تَسْيِيسُ السَّبِّ والشَّتْم لتَهْيِيس نوَّارة كاظِم نجم![وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ]
[اعتذار]
أعتذر إلى القُراء الكرام من استعمالنا طَرَفًا من الألفاظ العامية في غضون هذا المقال وعنوانه، مع كراهيتي لسلوك هذا السبيل في خطابي، إلا أنني مضطر لركوب هذا الجوَاد هنا؛ لكون الفتاة المردود عليها مما اعتادت التحدث- بمنتهى البراعة- بلغة: (أولاد الشوارع) في مقالاتها! حتى درجتْ على هذا الأسلوب السُّوقي المبْتَذَل في كل مقام! فحازتْ فيه فَخَار السبْقِ في معاني الشَّطْحِ والرَّدْحِ وفَرْشِ الملاءة على قواعد: (بُمْبَة كَشَّر)، و (بديعة مصابْني)، و (زُوبَة الكُلُوبَّاتِيَّة)، وغيرهن من عوالِم (شارع محمد علي) أو (شارع عماد الدين)!
ومن طالع مُدَوَّنَتَها المشهورة بـ: (جبهة التهييس الشعبية)! يدرك عظمة هذا: (التهييس) إذا كان نابعًا من أفواه أصحاب الأخلاق المرْهَفَة و (الأحاسيس)!
فكان لِزَامًا على مثلي أن يخاطب الخصم بمنطقه، ويحتكم إليه بإسلوبه، غير أني تحاشيتُ العَرْبَدة في كلماتي مع تلك الفتاة؛ لكوني أعترف لها أنني دونها بكثير في تجويد أصول التعربُدِ على منطق كل عِرْبِيد!
[نظرة في عنوان المقال]
والتسييس: مأخوذة من ساس يَسُوس سياسة، والقياس أن يكون بالواو «تسويس»، لكن أجازه المجمع اللغوي المصري.
أما التهييس: فلا وجود له عند أهل العربية! وإنما هو مصطلح للعامة ربما ابتكره أحدهم وهو في حالة (تهييس)!
وهو أمر يعتري الإنسان عند فَقْدِه الوعيَ والادراكَ والتمييز! فيكون في شبه غياب عن الحِسِّ الذَّوْقي والتقدير العملي، فتصدر منه أقوال غير مفهومة، ويأتي بأعمال ليست معقولة ولا معلومة!
وقد عرَّفه بعض الظرفاء تعريفًا لطيفًا فقال: (التهييس لغة: الهروب. واصطلاحا: الهروب من الواقع وخلْق واقع جديد بمفهوم آخر؟ فعندما نُبْحِرُ فى اللا معقول نُصادِف أطوار تتخطَّفَنا ذات اليمين وذات الشمال، وتلك داهية تستوجب لذى العقل أن يُسَلِّح نفسه بسيكلوجيةٍ معينة نحو حضيض اللا معقول! فالتهييس هو اللا معقول)؟
فحاصل معنى العنوان: أن الأستاذة المهذبة المؤدَّبة (نوارة كاظم) قد اتخذت من أساليب السب والشتم سياسة خاصة لانتقاد من تريد انتقاده؟ أو أنها سيَّسَتْ ( السباب والشتائم ) لتوافق لغة اعتراضها على من ترغب الاعتراض عليه!
وهي ربما تكظم [ولا تنس أنها حفيدة كاظم!] جامَّ غضبها في صدرها عندما تُبْصر مساوئ وأخطاء وهفوات إخوانها من العلْمانيين والليبراليين واللادينيين وأصناف أصحاب الثقافة المستوردة ماثلة أمام عينيها!
إلا أنها تهتاج مَرارتها الصفراء حينما تسمع دَوِيَّ صوت الإسلاميين يُردِّد كلمات العزة لله ورسوله! كالتي سمعتْها تُدَوِّي أرجاء الفضاء في ميدان التحرير (جمعة 29 يوليو الماضية).
لكن جناب الأستاذة لا تمتعض من سماع هُتافات أصدقائها من النصارى عندما كانت معهم في مظاهرات (ماسبيرو) وهو يرددون: (بالروح بالدم نفديك يا صليب) و (ارفع رأسك فوق إنت مسيحي) ونحوها من النعرات الطائفية عند فضيلة المناضلة العاثرة!
فهي آية في السماحة والمواطنة مع غير الإسلاميين وحسب!
ومعاني الحب والإخاء والتسامح لا تعرفها أختنا مع هذه الفئام من إخوان وطنها فضلا عن أبناء دينها، وكيف لها سبيل الاهتداء إلى معاني الحب الخالص إزاء من تعلم، وهي التي تعترف بنفسها أنها: (من الأشخاص غير الموصوف لهم الحب، لأنه يعطلهم، ويجعلهم يبتسمون في بلاهة، وأبويا يطلب قهوة أعمل له شاي وأسقيه لأمي، وخيالك ييجي على سهوة ما افرقش خالتي من عمي!) كما تقول في مقالها (أول مرة تحب يا قلبي) المنشور بجريدة الدستور الإلكترونية بتاريخ (31 - 1/ 2011).
فهي كما ترى لا تحسن سوى الشَّدْو بـ (تهييس) شادْية!
[تنبيه] ربما تتساءل تلك الثائرة عن غرضي من نِِسْبتها إلى والد أمها (كاظم ) وتقديمه على جد أبيها ( نجم ) في عنوان المقال؟
وعمدًا فعلتُ ذلك لأمرين: أحدهما معلوم في لغة العرب، غير أنه ليس معلومًا - فيما أراه- لدى تلك الأديبة - كما يحلو للبعض أن يلقبها جزافًا - ولا لدى مشيختها وأصحابها الصحفيين بدءًا من ( بلال فضل ) إلى ( صلاح عيسى ) وغيرهم ممن يحشرهم كل حاشر قسرًا في زمرة ( الأدباء ) جهلا منه بما وراء الأكمة؟
أما الأمر الثاني: فسأبوح به تلويحًا - لمن يفهم- في تضاعييف هذا المقال.
[اعتذار آخر]
كما أني أعتذر مرة أخرى عن تَجَشُّمي دخولَ مُعْتَرَك القَصاص مع امرأة! وقد علمتُ الإسلامَ قد أوصانا وحثَّنا على الرفْقِ بـ: (القوارير)! بل وأوصانا بهن خيرًا، كما نهانا أن نتعرَّض لنساء الكفار بسوء - فضلا عن نساء المسلمين - إذا كان لنا معهم حربٌ أو مناورة.
لكن اتفق الفقهاء على جواز قتل المرأة إذا حملتْ السلاح وقاتلتْ به المسلمين!
واستدل بعضهم على ذلك بعدة أدلة: منها حديث ابن عباس عند الطبراني وغيره-وسنده مغموز-: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِامْرَأَةٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَقْتُولَةً فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ هَذِهِ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَلِمَ؟» قَالَ: نازَعَتْني سَيْفِي! فَسَكَتَ- صلى الله عليه وسلم-).
فكلامي هنا ليس مع امرأة مُصَافيَةٍ مُسَالِمة، مُوَادِعةٍ مُتحالِمة! وإنما أُخاطِب: (المقاتلِة لُويْزَا قائدة الهُوسْبِتَالِيِّين!)! عفوًا أقصد: (المناضلة نوَّارة زعيمة المُتَهَيِّسِين)!
[كشف حال نوارة هانم باشا]!
فهذه الفتاة الثائرة قد اتخذتْ من قلمها سيفًا صارتْ تدفع به في نحور إخوانها من المسلمين! وجعلتْ من لسانها سهمًا ترمي بأسنانه أعراضَ بني جِلْدَتِها من الموحِّدين!
ولم يكن هذا الأمر بالذي يقلقني كثيرا أو قليلا! لأن الفتاة صنيعةُ وتربيةُ عمِّها -وعمِّ مَنْ كان مثلَها- الكاتبِ الصحفي المصري (إبراهيم عيسى)! ذلك المتهجِّم بجهل فاضح على حرمات الإسلام والمسلمين بما يشهد له بارتقائه إلى لقب: (عَمِّنا) في اصطلاح صحافة اليوم!
فهذا الإنسان هو الذي شربتْ منه (نوارة بِيه) أصول أهل الصناعة، ودخلتْ معه في عِداد تلك الجماعة! حتى صار رابع ثلاثة ممن تُعَلِّق تلك الثائرة صُوَرَهم في غرفتها الخاصة! لإغراقها الشديد في محبتهم! وسنأتي على ذكرهم فيما يأتي.
وعلى قدْر سخرية كل خاسر بمقدسات المؤمنين، أو الطعن في عباد الله الصالحين = تكون قيمة المرء العلْمية والمهنية في مجال الأدب والصحافة! هكذا وجدنا القوم يتعارفون فيما بينهم!
تابع البقية: ....
Bookmarks