كيف التخلص من المجاز !!؟

[سلفي مغربي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انقسم أهل العلم في المجاز إلى أقسام : منهم من رده جملة وتفصيلا -ومنهم من رده في القرآن دون اللغة -ومنهم من قبله

السؤال بارك الله فيكم كيف يجيب من رد المجاز -طاغوت المجاز- كما سماه ابن القيم رحمه الله ...-
وقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
وقال واشتعل الرأس شيباً.
وقال أو يأتيهم عذاب يوم عقيم.
وقال وآية لهم الليل نسلخ منه النهار.)
ومن عندي قوله تعالى : ( وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا )
وسمعت علماني يحاور أحد أهل السنه فقال له كيف تريدون أن تضعوا حاكما إن لم تلجؤوا إلى طريق الإنتخابات وهذه طريقة علمانية
ثم هل سوف تأتون بحاكم يحكم الناس قصراااا؟
وجزاكم الله خيرا

[سلفي مغربي]

هل هناك من يمن علينا بإجابة ؟؟

[ابو علي الفلسطيني]

بسم الله الرحمن الرحيم

تجد الجواب عن معظم هذه الآيات في كتاب " منع جواز المجاز" للشنقيطي رحمه الله تعالى .. وهو متوفر على الشبكة بصيغة الشاملة وصيغ أخرى

[أهل الحديث]

المجاز لا يوجد في القرآن والسنة .

[أبو القـاسم]

جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام وأهله ..
المجاز تارة يطلق ويراد به أن يكون من عوارض الألفاظ ,وهذا لم ينكره ابن تيمية ..والمعنى : أنه مجرد اصطلاح على جعل التعبير مقصودا به معنى معين يعرف بالسياق , وتارة يقصد به ويراد أن يكون من عوارض المعاني فهذا الذي أنكره ابن تيمية وأبطله, والذين لم يفهموا هذا ظنوا الإمام متناقضا ,ومعنى أنه من عوارض المعاني :تجويز أن يراد بنفس الجملة معنيان أحدهما مباين للآخر ومناف له ,فإذا قيل بهذا ,لزم منه نسبة الكذب إلى الله تعالى لأنه يكون عبر بشيء ظاهره المخالفة للمقصود فهو من جنس التمويه والكذب عياذا بالله تعالى,ولهذا أنكره الإمام أبو العباس جدا جزاه الله خيرا ..وبالمثال يتضح المقال :
لو قال المعلم عن طالب:هذا الحمار فشل في الامتحان للمرة الثانية ..فلا بأس لو سميت هذا مجازا على المعنى الأول من باب التسمية الاصطلاحية اللفظية البحتة فيكون التقدير :الطالب الذي يشبه الحمار في بلادته ..لكن لا تقل :الجملة لها معنيان :المعنى الأول :أن الحمار المعروف (الذي هو حيوان) فشل في الامتحان ,والمعنى الثاني :الطالب البليد فشل في الامتحان , بل ما لها إلا معنى واحد وهو الثاني ,وقد كشف عنه السياق وأبان المقصود فيه وهو حقيقته الوحيدة ..ولهذا لو سيق لك قول الله تعالى "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان" لك أن تقول في المراد الإجمالي:هذا بيان لكرم الله وبسطه نعمته (دون أن تنفي اتصافه باليدين) لأن السياق واضح انه في رد تهمة اليهود لله تعالى بالبخل -لعنهم الله-..ولكن حين قال الله تعالى"ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي" تمحضت في كونها آية من آيات الصفات ,لأنه لا يعرف في لسان العرب نسبة اليد مثنّاة إلى شخص إلا أن تكون صفة..وكذلك السياق في بيان اختصاص آدم عليه السلام ,فلو كان المعنى القدرة أو النعمة لما كان ثم وجه لأن يبين خصيصة آدم بذكر أنه خلقه بيديه إذ كل المخلوقات خلقها بقدرته ..ولو فهمت هذا جيدا انحل لك الخلاف بين مانعي المجاز ومجيزيه , وقد سماه العلامة ابن القيم طاغوتا على اعتبار تعلق المتكلمين به واتخاذه مستمسكا لتحريف معاني الصفات الإلهية , فلو قال لك قائل :ابنك على عيني ..ستفهم منه أن مراده العام: سيحرسه ويرعاه , ولكن لو قال:فحصت اليوم عيني ..ستفهم أنه سيفحص مقلتيه ..فقوله تعالى "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" لك أن تقول ,الجناح تستعمل في معنى اليد كما في قول الله تعالى "واضمم إليك جناحك من الرهب" ولكن المعنى:الدلالة على التواضع ونحوه فلو سميت هذا مجازا وقصدت به المعنى السابق فلابأس ولما كان مشكلا ومحتملا للمعنى السيء كان اجتنابه أحق , وحتى لو كان الجناح لا يستعمل إلا في الطير جدلا فالسياق يكشف عن أنه استعارة مرادا بها الكناية عن التواضع فهذه حقيقة المعنى والسياق كشف عنه,لكن على الفرض الأخير (أن الأجنحة خاصة بالطيور), لا تقل على هذا الفرض : ظاهرها معناه : ((أن لنا اجنحة كأجنحة الطيور فهذه الحقيقة , ولكن المعنى المجازي (غير الحقيقي!) :أن نتواضع ولابد من التأويل لأنه ليس لدينا أجنحة !)) ,بل في هذا السياق التي ذكِرت فيه مالها إلا معنى واحد وهو التواضع ونحوه ..والسياق محكّم في الفهم باتفاق العقلاء ..
والحاصل أن المجاز إذا قصد به :إرادة معنى خاص من الجملة المركبة بحسب سياقها الدال عليها ,فهذا المعنى حق سواء سميته مجازا أو لم تسمه , وإذا أريد به أن الجملة حال التركيب يكون لها معنيان في ذات الوقت ,فنجري عملية "تأويل" من المعنى الأول (الحقيقي) إلى الثاني (المجازي غير الحقيقي!) فهذا هو المنفي في القران والسنة بل وفي لغة العرب في الأصل..إلا من أراد أن يضع لغزا ويعمّي فيلوح بعبارة لها ظاهر ويقصد معنى آخر ..فهذا نعم ممكن ,,ولهذا يتنزه الله ورسوله عنه ,وجميع الصادقين ..والله أعلم

[سلفي مغربي]

بارك الله فيكم شيخنا الجليل ونفع بكم

[خلوصي]

أيها المغربي الجميل :
دعك من هذه المسائل لأنّ حقيقة إيمان الصحابة الكرام رضي الله عنهم في ركوبهم البحر - و نحن الآن و العالم أحوج منهم إليه - قد آل إلى مجاز ! فصرتَ لا تراه !؟
و عليك بالنصيحة الحاليّة لشيخ الإسلام فقد ندم رضي الله عنه في آخر عمره أنّه لم يصرف عمره كلّه في تدبّر القرآن !؟!
و لكن انتبه ثانية أن يكون ذاك التدبّر على الحقيقة لا المجاز !
العالم اليوم في ظلماته يحتاج أشدّ الحاجة إلى رجال الغيب ! فهل عرفت من هم !؟