لاحظ ذلك ابن القيم رحمه الله وكتب فيه، فكان مما قال:
"وقد أشكلت منفعة الذنب على بعض الناس ولم يهتد اليها وفيه منافع عديدة فمنها أنه بمنزلة الطبق على الدبر والغطاء على حياها يواريهما ويسترهما ومنها أن بين الدبر ومراق البطن من الدابة له وضرٌ يجتمع عليه الذباب والبعوض فيؤذي الدابة فجعل أذنابها كالمذاب لها والمراوح تطرد به ذلك ومنها أن الدابة تستريح الى تحريكه وتصريفه يمنة ويسرة فإنه لما كان قيامها على الاربع بكل جسمها وشغلت قدماها بحمل البدن عن التصرف والتقلب كان لها في تحريك الذنب راحة وعسى أن يكون فيه حكم أخر تقصر عنها أفهام الخلق ويزدريها السامع إذا عرضت عليه فإنه لا يعرف موقعها إلا في وقت الحاجة فمن ذلك أن الدابة تربض في الوحل فلا يكون شيء أعون على رفعها من الأخذ بذنبها"
[مفتاح دار السعادة: جـــ 2 / ص 669].
"ولعلك أن تقول: ما حكمة هذا النبات المبثوث في الصحارى والقفار والجبال التي لا أنيس بها ولا ساكن؟ وتظن أنه فضلة لا حاجة اليه ولا فائدة في خلقه ، وهذا مقدار عقلك ونهاية علمك، فكم لباريه وخالقه فيه من حكمة وآية من طعم وحش وطير ودواب مساكنها حيث لا تراها تحت الارض و فوقها فذلك بمنزلة مائدة نصبها الله لهذه الوحوش والطيور والدواب تتناول منها كفايتها ويبقى الباقي كما يبقى الرزق الواسع الفاضل عن الضيف لسعة رب الطعام وغناه التام وكثرة إنعامه".
[مفتاح دار السعادة: جـــ 2 / ص 649].
Bookmarks