبر هذا تهربا ..
    فلا يوجد مرتد واحد بقي في الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و في عهد خلفاءه الأربعة و هذا يؤكد حد الردة و إلا فكل الذين إرتدوا فروا و هربوا ولا تفسير لهذا سوى وجود حد الردة و الأمثلة عنهم كثيرة .

    و ما يزيد تأكيد هذا حديث الأعرابي، ففي صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن أعرابيا بايع رسول الله على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعربي إلى رسول الله فقال : يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي فقال رسول الله : إنما المدينة كالكير تنفي خبثها و تنصع طيبها.
    فما نفهمه من حديث الأعرابي هذا :
    1- أن قتل المرتد لم تكن عقوبة تطبق في عهد النبي ، و إلا لما تجرأ هذا الأعرابي على المجيء للنبي معلنا ردته.
    2 - أن النبي لم يأمر صحابته باتباع هذا المرتد و قتله، و هو الذي كان حريصا على تطبيق الحدود حتى قال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
    ما فهمته أنت بعيد جدا عن الحديث فإقالة البيعة لا تعني الكفر بأي حال من الأحوال ولا الردة و معنى الحديث ان الأعرابي لم يستطع العيش في المدينة فطلب السماح له بالعودة إلى دياره و ترك ما بايعه عليه من النصرة و الجهاد و الحديث فوق ذلك يرد عليك فهو حتى في هذه لم يسمح له و الأعرابي فر هاربا دون إذن فأي حجة لك هنا ؟؟؟؟؟؟؟
    "إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عندما انتصر على هؤلاء المرتدين أخذ بعضهم أسرى"
    فأين قتل المرتدين؟
    حالة الحرب تختلف عن حالة السلم إذ مثلما للمسلمين أسرى فللمرتدين أيضا أسرى و إنقاذ أسرى المسلمين أولى من قتل أسرى المرتدين فلا حجة لك هنا.

    و في مسند الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "المرتدة في الإسلام تحبس و لا تقتل"
    أين صحة هذا الحديث و هل هو مرفوع أو موقوف ؟؟؟؟
    و إليك الرواية الأوضح في إبطال الإجماع :
    "عن أنس قال : بعثني أبو موسى بفتح إلى عمر و كان ستة نفر من بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإسلام و لحقوا بالمشركين، فقال : ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت : يا أمير المؤمنين قوم قد ارتدوا عن الإسلام و لحقوا بالمشركين ما سبيلهم إلا القتل؟
    فقال عمر : لأن أكون أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء و بيضاء، قلت : يا أمير المؤمنين، و ما كنت صانعا بهم لو أخذتهم؟ قال كنت عارضا عليهم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه.. فإن فعلوا ذلك قبلت منهم، و إلا استودعتهم السجن"
    أين أولا صحة هذا الحديث ؟؟؟؟ ثم ثانيا أبو موسى يقول لا سبيل لهم سوى القتل ؟؟؟؟؟ و ثالثا عمر يقول أن مصيرهم السجن ؟؟؟؟؟
    فأين حرية الكفر الذي تتغنى به ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    تطلب مني أن آتيك بأشخاص ارتدوا و بقوا في المدينة على ردتهم، و الصحيح أن أطلب منك أن تأتيني بلائحة أسماء المرتدين المسالمين الذين قتلوا.
    ذكرت لك حديث البخاري في قتل اليهودي الذي صرفت عنه وجها و هربت منه و هناك غيره كثير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    فكان جواب أبي بكر واضحا، و هو أن الحرب لم تكن دينية بل سياسية فقال بأنه لو منعوه عقالا لقاتلهم عليه.
    عجيب هذا الكلام يعني أنك تقول أن عمر إحتج بالشرع و أبوبكر رد بالسياسة ؟؟؟؟؟؟؟؟

    و في عمدة القاري على شرح صحيح البخاري نقرأ "إنما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا بالسيف و نصبوا الحرب للأمة"،
    معنى الكلام أنهم لو لم يكن لهم شوكة لأخذت الزكاة منهم قهرا و لكانوا بذلك مسلمين فهم لم ينكروا سوى إعطاء الزكاة لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم ينكروا لا صلاة ولاصيام ولا حج ولا قرآن ولا غيره هذا مع الخلاف المشهور حولهم هل هم مرتدون كمسيلمة و من معه أم هم فقط طائفة ممتنعة بشوكة عن الشرائع .

    و يكفي أن نعلم أن هؤلاء المرتدين عاجلوا أبا بكر الصديق كما في بعض كتب التاريخ، و أنهم قاموا بمحاصرة المدينة قبل عودة جيش أسامة.. سأترك الحديث عن ملابسات حروب الردة إلى مقال قادم إن شاء الله
    ليسوا كلهم فمانعي الزكاة لم يهاجموا المدينة .
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: أشكل عليَّ فهمٌ حول حد الردة في الإسلام لجهلي فعلموني !
    بواسطة مُنَاصَرٌ في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-02-2013, 12:04 AM
  2. نقاش مسألة حرية الإعتقاد, حرية التعبير عن الرأي و حد الردة
    بواسطة رائد الخير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 11-03-2012, 05:57 PM
  3. حرية العقيدة غير حرية الردة
    بواسطة محب أهل الحديث في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-24-2012, 02:26 AM
  4. حروب الردة و حرية العقيدة ...
    بواسطة قبلت الإسلام ديناً في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-01-2011, 09:48 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء