الكفر بالمطلق، كفر مطلق، وجزاء الكفر المطلق ما يناسبه وهو الخلود في العذاب، ويكفي للكفر لكي يكون مطلقاً أن يقدح في المطلق بأدنى قادح يوجب ذلك.
أما الإيمان بالمطلق، فلا يلزم منه أن يكون إيماناً مطلقاً، ولكنه إيمان، ولذلك الجزاء هنا ليس مقابل الإيمان لأنه لا يمكن أن يكافيء لا تناهي الله في قدره وجلاله، ولذلك استحقاق المؤمنين للخلود في النعيم إنما هو فضل من الله عليهم، أما جزاء الكافر فعدل (جزاء سيئة بمثلها) ولكن السيئة مع الله لا تقاس بالسيئة مع غيره، لأن القدح في قدر الأول ليس كالقدح في قدر الثاني (وما قدروا الله حق قدره)، فالأول مطلق - أي مطلق في كماله وجلاله - والثاني ناقص. من هنا كان القدح في المطلق موجب لاستحقاق صفة توازي قبح ذلك، وهو الكفر المطلق، أي الكفر المخرج من دائرة الإيمان، المستوجب لما يشاكله ويناسبه وهو الخلود في العذاب، لأن الخلود والمطلقية صنوان من جهة لانهائيتهما.
Bookmarks