النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: بطلان قولهم لماذا لم يخير الله الإنسان بين البقاء أو العودة إلى العدم؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي بطلان قولهم لماذا لم يخير الله الإنسان بين البقاء أو العودة إلى العدم؟

    يقول الاسد ناصر الشريعة
    جوابه أن يقال:
    إن المشورة لا يحتاجها إلا المخلوق إما لنقص علم، أو رغبة في العون، أو سياسة للناس، أو تردد في أمر، وكل ذلك منتف عن الله تعالى، فما الحاجة للاستشارة إذن؟! ثم أن ما يقضي به الله خير للعبد من قضائه لنفسه، وما يضر العبد إلا عصيانه ربه وما يترتب عليه من عقوبة الله تعالى له.

    وقولك ( هم كانوا في حالهم في العدم) خطأ واضح، إذ هم في العدم ليس لهم وجود ولا ذات حتى يكون لهم حال! فإن الحال لا تقوم إلا بذات، والمعدوم لا ذات له في الخارج حتى تقول أنهم كانوا في حالهم.

    فإن قلت: إنما عنيت أنهم كانوا معدومين فحسب.
    فنقول: كنا نظن أننا في حوار فلسفي فظهر أنه غير ذلك.


    وأما مسألة إرادة العبد للمسؤولية أو عدم إرادته لها:

    فإن العدل والظلم ليس متعلقا بها، وإنما العدل أن يؤتي الإنسان القدرة على الطاعة والمعصية، وتبلغه الحجة الرسالية في ذلك، فإن اختار الطاعة أثيب بالحسنى، وإن اختار المعصية أثيب بالسوأى، فهذا هو العدل والفضل، وهذا أصل المسألة وأسها، لا الكلام عن حال المعدومات المعدومة!

    وبهذا يعلم الرد على قولك: ( بما أن موافقة الإنسان (أو عدمها) على خوض التجربة هي الفيصل في تحديد العدل الإلهي،) . فليس ذلك الفيصل بفيصل في شيء، إنما الفيصل ما سبق ذكره.

    ومسألة المشورة التي ذكرها الزميل وبنى عليها عدة أسئلة ونقاشات مختلفة مبنية على أساس خاطئ، بيانه فيما يلي:

    أولا: أن الله عز وجل ينزه عن استشارة مخلوقاته لمنافاة الشورى لكمال الله تعالى، وذلك لما سبق من القول أن المشورة لا يحتاجها إلا المخلوق إما لنقص علم، أو رغبة في العون، أو سياسة للناس، أو تردد في أمر، وكل ذلك منتف عن الله تعالى.
    ولكن الله عز وجل يخير من شاء من عباده فيما شاء كيف شاء، والفرق بين الاستشارة والتخيير ليس فرقا لفظيا، وإنما فرق معنوي مؤثر كما هو واضح.

    ثانيا: أن التخيير حاصل لهم في الدنيا بين الطاعة والمعصية وهذا كاف في إبطال شبهة الظلم كما سبق بيانه.
    فإن قال ملحد: قصدت أن يخيرنا الله بعد أن خلقنا في أمر هذه الحياة.
    فيقال له: قد كان ذلك بأن خلقنا في هذه الحياة مختارين لطريق الخير أو الشر، فإن أبى إلا التخيير بين الحياة أو الموت، قيل له: دونك الموت فمت، فما يمنعك عن ذلك ما دمت ملحدًا! أهو الخوف من النار؟!

    ثالثا: أنَّ مجيء الإنسان إلى هذه الدنيا ليس باختياره، ولكنَّ أفعاله الخيرة أو الشريرة هي التي باختياره، فالأولى من مقتضى كمال ملك الله تعالى في خلقه، فيخلق ما يشاء كيف شاء متى شاء، ونفي ذلك يستلزم النقص، والله منزه عن النقص.
    والثانية من كمال قدرة الله تعالى أن جعل للعبد القدرة على فعل الخير أو الشر، فأين الظلم في ذلك؟!

    رابعا: أن مطالبة الزميل بأن يخير الله الإنسان بين البقاء أو العودة إلى العدم، تناقض، فإن مجرد خلق الله تعالى للإنسان يستلزم عبوديته لله تعالى، وعبوديته لله تعالى تتنافى مع رفضه خلق الله له واعتراضه عليه، بل يلزمه التسليم بخلق الله تعالى له، ويبقى عليه الإحسان في عبوديته لله تعالى لا الكفر به.

    ويكون موضوع التخيير ليس الحياة في عبادة الله تعالى أو العدم!!! وإنما يكون موضوع التخيير العبودية لله تعالى بمحض الإرادة والاختيار كما هو الآن، أم بالانقياد الكوني لله تعالى كما هو حال المخلوقات الأخرى، فلا يخرج الأمر عن عبودية الإنسان لله تعالى.
    ولا شك أن الحرية والاختيار الذي وهبه الله للإنسان في الدنيا ليس ظلما، وإنما الظلم ظلم العبد لنفسه حين يسيء الاختيار بعد أن بلغته الحجة الرسالية.

    خامسا: أن مَثَل ما طالب به الزميل من أمر الشورى والتخيير مثل مولود قال لوالده إنك ظالم! لأنك ولدتني بدون إذني! وكان من حقي لما ولدت أن أخير بين البقاء بينكم أو العودة إلى رحم أمي!! فلو قاله ولد لأبيه لكان قائل ذلك مجنونا، لا لأن والده عاجز عن ذلك فحسب، وإنما لأن ولادته ليست ظلما له، بل لوالده عليه فضل الولادة، وهذا من أسباب بر الأبناء بوالديهم لأنهم سبب في حياتهم، ولا أعني هنا الملاحدة وأبنائهم فإن من العجب أن يكون بينهم بر مع كل هذا الكفر والمناقضة للعقل.
    فكيف بمن يقول لخالقه إنك ظالم لأنك خلقتني بدون إذني ولم تخيرني بين البقاء والعدم! فأيهما أقبح اعتراضا؟ المعترض على أبيه أم على خالقه!!

    سادسا: أن الله خلق الإنسان لعبادته، فإن قال: أختار العدم على عبادتك!!! ألا يكون اختياره قبحا وعصيانا؟!! فكيف يكون المخلوق مخيرا بين الطاعة والمعصية على السواء ثم يكون جزاء من أبى الطاعة وصدف عنها أن يعفى من التكليف؟!!
    ثم يكون المكلف المعرض للعقاب عند التقصير هو الطائع دون من اختيار العصيان من أول الأمر؟!
    التعديل الأخير تم 03-09-2011 الساعة 10:05 AM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    كندا
    المشاركات
    750
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يقول الاسد ناصر الشريعة
    صدقت,والله إنه أسد للشريعة
    ولكنه أطال الغيبة,أرجو أن يكون المانع خير؟
    مشكور أيها الاخ الكريم على الموضوع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مشكور على المرور اخي الحبيب التواضع سيصون العالم .
    الاستاذ ناصر الشريعة الله يرضى عليه والله نفتقده بشدة و أرجو من المشرف اذا كان لديه معلومات ان يخبرنا عنه.
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بطلان سؤال الملحد لماذا لم يخير الله الإنسان بين البقاء أو العودة إلى العدم؟
    يقول الاستاذ عبد الواحد:

    - لماذا تريد حق الاختيار بين وجودك وعدمك؟ هل تقلد (قطعة مادة) في هذا الكون الفسيح سبقتك الى هذا المطلب؟
    - وكيف تطالب بشيء اسمه (الخيار) وأنت أصلا -كملحد- لا تؤمن بوجوده؟
    - ولماذا تشتكي من عدم استشارتك؟ وأين الظلم في عدم استشارتك وأنت مجرد مجموعة من الذرات المادية؟
    - وأين الظلم في حرقك في النار مادمت ترى نفسك مجرد مادة لا فرق بينك وبين النجم المحترق؟
    - عذابك وألمك من المنظور الإلحادي ما هو إلا تفاعلات مادية .. فلا تقلق!
    - شكواك نفسها ما هي إلا تفاعلات مادية لا ستستحق أن يُنظر إليها أدبياً.. فلا تكترث.
    في عالم الإلحاد يا عزيزي الإلكترونات لا تشتكي...
    فإياك والشكوى من الظلم أو حتى التظاهر انك تفرق بين الظلم والعدل.. فذلك كفر صريح مخرج من ملة الإلحاد.
    تفضل أعد صياغة نفس الاقتباس دون أن تهدم إيمانك !
    فلا يعقل أن تكفر بالإلحاد حتى يتسنى لك سرقة مفاهيم أخلاقية من رحمة وإحسان وعدل.. ثم تعود تستعمل نفس تلك المفاهيم لتبرر إلحادك.
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  5. #5

    افتراضي

    تحية طيبة الاستاذ حمادة

    بصراحة أريد ان اسأل عن الاستاذ ناصر الشريعة، لم أجده يشارك في المنتدى منذ فترة طويلة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي

    إنتراتور..
    أما زلت تدندن حول نظرية "الشريحة"؟
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  7. #7

    افتراضي

    مقال جدا رائع...اسجل اعجابي فيه.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    للرفع
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    1,200
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ألم يتفكور للحظة ويسألوا أنفسهم من الذي أوجد بهم حس التخير ؟
    من الذي جلعهم مخيرين ؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحق ان الاستدلال بالمشورة ليس المقصود منه مشورة الخلق مع انها في نفسها بمعنى الاخبار بما عزم عليه قد لا تستلزم النقص مما هو معهود من البشر من نقص الرأي في احد الاٌقوال لاخبار الرب ملائكته بالخلق مثلا بل قد يكون المقصود تعليم الغير و استخراج بواطنه ..و انما المقصود التخيير و هو مبني على اصل العدل في الخلق و الأمر, و القول بانه لا تخيير مبني على القول بعدم تصور قدرة الخالق على الظلم و ان كل ما يفعله في ملكه فهو عدل و ان الظلم التصرف في ملك الغير و الكل ملكه بخلاف من قابل هؤلاء و جعل العدل وضع كل شيء موضعه و من اجاز تعلق القدرة بالظلم في تفصيل طويل و مناقشات مملة بيزنطية غير ذات نفع جرت من المفاسد ما لا يقارن بالمنافع هذا ان كان لها منافع, و لجمود هذه المباحث الى حد المهازل احيانا زهدت فيها كل امة نهضت و عافتها و رغبت عنها فضلا عن ان اثار الأنبياء و اصول الاديان المعروفة حذرت في كتبها و على السنة انبياءها من هذه المباحث الكلامية التي لا تورث الا كلاما , و اصل كل ذلك و برهانه الساطع الباهر المسكت لكل مراغم و جاحد و كافر معرفة ان الاستدلال ذلك هو استدلال على ما ليس لاحد به علم كما هو مأثور نفسا زكيا متواترا عن النبي صلى الله عليه و سلم و عن الأصحاب و تابعيهم الى اوائل فشو الفتنة بالكلام, فلا يبقى في هذه المسألة كدليل ظاهر قامع نافع الا حسن الظن على الشاهد من معاملة ربه له و هو الذي تجده قبل كل أيات بدء الخلق و اخذ الميثاق عليهم و تخييرهم الأمانة اذ تجد الكلام دائما من الخالق مذكرا لهم بأنعمه و اوجه الفضل منه بله العدل معهم, فمن عرف ان الظلم الواقع عليه انما هو صادر منه لا من غيره وواجه اناه و نفسه احسن الظن بربه فيما سبق من التخيير الذي اخبره به , و من لم يعرف ذلك فمهما جئته بآية و مهما اخبر من علم الغيب السابق فلن يرى الا ما يريد ان يراه من مظلوميته هروبا من مواجهة اناه , و لهذا تاتي كلمات الكتب السماوية دائما على التذكير بعد قصص الخلق و ملاحم الانسان في الحياة بقولها في مواضع كثيرة ما خلاصته : و ما ظلمناهم و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون ...و نكتة الخروج منها هو التزام الاعتراف بظلم النفس وجهلها و ترك الخوض في مسائل القدر التي هي أصل هذا الباب و الا فمن خالف نهي النبي صلى الله عليه و سلم من مسلم او مشرك الا و اثبت الواقع انه لا يفضي الا بأن يتكلم في هذه المسائل بظلم و بغي و تكلف و رجم بالغيب و الظن الذي لا يغني عن العلم الواقعي شيئا...

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تنبيه: عون العلي الأعلى في بطلان تسويغ الشيوعيين جرائمهم بنظرية البقاء للأقوى
    بواسطة د.ربيع أحمد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-14-2012, 02:12 AM
  2. بطلان قولهم باستحالة الخلق من عدم عقلاً
    بواسطة عبد الواحد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 10-10-2011, 04:33 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-17-2011, 10:27 AM
  4. حقوق الإنسان في الإسلام... للشيخ سلمان العودة
    بواسطة الفرصة الأخيرة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-28-2005, 11:42 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء