الزميل
نيوتن ..
تحية طيبة لك .. وبعد ..
أتعلم ما هو أكثر ما يحز في قلب المؤمن يا زميلي ..
هو أن ترى من المسلمين مَن
نجحت قوى الكفر والإلحاد في
سلخهم عن معلومات دينهم :
فتراهم يخرجون علينا للأسف
بمطاعن الغرب على كنيستهم ولكن :
يوجهونها هي هي هذه المرة
للإسلام نفسه بجهلهم !!..
ولو أنهم كان لديهم من العلم الديني : ما يكفي المسلم (
العادي حتى) :
ما كانوا نقلوا إلينا شبهات الكفر والإلحاد
تقليدا ً!!!..
وأما مناسبة هذه المقدمة القصيرة مني إليك ..
فهي أني (
ولأول مرة) يلفت انتباهي
مكان بلدك في معرفك ....
هي البلد الحبيبة إلى كل مؤمن استردادها والجهاد فيها للأسف ...!
إنها (
فلسطين) العزة والكرامة ...
فلسطين : تلك البلد التي (
وإن كنت لا تعرف) : لا تـُذكر أمام المسلم
البعيد عنها إلا : وتقفز في ذهنه مباشرة ًأن أهلها (
كلهم) :
هم من
المجاهدين الأثبات القدم في العلم وفي العبادة وفي الجهاد !!!!!!!....
ولكن (
وآه من كلمة لكن هذه) :
ما أن تتسع دائرة معارف الواحد فينا : وتتسع دائرة اطلاعه على أحوال
وحقائق ووقائع
عالمه الإسلامي والعربي :
حتى ليُدرك أن ثمارا ًكثيرة للأسف فيهما : قد أينعت من
بذور الكفر والإلحاد
والعلمانية والتشيع الكثيفة الجهد في
فلسطين عبر السنين !!..
ويمكنك كمثال بسيط الاطلاع على سيرة
بعض الشعراء الفلسطينيين الذين
انطمس
صبرهم بجوار
ابتلائهم :
فصاروا يُحاسبون الرب وينتقدونه ويتهكمون عليه (
أخزاهم الله) ...
بل :
وأدعوك لقراءة
الشكوى التالية هنا في هذا المنتدى الحبيب : من أحد
مواطنيك
وإن كانت
فلسطين كبيرة ولكن : شكواه تترجم ما قلته لك للأسف :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31339
-----
والآن ...
نعــُد لسؤالك زميلي
الملحد المجاهد ..
ولكني أ ُعيد صياغته على الوجه الذي أردته أنت به ألا وهو :
الرغبة في بيان (
تحجر وجمود) المسلم الذي
يثق في الدين أكثر من العلم المادي ..
حيث ظننت زميلي
الملحد المجاهد بتشكيكاتي الكثيرة في
علم الغرب الملحد وغشه
وخداعه : أني هنا قمت
بالتعميم عليهم في كل شيء !!..
وهو خطأ ٌمنك أنت :
لم أقع أنا فيه ولم أ ُعمم !!!..
وارجع لمشاركاتي كلها : تجدني اهتممت
ببيان الاستثناء دوما ًمن كل ما قلته ....
كيف لا ..
وديننا الإسلام (
وإن كنت لا تعرف) : يُعلمنا
الإنصاف في كل شيء بقدر المستطاع :
ولو مع
الكافر أو
المخالف : واجتناب مسألة
التعميم الأعمى بلا دليل !!..
فها هو الله عز وجل ومع كل ما ذكره عن أهل الكتاب وشركهم وتحريفهم لكتبه :
يقول عنهم :
"
ليسوا سواء !!.. من أهل الكتاب : أمة ٌ(أي جماعة ٌ)
قائمة ٌ: يتلون آيات الله آناء
الليل وهم يسجدون !!.. يؤمنون بالله واليوم الآخر : ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر : ويسارعون في الخيرات : وأولئك من الصالحين !!.. وما يفعلوا من خير :
فلن يُكفروه !!.. والله عليم ٌ: بالمتقين " آل عمران 113 : 115 ..
أقول ..
فأما مسألة
التداوي : فلها
فقه ٌفي ديننا الإسلام (
إن كنت لا تعرف) : ومن هذا الفقه
مثلا ًالنقاط التالية :
1...
عدم منافاة التداوي مع عقيدة
التوكل على الله وأنه هو وحده الذي
بيده الشفاء !!..
حيث أن كل ما نعرفه من أدوية : ما هي إلا
أسباب .. وأما
تفعيلها للشفاء : فهو
بيد الله تعالى وحده !!.. تماما ًمثلما يصيب فيرسٌ شخصين متجاورين ..
فيمرض
به أحدهما :
ولا يمرض به الآخر !!.. فالأول قدّر الله تعالى على جسده ومناعته
عدم
محاربة الفيروس ومقاومته : في حين قدّر لجسد الآخر ذلك !!.. ومع هذا :
فالإسلام يأمرنا
بالأخذ بالأسباب وعدم
التواكل على الله (
وبهذا سبقت أمة الإسلام
الأمم في الماضي) !!..
ففي حين ينفي رسولنا كون
العدوى والتشاؤم مثلا ًمؤثرين في الحقيقة في إصابة الناس
بالمرض والسوء (
وإنما هم من أسباب الله) : فنجده (
وفي نفس الحديث الواحد) : يأمرنا
بالأخذ بالأسباب فيقول :
"
لا عدوى ولا طيرة ولا هامة و لاصفر !!.. وفر من المجذوم : كما تفر من الأسد " !
رواه أحمد والبخاري ...
ولكن عندما تفشت في أمتنا
سفسطة الفلسفة والجهل والصوفية المبتدعة الزائفة :
وعندما كثر فيها
حب الدنيا وحب الشهوات : آلت لما آلت إليه الآن للأسف ولا
حول ولا قوة إلا بالله العظيم ...
وفي هذا يقول رسولنا الكريم :
"
تداووا عباد الله !!.. فإن الله تعالى لم يضع داءً : إلا وضع له دواء !!.. غير داءٍ
واحد : الهرم (وهو تقدم العمر إلى الموت) " !!..
رواه أحمد وغيره وصححه الألباني ..
وأما
المنهيات التي تتعلق بمسألة الدواء : فليس فيها أن يكون ذلك الدواء
من
صنع كافر أو مسلم !!.. أو
من اختراع واكتشاف كافر أو مسلم !!.. أو
من
أرض كافر أو مسلم !!.. ولو كان عندك أي نص بهذا قرآنا ًأو سنة :
فلتأتني به مشكورا ً...!
وأما النهي في مسألة الدواء فقد تعلق
بعدم التداوي بالمُحرمات (
كالخمر أو المُسكر
مثلا ًوشرب الدم ولحم الخنزير) : والتي من حكمة الله تعالى أن جعل لها
بدائل حلالا ً..
فعن
ابن مسعود ٍرضي الله عنه موقوفا ًقال في شأن المُسكر :
"
إن الله لم يجعل شفاءكم : فيما حرم عليكم " !!.. صححه الألباني ..
ولم يعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم على
نقل الأدوية من أماكن الكفر
والأوثان إلى بلاد الإسلام والتداوي بها !!.. لأن الكلمة الأخيرة في الطب والتداوي
هي
للتجربة والنجاح أو الفشل !!.. فإذا كان هناك مَن جرب علاجا ًمعينا ً(
حتى
ولو كان من بلاد الكفر) وثبت نجاحه : ولم يحتو على مُحرم كما قلنا :
فهو حلالٌ
للمسلم التداوي به !!..
سواءً كان الذين صنعوه
ملحدين أو
مشركين !!..
فها هو رسولنا الكريم وقد جاءته امراة بولدها المريض في حلقه : فأمرها
بالعود
الهندي (
ويُسمى أيضا ًبالقسط البحري Bryone) وهو نوع من الأخشاب !!..
فعن
أم قيس بنت محصن قالت :
"
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن ٍلي قد أعلقت عليه من العذرة
(والعذرة : وجع ٌيهيج في الحلق)
فقال : علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق ؟!..
عليكن بهذا العود الهندي .. فإن فيه سبعة أشفية .. منها ذات الجنب .. يسعط من
العذرة .. ويلد من ذات الجنب " .. رواه أبو داود وصححه الألباني ..
وفي صحيح البخاري :
"
لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة (وكانوا يغمزونهم في حلوقهم لكي تذهب
العذرة)
: وعليكم بالقسط (أي القسط البحري وهو العود الهندي) " ..
وفي صحيح مسلم أيضا ً:
"
إن أفضل ما تداويتم به : الحجامة .. والقسط البحرى .. ولا تعذبوا صبيانكم
بالغمز " !!..
ولو اطلعت زميلي
الملحد المجاهد على كتاب
الطب النبوي لابن القيم رحمه الله :
لقرأت من ذلك الكثير من أدوية
الحبشة والفرس وغيرهم ...
----
وأما ختاما ً:
فإن ما يستغربه البعض من إمكانية الشفاء الحقيقي من الأمراض : بقراءة
أذكار ٍ
مثلا ًأو
قرآن ٍأو
رقية ٍأو حتى
شربة ٍمن ماء زمزم :
فإنه لدى المؤمنين زميلي :
غير مُستغرب ٍ!!!..
بل هو
مُجربٌ نافع ٌ مع مَن
خلُص توجهه لله ربه وألح في طلب الشفاء !!!..
وهنا أذكر أني
منذ ثلاثة أعوام : أصابتني لأول مرة في حياتي
بعض السمنة !!!..
حيث تضافر على ذلك حينها أكثر من سبب ٍوظرف ٍ(
مثل التوقف المفاجيء عن
ممارسة الرياضة -
والتوقف المفاجيء عن المشي للعمل واستبداله بالسيارة -
ومثل نزولي للإجازة من السعودية إلى مصر وتناول ما لذ وطاب من طعام والدتي
وحماتي) والنتيجة كما قلت :
أنه أصابتني
بعض السمنة المقيتة : والتي بدأت تؤثر على
ركبتي وساقي للأسف !
لدرجة أن صار
مجرد الجلوس للتشهد في الصلاة :
عبئا ًوألما ًلديّ : فما أن تنتهي
الصلاة
حتى أ ُسارع بفرد قدمي من الألم !!..
واشتد حزني لهذا الحال الذي لم أمر به من قبل ...
ثم جاء موسم الحج ...
وحججت ولله الحمد :
وشربت من زمزم :
ودعوت الله تعالى أن يشفيني مما
أصابني !!!.. وكانت المفاجأة لدى عودتي للرياض مرة ًأخرى من مكة :
أني
لم أعد أشعر بهذا الألم من بعدها أبدا ً!!..
وحتى اليوم (
حيث أنه ما زالت بي
بعض السمنة الخفيفة بسبب طول الجلوس في العمل) !!!..
والحمد لله رب العالمين !!!..
وًفي النهاية ...
أدعو الله عز وجل
أن يهديك زميلي .. وأن
يُنر بصيرتك ويشرح صدرك ...
وفقنا الله وإياك إلى ما يُحب ويرضى ..
Bookmarks