أولا ً:
الأخ الحبيب الفاضل أبو مريم :
لقد أعيانا الاتصال بك على الخاص ..
ولا بأس :
فإليك ترحيبا ًبك وبعودتك على العام بإذن الله تعالى :
حيث سَبَقتك حُسن سيرتك إلينا (وإن كنت أنت من أصحاب الدار : ونحن الضيوف عليكم) :
فندعو الله تعالى أن يُديم علينا الأخوة والمحبة والمعروف ..
وأن يجمعنا على الخير دوما ًفي الدنيا والآخرة ..
ويُيسر لنا أن نتعلم منكم ما ينفعنا ...
إنه وليُ ذلك والقادر عليه ..
ونرجو أخيرا ً: إفراغ صندوق رسائلكم لتواصل إذا رأيتنا أهلا ًلذلك أخي ..
-------
ثانيا ً:
أما بالنسبة لسؤال الأخ محب أهل الحديث :
فأرجو أن يُعلم بداية ًأن العلماء حملوا نهي النبي لعمر رضي الله عنه على :
مَن يُريد الاستزادة من هذه الكتب في عقيدةٍ أو شرع ٍأو هدايةٍ (وكان من الصحابة مَن يُحب
الاستزادة في الدين) .. وإلا :
فقد تعلم احد الصحابة لغة القوم : بقراءة كتبهم : بأمر ٍمن رسول الله !!..
وقد أشار القرآن على أهل الكتاب ان ياتوا في حُجتهم : بما في كتبهم تحديا ًلهم !!..
ولم يمنع النبي من التحديث عن بني إسرائيل : ولكنه منع التصديق التام أو التكذيب التام لمروياتهم :
خوفا ًمن تكذيب ما لم يمسه التحريف .. أو تصديق ما مسه التحريف ..
ودعني أنقل إليك الكلام التالي أخي الكريم وفيه :
" ونقل ابن عابدين في حاشيته عن عبد الغني النابلسي قوله :
(نهينا عن النظر في شيء من التوراة والإنجيل، سواء نقلها إلينا الكفار أو من أسلم منهم) ..
وقد حكى الزركشي الإجماع على أن الاشتغال بنظرها وكتابتها لا يجوز ..
نقله الحافظ في الفتح، ولم يسلم دعوى الإجماع ..
والحاصل :
أنه لا يجوز للمسلم العامي أو العادي القراءة في التوراة والإنجيل خشية الفتنة والتشويش في العقيدة
وعلى شرع الله ..
ولا يرُخص في ذلك إلا لأهل العلم المتضلعين من الكتاب والسنة :
لغرض الرد على أهل الكتاب ودفع شبهاتهم .. قال في مطالب أولى النهى : 1 /607 :
(ويتجه جواز نظر في كتب أهل البدع : لمن كان متضلعاً من الكتاب والسنة مع شدة تثبت :
وصلابة دين : وجودة : وفطنة : وقوة ذكاء : واقتدار على استخراج الأدلة : للرد عليهم ..
وكشف أسرارهم .. وهتك أستارهم : لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة : فتختل عقائدهم
الجامدة .. وقد فعله أئمة من فقهاء المسلمين وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جواباً، وكذلك نظروا
في التوراة : واستخرجوا منها ذكر نبينا في محلات : وهو متجه " انتهى ..
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه :
(الكتب السماوية السابقة : وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص : كما ذكر الله ذلك ..
فلا يجوز لمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها : إلا إذا كان من الراسخين في العلم : ويريد بيان
ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها " .. فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 311 ..
أقول :
وقد كتب في ذلك أعلام المسلمين مثل شيخ الإسلام وتلميذه القيم قديما ً.. ومثل أحمد ديدات وذاكر نايك
حديثا ًوغيرهم : وقد كان لكتاباتهم ومناظراتهم : أكبر الأثر في الزود عن الإسلام وفي دخول الكثيرين الإسلام
قديما ًوحديثا ً...
وأما بالنسبة لنبوءات العهدين القديم والحديث :
فلم يقل أحدٌ بأنها كلها صحيحة !!.. ولا بأنها كلها سلمت من التحريف الذي طال هذه الكتب ..
ولكن للنظر فيها قواعد : يُمكن أن ينضبط الحديث عنها بها :
يُرجى مراجعتها عند كل عالم مسلم في مقدمة كتابه أو مؤلفه أو كلامه ...
ومع مراعاة أخيرا ً:
أنه لا يجوز الجزم بحال من الأحوال بوقوع شيءٍ من تلك النبوءات على وجه التأكيد : وخصوصا ًعند التعلق
بتعيين عام ٍمُحدد (كعام 2012م الذي كان ذلك الموضوع بصدده) ..
ولكن من المفيد أيضا ًعدم إغفال الإشارة له أو إهماله بالكلية :
تحسبا ًلما يُخططه هؤلاء القوم ..
أو استبصارا ًلما تجري به المقادير ...
والله تعالى أعلى وأعلم ...
Bookmarks