أخونا الفاضل المحترم: أبو حب الله. بارك الله فيك على كلامك ونصيحتك.
أراك تعلم جيدا قول أبي الطيب:
ووضعُ النَّدَى في موضعِ السيفِ بالعُلى *** مُضرٌ كوضعِ السيفِ في موضعِ النَّدَى!وليس من الحكمة: المطالبة بنصح المخطيء سرًا فيما أتى به علنًا!
هذا: مع كوني لم أذكر اسمًا واحدًا وجَّهتُ إلى صاحبه سيف العذل!
كما ليس من الحكمة دائمًا: مقابلة كل متهور في حق الكبار باللطف واللين! بل ربما كان في ذلك ما يدعوه إلى الاسترسال فيما هو بسبيله!
أما إخواني من العارفين: فربما يغفرو لي حدَّتي لما يعلموه من شريف قصدي، فيدعوهم ذلك إلى المؤازرة، دون الصد والمنافرة.
وأنا من أكثر الناس رفقًا بالعوام والدهماء من سائر الأصناف! ولم تكن ثورتي عليهم أصالة!
إنما أثور: على كل من يظن نفسه شيئًا عند الله والناس؟ أو يدري من النفسه الخدشَ في وجوه محاسن بعض أئمة أهل السنة تلويحا وتصريحا؛ انتصارًا لمذهب فقهي، أو رأي شرعي!
وهذا المنتدى سلفي بشهادة الجميع، فوجب صون تلك السلفية من كل من يريد أن يصيبها في مقتل شاعرًا أو غير شاعر!
أما قضية الرفق واللين: فهي قضية نسبية غير مطردة، وليس لها قانون ثابت مع كل أحد، وقد تُؤْتي القسوة ثمارها مع البعض بما لا يأتي مع اللين والمسامحة؟
قال شيخ الإسلام أبي العباس النُمَيْري: ( إن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا نقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين ... ).
والله المستعان لا رب سواه.
Bookmarks