السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
يشهد العالم العربي اليوم عدة ثورات ضد الطغاة والمجرمين هدفها القضاء على الدكتاتورية وإقامة دول ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان..... بيد أنني فوجئت برفض عدة مشايخ لها بحجة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرم في عدة أحاديث الخروج على الحكام حتى إن كانوا ظالمين... بل واحتجوا بتلك الأحاديث لمحاربة الديمقراطية.
طبعا... تلك الأحاديث كان الهدف منها تجنب الفتن.... فقديما لم يكن هناك شيء إسمه مظاهرات سلمية.... إنما فقط من يريد تغيير النظام فعليه أن يحمل السلاح ضده.... وغالبا ما تكون موازين القوى العسكرية تميل لصالح الحاكم.... فينتج عن الثورة مزيد من الطغيان والاستبداد.....وحتى لما ينتصر الثوار.... فحتى إن كان الحاكم الأول عادلا..... فلم يكن هناك وقتها شيء اسمه انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية.... لذلك غالبا يكون من يخلف الحاكم الأول فاسد ومستبدا.... وفي الحالتين... لا ينتج عن الثورة إلا الفتن وقتل المسلمين وإضعاف الدولة الإسلامية وتقسيمها.
لكن اليوم... فقد صار بالإمكان إقامة دول ديمقراطية ينتخب فيها الشعب حاكمه وفيها مؤسسات تمنع الحكام من ظلم العباد.... وبالتالي.... فإن الثورات التي تكون عبر المظاهرات السلمية.... بإمكانها إزالة الأنظمة الطاغية المستبدة الظالمة الفاسدة التي أضعفت الأمة الإسلامية كثيرا واستبدالها بأخرى ديمقراطية تقضى على الفساد والظلم وتسهم في نهضة الأمة.
مع ذلك.... نجد الكثير من فقهاء السلاطين أو حتى بعض أصحاب النوايا الحسنة.... يحرمون الثورة ضد الأنظمة الحاكمة الفاسدة ويحاربون الديمقراطية...بل ويهللون ويطبلون للأنظمة الحاكمة ويمجدونها ويحثون غيرهم على ذلك... بحجة أن هؤلاء أولي أمر يجب طاعتهم....
لذلك نتساءل: هل ديننا يأمرنا بتجنب الفتن أم بالتهليل والتطبيل للحكام والخنوع لهم؟
حياكم الله.