ما هو الدليل على كلامك ؟؟؟ كيف عرفتَ بأن هذا هو مراد الخالق منا ؟؟ صخرة ترتطم بها اللادينية بكل تفريعاتها، ما تقوله الآن مجرد تأملات عقلية بعض جوانبها مأخوذة من الأديان، وهذه صخرة من صخور عديدة
1- مسألة العجز والهمل التي تتناقض مع وجود الخالق القادر المتصف بصفات الكمال، لم أر أي لاديني استطاع تفنيدها، فالله عز وجل كما دبر شؤون الناس قدرا استُلزم تدبيره شرعا، وإلا فالناس تُركوا هملا بلا دين يحكم.. فالإنسان مهما بلغ اجتهاده في قوانينيه الوضعية لم يستطع لا الإجابة على الأسئلة الوجودية، فطغت العدمية والعبثية وبالتالي كثرت العقد والأمراض النفسية والمجتمعية من رهاب، وانتحار، وجريمة وانخلال، ولا تحقيق القيم المبتغاة والرفاه والسعادة المنشودين، فعلمنا يقينا، بأن الإنسان أضعف من أن يحقق مقاصده السامية، ولهذا مقتضى الحكمة والقدرة هو إنزال الدين الشامل النافع الذي يحقق الغايات والمقاصد المعروفة من تحقيق النفع للعباد وغيرها، وعليه فأنت موضوع في خيارين أحلاهما مر :
* إما القول بأن الله لم ينزل الشريعة برغم خلقه الإنسان على قصوره، وبهذا تنسب العبث والهمل له، وهي من صفات النقص ومناقض لصفة الحكمة.
* وإما القول بأن الخالق عاجز عن تدبير شؤون الناس شرعا، وهي من صفات النقص .
فخياران أحلاهما مر وبهذا كانت اللادينية مناقضة للعقل الذي لا يقر بصفات نقص عند خالق الكون.
2- مسألة الخطأ والصواب، صخرة أخرى ترتطم بها اللادينية، فما هو الخطأ والصواب من مفهوم اللادينية ؟؟ وما هو مرجع اللادينية في ذلك ؟؟ متى أستطيع الحكم بان هذا خطأ وهذا صواب ..؟؟ هناك عجز طبيعى للعقل في مسألة التحسين والتقبيح فى الأفعال، فالتحسين والتقبيح وتحديد الخطأ من الصواب في الأفعال دون ضابط ولا إله ولا شرع تابع لهوى المرء وشهوته ومصالحه المتغايرة، ألا ترى بأن قبائل جزر الساموا يبيحون لفتياتهم مضاجعة الرجال في حين أن قبائل إفريقية تعاقب المتهم بالزنا ؟؟
فإن كان العقل مرجعا لكان الناس متوافقون، في حين لو نظرتَ للمجتمعات الإنسانية تجدهم مختلفين في الثقافات والتحسينات، فما هو قبيح عند سكان جزر التروبيرياند هو حسن عند سكان جزر الساموا، وهكذا دواليك ... وهذا أيضا مرتبط برقم 1 .
3- هل هناك دليل عقلي ينفي إنزال الخالق للشريعة ؟؟ لا يوجد دليل عقلي، إنما العكس فالعقل يرفض فكرة وجود خالق لم ينزل دينا، وذلك تكلمنا فيه اعلاه، فإذا انتفى المانع العقلي علمتَ تهافت فكر اللادينية.
4- أن اللادينية تحاول ان تملي ما يجب على الله فعله، فهل أخبركم الله بأنه لا يريد الاتصال بالبشر ؟؟ ولا يريد إنزال الشرائع ؟؟ أم أنه هروب من التكليف يدعمه هوى راسخ في القلب ؟؟
5- أن العقل والفطرة قاصران عن معرفة ما يريده الله -تفصيلا- من بني البشر، والدليل على ذلك كثرة الفلسفات، فهذا يفصل إله على مقاس عقله، وذاك على مقاس هواه، والآخر يريد إلها لطيفا، والرابع يريد إلها جبارا، الخامس يريد التكاليف، السادس لا يريد تكليفا ... وهكذا ...
6- عدم إقامة الحجة على الخلق، سيأتي الإله ويحاسبني لماذا فعلت هذا وذاك، سأرد عليه بأنك يا رب لم تنزل دينا أعرف من خلاله الصواب والخطأ، وما ينبغي علي فعله وما ينبغي تركه، وماذا أفعل لأنال أجرك وماذا اترك لأتجنب عقابك، فإن عاقبني فقد نسبتم له الظلم والجور وإن سامحني فقد نسبتم إليه الجهل والظلم كذلك، فالعدل لم يتحقق.
7- أن الإيمان بالبعث والجزاء والقيامة إيمان بالدين، فما هو الدليل على معتقدك في الجزاء ؟؟؟
هذه سبع إشكاليات ملخصة اصطدمتَ بها، فحري بك أن تسلم بالشرط وإلا كان لزاما عليك نقض ذلك نقضا عقليا. هذا ومعلوم بداهة بأن العقل لا يسعف معتقدك.
Bookmarks