صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 58

الموضوع: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    -العقلانية المادية و اللاعقلانية المادية

    ويرتبط مفهوم المادية القديمة و الجديدة بمفهوم العقلانية المادية و اللاعقلانية المادية , و العقلانية هي الإيمان بأن العقل قادر على إدراك الحقيقة من خلال قنوات إدراكية مختلفة من بينها الحسابات المادية الصارمة دون استبعاد العاطفة و الإلهام و الحدس و الوحي, و الحقيقة حسب هذه الرؤية يمكن أن تكون حقيقة مادية بسيطة , أو حقيقة إنسانية مركبة ,أو حقائق تشكل إنقطاعاً في النظام الطبيعي .

    و من ثم يمكن لهذا العقل أن يدرك المعلوم ولا يرفض وجود مجهول , و هذا العقل يدرك تماماً أنه لا (( يؤسس )) نظماً أخلاقية أو معرفية , فهو يتلقى بعض الأفكار الأولية و يصوغها استنادا إلى المنظومة الأخلاقية الأولية و يصوغها استناداً إلى المنظومة أخلاقية و معرفية مسبقة ,

    ولكن هناك من يذهب الى أن العقلانية هي الإيمان بأن العقل قادر على إدراك الحقيقة , بمفرده دون مساعدة من عاطفة أو إلهام أو وحي , و بأن الحقيقة هي الحقيقة المادية المحضة لتي يتلقاها العق لوحدها من خلال الحواس , و بأن العقل إن هو إلا جزء من هذه الحقيقة المادية فهو يُوجد داخل حيز التجربة المادية محدوداً بحدودها (لا يمكنه تجاوزها) , و أنه بسبب ماديته هذه قادر على التفاعل مع الطبيعة/ المادة , و يمكنه إنطلاقاً منها ( و منها وحدها ) أن ((يؤسس)) منظومات معرفية وأخلاقية ودلالية و جمالية تهديه في حياته , و يمكنه على أساسها أن يفهم الماضي و الحاضر ويفسرهما , و يرشد حاضره وواقعه و يخطط لمستقبله.

    و نحن نذهب الى نه لا توجد علاقة ضرورة بين العقلانية و المادية , فهناك نظم سياسية مادية عقلانية و نظم عقلانية ليست مادية ,فالنظام السياسي الأمريكي مبني على فصل الدين عن الدولة , و قد نجح الأمريكيون في بعض مراحل تاريخهم على الأقل في تطوير نظام عقلاني يعبر عن مطامع الشعب الأمريكي بشكل معقول , و النظام النازي هو الآخر كان نظاماً مادياً شرساً في ماديته و لكنه كان عقلانياُ بصورة تامة و كان يتحرك في إطار نظريه العرقية الشمولية التي شكلت مرجعيته المادية الكامنة , و النظام الستاليني , كان هو الآخر نظاما ًمادياً نموذجياً ,و لكن لا يمكن لأحد أن يزعم أنه كان نظاماَ عقلانياً, و هناك نظم تستند الى عقائد دينية يذخر بها تاريخ الإنسان.

    بل إننا نذهب الى أن العقلانية المادية تؤدي في مراحلها المتقدمة الى اللاعقلانية المادية , فالعقل المادي - كما أسلفنا - عقل تفكيكي عدمي غير قادر على التركيب أو التجاوز ,و يتضح هذا من أنه عقل قادر على إفراز قصص (نظريات) صغرى مرتبطة بفضائها الزمني و المكاني المباشر على أحسن تقدير ( كما يقول دعاة ما بعد الحداثة ) , أي إنه قادر على إفراز مجموعة من الأقوال التي ليست لها أية شرعية خارج نطاقها المادي المباشر و الضيق و المحسوس ( فالعقل المادي يٌدرك الواقع بطريقة حسية مباشرة ) ومن ثم فهو عقل عاجز عن إنتاج القصص الكبرى أو النظريات الشاملة ,و عاجز عن التوصل للحقيقة الكلية و المجردة التي تقع خرج نطاق التجريب , و لذا فالعقل المادي لا يُنكر الميتافيزيقيا و حسب ,و إنما سنكر الكليات تماماً و ينتهي به الأمر بالهجوم على العقل الإنساني والعقل النقدي , لأنهما يتوهمان أنهما يتمتعان بقدر من الإستقلال عن حركة الطبيعة / المادة ,,و بذلك يختفي الإنسان بوصفه مرجعية نهائية ثم تختفي سائر المرجعيات , و تصبح الإجراءات هي الشيء الوحيد المتفق عليه و هكذا لا يتحرر العقل المادي من الأخلاق و حسب و إنما يتحرر من الكليات و الهدف و الغاية و العقل , ومن ثم تتحول العقلانية المادية إلى الاعقلانية المادية.

    و إن كانت العقلانية المادية أفرزت فكر حركة الاستنارة و الوضعية المنطقية و الكل المادي المتجاوز للإنسان , فقد أفرزت اللاعقلانية المادية النيتشوية و الوجودية و الفينومونولوجية و هايدجر و ما بعد الحداثة , و الإنتقال من التحديث الى الحداثة و إلى ما بعد الحداثة هو الإنتقال من العقلانية المادية التي تربط بين التجريب و العقلانية ( في مرحلة المادية القديمة و مرحلة المادية الصلبة ) الى اللاعقلانية المادية التي تفصل بينهما , فيتم التجريب دون ضابط ودون إطار ( في مرحلة المادية الجديدة والسيولة الشاملة) ,و تسود الآن في مجال العلوم نزعة تجريبية محضة ترفض الكليات العقلية ( إنسانية كانت أم مادية ) و تلتصق تماماً بالمادة و حركتها و عالم الحواس .

    و مع هذا يمكن القول بإن العقلانية المادية كثيراً ما تعايش مع اللاعقلانية المادية و ترتبط بها , فالوضعية العلمية المنطقية هي تعبير عن العقلانية المادية حيث لا يؤمن الإنسان إلا بالتجريب والأرقام , و لكنها في الوقت ذاته تعبر عن العقلانية المادية , فهي لا تشتغل بالكليات و المنطلقات الفلسفية , و قد أشرنا الى أن النازية ,كما يراها بعض المؤرخين = هي قمة العقلانية المادية , و نحن نتفق معهم في هذا , ونضيف أن هذا لا يمنع من أن تكون قمة الاعقلانية المادية أيضا , فهي تعبير عن تبلوُر نزعة تجريبية محضة,و ترفض الكليات الإنسانية والعقلية و أي شكل ن أشكال الميتافيزيقا , وتلتصق تماماً بحركة المادة و عالم الحواس و لعل الفلسفة العلمانية الشاملة الأساسية ,أي الدارونية الإجتماعية , هي تعبير عن هذا التعايش و الترابط بين العقلانية و اللاعقلانية.

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    _ المرجعية النهائية : المتجاوزة و الكامنة

    قبل أن ننهي هذا الفصل قد يكون من المفيد أن نعرف مصطلحين ستكرران في هذه الدراسة:

    الأول مصطلح المرجعية المتجاوزة في مقابل المرجعية الكامنة.

    و المرجعية هي الفكرة الجوهرية التي تشكل أساس كل الأفكار في نموذج و الركيزة النهائية الثابتة له التي لا يمكن أن تقوم رؤية العالم دونها ( فهي ميتافيزيقا النموذج ) , و المبدأ الواحد الذي تُرد إليه تلك الأشياء و تُنسب إليه ولا يُرد هو أو ينسب إليها , و من هنا يمكن القول بأن المرجعية هي المطلق المكتفي بذاته و الذي يتجاوز كل الأفراد و الأشياء و الظواهر , وهو الذي يمنح العالم تماسكه و نظامه و معناه و يحدد حلاله و حرامه , و عادة ما نتحدث عن المرجعية النهائية باعتبار أنها أعلى مستويات التجريد , تتجاوز كل شيء و لا يتجاوزها شيء , و يمكننا الحديث عن مرجعيتين: مرجعية نهائية متجاوزة ومرجعية نهائية كامنة,

    1_المرجعية النهائية المتجاوزة

    المرجعية النهائية يمكن أن كون نقطة خارج عالم الطبيعة مجاوزة لها و هي ما نسيمها المرجعية المتجاوزة ( للطبيعة و التاريخ و الإنسان) و هذه النقطة المرجعية المتجاوزة , في النظم التوحيدية هي الإله الواحد المنزّه ع الطبيعة و التاريخ , الذي يحركهما و لا يحل فيهما , ووجوده هو ضمان أن المسافة التي تفصل الإنسان عن الطبيعة فلن تُختزل و لن تُلغى , فالإنسان قد خلقه الله و نفخ فيه من روحه ,و كرمه,و استأمنه على العالم , و استخلفه فيه , أي أن الإنسان أصبح مركز الكون بعد أن خُمل عبء الأمانة و الاستخلاف ,

    كل هذا يعني أن الإنسان يحوي داخله بشكل مطلق الرغبة في التجاوز و رفض الذوبان في الطبيعة , و لذا فهو بظل مقولة مستقلة داخل النظام الطبيعي .كما أنه يعني أن إنسانية الإنسان وجوهره الإنساني مرتبط تمام الارتباط بالعنصر الرباني فيه ,ومع هذا فبإمكان النظم الإنسانية الهيومانية ( التي لا تعترف بالضرورة بوجود الإله ) أن تجعل الإنسان مركز الكون المستقل القادر على تجاوزه , و من ثم تصبح له أسبقية على الطبيعة/ المادة.

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    2-المرجعية النهائية الكامنة

    يمكن أن تكون المرجعية النهائية الكامنة في العالم ( الطبيعة أو الإنسان) , ومن هنا تسميتنا لها بالمرجعية الكامنة , و في إطار المرجعية الكامنة يُنظر للعالم باعتبار أنه يحوي جاخله ما يكفي لتفسيره دون حاجة إلى اللجوء إلى أي شيء خارج النظام الطبيعي , و لذا , لابد ان تسيطر الواحدية , وإن ظهرت ثنائيات فهي مؤقتة يتم تصفيتها في نهاية الأمر وفي التحليل الأخير , ففي إطار المرجعية الكامنة لا يوجد سوى جوهر واحد في الكون , مادة واحدة يتكون منها كل شيء بما في ذلك المركز الكامن ذاته ( ومن هنا إشارتنا أحياناً إلى المرجعية الكامنة المادية بأنها المرجعية النهائية الكامنة أو المرجعية الواحدية المادية) و نحن نذهب إلى أن كل النظم المادية تدور في إطار المرجعية الكامنة , ومن هنا إشارتنا إلى المادية باعتبارها وحدة الوجود المادية ,

    و في إطار المرجعية المادية الكامنة , فإن الإنسان كائن طبيعي ,و ليس مقولة مستقلة داخل النظام الطبيعي , و إنما هو مستوعب تماماً فيه ,و يسقط تماماً في قضية الصيرورة , فتسقط المرجعية الإنسانية و تصبح الطبيعة/ المادية هي المرجعية الوحيدة النهائية ,

    و يرتبط بهذا التعريف تعريفنا لوحدة الوجود (الروحية و المادية) , و وحدة الوجود في تصورنا تعني القول بأن مركز العالم (المبدأ الواحد) حالّ و كامن فيه ,و هو يبتدي في صيغتين مختلفتين ظاهراً , هما في واقع الأمر صيغة واحدة برغم اختلاف التسميات التي تطلق عليه:

    أ- في المنظومات الحلولية الكمونية الروحية ( وحدة الوجود الروحية ) يُسمى المبدأ الواحد الإله , ولكنه إله يحلّ في مخلوقاته و يمتزج ثمّ يتوحد معها و يذوب فيها تماماً بحيث لا يصير له وحود دونها و لا يصير لها وجود دونه حلولية شحوب الإله , فهو إله اسماً و لكنه هو الطبيعة / المادة فعلاً , و قد طور هيجل هذه الصياغة فتحدث عن الروح المطلق أو روح التاريخ فيبد وكأنه يتحدث عن أمور روحية مثالية , و لكنه في واقع الأمر يتحدث عن عناصر مادية محسوسة,

    ب- المنظومات الحلولية الكمونية المادية ( وحدة الوجود المادية ) , يتم الاستغناء تماماً عن أية لغة روحية أو مثالية و يُسمى المبدأ الواحد قوانين الطبيعة أو القوانين العلمية أو القوانين المادية أو قانون الحركة ( ولذا فنحن نسميها حلولية من دون إله ) , هذا القانون هو قانون شامل يمكن تفسير كل الظواهر - ومن بينها الظاهرة الإنسانية - من خلاله.

    و برغم الاختلاف الظاهر بين وحدة الوجود الروحية و وحدة الوجود المادية فإن بنيتهما واحدة , يتسمان بالواحدية و بمحو الثنائيات و المقدرة على التجاوز..

    -الوحدوية المادية

    أما المصطلح الثاني الذي يشكل سيتكرر في هذه الدراسة فهو الوحدوية المادية وهي توحد الانسان بالطبيعة بحيث يرد كله الى مبدأ واحد كامن في الكون ومن ثم فإن عالمنا المادي لا يشير إلي أي شيئ خارجه فهو عالم لا ثغرات فيه ولا مساحات ولا انقطاع ولا غائيات تم إلغاء كل الثنائيات داخله وضمنها ثنائية الخالق والمخلوق والانسان والطبيعة والخير والشر والأعلى والأدنى وتم تطهيره تماما من المطلقات والقيم وتم اختزاله كله الى مستوى القانون الطبيعي/المادي/أو الطبيعة / المادة ( المطلق العلماني النهائي ) وفي مثل هذا العالم الواحدي الأملس يوجد مجال للوهم القائل بأن الانسان يحوي من الأسرار ما لا يمكن الوصول إليه وأن ثمة جوانب فيه غير خاضعة لقوانين الحركة المادية بل ويمكن تطبيق الصيغ الكمية والاجراءات العقلانية الأداتية على الانسان كما يمكن إدارة العالم بأسره حسب هذه الصيغ ويتحول العالم إلى واقع حسي مادي نسبي خاضع للقوانين العامة للحركة (ومن ثم قابل للقياس والتحكم الهندسي والتنميط ) وإلى مادة استعمالية يمكن توظيفها وحوسلتها )

    في هذا الإطار تصبح المعرفة مسألة تستند إلى الحواس وحسب، ويصبح العالم الطبيعي هو المصدر الوحيد أو الأساسي للمنظومات المعرفية والأخلاقية وترد الأخلاق إلى الاعتبارات المادية (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ) وتنفصل الحقائق المادية تماما عن القيمة ويظهر العلم المنفصل عن الأخلاق وعن الغائيات الإنسانية والدينية والعاطفية والأخلاقية وتصبح الحقائق المادية (الصلبة أو السائلة ) المتغيرة هي وحدها المرجعية المعرفية والأخلاقية المقبولة وتصبح سائر الأمور (المعرفية والأخلاقية ) نسبية صالحة للتوظيف والاستخدام بل إن هذه الرؤية الواحدوية المادية في مراحلها المتقدمة بإنكارها أي ثبات ينتهي بها الأمر إلى إنكار وجود الماهيات والجوهر، بل والطبيعة البشرية نفسها ، باعتبارها جميعا اشكال من الثبات والميتافيزيقا عالم العلمانية الشاملة والترشيد في الإطار المادي .

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكما
    إن شاء الله ابتداء من هذا المساء سأعينكما على تفريغ هذا الكتاب المتميز للدكتور المسيري رحمه الله تعالى.
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم
    هل تسمحوا لى بالمساهمة معكم اساتذتنا الكرام ؟
    أقتنيت الكتاب مؤخراً ، واستطيع المساهمة
    سأكتب الفصل الثانى من حيث توقف الأستاذ عمار ، والأستاذ متعلم تستطيع أن تبدأ من الفصل الثالث إن كنت لم تبدأ فى الثانى بالفعل

    من الممكن أن ننهى الكتاب فى ثلاثة أيام أن قمنا بتقسيم العمل جيداً ، بارك الله فيكم وفى أعمالكم وفى افكاركم الطيبة

    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أرى أخي الحبيب أن يقوم كل منا بكتابة نقطة في فصل..
    من الصعب جدا أن نكتب فصلا كاملا دفعة واحدة..
    مثلا في الفصل الثاني المعنون بـ (إشكالية الطبيعي و الإنساني) تناول ما يلي :
    الفرق بين الظاهرة الطبيعية و الظاهرة الإنسانية ص41.
    إشكالية الإنساني و الطبيعي في العالم العربي. ص46.
    الشرح و التفسير. ص 51.
    فشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان. ص 54.
    المساواة و التسوية ص 57.
    الهجوم على الطبيعة البشرية ص 62.


    فالفصل بأكمله يستغرق 21 صفحة..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    جميل أخى ، إذن دورك أخى أن تقسم العمل علينا نحن
    أعطنى ما أكتبه وأنا سأنتهى منه إن شاء الله- حتى لا تتداخل الأمور ونضيع مجهودنا
    تقبل تحياتى
    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا أدري إن كان الأخ عمار سيشاركنا..
    مهما يكن، سأكتب النقطة الأولى من الفصل و أنت تكتب الثانية و هكذا..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تمام أنا بدأت بالفعل فى كتابة النقطة الثانية بالتوفيق أخى
    وسأراسلك عند النهاية إن شاء الله
    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما شاء الله تبارك الله , اللهم زد و بارك .

    رأي أخي أمازيغي أراه أقرب للصحة بسبب طول الفصول كما قال و قليل دائم خيرمن كثير منقطع , و على بركة الله علنا ننهي الكتاب بإسرع وقت ممكن لنحدد بعده كتاب أخر كي نفيد الأخوة في الرد على الإلحاد و أهله

    و أنا سأكتب الثالثة و نرفعها كلنا غداً إن أردتما.؟

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار سليمان مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله تبارك الله , اللهم زد و بارك .

    رأي أخي أمازيغي أراه أقرب للصحة بسبب طول الفصول كما قال و قليل دائم خيرمن كثير منقطع , و على بركة الله علنا ننهي الكتاب بإسرع وقت ممكن لنحدد بعده كتاب أخر كي نفيد الأخوة في الرد على الإلحاد و أهله

    و أنا سأكتب الثالثة و نرفعها كلنا غداً إن أردتما.؟
    تمام استاذنا الكريم الأخ متعلم بالفعل أنهى النقطة الأولى ، وأنا أنهيت الثانية ، فقط ننتظر التنسيق ، والنقطة الثالثة التى ستكتبها حضرتك بإذن الله
    بالتوفيق إن شاء الله
    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الفصل الثاني : إشكالية الطبيعي و الإنساني

    النموذج التفسيري المادي قد أحرز شيوعا غير مسبوق لأسباب بيناها في الفصل السابق، لكن هذا النموذج غير قادر على التعامل مع الإنسان بنفس الكفاءة التي يتسم بها حين يتعامل مع الأشياء.

    الفرق بين الظاهرة الطبيعية و الظاهرة الإنسانية

    ثمة ثنائية فضفاضة تسم الوجود الإنساني (الخالق-المخلوق، الإنسان-الطبيعة). و ثنائية الإنسان-الطبيعة هي أهم هذه الثنائيات. و قد عبرت عن نفسها في الجدل المثار في العلوم الإنسانية منذ ظهورها في القرن التاسع عشر. و هل هناك علم طبيعي مختلف عن العلوم الإنسانية أم أن هناك وحدة (أي واحدية) للعلوم؟
    يطلق مصطلح العلم الطبيعي على كل دراسة تتناول معطيات الواقع المادي بكلياته و جزئياته. و وسيلة هذه الدراسة هي منهج الملاحظة المباشرة و التجربة المتكررة و المتنوعة. و الدراسة و عمليات التجريب كذلك تتم بهدف التفسير من خلال التوصل إلى تعميمات و قوانين تحقق الانتقال من الخاص إلى العلم، و تكشف عن العلاقات المطردة الثابتة بين الظواهر. و هذه القوانين يتم التعبير عنها عن طريق تحويل صفات الكيف (التي لا تقاس) إلى صفات كم بحيث يتم التعبير عنها برموز رياضية. و تتميز قوانين العلوم الطبيعية بأنها دقيقة و عامة تتخطى الزمان و المكان، و هي حتمية ( و لكنها، بعد اهتزاز الحتمية، أصبحت احتمالية ترجيحية : ترجيحية تقارب اليقين، و تظل صالحة للاستعمال حتى يثبت بطلانها)
    و يذهب البعض إلى أن نموذج العلوم الطبيعية لا بد أن يطبق في كل العلوم الأخرى، بما في ذلك العلوم الاجتماعية و الإنسانية. و قد لاحظ كثير من العلماء في الشرق و الغرب خلل مثل هذه المحاولة، نذكر منهم د. حامد عمار، د. توفيق الطويل، د. حسن الساعاتي، د. الجوهري الذين بينوا الاختلافات بين الظاهرة الإنسانية و الظاهرة الطبيعية، و نوجزها فيما يلي :

    1.أ) الظاهرة الطبيعية مكونة من عدد محدود نسبيا من العناصر التي تتميز ببعض الخصائص البسيطة، و هذا يعني أنه يمكن تفتيتها إلى الأجزاء المكونة لها. كما أن الظاهرة الطبيعية توجد داخل شبكة من العلاقات الواضحة و البسيطة نوعا، و التي يمكن رصدها.
    1.ب) الظاهرة الإنسانية مكونة من عدد غير محدود تقريبا من العناصر التي تتميز بقدر عال من التركيب، و يستحيل تفتيتها، لأن العناصر مترابطة بشكل غير مفهوم لنا. و حينما يفصل الجزء عن الكل، فإن الكل يتغير تماما و يفقد الجزء معناه. و الظاهرة الإنسانية توجد داخل شبكة من علاقات متشابكة متداخلة بعضها غير ظاهر و لا يمكن ملاحظته.
    2.أ) تنشأ الظواهر الطبيعية عن علة أو علل يسهل تحديدها و حصرها، و يسهل بالتالي تحديد أثر كل علة في حدوثها و تحديد هذا الأثر تحديدا رياضيا.
    2.ب) الظاهرة الإنسانية يصعب تحديد و حصر كل أسبابها، و قد تعرف بعض الأسباب لا كلها، و لكن الأسباب تكون في العادة متداخلة متشابكة، و لذا يتعذر في كثير من الحالات حصرها و تحديد نصيب كل منها في توجيه الظاهرة التي ندرسها.
    3.أ) الظاهرة الطبيعية وحدة متكررة تطرد على غرار واحد و بغير استثناء : إن وجدت الأسباب ظهرت النتيجة. و من ثم، نجد أن التجربة تجرى في حالة الظاهرة الطبيعية على عينة منها ثم يعمم الحكم على أفرادها في الحاضر و الماضي و المستقبل.
    3.ب) الظاهرة الإنسانية لا يمكن أن تطرد بدرجة الظاهرة الطبيعية نفسها، لأن كل إنسان حالة متفردة، و لذا نجد أن التعميمات، حتى بعد الوصول إليها، تظل تعميمات قاصرة و محدودة و منفتحة و تتطلب التعديل في أثناء عملية التطبيق من حالة إلى أخرى.
    4.أ) الظاهرة الطبيعية ليست لها إرادة حرة و لا وعي و لا ذاكرة و لا ضمير و لا شعور و لا أنساق رمزية تسقطها على الواقع و تدركه من خلالها، فهي خاضعة لقوانين موضوعية (برانية) تحركها.
    4.ب) الظاهرة الإنسانية على خلاف هذا، ذلك لأن الإنسان يتسم بحرية الإرادة التي تتدخل في سير الظواهر الإنسانية، كما أن الإنسان له وعي يسقطه على ما حوله و على ذاته فيؤثر هذا في سلوكه. و الإنسان له ذاكرة تجعله يسقط تجارب الماضي على الحاضر و المستقبل، كما أن نمو هذه الذاكرة يغير من وعيه بواقعه. و ضمير الإنسان يجعله يتصرف أحيانا بشكل غير منطقي (من منظور البقاء و المنفعة المادية) كما أن الأنساق المادية الرمزية للإنسان تجعله يلون الواقع البراني بألوان جوانية.
    5.أ) الظواهر الطبيعية ينم مظهرها عن مخبرها، و يدل عليه دلالة تامة بسبب ما بين الظاهر و الباطن من ارتباط عضوي شامل يوحد ما بينهما فيجعل الظاهرة الطبيعية كلا مصمتا تحكمه من الداخل و الخارج قوانين بالغة في الدقة لا يمكنها الفكاك منها، و لهذا تنجح الملاحظة الحسية و الملاحظة العقلية في استيعابها كلها.
    5.ب) الظواهر الإنسانية ظاهرها غير باطنها (بسبب فعاليات الضمير و الأحلام و الرموز) و لذا فإن ما يصدق على الظاهر لا يصدق على الباطن، و حتى الآن، لم يتمكن العلم من أن يلاحظ بشكل مباشر التجربة الداخلية للإنسان بعواطفه المكبوتة و أحلامه الممكنة أو المستحيلة.
    6.أ) لا يوجد مكون شخصي أو ثقافي أو تراثي في الظاهرة الطبيعية، فهي لا شخصية لها، مجردة من الزمان و المكان تجردها من الوعي و الذاكرة و الإرادة.
    6.ب) المكون الشخصي و الثقافي و الذاتي مكون أساسي في بنية الظاهرة الإنسانية. و الثقافة ليست شيئا واحدا و إنما هي ثقافات مختلفة، و كذا الشخصيات الإنسانية.
    7.أ) معدل تحول الظاهرة الطبيعية يكاد يكون منعدما (من وجهة نظر إنسانية)، فهو يتم على مقياس كوني، كما أن ما يلحق بها من تغير يتبع نمط برنامج محدد، و لذا فإن الظواهر الطبيعية في الماضي لا تختلف في أساسياتها عنها في الحاضر، و يمكن دراسة الماضي من خلال دراسة الحاضر.
    7.ب) معدل التغير في الظواهر الإنسانية أسرع بكثير و يتم على مقياس تاريخي، و ما يطرأ عليها من تغير قد يتبع أنماطا مسبقة، و لكنه قد ينسلخ عنها. و عالم الدراسات الاجتماعية لا يستطيع أن يرى أو يسمع أو يلمس الظواهر الإنسانية التي وقعت في الماضي، و لذا فهو يدرسها عن طريق تقارير الآخرين الذين يلونون تقاريرهم برؤيتهم، فكأن الواقعة الإنسانية في ذاتها تفقد إلى الأبد فور وقوعها.
    8.أ) بعد دراسة الظواهر الطبيعية و الوصول إلى قوانين عامة، يمكن التثبت من وجودها بالرجوع إلى الواقع. و لأن الواقع الطبيعي لا يتغير كثيرا، فإن القانون العام له شرعية كاملة عبر الزمان و المكان.
    8.ب) بعد دراسة الظواهر الإنسانية، يصل الإنسان إلى تعميمات. فإن هو حاول تطبيقها على مواقف إنسانية جديدة فإنه سيكتشف أن المواقف الجديدة تحتوي على عناصر جديدة و مكونات خاصة، إذ من غير الممكن أن يحدث في الميادين الاجتماعية ظرفان متعادلان تماما، و متكافئان من جميع النواحي.
    9.أ) لا تتأثر الظواهر الطبيعية بالتجارب التي تجرى علينا سلبا أو إيجابا، كما أن القوانين العامة التي يجردها الباحث و النبوءات التي يطلقها لن تؤثر في اتجاهات مثل هذه الظواهر، فهي خاضعة تماما للبرنامج الطبيعي.
    9.ب) تتأثر العناصر الإنسانية بالتجربة التي قد تجرى عليها، فالأفراد موضوع البحث يحولون من سلوكهم (عن وعي أو عن غير وعي) لوجودهم تحت الملاحظة، ففي إمكانهم أن يحاولوا إرضاء صاحب التجربة أو يقوضوا من نتائجه. كما أن البنوءات التي يطلقها الباحث قد تزيد من وعي الفاعل الإنساني و تغير من سلوكه.
    10.أ) يمكن للباحث الذي يدرس الظاهرة الطبيعية أن يتجرد إلى حد كبير من أهوائه و مصالحه، لأن استجابته للظاهرة الطبيعية و للقوانين الطبيعية يصعب أن تكون استجابة شخصية أو أيديولوجية أو إنسانية، و لذا يمكن للباحث أن يصل إلى حد كبير الموضوعية.
    10.ب) أما الباحث الذي يدرس الظاهرة الإنسانية فلا يمكنه إلا أن يستجيب بعواطفه و كيانه و تحيزاته، و من خلال قيمه الأخلاقية و منظوماته الجمالية و الرمزية، و لذا يصعب عليه التجرد من أهوائه و مصالحه و قيمه التي تعوقه في كثير من الأحيان عن الوصول إلى الموضوعية الصارمة.

    و لكل ما تقدم فإن من الممكن إجراء التجارب المباشرة المنضبطة المتكررة على العناصر الطبيعية، و يمكن قياسها بمقاييس كمية رياضية، فهي تخلو من الاستثناءات و التركيب و الخصوصيات، و يمكن التوصل إلى قوانين عامة تتسم بالدقة تنطبق على الظاهرة في كليتها و في جوانيتها و برانيتها. أما الظاهرة الإنسانية، فلا يمكن إجراء التجارب المباشرة المنضبطة عليها و يستحيل تصويرها بالمعادلات الرياضية الدقيقة إذ لا تخلو من الاستثناءات و التركيب و الخصوصيات، و لذا لا يمكن التوصل إلى قوانين عامة (و إن تم التوصل إلى قوانين فلابد أن تعوزها الدقة و الضبط). و هناك عدد كبير من الكتاب الغربيين من أوائلهم فيكو، و من أهمهم كانط و ديلتاي و ريكرت، ينطلقون من محاولة التمييز بين الإنسان و الطبيعة. و لكن غالبية المفكرين الغربيين يدورون في إطار الواحدية المادية ( أو الواحدية المثالية) و يحاولون القضاء على هذه الثنائية تماما و إلغاء الحيز الإنساني و بالتالي يدافعون عن وحدة العلوم
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكما يا إخواني عمار و إسلام رمضان.. و أسأل الله تعالى أن يأجرنا على كل حرف سطرته أناملنا في سبيله.
    لقد نشرت نقطتي..
    بعد أن اتفقنا على طريقة النشر أرجو أن تقوم الإدارة بحذف النقاش الذي دار بيننا، حتى يبقى نص الكتاب فقط..
    و أرى بعد إنهاء هذا الكتاب أن نفرغ الكتاب الذي اعتمد عليه المسيري كثيرا هنا، و هو كتاب علي عزت بيجوفيتش " الإسلام بين الشرق و الغرب"، فما رأيكما؟..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    -إشكالية الإنساني والطبيعي فى العالم العربي

    ثمة وعي عميق بإشكالية التمييز بين الإنساني والطبيعي فى الأدبيات العربية ، فالمفكر الماركسي د. فؤاد مرسي يدعو بوضوح فى كتاب (إشكالية العلوم الاجتماعية ) فى دراسة له بعنوان (( المنهج بين الوحدة والتعدد )) إلى عدم التمييز بين الإنسان والطبيعة ، فيعرف الإنسان بأنه ((قوة من قوى الطبيعة ؛ إنسان طبيعى / مادى يتكيف معها ، ولكنه فى الوقت نفسه يعيد صيغتها . وهذه هى الإشكالية الكبرى التى تواجه الماديين ودعاة العلمانية الشاملة : هل الإنسان الطبيعى / المادى يذعن للطبيعة أم أنه يهيمن عليها ؟ وتتضح الإشكالية فى كتابات د . فؤاد مرسى نفسه ، فهو يؤكد أن الإنسان سيزداد بعداً عن الحيوان ، ولكنه يعود ويعرف الإنسان فى اطار طبيعى مادى ويجد أن (( الاقتصاد هو مجال رئيسى للعلاقة المتبادلة بين الطبيعة والمجتمع (( فبعد أن ابتعد)) الإنسان عن الحيوان، وهو ما يعنى ابتعادة عن الطبيعة وتفوقه عليها فإنه يعود فيدخل فى علاقة ((تبادلية )) تفترض المساواة الكاملة . وتظهر هذه التبادلية بشكل اوضح حين يوحد د. فؤاد مرسي بين الطبيعة والمادة ، فيقول : (( لهذا اصبح العالم كله ، طبيعياً وأجتماعياً ، علماً ذا طابع أجتماعى )). واصبح تقدم البشرية حالياً رهناً إلى حد مبير بالتداخل الأكبر والتفاعل بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية )) . والتداخل والتفاعل قد يعنى ثنائية ( وهو ما يرفضه الفكر المادى ) ، وقد يعنى مساواةً وتوحداً ، وهو على الأرجح ، ولذا نحده فى السطر التالى يقول : (( إن كل محاولة للفصل بين المجتمع والطبيعة تصبح محاولة وهمية . فوجود المجتمع هو جانب من وجود الطبيعة )). ولكنه يعود للثنائية فيقول ( إن وحدة الثورتين التكنولوجية والاجتماعية كفيلة فى المستقبل أن تجعل من البشر لأول مرة فى التاريخ ، السادة الحقيقيين للطبيعة )). ثم يتحدث عن احتدام الصراع بين الطبيعة والإنسان وعن ( الإنسان الشامل الذى يختزن فى نفسه قدراً لا مثيل له من المعرفة بالكون كله )). ولكن ما النتيجة النهائية لهذا التأرجح الكوميدى بين الأندماج العضوى فى الطبيعة والإذعان لها من جهة، والانفصال عنها وتملكها والهيمنة عليها من جهة أخرى ؟
    يختتم الدكتور مرسى مقالة بقوله (( هناك يتوحد الإنسان تماماً مع المجتمع والطبيعة )) أى إن الحالة الجنينية تنتصر تماماً . وعلى كل فإن عنوان هذا الجزء من المقال هو (( نحو وحدة الكون )) وليس : نحو مركزية الإنسان فى الكون أي هيمنته عليه .

    ولكن العدد الأكبر من علمائنا الأجلاء كانوا من المدافعين عن الإنسان ضد المادية والطبيعية . فعلى سبيل المثال ، يقول الدكتور حامد عمار فى كتابه من (همومنا التربوية والثقافية ) :

    (( إن منهج التفكير العلمى الذى ارسته العلوم الطبيعية قد شاع باعتباره المنهج الوحيد فى الوصول إلى المعرفة الصحيحة . واصطنعت العلوم الأجتماعية الإنسانية هذا المنهج فى دراستها وبحوثها . بيد أن معظمها قد توقف عند المرحلة النيوتونيه من مناهج البحث العلمى الطبيعى، واختزال المنهج إلى تجزئة الظواهر وتفكيك أجزائها ، ومحاولة فرض الفروض المرتبطة بذلك الجزء أو ذاك ، وإخضاع الفروض حوله للقياس والأختبار . وجرى العرف عند الكثيرين على اعتبار النتائج علمية ثابتة غير قابلة للتعديل .

    وأطلق على هذه التجزئة للظواهر وإخضاعها للدراسة الميدانية العينية ما عرف بأسم المنهج الأمبيريقى أو الوصفى ، محللاً للظاهرة كما توجد فى موقعها الزمانى والمكانى ...ودون تصور لأنواع العلاقات ودينامياتها فى الظاهرة المدروسة مع سياقها الثقافى الاجتماعى. ومن ثم فقدت الدراسة منظوماتها العضوية الدينامية فى إطار الزمان والمكان والبعد التاريخى لنشأتها وتطورها وتوظيفها الاجتماعي.
    واستقر فى اذهان كثير من الباحثين الاجتماعيين أن نتائجهم علمية لا يرقى إليها التصحيح ... واصبح من المسلمات فى الرسائل الجامعية فى العلوم الإنسانية ألا تعاد دراسة الموضوع ؛ لأن ما سبق من بحوث قد استقر ، باعتباره حقائق علمية . ثم أن البحوث تدعى الموضوعية العلمية المطلقة ، وأن لا شأن لذات الباحث أو أيدولوجيته أو تحيزاته أى تدخل فى مختلف مراحل البحث وتفسيراته ، وأنما جاءت النتائج علمية من خلال معطيات الواقع العينى .
    ومع هذا الأختزال الأمبريقى الوضعى الوظيفى للمنهج العلمى الطبيعى فى آفاقه الرحبة والمتجددة ، فإن ثمة مناهج أخرى للمعرفة العلمية تبدأ من الملاحظة والمشاركة الملاحظة (بكسر الحاء ) أمتداداً إلى الحس التاريخى والوعى الذاتي.
    والبصيرة والحدس ، والفهم الكيفى فى السياق الثقافي الاجتماعى التاريخى والخبرة الإنسانية . وليس بالضرورة أن تلجأ تلك المناهج إلى البيانات الرقمية والقياس ؛ إذ إن تلك الأدوات كثيراً ما تشوه المعرفة بعالم الوعى والخبرة والفهم النوعى للواقع وإمكانات المستقبل ، فضلاً عن قصورها عن فهم القيم وديناميات الدوافع والأخلاق.
    إن هذه الأساليب والأدوات المعرفية تصبح علمية ما دامت تقوم على ملاحظة منتظمة أو خبرة مطردة ، ومادامت بياناتها وشواهدها منطقية ومتسقة فى نموذج مفاهيمى . وتتدعم علميتها مع اختبارها وتقييمها على ارض الواقع ومن خلال الممارسة ، وقد تتدعم فيما بعد بجوانب كمية للتوضيح والتعزيز . ومن هنا فإن على العلوم الاجتماعية الإنسانية ومجالاتها فيما يستقر بها من الشعور والوعى ومن اللاشعور والحدس دون ان تُنقص عوامل الذاتية من جدوى المعارف المتولدة من مثل هذه المناهج . وفى قضايا التربية والاجتماع وعلم النفس مساحات عريضة لجدوى توظيف تلك المناهج بما فيها من ظبط وتنظيم وقابلية للمراجعة والتفنيد والتطوير )).
    وفى كتاب (إشكالية العلوم الاجتماعية) يبين الدكتور حسن الساعاتى فى مقال بعنوان (( إشكالية المنهج فى العلوم الاجتماعية )) :أن علماء الاجتماع الذين تأثروا بمناهج اللدراسة والعلوم الطبيعية يذهبون إلى (( أن العلوم الأجتماعية ، وعلى رأسها علم الاجتماع ، لا تكون علوماً بمعنى الكلمة ، أى دقيقة ومظبوطه النتائج ، إلاإذا ترسم علماءها خطا الباحثين فى العلوم الطبيعية التى يرتكز محور التفكير فى ظواهرها على التجريب ، أي ما يجرونه عليها من تغيير مقصود وبطريقة مرسومة من قبل ، مستهدفين أهدافاً معينة يستنتجون منها الحقائق ، إذا تكرر استقراؤها من تجارب مماثلة صارت نظريات علمية أو قوانين ثابتة .
    وقد فات هؤلاء العلماء الغربيون ، وغيرهم ممن قلدوهم في مسارهم الفكري من دون روية واستبصار ، أن الظواهر الاجتماعية تختلف تماماً عن الظواهر الطبيعية التى لا عقل و لا إرادة لعناصرها، والتى ينم مظهرها عن مخبرها ، لأنها فى رأينا أحادية النسق ، تحكمها كلاً أو جزءاً قوانين ونظريات واحدة لا تتبدل . ولذلك نجد أن كلاً من الملاحظة الحسية ، أى المشاهدة ، والملاحظة العقلية ـ أى التأمل والأستبصار ، وجميع خطوات التجريب التى تُجرى عليها ، بوصفها ظواهر طبيعية أحادية النسق ، تستوعبها كلها فى جميع مظاهرها ، لأن ظاهرها لا يختلف عن باطنها في شىء ، حتى أنه ليدل عليه دلالة تامة ، لما بين الظاهر والباطن من ارتباط عضوى شامل متكامل.

    أما الظواهر الاجتماعية فتختلف عن الظواهر الطبيعية في أنها ، بوصفها ظواهر عنصرها الأساسى الإنسان الأجتماعى العاقل ذو الإرادة ، الذى يعيش مُعاشراً لغيره من البشر ومرتبطاً بهم بشتى العلاقات الأجتماعية ، نقول تختلف فى أنها ثنائية النسق . فكما أن للإنسان جوانية وربانية ، فهى بالمثل ذات نسقين، أحدهما جوانى أي باطن، والآخر براني أى ظاهر . وما دامت كذلك ، فإن البحث فيها ينقسم إلى قسمين : أحدهما يُعنى بالنسق البراني ، أى بما يتبدى من الظاهرة الاجتماعية للحواس فتدركة وتتعقله ، والآخر يُركًَــز على النسق الجواني الخفى منها ، الذى يُعد غرفة عمليات للنسق البراني ، ليستجلبه ويدركه ويتعقله )).
    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    376
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متعلم أمازيغي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكما يا إخواني عمار و إسلام رمضان.. و أسأل الله تعالى أن يأجرنا على كل حرف سطرته أناملنا في سبيله.
    لقد نشرت نقطتي..
    بعد أن اتفقنا على طريقة النشر أرجو أن تقوم الإدارة بحذف النقاش الذي دار بيننا، حتى يبقى نص الكتاب فقط..
    و أرى بعد إنهاء هذا الكتاب أن نفرغ الكتاب الذي اعتمد عليه المسيري كثيرا هنا، و هو كتاب علي عزت بيجوفيتش " الإسلام بين الشرق و الغرب"، فما رأيكما؟..
    آمين أخى الكريم ،
    بالنسبة لكتاب الأستاذ بجيوفيتش رحمة الله عليه ، فأعتقد أن تم تفريغة بالفعل ، والتفريغ موجود على موقع الأستاذ محمد يوسف عدس (المترجم للكتاب )
    أعتقد أن محاولة تفريغ كتاب غير موجود وغير متاح اكثر فائدة إن شاء الله -هذا ما اعتقد
    واوافقك اخى الرأى على ضرورة حذف النقاش او نقله إلى رابط منفصل

    تقبل تحياتى
    { إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنه موقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذي أهمية !!
    لذا دعني أهمس في أذن الملحد بمقولة لأكبر عقل فلسفي أنجبه التاريخ العربي أقصد بن رشد الذي يقول "إن الحكمة ليست شيئا أكثر من معرفة أسباب الشيء."
    ففكروا في سبب وجودكم ليكون لديكم شيئ من صفات الحكماء! }


    { ما أكثر الملاحدة الذين يحملون عقلا بدائياً لا يفهم الألوهية الا إذا تجسدت في صنم مرئي ملموس . }

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تعليقات على كتاب (الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان)
    بواسطة الإشراف العام في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-05-2011, 10:33 PM
  2. أورخان محمد علي: الأدلة العلمية تنقض الفلسفة المادية
    بواسطة رائد الخير في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-30-2009, 05:07 AM
  3. الشريط الوراثي (دي إن إيه) ينقض أسس الفلسفة المادية
    بواسطة abd_allah في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-28-2008, 12:46 PM
  4. الإلزام الخلقى بين الفلسفة والإسلام
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-09-2007, 09:42 PM
  5. الإلزام الخلقى بين الفلسفة والإسلام
    بواسطة أبو مريم في المنتدى أبو مريم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-14-2005, 03:30 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء