النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ((خطيئة الصوفية الكبرى)) للدكتور مصطفى محمود

  1. افتراضي ((خطيئة الصوفية الكبرى)) للدكتور مصطفى محمود

    خطيئة الصوفية الكبرى

    كانت زلة الصوفية الكبرى حين قالوا في لحظة وجد.. لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر.. يا أنا.
    و لم يحدث أبدا في تاريخ الغرام أن تحول المحب و المحبوب إلى شخص واحد إنما ظلا اثنين دائما و أبدا. لم يتوحدا إلا في لحظة وهم أو في خيال شاعر أو في هذيان الفراش ذات مساء.

    و سقطة الصوفية أنها عاشت ذلك الهذيان كأنه واقع فاتخذ الصوفي حبه لله بابا ليقول:

    أنا من أهوى و من أهوى أنا
    نحن روحان حللنا بدنا

    و هكذا سقط أكثرهم في خطيئة الحلول و الاتحاد و التجسد، ثم في وحدة الوجود الوثنية التي جعلت من الله عين كل شيء.. و جعلت الصوفي العاشق يخاطب أي شيء و كل شيء على أنه الله ليس باعتباره آية الله و صنعته و إبداعه و إنما عين الله و ذاته.

    ثم تغالى الصوفية في تعظيم محمد و جعلوا منه الرحمن الذي استوى على العرش و العقل الأول و النور الذي انشقت عنه أنوار النجوم و الكواكب و الأكوان بكافة مراتبها..

    ثم أسرفوا حتى جعلوا التوحيد خطيئة لأنه يشترط اثنين رب و عبد يوحده.. و هم لا يعترفون إلا بواحد.. فقال ابن الفارض:

    و لو أني وحدت ألحدت و انسلخت
    من آي جمعي مشركا بي صنعتي

    فجعل من التوحيد إشراكا، و مادام كل شيء هو الله فكل من عبد أي شيء فهو على حق حتى من عبد الصنم و الحجر و النار و الشمس و الثعبان.
    فقال ابن الفارض:

    و إن عبد النار المجوس و ما انطفت
    كما جاء في الأخبار من ألف حجة
    فما عبدوا غيري و إن كان قصدهم
    سواي و إن لم يعقدوا عقد نيتي

    و من هذا المنحدر الخطر انزلق بعضهم إلى القول بأن كل أنواع العبادات على حق.. فكل شيء هو الله و ما ثم إلا الله.. ثم أنكروا العذاب لأن الله لا يمكن أن يعذب نفسه و تأولوا آيات النار في الآخرة فقالوا إن المجرمين يتنعمون في النار كما يتنعم الأبرار في الجنة و أن الله يجعل النار عليهم بردا و سلاما بعد قضاء المدة و استيفاء الحقوق و أن العذاب مشتق من كلمة العذوبة.

    و قال أحد شيوخ الحلولية حينما استفزوه لقتال العدو.
    و كيف أقاتل الله ( فكل شيء في نظره هو الله).
    و قال ابن الفارض عن صلاته لله إنه إنما تصلي نفسه لنفسه إذ هو الله عينه.

    لها صلواتي بالمقام أقيمها و أشهد فيها أنها لي صلت
    كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
    و ما كان لي صلى سواي و لم تكن صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
    و ليس معي في الملك شيء سواي و المعية لم تخطر على المعيتي
    و مازلت إياها و إياي لم تزل و لا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
    فقد رفعت تاء المخاطب بيننا و في رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
    تحققت أنا في الحقيقة واحد. و أثبت صحو الجمع محو التشتت

    فجعل من نفسه كل شيء فهو الممد و المستمد و الفاعل و القابل و الرب و العبد..

    و نفسي كانت من عطائي ممدتي
    و به تدور الأفلاك
    فبي دارت الأفلاك فاعجب لقطبها المحيط بها و القطب مركز نقطتي
    و ما سار فوق الماء أو طار في الهواء أو اخترق النيران إلا بهمتي
    إلى رسولا كنت مني مرسلا و ذاتي بآياتي علي استدلت
    و الأمر كله أشبه بنفس تنظر إلى نفسها في مرآة

    و شاهد إذا استجليت نفسك ما ترى بغير مراء في المرايا الصقيلة أغيرك فيها لاح أم أنت ناظر إليك بها بعد انعكاس الأشعة.

    و رماه أهل زمانه بالكفر و الفسوق و الإباحة و هم معذورون.

    و رفض الإمام ابن حنبل أن يسير في جنازة الحرث المحاسى لتصوفه و اختلفت سكة أهل الشريعة عن سكة الصوفية.. أهل الشريعة جعلوا الحكم للعقل و النقل.. و الصوفية جعلوا الحكم للذوق و الكشف و الإحساس الذاتي. و من ثم وقعوا في الخلط لأن الكشف فيه الشيطاني و الروحاني، و يستحيل التمييز بدون ميزان الشريعة.. كما أن الأحاسيس الذاتية تتفاوت و تختلف بعدد الناس.. يقول الله عن الوحي الشيطاني..
    (( شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)).
    فالشياطين يمكن أن يكون لها وحي و يمكن أن تؤتي أصحابها الكشف و الخوارق.

    و هكذا انحدر بعض غلاة الصوفية إلى أسوأ من الدروز الذين قالوا بألوهية الحاكم بأمر الله، و العلويين الذين قالوا بألوهية علي بن أبي طالب، و بعض فرق اليهود الذين قالوا بألوهية عزير، و بعض فرق النصارى الذين قالوا بألوهية عيسى فقد قال بعض منهم بألوهية نفسه.. و ألوهية كل شيء.
    فقال الحلاج:

    سبحان من أظهر ناسوته
    سر سنا لاهوته الثاقب
    ثم بدا في خلقه ظاهرا
    في صورة الآكل و الشارب

    و ما حب الرجل للمرأة عندهم إلا حب الله لنفسه (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا).

    و عن الاسم الإلهي الذي وصف الله فيه نفسه بأنه (( الظاهر)) توقف ابن عربي فقال بأنه تعالى عين ما ظهر:

    فلا تنظر العين إلا إليه
    و لا يقع الحكم إلا عليه

    و قال مع أصحاب وحدة الوجود بأن الله مجموع ما ظهر و ما بطن..
    و نسي باقي الآية التي تصف الله بأنه:
    هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن.
    و معناها الواضح أنه الأول قبل كل ما ظهر و الآخر بعد هلاك كل الظهورات، فهو إذن متعال عليها جميعا مفارق لها و بائن عنها.

    و قال ابن عربي في كتابه الفصوص في وحدة وجود هندية صريحة:

    فما أرى بعيني إلا عينه إذ أعاين

    و قال في بيت آخر:

    جمع و فرق فإن العين واحدة
    و هي الكثير لا تبقي و لا تذر

    و قال:

    الحق المنزه هو الخلق المشبه

    و يتناقض ابن عربي بين كتاب و كتاب فنراه في الفتوحات يقول بأن الله موجود و أن ما سوى الله من أعيان و مخلوقات لها أيضا وجود و ثبوت و لا يمكن أن يكون هناك جمع في العينين فيقول:

    كنه وصفا و لا تكنه ذاتا فعين المحال بادي

    أي تخلق بأخلاق الله و لكن لا تحاول أن تكون الله فهذا محال.. و محال أن يكون العبد عين الرب، و محال أن تتم الوحدة و الجمع بين العينين، و إنما الرب بائن مباين مفارق أبدا و أبدا و أزلا و متعال على مخلوقاته.

    ثم يعود فيثبت و ينفي في نفس الوقت:

    فما أنت هو بل أنت هو و تراه
    في عين الأمور مسرحا و مقيدا
    فقال بإطلاق الذات الإلهية و تقييدها.

    ثم بلغ غاية التطرف فقال بأن الله هو كل شيء حتى الباطل.. و لهذا لا يجب أن تنكر الباطل.

    لا تنكر الباطل في طوره
    فإنه بعض ظهوراته

    أي بعض ظهورات الله ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا).

    و تكاد تجد جميع الفلسفات في كتب ابن عربي تجد أرسطو و تجد أفلاطون و تجد كانت و هيجيل و هيوم و ليبنتز.. و تجد وحدة الوجود الهندية و تجد الثنائية و التثليث و التجسيد و التجريد و الوجودية.. و كل ما قيل و يقال في المعرفة الإلهية سلبا و إيجابا تجده في سطور ابن عربي. و كتبه تحفل بالرأي و نقيضه و بالفكرة و ضدها و يكاد يكون بحرا طاميا متلاطم الموج.. و أحيانا لا تدرك ماذا يريد أن يقول و لا تعرف كيف تضع له تصنيفا.. هل هو شاعر أو أديب أو مؤرخ أو مفكر أو فيلسوف و هل هو رباني أو شيطاني و هل هو مسلم أو بوذي أو برهمي.. و لا شك أن فيه كل هؤلاء.. و الرجل أمة وحده.. و هو بالقطع لا يمكن أن يقبل كله و أيضا لا يمكن أن يرفض كله.
    و هو ظاهرة في تاريخ الصوفية و الفكر الإسلامي جديرة بأن يدرسها الخاصة.. و لكني لا أنصح العامة بقراءته.. فكل من يخوض بحر ابن عربي بدون خلفية دينية فلسفية و بدون مجداف الشريعة هو لا محالة هالك.. و كل من يغرق في بحره لا يخرج.

    و قد انسلخت الصوفية إلى طرائقية بعدد المشايخ، كل طريقة لها شيخها و أورادها. و قد غالت كل طريقة في طاعة شيخها حتى طلبت من المريد أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله أي يسلم له تسليما أعمى في كل شيء.
    و قال الشعراني:

    من أشرك بشيخه شيخا آخر فكأنما أشرك بالله

    و جعلت كل طريقة أورادها فوق القرآن.. بل نهى بعض المشايخ مريديهم عن قراءة القرآن و قالوا.. الورد يكفي.

    و غالى بعض الصوفية في الزهد التزهد إلى درجة طلب الفقر و لبس الخرق و صوم الدهر و عدم الزواج و عبادة الأضرحة و التواكل و التبطل و التسول و الحياة على الخبز الأسود و الماء و جنح البعض الآخر إلى العكس فظهرت فرق صوفية تدعو إلى الاستمتاع و تبيح التهتك و تحض عليه و من هؤلاء ابن أبي الغراقيد الذي أباح اللواط و قد صلب ابن أبي الغراقيد في خلافة الراضي سنة 322 هجرية.. كما صلب الحلاج..

    و بهذه المغالاة في العقيدة و الفكر و السلوك خرج معظم هذه الفرق عن الإسلام و أصبحوا أشبه بالهيي.. و الصعاليك.. و الفنانين الرافضين و الشعراء الملتاثين.

    وكان طبيعيا ما أعلنه الوهابيون من حرب على هذه الطائفة بكافة فرقها.
    و مازالت الحرب قائمة إلى اليوم بين الطائفتين.. بين الصوفية الذين يسمون أنفسهم بأهل الحقيقة و بين خصومهم من أهل الشريعة و علماء الظاهر و علماء النقول الذين يقول عنهم الصوفية إنهم يأخذون علمهم ميتا عن ميت بينما هم يأخذون علمهم عن الحي الذي لايموت.

    و للإنصاف و الحق ليس كل الصوفية أهل انحراف و كفر و تطرف و ليس كلهم أهل خرق و بدع و شعوذات.. و إنما مازال فيهم أهل ورع و تقوى و التزام ممن وقفوا عند.. إياك نعبد و إياك نستعين.. ينزهون ربهم عن كل هذه الترهات.. و لا تفارقهم كلمة.. ليس كمثله شيء.. رافضين التشبيه و التجسيد و الحلول و الاتحاد و وحدة الوجود.. و رافضين لكل هذه المتاهات الفكرية و شعارهم الدائم.. إن العجز عن درك الإدراك إدراك.. و إن كنه الله مستحيل إدراكه.. و إن العجز فيه هو عين معرفته.. و إن الدين هو إسلام الوجه لله و العمل الصالح و مكارم الأخلاق و الإيمان بكل ما جاء من رسول و كتاب.. كما أن بحر الصوفية ليس كله حيتان و أسماك قرش و ثعابين و إنما أيضا فيه لآلئ و مراجين و درر غاليات من درر الحكمة.

    و تجد عند الصوفية أعذب الكلام كما تجد بين الملتزمين منهم قمما من الإيمان و الإحسان و مثلا عظيمة من الجهاد في الله و التفاني في عبادته، و من الإنصاف أيضا أن نقول إن البعض من الطائفة الأخرى من أهل الشريعة و علماء الظاهر و الفقهاء تطرفوا هم أيضا و خرجت منهم فرق تحرم كل شيء و تشدد علينا في كل شيء و تكاد تجعل الحياة مستحيلة.. و قد عرفنا طائفة التكفير و الهجرة في مصر و سمعنا عن طائفة التبليغ و النور في مكة التي خرج منها المهدي و احتل الكعبة مع عصابته.. و كلتاهما نادتا بنفس الشعارات.. و هي شعارات مازال يرددها و يروجها بعض الفقهاء إلى الآن بأن الإذاعة حرام و التليفزيون حرام و السينما حرام و البنوك حرام و مهنة الحلاقين كفر و حلق الذقن كبيرة من الكبائر و خروج المرأة للعمل كفر و صوتها عهر و المدنية الغربية بكل ما فيها إلحاد و زندقة و الديمقراطية الغربية ضلال.. و الموسيقى و التصوير و الغناء و المسرح فنون يجب تحريمها تحريما قاطعا.. و مع ذلك نراهم يركبون السيارات و يستخدمون الكاسيت و المنشورات المطبوعة لنشر دعوتهم.. و نجد في بيتهم الكهرباء و المصاعد و السخانات.. و نراهم يخرجون على الكعبة بالمدافع الرشاشة.. فمن أين أتوا بكل هذه الوسائل أليس من المدنية الغربية الكافرة التي يرفضونها.. لماذا إذن لم يخرجوا علينا بالسيوف و الدروع.. و لن تسمع منهم إذا جاء ذكر الإسلام إلا قطع الأيدي و الجلد و الرجم.. لا اجتهاد مع نص.. و مع ذلك هم يعلمون أن النبي عليه الصلاة و السلام منع قطع الأيدي أثناء الحرب و عمر منع قطع الأيدي في عام المجاعة.. اجتهد الاثنان رغم وجود نص قرآني مطلق بقطع يد السارق بلا استثناء.. فكيف احتكم الاثنان إلى العقل رغم وجود النص و كيف استثنى كل منهما.. ذلك درس عظيم في عقلانية الإسلام من النبي و خليفته.. و لكن نسمع من حولنا اليوم و في نهاية القرن العشرين و في عصر العلم من يريد أن يعطل العقل باسم الدين و باسم النص.. و ينسى أن العقل العربي معطل بما فيه الكفاية من مئات السنين.. بل هو مغمى عليه.. بل غائب و لا وجود له..

    و تلك خطيئة و بلية يمكن أن تكون أفدح من خطيئة المتصوفة لأنها ستكون خطيئة مسلحة بسلطان الحاكم خطيئة ستعود بالأمة الإسلامية بجرة قلم إلى عصر الخيام و الحريم و إلى عصر ما قبل الفحم و البخار و إذا قلت لهم لو قطعنا يد السارق في عشرة جنيهات فماذا نفعل في سارق العشرة ملايين بالرشوة و الاختلاس و التزييف و العمولة.. و لا نجد لمثل هذه الأشياء نصا.. ماذا نفعل في قضية مثل قضية لوكهيد.. أليست هذه الأنواع الجديدة من السرقة في حاجة إلى اجتهاد.
    و كيف نقطع اليد في عشرة جنيهات و نعفيها في عشرة ملايين ألا تكون فتنة و حض و تشجيع على هذه الأنواع من السرقات.
    الاجتهاد إذن أمر حتمي واجب و لازم و لا مفر منه مع النص و بدون نص.

    و الإسلام نفسه اجتهاد و الإسلام حياة و فعل و تغيير و تكيف و تفكر و تدبر و تأمل و سماحة و طلب للعلم من كل منابعه نأخذه من المؤمن و الكافر. ألم نأخذ من الكافر الكهرباء و البخار و الذرة و الإلكترونيات و الطب و الكيمياء.. فأي غرابة في أن نأخذ من ابن عربي و غيره ما نجده مفيدا و نرفض ما نجده منحرفا.

    و قد سقط بعض الصوفية في المغالاة و التطرف هذا صحيح، و لكن سقط أيضا بعض علماء الشريعة في التطرف و المغالاة و الجمود و الشكلية و المظهرية.. و لم تسلم كتبهم من المآخذ.. و خرج من هؤلاء فرق ضالة منحرفة و خرج من أولئك فرق ضالة منحرفة، و أمامنا ما فعله الخوميني و آياته في إيران مثالا حينما أسقط حكما ظالما و أقام فوضى شاملة أطلق فيها على الناس فرقا مسلحة من الأولاد و الصبية تهاجم البيوت و تروع الآمنين و تسجن و تعتقل و تقتل باسم الحرس الإسلامي و تنفيذ الشريعة.. و ما هي بشريعة و لا هو بإسلام و إنما هي أهواء و أحقاد و غرام بالنكال و التنكيل على الناس تحت ستار الدين.

    و لا أحب أن يفهم إخواننا من هذا الكلام أننا ضد فكرة الحكم الإسلامي أو سيادة شريعة الله.. فهذا غير صحيح.. و الحكم الإسلامي أملنا و أمل كل مسلم و الشريعة حلمي و حلم كل مؤمن، و لكن ما أطالب به و أشترطه هو الفهم و حسن التطبيق و إدراك المتغيرات الجديدة و الاجتهاد و عدم تعطيل العقل و رحابة الأفق و سعة الصدر و النظرة المستنيرة و عدم التعصب و عدم التحجير على الناس و عدم الجزافية في رفض كل جديد.. و في النهاية كل كتاب لأي طائفة يؤخذ منه و يرد ماعدا القرآن الذي تكفل ربنا بحفظه. فلم هذه الصيحات من هنا و هناك بإحراق الكتب و تكفير الناس.. و لم كل هذا التربص و الترصد من كل طائفة لطائفة.. حتى لنكاد نوشك في هذه الأيام أن ننقض على بعضنا البعض في حرب أهلية يتمناها أعداؤنا من الشرق و الغرب و يستدرجوننا لها بكل فنون المكر و المخادعة.

    لقد اعترفنا يا قوم بأننا خطاؤون و لازمنا مراجعة النفس و تصحيح المسار كل يوم.. و أين منكم من لا يخطئ و هذه فرق تتارية تخرج من عباءتكم لتقتل و تسفك الدم باسم أقدس ما تنادون به.

    لقد صدق رسولنا عليه الصلاة و السلام حينما قال: (( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق)).
    فلنأخذ بهذه السنة الحميدة.. سنة الرفق و الترفق و اللين و الهوادة و الحلم و السماحة و العفو و الصفح و سعة الأفق و رحابة الصدر، فإن من يبحث في حقيقة الدين و يطلب جوهره.. لا يطلب شيئا هينا بل يطلب شيئا كبيرا بعيد المنال.. و السير على هذا الدرب لا تنفع فيه العجلة و لا إطلاق الهتافات.. فالدرب متين و لابد من السير برفق لمن يريد أن يصل إلى شيء.

    ملحوظة: لم أقم بطباعة بعض الأسطر التي تصف بعض أقوال و أفعال الفئة الضالة من المتصوفة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
    التعديل الأخير تم 10-07-2005 الساعة 01:48 AM

  2. افتراضي

    رغم هذا النقد الطيب الذى قدمه الدكتور مصطفى محمود للصوفية وأهل الحلول والاتحاد إلا أن القارئ لكثير من كتاباته يجد تأثراً كبيراً بهم جميعاً.
    غفر الله لنا وله.
    ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
    أنصار | أذكار | الموقع | نجاح | متقين | السنة | جامع | معرفة | اعرف | معلومة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (( الفن مسئولية )) للدكتور مصطفى محمود
    بواسطة فكر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-07-2014, 12:24 PM
  2. ((المكر الإلهي)) للدكتور مصطفى محمود
    بواسطة فكر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-18-2005, 11:58 PM
  3. ((العذاب ليس له طبقة)) للدكتور مصطفى محمود
    بواسطة فكر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-27-2005, 10:00 AM
  4. (( التقدم إلى الخلف)) للدكتور مصطفى محمود
    بواسطة فكر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-27-2005, 08:53 AM
  5. ((النفس و الروح)) للدكتور مصطفى محمود
    بواسطة فكر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-19-2005, 12:13 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء