محاصرة مراقبي الامم المتحدة وسط مظاهرة في حلب
سورية تحشد قوات اضافية عند معبر حدودي مع تركيا وبان كي مون يعتبر ان 'القاعدة' مسؤولة عن التفجيرات الاخيرة
2012-05-18
دمشق ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: تحرك الجيش السوري لتعزيز وجوده العسكري عند معبر حدودي شمالي مع تركيا عقب تزايد التوتر في المنطقة، في الوقت الذي اعتبر فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان القاعدة قد تكون مسؤولة عن الاعتداءات الاخيرة في سورية، فيما قال رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية الجمعة إنه إذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم وقع في وقت سابق من الشهر الجاري وأسفر عن مقتل العشرات فسيكون هذا 'تطورا مثيرا للقلق'.
واظهرت لقطات حصلت عليها وكالة رويترز الجمعة مركبات عسكرية بما في ذلك دبابات تتوجه الى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
ويتزايد الشعور بالاحباط لدى تركيا التي كانت حليفة لسورية بسبب رفض الرئيس بشار الاسد وضع نهاية لاعمال العنف في بلاده والقت بثقلها خلف معارضيه.
وتقول دمشق إنها تواجه مؤامرة 'ارهابية' يتم تمويلها وتوجيهها من الخارج. وأرسلت سورية في وقت سابق من الشهر الجاري إلى الامم المتحدة أسماء 26 اجنبيا قالت إنهم اعتقلوا بعد ان دخلوا للحرب في سورية. وقالت ان 20 منهم اعضاء في تنظيم القاعدة دخلوا البلاد عن طريق تركيا.
ومن جهته اشار بان كي مون خلال 'لقاء مع شبان' حول سورية ووزع مكتبه نص اللقاء الى 'اعتداء ارهابي خطير وكبير وقع قبل عدة ايام' في سورية. وقال 'اعتقد ان القاعدة تقف وراء' هذا الاعتداء. ولكنه لم يوضح الاعتداء الذي اشار اليه.
ووقع اعتداء مزدوج الاسبوع الماضي في دمشق اوقع 55 قتيلا.
وكانت روسيا، حليفة دمشق، اعتبرت الاثنين ان القاعدة ومجموعات تعمل معها كانت 'وراء الاعتداءات' التي وقعت خلال الايام الاخيرة في سورية.
واوضح بان كي مون ان 260 مراقبا من الامم المتحدة انتشروا في سورية، في ست مناطق، وان 'تسعة الاف على الاقل وربما عشرة الاف شخص قد قتلوا في سورية' منذ 15 شهرا واصفا الوضع بانه 'لا يحتمل'.
واعتبر ان نشر المراقبين كان 'له طابع تهدئة' على اعمال العنف في سورية ولكن العنف استمر. وقال ايضا 'اذن ندعو الى وقف جميع اعمال العنف من اي جهة اتت، من الحكومة او من المعارضة'.
جاء ذلك في الوقت الذي اطلقت فيه القوى الامنية السورية النار الجمعة على تظاهرات عدة سارت في انحاء البلاد، لا سيما في مدينة حلب التي شهدت التظاهرات الاضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، في وقت اعلن عن 'زيارة قريبة' للموفد الدولي الخاص كوفي عنان الى دمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام.
واظهرت لقطات فيديو حملت على موقع للاعلام الاجتماعي على الانترنت من يعتقد انهم مراقبون من الامم المتحدة حوصروا وسط مظاهرة احتجاج بجامعة حلب. وتظهر اللقطات فيما يبدو قوات امن تهاجم محتجين في الشارع في حين ينظر مراقبو الامم المتحدة من داخل سيارة.
وتحت شعار 'ابطال جامعة حلب' التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاحتجاجات وتشهد منذ اشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على ايدي القوى الامنية قبل اسابيع اربعة طلاب، خرج عشرات الاف السوريين في دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص (وسط) وحلب (شمال) والحسكة (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شمال شرق).
وحاولت القوى الامنية في اماكن عدة تفريق التظاهرات باطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مدينة حلب شهدت 'اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات' في منتصف آذار (مارس) 2011، وذلك 'رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة' الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب.
وقال عبد الرحمن ان 'عشرات الالاف تظاهروا في كل سورية في اضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار'.
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس ان 'مدينة حلب عاشت اليوم (الجمعة) انتفاضة حقيقية'، مشيرا الى خروج عشرات التظاهرات في احيائها وفي مناطق الريف.
واشار الحلبي الى ان 'معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الامن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين'.
وذكر المرصد في بيان ان 'عددا من المتظاهرين اصيبوا برصاص الامن في حي صلاح الدين'.
وهتف المتظاهرون في حي السكري 'ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع'، بحسب اشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت.
وقالت الناطقة باسم المكتب الاعلامي للثورة في حماة مريم الحموية في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس 'هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الاسبوعين الاخيرين بسبب تواجد المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الاهالي ان المراقبين لا حول لهم ولا قوة'. واشارت الى خروج 'اكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها'. وسقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق. وبلغت حصيلة اعمال العنف في سورية الجمعة ثمانية قتلى.
ومن جهته أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الجمعة إن موسكو قلقة من دعوات رئيس 'المجلس الوطني السوري' المعارض برهان غليون لبعض الدول بتسليح ما يعرف بـ'الجيش السوري الحر'.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية 'نوفوستي' عن الناطق الرسمي باسم الوزارة ،ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله للصحافيين 'ارتبكنا من تصريح الرئيس الذي أعيد انتخابه مؤخراً للمجلس الوطني السوري برهان غليون عن استراتيجية جديدة لإحكام سيطرة المجلس السياسية على مقاتلي المعارضة بغية الإطاحة بنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد'
Bookmarks