المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي
بالفعل ذكر مصطفى محمود كلامًا شبيهًا بهذا في رده على صديقه الملحد ..
بل ذكره في عدة مواضع من كتبه ..
وخلاصته أن لوجود الشر منافع ومصالح وحكمًا بالغة ..
لكن هذا التقرير ليس مقصورًا على مصطفى محمود أو حتى العقاد من قبله ..
بل هو تقرير مشهور للعلامة ابن القيم في شفاء العليل ..
حيث قرر بكل وضوح ودون لبس أو غموض أن الله لم يخلق شرًا محضًا أبدًا لا خير فيه ..
ولم يخلق شيئًا فيه من الشر ما يزيد عن الخير ..
بل كل الشر في الدنيا فيه خيرٌ أكثر من الشر ، ولهذا خلقه الله ..
ولما جابه اعتراض لماذا لم يخلق الله الخير صافيًا من الشر بدلاً من خلقه معه ..
أجاب بأن هذا الخير الأكبر لا يمكن تحصيله إلا بوقوع هذا الشر القليل ..
فحجب الشر هو في حقيقته حجب للخير الأكبر الذي يحصله ، وهذا مناف للحكمة ..
وطريقة ابن القيم أحلى وأغزر وأنفع وأفيد ، وطريقة الأخ آل ثاني أقصر وألخص وأقطع ..
والله أعلم .
بارك الله فيك دكتور هشام , ولكنني لم أقصد أن الفكره بعينها حكر على مصطفى محمود أو من إختراع العقاد فهي معروفه مشهوره قبل وجودهما , ولكن قصدي كان حول التشابه في رد الأخ مالك بن نبي وبين رد مصطفى محمود على صديقه , فهو يقول " وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين . " ويقول مالك بن نبي " الزلازل هي عمرها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملاييرالسنين " , فهذا كان قصدي فقط. وقد يكون ماحدث هنا تأثر الأخ مالك بالكتاب فكتب بعض محتوياته دون أن يعلم, وهذا الأمر قد يحدث معي أحياناً لفرط تأثري بكتابٍ أو بآخر, وفي ردي على هذه الشبهه كنت أحاول أن أتجنب سؤال لطالما قرأته في مناقشاتهم وهو : " لماذا لا نتعلم معنى الشجاعة والصبر بطريقة أخرى بدون الشر ؟ ولماذا لايتم حماية القشرة الأرضية بطريقة أخرى بدون الزلازل والبراكين وقتل ملايين الأبرياء ؟ أليس هناك طريقة أخرى. " , وكما ترى سنعود هنا لشرح معنى الإبتلاء من جديد وبيان قيمة الدنيا وضرورة البعث بالنسبة للمؤمن. وهذا أشمل لجميع الإعتراضات. فآثرت أن يكون الرد حول معنى الإبتلاء وتقبل المسلم له ولثوابه في الآخرة دون الخوض في أمور قد تولد أسئلة أخرى وإعتراضات أخرى.
Bookmarks