و الأمر لا يتوقّف هنا, فحتى في الطائفة نفسها هناك اختلاف وجهات نظر حول الأحكام والشرائع.
فكمثال: عندما وقعت مصر اتفاق سلام مع اسرائيل, انتفض بعض الشيوخ غاضبين, واتّهموا الرئيس بالخيانة والفسوق, حيث وحسب وجهة نظرهم لا يجوز موالاة اليهود طالما أنهم محتلّين لبلد اسلاميّ, ولكن من جهة إخرى أفتى شيوخ الأزهر بجواز معااهدة السلام بل و أثنوا عليها,حيث اعتبروا أن من خلالها ستعود أرض اسلامية (سيناء) لأهلها , وستستفيد مصر والمسلمون من موارد سيناء بدل أن يستفيد منها العدو.
فكلّ طرف عنده وجهة نظر, وكلّ طرف يستشهد بنصوص و أدلة مقنعة, فمع من سنذهب ؟؟
ومثال آخر حول الأحكام: كمسألة رجم الزاني
فبعض الشيوخ يرون وجوب تطبيق عقوبة رجم الزاني المحصن, حتى يرتدع الشعب و تختفي ظاهرة الزنا
بينما يعارض شيوخ آخرون ذلك, ويرون أنّ الإسلام عندما فرض حكم رجم الزاني, كان قبلها قد أباح التعدد بأربع زوجات, وعدد غير منتهي من الجواري والسرايا, فبعد تشريعه لهكذا رخصة, فإن من يزني ليس إلا مارق ومجرم و عندها يستحق عقوبة كالرجم حتى الموت على فعلته, ولكن في عصرنا هذا يصعب على الشعب بأحواله المادية الحالية الزواج بثانية , كما لم يعد هناك وجود للجواري والسراري, فإن الرخصة التي أباحها الإسلام للرجل لتطفئ شهوته ممن تعجبه من النساء قد اختفت, وبذلك يجب أن يرفع حكم الرجم, تماما مثلما عطل عمر بن الخطاب حكم قطع يد السارق عندما حلت سنة مجاعة على المسلمين.
Bookmarks