اليوم ...فقط اليوم...فتحت هذه الثورة في أرض حكمها الفراعنة :عيني بشكل لم يسبق له مثيل في حياتي على ضرورة الالحاد...ضرورة الكفر...
اليوم مع توالي جدليات الصراعات الطبقية في مصر..و بعد طول ركون و خمود..كان موعد بصيرتي مع التقدير الواقعي لعملية الالحاد و دورها في رقي النفس و تطور صيرورة البشر و امتلاكها لقدرها بنفسها...
اليوم مع كل فرحة لانسان لا يحس من نفسه الا بمعنى الانسان بكل ما يقتضيه من كرامة...علمت الكرامة التي تنبعث من دواخل نفسك بمجرد ممارستك لفعل الالحاد و الكفر...
اليوم و مع كل انعتاق و تحرر لهذه الأمواج البشرية من أغلالها..علمت دور الالحاد و الكفر في تحرير البشر من أغلال الوهم و الخرافة
اليوم فقط و مع تيقنتت ان علي أن ألحد بكل اله..كل غيب...كل ديماغوجية ...كل فرعون...كل حبر و كل راهب ..
أن ألحد بكل نفاق ...ألحد بكل هلع ...ألحد بكل طمع....
أن ألحد بكل الآفلين....
.
و لااومن أبدا من اليوم فصاعدا ....
من كل هذا......
الا بمن لا يأفل...و لا يغيب...
سأحاول تجديد الحادي كل يوم ما استطعت و لن اكتفي بتجديد ايماني فقط...سأحاول كل يوم اقامة مؤسسات الالحاد في نفسي تراقب كل يوم التصورات و الأحاسيس و الأقوال و الأفعال التي لا أساس لها من الثبات و الوجود الحق...كما كنت احاول دائما اقامة مؤسسات الايمان بكل التصورات و الأحاسيس و الأقوال و الأفعال التي تغذي نفسي...الحاد يراقب الفيروسات و الأمراض...كايمان يغذي و يدفع بالبروتينات....و بينهما سأحاول استخراج حريتي و كرامتي ما استطعت...
فانه و ان كان الايمان محررا لكن لا يستقيم تحريره الا بكفر و الحاد...و لا يكون اثبات الا بعد نفي...فأن يكون الأول اغلب من الثاني و أكثر تفصيلا و اكثر اهمية...لا يعني نفي الثاني و لا اغفاله و لا اسقاط أهميته...بهذا اكتسب الاسلام حيويته حتى بدا كالحياة نفسها التي تدفقت الى ميدان التحرير... من جمعه بين ما لا تتسع حويصلة الكثيرين له...
أدعو الملحدين الى هذا الالحاد ليتعرفوا على الالحاد الايجابي الذي يقدم بهم الى ساحة الابصار..و يحول شكهم الى شك فاعل لا ساكن...
و أدعو نفسي و المومنين ان شاء الله الى هذا الالحاد حتى لا يطول عليهم الأمد ...فيستمرؤوا اليقين المطلق بغير من يستحقه ...حتى يعود بهم شيئا فشيئا الى صف الملحدين ...
اليوم أثبت لنا الشعب المصري ان بقية خصلة الالحاد بغير الله فيه ما زالت....و ان كان فيه من الدخن الشيء الكثير من النوم العميق الذي مررنا فيه قرونا...الا أن مادته لا زالت تتقد و تمنع حكم الخروج بالأغنام و تتبع القطر من اخذ صفة العموم...
و ان كان الاسلام قد أثبت خير ما في المسيحية من التسامح و رفع الأخلاق و قيمة الحب ...و ان كان أثبت خير ما في اليهودية من احترام القانون و رفع الشرع و جعل الجميع سواسية امامه...و ان كان أثبت خير ما في الزرادشتية من معاينة الاختلاط و اثرها على سنن التدافع و التنافس و الانتقاء و الاختيار و الاصطفاء...و ان كان أثبت خير ما في البوذية من طريق الوسط في كل شيء....و ان كان أثبت خير ما في الصابئة من انسجام الانسان مع امه الأرض و اشجارها في طريقه الى السماء و منها الى الأرض مرة اخرى....
فكم كنت غبيا اذ ظننت قديما...و ظن غيري ربما بغفلة...ان الاسلام لم يثبت خير ما في الالحاد من البراء من كل خرافة و من كل ما يعبد و يتخذ ربا بغير حق ...البراء مما يعبد مما لا يسمع و لا يبصر...البراء من امتهان النفس امام من لا يعلم كل شيء...و لا يقدر على كل شيء..أثبت أفضل ما في الالحاد من الحرية و الكرامة...التحرر من كل من انتحل مكانا لا ينبغي لغير الواحد....الكرامة امام كل نازع الجبار رداءه....لا بد من فعل الالحاد و الكفر هنا وممارسته...فلا يظنن الكافرون بالله انهم استأثروا به دوننا ...فقد كفرنا بهم و بدا بيننا و بينهم العداوة و البغضاء الى ان يومنوا بالغيب الوحيد الضامن لعدم الاستعباد لبقية الغيبيات الباطلة...و المحسوسات الآفلة...و بهذا نكون ربحنا كل ما في الأديان من خير...و كل ما في الالحاد من خير كذلك...و كله مجموع في كلمة واحدة لا يستقيم فيها الايمان الا بالحاد...و لا الاثبات الا بنفي...
لا اله الا الله
فهذا طريق الالحاد الحق امامكم ايها المومنون...و هذا طريق الايمان الحق امامكم ايها الملحدون
فتعالوا ايها الملحدون الى كلمة سواء بيننا و بينكم ان لا نعبد الا الله...و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله..
فان تولوا:....
اشهدوا انا مسلمون
مهدى للأخ فامبير رحمه الله
Bookmarks