صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 73

الموضوع: مداخلاتي عن العلمانية والعلمانيين في المواقع تجميع لتسهيل الرجوع اليها

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    علاء الاسواني والاثارة ومفاجئات روائية!
    الاسواني كما القمني يورط نفسه في قضايا هو غير متأكد منها تماما، مثل حديثه الاخير عن مشكلة بين مسلمين واقباط في بلدة بأسوان، واتهامه للسلفيين عامة بتهم جائرة ظالمة، فالمشكلة ليست في انه يدين مسلمين تعدوا على كنيسة او بيت مسيحي وانما المشكلة هي في اطلاق الاحكام وتعميمها، بل وجعلها خاصة بالسلفيين لاتتعداهم، وحادثة قطع الاذن نسبها ليس حتى لرجل سلفي متعصب فيه تطرف، هذا لو كان الأمر كذلك، وكثيرون نفوه عن اي شخص سلفي، ولكن نسبها الاسواني، بكل تعدي ، وهكذا بإطلاق، للسلفيين!
    مع ان السلفيون والمتحدثون بإسمهم -مثل الشحات ويرهامي على سبيل المثال-انكروا هذا وبينوا انه ليس من دينهم ولا من دأبهم ولا من شريعتهم ولكن الاسواني يورط نفسه ، وأقول هذه المرة، بجهل!
    ولأني اعلم من اسلامي مصدر الإنحراف والشذوذ المؤدي الى اتباع الهوي والتطرف في الاحكام، فلااتردد، وبتتبع عروض الاسواني في رواياته، من القول ان انحرافاته النفسية تسوقه الى اجحاف وتطرف في الاحكام، ويمكنك تتبع مسار هذه النفس المتعالية في روايات الانحراف والتشويه المعروضة على العالم، لتشويه الطاهرات المسلمات(بإطلاق!!) لتعلم ان الشهوات تؤدي الى الانحراف في اصدار الاحكام، فالنفس المنحرفة ليس لها ميزان عادل،، وكمثال فاني اقول بأن انحراف النفس الاسوانية،وشذوذها ، المعبرة عن نفسها في روايتيه "شيكاغو" وعمارة يعقوبيان ، يبين لنا الى اي مدى تنجرف النفس مع خيالها المنحرف، وعن المسلمات، وهو يصورهن للعالم، في رواياته المترجمة والمأخوذ عليها، فيما بعد، جوائز من السفارات الاجنبية، هذا الانحراف وميل النفس لعرض العورات والشهوات ، على تلك الصورة، او المشاهد المرسومة في مشاهد، في الروايتان، ومنها عرض مشاهد روائية، في روايته" شيكاغو" عن مسلمة محجبة تدرس في امريكا، وهي تمارس العادة السرية، وبتفضيل مثير!،هكذا في الرواية، فضلا عن الجنس المباشر، هذا الإنعكاس على صورة روايات مفبركة، في حبكات علمانية الفكرة والصورة، تجعلنا نقول، بأن الاسواني يدفعه الهوي في الاحكام على المسلمين والمسلمات، الى ان يشوه صورتهم امام العالم كله، فعلى شيكاغو ، وعلى التضحية بالمسلمة المحجبة ، يقيم العلماني الاسواني قداسه الجنائزي، فيولول على احداث لم تحدث، ويبدو انه لايهمه منها الا الإثارة، كما لم يهمه من مشهد فبركه هو للمسلمة المحجبة مادام يقدم اثارة من النوع الصادم والمفاجيء وغير المتوقع، وكذلك يفاجيء الاسواني مشاهديه بما لم يتوقعوا منه، وهو عرض مثير، لايستوثق من احداثه ولايحجم عن اعمال خياله فيحكي ،حتى في الامور التي تحتاج توثيق،كأنه متأكد وكأنه يكتب رواية خيالية، لايهمه منها ، الا اثارة مشاهدها وفجائيتها وهو مذهب الاسواني، أي الاثارة والمفاجئة.
    لقد غره انه شارك في احداث الثورة بالمقال الصحفي، وغره تعامله اليومي مع امثاله، ونسي أن طول العهد على الفلول ، واستمتاع بعضهم ببعض، هو مثل ماهو عليه واصحابه، فقد خاضوا كالذي خاضوا، واشتهوا كالذي اشتهى، وجعلوا رزقهم انهم يكذبون، حتى سقطوا في اعين الناس، وهكذا يسقط الساقطون.
    لقد صفق الغربيون لحبكاته وشهواته وكشوفاته وعرضه للمسلمات والمحجبات ، على الصورة التي عرضتها شيكاغو، ومنحوه جوائز كبرى، فلاغرو ، فهو من سيحرر المسلمة العفيفة، المحجبة، من عقدة الكبت، او الانغلاق، او عدم التكشف والحياء، فالوصلة بين الشرق والغرب، انما هي عند العلماني، او الليبرالي، خيط دقيق، يمكن قطعه، او وصله، في عملية التحرير، الذي ازداد وقعها، على جثث، واعراض المسلمين، خدمة للاستعمار، الذي يحاولون ان يبدون من اشد مقاوميه، وهكذا يمكن رصد كلام القمني عن الصهيونية، بينما هو نفسه من جلب لنا نظريات صهيونية، عن النبي موسى ، بل والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال عن النبي في كتاب له انه مرر الافكار اليهودية في القرآن.
    ان الاسواني يطلق الاحكام الجائرة ويرسم صورة غير صحيحة لعموم المسلمين والسلفيين، والمثير للتأمل هو ان الرجل لايعلم ان كثيرون ينتظرون امثال هذه المقاطع التصويرية التمثيلية ليقيموا الدنيا ولايقعدوها على الاسلام والمسلمين، في المحافل الدولية وفي الاعلام الغربي.
    التعديل الأخير تم 10-07-2011 الساعة 08:08 AM

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    العقل الاسلامي
    لقد اخطأ العقل اليوناني في كثير من افكاره الفلسفية والتجريبية وجاء المسلمون، بعد أن وضع لهم القرآن خطوط عامة، واضحة، عن الكون، وغايته، ومسارات فيه، وفائدة الانسان منه بتسخيره له، جاء المسلمون، بعد ان صنعهم القرآن، فصححوا بالعقل الذي هُدي بأصول قرآنية من أعلى درجات الهداية العلمية والعقلية والتجريبية، ماوفر عليهم زمنا علميا ضخما، فقدم هذا العقل، بعد القواعد الذي ازاحت عنه تصورات عقلية سابقة عليه، يونانية وغيرها، قدم حضارة علمية تجريبية رائعة، وهي التي ، وايضا، هدت العقل الغربي الى نفس القواعد والأسباب والطرق، وعليها رأينا النتائج العصرية وماقبلها، في عالم التقنية والإنتاج العلمي الصحيح في عالم المادة
    ان للعقل اهمية كبرى في عالم المادة وعالم الانسان ولذلك نبه القرآن الى العقل واهميته، لكن الرسالة الربانية اختصرت عليه مسافات زمنية هائلة ووفرت عليه تخمينات في امور من الاهمية بمكان وعرفته مسار من اهم مسارات الكون الاعلى ونشاطات تجري فيه وعليها اقام المسلم حركته العقلية والنفسية تجاه الكون وهذا ماورثه الغرب من الاسلام وهو امر مهم جدا رفع الغرب الى ماهو عليه، او كان عنصرا هاما من ذلك وكان عليهم معرفة المصدر والمصدر هو المحمود ورسالته اي احمد، محمد، محمود، الذي حمده الرب تعالى لانه عاقل نظيف، قام برسالته على اكمل وجه واداها للبشرية كما أوحي بها اليه

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تلاميذ في العلمانية التونسية(ألفة يوسف نموذجا)

    ولهذا الاتّجاه روّاد أبرزهما الأستاذان الدّكتوران هشام جعيط وعبد المجيد الشرفي اللذان فتحا آفاق طلبتهما على الأدوات المعرفية المختلفة لتناول مسائل التاريخ والحضارة. وترسّخ هذا الاتّجاه بوجود عدد كبير من الطلبة أنجزوا وينجزون أطروحات تحت إشراف الأساتذة المذكورين بما أصبح يسمح بالحديث عن مدرسة تونسية لقراءة التراث الديني. وهي مدرسة تحظى بالمواكبة وبالاحترام في كثير من الجامعات والمراكز الثقافية العربية والغربية
    ذكرت ألفة يوسف هذا الكلام في حوارها المتقدم مع موقع ايلاف الالكترونية، بتاريخ 28 ديسمبر 2010م
    .
    ومعلوم ان هشام جعيط الذي لي اطلاع كامل على افكاره كما للدكتور ابراهيم عوض رد طويل عليه ،اتهم الرسول اتهامات شنيعة جدا لم يسبقه اليها (مجتمعة) احدا، فقد اخذ من القس (تور اندري) فرضيته الفاسدة من ان المسيحية السورية وخصوصا فكر افرائيم السوري أثر على القرآن (الأولي) عن طريق وصوله إلى أسواق العرب قبل الإسلام وتأثر الرسول به عن طريقها، ومنها سوق كعاظ، فما كان من جعيط كما بينت في سلسلة "انهيار شرفات الاستشراق" الا أن أخذ فكرة :تأثير فكر افرائيم على الرسول ولكنه اقتطعها من الطريق الذي افترضه اندري(أي طريق سوريا-اسواق العرب- مكة) وراح جعيط يفترض ويفتري القول بأن الرسول بنفسه ذهب-قبل اعلان الإسلام- إلى مدرسة افرائيم ليتعلم بنفسه منها،أي اخترع طريق (مكة-سوريا).
    ان فكرة تور اندري بدت غير مقبولة بصورة كاملة من جعيط ذلك انه وجد ان كثافة العلوم والمعلومات في القرآن لاتدل على أن هذه العلوم جاءت بصورة تامة متكاملة عن طريق سوق او اسواق!، وبدل أن يهدم جعيط فكرة تور اندري أحياها بأن حول الطريق التور اندري!، أي من سوريا إلى أسواق العرب إلى (من مكة إلى سوريا) ، أي ذهاب الرسول بنفسه قبل الإسلام إلى سوريا على فترات تطول اكثر مما تقصر وللتعلم فقط!!، ذلك ان ماورد في القرآن لايمكن ان يأتي بتأثير معلومات تختلط بأسواق!، فالقرآن منضبط انضباطا شديد ومعلوماته دقيقة وكثيفة ولايمكن أن يكون هذا عن طريق سوق ، وانما عن طريق دراسة ومدارسة بل وترجمة بزعم هشام جعيط طبعا(أبقى جعيط على مدرسة افرائيم من فرية تور اندري!)، ومعلوم أن الرسول لم يتعلم لا اللغة العربية ولا تعلم لغات في مكة ، ولكن جعيط اراد ان يوصل فريته إلى ابعد حد ، وهي في الحقيقة ابعد في الضلال من فكرة تور اندري، فقال جعيط لابد ان محمد(رسول الله) تعلم اللغات في مكة ولو من غلام!!!!
    هنا يسقط جعيط وتسقط كلمات ألفة يوسف، وتسقط اكاديمياتهم التي لم يشرفني الله بالدراسة عليهم فيها فلله الحمد والمنة.
    وعموما من هذه النصوص والمقابلات والحوارات يمكن ان نتعرف على ولاءات القوم والمؤثرات والانتماءات وميل القلب وغير ذلك، مع طبعا الكتابات الخاصة وكلها هي تجربة المؤلف المعين وعلاقاته مع النصوص والشخوص!

    http://www.tafsir.net/vb/tafsir28081/#post157057
    التعديل الأخير تم 10-13-2011 الساعة 04:40 AM

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ألفة يوسف العلمانية التونسية
    في حوارها مع جريدة ايلاف الالكترونية، بتاريخ 28 ديسمبر 2010م
    قالت ألفة يوسف
    الجامعة التونسية هي المؤسسة التي منها تخرّج عديد الباحثات اللواتي يشتغلن في مجال تفكيك التراث الإسلاميّ... ولهذا الاتّجاه روّاد أبرزهما الأستاذان الدّكتوران هشام جعيط وعبد المجيد الشرفي اللذان فتحا آفاق طلبتهما على الأدوات المعرفية المختلفة لتناول مسائل التاريخ والحضارة. وترسّخ هذا الاتّجاه بوجود عدد كبير من الطلبة أنجزوا وينجزون أطروحات تحت إشراف الأساتذة المذكورين بما أصبح يسمح بالحديث عن مدرسة تونسية لقراءة التراث الديني. وهي مدرسة تحظى بالمواكبة وبالاحترام في كثير من الجامعات والمراكز الثقافية العربية والغربية. ولكنّها في الآن نفسه تجد احترازا كبيرا من المؤسّسات الدّينيّة في تونس باعتبارها مؤسسات تريد أن تحتكر الخطاب حول مسائل الدين تراثا وحضارة وطقوسا.
    نفس الهجوم المكرور من العلمانيين ففي البداية يمدحون في اقطابهم المتصدرة الطابور ولأجل حماية الخط العلماني لاينسون عمل تغطية ارضية بالهجوم على المؤسسات الدينية الاسلامية او الخطاب الاسلامي بوجه عام، وهكذا فعلت ألفة يوسف كما في النص أعلاه
    ومن هم روادها الذين تبجلهم وترفعهم؟ .. إنهم هشام جعيط والشرفي وأمثالهما.
    ومعلوم ان جعيط رمى النبي بأنه تعلم في سوريا عن طريق الدراسة والترجمة الذاتية للغة السريانية وغيرها مما زعم هشام جعيط ان محمد(رسول الله) تعلمه على يد غلام سرياني عاش في مكة!، تعلم محمد -بزعم هشام جعيط ماأودعه لاحقا في القرآن المكي عن اليوم الآخر والحساب ومايحدث فيهما من أهوال!!!
    ان مشكلة هشام جعيط اكبر من عدم تقديم دليل واحد يتيم على زعمه بذهاب النبي مرات ومرات الى سوريا للتعلم على يد لاهوتي مدرسة افرائيم السريانية!
    ولو رحنا ندرس طبيعة لاهوت وافكار هذه المدرسة لرأيناها تؤمن بالثالوث مثلا ، وبمذهب من مذاهب تأليه المسيح وافكار الطبيعة الواحدة او الطبيعتين، فلماذا ياجعيط لم يظهر الثالوث في القرآن ولماذا قامت آيات الكتاب العزيز بالقدح في عقائد هذا اللاهوت المسيحي العام؟ هل لم يكن تأثير لاهوتي سوريا بالقدر الكبير وقد جلس محمد بزعم جعيط فترات طويلة وأُشرب قلبه وعقله أفكار هذه المدرسة بزعم الجعيطي التونسي!
    هذا مالايجيبنا عليه جعيط ولو في سطر واحد من كتابيه في السيرة عن النبي خصوصا الجزء الثاني وهو كتاب "تاريخية الدعوة المحمدية"!
    ان تسرع جعيط في صنع تلفيقية من تور اندري وخيال جعيط الاسطوري (المنسوج علمانيا)تسبب في انه غفل او اغفل حقيقة ان مدرسة افرائيم هي مدرسة ثالوثية او مؤلهة للمسيح فكيف ينتقي محمد لو جرينا على تخرص جعيط كيف ينتقي امورا ويترك امور فهل محمد(رسول الله) يجري على طريقة العلمانيين العرب في اخذ نتف من فرويد واندري وغيرهما في صنع اسطورة بعضها ماخوذ من نتف غربية وهكذا فعل القمني في قصة موسى ايضا وفعل العشماوي مثله واحمد عثمان وشفيق مقار بل واحمد سوسة كما بينت ذلك في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الثاني
    فهل ياألفة هذه هي الطريقة العلمية الرصينة لاساتذتكم التي تدافعين عنها في تناول التاريخ الاسلامي وتفكيك التراث؟
    لا دليل واحد في اطروحة قطب من مدرستكم العريقة ايها الذكية( هشام جعيط، مثلا، ولادليل واحد يتيم له على أن النبي تعلم في سوريا في مدرسة لاهوتيةّّ)!، ولذلك قلت:
    فهل هذه هي طبيعة التفكير الحر الذي تكلمتي عنه في حوارك مع ايلاف السائبة!
    وتدافع ألفة يوسف عن اركون وهاشم صالح وامثالهما بقولها

    أما من ناحية المتقبّل فدارسو التراث الإسلامي بالمراكز الغربية معرّضون أكثر من غيرهم لاتهامات بأنهم يخدمون "أجندات" سياسية غربية وبأنهم يريدون بتفكيك النصوص وبالدعوة إلى إعمال العقل خلخلة الإسلام من داخله. وينسى هؤلاء المتهمون طبعا (ولعلهم لا يعلمون) أن قراءة النصوص وإعمال النظر فيها من صلب التراث الإسلامي نفسه (المعتزلة-الرازي- ابن رشد إلخ). ولعل ما يساعدهم على هذا التجاهل أو النسيان ما تبثّه بعض وسائل الإعلام من نظريات مؤامرة وهمية في جلها ضد الإسلام والمسلمين، في حين أن المؤامرة الكبيرة ضد الإسلام هي تلك التي يشارك فيها المسلمون أنفسهم بجهلهم وتخلّفهم الفكري والاقتصادي والعلمي. وفي كل الأحوال فأنا اعتقد أن ما يقوم به هؤلاء الدارسون بالغرب هام جدا من المنظور الفكري والعلمي،
    وعن مقصدها من تعددية المعنى في القرآن فإنها تكلمت عن الانفتاح التأويلي وهو كلام لايعدو ان يكون مستقى من كلام العلمانيين العرب الذين خاضوا مثلما خاضت في هذا المجال مثل اركون هاشم صالح نصر ابو زيد ومحمود طه كما ضربته مثالا في نص المقابلة التالي.

    فالقرآن يتميّز بانفتاحه التأويلي وبتعدد مستوى قراءته ممّا وضّحه أحسن توضيح محمود طه عندما قدّم قراءة ثوريّة لمفهوم النسخ تعتبر آيات الفترة المكية الداعية إلى التسامح والودّ قابلة لأن تكون ناسخة لبعض الآيات المدنيّة وفق الأطر التاريخية التي تسمح بذلك. ومن وجوه الانفتاح التأويلي للقرآن تعدد معانيه الحاصل بالقوة وبالفعل. وقد حاولت توضيح أسس هذا التعدد لسانيا في كتاب "تعدّد المعنى في القرآن" (وهو أطروحة دكتورا الدولة)وحاولت توضيح بعض إمكاناته إجرائيّا في كتاب: "حيرة مسلمة".
    واما البعد الروحاني الذي تكلم عنه اركون كثيرا وكثيرا جدا (وهو موضوع من افراز الفكر الغربي بعد مأزق مابعد الحداثة)فقد ذكرته ألفة ايضا وهي تخبرنا
    ومع هذا كلّه تجد جلّ المسلمين يهملون البعد الروحاني للإسلام فأين الأخلاق؟ أين الاحترام؟ أين العلم؟ أين التمدّن؟ لقد قمت بفريضة الحج وفاجأني ما رأيته من أوجه سلوك غريبة في مكان من المفروض أن تحلّ فيه الرّحمة والسّكينة. إن لساني يكرّر مع الإمام محمد عبده: أخلاقهم ديننا. وقلبي يدعو لنفسي ولكل المسلمين أن تعود لنا قيمة قرآنية أساسية وهي قيمة السكينة. فلا يمكن للمؤمن المطمئنّ إلا أن يؤمن بقيم العدالة والمحبّة والمساواة.
    وكما يدعو بعض العلمانيين مابعد الحداثيين الى لاهوت اسلامي يرفض العقائد والشريعة فان الفة تقول اجابة على السؤال التالي

    - صنفت نفسك في إحدى المقابلات التلفزيونية كعلمانية دينية، لماذا هذا الاتجاه؟ وهل يصح القول بأن مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي منحت المرأة التونسية حقوقا وحريات لا تحظى بها بقية النساء في العالم العربي مثل: مشاركة الأملاك ومنع تعدد الزوجات هي من نتائج هذا الاتجاه؟
    كثيرون لم يفهموا ما المقصود بكلمة: علمانية دينية. ولذلك سببان: السبب الأول أن سوء طرح مفهوم العلمانية لا سيما في بعض وسائل الإعلام المروّجة للوهابية (صراحة أو ضمنيا) جعلت العلمانية مقابلة للتديّن في حين أنّ العلمانية ليست عكس التديّن، إنها لا تهتم بدين الأفراد وإنما تقوم سياسيا على فصل الدين عن الدولة. أما السبب الثاني لسوء الفهم فهو أن كثيرا من العلمانيين المتطرفين يسخرون من المتديّنين ومن طقوسهم. ولذلك شاع الفصل بين المفهومين.
    آتي الآن إلى التوضيح، أنا أعتقد أن القرآن كتاب الله تعالى وهذا إيمان فرديّ لا ألزم به أحدا... أما اعتمادي لكلمة دينية في عبارة "علمانية دينية" فتذكير بوعي أساسي وهو أن المخيال الاجتماعي في البلدان الإسلامية مسكون بالدين وإن اختلفت نظرتنا له. وحتى اللادينيون لا يمكن أن يتعاملوا مع الإسلام تعاملا حياديا لأنهم نشأوا في بيئة للأديان فيها حضور كبير من حيث التمثّل. فالقصد من عبارة "علمانية دينية" أن علينا أن نعي بأن العلمانية الغربية في بيئة قطعت مع الكنيسة قطعا شبه تام (ولا أقول تام) لها خصائص مختلفة عن العلمانية التي نتصوّرها في بيئة ما تزال محكومة بالمخيال الديني.
    وللمخيال الديني الذي تتكلم عنه نظرات علمانية اخذت من اصحابها مئات الصفحات
    وهي تكرر نفس كلمات اركون عن الشريعة فتقول
    لقد قلت مرّة في إحدى الندوات بتونس: إنه لا يوجد تشريع إلهي. وشبعت تهجّما وتكفيرا لأن الجماعة لم يكملوا باقي الجملة: إنه لا يوجد تشريع إلهي ولكن توجد تطبيقات بشرية للتشريع الإلهي
    ومع ذلك تتكلم في نص الحوار مع ايلاف عن شريعة ومقاصد

    اهتمّ بالمقاصد كثيرون أذكر منهم الشاطبي قديما وابن عاشور حديثا...وهي مدخل إلى الإسلام يخشاه اليوم كثيرون. ذلك أن مراعاة المصالح والكليات بما يضمن انسجام أحكام الشريعة مع بعضها البعض لا يهتمّ بالتفسير الحرفي وإنما يتخذ روح الشريعة منطلقا وأفقا.
    ملاحظات على كتاب "حيرة مسلمة" لألفة يوسف، للكاتب ياسين بن علي
    وهاهو نص مقابلة الفة يوسف مع ايلاف موثق
    http://www.elaph.com/Web/Culture/2010/12/621139.html

    في حوارها مع تونس الشروق(تحت عنوان( لقاء مع...الدكتورة ألفة يوسف ل»الشروق» التونسية: في « ناقصات عقل ودين» تجاوزت الطرح النسوي والأصولي-نور الدين بالطيب ، الشروق : 18 - 06 - 2005
    قالت
    ولا يمكن أن نلج الى الحداثة أو الى ما بعد الحداثة إلا إذا استطعنا أن نتعامل مع هذا التراث وأن ننظر فيه وأن نعرفه أولا ثم أن نقرأه مستعينين بالمناهج الحديثة عسى أن نتجاوز ما نجده اليوم من اشكاليات تبدو ممجوجة لكنها ما زالت تحكم واقعنا في علاقتنا بالتراث وفي علاقة التراث بالحداثة والمعاصرة.
    وهو كلام مكرور تجده كثيرا وخصوصا في ادبيات العلمانيين المغاربة الكبار، وان كان يوجد عند غيرهم ايضا.
    كذلك فهي تتكلم عن ماعبرت عنه بلفظ الأرضية التاريخية للنصوص وذلك في قولها مع الشروق تونس:
    أما النفي المطلق للشريعة وأحكامها وهذا في الطرح الماركسي أو محاولة ايجاد أطروحة بمعنى النظر في الأرضية التاريخية لتفسير النصوص وهذا ما قمت به شخصيا في كتابي : «الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة». التساؤل يمكن أن يكون للمقام الذي قيل فيه القرآن دور في جعل تلك الأحكام بذلك الشكل وهل يمكن أن نجتهد في قراءة جديدة للأحكام وهذا تقريبا الأساس الذي قام عليه كتاب الطاهر الحداد
    وقد قلت سابقا ان عودة الروحانيات في الغرب او عودة الدين بتعبير اركون ايضا، هو مما كُتبت فيه مئات الصفحات من كتاب مابعد الحداثة العرب وبعضهم قال ان هذا يخص الغرب بالطبع لان الاسلام موجود بقوة في البلاد الاسلامية، وتكرر ألفة ماقالته في حوارها مع الشروق تكرره هنا ايضا بقولها
    وهناك اليوم الغربي عودة الى الروحانيات بالمعنى العام للروحانيات بعيدا عن التطبيق الآلي لأحكام الشريعة وبعيدا عن مفهومي الحلال والحرام، الروحانيات بما تحمله من سمو وراحة نفسية ومحبة خصوصا ارتياح الإنسان مع نفسه هذا المنطلق هو الذي حكم قراءتي لأحاديث الرسول في «ناقصات عقل ودين».
    لكنها تعكس مشكلة غربية ناتجة عن الأزمة الحداثية التي عبر عنها ميشيل فوكو بموت الإنسان، تعكسها في مجتمعاتنا وكأنها تريد أن تُرجع روحانيا كنيسة مفتقدة في الغرب أو هندوسية استوردوها متناسية أن الإسلام هو كل لايتجزأ ، فيه الروحاني والمادي، الدنيوي والديني، العلمي والعملي، الشريعة والإجتهاد، الدين والدولة، الروح والمادة، النفس والجسد.. ونتيجة تناسيها هذا كله نجدها تحاول أن تُرجع الشريعة إلى ماأرجعته إليه الأدبيات الإستشراقية ومابعدها من أدبيات أي أنها من عمل الفقهاء وتطور البيئات وصنع أزمنة معينة في التاريخ الإسلامي أخذت من قوانين الحضارات أو فلسفات المدونات والذهنيات.
    والعجيب انها في الحوار تتكلم عن المستشرقين وكأنها بعيدة عن مؤثراتهم الأكبر أثرا، فتقول
    يبدو أن المستشرقين حاولوا بالنسبة للنص الديني وحتى النص الأدبي أن يقرأوا الحضارة العربية الإسلامية بالمقاييس الغربية وهذا هو المشكل نجد مثلا شارل بيلا وهو باحث معروف يقول أن الحظارة العربية لم تنتج أدبا وأن الأديب الوحيد هو الجاحظ
    لقد سبقها إلى هذه الطريقة كبار العلمانيين العرب فهم قد اخذوا وتأثروا بزبدة عصارة المستشرقين ومع ذلك يتهمونهم في امور حتى يبدون امام الجمهور المسلم وكأنهم لم يتغربوا!
    انها تعترف بوطأة الأوضاع فتقول!
    هناك التشريعات الحديثة التي بدأت تساير الواقع في جميع البلدان، تونس هي الرائدة لكن نجد عددا من البلدان تحور قوانينها في اتجاه يؤدي الى مسايرة تطور الواقع. وهذا ليس اختيار بقدر ما هو استجابة لواقع الحداثة في العالم
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir27981/#post157037

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بيير بورديو
    (عالم اجتماع غربي ،من أدوات محمد اركون التي يستعملها ضد القرآن والإسلام والخطاب الإسلامي، أشرت اليه في اقطاب العلمانية في نقدي لأركون)
    قرأت بورديو ولااتفق معه في امور تحليلية كثيرة، هي في الاصل من تصنيع مصانع(المعرفة) ومؤسسات وتبدلات العلوم الغربية التي ينتجها المجتمع نتيجة لظروفه الخاصة التي يمر بها في الغرب، وهي ظروف مادية بدرجة كبيرة في وقت يسيطر فيه السوق والاعلام وسرعة انتاج المعلومات الناقصة في الحقيقة بل سرعة اخراج نتائج كلية عن المجتمع البشري والاجتماع الانساني والحضارات وطبيعة الانسان بما لايتلائم مع هذا الاجتماع البشري العظيم وحقيقة الإنسان الكلية وغايته في الكون.

    وكلنا يعلم ان حركة الافكار نشطة جدا في الغرب ككل شيء فيه الا ان كل فكرة جديدة ، تمثل موضة جديدة، غالبا ماتنقض ماتقدمها في الزمن من افكار او تصفها بالإختزالية والقصور، وكذلك يمكن قول ذلك في الفلسفات والنظريات والعلوم الإنسانية والإجتماعية.

    ولاشك ان هناك بعض حقائق يمكن وضع اليد او العين او البصيرة عليها من تلك الافكار الاستهلاكية، وإن عظمت!، او الظرفية الخاصة، وإن زعمت الكونية، ذلك ان الروح مازال فيها بعض حياة والعقل مازال يقول بعض الحقيقة والحقيقة مازالت هي شغل الانسان مع وجود معيقاتها في فلسفة المادة والروح والجسد والمجتمع والجماعات والمؤسسات والاوضاع والنظريات والفلسفات.

    ان كتب علم الاجتماع الغربية خصوصا نصف انتاج بورديو تقريبا تتكلم عن الهيمنة والجنسانية والدفاع عن الشذوذ الاخلاقي والجسدي بل انه يفلسف هذا الشذوذ ويدعو للمثلية بألطف مايكتب فيلسوف بل ويعاتب حركات المثلية وغيرها بانها تريد ان تأخذ كل حقوقها بقوة وسرعة وبلا تنظيم جيد! وغير ذلك فيطالبها بتنظيم افضل لاخذ حقوقها وتعميق مشروعيتها ومطالبها، وتعميم فلسفة اخلاقها ومنظومة قيمها!!!

    اذا الرجل يراوح كثيرا في علم اجتماعه ومساره واطاره ويستخرج منه نتائج مع دراسته لقبائل الجزائر حتى انه استخلاص نتائج من تركيبة المباني(والبيوت من الداخل وموقع غرفة المعيشة وغرف النوم وموقع المرأة في البيت ومكانها الذي تعمل فيه!) على ماوصل اليه الفكر الاجتماعي الفلسفي الغربي في نظرته الاستعلائية وزيادة

    اما بعض الحق الذي كشف عنه من سيطرة وهيمنة التلفزيون فهو يقوم به لا لنقد الهيمنة (بنموذجها التلفزيوني ومن وراءه!) وانما في المقام الاول لانه يريد ان يحرك المجتمع كله وادواته الى اللاهيمنة بكل صورها المابعد حداثية، انها المثالية المنحرفة التي تفكك المجتمعات إلى عبثية مطلقة.
    ولقد فسر بورديو صور ميل المرأة الغربية الجنسي والفطري للرجل وزينتها له للهيمنة التي لايليق بها أن تخضع لها، عايز يعملها راجل بصرف النظر عن فطرتها وطبيعتها التي خلقها الله عليها!، وذلك في مثالية سلبية وكأنه يتكلم عن عالم خيالي لانظام فيه ولا سنن ولاحدود!!- وينزع عنها حتى ماهو مركوز في فطرتها من ميل لطيف للرجل ومايرمز الى ذلك بالاهتمام بزينة خاصة لها وله!
    ان بورديو مثله فوكو قاموا بدراسات ميدانية في المدن والقرى في الداخل الغربي وفي الخارج ، ولهم نتائج يمكن النقاش حولها، لكن تضيع البحوث الميدانية في إطار الذي وضعوها فيه وهو ايطار الايديولوجيات الغربية ومركزيتها العتيقة والوضع المادي الذي تدور فيه وتنغلق داخله، فلا تصير كما هي نتائج تصب في البحث العلمي الرصين وانما تدخل في منظومة التفسير المادية الغربية ورغباتها الجديدة
    التعديل الأخير تم 11-10-2011 الساعة 11:45 AM

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ابن تيمية وموقفه من الغرانيق
    من الملاحظ ان اغلب الكتابات الاسلامية الحديثة حول موضوع الغرانيق وسورة النجم ، وارتباطها بالوحي الذي تبرأ من اضافة كلمات الغرانيق للتو، من التلاوة ومن السماع ومن الفهم، بمجرد القاء الشيطان لها ، ناسخا وملغيا للباطل الدخيل الذي حاول الشيطان في لحظة دسه ، بل كذالك ، لايخفى عليكم، ارتباط المسألة كلها بالغيب الذي يرفضه العلمانيون، الذين يرجعون الامور لنوازع نفسية ودوافع بيئية وصراعات واقعية، مرة أخرى فإن كثير من الكتابات الاسلامية الحديثة (ليس كلها بالطبع) تحجب او تغفل موقف شيخ الاسلام بن تيمية والمرتبط اصلا بالموقف القديم لسلف الأمة والمفسرين القدماء.
    اشتهرت حديثا ،ايضا!،مقالات محمد عبده والعلامة الالباني وكثير من علماء الامة عن هذه القضية.
    حمسني موضوع في ملتقى اهل التفسير على البحث في مجموع الفتاوى عن موقف بن تيمية من المسألة (الغرانيق-الوحي- الالقاء- الفتنة-النسخ، الغيب، محاولا التحريف من شياطين اجن والانس) فجردت ساعة من الوقت وزيادة في البحث في ملفات الورد التي عندي كاملة لمجموع الفتاوى فتحصلت على الموقف كاملا والذي كنت قد عبرت عنه قبل البحث بالجملة التالية مع زيادات
    :"ابن تيمية رحمه الله ذهب الى ان الشيطان القى بالآيات الملفقة وتلاها النبي الا ان الله تعالى اعلم رسوله ان الشيطان هو من القى بتلك الكلمات الخاطئة وانها مخالفة للقرآن وللسورة ذاتها(سورة النجم)، واذا كان ذلك كذلك فهل غفل ابن تيمية عن ان هذا المذهب يقدح في القرآن نفسه؟ ام انه علم ،رحمه الله ،ان القرآن مصون محفوظ وان الله حفظه بنسخ فوري لما القاه الشيطان، اثناء تلاوة النبي لسورة النجم، مع اعلان ان للشيطان نشاط وفتنة مستمرة حول القرآن، فاعلم الرسول صلى الله عليه وسلم، في نفس اللحظة التي القى الشيطان نفثاته وكلماته، ان الشيطان اراد ان يفسد المعنى والنظم القرآني ويلبس ويخلط ويحدث فتنة في تحريف القرآن(ومحاولته هي من أولى محاولات تحريف القرآن) وان الله احكم آياته وفضح محاولة الإدخال الإلقاء الشيطانية الفاشلة، وبهذا ، اي بحفظ القرآن،في نفس الوقت الذي قرأ فيه النبي سورة من اعظم آيات التوحيد ، في واقعة سجود من سجد من المشركين، لدى سماعهم كلمات الشيطان الدخيلة، هنا، وبهذا التحديد، الذي عرضته قديما كتب التفسير، يكون الامر مقبولا اسلاميا ولذلك لم يعترض ابن تيمية على موضوع القاء الشيطان، لأنه يعلم ان تربص الشيطان كان فعالا وان كان فاشلا دائما، وانما بين شيخ الاسلام ان ذلك الإلقاء انما هو من محاولات الشيطان لإفساد المعنى وان الله نسخ او الغى هذا الباطل على الفور، وهنا نقول بأن الغيب عامل مهم في الموضوع وهو مالم يفهمه العلمانيون ومن قبلهم، وعلى هذا فلا سبيل للمستشرقين للقدح في القرآن، ذلك ان ماالقاه الشيطان لم يستقر في القرآن، بل لم يُقرأ في أي صلاة من صلوات المسلمين، ولم يعلمها الرسول لأحد، وإنما كشفها الله للرسول في وقت محاولة الفتنة، وهذا يعني أن الشيطان يحاول التحريف من اول وقت، ومع أن ذلك يضعفه أن محاولة الشيطان هذه هي الوحيدة ماقد يؤكد ان الرواية غير مؤكدة وانها كما رفضها علماء كثر، الا انها قد تكون اشارة الى ان المحاولات الشيطانية في تحريف القرآن وادخال ماليس فيه عليه ، ستستمر،كما يفعل شياطين الاستشراق اليوم في طبع مصاحف فيها تحريف داخلي او مانراه من محاولات المستشرقين المستمرة من تحريف معاني القرآن "انتهت الجملة
    بعد ذلك اضاف الشيخ مساعد الطيار اضافة بالغة الاهمية دعتني الى البحث عن شرح كلماتي من مجموع فتاوى شيخ الاسلام
    قال الشيخ
    أولاً : هل المشكلة في قصة الغرانيق استغلال المغرضين لها ؟
    إنهم يشككون في المسلَّمات الثابتات، فكيف إذا وجدوا مثل هذا الرواية.
    وأقصد أن الانطلاق من الدفاع عن القرآن لأجل أن الرافضة يستغلون كذا ، أو أن المستشرقين يستغلون كذا، فإن هذا يدل على ضعفنا في بيان الحق، وخوفنا من مثل هذه التُّهم.
    ثانيًا : إن هذه القصة متقدمة، وهي منسوبة إلى جيل الصحابة والتابعين وأتباعهم، ثم كل من جاء بعدهم ممن قبِل هذه الرواية، ولم ير فيها أي شرخٍ للعصمة، وليس فيها أي مطعن على النبوة = فهل غفل كل هؤلاء الكرام عما تنبه له من جاء بعدهم؟!
    ثالثًا: في آية الحج (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) = ما يؤيد العصمة عند من يرى وقوع هذه الحادثة، وهي قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته)، ومعنى ذلك أن ما وقع من الشيطان نفسه بتلبيسه على الكفار بقراءته ما قرأ ليظنوا أنه من النبي قد نسخه الله ، فلم يبق، وأحكم الله آياته.
    ومما يدل على ذلك من الواقع أن كفار مكة لم يحفلوا بهذه الواقعة، وليس لها أي صدى عندهم، مما يدل على نسخ الله ما ألقى الشيطان، وإحكام آياته.
    وهذا الفهم يدل على العصمة، حيث عصم الله وحيه مما ألقى الشيطان، فلم يبق منه شيء، ولم يتاثر وحي الله أبدًا، فحفظه بحفظه، والله أعلم.
    هنا حفزتني هذه الكلمات لإختبار كلامي المتقدم(انظر اصل مداخلتي في الرابط المرفق ان شئت) واختبار عملية التذكر لما قرأته قديما من مجموع الفتاوى، عن الموضوع، ولي اضافة وهي ان القراءة المركزة مهمة جدا وهي تثبت في الذاكرة خصوصا لو كانت قراءة لمن تحب أن تقرأ له
    وعلى كل فهذه كلمات شيخ الاسلام من مواضع مختلفة من مجموع الفتاوى عن المسألة المطروحة.
    شوقتني مداخلة الشيخ مساعد الطيار للبحث في مجموع الفتاوى لتتبع القصة وقول ابن تيمية الصحيح فيها وتعليقاته ولطائفه ، وهاهي اول جمل ابن تيمية من مجموع الفتاوي ج10
    "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة، فإن النبي هو المنبئ عن اللّه، و الرسول هو الذي أرسله اللّه تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، والعصمة فيما يبلغونه عن اللّه ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين‏.‏
    ولكن هل يصدر ما يستدركه اللّه، فينسخ ما يلقي الشيطان، ويحكم اللّه آياته‏؟‏ هذا فيه قولان،
    والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك، والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله‏:‏ ‏(‏تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى‏)‏ وقالوا‏:‏ إن هذا لم يثبت، ومن علم أنه ثبت قال‏:‏ هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول ، ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضًا، وقالوا في قوله‏:‏ ‏‏إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ هو حديث النفس‏.‏
    وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف، فقالوا هذا منقول نقلًا ثابتًا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله‏:‏ ‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏.‏ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ‏.‏ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏‏ ‏[‏ الحج‏:‏ 52 ـ 54 ‏]‏، فقالوا‏:‏ الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث، والقرآن يوافق ذلك، فإن نسخ اللّه لما يلقى الشيطان، وإحكامه آياته، إنما يكون لرفع ما وقع في آياته، وتمييز الحق من الباطل، حتى لا تختلط آياته بغيرها‏.‏ وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فيقلوبهم مرض، والقاسية قلوبهم، إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرًا يسمعه الناس، لا باطنًا في النفس‏.‏ والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الآخر من النسخ‏.‏
    وهذا النوع أدل على صدق الرسول ، وبعده عن الهوى من ذلك النوع، فإنه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند اللّه، وهومصدق في ذلك، فإذا قال عن نفسه إن الثاني هو الذي من عند اللّه، وهو الناسخ وإن ذلك المرفوع الذي نسخه اللّه، ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق، وقوله الحق، وهذاكما قالت عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ لو كان محمد كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية‏:‏ ‏‏وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 37‏]‏،ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله، ولو كان خطأ، فبيان الرسول أن اللّه أحكم آياته، ونسخ ما ألقاه الشيطان، هو أدل على تحريه للصدق وبرائته من الكذب، وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما؛ ولهذا كان تكذيبه كفرًا محضًا بلا ريب‏.‏
    "
    وفي مجموع الفتاوى ج15

    "بعد اتفاقهم على أن التمني هو التلاوة والقرآن، كما عليه المفسرون من السلف كما في قوله‏:‏ ‏‏وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّيَظُنُّونَ‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏78‏]‏ وأما من أَوَّل النهي على تمني القلب،فذاك فيه كلام آخر، وإن قيل‏:‏ إن الآية تَعُمُّ النوعين لكن الأول هو المعروف المشهور في التفسير، وهو ظاهر القرآن ومراد الآية قطعًا؛ لقوله بعد ذلك‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏52، 53‏]‏‏.‏وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا لم يتكلم به النبي، لكن قد يكون في ظنه الذي يتكلم به بعضه النخل ونحوها، وهويوافق ما ذكرناه‏.‏وإذا كان التمني لا بد أن يدخل فيه القول ففيه قولان‏:‏
    الأول‏:‏ أن الإلقاء هو في سمع المستمعين ولم يتكلم به الرسول، وهذا قول من تأول الآية بمنع جواز الإلقاء في كلامه‏.‏
    والثاني ـ وهو الذي عليه عامة السلف ومن اتبعهم ‏:‏ أن الإلقاء في نفس التلاوة، كما دلت عليه الآية وسياقها من غير وجه، كما وردت به الآثار المتعددة،ولا محذور في ذلك إلا إذا أقر عليه، فأما إذا نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته فلا محذور في ذلك، وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة، إلا إذا أقر عليه‏.‏ولا ريب أنه معصوم في تبليغ الرسالة أن يقر على خطأ، كما قال‏:‏‏(‏فإذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به، فإني لن أكذب على الله‏)‏، ولولا ذلك لماقامت الحجة به،فإن كونه رسول الله يقتضي أنه صادق فيما يخبر به عن الله،والصدق يتضمن نفي الكذب ونفي الخطأ فيه‏.‏ فلو جاز عليه الخطأ فيما يخبر به عن الله وأقر عليه لم يكن كل ما يخبر به عن الله‏.‏والذين منعوا أن يقع الإلقاء في تبليغه فروا من هذا، وقصدوا خيرًا، وأحسنوا في ذلك، لكن يقال لهم‏:‏ ألقي ثم أحكم، فلا محذور في ذلك‏.‏ فإن هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه، فإنه إذًا موقن مصدق برفع قول سبقلسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه‏.‏ولهذا قال في النسخ‏:‏‏‏وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ‏‏‏[‏البقرة‏:‏143‏]‏، فظنهم أنهم قد كذبوا هو يتبع ما يظنونه من معنى الوعد، وهذا جائز لا محذور فيه، إذا لم يقروا عليه‏.‏ وهذا وجه حسن،وهو موافق لظاهر الآية ولسائر الأصول من الآيات والأحـاديث، والذي يحقـق ذلك أن باب الوعد والوعيد ليس بأعظم من باب الأمر والنهي‏.
    "
    وفي مجموع الفتاوى المجلد17

    ‏"فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏ ‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ فقابل بين المنسوخ وبين المحكم، وهو ـ سبحانه ـ إنما أراد نسخ ما ألقاه الشيطان، لم يرد نسخ ما أنزله"انتهى

    وهذه ايضا مع انها لاتفي تماما بالغرض الا ان فيها اضافات لطيفة ومعاني عجيبة، وهي
    من كلام بن تيمية من مجموع الفتاوى 14
    "وفصل الخطاب‏:‏ أن لفظ ‏(‏النسخ‏)‏ مجمل، فالسلف كانوا يستعملونه فيما يظن دلالة الآية عليه، من عموم أو إطلاق أو غير ذلك، كما قال من قال‏:‏ إن قوله‏:‏‏‏اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 102‏]‏، ‏‏وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ‏‏‏[‏الحج‏:‏78‏]‏، نسخ بقوله‏:‏ ‏‏فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏‏‏[‏التغابن‏:‏16‏]‏، وليس بين الآيتين تناقض، لكن قد يفهم بعض الناس من قوله‏:‏ ‏‏حَقَّ تُقَاتِهِ‏‏ و ‏‏حَقَّ جِهَادِهِ‏‏ الأمر بما لا يستطيعه العبد فينسخ ما فهمه هذا، كما ينسخ اللّه ما يلقى الشيطان ويحكم اللّه آياته‏.‏ وإن لم يكن نسخ ذلك نسخ ما أنزله، بل نسخ ما ألقاه الشيطان، إما من الأنفس أو من الأسماع أو من اللسان‏.‏ وكذلك ينسخ اللّه ما يقع فى النفوس من فهم معنى، وإن كانت الآية لم تدل عليه لكنه محتمل وهذه الآية من هذا الباب؛ فإن قوله‏:‏ ‏‏وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ‏‏ الآية إنما تدل على أن اللّه يحاسب بما فى النفوس لاعلى أنه يعاقب على كل ما فى النفوس، وقوله‏:‏ ‏‏لِمَن يَشَاء‏‏ يقتضى أن الأمرإليه فى المغفرة والعذاب لا إلى غيره
    "
    وفي مجموع الفتاوي ج18

    "ولهذا كان كل رسول نبيًا، وليس كل نبي رسولا، وإن كان قد يوصف بالإرسال المقيد في مثل قوله‏:‏‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّي أَلْقَي الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عليمٌ حَكِيمٌ‏‏‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ ، وقد اتفق المسلمون على أنه لا يستقر فيما بلغه باطل، سواء قيل‏:‏ إنه لم يجر على لسانه من هذا الإلقاء ما ينسخه اللّه، أوقيل‏:‏ إنه جري ما ينسخه اللّه، فعلى التقديرين قد نسخ اللّه ما ألقاه الشيطان"وأحكم اللّه آياته واللّه عليم حكيم؛ ولهذا كان كل ما يقوله فهو حق‏.‏وقد روي أن عبد اللّه بن عمرو كان يكتب ما سمع من النبي صلى اللهعليه وسلم، فقال له بعض الناس‏:‏ إن رسول اللّه يتكلم في الغضب فلا تكتب كل ما تسمع،فسأل النبي / عن ذلك فقال‏:‏ ‏(‏اكتب،فوالذي نفسي بيده، ما خرج من بينهما إلا حق‏)‏ يعني‏:‏ شفتيه الكريمتين‏.‏
    وقد ثبت عن أبي هريرة أنه قال‏:‏ لم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه أحفظ مني إلا عبد اللّه بن عمرو، فإنه كان يكتب بيده، ويَعِي بقلبه، وكنت أعي بقلبي ولا أكتب بيدي، وكان عند آل عبد اللّه بن عمرو بن العاص نسخة كتبها عن النبي ‏.‏ وبهذا طعن بعض الناس في حديث عمرو بن شعيب،عن أبيه شعيب، عن جده، وقالوا‏:‏ هي نسخة ـ وشعيب هو‏:‏ شعيب بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ـ وقالوا عن جده الأدني محمد‏:‏ فهو مرسل؛ فإنه لم يدرك النبي صلىالله عليه وسلم، وإن عني جده الأعلى فهو منقطع؛ فإن شعيبًا لم يدركه‏.‏
    "
    وايضا في مجموع الفتاوى المجلد19

    "بل ما في الكتاب والسنة والإجماع، فإنه حق ليس فيه باطل بحال...‏ أكثر مافي الباب أنه إذا تمني ألقي الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان، ويحكم الله آياته، والله عليم حكيم، فغاية ذلك غلط في اللسان يتداركه الله فلا يدوم‏.‏وجميع ما تلقته الأمة عن الرسول حق لا باطل فيه،وهدي لا ضلال فيه، ونور لا ظلمة فيه، وشفاء ونجاة‏.‏
    والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله‏.‏
    "
    وايضا في مجموع الفتاوى المجلد13

    "فقوله‏:‏‏‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا‏‏‏[‏آل عمران‏:‏7‏]‏ نظير هذه الآية‏.‏ فإنه أخبر هنا أن الذين أوتوا العلم يعلمون أنه الحق من ربهم، وأخبر هناك أنهم يقولون في المتشابه‏:‏ ‏‏آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا‏‏، وكلا الموضعين موضع ريب وشبهة لغيرهم؛ فإن الكلام هناك في المتشابه، وهنا فيما يلقي الشيطان مما ينسخه اللّه ثم يحكم اللّه آياته، وجعل المحكم هنا ضد الذي نسخه اللّه مما ألقاه الشيطان؛ ولهذاقال طائفة من المفسرين المتقدمين‏:‏ إن ‏[‏المحكم‏]‏ هو الناسخ، و‏[‏المتشابه‏]‏المنسوخ‏.‏ أرادوا ـ واللّه أعلم ـ قوله‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏‏[‏الحج‏:‏52‏]‏، والنسخ هنا رفع ما ألقاه الشيطان لا رفع ما شرعه اللّه‏.‏وقد أشرت إلى وجه ذلك فيما بعد، وهو‏:‏ أن اللّه جعل المحكم مقابل المتشابه تارة، ومقابل المنسوخ أخرى‏.‏ والمنسوخ يدخل فيه في اصطلاح السلف ـ العام ـ كل ظاهر ترك ظاهره لمعارض راجح، كتخصيص العام وتقييد المطلق؛ فإن هذا متشابه؛لأنه يحتمل معنيين، ويدخل فيه المجمل فإنه متشابه، وإحكامه رفع ما يتوهم فيه من المعنى الذي ليس بمراد، وكذلك ما رفع حكمه، فإن في ذلك جميعه نسخًا لما يلقيه الشيطان في معاني القرآن؛ ولهذا كانوا يقولون‏:‏ هل عرفت الناسخ من المنسوخ‏؟‏ فإذا عرف الناسخ عرف المحكم‏.‏ وعلى هذا فيصح أن يقال‏:‏ المحكم والمنسوخ، كما يقال‏:‏المحكم والمتشابه‏.‏
    وقوله بعد ذلك‏:‏ ‏‏ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏ جعل جميع الآيات محكمة، محكمها ومتشابهها، كما قال‏:‏ ‏‏الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ‏‏ ‏[‏هود‏:‏1‏]‏، وقال‏:‏ ‏‏تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ‏‏ ‏[‏يونس‏:‏1‏]‏ على أحد القولين‏.‏ وهنالك جعل الآيات قسمين‏:‏ محكـمًا ومتشـابهـًا، كما قال‏:‏ ‏‏مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ‏‏ ‏[‏آلعمران‏:‏7‏]‏‏.‏ وهذه المتشابهات مما أنزله الرحمن لا مما ألقاه الشيطان ونسخه اللّه‏.‏ فصار المحكم في القرآن تارة يقابل بالمتشابه، والجميع من آيات اللّه،وتارة يقابل بما نسخه اللّه مما ألقاه الشيطان‏.‏ومن الناس من يجعله مقابلاً لما نسخه اللّه مطلقًا، حتى يقول‏:‏ هذه الآية محكمة ليست منسوخة، ويجعل المنسوخ ليس محكمًا، وإن كان اللّه أنزله أولا اتباعًا لظاهر قوله‏:‏ ‏‏فَيَنسَخُ اللَّهُ‏‏ ‏‏ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏‏
    فهذه ثلاث معان تقابل المحكم، ينبغي التفطن لها‏.‏
    وجماع ذلك‏:‏ أن ‏[‏الإحكام‏]‏ تارة يكون في التنزيل، فيكون في مقابلته ما يلقيه الشيطان‏.‏ فالمحكم المنزل من عند اللّه أحكمه اللّه أي‏:‏ فصله من الاشتباه بغيره، وفصل منه ما ليس منه؛ فإن الإحكام هو الفصل والتمييز والفرق والتحديد الذي به يتحقق الشىء ويحصل إتقانه؛ ولهذا دخل فيه معنى المنع كما دخل في الحد، فالمنع جزء معناه لا جميع معناه‏.‏
    وتارة يكون ‏[‏الإحكام‏]‏ في إبقاء التنزيل عند من قابله بالنسخ الذي هو رفع ما شرع وهو اصطلاحي، أو يقال ـ وهو أشبه بقول السلف ـ‏:‏ كانوا يسمون كل رفع نسخًا، سواء كان رفع حكم أو رفع دلالة ظاهرة‏.‏ وإلقاء الشيطان في أمنيته قد يكون في نفس لفظ المبلغ، وقد يكون في سمع المبلغ، وقد يكون في فهمه كما قال‏:‏ ‏‏أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا‏‏ الآية‏[‏الرعد‏:‏17‏]‏‏.‏ ومعلوم أن من سمع النص الذي قد رفع حكمه أو دلالة له، فإنه يلقي الشيطان في تلك التلاوة اتباع ذلك المنسوخ فيحكم اللّه آياته بالناسخ الذي به يحصل رفع الحكم وبيان المراد‏.‏ وعلى هذا التقدير فيصح أن يقال‏:‏ المتشابه المنسوخ بهذا الاعتبار، واللّه أعلم‏.‏وتارة يكون ‏[‏الإحكام‏]‏ في التأويل والمعنى، وهو تمييز الحقيقة المقصودة من غيرها حتى لا تشتبه بغيرها‏.‏ وفي مقابلة المحكمات الآيات المتشابهات التي تشبه هذا وتشبه هذا، فتكون محتملة للمعنيين‏.‏ قال أحمد بن حنبل‏:‏ المحكم‏:‏الذي ليس فيه اختلاف، والمتشابه‏:‏ الذي يكون في موضع كذا وفي موضع كذا‏.‏
    ولم يقل في المتشابه‏:‏ لا يعلم تفسيره ومعناه إلا اللّه، وإنماقال‏:‏ ‏‏وَمَايَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏7‏]‏، وهذا هو فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع؛ فإن الله أخبر أنه لا يعلم تأويله إلا هو‏.‏ والوقف هنا على ما دل عليه أدلة كثيرة وعليه أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وجمهور التابعين وجماهير الأمة‏.‏
    ولكن لم ينف علمهم بمعناه وتفسيره، بل قال‏:‏‏‏كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ‏‏ ‏[‏ص‏:‏29‏]‏، وهذا يعم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات، وما لا يعقل له معنى لا يتدبر‏.‏ وقال‏:‏‏‏أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ‏‏ ‏[‏محمد‏:‏24‏]‏، ولم يستثن شيئًا منه نهى عن تدبره‏.‏ واللّه ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله،فأما من تدبر المحكم والمتشابه ـ كما أمره اللّه وطلب فهمه ومعرفة معناه ـ فلم يذمه اللّه،بل أمر بذلك ومدح عليه‏.‏
    يبين ذلك أن التأويل قد روى أن من اليهود الذين كانوا بالمدينة على عهد النبي ـ كحيى بن أخطب وغيره ـ من طلب من حروف الهجاء التي في أوائل السور تأويل بقاء هذه الأمة، كما سلك ذلك طائفة من المتأخرين موافقة للصابئة المنجمين، وزعموا أنه ستمائة وثلاثة وتسعون عامًا؛ لأن ذلك هو عدد ماللحروف في حساب الجمل بعد إسقاط المكرر، وهذا من نوع تأويل الحوادث التي أخبر بهاالقرآن في اليوم الآخر‏.‏
    وروى أن من النصارى الذين وفدوا على النبي فيوفد نجران من تأول ‏[‏إنا‏]‏ و‏[‏نحن‏]‏ على أن الآلهة ثلاثة لأن هذا ضمير جمع‏.‏وهذا تأويل في الإيمان باللّه، فأولئك تأولوا في اليوم الآخر، وهؤلاء تأولوا في اللّه‏.‏ ومعلوم أن‏:‏ ‏[‏إنا‏]‏ و ‏[‏نحن‏]‏ من المتشابه، فإنه يراد بها الواحد الذي معه غيره من جنسه، ويراد بها الواحد الذي معه أعوانه وإن لم يكونوا من جنسه،ويراد بها الواحد المعظم نفسه الذي يقوم مقام من معه غيره لتنوع أسمائه، التي كلاسم منها يقوم مقام مسمى، فصار هذا متشابهًا؛ لأن اللفظ واحد والمعنى متنوع‏.‏
    والأسماء المشتركة في اللفظ هي من المتشابه، وبعض المتواطئة أيضًا من المتشابه، ويسميها أهل التفسير ‏[‏الوجوه والنظائر‏]‏، وصنفوا كتب ‏[‏الوجوه والنظائر‏]‏، فالوجوه في الأسماء المشتركة، والنظائر في الأسماء المتواطئة‏.‏ وقدظن بعض أصحابنا المصنفين في ذلك أن الوجوه والنظائر جميعًا في الأسماء المشتركة‏.‏فهي نظائر باعتبار اللفظ، ووجوه باعتبار المعنى، وليس الأمر على ما قاله، بل كلامهم صريح فيما قلناه لمن تأمله"‏.‏
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir17052/
    التعديل الأخير تم 11-14-2011 الساعة 11:52 AM

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ماوراء السطوح والمسلم الجديد

    لقد غيرت التطورات العالمية والتحولات السياسية والاقتصادية والتقنية التكنولوجية والمعلوماتية من خريطة العقل في الانسان المعاصر ، والإنسان العربي على وجه الخصوص.
    ومادفع هذا العقل العربي الى الثورة المدهشة التي يشاهدها العالم هو مجموعة من التغيرات،او المتغيرات والتحولات، النفسية والعقلية ، الشعورية والوجدانية.
    اشرت في مقالي (مصر وماوراء السطوح) الى تراكم المعارف العقلية الاسلامية التي فتحت العلوم الحديثة الطاقة على آفاقها الكبرى فشاهد الإنسان المسلم للمرة الأولى المشاهد الكونية التي كان القرآن قد عددها بدقة مدهشة وتفصيل مثير، كما شاهد تعقد الكون واتساعه وتناسقه، في وقت يرى الغرب يتقدم ويترقى في بعض جوانب الحياة وفي وقت يتحكم فيه وفي نفسيته الجديدة وعقله الجديد، عالم الاستبداد وعالم الاستعمار، وفي وقت وصلت حالة المدن والقرى العربية إلى حالة يرثى لها كما وصلت حالة المجتمع وحاجياته الضرورية الى مرحلة دنيا غاية في السوء.
    ورأى بأم عينيه أنه يُهان في أماكن كثيرة في العالم ولايؤبه له، وأن قادته(الطواغيت) يعيشون حالة من الترف واللامبالاة تجاه كل ماحل في القرن الماضي والقرن الحالي!
    لقد صار الانسان المسلم (الحديث) اوسع معرفة من الانسان القَبلي(الآباء والأمهات او العجائز والشيوخ) و انفجرت في عالمه ، او انفتحت على عالمه، مجموعة من المعارف العلمية خصوصا والتقنية ، التي كان الأجداد قد وضعوا قواعدها، وطورها العالم الحديث، ولم يعد عالم الكبار السن بقادر على فهم اي شيء من التحولات والتطورات الحديثة ولا هو بقادر على التعامل معها
    ولاشك ان التركيبة العقلية والنفسية للحكام ومن يعمل في مؤسساتهم من الكبار السن والمرتبة لها عالمها المخالف لسنن الاشياء والانسان والمجتمع والحياة والسياسة.
    ولذلك انقلب الشباب جميعا
    وحتى الليبراليين والعلمانيين ففيهم من هذا بعضه وان كان فيهم خلل نتيجة اخذهم بكافة صور التحولات في العالم ومنها التحولات الخاصة ب"الذهنية العقلية والنفسية الغربية" ، وهي لاشك خاصة بالغرب،او على الاقل جانبها الفلسفي، فالعلوم الانسانية والاجتماعية ليست بدرجة الثقة التي نوليها للعلوم التقنية والعلمية الخاصة بعلوم الفلك وغيره، وان حاولوا استخدام مصطلحاتها،اي مصطلحات العلوم التكنولوجية (والعلمية كعلوم الفلك والطب والفيزياء وغيرها)في مجالاتها الخاصة، وحاولوا تطبيق مفاهيمها على عالم الانسان،(والمثير ان ذلك يحدث في ظل خلل البناء النفسي والعقلي الغربي تجاه الغيب والدين والانسان والمجتمع) وكأن الإنسان آلة في الكون، وهي مسألة الجبرية تعاود الظهور في العلمانية وتلغي من الانسان كل مقوماته، الخلقية والفطرية، والاختيارية والتفكرية. نعم لقد اغلقوا عليه دائرة التفكير في المادة بله في بعض ظواهرها، أفهذا هو عالم الانسان والكون ومدى عملية التفكير فيه!!؟
    لقد حرر الغرب الانسان(هذا هو الظاهر المعروض!) لكنه قذفه في عبودية آلية جبرية لااختيار لها، فالتطورية الجبرية تحكمه والأنانية تحكمه والجغرافيا الحتمية تحكمه والعلوم الحديثة في عالم الفلسفة تقيده بقيودها الضيقة والعبثية، بينما هو في الاسلام اوسع واكمل من ذلك من ناحية وليس كذلك من ناحية أخرى، فهو اوسع طاقة وفطرة وعقلا واختيارا وتفسيرا من احاديات وحتميات نتائج هذه العلوم الانسانية والاجتماعية والفلسفية الضيقة النظرة وهو من ناحية غير هذه العلوم ونتائجها
    انهم باختصار يتخرصون في تصور انسان آخر، انسان احيوه واماتوه في فلسفاتهم!!!
    (لاتنسى صيحة ميشيل فوكو "أن الإنسان قد مات"!)

    ان الشباب الاسلامي الجديد فهم هذا كله وراح يثور على الباطل كله قبل ان يجرفه الطوفان وقبل ان يُسيطر عليه بحجة التطور والحتميات الهشة.
    ولذلك تثور الامة بعد استواء كثير من المفاهيم في نفسياتها وعقولها مع رؤيتهم للعالم بشكل جديد، غير ماكان عليه العجائز والشيوخ من العجز وقلة المعرفة وماشابه، وغير ماكان عليه الطواغيت والمستبدين واهل الاجرام وجهلة الحكام.
    انهم يقذفون الحجارة على هذا كله ولن يتراجعوا
    الا بضوابط موثوقة
    !

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لولا النقد ماهدمت الجاهليات العريقة وتغيرت الامم
    ان الاسلام جاء فنقد كافة اشكال الوثنيات والاساطير القبلية وكافة الخرافات التي دخلت على رسالات الانبياء وحمل القرآن المنزل على الكهنة والحكام والدينيين الذين حرفوا كلام الانبياء والاصول الاولى للشريعة الربانية الام
    ثم بعد ان دمر الاسلام اساسات الضلالات وعبادة الكواكب والبشر
    قال للبشرية انظروا في السموات والارض
    تدبروا الآفاق والسماء والارض المسخرين لكم بعد ان عبد الناس كواكب السماء وكبراء الارض
    وهنا ومع الفتوحات البعيدة وارساء العدل وقراءة القرآن بدأ الناس ينفتحون على العالم الجديد الذي افتتح القرآن رؤية خاصة اليه
    ومن هنا بدأت حضارة الاسلام وبدأت التجارة العالمية وبدأ العلم ينفتح على علوم الحضارات البائدة فصحح وعدل وابدع وانتج
    ووصل الاسلام الى شواطيء ايطاليا واسبانيا وراح الي مدائنه العظيمة في قرطبة وغرناطة وغيرهما القساوسة والرهبان والشباب الاوروبي حتى تعلموا كل شيء
    وكان اليهود يترجمون من قبل ومن بعد الحضور الاسلامي الكبير والعميق فترجمت علوم المسلمين
    ولم يمنع الاسلام العلم بل انه مخترعه وخالقه!
    العلم التجريبي بالملاحظة العقلية فانتج قواعد واصول عقلية ووضع منهج تجريبي سارت عليه اوروبا في كثير من علومها التي انتجت السيارة والطيارة وغيرهما
    نحن لانفخر وانما نقرر ولانفتخر وانما نعرض حقائق
    الاسلام حي هذا هو النقد الحي الذي جاء به
    وربما ينتهي العلماني كما انتهت فصول فيه مثل الماركسية اللينينية وغيرها
    مداخلة عرضتها هنا قبل اجراء اي تعديل فيها كاغلب مداخلاتي التي هي من هذا النوع
    مع اني احب ان اعدل فاقول بان حضارة الاسلام بدأت من القرآن نفسه ومن كلمات الرسول.

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الى ان انقل عزالي اضع هذه المداخلة التي كتبتها منذ دقائق ضد علمانية متغطرسة(وماهو ملون هو المقصود بالعرض عنها ووضعت السياق الى أن...
    قالت
    هذا الرجل ياعزيزي ...بيني وبينه مصانع الحداد من أيام السور ولاأستغرب جعجعته الفارغة
    فليقل مايشاء لأنه أصلا لاينفع أحدا في هذا المنتدى سوى تكرار اسطوانته المشروخة عن أمجاد العرب والغرب الكافر هههه والمهزلة الكبرى أنه يعيش في هولندا يأكل النعمة ويسب الملة هههه
    وكانت قد قالت قبل ذلك(أما عن الأشخاص الذين احترفوا الصمت "حزب الكنبة" فيستحقون أن يحكمهم الحمير وتتبول عليهم الكلاب)
    وكان ردي عليها هو:
    والسبب هو انت ،فهناك رميتي عقيدة المسلمين في الجنة بالعهر والمردان الغوان وهنا ايضا لاتفترق لغتك في التعامل حتى مع من تكرهينه او قد تكوني على حق في نقطة الاعتراض عليه لكن وياللخسارة كلامك محوره الكلاب واللعاب والحمير والبغال وماذا تنتظرين مني و انا ارى منك هذا
    نعم لك جميل العرفان والشكر في تصوير كتب لاشك اني استفدت منها لكن يا... قللي من نرفزتك وكلماتك القاسية والبذيئة تجاه من تريدين تربيته فكرا وثقافة!
    اما عن عيشي في هولندا فقد جئت اليها كما جاؤوا الى حضارتي واستفادوا منها ايما استفادة وهذه هي طبيعة العلاقات فانا اعيش في الغرب نعم لكن اعيش على كنوز اجدادي وتوابعها التي خرجت من مشكاتها ، المشكاة العلمية العقلية التجريبية التقنية، لو تعلمين

    فالمنهج التجريبي الذي خرج من مشكاة امتي هو الذي اخرج من الغرب انتاجهم التكنولوجي ولولا الاسلام ماصارت تقنية وتكنولوجيا فاليونان كان يعيش ولامنهج واضح له في التجريب والاستقراء ، والغرب كله ايام اليونان وحتى بعد الاسلام كان ظلاما في ظلام لامعامل ولاتقنية ولاتجريب ولاقواعد منهجية كالتي رسختها حضارة الاسلام، وجاء المسلمون وقد خلقهم الاسلام فقدموا للعالم مجانا ومجانا فقط قواعد حضارتهم فانا ياسيدتي لااشحذ ولكني اعيش بعزة مناهجي التي شغلوها في معاملهم
    ثم اعيش باحترام احترم فيهم مافيهم من خير وارفض منهم مااراه غير ذلك لكني اعيش في توازن يقبل منجرات الخبرة الانسانية كما قبلوها هم من بلدان قرطبة وغرناطة وبغداد وصقلية وغيرها
    مانفع الكتب التي تصورينها ، مع كلماتك!،خصوصا عالم المعرفة وفيها كتب كاملة تشيد بحضارتنا اقرار للحق التاريخي وهذا هو ماانت تدينينني عليه مع انه مما تصورينه ومنها كتاب تراث الاسلام جزئين،وهما لعلماء غربيون شهدوا شهادتي التي تستهزئين بها(وياللدهشة فانت نقلت من مصدر مصوراتك شهاداتهم لنا)
    انها اسطوانة مشروخة تلك التي تكررونها
    ومنها قولكم: تستعلمون السيارة وانتم لستم صانعيها
    وانت كذلك تستعملينها
    لكننا نفترق عنك باننا نثبت انه لولا المناهج العلمية التجريبية ووصول الاسلام الى جزء عظيم من الغرب وتمترسه فيها 800 سنة ليغير الغرب تماما، من احتكار الكهنة للمعرفة القليلة والضعيفة (كانت الاناجيل مربوطة بسلاسل لايطلع عليها الا القساوسة والرهبان!!)وتعليم الناس واخراج العلوم مجانا واقامة مكتبات ومعامل كله من عالم الاسلام خرج، وهو ماحدث بحادثة الاسلام الكبرى.. ووصول شباب اوروبا اليها للتعلم مجانا ورجوعهم الى بلدانهم ومعهم ايضا مترجمات وعلوم وتقنيات ترجمها عرب ويهود عاشوا بسلام في بلاد وامة الاسلام مااوصلهم لمراتب علمية وعملية ادت الى ترجماتهم التي وصلت الغرب لعلوم المسلمين ومن هنا حدثت الطفرة التي اعيش فيها من الناحية التكنولوجية المتطورة جدا اليوم وكان معها تشغيل العقل الذي دخلت عليه الفلسفة فغيرت وبدلت
    وعلى كل فنور الاسلام موجود في حضارة الغرب مهما اظلمت حوله المصابيح فالنور لايطفيء وهاهم علماء يكشفون عنه!،وبني حول حقائقه الغنية التي دخلت الجسم الغربي اسوار وحيطان منعت وصول الحقيقة لامم شتى بل وصلت اليك انت احجارها الجيرية المتكلسة التي لاتنفع-وان من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء- اي وصلت اليك المزيفات الدعائية فتخلفت عن الحقيقة ووقعت فيما انت فيه
    التعديل الأخير تم 12-11-2011 الساعة 09:38 PM

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الهوس الغربي ضد الرسول

    غالبا ماتصدر الاحكام ضد الرسول في الغرب تحت وقع الظروف العنيفة الشخصية والجماعية التي ينغرس فيها اصحابها وبدلا من ان يوجهوا اتهاماتهم لقومهم واوضاعهم المأزومة تراهم يعبرون احيانا عن غضبهم وبؤسهم ومرضهم ضد من لو نظروا اليه نظرة محايدة لا احادية لكتبوا فيه الاشعار والكلمات الرائعة المنصفة لكن للميول النفسية ولوطأة الأوضاع العاصفة ذهنيا ووجوديا على الشخص تأثير أيما تأثير مايجعل العالم او الناقد يكتب حماقات او بذاءات او يطلق اتهامات او شتائم لاتليق بالمحكوم عليه او المنتقم من شخصه.
    وهذا ينطبق تماما على كثير مما صدر ضد النبي في الغرب وقد وصفت كارين آرمسترونج الاحكام الاستشراقية التي صدرت ضد الرسول قبل القرن ال20 باحكام المرض الغربي ضد نبي بريء مما قيل فيه (مع انها هي ايضا حكمت احكاما أخرى ضد النبي متأثرة في ذلك بمنتجمري واط وغيره مما قالت هي نفسها انها تأثرت به..
    ولذلك اقول انه احيانا يكون المستشرق عالم اجتماع يحاول لملمة صور الاوضاع المتسارعة في بلده مع الانخراط في مجالاتها المتغيرة والفظيعة فيضيف اضافة في مجال علمه لاتخرج عن النمط السائد في عصره وظرفه وهي غالبا ماتكون احادية التفكير ضيقة المدخل والمخرج!، وقد يفرد هذا العالم -مثلا- الرسول بدراسة خاصة ، هذا اذا ولج عالم الحضارات ومنشأ المدنيات، او يكون الدارس الغربي روائي عالمي فيكتب رسالة عن النبي ، قد يلخص في تلك الرسالة موقفه من الموقف الغربي العريض تجاه النبي فالاول مثل غوستاف بولون صاحب كلمة(الهوس) او بالاحرى ناقلها من مجالها الى وصف النبي وشخصه!! والثاني يمكن ضرب المثل عليه بالروائي العالمي تولستوي،او جوته مثلا.
    وقد يكون اديب او رجل سياسة يعيش عالم عنيف جدا من الصراعات التي تناله هو شخصيا من قريب ،فاذا نظرت اليه عبر التاريخ رأيته يعاني من العزلة او قسوة الحياة او المطاردة والتشرد او الخسارة والضياع،او الاضطراب النفسي والخلل الفكري(وهذه الاخيرة اصف بها فيلدرز البرلماني الهولندي الذي جهز كتابا ضد النبي على وشك الصدور!) وهو في اثناء ذلك يكتب افكاره النقدية العنيفة تجاه قومه وزمنه وهذا يمكن تعيينه بدانتي صاحب الكوكيديا الالهية ،الذي كان يعاني اشد المعاناة من واقع مجتمعه وهو يرى نموذج الحضارة الاسلامية باديا له من بعيد بل ومؤثرا بصورة كبيرة جدا ورويدا رويدا يضغط علميا ومدنيا على الواقع الغربي ومغيرا له وغازيا غزوا لطيفا، بل عنيفا(عنف المواجهة مع كهنته ومواقعهم العتيدة!)!
    وفي هذه الاخيرة يقول مونتجمري واط:" وقد كان دانتي مدركا لفضل العرب على اوروبا "(فضل الإسلام على الحضارة الغربية لمنتجمري واط)
    ان تحليل الواقع الذي ولد فيه المفكر الغربي والمؤثرات التي اثرت عليه والافكار العاصفة الموارة الدائرة فيه كالدائرة المغلقة، هو امر في غاية الاهمية ومن خلال دراسة الواقع هذا يمكن الوصول الى تفسير كلمات المفكر او مواقفه او نظرته ونظريته!
    فدانتي مثلا كان يعاني من قومه اشد المعاناة وقد ولد في مجتمع القرون الوسطى المظلمة وفيه رأي نور الاسلام في جانب غربي مضيء ورأى الصراعات التي تدور بين قومه والتخلف الضخم جدا في كافة ميادين الحياة فكانت معاركه وكلماته تناسب ظروف عصره ولاتخرج احكامه عن دائرة وضعه وواقعه، لكنه حشر فيه موقف قومه التقليدي من النبي على الرغم من انه مدح تلاميذ النبي ومنحهم موقعا جليلا في ملهاته!
    وقبل الوصول الى نظرة دانتي عن الرسول وعن فلاسفة الاسلام (وضع الرسول العظيم في الحجيم وفلاسفة الاسلام في الجنة، في ملهاته طبعا!!) يمكن رؤية دانتي مثلا وهو يقوم بشتم شعبا أوروبيا وهو شعب الفلورنسيين وقد ناله منه ماناله!
    يقول ويل ديورانت المؤرخ الأمريكي المعروف في ذلك ،ان دانتي وجه :"وهو في سورة الغضب رسالة "إلى الفلورنسيين أشد الناس إجراماً Scelestissimis Florentinis (مارس 1311م) قال فيها: ألا تعرفون أن الله قد أمر أن يخضع بنو الإنسان كلهم لحكم عاهل واحد ليدافع عن العدالة، والسن، والحضارة؟(يقصد الإمبراطور هنري الذي سينقلب عليه دانتي بعد قليل ويزجره!) وأن إيطاليا كانت على الدوام فريسة للحرب الأهلية كلما زال عنها سلطان الإمبراطورية يا من تعتدون على القوانين البشرية والإلهية ويا من يدفعكم النهم الرهيب إلى ارتكاب كل جريمة مهما بلغت من الشناعة - ألم تروعكم رهبة الميت الثانية فخرجتم على مجد(!) الأمير الروماني، ملك الأرض(!) ومبعوث الله؟(!)... يا أحمق الناس وأبلدهم إحساساً! سوف تخضعون صاغرين إلى النسر الإمبراطوري. ؟وساء دانتي وملأ قلبه هلعاً أن هنري ترك فلورنس وشأنها؛ ولهذا كتب الشاعر إلى الإمبراطور في شهر إبريل كما كتب نبي من أنبياء إسرائيل يحذر الملوك فقال: لسنا ندري أي خمول يقعدك عن العمل هذا الزمن الطويل... إنك تضيع الربيع كما تضيع الشتاء في ميلان... (لعلك لا تعرف) أن فلورنس مصدر الشر المستطير... وأنها هي الأفعى... التي تنفث من أنفاسها الفاسدة الدخان الموبوء الذي يقضي على القطعان المجاورة لها... هُبَّ إذن يا ابن يسَّي Jesse النبيل!"(قصة الحضارة لديورانت ج17 ص 317) وقد خيب الله رجاء دانتي في هذا الامبراطور الذي احبه وسعى لنصرته حتى ان الامبراطور انقلب عليه وقد نفت فلورانس دانتي وفر هرعا وخوفا وهنا لجأ إلى دير ليخلو بنفسه وملهاته ،وقام بشتم النبي محمد وتصويره في صورة بشعة ،وفي ذلك يقول ويل ديورانت:" ولمّا وصل هنري إلى ميلان هرع دانتي إليها وألقى بنفسه وهو في نشوة الحماسة عند قدمي الإمبراطور، وخيّل إليه أن كل ما كانت تصوره له أحلامه من قيام إيطاليا الموحدة يوشك أن يتحقق. لكن فلورنس لم تستجب لنداء الشاعر، وأوصدت أبوابها في وجه هنري "فانقلب الامبراطور عليه" وكان رد فلورنس أن أعلنت نفي دانتي، وحرمانه أبد الدهر من كل عفو يصدر عن الخائنين. وترك هنري فلورنس دون أن يمسها بسوء، وانتقل عن طريق جنوى وبيزا إلى روما حيث توفي (1313) وكان موته من أشد الفواجع التي حلت بدانتي؛ ذلك أنه قد قامر بكل شيء على انتصار هنري، وحرق من ورائه كل الجسور الفلورنسية، ولم ير أمامه إلاّ أن يفر إلى جبيو Gibbio ويلجأ إلى دير الصليب المقدس (سانتا كروس Santa Croce). ويبدو أنه كتب في هذا الدير جزءاً كبيراً من الملهاة المقدسة ... )."(ج17 ص318)
    فهذه هي بعض ظروف كتابه دانتي لملهاته كما قال ديورانت فصب جام غضبه على معاصريه في الملهاة ولم ينسى ان يدخل اعداء قومه فيها الا ما اثر عليه هو ورأى فيه المنقذ لوضوحه وقوة حضوره
    .وقد تعرض دانتي لأمور يعجب لها الإنسان من فقدانه وطنه واهانته اكثر من مرة (طلب الفلورنسسين منه ان يفعل كما يفعل المعفي عنهم وهو ان يسيروا في شوارع المدينة في أثواب الندم، وأن يزج بهم في السجن وقتاً قصيراً )، وقد تعرض ولديه للحكم بالإعدام وإن كان الحكم لم ينفذ ، وقد فر هو ايضا من وجه ادانته وقتله، فكان يكتب بقية هجائيته وملهاته في مواضع فراره وهروبه وهلعه فاتسمت ملهاته بمعاناته ووضع فيها صور انتقامه من اخرين وبعضهم لاشأن له بظروف دانتي نفسها وهذا رسول الله الذي كان هو سبب التأثير الأكبر في زحزحة -اقول زحزحة لأن الكنيسة كانت بالمرصاد للعلوم الإسلامية- كثير مما كان دانتي نفسه يعاني منه مما كان يختم العصور الاوروبية بالعصور الهمجية المظلمة ومافيها من ركام الأساطير والظلم الاجتماعي والاقتصادي ، بل جاء الاسلام بشرائع تخرج دانتي نفسه مما يعاني هو نفسه منه بل مما تعاني منه نفسه التي بين جنبيه فقد كان مغامرا بالسياسة في عالم متطاحن يأكل بعضه بعضا ، لاتحكمه قيم انسانية ولا أخلاق الفروسية الحقة، يقول ويل ديورانت في قصة الحضارة،(ص318-320):" غير أنه لم يكن قد شبع من السياسة فقد كان في أغلب الظن مع أجشيوني دلا فجيولو Uguccione della Fuggiulo في لوكا Lucca عام 1316؛ وفي ذلك العام هزم فجيولو الفلورنسيين عند مونتي كاتيني Montecantini؛ ثم استفاقت فلورنس من هذه الهزيمة وضمت ابني دانتي إلى المحكوم عليها بالإعدام - ولم ينفذ هذا الحكم قط. وخرجت لوكا على أجشيوني وألفا دانتي نفسه بلا وطن. ورأت فلورنس في نشوة النصر أن تكون كريمة، وأن تنسى أحكامها الأبدية، فعرضت أن تعفو عن جميع المنفيين وتؤمنهم على حياتهم إذا عادوا إليها، على شرط أن يؤدوا لها غرامة مالية، وأن يسيروا في شوارع المدينة في أثواب الندم، وأن يزج بهم في السجن وقتاً قصيراً. وتطوع أحد أصدقاء دانتي بإبلاغه هذا القرار، فرد عليه برسالة ذائعة الصيت قال فيها: إلى صديق فلورنس: تلقيت رسالتك بما يليق بها من الإجلال والحب، وأدركت منها بقلب مفعم بالشكر... أن عودتي إلى بلدي عزيزة على نفسك. ولكن انظر إلى ما هو مفروض عليَّ... ذلك أنني إذا ما قبلت أن أؤدي قدراً من المال وأن أتحمل وصمة السجن، فسيعفى عنّي فأستطيع العودة من فوري.. فهل هذه إذن هي الدعوة الكريمة التي توجه إلى دانتي ألجيري –يقول دانتي نفسه- ليعود إلى بلده بعد أن صبر على النفي ما يقرب من خمسة عشر عاماً... إن رجلاً ينادي بالعدالة لا يطيق أن يؤدي ما له إلى من يرتكبون المظالم، كأنهم يحسنون إليه. ألا إن هذه ليست الطريقة التي أعود إلى بلدي... فإذا كان ثمة طريقة أخرى... لا تزري بكرامة دانتي... فإني لن أتوانى قط عن اتباعها؛(اهان رسول الله فأهانه الله) أما إذا لم يكن دخول فلورنس مستطاعاً بهذه الطريقة الأخرى، فإني لن أدخلها أبداً... ما هذا الذي تقول! أليس في وسعي أن أستمتع بنور الشمس وجمال النجوم في كل مكان على ظهر الأرض؟ أليس في مقدوري أن أفكر في أعظم الحقائق شأناً؟ واغلب الظن أنه قبل في أواخر عام 1316 دعوة وجهها إليه كانْ جراندي دلا اسكالا Can Grande Della Scalla، حاكم فيرونا لأن يجيء إليه ويعيش في ضيافته. ويبدو أنه أتم في هذه البلدة قسم الجنة في الملهاة المقدسة (1318) - وفيها بلا ريب أهدى هذا القسم إلى كان جراندي. وفي وسعنا أن نصوره في تلك الفترة من حياته - أي في الحادية والخمسين من عمره - كما صوره بوكاشيو في الحياة الجديدة عام 1354؛ نصوره رجلاً متوسط القامة "منحني الظهر قليلاً" يسير بخطى وقورة متزنة تنم عن المهابة والانقباض، ذا شعر أسود وبشرة سمراء، ووجه طويل ينم عن كثرة التفكير، وجبهة بارزة مغضنة، وعينين غائرتين ذواتي نظرات صامتة، وأنف رفيع أقنى، وشفتين منطبقتين، وذقن بارز. ذلك وجه روح كانت من قبل وادعة ظريفة، ولكن الآلام جعلتها نكدة مريرة...وكان عبوساً صارماً شأن الرجل المغلوب على أمره المنفي من بلده، وقد أكسبته الشدائد حدة في اللسان، وغطرسة يغطي بها ما فقده من قوة وسلطان.فكان يفخر بنسبه لأنه كان فقيراً، ويحتقر رجال الطبقة الوسطى من أهل فلورنس الذين يجرون وراء المال؛ ولم يكن في وسعه أن يغفر لبرتناري زواج بياتريس من مصرفي؛ وسلك طريق الانتقام الوحيدة التي وجدها أمامه فوضع أمامه المرابين في الدرك الأسفل من النار.ولم يكن ينسى قط أذى أو إهانة وما أقل من سلم من أعداءه من سموم قلمه".ثم مات الرجل بحمى المستنقعات كما يخبرنا ول ديورانت:"" تلقى دعوة من بولونيا للقدوم إليها لكي يتوج فيها شاعراً لبلاطها، ورفض الدعوة بأنشودة رعوية كتبها باللغة اللاتينية. وفي عام 1321 أرسله جيدو إلى مدينة البندقية في بعثة سياسية كان نصيبها الإخفاق، وعاد دانتي من هذه البعثة مريضاً بحمى أصابته من مستنقعات فينيتو Veneto. ولم يستطع جسمه الضعيف مقاومة المرض، فقضى عليه في 14 سبتمبر سنة 1321 وهو في السابعة والخمسين من عمره."
    ساقوم ان شاء الله بتكلمة المداخلة اذا توفر وقتا مناسبا ويسر الله.
    وفي التكملة ان شاء الله ووفق يمكن ان نرى الظروف والاحوال والمناخ الذي كتب فيه غوستاف لوبون كلمة الهوس عن الرسول والانبياء وادخلهم في القادة والزعماء ولكن من باب حدده!

    http://www.tafsir.net/vb/tafsir29361/#post164927
    التعديل الأخير تم 12-17-2011 الساعة 08:42 PM

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    35
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الرد على شبه العلمانيين

    - أن العقل قادر على تشريع وضعى يغنى عن الشرع ( الوحى )
    الرد: أن العقل لا يستطيع الأنفراد بالتشريع دون الوحى لأن العقل يخطىء فى المسائل النسبية التى لابد من ترجيح من الوحى
    فالتحسين و التقبيح فى العقل نسبى
    و ايضا العقل لا يستطيع الأحاطة الكلية والجزئية بموضوع معين و ما يمكن أن يطرأ عليه من عوامل خارجية تغير
    ما أعد للتعامل معه.
    - أن الشريعة الأسلامية غير ملاءمة للعصر الحديث ( بالاحتجاج بأن القرأن ثابت والحياة متطورة )
    الرد: أنه يوجد فى الشريعة الأسلامية أصول ثابتة و فروع متغيرة تتحمل أراء المجتهدين و تعدد فهمهم للنص
    و تتحمل أختلاف الظروف المستجدة.
    - أن الدين ضد العلم
    الرد: أن الدين ألاسلامى قد حدد مسار العلم تحديدا واضحا فلو فرضنا أننا بصدد تفسير ظاهرة كونية فيكون دور العلم
    هو تفسيرها تفسير وصفى يشرح الأسباب و السنن الكونية التى وضعها الله على أن يرد هذه الأسباب ألى مسببها
    الا و هو الله ايضا يجب أن تفسر هذه الظاهرة الكونية من حيث الحكمة الشرعية فأنما ينزل الله بالايات عقابا للكافرين
    و تذكيرا للغافلين و عظة و عبرة للمؤمنين و العلم فى الأسلام يحض على ما ينفع الناس و لا يضرهم .

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي
    -
    العشماوي المستشار والكفر بموسى الرسول

    كنت قد ذكرت في الجزء الثاني من اقطاب العلمانية في الفصل المخصص لنقد فكر وضلالات المستشار محمد سعيد العشماوي انه قد زعم ان موسى رسول الله انما هو مصري الأصل والجنس والديانة وأنه ابن ابنة فرعون على الحقيقة وفرعون هو رمسيس الثاني ،على عكس فرعون سيد القمني الذي هو آمنحتب الثالث، وذكرت بالوثائق ،ومن كتابات العشماوي، ان جد موسى ،بحسب العشماوي طبعا ،اتفق مع موسى ،وكان اميرا مصريا ، من نسل الفرعون (بزعم العشماوي)على ان يحتال على بني اسرائيل لاخراجهم من مصر بالحيلة والسحر وقيادتهم الى مكان آخر ومنحهم شريعة بدائية ودين ادنى من دين المصريين القدماء رغبة في التخلص منهم وتنظيف مملكة جده من دخلاء على مصر، وزعم العشماوي ان موسى نجح في خطته واخرجهم من مصر وكان معه طائفة من الكهنة الذي كانوا علماء في السحر كما كان هو نفسه متعلما السحر وممارسا له ، وأولئك الكهنة (المزعومون) ساعدوه في انجاح خطته واستعمال السحر في اخضاع شعب اسرائيل!، وفيما ظن بنو اسرائيل ان موسى توفي كان ابن ابنة فرعون يدخل مصر سرا مع مجموعة سحرته معلنا نجاح خطته وقد صنع له المصريون حفلا عظيما مهيبا!
    وكل هذه الخرافات والاساطير عن رسول الله موسى انما هي من اختراع الذهنية العلمانية التي تدعي العلمية والتاريخية وهي عقلية اسطورية في تصوراتها عن الكون والحياة والانسان، فضلا عن انها اخترعت قصصا واساطير مثل اسطورة العشماوي عن نبي الله موسى بل وجميع الانبياء ن وهناك اساطير كثيرة اخترعها العلمانيون عن الانبياء، وسأذكر جملتها في كتابي الثالث اقطاب العلمانية(ان شاء الله) وقد ذكرت بعضها في سلسلة انهيار الاشتشراق كما وردت في جريدة السبيل الاردنية وعرضتها في منتدى التوحيد وملتقى أهل التفسير والمرصد لمقاومة التنصير.
    ماأود لفت الإنتباه اليه هو أن الإتهام بالسحر انما هو دأب الكافرين المفترين، وقد اتهم العشماوي نبي الله عيسى ايضا بأنه تعلم السحر من مصر، وقد فعل خليل عبد الكريم مثله،وقد نسب الله هذا القول الى الكفار في قوله عز وجل:" وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ"
    فالله عز وجل كف بني اسرائيل عن المسيح عليه السلام ، وهو مما وعده به، وقد جاءهم بالبينات،فقالوا انه ساحر ، فحولوا المعجزات الى سحر وتمويه وقلب للحقائق، ومخرج ذلك ليس من الدليل وانما من الافتراء والعناد والتحريض، تماما كما يفعل العشماواي والقمني-لهذا الأخير كلام شنيع جدا في موسى النبي وقد ذكرته في فصل كامل من اقطاب العلمانية2(طبعة دار الدعوة، الاسكندرية)-وانما ارادوا بذلك تحويل النبوة الى كهانة وفعل تاريخي لاصلة له بالوحي الرباني وانه من اختراع الخرافيين وان العلمانية كشفت الحقيقة في عصور الحداثة وان الدين ماهو الا اختراع البشر ، ومعلوم ان كثير من العلمانيين والعلمانيات فُتنوا بأفكار العشماوي في تفسيره لآيات القرآن العظيم عن حجاب المرأة او ماتختمر به،كذلك فُتنوا بضلالاته عن الحكم الاسلامي وعن الدين والوحي والصحابة وموقفه من النبي صلى الله عليه وسلم.
    ان الاتهام بالسحر وتعلمه وممارسته هو اتهام وثني قديم وهو اتهام دهري(علماني) حديث وهنا يمكنني القول بأن العلمانيين والوثنيين يشتركون في خاصية اختراع الأساطير السخيفة ولنفس الأسباب وهي العداوة للإسلام، ومحاولة تغيير معالمه وتشويه حقائقه والتشكيك في ثوابته
    بيد ان مازاده العلمانيون عن الوثنيين في اتهاماتهم هو ان العلمانيين زادوا نتفا واحيانا اساطيركاملة كمحاولة منهم لتفسير التاريخ من خلال رؤية علمانية تزعم التاريخية لكنها تأخذ من نفس معين التحريض الوثني وهو اختراع المزاعم والأباطيل، ولايخفى عليك ان العشماوي جعل تعلم موسى السحر-بحسب زعم العشماوي طبعا- كعلم راق يستخدم في الحضارة والكهانة العالية، وهو موقف ماسوني اتخذه العشماوي نتيجة علاقته الظاهرة والخفية بالماسونية، وهو الذي كتب عنهم مادحا-انظر اقطاب العلمانية2-فالسحر وديانة مصر ونصوص الشريعة المصرية القديمة هي عند العشماوي اصل الدين،وهو دين وثني يعتبره العشماوي اعظم دين وارقى فكر، وزعم ان موسى تعلم منه وترقى فيه، وهو مصري ابن مصري جده فرعون مصر على الحقيقة لا التبني!، فالديانة والشخص مصرية والجنس والنسب ، ومن هنا فتعلم السحر عند العشماوي ليس اتهاما وثنيا كاتهام الوثيين لتتحريض على النبي وانما لاخراج رسالة النبي والانبياء عن حقيقتها وماهي عليه الى بيئات ووثنيات يزعم العشماوي انها ام الحضارات والمبادي والشرائع وهي الاصل ومن هنا ينفي الدين الحقيقي ويصله بالحضارة المصرية مفتخرا بها ورادا رسالة موسى اليها فضلا عن اخراجه من نسبه وجنسه صلى الله عليه وسلم وكذلك فعل القمني تماما في كتابه النبي موسى وآخر ايام تل العمارنة، الا انه لم يرض لموسى الا الوحل وجعله-برأه الله مما نسب اليه- تصورا اسرائيليا مخترعا لشخصية اخناتون وقد ربط اسم موسى وشخصيته ووجوده التاريخي بالجنس والاباحية والشخصية بشخصية اخناتون الاباحية بحسب عرضه هو ومن هنا وضع موسى النبي لا في حضارة ولو وثنية -كما فعل العشماوي تبعا لفرويد-وانما في وحل الجنس والاباحية ونسب مدياني احتل مصر وكان عادته الاباحية والجنس، هكذا يلوث العلمانيون تاريخ الانبياء ليحولوا التاريخ تباعا للتفسيرات الغربية للدين والنبوة ونظرتهم التاريخية للانبياء وغرض وجودهم في التاريخ.
    (هذا المقطع كتبته الآن خاصة لمنتدى التوحيد وقد دفعني اليه قراءتي لتفسير الآية المذكورة في النص، من تفسير المراغي)راجيا ان يصل هذا النص الى خالد عبد الله يقرأه-تفصلا- في برنامجه ان امكن ردا على القمني)
    والموضع الذي كنت اقرأ فيه من تفسير المراغي هو من الجزء(ج7 ص57، عند تفسير سورة المائدة)
    التعديل الأخير تم 01-29-2012 الساعة 03:12 PM

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    العلمانيين وعلى رأسهم هشام جعيط والأسم"قُثم"
    حتى لو كان اسم النبي كما في الاحاديث المرفقة "قُثم" فهذه ليست قضيتنا في الرد على الدكتور العلماني التونسي هشام جعيط ولاأمثاله!!، ذلك ان افتراءات جعيط ومثله او قبله محمود امين العالم في كتابه عن سيرة النبي هي انهما يقولا ان النبي سمي قُثم اولا ثم لما كبر غير اسمه لمحمد ، هذه هي حجة من لاحجة له، وليس ان اسمه قثم او ابا القاسم او ماالى ذلك مما ورد، فهذه ليست ردودنا لتأتوا بروايات تراثية تؤكد وجود الأسم، فالكذب ليس في ايراد الاسم او انكاره ولكن في زعمهم بان اسم النبي حين ولادته لم يكن محمدا وانما قثم الا انه غيره بنفسه عند نبوته!!!!
    هل وصلت الفكرة؟
    والمشكلة انهم اخذوا هذه الفكرة من بعض المستشرقين وضموا اليها افتراءات اخرى وصنعوا من الكل اساطير هذه هي وسيلة ابداعهم الذي يفتخرون به، نتف مسروقة من مستشرقين وعمل حبكات ساذجة بها لتبدو متماسكة، ولكن عند الفتكيك تظهر عملية الاقتباس الشنيعة والتقليد الفظيعة، ويزعمون انهم مبدعون، شاهت الوجوه!

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصري من مدينة الإسكندرية يعيش في الغرب
    المشاركات
    2,687
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عودة الى الجابري

    قال احد المعلقين
    ....
    كأنها الفرصة الذهبية، التي يقوم بها البعض مثل الأخ طارق منينة وتكون مرة بالتمجيد وأخري بدعوات "الاسبقية" للحضارة الاسلامية وعندئذ ظهور التعارض مع الحضارات الأخري مثل ما يسميه "الحضارة الغربية أو الغرب أو الكفار الأشرار".
    والرد :
    نعم اسبقية حضارتنا(ولم الفظ كلمة:الكفار الاشرار) بل ونؤكد ان كل مااتى بعدها اخذ منها بل نضيف ان جاليليو انما هو وغيره من امثاله انما هو صناعة الحضارة الاسلامية بعد ان انتشرت علوم المسلمين في الغرب المسيحي ماجعل الكنيسة تحرق وتقتل من ابناءها حتى لايتأثرون بنور المنهجية العلمية الاسلامية في علوم العقل والمادة ولكن اكثر الناس لايعلمون.
    مع العلم ان تواجد الفاعلية الاسلامية في علوم الطبيعة والمادة والعقل في اوروبا-اسبانيا والبرتغال وصقلية ومدن غرناطة وقرطبة وغيرها من المدن جعلت العلوم تتسرب رويدا رويدا الى شواطيء ايطاليا وانجلترا،فيما بعد، ومدنهما ،وفرنسا والمانيا وهولندا وغيرها من البلاد وتدخل بإلحاح غير مسبوق، بلاد الغرب المتطاحن يومذاك وتصنع ملاحم داخلية بين المسيحيين بعضهم مع بعض ، ومن ذلك تظهر او ظهرت مذاهب مسيحية معدلة وتظهر او ظهرت فلاسفة وعلماء طبيعة مادة، ومع الفلاسفة الجدد ممن نقموا على كنيستهم، وغالبهم كانوا علماء جدد في علوم المادة انتقلوا غالبا من المسيحية الى مايسمى بالربوبية تأثرا بعقيدة التوحيد فظهرت تأثيرات الاسلام والمسلمين عليهم لمن تتبع ذلك في وقائع النفس والعلم والتاريخ!!، الا انهم مع فقدان البوصلة تأرجح بعضهم مثل فولتير بين الشك فيما اعتقد من جديد وبين اليقين مما زحزحه عن خرافات الكنيسة.
    هذا فضلا عن نقل اليهود والرهبان وقساوسة بل وباباوات علوم المسلمين مترجمة الى الداخل الغربي، وكل هذا غير وجه اوروبا والعالم ، والسبب هو عملية التحويل والتبديل التي اقامها القرآن في عقول ونفوس العرب وغيرهم ممن اسلموا وعلموا ولما تغيرت النظرة الى الكون والمادة والاسباب دخل العالم في مبادئ أخرى للعلم دفعته الى تناول سنن الكون بالنظر والتجريب وصنع مناهج علمية وتعديل نظريات قديمة والسير في الارض للاستفادة من ظواهر المادة والطبيعة والجغرافيا والانسان.

    اقتباس:
    وللأخ طارق منينة كلام يرد علي الجابري فيه. هو في الحقيقة ليس كلامه انما بالأولي ما قاله الأخرون بالرد علي الجابري، فهو يضع ردود من هنا ومن هناك، فهو يعمل بطريقة حجة الاسلام الغزالي عندما يجعل كل الفرق إلباً واحدا ضد الفلاسفة. وأكيد تشبيهي طارق منينة بالغزالي سيشعره بالفخر، لكن الشعور بالفخر سيزيل اذا كان الغزالي عندي بهذه الطريقة كأنه من يريد الظهور علي اكتاف الآخرين فلا أهمية لهذا التفاخر بأي حال
    .
    والرد عليه هو:
    مادمت دخلت في هذه المسألة فارجوك ان تعيد النظر في كلمتك ان ماكتبته في الرد على الجابري ليس كلامي انما هو مانقله الآخرون.
    فياسيدي الكريم اعلم انني لااعلم احدا رد قبلي على تفسير الجابري للقرآن في ثلاثيته المشهورة مع مقدمتها بالطبع وهي مدخل الى القرآن، فأنا وليس غيري هو من افتتح الرد على تفسيره الثلاثي بل لم ارى الى الآن من رد على هذا التفسير واتى بما اتيت به من رد وردودي مسجلة في مقالاتي الموجودة هنا في المنتدي وهي مسلسلة في سلسلة انهيار الاستشراق، وقد صدرت بتواريخها في جريدة السبيل الاردنية، بل اضيفك ان كتابي المسمى اقطاب العلمانية الاول والثاني كان هو بداية انطلاق البعض للرد بكتب على مجموعات من العلمانيين اما الجزء الثاني فلم ارى الى الان من رد على العشماوي والقمني واحمد عثمان وغيرهم في موضوع النبي موسى والاساطير التي لفقوها للنبي موسى وقد كتب القمني موسوعته المسماة النبي موسى واخر ايام تل العمارنة ولم ارى الى الان من رد عليها غيري والرد موجود في اقطاب العلمانية2 وكذلك الرد على الاصول المصرية لليهودية للعشماوي(وهو عنوان آخر كتبه) لم ارى الى الان من رد عليها غيري واؤكد الى الآن!، حتى ان العشماوي صنع كتابه المسمى بذلك الاسم فيما بعد ب(أي من تلك المقالات التي كتبها اولا في مجلة اكتوبر المصرية)بينما انا سبقته بالرد على تلك المقالات التي صنع منها كتابه ذلك،قبل ان يصدرها هو في كتاب،أنظر سرعة الرد وتمعن التوقيت!!، فرددت عليها بعد ان قرأتها له في مجلة اكتوبر المصرية، ولم اجد وقتها احد رد عليه، مع العلم ان الدكتور محمد عمارة كتب قبل ان يكتب العشماوي مقالاته تلك في مجلة اكتوبر، كتب محمد عمارة كتابه سقوط الغلو العلماني في الرد على كل افكار العشماوي السابقة ولو انتظر عمارة لدعم حجته بما ابان به العشماوي عن فكره الماسوني والعلماني تجاه النبوة في نصوص صريحة ومع ذلك فانا اقول ان كتاب عمارة من افضل الردود العصرية على فكر العشماوي وبالفعل دل عنوان كتابه على عمل الكتاب وهو سقوط الفكر العلماني فعلا
    ثم ياسيدي مرة اخرى فاني لم ارى قبلي احد رد على كتاب طه حسين، بالتفصيل الذي فعلته ،واقصد روايته الي هي من ثلاثة اجزاء وهي رواية على هامش السيرة ويمكنك ان تبحث على الانترنت على من رد عليه وتقارب ولن تجد من كشف عن وجه طه حسين وحيلته مثلي ولو كانوا من اكابر نقاد الاسلام في العصر الحديث وهذا ليس موضع للتفاخر كما يبدو ولكنه موضع الاثبات وتحرير الوقائع العلمية والعصرية
    مع العلم مرة اخرى انني انتقيت مالايمكن تأويله من كلام الجابري ويقال فيه انه لم يقصد ذلك!، فتأمله،فإنه مفيد جدا جدا!!
    وهذا رابط الرد على رواية طه حسين في موضعها وسياقها من السلسلة
    سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (21) / ولادة «نسطاس» في العصر الحديث
    سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (20) / علمانيون على هامش السيرة
    اما مالم ارى احد رد به قبلي على الجابري فانظر التالي وابحث عن من رد عليه من قبلي ، وللعلم فهو مجهودي الخاص في قراءة مشروعه الجديد والرد عليه من نصوص من اهم نصوص المشروع ومرة اخرى لم ارى الى الان من استخرجها من كتابه الثلاثي في التفسير او حتى اقتبسها مني ورد وهاهي الجمل المهمة وتوثيقها بروابط قبلية


    اقتباس:
    في تعليقه على قول الله تعالى "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" (سورة الطارق 5-7) يقول الجابري : "والغالب أن هذا التفسير القديم لصدر المني مستقى من الملاحظة عند الممارسة الجنسية التي تشكل جزءا من معهود العرب التجريبي وبه خاطبهم القرآن" (القسم الأول ص184)، اي أن القرآن لم يذكر حقائق علمية بزعمه وانما ذكر "معهود العرب الجنسي التجريبي"! والسؤال "العصري" للجابري وأمثاله هو : هل كان "العربي" يعرف على وجه التحديد أن ماء الرجل يمثل مالايقل عن 90% من محتويات الماء المنوي ،وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي كما يخبرنا أستاذ التكنولوجيا الحيوية الدكتور دسوقي عبد الحليم او كان يعرف اي شيء عن العمليات البيوكيميائية المعقدة التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته؟ -أليست ألفاظ القرآن صحيحة علميا ودقيقة بيانيا ولايمكن ان تصل ملاحظات العرب ومن هو افضل منهم في صناعة الافتراضات العلمية تجريديا كاليونان قديما الى علوم القرآن ودقة ألفاظها المصورة لحقائق غابت عن القرون الغابرة جميعا وقد يمكن القول انه ربما يغب بعضها عن بعض الانبياء والله تعالم اعلم ؟-
    أم هل كان العربي يعرف أي شيء عن الموضع المحدد وغير المنظور بالعين المجردة (بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)؟ والذي له صلة بتنشئة الماء الدافق اومصادره ووسائل تغذيته ، لقد طلب الوحي النظر إلى مجال ألطف وأوسع من حدود "المعهود الجنسي الجابري!". ان القرآن يتكلم عن مواضع ومراحل علمية تخص خلق الإنسان بتفصيل حكيم خبير.
    يقول االدكتور زغلول النجار إن "نشأة الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة من نفس هذا الموقع‏،‏ واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته‏، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلا من بين الصلب والترائب‏" "فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب‏،‏ أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا‏ ...‏ يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم‏ ...‏ وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب،‏ ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلا منهما ‏... الخصية والمبيض فينشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني‏ ..‏ وفي ضبط شؤونهما بالأعصاب‏،‏ قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب‏‏".
    حقا إنه كما أخبر الوحي" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود:1 "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"(النمل::93).

    اقتباس:

    وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ"معهود قديم"للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي "علم بالقلم" تعني كل علم نافع من علوم الدنياوالآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا، وهو مافهمه المسلمون وحققوا به حضارة زاهية. ومعلوم أن القراءة والعلم والقلم ، كما عبر عنها العلامة الدكتور عماد الدين خليل بدقة، هي:" تلك المفردات التي تضمنتها الآيات الأولى في السورة الأولى من التنزيل، والتي وضعت المسلم في قلب العالم وليس بعيدا عنه أو منفيا عنه" (مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور العلامة عماد الدين خليل ، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2005م،ص 35) ايضا نجد محمد عابد الجابري يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانياهرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أولما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» )القسم الأول ص(181 وهذا كذب على ابن عباس، ومصدر ابن عباس في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» من كلام الجابري!) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال لهاكتب...)، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول ، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض ، فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190-191-243- و3/166(، وسيأتي الرد عليها في المقال التالي ان شاء الحق.
    لمينفرد الجابري بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانيةعلى نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك تلفيقا في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي»-وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376).
    رحمالله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أومسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة"كوسط بين طرفين" من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن"، وبصورة مفصلة رد فيها على المستشرقين اليهود و المستشرقين المسيحيين.


    سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (11) /نفثات الجابري الفارغة

    اقتباس:
    من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة لهذا "المعهود اليوناني"الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية" وعقل سماوي عاشر (إله صغير في سلسلة آلهة اليونان!) واهب الصورة، بزعمهم، ومدبر لما تحت فلك القمر.
    وقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101-102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة "(قصة الفلسفة ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
    مع ذلك نجد الجابري يحاول ، في تفسيره العلماني، أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكر اليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم، وقد قدمت من كلامه مجموعة أمثلة ضربها للقرآن ظلما وعدوانا ، ونزيد هنا تدليسا آخر قام بتلفيقه مما يمكن أن يدخل في باب "الإقتباسات" و"المقارنات" الساذحة ، المزعومة التي يتهمون بها القرآن، والتي فضح علماء الأمة عملياتها التلفيقية وكشفوا جهل أهلها ، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول الجابري: "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل(!)،أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلكماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال(!)، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة (!) المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)" (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص حاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ المُحمل بتصورات خاطئة عن دور المرأة في الحياة وفي الإنجاب،حاول الجابري اعادة هذا الموروث في نص قرآني كما حاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا ، طريقاً الى القرآن ، ومنها مفهوم "الصورة" عند ارسطو ، والمتعلقة بتصورات وثنية في العقائد اليونانية، وبتصورات خاطئة عند ارسطو ، خصوصا في مسألة الجنين البشري وسبب تخلقه. وتعلق ذلك عنده بموقفه هو ومجتمعه من المرأة.(المجتمع الديمقراطي، النموذج!!!!)
    ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء الرجل"" "وأن النفس (وهي الصورة)-كما في التصور الأرسطي - هي مني الرجل أو "في" مني الرجل! ونعيد نصه مرة أخرى، قال:" نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها"!! ، وان ذلك هو قصد القرآن بزعمه. وأن القرآن تابع للتصورات العلمية الخاطئة!(وقد حاول الجابري نحت هذه الجملة بتعسف شديد ليكون أٌقرب إلى الفاظ القرآن ومعانيها ، ولم ينجح في ذلك لما سيأتي من كلام الدكتور إمام عبد الفتاح الفقيه في بيان موقف ارسطو ونظرياته. وزيادة على ذلك يقول الجابري ان النفس هي الصورة وانها تتكون من مني الرجل أو هي كامنة فيه!! ، بدليل قوله" النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل"! وكأن النفس او الصورة او الروح (الأرسطي!) يوجد في المني وينتقل إلى المرأة عبر هذا المني ، وما المرأة الا "قابل" أو "محل" يقبل الروح والصورة ويتعامل معه بمادة تغذية وهي في النظرية الأرسطية دماء الطمس وهو ماأخفاه الجابري عنا!! لكنه اخبرنا عن خيال ارسطو بقوله اما " المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)"! فاخبرنا الجابري عن المادة ولم يخبرنا ماهي!!! ؟ وعلى كل فما قاله هو مفهوم ارسطو كما هو معروف عنه وليس مفهوم القرآن العظيم ،فعند ارسطو أن الصورة للرجل يقابلها من المرأة دم الطمس أو الحيض ومنه يتغذي المولود ! وهذا باطل قطعا لأن ماء المرأة في العلم الإسلامي والطب الإسلامي لو صح التعبير ، هو "بنية" غاية في التصميم والإبداع والتركيب والتعقيد ، تتدفق في مجرى مبدع ، وتصير في المشهد الجديد ، مع ماء الرجل، امشاجا بالغة الحيوية والإبداع، والتعقيد والتركيب ، اللطيف، بالغ الدقة، ويكون منه الجنين بعد مراحل تخلق جنينية متعددة واطوار مختلفة تتم إلى مرحلة نفح الروح وهو الخلق الآخر الذي قال عنه الله :" ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"
    فالجنين البشري كما أشار القرآن يكون في البدء ، وقبل نموه الطبيعي وقبل حلول الروح أو النفس ، أمشاجا من نطفة الرجل والمرأة معا وليس الرجل فقط ولا دخل لدماء الطمس الأرسطي فيه فهذه خرافة ارسطية. وزعمه بأن موقف القرآن هو الموقف الأرسطي العلمي القديم عن الجنين، لا يُسَلم له ، ذلك أن القرآن أشار إلى أمشاج مشتركة من مائين، نطفة مشتركة من ماء الرجل وماء المرأة ، او من نطفة الرجل ونطفة المرأة لتكون نطفة واحدة أن تتكون منها خلية واحدة ، تدخل مراحل جنينية ذكرها القرآن في قوله تعالى من سورة" المؤمنون":" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) وهذا الإنشاء الجديد قال الله تعالى عنه في سورة السجدة :"وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" فالقرآن يؤكد دور عناصر اشتراك واقتضاء ، وتركيب والتقاء ، ومشاركة وتكوين، متدفقة من المرأة لتكوين التركيب الداخلي الجديد ، المقدر إلهيا ، ليكون نظفة جديدة في الامشاج التي قال تعالى عنها :" من نطفة خلقه فقدره"(سورة عبس :19).
    اما ماء الرجل عند ارسطو فهو وسيلة لإنتقال" الصورة" او لتعبر به الروح إلى دماء الطمس ،وهذا الروح هو أعلى وأسمى وأرقى قيمة من هيولي المرأة التي هي المادة، ومادة المرأة هنا هي دماء الطمس، كما ان المرأة عند ارسطو هي دونية، وكذلك ماتقدمه في عملية الإنجاب! والذي شكل هذا الموقف الارسطي تجاه المرأة هو تصور قومه وبيئته لها ولدورها في الحياة. فالرجل هو الصورة والروح والمبدأ العقلي وهو الذي يهب الحياة في المرأة والمرأة قابل عاجز ، وهي" المادة الخام" وهي الهيولي ينطبع عليه الأرقى أو يصيبه عطب المرأة! والسؤال الآن أين هي معرفة ارسطو بالحيوان المنوي والبويضة ؟ يجيب الدكتور امام عبد الفتاح ان ارسطو لم يعرف اي شيء عن الحيوان المنوي او البويضة (انظر انظر ارسطو والمرأة ، للدكتور إمام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص 65-66، 97) وبما ان هذا كله غائب عن نظرة ارسطو وفكره المجرد عن الجنين فانه لايجد الا دماء الطمس ليغرس الروح فيه!! .. روح ارسطو الكامن الذي سيتغذى على هذا الطمس فاذا كان معدا اعدادا جيدا ،فإن الحركة التي يطبعها الذكر عليه ستجعل صورة الجنين شبيهة بولده كما يشرح الدكتور امام عبد الفتاح نظرية ارسطو في كتابه "ارسطو والمرأة" (انظر ارسطو والمرأة ص55) ! او يحل فيه الرجل الكامن في حيوان منوي الذي سيتخيله اطباء العصور الوسطى المسيحية تطويرا لنظرية ارسطو عن الصورة او الروح المتنقلة عبر ماء الرحل والذي سيعكسها في التصور اليوناني مااطلقوا عليه العقل العاشر والذي منحوه القدرة على تدبير ماتحت القمر!.
    نترك الدكتور إمام عبد الفتاح يقدم لنا جملة شارحة مهمة، ففي كتابه(ارسطو والمرأة) يقول :" ونصل الآن إلى مساهمة الذكر والأنثى في عملية الإنجاب لنجد أن أرسطو يذهب إلى أن الدور الحاسم هو دور الذكر الذي يقدم لنا " الصورة" و "العلة" في حين ان الأنثي لاتقدم سوى المادة أو الهيولي على نحو ماتتمثل في دماء الطمس ، وهكذا يتبين لنا بوضوح أن المساهمة التي تقدمها الأنثى في عملية التوالد هي المادة المستخدمة في هذه العملية ، أما الذكر فهو يزودنا ب"الصورة" وبمبدأ الحركة ... ولقد ظلت الفكرة الأرسطية التي تجدد دور الأنثى في عملية التوالد بتقديم " دماء الطمس"... والغريب أنها موجودة في سفر الحكمة .:" وفي مدة عشرة أشهر صُنعت من الدم بزرع الرجل واللذة التي تصاحب النوم"(الاصحاح السابع:2) ويمكن أن نراها مصورة في كتب التوليد للقرن السادس عشر ، مثل كتاب الحمل والولادة الذي كتبه يعقوب وريف.. عام 1554م ، ولم يبرهن على زيفها على نحو قاطع سوى وليم هارفي في كتابه عن توالد الحيوان عام 1651 بعد تشريحه لمجموعة من الظباء "(ارسطو والمرأة ، لامام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص51) (انظر الملاحظة الأخيرة عن هارفي آخر المقال)
    فالحيوية وبث الحياة والصورة والماهية من الرجل ، أما الأنثي –كما يقول الدكتور امام عبد الفتاح- فهي لاتقدم عند ارسطو سوى المادة التي هي دماء الطمس،(التي هي أشبه بالمادة الميتة كما يقول الدكتور إمام عبد الفتاح ص 54) ويكون دور الأنثي سلبي ، لاتقدم سوي المادة (انظر ارسطو والمرأة ص 60) وذلك يتبع تصوره بأن المرأة ليست مخلوقا كامل النضج!، لاتستطيع تقديم شيء له قيمة!، فهي مخلوق عاجز عجزا خاصا(القديس توما الاكويني تأثر بموقف ارسطو إذ قال أن" المرأة مخلوق عارض"! (انظر ارسطو والمرأة ص62،60) ، وارسطو ينظر اليها على انها تشوه خُلقي أو انها موجود مشوه ، لأنها بدون عضو ذكري للتوالد! ، فالإنحراف الأول في الطبيعة هو الذي أنجب المرأة! ، والطبيعة-عند ارسطو!- لاتصنع النساء الا عندما تعجز عن صنع الرجال ، وهذه الإنحرافات تتكرر في الإنجاب ايضا !، فإذا جاء المولود ذكرا فإن الغلبة تكون للصورة أي صورة الرجل الأرقى! ، وإلا فإذا انحرفت الطبيعة كان المولود أنثى واذا كان شبيه بالأم فانه علامة قصور في الخلق!، وعلامة انجاب "الذكر" هي علامة تفوق الرجل كما هو الحال عند هرقل(لقد جاء الإسلام وهدم هذه النظرة،انظر سورة النحل(الآية: 58) وسورة الزخرف،الآية:17 ) فمن علامة تفوق هرقل في الاسطورة اليونانية انه انجب(72) ولد وبنت واحدة!(انظر ارسطو والمرأة ص60-61، 66،68) ومن نتائج دونية المرأة عند ارسطو وسذاجة خياله!، انه قال ان لها عدد اسنان اقل من الرجل! ، وذلك مادفع برتراند رسل على التعقيب على هذه السذاجة الأرسطية بالقول ان ارسطو لم يكن ممكنا ان يرتكب ابدا مثل هذا الخطأ لو أنه طلب من زوجته أن تفتح فمها لحظة واحدة!(انظر ارسطو والمرأة للدكتور إمام عبد الفتاح ص 68)
    فأين تجدون–ياأهل التلفيق-في المشهد القرآني العظيم، والوصف الرباني اللطيف الدقيق مفهوم النفس، أو الصورة، الارسطي الذي يحمله ماء الرجل بحسب الجابري أو المولود الكامن(روحا أو نفسا أو صورة أو ماتصورته فيما بعد العصور الوسطى المسيحية) والذي لايحتاج من المرأة الا مجرد تغذية من دماء طمس ؟ (في القرن السابع عشر 1699م رسم "داليمباتيوس" الإنسان كاملا داخل رأس حيوان منوي!)
    هذا كله في كفة وحديث النبي في كفة أخرى، ففي رده على سؤال يهودي عن خلق الإنسان :"لأسألنه عن شيء لايعلمه الا نبي، ثم قال يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ قال : يايهودي من كلٍ يُخلق ، من نطفة الرجل ، ومن نطفة المراة ) والحديث في مسند الإمام أحمد برقم (4206) فهذا الحديث يعلمه المسلمون من زمن البعثة يكتبونه وينسخونه في الكتب وينتقل من جيل الى جيل!، وهو موجود في مسند الامام احمد ، وقد مات الإمام أحمد عام 241 هجرية- 855 ميلادية، وواضح من قول الرسول انه يخالف المعارف الخاطئة لارسطو مخالفة تامة ، وقد ورد الحديث في صحيح مسلم ايضا ردا على اليهودي: يايهودي من كل يُخلق ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة !! وقد روي الطبراني بسنده عن مجاهد قال: قال رسول الله : ماخلق الله الولد الا من نظفة الرجل والمرأة جميعا.
    وقد ذكر الرسول كما في صحيح مسلم في كتاب النكاح، أنه مامن كل الماء يكون الولد! وقد أثبت العلم تحت المجهر ان الذي يدخل البييضة انما هو حيوان منوي واحد على الرغم من وجود اعداد لاتحصي من الحيوانات المنوية في الدفقة الواحدة
    كما رأينا تحت هذه المجاهر ان لماء المرأة دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي بأطوراه المتجددة والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" ، في اختلاط تام، بصبغيات متساوية لماء الرجل وماء المرأة(23 صبغيا) او حاملا وراثيا- لكل منهما ، تتشكل منها خلية جديدة من 46 صبغيا، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" كما أنه ليس لها صلة، من قريب أو من بعيد بخطأ معرفي يوناني عن صورة ونفس ومرمر وشكل ودم حيض وطمس ومخلوق كامل في ماء أولي!، ، كما أنه لاوجود ، في المشهد القرآني ، للعقل العاشر الذي اخترعته مخيلة اليونان. ولاأعرف مادخل اسطورة العقل العاشر اليونانية مع خلق الإنسان في القرآن ؟ ويلاحظ أن الجابري حاول أن يوحي أن من يعكس الصورة في الإسلام هو ماذهبت اليه الاسطورة اليونانية أو تأويل الجابري لها! وذلك بقوله:" ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونيةالمحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)!، فهل هناك عقيدة في الإسلام تقول أن جبريل هو مدبر ماتحت القمر وأنه واهب الصورة أو انه عقل اليونان العاشر المؤله؟! وهل يمكن أن يكون هذا تحليلا علميا موضوعيا رصينا ، مقارنا ، من مفكر يسمع له في عالم الفكر والفلسفة؟! أم انه تلفيق ظاهر البطلان ، ساذج الحيلة!؟
    والا فليقل لنا من يدافع عن الجابري او من يستخدم كلامه ، كيف يكون ماعرضه القرآن عن الجنين البشري هو مايقتضيه العلم القديم لأرسطو عن المني والصورة والمرمر والشكل ؟ والجابري هو نفسه من قال عن نص القرآن "هو الذي خلقكم من نفس واحدة" ،قال :" وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشربين الأطباء القدامى" !؟ والله يقول:" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا"(سورة الإنسان:2) والأمشاج تتكون من مجموعة عمليات مختلفة جرى إجرائها بالتقدير الرباني في كل من الرجل والمرأة-كلا على حدة!- قبل أن تتجمع في أمشاج مختلطة من كليهما:" فلينظر الإنسان مم خلق ، خُلق من ماء دافق"( سورة الطارق:5-6) وهذه النطفة هي نطفة الأمشاج " من نطفة أمشاج"(سورة الإنسان:2) قدرها الله تقديرا "من نطفة خلقه فقدره"(:" سورة عبس:13) لتستقر وتتشكل وتتكون في ماوصف الله ، في قرار مكين:" ثم جعلناه نطفة في قرار مكين"(سورة المؤمنون:19) وأهل العلم المادي اليوم –مؤمنون وكافرون على السواء!-يعرفون التصميم المعقد لهذه الأمشاج كما يعلمون أن بييضة المرأة هي بذات الأهمية كما لماء الرجل في تكون وتشكل النطفة، وهذا من علم الله فيهم ، وشهادته في العلماء وغيرهم ، وقيوميته عليهم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)
    يقول الدكتور زغلول النجار في هذا السياق:" هذه الحقائق العلمية التي تقع من علم الأجنة في الصميم، والتي لم تعرف مبادئها الأولية إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واستغرقت أكثر من قرنين من الزمن حتى تستقر في وجدان علماء الأجنة, تحدث عنها خاتم الأنبياء والمرسلين ـ ـ بهذه الدقة العلمية, والإحاطة الشمولية منذ مطلع القرن السابع الميلادي, أي: قبل أن يصل إليها العلم المكتسب بأكثر من عشرة قرون كاملة.
    فحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يخلق جسمه كاملاً بأبعاد متناهية في الصغر من دم الحيض, وبعد اكتشاف بويضة الأنثى قالوا بأن الإنسان يخلق كاملاً فيها كما يخلق فرخ الدجاجة في بيضتها, ولكن بعد اكتشاف الحيوان المنوي نادوا بأن الجنين يخلق كاملاً في رأس ذلك الحيوان على الرغم من ضآلته, ولم ينته الجدل بين أنصار كل من هذه التصورات الخاطئة إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حين اكتشفت أهمية كل من الحيوان المنوي والبويضة في عملية تكون البويضة الملقحة التي ينشأ عنها الجنين, ولم يتم الاتفاق على ذلك إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
    وفي القرن العشرين ثبت لعلماء الأجنة أنه من بين ملايين النطف الذكرية ـ الحيوانات المنوية ـ التي تنزل في الدقيقة الواحدة لا يصل منها إلى قناة الرحم إلا خلاصة لا يتعدى عددها الخمسمائة, يتمكن واحد منها فقط من اختراق البويضة ـ النطفة الأنثوية ـ فيتم تلقيحها وتكوين النطفة الأمشاج التي وصفها الحق ـ ـ في محكم كتابه, والبويضة هي أيضاً جزء من ماء المرأة, وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في قول المصطفى ـ ـ :"ما من كل الماء يكون الولد".
    ولذلك نقول ، ان الناظر في نص الجابري السابق-بعين فاحصة يقظة- يرى انه كان يحاول القيام بعملية قسرية متعثرة يتلعثم فيها ويتعثر وتخرج كلماته في ارتباك وتناقض وكأنه كان يريد أن يلقي بحمل ثقيل مركب ثم يهرب إلى الخلف حيث الساتر العلماني مع المتسترين خلفه! وكأنه ، بالكر والفر ، تمكن من صنع ارتباك ما ، بينما نراه يخالف وقائع العلوم وتاريخ الحقيقة البالغة ، ومعلوم ان علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية-ومنها أفكار كثيرة لأرسطو- في الطب والفلك وفي الجغرافيا وعلوم الأرض وغير ذلك.
    فالوقائع التاريخية العلمية وهي مسطورة إلى اليوم- تشهد انهم كانوا ينقدون آراء ارسطو في الطب والفلك ونظرته عن الجنين، ومم تكون ،فقد كانوا يرون قصور بل وسذاجة مادته العلمية الخاطئة في مجملها، ولايعنى ذلك التقليل من شأن جهده في عالم المادة فإسلامنا علمنا العدل في التقييم وعدم جحود الجهد الإنساني في أي أمة كانت. لكن هذا شأن ومايحاول الجابري أن يمرره هو شأن آخر حاول به وصم الإسلام بأنه تأثر بموروثات الأمم في المجالات العلمية والدينية على السواء، كمحاولة حديثة جدا لنقد القرآن الحكيم.
    ومامحاولته الا مجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك"جورج (!) طرابيشي" وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر العقل المستقيل ص185).
    يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها :"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقعالعيني،... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (العقل المستقيل ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عنالإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها!– لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحرافاليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (في العقل المستقيل ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
    أضافة أُخرى وأخيرة
    قال ديورانت في كتابه قصة الحضارة (ج28 ص251) عن العالم الغربي هارفي :" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615. ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا. ) ثم قال (ص252):".. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".!
    فهذا آخر جهد هارفي القرن السابع عشر فليقارنوا بينه وبين مافي القرآن وماكشفه العلم الحديث وليخبرونا عن النتيجة.
    "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)




    سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (14) /حشو الجابري اليوناني(مقال مهم)

    اقتباس:

    ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنوإسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهوإخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)، وهي التحرر من طغيان فرعون والرجوع(!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.. للجابري، القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلامه تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام" الذي رده إلى مصطلح زعم انه من نحت زعيم عربي، اراد ان يأتي بجديد ليخضع له الاتباع بالتسليم والطاعة! وهنا لا يختلف تحليل الجابري عن تحليل طيب تيزيني في مشروعه الضخم (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي)، اذ نسب للرسول فاعلية تاريخية مادية. كذلك الجابري يتناول الحقائق الغيبية والاسماء الشرعية بتفسيرات مادية تُرجع أصول الايمان الى ضرورات مرحلة وتحولات مجتمع وتغيرات في معارف زمنية لا تبعد عنها كثيرا، كذلك هنا نجد الجابري يؤول معنى النور ليناسب التفسير العلماني الحديث، فقد جعل "النور" الذي جاء به موسى ، ومن بعده نبي الإسلام محمد ، هوحالة خروج من وضعية مادية إلى وضعية أخرى.
    فقال عن الآية الأولى من "سورة ابراهيم" وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد ما قدمناه آنفا، أي تعليقه على الآية الخامسة من نفس السورة "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ"، ومعناها في بطن العقل الجابري وتفسيره (المادي المعاصر لنا!)، يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش مادي!!) وهي في حالة قوم موسى ، الخروج من وضعية مادية (فقر –استعباد- اغتراب.. إلخ) الى الأرض الموعودة :"من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). وفي حالة صحابة رسول الله: السعي، تحت سلطة زعيم، للثورة على زعماء قريش كأي حركة متمردة تدور في فلك السلطة وتسعى لها بمعارف وادوات جديدة وتتمرد بفاعلياتها على أوضاع سائدة ! هذا هومعنى النور والظلمة والإخراج من الظلمات إلى النور عند الجابري، والوضعية المادية الأفضل تحتاج من الزعيم المناوئ الى قتال وتجييش وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات..إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) فالجابري، في الحقيقة، لا يُحيل إلى الآية الخامسة من سورة إبراهيم لتفسير الآية الأولى منها، كمحاولة لتفسير القرآن بالقرآن كما حاول الإدعاء، وإنما يحيل إلى معنى خارج الآيات والتفاسير، معنى معاصر، تتصوره المخيلة العلمانية للتاريخ النبوي ثم تبني عليه تفسيراتها للتاريخ ومن ثم الآيات القرآنية بإعتبارها -في التصور العلماني- نصوص أفرزتها الأوضاع المادية، فهويقول : "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هومن أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). فرجعت الظلمات ورجع النور في التفسير الجابري إلى معاني مادية مرتبطة بتحولاتها الفكرية والثقافية، التي يحد الجابري حدها بزمنها العربي وجغرافيتها ومحيطها المعرفي والمادي والقبلي المعاصر لها! فالنص القرآني والآيات القرآنية عند الجابري انما هونهاية تفاعلات وخلاصات لأوضاع متراكبة متداخلة من (المادة والاسطورة) ومعلوم أن المادة تسبق الاسطورة عند الجابري واشباهه وأنها الأصل (ويدخلون الدين في الاسطورة)، ومن خلال هذه النظرة يتم ارجاع حقيقة الوحي والغيب والقرآن الى صور مادية بالغة الكثافة، فإن أشرقت فانما تشرق على خيالات واساطير تداعب الانسان على الدوام! ومعلوم ان تخرصات هذه المذاهب المادية -التي يتبناها الجابري وامثاله- لم تقدم اجابات عن غاية وجود الإنسان اوطبيعته وحقيقته بل اعياها تقديم تفسير متماسك عن عقله اووسائل ادراكه اووعيه كما لم تستطع الى الآن تقديم صورة صحيحة واضحة عن كيفية ظهور الحياة اومصدر الوعي البشري وصورة الفطرة الإنسانية (انظر في هذا الشأن عرض وتقييم مراد هوفمان في كتابه "خواء الذات والأدمغة المستعمرة" للمذاهب المادية الحديثة في الغرب) وكل ما قالوه في هذا الشأن إنما يدخل في مجال التخمين والفلسفة وأكثره لا يصمد أمام ما يظهر من نظريات جديدة يحطم بعضها بعضا، بينما نرى في كتاب الله صورة الانسان ثابتة جلية واضحة ونرى الوحي مفارق للمادة والانسان وعوامل الاجتماع البشري وتحولاته، فهوامر فوقي علوي منزل من السماء لهداية البشر، وهوفي حالة القرآن معجز لا تستطيع البشرية مهما بلغت من معرفتها وتطور لغاتها ان تأتي بمثله وهوكان بعضهم لبعض ظهيرا، فكما أن فكرة الانسان اصيلة وروح الانسان فريد فكذلك الوحي فهوأعظم من عمل الروح، بل هوهادي الارواح كافة.
    ان الآية الأولى من سورة ابراهيم تخبر عن الدعوة الربانية من إخراج الناس، كل الناس، من ظلماتهم القلبية والعقلية، وظلمات ثقافتهم وأديانهم وأوضاعهم الشركية والمادية وقد أشار القرآن ان الشرك لظلم عظيم، وفي الحديث أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكذلك ظلم الناس في أموالهم وأرواحهم وانسانيتهم ونهب ثرواتهم ومنعهم من التفكير والنظر في آيات الله بصور من الإنغلاق المعرفي اوالديني اوالاسطوري، الحاجب للحقيقة، كما انها دعوة لاخراج الناس من الإنحرافات الفكرية والكتابية والوثنية التي تُفرض على الناس فرضا، استعلاء واستغلالا وتحقيرا واستخفافا، لقد دعت الآية الأولى من سورة ابراهيم إلى إخراجهم من هذا كله إلى عبادة الله وحده وعدله وأوامره ودينه وشريعته ورحمته ونوره. وهوبلاغ عام شامل إلى الناس جميعا وليس كما زعم الجابري بقوله: " هذا بلاغ لأهل القبائل، ولينذروا به" (القسم الثاني من فهم القرآن للجابري ص 244).
    لقد جاءت الآيات لشأن أعظم وهودور الإسلام في العالم كله وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام كما فهم الصحابي الجليل ربعي بن عامر وسائر من سمعوا التنزيل من رسول الله ، وهم الصحابة الكرام حملة الرسالة والحضارة إلى العالم كله كما حدث فعلا ولوكانت رسالة الرسول للقبائل العربية في الجزيرة العربية لما رأينا في القرآن حقيقة الدعوة الربانية العالمية ولما رأينا تحريض رسول الله للامة على الخروج لأبعد من جزيرتهم، بل لما رأينا حركة الفتوحات تتقدم للأمام في اتجاه آفاق الأرض لإسقاط الإمبراطوريات وتحرير البلاد والعباد ونزع السلطات الجائرة واسقاط الشرائع الجائرة واحياء النفوس بشريعة عالمية تناسب حضارة لم يُسبق اليها -صنعت برجال الإسلام!- فيها من العلوم والمفاهيم والمعارف والقيم، والمبادئ والسنن ما يتجاوز حدود الارض لا حدود مكة اوالجزيرة العربية اوحتى العالم الارضي كله، ذلك انها رسالة تمتد جذورها الى السماء التي يتنزل منها القطر والغيب وترسل اشعتها وانوارها الى الارض بدون تدخل قبيلة اوفعل امبراطورية اوسحر حضارة اواوامر قادة، انها رسالة الله الى البشر وهوالذي أنزل الاسماء وشرع الأحكام ووضع الحقائق على لسان رسول الله.!
    اما ما أعرض عنه الجابري من الحقائق، وطالب بعزله، ورماه بالمضامين الإيديولوجية مع ما في هذه اللفظ عند امثاله من ايحاءات مادية فهوما ورد في تفسير ابن كثير: " لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد" وتفسير الطبري: " يقول: تهديهم به من ظلمات الضلالة والكفر، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبصر به أهل الجهل والعمى سُبل الرشاد والهدى"، ومعلوم ان الجابري قام في مشروعه -عن القرآن- بنقد علماء التفسير والسخرية منهم في الوقت الذي يعترف بأنه كلما تقدم في البحث اكتشف مدى عمق مجال جهله واتساعه (انظر كتابه" مدخل إلى القرآن ص 23) فقد رمى الجابري علماء التفسير بالفقر الهائل على مستوى "أدوات الإفهام" (انظر كتابه "فهم القرآن الكريم، القسم الأول ص 10-14) وهوالذي قال كمدخل للإعراض عن تفاسير العلماء قولة حق اراد بها باطل وهي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ومع ذلك فقد خالف هذه القاعدة الخبيرة والثمينة والتي لم يخترعها هووإنما حاول وضعها كلافتة بين يدي مشروعه لجلب الثقة به وليخدع عوام المثقفين! كما انه حشرها بين مُسلمات نظرياته المجلوبة من الغرب مثل نظرية: ان النص يجب ان نخضعه ليكون معاصرا لنا، فننظر اليه بأدوات التحليل المعاصرة "معطيات العصر!" التي تضع حقائق القرآن لنسبية معهود العرب ومعارفهم الخاطئة!!!
    راح الجابري يهاجم العلماء وما قدموه من مفاهيم وتفسيرات وزعم ان الرجوع لأصالة النص هوالأصل، وهي حيلة جابرية لعزل التفاسير الإسلامية من طريق عمليات الحذف والبتر التي يقوم بها بتفكير وتقدير وترتيب دقيق للغاية، وذلك في نفس الوقت الذي يستعين بالمناهج الغربية المادية التي ترفض الوحي وتعزل الغيب، يقول الجابري :" المقصود بـ" الأصالة" هنا، على صعيد الفهم، هوهذا النص مجردا عن أنواع الفهم له، التي دونت في كتب التفسير باختلاف أنواعها واتجاهاتها. إن الأمر هنا يتعلق أساسا بعزل المضامين الإيديولوجية(!) لتلك الأنواع من الفهم أما المحتوى المعرفي في كتب التفسير فلأنها في الجملة، يكرر بعضها بعضا، فإنه يمكن الإستغناء عنها، والإقتصار على المؤلفات المؤسسة: مثل التفاسير التي ألفها علماء اللغة" (فهم القرآن الحكيم، القسم الأول ص 10).
    ان السر هنا هوأن الجابري حاول أن يُدخل نصوص القرآن في دائرة الصراع المادي -الذي تتخيله المادية الجدلية والماركسية والعلمانية- وما يتولد عنه من نتائج مادية اوثقافات معرفية خاصة ببيئاتها المحيطة ومخيالها المحدد اوخيالها المحدود!، والتي إستُخدم لها –بزعم الجابري- وسائل تجييش معنوية تستعين بالثقافة المحيطة وتخدمها لحركتها الجديدة حتى يتم لها احراز النصر من غير عائق ديني أونفسي مع أن الإسلام رفض ركام المعارف الخاطئة التي رانت على القلوب وتلبست العقول وكلها كانت نتاج الثقافات المنحرفة المسيطرة، بل وبينت اشارات الوحي في مكة، في تنبيه مُعجز على أخطاء علمية ومعرفية وكهنوتية ومدنية ظلت منتشرة في الثقافات المحلية والعالمية، الدينية والوضعية التي لم تتأثر بالاسلام تأثيرا كبيرا، ذلك أن الظلمات هي مفاهيم وأوضاع وأعمال وأفعال ممتدة في التاريخ والجغرافيا والنفوس الجاهلة على السواء.
    وقد أمكن للجابري افتتاح تفسيرات علمانية جديدة وحديثة بصورة تكاد تكون أولى ومتكاملة في هذا المجال فقد كتب تفسيرا كاملا مؤكدا به ان ساعة النقد اللاهوتي قد حانت، وسمى تفسيره "فهم القرآن الكريم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول"وهوالأقسام الثلاثة التي نشير اليها هنا، مع كتابه "مدخل للقرآن" الذي يعتبر مقدمة للمشروع هذا، وإن كان أركون ونصر ابوزيد قد قاما قبله بشرح آيات معينة تناولاها بالادوات المعرفية الغربية والنظريات اللغوية والتاريخية والاجتماعية والنفسية وغيرها، وقد أكثر منها أركون فيما ندر التعليق من نصر ابوزيد على الآيات فقد علق هذا الأخير على آيات قليلة كما في تعليقه على سورة العلق، وخصوصا الآية (3) منها "وربك الأكرم" بينما قام اركون في كتبه بالتعليق على نصوص من سورتي الكهف والتوبة وآيات من سور أخرى.
    وكما غيب اركون ونصر حقيقة الوحي في تناولهما لآيات القرآن فقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ)، فأخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته الربانية واسعة الهداية والدلالة والتنوير والتمدين، وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز!..
    كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل (العلماني)- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية. ( ملحوطة: في نقاش مع نصر حامد ابوزيد في ليدن، وكنا جلوسا في حفل لأصدقاء لي كان نصر ابوزيد يشرف على رسالاتهم الجامعية، احتفالا بحصولهم على درجة الماجستير، وهم اصلا من القسم الانجليزي من جامعة الازهر، قلت له ان الجابري متأثر بماركس والماركسية فأبدى امتعاضه وبدت عليه علامات الإستياء وكان جواره صديق له علماني فقال (بيقول ان الجابري ماركسي)، فقلت: متأثرا بالماركسية،فقال ولا متأثر خالص!)
    والآن، وبعد أن عرضنا عمليات التلفيق والتفسير العلمانية للجابري، ننتقل إلى السؤال المهم الذي ينبغي طرحه في هذا السياق، وهو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغووالليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو"تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أويُسقط منه بعض ما أراد به، أونحوذلك من ليّ المعاني". وهوما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
    يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم.
    دعوني أقدم مثالا هاما جدا يفتح القارئ على هدف واستراتيجية وتلاعب العلماني في الوقت الحالي، فكل ما قاله الجابري مما تقدم عرضه يلخصه خليل عبد الكريم في نص جامع كاشف لخيبة الرجاء العلماني في تطويق العقل المسلم وبزبالات عقول ضحلة فقدت الدليل والصواب معا، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهوالمحامي الذي ترافع عن نصر أبوزيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!-(هنا سنزيح الستار عن أكاذيب جابر عصفور في دفاعه عن اخوانه) أما المسيح –يقول خليل عبد الكريم-:"فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..إلخ") (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو"كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، وبسبب أن النص يوضح فكرة العلماني خليل عبد الكريم من الأنبياء ومصادر الوحي المزعومة، وبسبب ان النصارى-زكريا بطرس، ناهد متولي..إلخ- يأخذون اتهامه للرسول ويحجبون عن اتباعهم اتهامه للمسيح ولموسي ، نورده كاملا (أولا هدية لمرصد مقاومة التنصر وضرب لعصفورين في وقت واحد العصفور المدافع عن التعصب(جابر عصفور) وذلك حتى يطلع القارئ الكريم على نص واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، يظهر فيه موقف العلمانيين العرب-خصوصا بقايا الماركسية المطورة- من الأنبياء، والوحي ومصدره، يقول خليل عبد الكريم: "وبالنسبة لـ(سيد ولد قصي) فقد سبقه في الطريق سلفه الكرام من البطاركة الأماجد فقد أثبتنا بالأدلة الموثقة أن موسى تمت تربيته في (برعو) أوالبيت الكبير أوالقصر العالي وأن فرعون ذاته أشرف بنفسه على أطوار التنشئة ومراحل التعليم وأشواط التربية فأحضر له الكهان(!) والعلماء والحكماء الذين ليس لهم ضريب في العالم المتحضر آنذاك ولا نبدومبالغين إذا قلنا وفي هذا الزمان أيضا. أما عيسى ابن مريم فالذي تطوع بصنفرته(!) وقلوظته(!) وتلميعه (اسمع يا ذكريا بطرس ماذا يقول من تستعملون كلامه ضد رسول الإسلام، فنفس الكلام موجه ضد المسيح ومن العلماني الذي أنتم معجبون به وتزينون مواقعكم بكتبه!) هم: زكريا وابنه يحيى أويوحنا (هوالذي تولى تعميده ومن ثم سمي المعمدان) وأمه الصديقة التي قضت شطرا من حياتها في بيت المقدس وزوج أمه يوسف النجار الذي حمل قدرا لابأس به من العلوم الدينية... وجاء المسيح إلى مصر هربا من بطش الطاغية الروماني مكث فيها حتى بلغ الثالثة عشرة فاتصل بالكهنة(!) المصريين واغترف من علومهم(!) الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر(إحياء الموتى)(!) وسواء صح هذا المقطع المصلى من التصنيع لابن مريم أم لا فإنه يكفي الشطر الأول(!). وهكذا ثبت بالحجة القاطعة(!!) أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع واجتازا مراحلها(!!) وما نال من قدريهما أوحط من مكانتهما بل انهما رغم مضي قرون عديدة على ظهورهما فإنهما يزدادان تألقا(!) وتعاليمهما وحكمتهما تترسخان يوما بعد يوم.. وخلاصة القول إن كشف الحجاب(!!) عن مرور( المنصور) ب(التجربة) وقطعه لأشواطها واحدا وراء الآخر ليس فيه أدنى مساس(!) بمقامه المحمود ومنزلته السامية وقدره الرفيع"(فترة التكوين ص 254) ويقول تعليقا على قول الله عن موسى" ولتصنع على عيني":" فالفعل مبني للمجهول أي أن الصانع غير معلوم بيد أن الصناعة تتم تحت رعاية ربه..وفي القصر الملكي ينشأ موسى ويترعرع وينهل من منابع حكمة كهان مصر القديمة ويتضلع من علومهم وهذه هي الصناعة وهذا هوالسر (!) في بناء فعلها للمجهول لأنه ربما يغدومن غير المناسب(!) الكشف عن هنادزة وأساتذة ومعلمي موسى(!). المهم أن هذا التصنيع هوالذي أهل(!) موسى لكي ينشئ(!) الديانة الموسوية التي تدين(!) بالكثير الذي لا يحصره أويعده أويحصيه إلا الله إلى مصر القديمة صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ حتى الآن... المهم الذي نقصده أن العلوم التي تلقاها موسى على أيدي كهان قدماء المصريين ومعلميه في قصر فرعون أوالبيت الكبير(برعو) كلها وسائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع(!)..إلخ والتي عبر عنها الذكر الحكيم بالصناعة (ولتصنع على عيني) تمت تحت رعاية ربه(!). وهي ذات الخطوات التي حققتها الهندوز (يقصد خديجة) في التجربة مع (المخبت) بإشراف اليعسوب (يقصد ورقة بن نوفل) ايضا..إن الذي حدث لموسى..على يد الكهنة والمعلمين والأساتذة والحكماء.. تكرر مع(الحبيب) على يد الطاهرة والقس"(فترة التكوين ص 250) فالتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني( كما افترى في كتابه فترة التكوين) يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!.
    هكذا يفعل العلمانيون مع الرسول والرسالة، بل ويفعلون كما رأينا-بعضا من ذلك هنا- مع الأنبياء: المسيح، موسى، ابراهيم، يعقوب، يوسف..إلخ.( ولسيد القمني باع سخيف في هذا المجال ويمكن الإطلاع على ذلك من كتابه"النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة أوالرجوع إلى كتابي أقطاب العلمانية الجزء الثاني طبعة دار الدعوة، الإسكندرية، فقد عرضت هناك أساطير القمني والعشماوي (وله في هذا المجال كتابه "الأصول المصرية...") وأحمد عثمان وفرويد..إلخ، بالتفصيل والنقد.
    لم يقدم خليل عبد الكريم دليلا واحدا أورواية تاريخية واحدة، على مزاعمه بخضوع النبي، ، لمن ذكر من قساوسة ينتهوا الى ورقة ابن نوفل ومعهم خديجة ولمدة 15 سنة من الليل حتى الفجر، وذلك كما لم يقدم هشام جعيط، ايضا، دليلا واحدا على زعمه بهجرة النبي الى الشام للتعلم من المسيحيةـ وإقامته فيها مدد تطول وتقصر!! وتطول بزعم جعيط أكثر مما تقصر !!، انها فقط افتراءات ملفوفة في لفائف من الهجوالساخر والهجاء البائس والظن الفارغ الذي تعلموه من كتاب الغرب. وهي التهم الفارغة الساذجة والمفضوحة بدون تسليط أي نوع من النقد عليها والتي يتلقفها المنصرون العرب وهم جهلى بمصادر العلم والروايات التاريخية. وما ينقلونه فانما ينقلونه من مصادر وسيطة، وحتى ولوعرضوا رواية ما بصورة مباشرة بعد عزل مصدرهم(الوسيط)، فانه سرعان ما يتبين لنا انهم لم يقرؤوا ما قبل وما بعد ما اقتطعه الوسيط بحرفية ودهاء.. وهنا تتكشف فضائح النصارى تباعا.
    الآن وبعد ان فرغنا من اختراق "الاختراق"، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، وكذلك بعد ان كشفنا ارتباط فعله بأفعال اخوانه واهدافهم. يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية القديمة/العلمانية الشبيهة والنظيرة)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.



    سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (16) /ظلمات الجابري المادية!.
    فكلامك كما ترى مردود عليه جملة وتفصيلا وهو يدل على استعجالك في الرد وعدم تتبعك لماكتبت او تاريخ الكتابات او حتى الاقتباسات مما زعمت ومادريت!
    بارك الله فيك واحسن الله اليك وجمعنا في روضات الجنات ورحمة الرب تعالى.
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir24823/#post173253
    التعديل الأخير تم 03-24-2012 الساعة 10:21 AM

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء