النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الصراع العلماني الإسلامي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الصراع العلماني الإسلامي

    المناظرة: مصر بين الدولة العلمانية والدولة الإسلامية

    نظمت هيئة الكتاب التي يترأسها الدكتور سمير سرحان مناظرة فتحت قضية من أهم القضايا المطروحة في العالم العربي قضية "العلمانية والإسلام" استقطبت في هذا اللقاء الثقافي الحضاري نخبة من ألمع المفكرين والباحثين من الجانبين -العلماني والإسلامي- وقد طرح كل منهم زبدة فكره وآرائه حول الموضوع والذي طبعا لن تُشفي تساؤلاته وقضاياه مناظرة واحدة وإن استقطبت كل مفكري العالم.. ولكنها تبقى خطوة هامة في ميدان صراع المذاهب الفكرية -صراعا مشروعا- وفتح المجال لصدام -وربما حوار- الآراء تبديدا للمغالطات وتوضيحا للرؤى وتمهيدا للطريق نحو نهضة عربية إسلامية في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية...
    ولما رأيت من فائدة في هذه المناظرة عملت على نقلها كتابيا والله الموفق
    يتبع...

  2. #2

    افتراضي

    موضوع المناظرة يستحق المتابعة..
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  3. افتراضي

    تسجيل متابعه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    324
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مناظرة قيمة ..
    قرأتها اليوم فقط بعد ان وجدتها في صورة كتاب الكتروني . .
    يمكنني ان اشارك في كتابتها بعد إذن أخي سامي و يحدد لي الأجزاء التي اكتبها .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تنويه: هذه المناظرة أُقيمت في الثامن من يناير سنة 1992 بمعرض الكتاب الدولي بمصر

    المتناظرون:
    { من الجانب الإسلامي }
    الشيخ محمد الغزالي | المستشار مأمون الهضيبي | الدكتور محمد عمارة
    ( وأرجوا ممن عنده تحفظات على فكر ومنهج احد هؤلاء أن لا يثيرها هنا مشكورا )

    { من الجانب العلماني }
    الدكتور محمد خلف الله | الدكتور فرج فوده | د.حسين أحمد امين
    ( والدكتور حسين تعذر ليلة المناظرة وتغيب لأسباب صحية )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد زكي مشاهدة المشاركة
    مناظرة قيمة ..
    قرأتها اليوم فقط بعد ان وجدتها في صورة كتاب الكتروني . .
    يمكنني ان اشارك في كتابتها بعد إذن أخي سامي و يحدد لي الأجزاء التي اكتبها .
    بارك الله على مبادرتك.. والبقية في الرسالة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مقدمة النـاشر

    "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة العلمانية".. هذا هو العنوان الصحيح الذي كان ينبغي أن تعقد حوله المناظرة في معرض القاهرة الدولي للكتب.. لقد نجحت هيئة الكتاب برئاسة د.سمير سرحان في عقد هذه المناظرة، وظهر نجاحها في الحوار الحضاري الذي طرحه فريق الإسلاميين ودحض الشبهات التي أثارها فريق العلمانيين.. وكانت حشود الجماهير التي قدرت بثلاثين ألفا من الرجال النساء والشباب والفتيات دليل آخر على نجاح المناظرة.
    فلقد كانت هذه الجماهير عينة بسيطة من شعب مصر المسلم الذي صوت منذ سنوات على تعديل الدستور المصري بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، إذ كانت نسبة المطالبين بالشريعة 98% ممن شاركوا في هذا الاستفتاء !!
    وأكدت الجماهير التي ضاقت بها قاعة المناظرة واحتشدت في ساحات أرض المعارض أكدت على أن مصر إسلامية وليست علمانية..
    لقد سبق هذه المناظرة منذ أعوام ثلاثة مناظرة أخرى كانت دار الحكمة ( نقابة الأطباء ) بالقاهرة قد نظمتها تحت عنوان (( الإسلام والعلمانية )) وشارك فيها كل من الشيخ محمد الغزالي والدكتور يوسف القرضاوي عن الطرف الإسلامي، والدكتور فؤاد زكريا عن الطرف العلماني..
    استطاع الإسلاميون يومها أن يكشفوا زيف الدعاوي العلمانية مما جعل العلمانيين اليوم يظهرون من جديد تحت مسمى "المدنية" وهم يقصدون به أيضا فصل الدين عن الدولة أو فصل الإسلام عن الدنيا وحصره في المساجد.. ثم كانت المناظرة التي هي موضوع كتابنا، بعنوان الذي وُضع خطأ -بقصد أو بحسن نية- "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"* والذي دحضه فريق الإسلاميين حيث بينوا أن العنوان كان ينبغي أن يكون "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة اللاإسلامية"..
    لأن الإسلام ليس ضد الدولة المدنية التي تلتزم بتعاليمه وأنهم -أي الإسلاميين- ضد الدولة الدينية بمفهومها الغربي.
    لقد قال الإسلاميون أن بديل الدولة الدينية هو الدولة اللادينية وأنهم مع الدولة الدينية الإسلامية -أي التي تلتزم بدين الإسلام بحكم الأغلبية الساحقة للمسلمين في المجتمع المصري ومن حقهم أن يحكموا بشريعتهم الإسلامية.
    لقد كانت المناظرة كاشفة فاضحة لدعاوي العلمانيين الذين أفصحوا عن رغبتهم في اتباع نظام الغرب شبرا شبرا وذراعا بذراع..
    ولكن الإسلاميين ناشدوهم بأن يكونوا وطنيين !! لأن أمثالهم في الجزائر يطلق عليهم "حزب فرنسا"، وأن العلمانيين المصريين ربما يقبلون بأن يطلق عليهم "حزب أمريكا".
    إننا في مركز الإعلام العربي نرى أن هذه المناظرة وثيقة من وثائق تاريخ مصر وهي تقبل على القرن الحادي والعشرين.. مصر الإسلام.. وحضارة الإسلام.. وحركة الإسلام..
    مصر التي أنجبت وتنجب الدعاة المجاهدين من أبناء عمرو ابن العاص إلى أبنا حسن البنا.. مصر التي كانت وستبقى منارة للإسلام وداعية له.
    ومن هنا.. كان حرصنا على تسجيل هذه الوثيقة بكل أمانة لتحفظ في سجلات التاريخ بما فيها من حجج دعاة الإسلام: الشيخ محمد الغزالي، والمستشار محمد مأمون الهضيبي، والدكتور محمد عمارة، ودعاوي العلمانيين: الدكتور محمد أحمد خلف الله، والدكتور فرج فوده..
    كما حرصنا على استطلاع آراء نخبة من الكتاب والعلماء والمفكرين في موضوع المناظرة والقضايا التي أثيرت فيها.
    نرجو الله أن نكون قد وفينا الموضوع حقه.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

    صلاح عبد المقصود
    ( مركز الإعلام العربي )

    ___________________
    * وهذه المغالطة يثيرها الكثير من العلمانيين حيث يرمون الإسلام بتهم الدعوة للدولة الدينية -أي الحكم بالحق الإلهي والنطق باسم الله- وهي فكرة متهافتة ثم ينقدونها على أنهم انقدوا الإسلام.. بينما الإسلام اول المعادين لهذا النمط من الدول.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بدأت المناظرة بتقديم للدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب قال فيه :
    بسم الله الرحمان الرحيم
    نبدأ المناظرة الأولى من سلسلة المناظرات التي أعدتها الهيئة العامة للكتاب كتقليد جديد هذا العام، لطرح مختلف الآراء حول القضية التي تهمنا جميعا كمواطنين كمصريين، وأنا سعيد كل السعادة، وبالنيابة عن زملائي في هيئة الكتاب يشرفنا ويسعدنا في هذه المناظرة الأولى عدد من قمم الفكر في مصرنا بل وفي العالم العربي وهم: الشيخ محمد الغزالي
    *الحاضرون: الله أكبر، ولله الحمد..
    *د.سرحان: قبل ان نستمع أرجوا منكم كلمة واحدة.. نحن هنا في مناظرة ثقافية دينية، فأرجوا رغم أن الهتاف بذكر الله مطلوب في كل وقت، التسبيح به وبحمده مطلوب في كل وقت، إلّا أنني أرجوا رجاء أخويا صادقا أن ننصت إلى المتحدثين دن هتاف حتى نستطيع أن نستفيد بالميعاد، ويوافقني على ذلك الشيوخ الأجلاء الموجودون فنرجوا أن نلتزم بآداب الاستماع إلى محاضرة أو مناظرة ومناسبة ثقافية دينية جليلة.
    يشرفنا أيضا شيخنا الأستاذ المأمون الهضيبي كما يشرفنا أيضا الأستاذ الدكتور العالم الجليل محمد عمارة..
    يسعدني ويشرفني أيضا أن يكون بيننا اثنان من ألمع المفكرين: أ.د.فرج فوده، أ.د.محمد خلف الله وكما تعلمون إنه من القواعد الضرورية للمناظرات، أن نبدأ المناظرة بإعطاء وقت محدد لكل طرف، ثم بعد ان تأخذ الأطراف كلها حقها في الكلام في هذا الوقت المحدد نعود إلى التعقيب في وقت محدد آخر، إلى أن ينتهي كل طرف من طرح فكره وقضيته.
    ولنبدأ بشيخنا الجليل محمد الغزالي

    كلمة الشيخ محمد الغزالي
    http://www.alghazaly.org/index.php?id=8
    بسم الله الرحمان الرحيم
    لاحظت أن مائة سنة تقريبا مضت على امتنا وهي تكافح الاستعمار العسكري الذي قام بغزو أراضينا، وعسكر فينا، وأذاقها الهوان، ولكن عندما افلح آباءنا واستطعنا معهم وفي أعقابهم أن نجلى هذا الاستعمار العسكري، فوجئنا أن الإستعمار العسكري قد ولد معه استعمارا تربويا، واستعمارا تشريعيا، وضروبا أخرى من الاستعمار التي جعلت شخصيتنا مشوهة، وجعلتنا نبتعد عن تراثنا ابتعادا غريبا.
    ولذلك فلا يكمل لنا استقلال ولا تتضح لنا شخصية إلّا إذا عدنا إلى تراثنا كما كنا قبل أن تجيئنا دواهي هذا الاستعمار على أرضنا على تراثنا.
    إذا قرأ شعب مسلم كتابه فوجد في المصحف "كتب عليكم الصيام" فإنه مكلف أن يصوم، أما "كتب عليكم القصاص" لا !!
    لأن الاستعمار ألغى هذه الآية وقال لا قصاص، إنما كان القصاص في ديانات سبقت ومن بينها الإسلام. نحن نريد أن نجهز على هذا التراث السماوي وألّا تحكمنا شرائع الله في الدماء والأموال والأعراض وإنما تحكمنا أهواء الناس الذين وضعوا لنا هذه القواعد واكتووا بها.
    اليوم أنا قرأت أن خمسا وعشرين ألف قتيل في الولايات المتحدة هذا العام.. ولن يقتل احد من القتلة.. لأن الإعدام عقبة مرفوضة عندهم !!.
    وهذا هو الفرق بين الديمقراطية الإسلامية والديمقراطية الغربية.
    الديمقراطية الإسلامية ترى أن الشورى حق، ولكن في موضع الاجتهاد وراء المصلحة العامة.. أما حيث يوجد نص سماوي يقول: إن القاتل يقتل فلا أستطيع أن أقل أن الشورى هنا لها مكان.
    يقول الشرع كله اليهودية والنصرانية والإسلام: إن الزنا حرام وإن الشذوذ الجنسي حرام.
    مع ذلك فإن الشورى الغربية جعلت مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات البريطاني يتفقان معا على ان هذا يجوز !!
    كيف أحكّم في ديني وعرضي وخلقي أمثال هؤلاء الشاذين، في تصرفاتهم وأحكامهم وفي احوالهم
    لا أستطيع إلّا أن أقول : آباءنا حاربوا الغزو العسكري
    ونحن علينا أن يحارب الغزو الثقافي
    ونحارب الاستعمار التشريعي
    ونحارب الاستعمار التربوي كما حورب الاستعمار العسكري، حتى تجلو عن بلادنا هذه الأفكار الدخيلة التي جاءت مع القبعات الغازية ويعود الإسلام لأهله ويكون الدين كله لله.
    أما أن يقع ما يقع ثم يُقال لا نريد حكما سماويا أو حكما دينيا فهذا نوع من العبث
    إنني أشعر بان هناك خلطا للأوراق بين من يتحدثون عن الدين.. يقولون لا نريد حكومة دينية.. ما معنى لا نريد حكومة دينية ؟.. الأديان كثيرة.. هل تريدون حكومة بوذية ؟ حكومة هندوسية ؟ حكومة صليبية ؟ حكومة إسرائيلية ؟ حكومة إسلامية ؟ ما الذي تريدونه بهذه الكلمة الغامضة المبهمة ؟؟
    ما الذي تريدونه من خلط الأوراق ؟؟
    إن البوذيين يريدون أن يحكمهم بوذيون بوذا والهندوس كذلك!! والإسرائيليون بجوارنا يقولون في صمت وفي ضجة نحن الإسرائيليين نعطل أعمالنا يوم السبت استجابة لحكم التوراة.. فهل حكم التوراة يبقى ؟ والحكومة الدينية تكرم هناك. فإذا طالبنا بحكومة إسلامية تساند الحق العربي المهيج، الأمة الضائعة يقال لا!.. لا للحكومة الإسلامية وحدها !!.
    والغريب أن جريدة "لوموند" وهي جريدة تدّعي أنها تنطق باسم الثورة الفرنسية وباسم حقوق الإنسان تقول للديمقراطية المقبلة في الجزائر إنها ديمقراطية عمياء !! لماذا ؟
    هل تريدون رأي الشعب أم تريدون غيره ؟..
    الشعب يريد أن يحكم بدينه، وأن يعيش بتربيته وثقافته، وأن يستمد من ينابيعه التي تفجرت في أرضه وكما قلنا إن الحكم على إرادات الشعوب بالإعدام لأنها تريد الإسلام.. ليس بديمقراطية ولا شورى.. ولا هو دين.. ولا هو دنيا.. أنا أستغرب !!
    ما هذا الحقد الغريب على الإسلام ؟
    ما هذا الحقد الغريب على الله رسوله ؟.. ما هذا الحقد الغريب على الكتاب والسنة ؟.. ما هذا الحقد الغريب على التراث كله ؟
    إننا نريد أن يعرف الناس أننا إسلاميون وإذا أقمنا حكومة إسلامية فنصفها وحي من الله الذي لا يجوز أن يعصى والنصف الآخر عقل يبحث عن المصلحة ويمشي بالقياس والاستحسان والعقل لا يحصى، فإذا كنا نريد البعد عن حكم الله وعن العقل
    حكم ماذا ؟
    أي حكم هذا، إننا لا نريد العبث بالألفاظ واللعب بالأقوال، إنما نريد أن نقول.. الإسلام قام من أربعة عشر قرنا أو يزيد واستطاع أن يؤسس دولة عظمى وبعد أن تعبت هذه الأمة في مسارها الطويل وأدركها من دواهي الاستعمار ما صرفها عن تراثها - وتريد الأجيال الجديدة أن تعود على إسلامي ولا ينبغي أن تمنع أبدا أو أن تزاد عن هذا الطريق وكل طعن في هذه الإرادة أو في هذه الرغبة افتراء على الناس وعصفا بحقوق الإنسان وكرامات الشعوب.
    هذه كلمة موجزة نفتتح بها ثم نستمع ثم نرد ونتجادل إن شاء الله

    *د.سمير سرحان: شكرا جزيلا للإمام الشيخ محمد الغزالي والآن الكلمة للإمام المأمون الهضيبي.
    *الحاضرون: الله أكبر ولله الحمد.
    *د.سمير سرحان: أرجوكم اتفقنا لا للهتافات وقد أفتى الشيخ الغزالي بأنه يستحسن أن لا يكون هناك هتافات
    يتبع...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كلمة المستشار مأمون الهضيبي
    موسوعة الإخوان المسلمين

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه، وبعد..
    سلام الله عليكم جميعا ورحمته بركاته، وأحسب أن من واجبي بل ومن واجبكم أيضا أن نتوجه بالشكر الجزيل والتقدير الكبير لهيئة الكتاب وفي مقدمتها وعلى رأيها الأستاذ سمير سرحان لهذا الجهد الطيب المبارك إن شاء الله الذي يبذله بتطوير وتقديم هذا السوق للفكر والثقافة والأدب والفن.. هذه الأمور التي لا نستطيع أن نعيش دونها التي تشهد بجهده وأن يقدم مثل هذه الندوات التي نحن في أشد الحاجة إليها الشعب كله. وكما ترون هذه الجمع الحاضرة الآن، والمكتظة بالخارج، متشوقة أن تسمع وأن تعي وتعقل فإذا التزمنا غاية السكون وغاية النظام.. فهذا أمر ضروري.. نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل.
    بالنسبة للمحاضرة حُدد عنوانها كما أشار فضيلة الشيخ مولانا محمد الغزالي بـ:"مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية" وكما قال: ما المقصود بالدولة الدينية ؟.. لكل الأديان أو العقائد كما استقر بين البشر أشكال وأنواع كما قال البوذية والكونفشيوسية وغيرها.
    ماهو المطلوب للدولة الدينية ؟
    أعتقد ببساطة أن 95% من شعب مصر ممن يشهدون أن لا إله إلّا الله أن محمد رسول الله، وأن القرآن وحي من عند الله، وأن الشريعة حكم الله، وارتضت الله ربا والإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، إذن كلها، فلا مجال لأن يوجد فيها دولة دينية إلّا أن تكون دولة الإسلام، فالشطر الأول من عنوان المناظرة يجب أن يكون: "مصر بين الدولة الإسلامية" وإذا أردنا أن نقول "الدينية" فلا بد أن نصفها بالوصف الذي يبين حقيقتها أن مصر بين الدولة الدينية الإسلامية...
    تُحدّد صفة الدولة الدينية التي هي إحدى الخيارين المطروحين. أما الخيار الثاني فهو أن تكون مصر دولة مدنية وهنا أيضا أقف وأتساءل.. ماهو المقصود بالدولة المدنية ؟ أي ليست عسكرية أم ماذا ؟
    فما المقصود منها ؟ دولة مدنية ماذا تعني ؟ هل تعني أن الأشخاص الذي يتلونها مدنيين و غير عسكريين أو أن المقصود بها شيء آخر ؟ مقصود ماذا أليس كهنوتا ؟ أعتقد أننا ببساطة نجد أن مثل هذه العناوين تخفي أمرا:
    الأول: عدم إظهار الإسلام، فيقال دولة دينية.
    الثاني: دولة مدنية تبديلا بمعنى آخر هو إسلام أو لا إسلام.

    المطلوب هو الخيار بين مصر إسلامية ودولة غير إسلامية.
    ما حكم الدولة غير الإسلامية في عقيدة المسلمين ؟
    هذا السؤال يجب أن يُطرح لأنه كما ذكرت الأغلبية الساحقة من أبناء مصر يدينون بالإسلام.. عقيدتهم الإسلام.. تحكم كل تصرفاتهم.. وكل نظراتهم إلى الأمور تكون بالشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي والعقيدة الإسلامية والله سبحانه وتعالى قال لنا في كتابه نحن المؤمنين نعتقد أن هذا حلال وهذا حرام.. هذا كفر وهذا إيمان.. هذا صلاح وهذه معصية.. المسلم لا يستطيع أن ينفك عن ذلك.
    إما أن يكون مسلما وإما ألّا يكون مسلما.
    والخيار هنا أن نكون مسلمين أو لا نكون.
    ماهو الخيار الآخر المطروح.. يجب أن نواجه هذه الحقيقة لأننا لا نستطيع أن نتفاداها بألفاظ تعمي الحقيقة والناس تشعر بالحقيقة.
    إذن ماهو الخيار المطلوب أمامنا إذا لم نرتض الإسلام دينا وإذا لم نرتض الدولة الإسلامية ؟
    ماهو الخيار المطلوب الآخر ؟ ومهما وُصفت العلمانية.. بأنها عقلية -قل ما شئت- ما وصفها في الإسلام ؟ ما حقيقتها ؟ ما حكم الشرع فيها وماذا يراد للمسلمين أن يقبلوه ؟
    هذا هو السؤال الأول الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا لنعلم ؟ لأننا شعب الأغلبية الساحقة فيه مسلمون، عل المطلوب من المسلمين أن يتركوا الإسلام ؟!!
    يقال لنا أن الإسلام لا يشترط أن تكون له دولة وأنه ممكن أن تكون أي دولة لها أي صفة –بوذية، إسلامية، يهودية، عقلية...- مهما كان فيها من العقلانية والناس أيضا فيها مسلمون، والأشخاص يصبحون مسلمين ويكون هذا جائزا في الإسلام !! أنا لا أعتقد هذا وكلنا يعلم أن هذا الأمر غير صحيح.
    الأحكام الواردة في القرآن الكريم تؤكد أن الإسلام دين ودولة نضرب أمثلة بسيطة من غير النصوص ومن غير أن نورد آيات الأحكام ونحن نعلمها، وآيات الأحكام موجودة نستطيع أن نتلوها خلال دقائق:
    "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه . فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ( ... ) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ( ... ) أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون" [المائدة 48-50]
    "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" [المائدة 44] (وفي آيات أخرى: الفاسقون/الظالمون)
    "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين" [الجاثية 18-19]
    "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما" [النساء 105]

    الأحكام كثيرة والوقت المخصص للحديث لا يزيد عن عشر دقائق، وهذا لا يجعلني أسترسل وأوضح أكثر وأكثر يكفيني أن أقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى أوصانا وقال لنا: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي" إذن كون الحكم بما أنزل الله حكم من أحكام العقيدة الإسلامية أمرا واجبا والخروج عنه يؤدي بنا إلى أحكام تلوتها على حضراتكم من الكفر والفسوق والظلم، فهو أمر أو جزء مهم من أحكام العقيدة الإسلامية.
    ماذا يراد من المسلمين ؟ أن يقال ألّا تكون لهم دولة إسلامية !! هل الإسلام يمكن أن يوجد بغير دولة ؟.. فلنر.. هل تسمحون لنا أن نكون الجيش دون حكومة ؟ لأن الحق يقول لنا: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله عدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" [الأنفال 60]
    فلقد أُمرنا معشر المسلمين أن نعد جيشا فهل نُعده نحن ؟ أم تُعدّه الحكومة ؟ أعتقد أنه لا يوجد عاقل يقول هذا لأنه من الاختصاصات الأساسية للدولة، فالدولة هي المكلفة أن تعد جيشا، جيشا له مواصفات خاصة "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" [التوبة 111] وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم: "الرجل يقاتل حمية وشجاعة ورياء فأي ذلك في سبيل الله ؟" فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" وأنزل الله تبارك وتعالى قوله: "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" [الكهف 110]
    إذن.. من أين يأتي بالزكاة ؟ من يأخذها ؟ من يقرر الملزم بها ؟ فهي ليست ضريبة نحن نسن بها القوانين، أم نلغيها ؟ ومن يوزعها ؟ وعلى من ؟ ومن يطبق حكم الله فيها إن لم تقم الحكومة بهذا ؟ وبماذا سيقضي القاضي ؟ وماذا سيطبق ضابط الشرطة ؟ إن لم تكن هناك دولة.
    هل الدولة في أي بلد من البلاد مطلوبة لذاتها ؟
    الدولة لا يمكن أن تكون مطلوبة لذاتها، الدولة مطلوبة لتحقيق بغاية، لأنها تقوم على تنظيم الجماعة وتحقيق أغراض الجماعة وتحقيق عقائد الجماعة، فالدولة مطلوبة لتحقيق شؤون الجماعة.
    إذن الدولة لا يمكن أن تنفك عن عقيدة الجماعة وعن فهمهم، ولذلك يقال "الشورى" حتى تختار الناس الدولة ومن يتولى الدولة، وينظم الأمور طبقا لما يريدونه هم ولما يعتقدونه.. ولا يفرض عليهم فرضا ما ليس منهم وما ليس من عقيدتهم.
    نحن -كما قلت- الأغلبية الساحقة فينا من المسلمين، واسألوهم إن شئتم، هل يرضى أحدهم أن يطبق عليه حكم غير الإسلام ؟ اسألوهم. لماذا لا تسألونهم ؟ لماذا يسأل الناس عن كل شيء إلّا عن دينهم وعن رغبتهم في حكمهم ؟
    نقول الديمقراطية، فهذه الديمقراطية سقطت على أوسع ما يكون حتى في البلاد التي بدأت تقول، منذ الأمس، على الملأ، لا نريد ديمقراطية لأنها ستأتي لنا بالأصوليين، وأيضا نستعمل ألفاظا تخفي الاسم الصحيح "الأصوليين" لكي لا نقول "المسلمين"
    أعداؤنا في الغرب يأتون لنا بألفاظ "الأصلي" ونحن نأخذ "الطعم" ونردد مثل الببغاء "أصولي" لماذا يريدون الأصولي ؟ هم لا يريدون أن يقولوا "إسلام"، ونحن نسير خلفهم ونخفي كلمة الإسلام، ولكن نحن مسلمون ولا مناص لنا إلّا أن نعلن إسلامنا ولا نرضى باسم للإسلام الإسلام "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله عمل صالحا وقال إنني من المسلمين" [فصلت 33] لابد أن أقولها بأنني من المسلمين بنص صريح من القرآن بأنني من المسلمين. "ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" [آل عمران 85] "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" [المائدة 3]
    الحقيقة أن كل هم الدول الأخرى والاستعمار الثقافي والتربوي الذي أشار إليه فضيلة الأستاذ الشيخ محمد الغزالي هو إما أن يخرجنا من إسلامنا نهائيا وإما أن يجعلنا صورة زائفة للإسلام، ولعل هذا هو ما نجحا فيه في كثير من الأمور.
    وفي الحقيقة أنه قبل الاستعمار أصابنا الخور وأصابنا الضعف وأصابنا الهزال ولو لم يكن ذلك لما استطاع الاستعمار أن يستعمرنا لو لم نكن قد فرطنا من قبل، وقعدنا عن الجهاد، وقعدنا عن الأخذ بالعلوم الدنيوية وقعدنا عن الأخذ بأساليب القوة وقعدنا عن أخلاق الإسلام وفضائل الإسلام، ما استطاع الاستعمار أن يغزونا بعساكره، وان يسطوا علينا، وأن ينهب ثرواتنا، وان يلقي في عقولنا وفي مشاعرنا هذه الشذرات أو هذا البلاء من معتقدات ويتركنا هكذا ضياعا لا صبغة لنا.
    فماهو لوننا في العالم ؟ ماهي عقيدتنا ؟ ماهي الأدبيات التي تحكم حياتنا.. العقل.. نعم العقل (على العين والرأس) ولابد أن نعقل.. والعقل أساس التكليف، والله سبحانه تعالى رفع التكلف عمن لا عقل له، والذي يصاب في عقله غير مسؤول، ويرفع عنه القلم، لأن العقل أساس التكليف، وأساس النظر في الأمور والله سبحانه تعالى جعل معجزة خاتم أنبياءه كتاب عقل.. كله محاورة عقلية.. كله منطق.. جادل الناس كلهم في أصل الألوهية.. الاعتقاد.. أصل الخلق.. هل هناك خالق أم لا.. وما شكل هذا الخالق.. له أب، له أم، له ولد، له أخ.. ما صنعته.. ما إمكانياته.. ما شموله ما قدرته.. كل هذا يتعبد به المسلم فيقرأه في صلاته "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" [الطور 35] "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" [آل عمران 190] "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" [العنكبوت 20]

    *د.سمير سرحان: شكرا جزيلا، لقد تجاوزنا الوقت بحوالي دقيقتين، والآن ننتقل إلى الطرف الآخر حيث يتحدث الأستاذ الدكتور محمد خلف الله.
    يتبع...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كلمة الدكتور محمد خلف الله
    Wikpedia

    بسم الله الرحمان الرحيم
    أول شيء نتحدث عنه هو المنهج الذي نسير فيه، عندما نبحث العنوان وهو "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية" وكما قال المستشار الهضيبي يجب أن نحدد أولا مفهوم الدولة الدينية، ومفهوم الدولة المدنية كي نستطيع أن نزن الدولة في مصر، وهل هي دولة مدنية أم دولة دينية، أو تأخذ من الطرفين دينية ومدنية في وقت واحد.
    مفاهيم الدولة الدينية والمدنية مفاهيم سياسية قديمة ومعروفة، لأنه في التاريخ القديم كان الملوك يحكمون بالحق الإلهي أي يستمدون سلطانهم من الله سواء أكان هذا الاستمداد حقيقة أم ادعاء، والدولة المدنية جاءت يوم أن أصبحت الأمة مصدر السلطات، ويوم أن أصبحت الشعوب قادرة على تحديد مصيرها، فالفرق إذن بين الدولتين أن الدولة الدينية تستمد سلطتها من الله إن حقيقة وإن ادعاء، والدولة المدنية هي التي تستمد سلطتها من الشعب إن حقيقة أيضا إن ادعاء، ذلك أنه هناك دكتاتور يحكم الناس باسم الشعب ولكنه يحكمهم حكما مطلقا، فهناك إذن ادعاء في الدولة الدينية وادعاء في الدولة المدنية.
    الله سبحانه وتعالى سلطتنا وإن الأنبياء يستمدون من الله تعالى سلطتهم ونقول إن الملوك هم رجال الدنيا والأنبياء رجال الدين.
    وفي القرآن الكريم حينما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن ذرية إبراهيم ونعمته عليهم "أذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا" [المائدة 20] ويقول "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء" [البقرة 247]
    إذن الملوك يستمدون سلطتهم من الله أحيانا أما الأنبياء فيستمدون سلطتهم من الله تعالى دائما.. الدولة الدينية إن هي الدولة التي يستمد منها الحاكم أو الملك سلطته من الله سبحانه.
    حينما نأتي للفرق بين حكم وحكم.. فهناك حكم للناس وحكم بين الناس.. الملك يحكم الناس والنبي يحكم بين الناس، يحكم بين الناس بما انزل الله، أما الملك فيحكم الناس، والقرآن هو الذي يشير إلى هذا عندما يتحدث عن ملكة سبأ فيقول الهدهد: "إني وجدت امرأة تملكهم" [النمل 23]
    فالملك الذي يتصرف في الناس كيف يشاء، أما النبي فلا يتصرف في الناس كيف يشاء كما سمعتم الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلا أعزة أهلها أذلة أما الأنبياء فيبنون الإنسان ويجعلون الذليل عزيزا.
    إذن هنا الفرق بين وظيفة الملك ووظيفة النبي، فالنبي يستمد سلطته من الله، والملك يستمد أحيانا من الله -وربما بالقوة- وأحيانا من الناس.. فنظرية الحق الإلهي قد انتهت حل محلها أن الشعوب أو الأمم هي مصدر السلطات وعلى هذا الأساس فالحكومة الموجودة في أيامنا هذه مادام رؤساءها يستمدون سلكتهم من الشعب فهي حكومات مدنية وليس حكومات دينية.
    نأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نجد القرآن الكريم يقول: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم" [الجمعة 2] وظل يصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رسول ولم يصفه ولو مرة واحدة بأنه ملك أو رئيس دولة مع أن القرآن الكريم ذكر سليمان وداود عليهما السلام وهما يجمعان بين السلطتين السلطة الدينية والسلطة المدنية.
    أما النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستمد سلطته من الله سبحانه تعالى فقد ظل القرآن الكريم ينعته بأنه رسول الله وليس رئيس الدولة، وحينما قال القرآن في آخر ما نزل الآية التي ذكرها المستشار الهضيبي: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي رضيت لكم الإسلام دينا" [المائدة 3] لم يقل القرآن اليوم أقمت دولتكم، لأن النبي صلى الله عليه سلم هو رسول الله إلى الناس ونجد في القرآن الكريم مسؤولية النبي صلى الله عليه وسلم لم يحددها على أنها سلطة بقدر ما حددها على أنه داعية إلى الله "ما على الرسول إلّا البلاغ" [المائدة 99] "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" [الغاشية 21-22] "إنا أرسلناك للناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا" [الأحزاب 45-46] "يا أيها الرسل بلغ ما أنزل إليك من ربك" [المائدة 67] فالقرآن يحدد السلطة للنبي صلى الله عليه وسلم وللأنبياء جميعا "وما أرسلنا من رسول إلّا ليطاع بإذن الله" [النساء 64] "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن يتولى فما أرسلناك عليهم حفيظا" [النساء 80] إذن النبي له سلطة ولكن سلطة محددة -أي محددة بالدعوة الإسلامية- "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" [الجمعة]
    لم يذكر القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا انه رسول ولم يذكر عن وظيفته إلّا أنها الدعوة إلى الله وهداية الناس أي بناء المجتمع وليس حكم الناس كما يفعل الملوك.
    حينما نأتي للخلافة الإسلامية، نجد أن هناك فرقا بين النبوة والرسالة وبين الخلافة، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يختار النبي الرسول، أما في الخلافة فالمسلمون أو العرب المسلمون هم الذين اختاروا أبا بكر رضي الله عنه خليفة، ولم يكن هناك نص بكيفية قيام الخلافة وبناء الدولة وكيف يكون هناك رئيس دولة وكيف يكون هناك أعوان لرئيس الدولة ؟
    ولو كان هناك نص لما اختلف الصحابة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من يكون خليفة أمن المهاجرين أم من الأنصار ؟ وحدث الخلاف وكاد ينشب القتال !!
    ولو كان هناك نص لما اختلف المسلمون هذا الاختلاف وهم صحابة رسول الله، إلى جانب ذلك أن الخلفاء الراشدين كل واحد منهم جاء بطريقة مخالفة للتي جاء بها الخليفة الآخر ولو أن هناك نصا دينيا لجاءوا جميعا بطريقة واحدة.
    إذن الخلافة اختيار الناس وليس اختيار الله، فالله لم يختر أبا بكر خليفة ولا اختار عمر خليفة وإنما الذين اختاروه هم الناس في سقيفة بني ساعده هو، وإذا كان اختيار الناس هو الذي يحقق الدولة المدنية واختيار الله هو الذي يحقق الدولة الدينية.. فالواضح من تعاليم القرآن الكريم أن الخلافة على هذا الأساس هي خلافة مدنية. وهنا يجب أن نميز شيئين القانون الأساسي الذي يقوم عليه بناء الدولة ونظام الدولة، والقانون الذي يحدد علاقات الناس بعضها ببعض، فالذي يحد علاقات الناس بعضها ببعض هو الشريعة الإسلامية، هي التي فيها "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" وما شاكل ذلك لأن الآية تكررت ثلاث مرات.
    إذن هناك ميزان نزن به هذه الأشياء، نأتي إلى مصر، مصر لا تقاس حينما تقاس بقانون بناء الدولة أو شريعة بناء الدولة، هي دولة مدنية.. حينها تقاس.

    *د.سمير سرحان: الوقت انتهى
    *د.محمد خلف الله: شكرا
    *د.سمير سرحان: الآن ننتقل إلى الطرف الأول مرة أخرى ويتحدث الأستاذ الدكتور محمد عمارة.
    يتبع...

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كلمة الدكتور محمد عمارة
    www.dr-emara.com

    بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا نبينا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
    أيها الإخوة الأعزاء، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، واسمحوا لي لضيق الوقت أن ادخل مباشرة في الموضوع.
    ( بديل الدولة الدينية هي الدولة اللادينية )
    ( بديل الدولة المدنية هي الدولة العسكرية )

    القضية أن كل إنجاز بشري هو مدني حتى المسجد والكنيسة مؤسسات مدنية لم ينزل بها الوحي على كفه والقضية الخلافية هي المرجعية، والدولة في كل النظم هي مؤسسات مدنية يبدعها الناس ويصنعها البشر والقضية الخلافية التي يدور حولها الجدل والمناظرة هي مرجعية الدولة المدنية هل هي القانون الوضعي فتكون علمانية تفصل الدين عن الدولة أم أن يكون القانون هو الشريعة الإسلامية وحاكمية السماء لهذه الدولة.
    النقطة الثانية: وأدخل في الموضوع..
    أمتنا على مدى ثلاثة عشر قرنا تحكم بالشريعة الإسلامية، كيف تم الاختراق ؟ كيف أصبحت هناك ثنائية في القانون ؟!!
    كيف زاحمت القوانين الغربية شريعتنا الإسلامية في مؤسسات الحقوق وفي مؤسسات القضاء وفي مؤسسات التشريع.
    نحن نعلم جميعا انه حتى في عصر الخديوي إسماعيل لم تكن هناك علمانية ولم يكن هناك قضاء مدني بالمعنى الغربي، ولم يكن هناك تشريع وضعي بالمعنى الغربي.. بعد افتتاح قناة السويس وزيادة الجاليات الأجنبية في بلادنا نشأت المحاكم القنصلية والتي يحتكم إليها المصري والأجنبي إذا كانا طرفين في قضية واحدة ويحكم فيها بالقانون الغربي.
    ثم جاءت المحاكم المختلطة في سبعينيات القرن التاسع عشر فنظمت هذه الفوضى القضائية وأصبحت المحاكم المختلطة تحكم بالقانون الفرنسي بل وباللغة الفرنسية ثم جاء كرومر سنة 1883 فوضع ما سمّي بالإصلاح القضائي وعممت القوانين الوضعية والقوانين العلمانية في القضاء المصري.
    إذن هذه العلمانية.. هذا القانون الوضعي وصمة وبصمة للاستعمار في بلادنا.
    وأنا أدعوا كل وطني حتى ولم يكن مسلما إلى أن يجاهد في سبيل تحرير العقل القانوني المصري والعربي والمسلم من هذا الأثر من آثار الاستعمار.. بإزالة العلمانية والقانون الوضعي والقانون الفرنسي.. قانون بونابرت الذي جاء ليحتل مصر ودخل الأزهر بخيله.
    الآن هذا القانون هو أثر من آثار الاستعمار مثله كمثل القواعد العسكرية وكمثل النهب الاقتصادي..
    أيهما أولى حتى بالقبطي المصري، أن يحكم بفقه الإمام الشافعي الذي هو مصري مثله أو بفقه الليث بن سعد الذي اعتبر بناء الكنائس من عمارة البلاد ؟؟ أو بقانون نابليون الذي جاء ليذل المصريين جميعا مسلمين وغير مسلمين ؟؟
    هذا هو الاختراق الذي حدث للقانون المصري وجاء بهذه الشرائع.
    قد تكون العلمانية مبررة في الغرب لأن المسيحية رسالة روحية ووظيفة كنائسها خلاص الروح وليس الدولة، ولكن إذا كان إسلامنا دينا ودولة فكيف تبرره هذه العلمانية ؟!! وهل نحن قرد نرقص على أنغام الآخرين أم أمّة لها شخصيتها ومثلت العالم الأول في الدنيا لأكثر من عشرة قرون ؟!!
    كيف تهزم نفسيتنا وإرادتنا أمام المستشرقين الذين يعترفون بأن الشريعة الإسلامية منظومة قانونية متطورة ومرنة ومتميزة عن الشرائع الأخرى.
    كل ما قاله د.خلف الله قاله "علي عبد الرازق" سنة 1925 في كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ).
    لكن علي عبد الرازق اهتدى إلى الصواب وكتب في مجلة رسالة الإسلام في يونيو سنة 1951 في حواره مع أحمد أمين فقال أن كلمة ( الإسلام رسالة روحية ) كلمة ألقاها الشيطان على لساني، أنا أرجوا للدكتور خلف الله ولأمثاله أن يهتدوا إلى الصواب كم اهتدى الذي قال هذه الكلمة.

    *الحاضرون: الله أكبر ولله الحمد
    *د.سمير سرحان: من فضلكم.. من فضلكم.. فلنحترم آداب المناظرة.


    مواصلة د.محمد عمارة: في أمور العقيدة والإيمان الرسول مبلغ ليس مسيطرا ولا مهيمنا وما عليه إلّا البلاغ.
    لكننا نتساءل: من هو فاقد البصر والبصيرة الذي يستطيع أن يزعم أن محمدا لم يقم دولة، ولم يكّن جيشا وسجونا وإمارات وولايات وحسبه وزكاة وعمال وولّاه ؟؟
    من الذي يفقد البصر والبصيرة فيقول هذا: لم يقل مستشرق عبر التاريخ: لم يقل خواجه عير التاريخ أن الإسلام لم دولة !!
    فإذا كانت السنة النبوية هي التجسيد والتطبيق للبلاغ القرآني إذن إسلامنا علمنا أن محمد أقام دولة، وأن الدولة واجب مدني دون إقامته يستحيل إقامة الواجب الديني، لأن كل الفروض الدينية لا يمكن أن تقام خاصة الفروض الاجتماعية.. فروض الكفاية التي هي أشد توكيدا عند الله وفي الدين الإسلامي من فروض العين إلّا في كنف الدولة.
    الزكاة لا يمكن أن تقام إلّا في وجود سلطة، الجهاد، الجيش، الحسبة، كل هذا لا يمكن أن يقام إلّا إذا كان هناك سلطة.. نحن نقول لإقامة الاشتراكية لابد من إقام دولة اشتراكية.. ولإقامة الليبرالية لابد من حكومة ليبرالية.. فهل يقوم الإسلام دون حكومة إسلامية ؟.. لماذا يقال هذا الكلام بالنسبة للإسلام بالذات ؟!!
    أنا أعتب على إخواننا الذين يتناظرون معنا على هذه المنصة ومن يمثلونهم ومن يتفقون معهم من أن يضعوا أنفسهم خارج الحس الوطني والقومي والديني.
    العلمانيون في الجزائر يسمونهم اليوم ( حزب فرنسا )
    هل يريد أحد منا أن يُسمّى ( حزب أمريكا ) ؟ نحن لا نريد لهم هذه الصورة !
    فقط أنا أدعوهم باسم الديمقراطية الغربية التي يبشرون بها، وباسم حقوق الإنسان.
    أليس من حق الإنسان المسلم أن يحكم بالقانون الذي يريده ؟
    كلهم يعلم أن هذا الإنسان يريد شريعة الله.. يريد أن يعود إلى ذاته.. يريد أن يستأنف مسيرته الحضارية.
    لا نريد أكثر من صندوق الاقتراع.. تقترع الأمة على القانون الذي تريده وهذا الذي نريده.. لأن هذه الأمة بذلك تستأنف مسيرتها.
    نقطة أخيرة في هذه المداخلة الأولى.. أنا أقول: لا تقيسوا تاريخنا على تاريخ الغرب.. كل ما حدثكم عنه الدكتور خلف الله هذا جزء من قراءة بعيون استشراقية غربية للتاريخ .
    أنا أقول الغرب عندما حُكم بالدين كانت عصوره المظلمة والرجعية والمتقدمة.. وعندما حكمنا بالدين كانت لنا العقلانية المتألقة وكانت لنا الدنيا كلها وكنا العالم الأول.
    تأملوا.. تقولون إن ابن رشد قمة العقلانية في الإسلام.. هذا نعم.. وهو القاضي الشرعي.. قاضي قرطبة الشرعي فلماذا تقيسون على أوروبا ؟.. عندما حكمت أوروبا بالدين كان التخلف وكان الجمود والرجعية، حتى أنني أشك في وجود حضارة مسيحية، لأن المسيحية حينما حكمت الغرب كان التخلف التراجع وعندما كانت هناك الحضارة كانت العلمانية واللادينية.
    أما نحن عندما كانت الحاكمية للإسلام وللشريعة كنا سادة الدنيا وأئمة العالمين ولم نتخلف ولم نتراجع إلّا بعد أن تراجعت الشريعة عن الحاكمية.. تلك الكلمة الأولى في المداخلة الأولى.
    أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    *د.سمير سرحان: أشكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد عمارة.. ثم ننتقل إلى المفكر الكبير الدكتور فرج فوده على الجانب الآخر.. وأنا شخصيا أرى انه ليس من المطلوب التدخل او التحدث في أي شيء ولكن يجب أن أتدخل في شيء واحد ولا أخرق قانون المناظرة هو أننا في محفل ممتع حقا، وأن هذا التناظر وهذا الطرح الجيد والمتعمق للقضايا هو شيء يسعدنا جميعا ويدل على أننا أمة متحضرة وأمة واعية. فليتفضل الأستاذ الدكتور فرج فوده.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كلمة الدكتور فرج فوده
    ضحية الإرهاب

    أبدأ بملاحظة أوجهها للحاضرين، في اعتقادي أن التصفيق أو الهتافات سواء بالتأييد أو بالاعتراض قد يحمل معنى هو عدم ثقة فريق بمن يمثله على المنصة وأعتقد أن هذا غير وارد.
    وأبدأ فأقول لا أحد يختلف على الإسلام الدين ولكن المحاضرة أو المناظرة اليوم حول الدولة الدينية وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة رؤية واجتهاد وفقه.
    الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي وكيان اجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم.
    الحجة الأولى :
    الحجة الأولى التي أضعها أمام حضراكم اليوم هي أن من ينادون بالدولة الدينية لا يقدمون برنامج سياسيا في الحكم، لا أقول هذا من عندي ففي مجلة لواء الإسلام بتاريخ 7 فبراير 1987 سئل الأستاذ مأمون الهضيبي: "أنتم متهمون بأنكم لا تقدمون برنامجا تفصيليا لحل المشكلات التي تواجهها البلاد وتكتفون بالشعارات الفضفاضة والمبادئ العامة". فرد سيادة المستشار مأمون الهضيبي في مجلة لواء الإسلام بقوله: على انني أقول لهؤلاء الذين يطالبون الإخوان ببرامج تفصيلية أقول لهم الأولى بكم أن تطالبوا السلطات بكف يدها العنيفة عن الدعاة إلى الإسلام حتى يتاح المناخ الصالح للدراسات والأبحاث والابتكارات.
    وباقي من أجابوا لم يخرجوا عن هذا الإطار.. هذه هي الحجة الأولى.
    الحجة الثانية :
    نحن لا نتكلم عن وهم ولا نتكلم عن حلم نحن نتكلم عن تجربة، تجربة الدولة الدينية استمرت 13 قرنا ونحن نُحكم بالشريعة الإسلامية.
    فضيلة الشيخ محمد الغزالي وهو عزيز لدينا وغال علينا لكن الحق أعز وأغلى قال في جريدة الوفد بتاريخ 2 فبراير 1989 صفحة 9: دولة الخلافة الراشدة قامت على شورى صحيحة أما دول الخلافة الأخرى بقية الألف وثلاثمائة سنة عدا ثلاثين سنة فقد فقدت صفة الرشد وأصبحت خلافة فقط لأن الشورى فيها غائبة أو مشوهة وصاحب السلطة فيها يقمع الشعب ويلغي إرادته.. بعد الخلافة الراشدة كان حكم الخلافة الأموية أكثر من تسعين سنة، أين الفترة التي حثكم فيها بالدين الصحيح ؟ سنتان نصف لعمر بن عبد العزيز.. الدولة العباسية أكثر من ثلاثمائة سنة تسعة شهود في عهد الخليفة المهتدي العباسي.. وهكذا دوليك.
    حجتنا هي حجة التاريخ، والتاريخ ذو شهود 1300 سنة واحد في المائة منهم يناصرون الدولة الدينية.. والباقون يناصرون ما ندعوا إليه وهو الدولة المدنية.
    الحجة الثالثة :
    حجة الواقع الحالي ما تنادون به وهو الدولة الدينية ليس وهما ولا حلما هناك دول بجاننا تحاول أن تجرب هذا، أعطونا النموذج أعطونا المثال هل هي الدول التي تطبق ذلك في الجزيرة العربية ؟ هل هي الدولة التي تطبق ذلك في إيران ؟؟ هل هو حكم النميري في السودان ؟؟؟...
    أعطونا النموذج وأفحمونا لو سمحتم أيضا، أنا أحيلكم إلى مقولة أستاذنا الجليل وشيخنا العظيم الشيخ محمد الغزالي بمجلة صباح الخير 13 إبريل 1989 حيث يقول: "الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إلى الحكم دون أن يعدوا أنفسهم لذلك"
    نحن ندعوكم أن تعدوا أنفسكم لذلك ولن يكون هذا أبدا إلّا ببرامج واضحة ومحددة أما الأقوال العامة والحكم والشعارات الرنانة فهي لا تغني، هذه حجتنا الثالثة.
    حجتنا الرابعة :
    ما نشاهده من الطرف الآخر ونحن على البر وقبل أن ندخل الدولة الدينية لم نر إلّا إسالة الدماء وتمزيق الأشلاء والسطو على المحلات العامة وتهديد القانون وتمزيق الوطن بالفتن.. إذا كان هذا يحدث وانتم على البر فماذا يمكن أن يحدث لهذا الوطن إذا خضنا في اللجج
    إذا كانت هذه هي البدايات فبئس الخواتيم
    في الاقتصاد شركات توظيف الأموال، البنوك الإسلامية التي تودع أموالها في بنوك الغرب الربوية، المسلمون الذي يرفضون أخذ الفوائد لكي توزع على أثرياء الغرب، أعطونا حجة للرفض، هذه حجتنا الرابعة.
    الحجة الخامسة :
    هذه المناظرة ذاتها هي إحدى ثمار الدولة المدنية التي تسمح لكم بأن تناظرونا هنا ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم، أعطنا نموذج لدولة دينية..
    *د.سمير سرحان: لا تعليق.. الأساتذة الأفاضل الموجدون لهم حق التعقيب فقط
    *مواصلة الدكتور فرج فوده: أعطونا نموذج لدولة دينية تسمح بمثل هذه المناظرة، نحن على فكرة هنا لكي نسمع، ولا أكتمكم سعادتي البالغة بأن احضر لكي أحاور وأحار لأني مؤمن بان الحوار هو الحل وأننا أصحاب حجة.
    ( وفي التعقيب قولوا ما تريدون )
    الحجة التالية :
    هي وحدة هذا الوطن، هذا الوطن وحضارة الإنسان تأبى الحكم الديني الآن، مهما قلتم في النسب 90% أو 95% لا يقبل منا أحد أن ينقسم هذا الوطن وأن يشعر فريق من المواطنين قل أو كثر بالخوف من أن يُحكم بعقيدة الآخرين ويشعر فريق آخر بالزهو بحكمه بعقيدته.
    هذا الوطن سوف يظل متماسكا ونحن أنصار الدولة المدنية التي لا تعرف الهوية سوى هوية المواطنة.
    الحجة الأخيرة :
    إننا نحن الذين ندعوا للدولة المدنية ننزه الإسلام عن ممارسات السياسة، لا تنسوا أيها السادة أنه كان هناك مؤتمر في جدة يقول أن صدام حسين في أسفل السافلين بالإسلام، وكان هناك في الوقت نفسه مؤتمر في بغداد يقول أنه في أعلى عليين بالإسلام..
    من الذي أودى بالإسلام إلى هذا المنزلق ؟!! غير المزايدات السياسية، أنتم هنا كان منكم فريق يرتفع بالسلام وبمن صنع السلام بأعلى عليين بالفتوى، ومنكم من طالب بقتله بالفتوى.. الإسلام أعز، والإسلام أكرم، والإسلام أعلى وأنزه..

    *د.سمير سرحان: شكرا د.فرج فوده.. الآن نبدأ فترة التعقيبات، طرح كل فريق وجهة نظره بحرية كاملة، وأنا شخصيا أشكر السادة الحضور على هذا الاستماع الحضاري، ولنعرف أننا في مناظرة وأن المناظرة بطبيعتها ألا يمسك كل طرف بتلابيب الآخر وإنما كل طرف يستمع إلى الآخر وينصت إليه جيدا ثم يعطى الآخر حق التعقيب..
    والآن سوف يقوم بالتعقيب الأول فضيلة الإمام الشيخ محمد الغزالي.

    يتبع...

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    324
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تعقيب الشيخ محمد الغزالي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أريد أن احتكم إلى العقل كما يحاول غيري أن يحتكم إليه , استمعت و لأول مرة في حياتي إلى الأستاذ خلف الله و هو يقول : إن الملوك يبلغون عن الله و إن الأنبياء يبلغون عن الله , و تدارك الأمر و قال الملوك أحيانا يبلغون عن الله , ولعله استشهد لهذا بقصة بني إسرائيل عندما طلبوا أن يكون لهم ملك يقاتلون وراءه في سبيل الله فقال لهم نبيهم " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ". (1)
    أريد أن أقول أن الأنبياء وحدهم هم الذين يبلغون عن الله .. الأنبياء وحدهم, و ليس هناك من يمثل بكلامه أو بسيرته أو بمسلكه الخاص والعام الإسلام إلا هؤلاء الأنبياء جميعا و هم جميعا مسلمون , و إنما قلت ذلك لأن القرآن نفسه تحدث عن الملوك حديثا لا يسر " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة و كذلك يفعلون " (2) , و تحدث عن ملك آخر " و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " (3) , فالقول بأن الملوك شركاء باسم الحق الإلهي في التبليغ عن الله . هذا كلام ما قاله أحد في الأولين و الآخرين للأسف .
    الشيء الثاني : الأنبياء عندنا أو النبي عندنا كان رئيس دولة و كان قائد جيش و كان واضع خطط و كان قاضيا و قام بكل ما يمكن أن يكون من صفات الحاكم .

    و هو يقول _ أي د.خلف الله _ إنه يبلغ عن الله فقط , هذا غير صحيح لأن الله يقول له " فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا و الله أشد بأسا و أشد تنكيلا " (4) ,
    معنى هذا الكلام واضح أن النبي مكلف أن يقاتل ، و معنى أن رئيس دولة يقاتل أنه يجمع الجيوش و له السلطة التي يكون بها الجند و إلا ما قام بقتال ، يقول الله لرسوله :" فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " (5) ، لقد نفى الإيمان عمن لا يحكم رسول الله و لم يستمع إليه و القضية قيلت في مسألة زراعية و مسألة مرور نهر على بعض الأراضي ، يعني مسألة مدنية بحتة .
    إن صاحب الرسالة ظل ثلاثة و عشرين سنة يعمل ، كان داعية فعلا في مكة كان يكون الجند و يكون الرجال و يكون النفوس فلما ذهب إلى المدينة أقام الدولة و بدأ يقود بنفسه الجيوش و يقضي بنفسه بين الناس فماذا تكون شؤون الدولة أو ماذا تكون الحكومة غير هذا التصرف ؟
    و شيء آخر : إن الخلفاء الذين جاءوا بعد رسول الله_ صلى الله عليه و سلم _ إنما جاءوا تنفيذا لأن الإسلام يأمر بإقامة حكم و قد كانوا باختيار شعبي حر لأن الإسلام لم يرد فيه نص على استخلاف أحد بعد رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ إنما ترك هذا للناس

    و ترك للناس أن يختاروا حاكمهم فكان أول حاكم يتحدث عن وظيفته فيقول :
    ( وليت عليكم و لست بخيركم، إن رأيتم خيرا فأعينوني، إن رأيتم شرا فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم )
    و يقول: (القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه و الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له ).
    هذه معالم دولة الخلافة في جميع رجالها ، صحيح أنا قلت إن التطبيق الإسلامي كان مائة في المائة أيام دولة الخلافة لكنه هبط عن هذا المستوى في دول أخرى جاءت بعد ذلك ، لكن من من هذه الدول جرؤ على أن يحكم بغير ما أنزل الله ؟!، كان القضاة يحكمون بالقرآن الكريم و السنة المطهرة ، و كان رئيس الدولة و إن كان مغتصبا فإنه برر وجوده في منصبه بأنه يحكم بما أنزل الله و بأنه يمثل الإسلام و يجاهد الدول الغازية و قد حدث ذلك فعلا أيام الدولتين الأموية و العباسية
    و يقول المتنبي في سيف الإسلام :
    و لست مليكا قاهرا لمليكه و لكنه الإسلام للشرك هازم
    ** الإسلامية عن سيف الدولة يمثل الإسلام.. يسحب الصفة ألف سنة من التاريخ الإسلامي . . هذا مستحيل .
    إن هذا التاريخ يمكن أن يكون نسبيا و أستطيع أن أضرب لك مثلا.. هل سقطت الثورة الفرنسية سقوطا للحضيض و اختفت عندما تحولت إلى إمبراطورية يقودها نابليون بونابرت ..
    لقد تحولت الشورى الإسلامية إلى ملك أموي ، لكن الثورة الفرنسية بقيت إلى الآن أما الإمبراطورية التي أقامها نابليون فقد اختفت و انتهى أمرها .
    لننظر إلى إنجلترا و إن نظامها ملكي و رضيت الدولة الإنجليزية بأن يحكمها ملك يرث التاج كما يرث الأمويون، لماذا لأن هذا الوارث استطاع أن يترك البلاد تدين بما تدين له ، و تحكم بما تراه فليست هذه الملكية الإنجليزية عبئا على الحرية ، و لا على حكم الشورى أو حقوق الإنسان كما وردت في تعاليم الأمم التي توارثتها .. إذا كان هناك خطأ حدث في الحكم فلتقع الأخطاء ، و نحن نخطئ و لكن ما صلة التطبيق بالمبدأ الأصلي . .
    المبدأ الأصلي قام و احترم نفسه، و ما نجد في تاريخنا ما ينفر وجه العرب إلا ما كان أيام العباسيين من حضارة شرقت و غربت و استطاعت أن تحتضن الفكر العالمي و أن تصوب أخطاءه، و أن تجرده مما علق به و أن تجعله فقها للناس يستريحون إليه و يعملون به .
    بل إن حضارة الغرب ما استقامت على طريقها و لا خرجت من ظلماتها إلا يوم أخذت المواريث التي تركها الأمويون و العباسيون و الأتراك و انتفع بها هؤلاء و أخذوا الأبجديات منا و كونوا كلمات منها .
    هذا شيء يجب أن يعرف و لا ينبغي التلاعب بالألفاظ .
    شيء آخر : لا يوجد أحد في الجامعة العربية .. الجامعة العربية فيها ملوك.. و فيها مسيحي و مسلم .. فيها ملوك و رؤساء ،من قال من هؤلاء انه يمثل الإسلام كما تمثله الخلافة الراشدة .. هؤلاء الناس لهم و عليهم و نحن نناقشهم و نحن نحاول ردهم إلى الصواب و أن نجعل الأمة الإسلامية تقاد بمواريثها الأولى و سأضرب مثلا أقول فيه غير حساس و لا مداهن بل أريد أن أكون صريحا :
    الأقباط الذين يعيشون بيننا أسعد اقلية في العالم و قد نالوا كل ما يريدون من حظوظ الدنيا و الآخرة في ظل الحكم الإسلامي و باسم الإسلام الذي وضع في صدر الدستور الحالي و باسم الشريعة الإسلامية التي وضعت في صدر الدستور الحالي .. بهذا الاسم استطاع الأقباط ان يكونوا من الأقوياء و من الأغنياء .. و أن ينتقلوا من هنا ليكون منهم رئيس وزراء العالم ، أهناك أقلية إسلامية في الأرض تعيش في ظل الكيان الصهيوني أو الكيان الصليبي تجد هذه المعاملة ؟!.
    إن هذه المعاملة إنما هي من مواريث الإسلام ، و إنما هي مما فهمناه من ديننا و من كتابنا و من سنة نبينا ، جعلنا المواطنة هي ذمتنا و الوفاء لها جعلناه الخلق العالي ، فالقول و المتاجرة بالقلة المسيحية هنا لا تجوز و كما قال الأستاذ عمارة ماذا عليك ؟ أنت ليس لديك قوانين مواريث ، ماذا عليك لو انتفعت بقانون المواريث في الإسلام ؟ أنت تقول دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله ، ما عليك أن يكون ما لقيصر هنا هو ما يقرره الإسلام ، في قوانين كثيرة ليس عندك ما يضايقك عند الأخذ بها و لا هي ضد ما عندك من تعاليم ، لك أن تغضب عندما تهان شرائعك و شعائرك أما و قد كفل لك كل ذلك ، فلا معنى لما يقال : إن الحكومة الإسلامية سوف تكون ضد طائفة أو مع طائفة لا ..
    باسم الإسلام عشنا و باسمه كانت هذه الحريات التي نتمنى أن تسود العالم ، و الله ولي التوفيق .

    د. سمير سرحان : شكرا لهذا التعقيب من الإمام الشيخ محمد الغزالي و نستمع إلى تعقيب آخر من المستشار مأمون الهضيبي .
    يتبع ...
    --------------------------------------------------------
    ** هذه الفقرة واضح أن بها خطأ مطبعي أسقط بعض الكلمات و قد نقلتها كما هي .
    (1) البقرة 247
    (2) النمل 34
    (3) الكهف 79
    (4) النساء 84
    (5) النساء 65
    التعديل الأخير تم 03-12-2011 الساعة 07:11 PM

  13. افتراضي

    منتظرين باقي المناظره

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    532
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    متابع

    (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ). [الطور: 35].
    (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ). [إبراهيم: 10]
    (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ). [يونس: 101]


    للسؤال عن الغائبين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. التعددية الثقافية: الزواج الإسلامي والطلاق العلماني
    بواسطة يحيى في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-13-2010, 08:32 AM
  2. المنهج العلماني لاينسجم مع معتقدات الدين الإسلامي
    بواسطة الخليفة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 06-29-2009, 09:56 AM
  3. الدين العلماني ومعالمه في العالم الإسلامي
    بواسطة ماهررر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-24-2009, 09:52 AM
  4. بين الإقتصاد العلماني والإقتصاد الإسلامي
    بواسطة هارون في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2008, 09:01 PM
  5. بؤس الخطاب العلماني في تحدي الفكر الإسلامي
    بواسطة ياسرالعمراني في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-20-2005, 05:32 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء