تأملت القرآن فلم أجد حجة أبلغ في الرد على الملاحدة من قوله تعالى:"والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم" ، ذلك أنه لو كان الإيمان بالله ممتنعاً لما وُجد من يستجيب له ولكن استجابة بعض عباده له دليل على أن الإيمان بالله أمرٌ ممكن عقلاً وطبعاً، ونظير معنى هذه الآية قوله تعالى:"إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا..." ، وفيها إقامة الحجة على من ظن أن الإيمان بالله من الممتنعات أو مما ترغب عنه طبائع البشر، إذ ما جوابهم وقد آمن به فريق من عباده واعترفوا له بالعبودية؟ و فيما يلي قائمة بالأجوبة المحتملة التي لن تغني عن صاحبها شيئاً:
1- يا رب لم تكن آياتك واضحة بما يكفي !
2- كيف أؤمن بك وأنت غائب عن حواسي ؟!
3- الشر كان يملأ العالم فكيف أؤمن بك ولم تلبِ ندائي !
4- لم تكن آياتك الكونية والقرآنية أبلغ من براهين نظرية التطور !
.
.
.
كل هذه الأجوبة البائسة وما شابهها مشمولة بوصف "المحاجة في الله" في قوله تعالى "والذين يحاجون في الله" والجواب عنها جاء في غاية الاختصار والإقناع ، في قوله تعالى :"...من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم"...أي: قد وُجد من البشر من استجاب فآمن دون محاجة في الله أو جدال فيه، ألم تكونوا بشراً مثلهم ؟....لا عُذر لكم.
فسبحان من صرف الآيات.
Bookmarks