موضوع رائع أخي المهاجر و مجهود جميل ،،،
و أكثر ما أعجبني فيه المقدمة الرياضية البديعة و التي مفادها أنه عند وجود خيارين فقط ، فليس من المهم معرفة الخيار الصحيح بل يكفي معرفة الخيار الخاطئ ..
و بلغة الفلسفة : إذا وجدنا نقيضان ، فإنه لا يمكن أن يكون كلاهما صحيح كما لا يمكن أن يكون كلاهما خطأ .. فالنقيضان لا يرتفعان حسب قاعدة الثالث المرفوع .
و لكن عندي بعض الملاحظات على طرحك ، قد يساهم في إثراء حججك في الرد على الملحدين ،،
أولا : كثير من الملحدين اليوم ينفون مصطلح " الخلق " ، و يرون أنهم بذلك يقطعون الطريق أمام المؤمن . فيقولون : نحن لا نقول بأن الكون مخلوق أصلا ، حتى تسألوننا من خلقه ! لذلك فعندما سألتهم قائلا : الدنيا خلقت عن طريق ... سوف يحولون الموضوع إلى دائرة لم تخلق أصلا ! لذلك لكي لا نعطي الملحد هذه الفرصة للهروب من جوهر القضية ، نصيغ السؤال بالطريقة التي تمنع التهرّب و هي : كيف وجدت الدنيا ؟ كيف جاء العالم ؟ هل للكون بداية وجود ؟ إلى آخرها من الصيغ التي مؤدّاها أن يقول الملحد :
a) للكون بداية وجود
b) ليس للكون بداية وجود
ثانيا : بعض الملحدين يقبل بفكرة " اللاشيء " و الذي يعني العدم و بعض الملحدين لا يقبل بهذه الفكرة . الذين يقبلون بفكرة اللاشيء يلجئون إلى الصدفة و الزمن الطويل لتبرير وجود العالم ، لكن يقعون في ورطة أنه لا يوجد شيئ أصلا لكي يأخذ زمنا طويلا أو يحدث له أشياء بالصدفة .. فلا بد من موجود ثم نعطي هذا الموجود وقتا و صدفة ! لذا فيتجه الملحدون إلى فكرة أن العالم ليس له بداية ، و بالتالي يقعون في طامة فكرية أكبر و هي التسلسل اللانهائي و الذي يرفضه العقل و المنطق .. فأمام الملحد خيارات مرة جدا كلها تتناقض مع العقل السليم و هي :
a) الصدفة و الزمن حولتا العدم إلى وجود !
b) التسلسل اللانهائي ، فالعالم هذا جاء بعد انقراض عالم سابق ، و السابق جاء بعد سابق آخر و هكذا من المالانهاية !
ثالثا : العلم لم يصرّح صراحة بأن المادة مستحدثة ، و لكن صفات المادة الفيزيائية و الكيمائية تدل أن وجود المادة له بداية ؛ لأن الكون لم يصل بعد إلى الموت الحراري .. ولو كان الموت قديما لمات حراريا من القدم .. و لكن سيموت حراريا في المستقبل مما يدل أن للمادة الفيزيائية بداية وجود . كما أن نظرية الانفجار العظيم أكدت فكرة وجود بداية للكون ، و هذا يجعل فكرة وجود بداية للعالم حقيقة .
و لا شك أن وجود بداية للعالم يلزم وجود مبدئ و خالق له .. فليس أمام الملحد إلا الاستلام للحقيقة المطلقة و هي وجود خالق لهذا العالم الذي عمره أصبح معروفا للباحثين عن عمره !
هذا و الله أعلم ،،،
Bookmarks