قال الله تعالي :
( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ) ص
و قال الله تعالي :
( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ) ابراهيم
فاالذى يوصف بكونه ظلما الذى يقع على المخلوق سواء نسبه لله تعالى مباشرة كملحد غير منطقى ، أو نسبناه للمخلوق لا بد له من فاعل ، وهذا الفاعل إما أن يكون لا فاعل له ولا موجد ، أو يكون له فاعل وموجد ،
فإن كان الاول وهو قول الملحد غير المنطقى الذى ينسب الظلم لله مباشرة فهو المطلوب ، وإن كان الثانى فنعود لنفس التقسيم حتى نصل إلى فاعل أو موجد لا موجد له منعا للدور الباطل والتسلسل الباطل .
فثبت وجود الله تعالى بتلك القسمة المنحصرة استنادا لوجود الظلم فى العالم .
لكن الله تعالى يجب أن يتصف بصفات الكمال وهو ما يقر به العقل ولا يتصور العقل خلاف ذلك لأن العقل قد تصور كائنا كاملا من كل الوجوه ويبنى على ذلك أحكامه المتعلقة بالصفات ولولا وجود الكمال لما تصورنا النقص ولما حكمنا على فلان بأنه أكمل فى صفاته من فلان ،ولا يمكن أن يكون هذا الكمال الذى يتصوره العقل منسوبا لمخلوق لأن الخالق أولى بتلك الصفة من المخلوق ، وليست التسوية بين الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول من صفات الكمال بل هى من صفات النقص التى لا تليق بالخالق جلت قدرته فثبت أن الله تعالى لا يساوى بين الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول .
فإذا كان المشاهد فى الحياة الدنيا أن من القاتلين من قتل ملايين الناس الأبرياء ثم يفلت بجرمه ويكرم ويعد من الابطال ويصنع له التماثيل لتخليد ذكراه فإما أن الله تعالى قد ساوى بين الظالم والمظلوم وهذا ما ثبت بطلانه ، او أنه لم يساو بين الظالم والمظلوم لكن ما شاهدناه ليس هو كل الحقيقة وأن هناك عالما آخر تكتمل فيه الحقيقة .
فثبت أن الحياة الدنيا ليست هى نهاية المطاف وأن هناك يوما آخر يجمع فيه الناس ويعطى كل ذى حق حقه ..
وهكذا فالظلم فى الدنيا ليس دليلا على وجود الله تعالى فقط بل هو دليل كذلك على وجود الحياة الأخرى .
دكتور : أبو مريم.
وباختصار :
1. الله عزوجل عادل
2. هناك ظالمين ماتوا و لم يحاسبوا علي ظلمهم
3. اذا لابد أن الله سيحي الناس في حياة أخري ليحاسبهم وهو يوم القيامة.
Bookmarks