علاء الاسواني والاثارة ومفاجئات روائية!
الاسواني كما القمني يورط نفسه في قضايا هو غير متأكد منها تماما، مثل حديثه الاخير عن مشكلة بين مسلمين واقباط في بلدة بأسوان، واتهامه للسلفيين عامة بتهم جائرة ظالمة، فالمشكلة ليست في انه يدين مسلمين تعدوا على كنيسة او بيت مسيحي وانما المشكلة هي في اطلاق الاحكام وتعميمها، بل وجعلها خاصة بالسلفيين لاتتعداهم، وحادثة قطع الاذن نسبها ليس حتى لرجل سلفي متعصب فيه تطرف، هذا لو كان الأمر كذلك، وكثيرون نفوه عن اي شخص سلفي، ولكن نسبها الاسواني، بكل تعدي ، وهكذا بإطلاق، للسلفيين!
مع ان السلفيون والمتحدثون بإسمهم -مثل الشحات ويرهامي على سبيل المثال-انكروا هذا وبينوا انه ليس من دينهم ولا من دأبهم ولا من شريعتهم ولكن الاسواني يورط نفسه ، وأقول هذه المرة، بجهل!
ولأني اعلم من اسلامي مصدر الإنحراف والشذوذ المؤدي الى اتباع الهوي والتطرف في الاحكام، فلااتردد، وبتتبع عروض الاسواني في رواياته، من القول ان انحرافاته النفسية تسوقه الى اجحاف وتطرف في الاحكام، ويمكنك تتبع مسار هذه النفس المتعالية في روايات الانحراف والتشويه المعروضة على العالم، لتشويه الطاهرات المسلمات(بإطلاق!!) لتعلم ان الشهوات تؤدي الى الانحراف في اصدار الاحكام، فالنفس المنحرفة ليس لها ميزان عادل،، وكمثال فاني اقول بأن انحراف النفس الاسوانية،وشذوذها ، المعبرة عن نفسها في روايتيه "شيكاغو" وعمارة يعقوبيان ، يبين لنا الى اي مدى تنجرف النفس مع خيالها المنحرف، وعن المسلمات، وهو يصورهن للعالم، في رواياته المترجمة والمأخوذ عليها، فيما بعد، جوائز من السفارات الاجنبية، هذا الانحراف وميل النفس لعرض العورات والشهوات ، على تلك الصورة، او المشاهد المرسومة في مشاهد، في الروايتان، ومنها عرض مشاهد روائية، في روايته" شيكاغو" عن مسلمة محجبة تدرس في امريكا، وهي تمارس العادة السرية، وبتفضيل مثير!،هكذا في الرواية، فضلا عن الجنس المباشر، هذا الإنعكاس على صورة روايات مفبركة، في حبكات علمانية الفكرة والصورة، تجعلنا نقول، بأن الاسواني يدفعه الهوي في الاحكام على المسلمين والمسلمات، الى ان يشوه صورتهم امام العالم كله، فعلى شيكاغو ، وعلى التضحية بالمسلمة المحجبة ، يقيم العلماني الاسواني قداسه الجنائزي، فيولول على احداث لم تحدث، ويبدو انه لايهمه منها الا الإثارة، كما لم يهمه من مشهد فبركه هو للمسلمة المحجبة مادام يقدم اثارة من النوع الصادم والمفاجيء وغير المتوقع، وكذلك يفاجيء الاسواني مشاهديه بما لم يتوقعوا منه، وهو عرض مثير، لايستوثق من احداثه ولايحجم عن اعمال خياله فيحكي ،حتى في الامور التي تحتاج توثيق،كأنه متأكد وكأنه يكتب رواية خيالية، لايهمه منها ، الا اثارة مشاهدها وفجائيتها وهو مذهب الاسواني، أي الاثارة والمفاجئة.
لقد غره انه شارك في احداث الثورة بالمقال الصحفي، وغره تعامله اليومي مع امثاله، ونسي أن طول العهد على الفلول ، واستمتاع بعضهم ببعض، هو مثل ماهو عليه واصحابه، فقد خاضوا كالذي خاضوا، واشتهوا كالذي اشتهى، وجعلوا رزقهم انهم يكذبون، حتى سقطوا في اعين الناس، وهكذا يسقط الساقطون.
لقد صفق الغربيون لحبكاته وشهواته وكشوفاته وعرضه للمسلمات والمحجبات ، على الصورة التي عرضتها شيكاغو، ومنحوه جوائز كبرى، فلاغرو ، فهو من سيحرر المسلمة العفيفة، المحجبة، من عقدة الكبت، او الانغلاق، او عدم التكشف والحياء، فالوصلة بين الشرق والغرب، انما هي عند العلماني، او الليبرالي، خيط دقيق، يمكن قطعه، او وصله، في عملية التحرير، الذي ازداد وقعها، على جثث، واعراض المسلمين، خدمة للاستعمار، الذي يحاولون ان يبدون من اشد مقاوميه، وهكذا يمكن رصد كلام القمني عن الصهيونية، بينما هو نفسه من جلب لنا نظريات صهيونية، عن النبي موسى ، بل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال عن النبي في كتاب له انه مرر الافكار اليهودية في القرآن.
ان الاسواني يطلق الاحكام الجائرة ويرسم صورة غير صحيحة لعموم المسلمين والسلفيين، والمثير للتأمل هو ان الرجل لايعلم ان كثيرون ينتظرون امثال هذه المقاطع التصويرية التمثيلية ليقيموا الدنيا ولايقعدوها على الاسلام والمسلمين، في المحافل الدولية وفي الاعلام الغربي.
Bookmarks