كما يقولون
الاختلاف لا يفسد للود قضية شيخنا وأستاذنا
عبد الله .....
وأرى والله أعلم أن المعنى الذي ذكرته نقلا ًعن
الطبري : هو مستبعد :
أولا ً:
لأن
الاستبدال لكي يكون متماشيا ًمع المعنى
التحذيري : يكون
بالمثل أي :
يستبدل قوما ًآخرين :
عقلاء : يتحملون
الأمانة وحرية الاختيار والتفكير والكفر والإيمان !..
سواء كانوا هم الذين
كانوا قبلنا وفق ما اخترته أنت مجتهدا ًعن الطبري : أو كانوا الذين
سيأتون بعد هؤلاء المعاندين كما أخبر الله عز وجل !!..
وأرى من كلامك أخي وأستاذي
ترجيحك لكون هؤلاء الأقوام الذين
كانوا قبلنا :
كانوا أشباه بشر !!..
ثانيا ً:
وهي نقطة أخرى
أخي الحبيب وأستاذي عبد الله وهي :
كيف تقول وتجزم
بالخلق الخاص للإنسان :
في حين لو
صح معنى الآية المذكورة كما ذهبت والطبري : فهي تثبت أننا (
أي البشر) :
ذرية ًمن هؤلاء الخلق السابقين عن الإنسان ؟!!!..
يقول عز وجل :
"
إن يشأ يُذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء : كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين "
الأنعام 133 ..
فكيف نجمع بين
الخلق الخاص لآدم عليه السلام والذي مر بأطوار :
الماء والتراب والطين والصلصال والحمأ المسنون
وسواه الله بيده :
وبين كونه من
ذرية قوم ٍآخرين ؟!..
ثالثا ً:
أعتقد أن معنى الآية
بيانيا ًووفق ما جاء في مواضع أخرى في القرآن في الحديث عن
الذرية :
لا يعني ما ذهب إليه الطبري والله أعلم !!..
بل هو ما ذهب إليه جمع المفسرين !!..
والخلافة المقصودة في الآية هي خلافة
الإيمان والطاعة !!..
والتعبير
بالذرية عن
أجيال كثيرة وقرون طويلة من البشر : لا غبار عليه : ويحضرني مثله
الآن قوله عز وجل في سورة يس :
"
وآية ٌلهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون .. وخلقنا لهم من مثله : ما يركبون .. وإن
نشأ : نغرقهم : فلا صريخ لهم ولا هم يُنقذون : إلا رحمة ًمنا ومتاعا ًإلى حين " !!..
يس 41 : 44 ..
ونقطة أخيرة
أخي وأستاذي عبد الله الشهري بارك الله فيك لو تخبرني برأيك فيها :
من المدلول له أن الله تعالى قد
خلق الأرض وما فيها أولا ً:
قبل خلق الإنسان ونزوله
إليها للامتحان ..
والسؤال الأول :
ألا يشمل ذلك الخلق قبل الإنسان :
خلق كل الكائنات الحية ؟!!..
والسؤال الثاني :
هل يمكن أن تكون تلك الكائنات الحية (
والتي تملك عقلا ًواختيارا ًمحدودين) : وبما
ظهر فيها من
الافتراس والقتل والصيد :
هو ما جعل الملائكة تتعجب من كون الإنسان
ذلك الخليفة : سيأتي
وسط كل هذا
التعدي وسفك الدماء الذي لم تعرفه الملائكة في غيره على ما يبدو ؟!!..
وإنما قاست
حرية العقل والتفكير للخليفة القادم : على ما رأته من تلك
الكائنات ؟!!..
هي مجرد خاطرة
أخي وأستاذي الحبيب : أحببت أن أدلو بها معك هنا ..
ويسعدني إبداءك للرأي فيها ..
والله الموفق ..
Bookmarks