بارك الله فيك، لا شك أنه مجهود كبير، فتتبع هذه الأشياء تاريخيا من كتب اهل التاريخ والعقائد، ومن الكتب الأخرى التي تطرقت للمسألة إفرادا وتضمينا، والترجيح بينها والوقوف على صحتها، وتمحيص دقائقها، مسألة شاقة .. فجزاك الله خيرا ..
ولا شك أيها الدكتور العزيز أن المنهجية التي اعتمدتها في تقرير هذا التوحيد، ستفيدنا كثيرا من متخصص مثلك .
خاصة وان عددا من البحوث التي وقفتُ عليها من بعض غير المتخصصين بها بعض الاختلالات التي ينبغي التنبه لها، فتجد طالب العلم يتصيد أي شيء يخالف ما قرره مجمع نيقية، فيلصق التوحيد بأي فرقة خالفت عقيدة من عقائدها، وهذا غلط، فهناك من الفرق من انكرت الصلب ولم تنكر الشرك، ومنها من انكرت طبيعة المسيح اللاهوتية وقالت بالصلب، ومنها من انكرت ألوهيته وانتقصت من نبوته عليه السلام -كاتباع كربوقراط- وهكذا دواليك ، فلا يعني إنكار شيء من المحرف سلامة المعتقد.
والفاصل عندي تاريخيا في هذه الفرق هو مجمع نيقية، فالملاحظ ان الفرق التي كانت قبل هذا المجمع كانت أكثر استقامة من غيرها التي ظهرت بعد المجمع، فإن قارنت بين ما جاء عن أمونيوس السقاص، او عن بولس الشنشاطي أو السميساطي - بطريك انطاكية-، وبين النسطورية يتضح لك الفرق، ثم تسجل بعد ذلك مرحلة نكوص متطرف وإحياءاً على استحياء -بإغفال حقبة الإسلام فهذا أمر آخر-، إلى غاية سنة 1500 م وما بعدها، حيث ظهرت التيارات التوحيدية في النصرانية من جديد بشكل أكثر قوة .
وكلي شوق إلى مثل بحثك أيها الدكتور الفاضل، شكر الله لكم وجزاكم عنا خيرا.
التعديل الأخير تم 07-10-2011 الساعة 01:23 AM
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله. [ الجاحظ ]
Bookmarks