الإخوة الكرام ...
رغم أني لي الكثير من المؤاخذات على أسلوب الأخ إبراهيم علي ..
ولعل من أبرزها (وقد ذكرت له ذلك صراحة ًفي أحد مواضيعه) : هو
سوء توصيله لمراداته في كلامه ....!
حيث أن مَن لم يقرأ له أكثر من مرة : فلن يعرف مقاصده إلا بصعوبة
بالغة !..
إلا أن العدل مع الكل : يقتضي أن أ ُعلق بنقطتين على كلامه الذي لم
يفهمه معظمكم (وأنا أعذركم في هذا) ...
نقطة ًله .....
وأخرى عليه ......
-----
فأما النقطة التي له ...
فهو قد ذكر سببا ًسادسا ً(أو سابعا ًإذا احتسبتم سببي السابق) :
قد يُفضي بالبعض أيضا ًإلى الخروج من الإسلام أو الإصابة بـ (عقدة) منه !
ألا وهو :
أن بعض رجال الدين والمشايخ والدعاة :
لم يُفرق بين عقلية الكافر أو الملحد : دينيا ً(وهي في هذا الجانب في الحضيض) ..
وبين عقلية الكافر أو الملحد : دنيويا ً(وقد يكون في ذلك من العباقرة) ..
فتجد هؤلاء المشايخ أو الدعاة :
يصفون الكفار والملاحدة دوما ًبالسفه وبالجهل وبالتفاهة ..... إلخ :
ثم ينصدم بعض المسلمين عند احتكاكه بالكفار والملاحدة : بأن منهم العبقري
دنيويا ً.. ومنهم الملتزم ببعض السلوكيات والأداب الحسنة : والتي قد لا يجدها
في كثير من المسلمين للأسف ........ إلخ
(وقد اعترف النبي محمد نفسه لكافرين بحُسن الخلق والعقل في غيرما موضع) ..
فتتسبب هذه الصدمة في خلق فجوة بين ما يُقال له من رجال دينه : وبين ما رآه
وعاينه على أرض الواقع ......!
فيفقد الثقة في كلام الشيوخ والدعاة .. وربما نفر من الدين ككل ....!
هذا هو مقصود الأخ إبراهيم علي باختصار :
وأنا أعيب عليه سوء التعبير عنه في كلامه .. مع تعميمه المذموم في وصفه لبعض
الشيوخ والدعاة الذين يقعون في مثل تلك الأخطاء ....
-------
فهذه هي النقطة التي له : مع وجود بعض الملاحظات عليها ...
وأما النقطة التي عليه فهي :
-------
تهميش الدور الإسلامي في تاريخ النهضة الإنسانية !!!!..
ففي حين ذكرت لنا أخي إبراهيم : لاقط الصوت : وملقاط الشعر :
فقد كان من اللائق أن تذكر لنا في المقابل :
مَن أول مَن اكتشف بنج العمليات ومصل الأمراض ؟!!!..
ومَن أول من تحدث عن الكاميرا والتشفير الرقمي ؟!!!..
ومَن أول مَن تعاملوا بالصكوك والشيكات ؟!!!..
وغير ذلك مما يدين به العالم الحديث للمسلمين أخي وتجاهلته أنت !
وأما آخر ملاحظة لي على كلامك ....
فهي أنني أ ُحب العدل في كل شيء .........
وأدعو الله تعالى أن أكون من أهل العدل : ولو على نفسي ..
لذلك :
فأنا لا أ ُحب مَن يتحدث عن التشدد في الدين : ثم لا نرى له كلمة ًواحدة ً
(ولو في مكان أو موضوع آخر) عن التسيب في الدين !!!!..
ولا أ ُحب مَن يتحدث عن الرفق في الدعوة وفي تصحيح أخطاء المخطئين :
ثم تراه غافلا ًعن الحاجة أحيانا ًإلى الشدة مع المنافقين والمُضلين والمستهزئين !
ولا أ ُحب مَن يمدح التقدم الحضاري الغربي في بعض السلوكيات
والجوانب : ثم لا يذكر لنا مساويء ذلك التقدم الحضاري الغربي
بسلوكياته وجوانبه : عندما خاصم الدين !!!!...
وهكذا ......
والحمد لله الذي وعد عباده في قرآنه أنهم بالتزامهم بمنهجه الديني :
لن يحرمهم من زهرة الدنيا !!!.. ومن طيب العيش في الدنيا والآخرة !
يقول عز وجل :
" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ : لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء
وَالأَرْضِ .. وَلَـكِن كَذَّبُواْ : فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ " الأعراف 96 ..
ويقول أيضا ً:
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى : وَهُوَ مُؤْمِنٌ : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً :
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم : بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " النحل 97 ..
والحمد لله رب العالمين .......
وأرجو من الزميل عمر الزين : إجابة الأخ الحبيب المرسي ......
هدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى ...
Bookmarks