صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 99

الموضوع: خواطر حول الزمان وهل النسخ يقتضي البداء؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    my imaginarium, Algeria
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    Post خواطر حول الزمان وهل النسخ يقتضي البداء؟

    من المعلوم أن القول بالنسخ هو من تلازمات الشريعة الإسلامية، فهي تعتبر نفسها الناسخة لما قبلها من الأديان جميعا
    كما أن النسخ جواب لكثير من المسائل الواردة على الإسلام كمسألة نقص القرآن وتغير أحكامه فإن بعض أحكامه ناسخة لبعض
    وقد ألف فيه خلق جم، منها الناسخ والمنسوخ لابن حزم، وقتادة، والمقري، والقاسم بن سلام، والنحاس، وقلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن لمرعي المقدسي وغيرهم كثير
    لكن هذا الرد طرح عليه إشكال آخر وهو أن القول بالنسخ يثبت على الله البداء ومن هذا انبجس خلاف بين الفرق الإسلامية
    1-فذهبت الرافضة إلى جواز البداء على الله تعالى
    وافترقوا هل يكون ذلك مقترنا بالمشيئة والإرادة على ثلاث مقالات:
    - فالفرقة الأولى منهم يقولون أن الله تبدو له البداوات وأنه يريد أن يفعل الشيء في وقت من الأوقات ثم لا يحدثه لما يحدث له من البداء وأنه إذا أمر بشريعة ثم نسخها فإنما ذلك لأنه بدا له فيها وأن ما علم أنه يكون ولم يطلع عليه أحداً من خلقه فجائز عليه البداء فيه وما اطلع عليه عباده فلا يجوز عليه البداء فيه.
    - والفرقة الثانية منهم يزعمون أنه جائز على الله البداء فيما علم أنه يكون حتى لا يكون وجوزوا ذلك فيما أطلع عليه عباده وأنه لايكون كما جوزوه فيما لم يطلع عليه عباده.
    - والفرقة الثالثة منهم يزعمون أنه لا يجوز على الله البداء وينفون ذلك عنه -من مقالات الإسلاميين للأشعري
    والثالثة أعقلها فإن كان الله قد خلق الزمان وهو يرى أوله كما يرى آخره، فإن الحدوث فيه لا يخفى عليه بحال من الأحوال والنصوص العامة متوافرة متكاثرة في هذا، فبهذا يستحيل البداء على الله مطلقا لأنه يستلزم الجهل والنقص من وجوه كثيرة
    وإن كان الرافضة قد عبدوا عليًّا والأئمة على نقصهم، فكيف لا يتورعون عن عبادة إله على نقص
    2- وذهبت المعتزلة إلى أن الله ليس بذي علم محدث يعلم به ولا يجوز أن تبدو له البدوات (من بداة كقناة وقنوات) ولا يجوز على أخباره النسخ لأن النسخ لو جاز على الأخبار لكان إذا أخبرنا أن شيئاً يكون ثم نسخ ذلك بأن أخبر أنه لا يكون لكان لا بد من أن يكون أحد الخبرين كذباً قالوا: وإنما الناسخ والمنسوخ في الأمر والنهي. -من مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري
    لكنهم تناسوا كثيرا من النصوص ما ظاهرها يوحي بالبداء من جهة العلم كقوله "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)" [محمد]وقوله "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا....(7)" [هود] وقوله "وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ...... (21) [سبأ]، وقوله"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ....(143) [البقرة].
    فهم مع كيسهم نفوا أن تكون علاقة بين النسخ في الأحكام والبداء في العلم والأخبار، فذلك قد يكون منهم روما للتنزيه
    ولكن الإشكال الذي يبدوا عند حصر النسخ على الأحكام فقط من نهي وأمر من جهة البداء
    هو أن كل مأمور فهو مرغوب محبوب فيه مصلحة، كما أن النهي عن شيء يدل على أنه منبوذ مكروه في نفسه
    وهذا ما يدعوا للقول هل ما كان يبدوا أن لله فيه مصلحة قد تبين له في الحقيقة عبر تمخض الزمن أنه في الحقيقة مفسدة فغيّر الحكم بناء على ذلك.
    ومن باب الأمانة العلمية وجدت جوابا عن ذلك لأبي بكر الباقلاني في تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل قال:
    "وَكَذَلِكَ يسْأَلُون عَن نقض الجماد بعد تأليفه وتربيعه بعد تسديسه وترطيبه بعد تيبيسه وتحريكه بعد تسكينه وتسويده بعد تبييضه وَغير ذَلِك من تغير أَحْوَاله وأوصافه فَيُقال لَهُم أَلِبداءٍ من الله واستدراك علم غير مَا فعله وَنقض مَا أَلفه وَفرق مَا جمعه وحرك مَا سكنه وَأَحْيَا مَا أَمَاتَهُ أم لَيْسَ لِبَداء؟ فَإِن قَالُوا لبداء تَركُوا دينهم واعتلالهم، وَإِن قَالُوا لَيْسَ لبداء وَلَكِن لِأَن النَّقْض فِي وَقت مصلحَة للمكلفين والتأليف مصلحَة فِي غَيره وَكَذَلِكَ التحريك والتسكين قيل لَهُم مثله فِي الْأَمر بالشَّيْء فِي وَقت وَالنَّهْي عَن مثله فِي غَيره وَلَا جَوَاب لَهُم عَن شَيْء من ذَلِك"
    إلا أن الجواب الأقرب إليه والأولى به هو الأول (يعني أن تطويره وتحريكه للحياة يقتضي البداء أيضا) لأنه إذا كان قد فرغ من الخلق في ستة أيام فهذا يقتضي أن يكون الخلق مصمتا ميتا ثابتا لا تطور فيه من نسل وتكاثر وحركة وغيرها، ونتيجة هذا الجواب إثبات النقص على الله والخروج من الدين، كما قال الباقلاني.
    كما أن الجواب عن الشطر الثاني موجود أيضا، وهو: - ماذا إن تقارب وقت المصلحة مع غيره بحيث اشتبه الحال ولم تعد حكمة في النسخ أبدا
    فلو كان الوقت بين الحكم ونسخه طويلا لكان للحكمة في ذلك مدخل، مثلا كنسخ الأديان بعضها لبعض قد تكون لطول أمد وقسوة قلب وفترة من الرسل وتغير لأحوال الناس كما قيل.
    أما أن يرادف المنسوخ ناسخه ببرهات، فليس للحكمة والتعليل أي منفذ إلى العقل من ذلك
    وبذكر أمثلة من النصوص يتبين هذا الاعتراض
    فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية
    فما فائدة النسخ هنا وقد اجتمعت من الأسباب والعَدد والعُدة لدا العدو حين اللقاء، ما يدل على الضعف مسبقا، فإن قيل ربما قد نزلت الآيتان مفترقتين، إلا أنهما أُردفتا حين جمع المصحف، فيقال: قد ثبتت النصوص بنزول السورتين (الأنفال وبراءة) جملة واحدة
    وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
    فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
    فتقرر إذن أنه إن كان للنسخ حكمة فالحِكَم بقدرها، ولا جواب لهم عن ذلك
    وأخيرا ينبغي بيان أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.

  2. #2

    افتراضي

    معنى البداء هو أن أمرًا ما قد بدا للمرء بعد أن لم يكن باديًا ..
    وهو محال في حق الله تعالى لأن علمه أزلي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ..
    أما النسخ فهو تبديل حكم شرعي بآخر ، وهذا لا يكون - حتى عند البشر - لأجل البداء فقط ..
    بل يكون مناسبةً لأحوال المكلفين ..
    كالطبيب الذي يغير النظام العلاجي والغذائي لمريضه حسب مراحل المرض والشفاء ..
    والمريض قد لا يستوعب الحكمة في تغيير الطبيب للدواء والغذء كل فترة ، لكن هذا لا يقدح في علم الطبيب ..
    وما غاب عنك من حكمة الحكيم في نسخ أحكامه لا يرفع عنه صفة الحكمة لأننا لا نحاكم الله إلى علمنا لقاصر المحدود ..
    فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..
    وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..
    وأما آية (ليعلم الله ..) وأشباهها ، فالمقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي ، بل يحاسبهم بما وقع منهم فعلاً وكتبته الملائكة وشهدت به عليهم ألسنتهم وجوارحهم زيادةً في الحجة والبينة ..

    وأختم بهذا الفيديو الذي يرد على قولك : (هل ما كان يبدوا أن لله فيه مصلحة قد تبين له في الحقيقة عبر تمخض الزمن أنه في الحقيقة مفسدة فغيّر الحكم بناء على ذلك)
    شبهة: كيف الشيء يكون حرامًا ثم حلالاً أو العكس ؟!
    http://www.youtube.com/watch?v=W-R90Nyi3XY

    والله الموفق .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  3. #3

    افتراضي


    أخي الكريم إليك هذا الرد المختصر لضيق الوقت في العيد للأسف :

    النسخ في القرآن : أثبته علماء الأمة ..
    وأما النسخ بمعنى البداءة (أي يقضي الله بأمر ٍ: ثم يبدو له خيرا ًمنه فينسخه) :
    فلم يقل به عالم من أهل السنة والجماعة ..
    بل هو مما توارثه الروافض لتعضيد افتراءاتهم عن الوحي والإمامة مما نسبه اليهود من البداءة على الله في كتبهم (كثير من المواضع في سفر التكوين وغيره في العهد القديم) ..

    ولكن علماء أهل السنة والجماعة وضعوا للنسخ القرآني حِكما ً: لن يُعدمها مَن يحمل أمور الشرع على أحسنها تفسيرا ًوتأويلا ً..
    < ملحوظة : ابن حزم كان يعد حتى الاستثناء بـ إلا مثلا ً: نسخا ً>

    وبالمثالين من آخر كلامك : يتضح المقال ..

    1...
    وبذكر أمثلة من النصوص يتبين هذا الاعتراض
    فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية
    فما فائدة النسخ هنا وقد اجتمعت من الأسباب والعَدد والعُدة لدا العدو حين اللقاء، ما يدل على الضعف مسبقا، فإن قيل ربما قد نزلت الآيتان مفترقتين، إلا أنهما أُردفتا حين جمع المصحف، فيقال: قد ثبتت النصوص بنزول السورتين (الأنفال وبراءة) جملة واحدة
    أقول : سبب النسخ هنا واضح بل : وذكره الله عز وجل بنفسه !!!!!!..
    يقول سبحانه : " الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا " !!..
    والمعنى :
    أن هذه الآية من نوع النسخ بترك الحكم الناسخ والمنسوخ معا ًفي القرآن :
    (حيث هناك أيضا ًالنسخ بمحو المنسوخ من القرآن وترك الناسخ مثلا ًوفائدته :
    إرشاد الأمة لأهمية السنة التي لم يُعرف بها تفصيل ذلك إلا عن طريقها
    ) ..
    وأما الآية التي ذكرتها أخي فهي :
    لبيان رحمة الله تعالى بالمؤمنين وتدرجه معهم : وهو ما يجب على المؤمن انتهاجه أيضا ًفي الدعوة والتعليم !!!..

    فالخمر مثلا ًأتى حكمها متدرجا ًفي القرآن في أربعة مواضع : كان آخرها الأمر بالاجتناب !
    ومباشرة الصائم لزوجته في ليل رمضان من بعد الإفطار كان منهيا ًعنه : فأباحه الله !
    فبقاء الناسخ والمنسوخ هنا :
    هو لبيان رحمة الله تعالى بالمؤمنين وتيسيره وتخفيفه عليهم ...

    2...
    وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
    فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
    أقول :
    في هذه الهنيات أخي : نزل الوحي مُجددا ًببيان رحمة الله تعالى بالمعاقين !!!..
    ونزول الوحي من بعد سؤال ابن أم مكتوم : أبلغ مما لو نزل من أوله منسوخا ً!!..
    وإليك الحديث كاملا ً: وبه الجزء الناقص الدال على نزول الوحي في هذه الهنيات ..

    فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (وهو من أشهر كتبة القرآن) :
    " كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فغشيته السكينة (وهي علامة نزول الوحي عليه فكان يُذهل عن العالم لحين قضاء الوحي) .. فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي : فما وجدت ثقل شىء ٍأثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهذه علامة مادية لثقل الوحي حينما كان يتغشى رسول الله : وقد حكت مثلها بعض أزواج النببي) .. ثم سري عنه فقال : اكتب .. فكتبت في كتف (حيث كانوا يكتبون في عظام لوح الكتف) : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} إلى آخر الآية .. فقام ابن أم مكتوم : وكان رجلا ً أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال : يارسول الله .. فكيف بمَن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ؟!.. فلما قضى كلامه : غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة .. فوقعت فخذه على فخذي .. ووجدت من ثقلها في المرة الثانية : كما وجدت في المرة الأولى .. ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا زيد .. فقرأت : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {غير أولي الضرر} الآية كلها .. قال زيد : فأنزلها الله وحدها فألحقتها (أي ألحقتها في وسط الأولى) .. والذي نفسي بيده : لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع ٍفي كتف " ..

    واعذرني أخي على الاختصار والاقتصار لضيق الوقت ..
    وبالمناسبة : يمكنك عمل بحث في شريط جوجل أعلى صفحات المنتدى عن الناسخ والمنسوخ ..
    والله الموفق ..
    وكل عام وأنت بخير ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    my imaginarium, Algeria
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة

    كالطبيب الذي يغير النظام العلاجي والغذائي لمريضه حسب مراحل المرض والشفاء ..
    والمريض قد لا يستوعب الحكمة في تغيير الطبيب للدواء والغذء كل فترة ، لكن هذا لا يقدح في علم الطبيب ..
    وما غاب عنك من حكمة الحكيم في نسخ أحكامه لا يرفع عنه صفة الحكمة لأننا لا نحاكم الله إلى علمنا لقاصر المحدود ..
    مشكور على الرد، لكن هذا الي ذكرته أسميه قياسا غير صحيح، لأنه قياس مع فارق، والفارق ههنا معروف، ولو تدبرت آخر ملحوظة ذكرتها في الموضع لعرفت ما هو الفارق، فلا يجوز هذا القياس مطلقا لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع القضية شيئا ، فهذا يعني أنك تقيس المخلوق على المريض وهذا لا بأس به، أما أن تقيس الطبيب على الخالق فهذا ممتنع في الموضوع الذي نحن فيه من وجوه عدة
    1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه
    2-وماذا لو علم الطبيب مسبقا بأعراض الداء بعد بداية العلاج وأحواله تماما بشكل يقيني، ألن يُعلم مريضه مسبقا أيضا لما يَعلَم من احتمال تضرره إن واصل على الدواء الأول، ولهذا تجد الطبيب الحاذق من في كلامه يقول: إذا حدث فافعل كذا وإذا كذا فكذا، بل الأحذق منه من يقول سيحدث لك كذا بالتأكيد فإذا حدث فيجب أن تفعل كذا
    3- أن الطبيب لا يختلف أصلا مع المريض في امكان حصول العلم لكليهما بالحكمة من تغيير الدواء، بل الأعجب من هذا أن الطبيب يجوز عليه المرض أصلا، فتأمل
    والخلاصة أن مثل هذه الأقيسة لا يعول عليها أبدا، لأن الكلام على الخلق من جهة النقص والكلام عن الخالق هو من جهة الكمال، أليست الآية تقول: (ولا تضربوا لله الأمثال)، مع أني أجدهُ أسلوبا للكثير من مشايخ الإسلام كابن القيم فهو كثيرا ما يقيس الخالق على الملِك في حُججه.
    وأما قولك (فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..)
    فقد اطلعت على كلامه وليس معناه أبدا ما ترمي إليه، لم يقل أنه بين الحكم تسع غزوات، بل ذكر المواقع التي نصر فيها المسلمون بالمصابرة فقط مع الضعف، يعني أنه كان يستشهد للآية الأولى أو الحكم الأول، فتحقق من معلوماتك، ولا تتسرع في أقوال قد تحسب عليك، وكأني بك وبه ممن يجيز الجهاد اليوم بالسيف مع المصابرة حتى مع الضعف ، الذي جعله المشايخ شرطا في تعطيل الجهاد اليوم. فإن كنت كذلك وإياه، فهذه طامة لا أريد الخوض فيها لأنها تستطردنا بعيدا عن الموضوع الذي نحن بصدده، إذن فلا فاصل زمني بين الآيتين.
    وقولك (وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..)
    هذا إثبات منك للحكمة من نسخ الآية، وحي حكمة زهيدة بالمقارنة مع الحكم الذي فيها والذي يترتب عليه حياة أقوام وموتهم، ثم إن الله قد كرمه سابقا في سورة عبس، فما شأنه الآن هنا أيضا، كما أن الروايات الأخرى تدور حول علة النسخ وهي الضرر وليست حول الشخص الذي قال العلة وهو ابن أم مكتوم وهاكها
    عن ابن عباس أنه قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } – عن بدر – والخارجون إلى بدر – ، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش ، وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
    فعلة النسخ كانت من أجل العمى لا من أجل التكريم.
    والآية التي ذكرتها لا دليل فيها أبدا وهذا تمامها "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)"
    فهي في آداب الاستئذان للطعام، وشتان بين اللسان والسنان. وقوله: "ولا على أنفسكم" دالة على أنها للضرير وغير الضرير، مع أن مسألة الأكل لا دخل للعمى فيها، فلا يمكن لأحد أن يخطئ فاه باللقمة ولو كان مفقوء العينين.
    وردك على الآيات الدالات على البداء من جهة العلم زهيد أيضا فقولك (المقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي) سواء علمهم علم حساب أو جزاء ، فهو علم مع بداء
    أمّا أن الله لا يحاسب بعلمه الأزلي فمن قال هذا؟ ألم يقل أنه قد أخرج بعث الجنة والنار من ذرية آدم لما سبق في علمه من مآل كل واحد منهم
    وبالنسبة للفيديو فقد شاهدته وجوابي عنه بمثل جوابي عن قياس الطبيب فلا حاجة لإعاتده ولا حاجة لكم أيضا لإعادة مثل تلك الأقيسة عند النقاش
    لأنه من عجيب المفارقات أن المسلمين عند مناقشتهم في مسألة وجود الله بقولنا هو محتاج لأن يخلق قالوا لا تقيسوا صفات الخالق على صفات المخلوق، وعند تعارض أحكامه مع الحكمة، قاسوا أفعال البشر على أفعاله مع أن الأفعال هي آثار عن الصفات.
    أم هو الكيل بمكيالين؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    القرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77- 80 ، وقال : ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) السجدة/ 1، 2 ، وقال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الزمر/ 1.

    وهو من جملة كلامه ، الذي هو صفة من صفاته ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف . إنتهى قولهُ حفظه الله تعالى .

    فإن إعتقاد أهل السنة والجماعة في ان كتاب الله تبارك وتعالى كلام الله تكلم فيهِ كيفما شاء , ولازال جل في علاه متكلماً بما شاء , فمن قال بخلاف هذا فهو مبتدع قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " انتهى.

    وقال ابن قدامة رحمه الله : " ومن كلام الله سبحانه : القرآن العظيم ، وهو كتاب الله المبين ، وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب سيد المرسلين ، بلسان عربي مبين ، منزّل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو سور محكمات ، وآيات بينات ، وحروف وكلمات ، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول وآخر ، وأجزاء وأبعاض ، متلو بالألسنة ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، مكتوب في المصاحف ، فيه محكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، وأمر ونهي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت/ 42، وقوله تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء/ 88 . والكلام هي صفة من صفات الله تبارك وتعالى التي يثبتها أهل السنة والجماعة لله جل في علاه , نثبتها لله جل في علاه دون " تشبيهِ , أو تجسيم , أو تعطيل " وهو منزه عن كل البشر جل في علاه وهذا المتفق عليه عند أهل السنة والجماعة .

    ويقول الشيخ المنجد في الكلام حول وصفهِ بالقدم :

    الأول : أنه غير مخلوق ، كما تقدم ؛ وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة . ولننقل لك نص كلام اللالكائي في شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة .

    ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " . ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " . فما ترى فمن وصف القرآن بالقدم هو اللالكائي في كتاب شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة وبين الشيخ المنجد المعنى من القول بانهُ كلام الله مخلوق .

    قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى مجموع الفتاوي (12/24) : " السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل . ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
    بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق .
    وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم . فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " .

    وقال رحمه الله تعالى : " وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .

    والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .

    ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود . ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " وركز بني .

    أما مراد اللالكائي ليس كما ذهبت بعض الأشاعرة فالأشاعرة تعتقد وهو أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن , بل إن ما ذهب إليه رحمه الله في شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة خلاف ما ذهبت إليه في قولك أنهُ إعتقاد الأشاعرة فتأمل أيها الزميل المكرم هداك الله تعالى .

    قال الشيخ المنجد : " فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .

    ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله إطلاق هذا اللفظ ، ولأجل أنه غير مأثور ، كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن ، بل يقال فيه ما قال السلف : القرآن كلام الله ، غير مخلوق "

    يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله عنهُ : " وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك .

    لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا : فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .

    ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .

    وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : { يا آدم اسكن أنت وزوجك } و : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } و { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
    والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " إنتهى كلام شيخ الإسلام إبن تيمية في مجموع الفتاوي رحم الله شيخ الإسلام وبركة الأزمان .

    وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة . إنتهى

    وما نسخ من الآيات بل في اللوح المحفوظ فيهِ علمُ الشرائع السابع , وعلم الشريعة كلها فما نسخ من القرآن الكريم معروفٌ بالسنة والنقل الصحيح عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , وكما قالت لك الأخت رقة نفع الله بها في هذا الباب , قال الله تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب) [الحج:70 ] . فيا حبذا لو تأمل معي الفاضل رضا غلام .

    وقال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) [الحديد: 22 ] قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ.

    وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين - الطويل - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض". فلا نقول أن كتاب الله تبارك وتعالى هو اللوح المحفوظ فاللوح المحفوظ هو الكتاب الذي قال الله تبارك وتعالى فيهِ " إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " وأما الناسخ والمنسوخ فلا يغير في معنى كتاب الله تبارك وتعالى ولا ما في اللوح المحفوظ , ونسخها من اللوح سنبينهُ بحول الله .

    قال البغوي في تفسير قولهِ تعالى : " قوله عز وجل ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) وذلك أن المشركين قالوا : إن محمدا ما يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلاف ما يقوله إلا من تلقاء نفسه يقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا كما أخبر الله " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر " ( 101 - النحل ) وأنزل ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) فبين وجه الحكمة من النسخ بهذه الآية .

    قلتُ : ليس كلُ ما في اللوح المحفوظ هو قرآن كريم , ولا يقال أن اللوح المحفوظ هو قرآن كريم فهذا القول خطأٌ عظيم بل يجب عليك أن تفقه القول قبل أن تتفوه بهِ فالإشكال الأول غريبٌ عجيب وحقيقةً إن اللوح المحفوظ فيهِ كل شيء , والقرآن الكريم كلامُ الله جل في علاه والذي يطرح هل الإنجيل من القرآن الكريم أيها المحترم إن كان لوحاً محفوظاً فهلا أخبرتنا أين شريعة الأمم الأخرى في القرآن الكريم إذ قلت أن ما في اللوح المحفوظ هو قرآن فهذا يحتاجُ إلي دليل وهو أن تأتي بالنصوص الثابتة .

    والنسخ في اللغة شيئان [ ص: 134 ] أحدهما : بمعنى التحويل والنقل ومنه نسخ الكتاب وهو أن يحول من كتاب إلى كتاب فعلى هذا الوجه كل القرآن منسوخ لأنه نسخ من اللوح المحفوظ . قلتُ : قد ينسخ الله تبارك وتعالى آية ولكن هل هي من القرآن نقول أنها من القرآن ... ؟؟

    والثاني : يكون بمعنى الرفع يقال : نسخت الشمس الظل أي ذهبت به وأبطلته . فعلى هذا يكون بعض القرآن ناسخا وبعضه منسوخا وهو المراد من الآية وهذا على وجوه ، أحدها : أن يثبت الخط وينسخ الحكم مثل آية الوصية للأقارب . وآية عدة الوفاة بالحول وآية التخفيف في القتال وآية الممتحنة ونحوها ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( ما ننسخ من آية )ما نثبت خطها ونبدل حكمها ، ومنها أن ترفع تلاوتها ويبقى حكمها مثل آية الرجم ، ومنها أن ترفع تلاوته أصلا عن المصحف وعن القلوب كما روي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف : أن قوما من الصحابة رضي الله عنهم قاموا ليلة ليقرءوا سورة فلم يذكروا منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فغدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك سورة رفعت تلاوتها وأحكامها " وقيل : كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة ، فرفع أكثرها تلاوة وحكما ، ثم من نسخ الحكم ما يرفع ويقام غيره مقامه ، كما أن القبلة نسخت من بيت المقدس إلى الكعبة ، والوصية للأقارب نسخت بالميراث وعدة الوفاة نسخت من الحول إلى أربعة أشهر وعشر ، ومصابرة الواحد العشر في القتال نسخت بمصابرة الاثنين ، ومنها ما يرفع ولا يقام غيره مقامه ، كامتحان النساء . والنسخ إنما يعترض على الأوامر والنواهي دون الأخبار .

    قلتُ : الأمر متعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى , والآية الأصل تكون في اللوح ودليلنا هو كلام الله يقول جل في علاه " يمحوا الله ما يشاء " وأن الأصل تكون في اللوح , وهي ثابتة قبل المحو وإن قلت غير هذا فأثبت أن الآية لم تكن في اللوح المحفوظ أيها المحاور الكريم فتأمل .

    ملاحظة : أسلوبك لا يخفى علينا وهو أسلوب الملاحدة فما هي عقيدتك .

    أما معنى الآية فقوله ( ما ننسخ من آية ) قراءة العامة بفتح النون وكسر السين من النسخ ، أي : نرفعها ، وقرأ ابن عامر بضم النون وكسر السين من الإنساخ وله وجهان :

    أحدهما : أن نجعله كالمنسوخ .

    والثاني : أن نجعله نسخة له [ يقال : نسخت الكتاب أي كتبته ، وأنسخته غيري إذا جعلته نسخة له ] ( أو ننسها ) أي ننسها على قلبك .

    وقال ابن عباس رضي الله عنهما ، نتركها لا ننسخها ، قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم " ( 67 - [ ص: 135 ] التوبة ) أي تركوه فتركهم وقيل ( ننسها ) أي : نأمر بتركها ، يقال : أنسيت الشيء إذا أمرت بتركه ، فيكون النسخ الأول من رفع الحكم وإقامة غيره مقامه ، والإنساء يكون ناسخا من غير إقامة غيره مقامه .



    وقرأ ابن كثير وأبو عمرو أو ننسأها بفتح النون الأول والسين مهموزا أي نؤخرها فلا نبدلها يقال : نسأ الله في أجله وأنسأ الله أجله ، وفي معناه قولان : أحدهما : نرفع تلاوتها ونؤخر حكمها كما فعل في آية الرجم فعلى هذا يكون النسخ الأول بمعنى رفع التلاوة والحكم ، والقول الثاني : قال سعيد بن المسيب وعطاء : أما ما نسخ من آية فهو ما قد نزل من القرآن جعلاه من النسخة ، أو ننسأها أي نؤخرها ونتركها في اللوح المحفوظ ولا تنزل .

    ( نأت بخير منها )أي بما هو أنفع لكم وأسهل عليكم وأكثر لأجركم ، لا أن آية خير من آية ؛ لأن كلام الله واحد وكله خير ( أو مثلها ) في المنفعة والثواب فكل ما نسخ إلى الأيسر فهو أسهل في العمل وما نسخ إلى الأشق فهو في الثواب أكثر ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) من النسخ والتبديل ، لفظه استفهام ، ومعناه تقرير ، أي : إنك تعلم " .

    قال الحافظ إبن كثير في التفسير : " قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية . وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) أي : ما نمح من آية . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها . حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود .

    وقال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، نحو ذلك . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك . وقال عطاء : أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن . وقال ابن أبي حاتم : يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

    وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها : قبضها . وقال ابن أبي حاتم : يعني : قبضها : رفعها ، مثل قوله : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة . وقوله : " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا " . وقال ابن جرير : ( ما ننسخ من آية ) ما ينقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره ، وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا والمباح محظورا ، والمحظور مباحا . ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة . فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ . وأصل النسخ من نسخ الكتاب ، وهو نقله من نسخة أخرى إلى غيرها ، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره ، [ ص: 376 ] إنما هو تحويله ونقل عبادة إلى غيرها . وسواء نسخ حكمها أو خطها ، إذ هي في كلتا حالتيها منسوخة . وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حد النسخ ، والأمر في ذلك قريب ; لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء ، ولخص بعضهم أنه رفع الحكم بدليل شرعي متأخر . فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل ، وعكسه ، والنسخ لا إلى بدل . وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوط في فن أصول الفقه .

    وقوله تعالى : ( أو ننسها ) فقرئ على وجهين : " ننسأها وننسها " . فأما من قرأها : " ننسأها " بفتح النون والهمزة بعد السين فمعناه : نؤخرها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يقول : ما نبدل من آية ، أو نتركها لا نبدلها .

    وقال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : ( أو ننسئها ) نثبت خطها ونبدل حكمها . وقال عبيد بن عمير ، ومجاهد ، وعطاء : ( أو ننسئها ) نؤخرها ونرجئها . وقال عطية العوفي : ( أو ننسئها ) نؤخرها فلا ننسخها . وقال السدي مثله أيضا ، وكذا [ قال ] الربيع بن أنس . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يعني : الناسخ من المنسوخ . وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) أي : نؤخرها عندنا .

    وقال ابن حاتم : حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي ، حدثنا خلف ، حدثنا الخفاف ، عن إسماعيل يعني ابن مسلم عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خطبنا عمر ، رضي الله عنه ، فقال : يقول الله عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) أي : نؤخرها .

    وأما على قراءة : ( أو ننسها ) فقال عبد الرزاق ، عن قتادة في قوله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) قال : كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء .

    وقال ابن جرير : حدثنا سواد بن عبد الله ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا عوف ، عن الحسن أنه قال في قوله : ( أو ننسها ) قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه .

    وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل ، حدثنا محمد بن الزبير الحراني ، عن الحجاج يعني الجزري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار ، فأنزل الله ، عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) قال أبو حاتم : قال لي أبو جعفر بن نفيل : ليس هو الحجاج بن أرطاة ، هو شيخ لنا جزري . وقال عبيد بن عمير : ( أو ننسها ) نرفعها من عندكم .

    وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن القاسم بن ربيعة قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ : " ما ننسخ من آية أو تنسها " قال : قلت له : فإن سعيد بن المسيب يقرأ : " أو تنسها " . قال : فقال سعد : إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب ، قال الله ، جل ثناؤه : ( سنقرئك فلا تنسى ) [ الأعلى : 6 ] ( واذكر ربك إذا نسيت ) [ الكهف : 24 ] .

    وكذا رواه عبد الرزاق ، عن هشيم وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي حاتم الرازي ، عن آدم ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به . وقال : على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

    قال ابن أبي حاتم : وروي عن محمد بن كعب ، وقتادة وعكرمة ، نحو قول سعيد . وقال الإمام أحمد : أخبرنا يحيى ، حدثنا سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : علي أقضانا ، وأبي أقرؤنا ، وإنا لندع بعض ما يقول أبي ، وأبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، فلن أدعه لشيء . والله يقول : ( ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها ) .

    قال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي ، وإنا لندع من قول أبي ، وذلك أن [ ص: 378 ] أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد قال الله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها )

    وقوله : ( نأت بخير منها أو مثلها ) أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( نأت بخير منها ) يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم .

    وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية ) فلا نعمل بها ، ( أو ننسأها ) أي : نرجئها عندنا ، نأت بها أو نظيرها .

    وقال السدي : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : نأت بخير من الذي نسخناه ، أو مثل الذي تركناه .

    وقال قتادة : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : آية فيها تخفيف ، فيها رخصة ، فيها أمر ، فيها نهي " إنتهى كلام الحافظ إبن كثير . وبها الإجابة على الإشكال الاول حول نسخ التلاوة أصلحك الله تعالى فإن كان النسخ من القرآن الكريم وأصلها في اللوح المحفوظ فإن قولك هذا باطل .

    مسألة المجاز في القرآن الكريم هي مسألة أخرى , أما ما في اللوح المحفوظ أصلحك الله تبارك وتعالى قولهُ جل في علاه ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتي بخيرٍ منها , والنسخ لا يعني أن هناك قرآن أخر غير الذي بين الدفتين , أو في اللوح المحفوظ هو قرآن أخر بل أصلحك الله تعالى ان كتاب الله تبارك وتعالى هو كلام الله لا يحمل على المجاز أيها المحاور الكريم , والإشكال الثاني في غير محلهِ لأنهُ لا يقع الإحتمال بهذا القول أن يكون قرآن أخر في اللوح المحفوظ , ونسخ الآيات لتغيير حكمها إلي حكم خير منها لهذا قال الله جل في علاه " نأتِ بخيرٍ منها " وقوله : ( نأت بخير منها أو مثلها ) أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( نأت بخير منها ) يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم . هذا والله أعلم . إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان أسأل الله المغفرة .
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه
    كلامك أيها اللاديني غير صحيح بتاتا فالطبيب يعرف مراحل تطور المرض فيعطي لكل مرحلة دواءها و لا يتغيرعلم الطبيب ولا يبدو له شيئا جديدا و هذا موجود في أمور كثيرة ففي التدريب مثلا لكل مرحلة طريقة خاصة و المدرب لا يبدو له جديدا فيها و مع ذلك هو يتنقل بالمتدرب من طريقة إلى طريقة بل حتى في التعليم فلكل مرحلة منهجها الدراسي ولا يمكن إعطاء المتعلم الجديد طريقة جديدة إلا بعد مراحل سابقة و مراحل التعليم معدة مسبقا لا يبدو فيها جديد للقائمين على التعليم فالنسخ في الإسلام من هذا الباب تدرج بالمؤمنين .


    فمن ذلك قوله "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) [الأنفال] فلم يفصل بين الحكم وناسخه إلا رقم الآية
    أصلا هذه ليس فيها نسخ فالوعد باق في الحالة الأولى فمتى وجد عشرون صابرون حقا سيغلبون المائتين بإذن الله ووعده و هذه كثيرا ما تحققت في التاريخ الإسلامي فإطلاق النسخ هنا ليس في محله بل الله عزوجل ذكر هنا حالتين حالة فيها صبر شديد وحالة صبر أقل و الوعد بالنصر محقق في الحالتين مع رفع الحرج عن الحالة الأولى حيث لا يؤاخذ من عجز .
    وحديث عن البراء، قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة -» ثم قال: " اكتب {لا يستوي القاعدون}" وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى، قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لأولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] {غير أولي الضرر} [النساء: 95] الجامع الصحيح للبخاري
    فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
    و حتى هذه لا تسمى نسخا و إنما هي إستثناء من القاعدة فالقاعدون لا يستوون مع المجاهدين و الثانية إستثناء العجزة ..

    و الحق أن كثير من الفقهاء و المفسرين يعدون آيات كثيرة منسوخة و ليست كذلك حتى ذهب كثير من المحققين أن الآيات المنسوخة حقيقة لا تزيد عن خمسا ..
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    my imaginarium, Algeria
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    شكرا أخي الكريم (أهل الحديث) على هذه التعريفات اللغوية والاصطلاحية لصفة الكلام في حق الله وللنسخ وأنواعه، المجموعة من بطون الكتب
    ولكن استسمحك بأننا في صدد مناقشة النسخ وحكمته وعلاقته مع البداء في العلم
    ونُقولاتك التي حشدتها هي ما أراه من باب الحشو الذي هو من أهم العوامل التي تقطع على عامة الناس الطريق وتصرفهم اليوم عن الدين (ولابن رشد كلام في هذا لا أستحضره)
    فمثلا تجد المصنف ثم شرح المصنف ثم التعليق على شرح المصنف مصحوبا بالتخريج للأحاديث ثم مقارنة المخطوطات فيه هذا كله في كتاب واحد، بل تجد معه الحواشي على التعليق على شرح المصنف مع التخريج، بل تجد حواش الحواشي
    وهذه طريقة استهجنها، فعلى الإنسان أن يملك آلة العلم ثم يستقل فيه بنفسه، فطالب العلم ليس بمكثر الرواية (وما أسهلها اليوم بعملية القص واللصق) ، بل هو من يستعصر الزبدة ويستخلص المفيد والوجيه.
    سواء في الكتابة العامة أو في النقاش والحوار. وقد يوافقني البعض على هذا.
    أنا لا أدري تماما الغاية والقصد من وراء هذا الأسلوب لكنه لا يجدي هنا، فالردود ينبغي أن تكون مختصرة جامعة مانعة في صميم أجزاء الموضوع المطروح حتى تثمر ما ينتفع به الجميع
    على العموم - ذكرت آية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
    وتكلمت عن نوعين من أنواع النسخ وهو ما لم يثبت خطه ولكن ثبت حكمه،
    وسأعطيك مثالين عنه
    1- عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها [صحيح ابن ماجه للألباني]
    2- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي كم تعدون سورة الأحزاب قال قلت ثلاثا وسبعين قال قد كانت توازي سورة البقرة وقد كنا نقرأ فيها آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم

    ونوع آخر وهو ما نسخ خطه وحكمه معا ومثاله هو الحديث السابق، أي تلك الآيات الباقية عدا آية الرجم
    فلماذا لم تثبت تلك الآيات لتصبح كمثيلاتها مما أثبت خطه ونسخ حكمه؟، فلا شك في فائدة ذلك، إذا ما نظرنا لنصوص أخرى كقوله "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا"
    ومسألة أخرى هي أنه اشترط حين الاستبدال الإتيان بمثل الآية أو خير منها، فأين المثيلات أو اللاتي هن خير من تلك الممحية من المصحف
    كما اغفالها مما بين دفتي المصحف يدعونا للقول بأنها تعارض قوله "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" لأنه لم يحفظ ما نزّل

    وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
    فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
    فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أستسمحك عذراً ، ما أوردتهُ لك كنتُ قد كتبتهُ منذُ وقتٍ طويل في هذه المسألة وبما أنك أردت الحوار بشكل دقيق سنعود .
    ووضعتُ الكلام حول نسخ التلاوة ، والتعريف وكلام أهل العلم من باب الفائدة فإن أهل العلم أصلوا في مسائل نسخ التلاوة وبدء العلم أيها الفاضل وسأخوضُ معك بما طلبت .
    وليس في ذلك حشو كما قلت أيها المحاور الكريم وإنما هي فائدة ولا أعلمُ هل تميزون بين الفائدة وبين المناظرة ، قد أجاب الأخوة وأنا أوردت هذا من باب إثراء الموضوع ..
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  9. افتراضي

    فكيف لم يفصل بين الآيتين إلاّ هُنيّات، مع علم الله المسبق باعتراض ابن أم مكتوم بضرره، ومع علمه أيضا بوجود هذه العلل في خلقه تمنعهم وتشق عليهم في الجهاد
    فتقرر إذن أنه إن كان للنسخ حكمة فالحِكَم بقدرها، ولا جواب لهم عن ذلك
    الأسباب تربط بمسبباتها ، فطالما أنت هنا تثبت نصاً قرآنياً منزلاً من لدن حكيم خبير ، وتعترض على الآية من وجه كونها جاءت مصادفة لطلب شخص ، فيلزمك إذاً أن تسلم
    بربانية النص ، إذ أن اعتراضك عن المصادفة المزعومة يجاب عنه بأن الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا كان هو سبحانه وتعالى منزل النص وخالق الشخص فقد هيأ سبحانه للسؤال شخصاً وللقضية حكماً عاماً ..
    فالخلاصة : إذا كنت تقول بنزول الآية وتقول بالبداء في علم الله ، فتجاب بأن الله هيأ للأمر أسبابه كما أنزل الآية ، فنزول الآية جاء بعد سؤال الصحابي ، ولو لم يكن الصحابي لكان الأمر بما يريده الله كيف يشاء ...
    التعديل الأخير تم 11-06-2011 الساعة 08:52 PM
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  10. #10

    افتراضي


    رغم أنك لم تعلق على ردي زميلي :
    إلا أني سأ ُعلق على كلامك التالي :

    وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
    فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
    فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟
    أقول ...
    عندما تستمع لمقطع صوتي أو فيديو أو قرآن من الكمبيوتر أو المذيع أو التسجيل :
    هل لسماعات كل ذلك (وحتى سماعة التليفون) : لسان وشفتين وحنك ؟!!..

    أم أنها جميعا ًتصدر الصوت عن طريق تحويل الصوت لاهتزاز عدد من الحبيبات الصغيرة !
    ثم يقوم هذا الاهتزاز بإخراج صوت مماثل للأصل تماما ًبتمام ؟!!..

    فالسؤال هنا :
    هل احتاج خروج هذا الصوت محاكيا ًللأصل : لسانا ًوشفتين وحنك ؟!..
    والسؤال من جهة أخرى :
    هل بلغت سعة علمك قول أهل السنة بكلام الله القرآن :
    ولم يبلغك أنهم دونا ًعن باقي الفرق الضالة بالنسبة لصفات الله عز وجل :
    لا يُشبهون ولا يُمثلون ولا يؤولون ولا يُعطلون ولا ينفون .. ولا يُكيفون ؟!!..
    وإنما :
    يُسلمون بكل ما يقوله الله تعالى ورسوله عن نفسه : ولكن في إطار قوله عز وجل :
    " ليس كمثله شيء " ؟!!..

    واختصارا ًللوقت زميلي (لأن كلامك به مغالطات أخرى) ....

    ماذا تريد الوصول إليه بطرحك بالضبط ؟!!!..

  11. #11

    افتراضي

    مشكور على الرد، لكن هذا الي ذكرته أسميه قياسا غير صحيح، لأنه قياس مع فارق، والفارق ههنا معروف، ولو تدبرت آخر ملحوظة ذكرتها في الموضع لعرفت ما هو الفارق، فلا يجوز هذا القياس مطلقا لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع القضية شيئا ، فهذا يعني أنك تقيس المخلوق على المريض وهذا لا بأس به، أما أن تقيس الطبيب على الخالق فهذا ممتنع في الموضوع الذي نحن فيه من وجوه عدة
    1- أن الطبيب لا يغير الدواء والغذاء إلا لما يبدو له (البداء) من أعراض الداء ، ولو صادفه داء وعرَض غير الذي يتوقعه لكان علاجه أيضا بحسبه
    2-وماذا لو علم الطبيب مسبقا بأعراض الداء بعد بداية العلاج وأحواله تماما بشكل يقيني، ألن يُعلم مريضه مسبقا أيضا لما يَعلَم من احتمال تضرره إن واصل على الدواء الأول، ولهذا تجد الطبيب الحاذق من في كلامه يقول: إذا حدث فافعل كذا وإذا كذا فكذا، بل الأحذق منه من يقول سيحدث لك كذا بالتأكيد فإذا حدث فيجب أن تفعل كذا
    3- أن الطبيب لا يختلف أصلا مع المريض في امكان حصول العلم لكليهما بالحكمة من تغيير الدواء، بل الأعجب من هذا أن الطبيب يجوز عليه المرض أصلا، فتأمل
    والخلاصة أن مثل هذه الأقيسة لا يعول عليها أبدا، لأن الكلام على الخلق من جهة النقص والكلام عن الخالق هو من جهة الكمال، أليست الآية تقول: (ولا تضربوا لله الأمثال)، مع أني أجدهُ أسلوبا للكثير من مشايخ الإسلام كابن القيم فهو كثيرا ما يقيس الخالق على الملِك في حُججه.
    القياس في هذه الحالة صحيح لأن موطن القياس هو تغير الحكم بتغير الأحوال ومناسبة الحكم لأحوال المكلفين ..
    ولا يشترط أن يكون تغير الأحوال راجعًا إلى البداء كما ذكرت لك ..
    ولا لزوم لما ذكرته من كون الطبيب يعلم مراحل المرض بالبداء ، فهذا تحكم لا داعي له ولا دليل عليه ..
    ولا لزوم أيضًا أن يخبر الطبيب المريض بنظام كل مرحلة ، فهذا أيضًا تحكم لا لزوم له ولا دليل عليه من الواقع المشاهد ..
    واعتراضك الثالث خارج محل النزاع أصلاً ..
    فالخلاصة أن معرفة الطبيب بالمرض وأعراضه ومراحله هي من صميم عمله ومهنته ومهاراته ..
    وتغييره العلاج حسب هذه المراحل لا يكون بسبب البداء ..
    واعتراضاتك تدل على عدم تصور لسير العملية العلاجية أصلاً وكيفية علاج الأطباء لمرضاهم ..
    ولو تأملت لأدركت أن كل ما استدللت به لا يدل على مرادك ..
    لأن مناسبة الحكم لأحوال المكلفين لا يلزم عقلاً أن يكون نتيجة لتجدد العلم الحادث ..
    وإلا فأخبرني عن المانع عقلاً من كون صاحب الحكم يعلم مسبقًا أنه سينسخ حكمه ..؟
    والجواب المباشر أنه لا مانع ..
    لأن تغير الحكم في حد ذاته لا يلزم أن يكون لتغير العلم ؛ بل هو لأجل مجرد تغير أحوال المكلف ، بصرف النظر عن وقوع تغير في علم صاحب الحكم من عدمه ..
    وهذا واقع في النظم العلاجية والغذائية والتدريبية والحربية وغيرها ..
    وأما قولك (فأما آية المصابرة ، فهناك فترة زمنية كبيرة بين الحكمين خاض فيها المسلمون تسع غزوات ذكرها الشيخ فوزي السعيد في كتابه (شبهات حول قضية النسخ) ، وهو متاح في موقع صيد الفوائد ..)
    فقد اطلعت على كلامه وليس معناه أبدا ما ترمي إليه، لم يقل أنه بين الحكم تسع غزوات، بل ذكر المواقع التي نصر فيها المسلمون بالمصابرة فقط مع الضعف، يعني أنه كان يستشهد للآية الأولى أو الحكم الأول، فتحقق من معلوماتك، ولا تتسرع في أقوال قد تحسب عليك
    طيب جميل ، ليس عندي اعتراض ..
    طالما أنك اطلعت على كلام الشيخ فوزي في الكتاب ، فهذا يدل على أن الرد قد بلغك ..
    وأرى أن جواب الشيخ يأتي على هذه الشبهة تمامًا ، ونصه :
    (( أمَرَ اللهُ نَبيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَثِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال ومصابرة العَدُو ، أي يُكون صبرُهم أكثر من صبر العدو حتى لو كان عدد عدِّوهم عشرة أضعاف عددهم . لا يسوغ ولا يجوز لهم الفرار أمام العدو ، فواجب على المؤمن أن يصبر ويثبت لمقاتلة العشرة ، والمائةَ لمقاتلة الألف وهكذا ، وجاءت البشارة بغلبة المؤمنين بتأييد الله لهم طالما التزموا شرط المصابرة المأمور به كما تقدم ، فهنا أمران : الأول: البشارة بالنصر ، والثاني : الأمر بثبات المؤمنين لعشرة أمثالهم ( لأنه خَبَر بمعنى الأمر) ، وذلك يتطلب إيمانًا عاليًا ، وقلبًا قويًا ، وشجاعة إيمانية ، وإعْدادًا للعدة وتدرُّبا على المصابرة ، وتخلصًا من آثار الذنوب والسيئات ، وغير ذلك مما كان عليه الصدر الأول من الصحابة ، فتحققت البشارة لهم ولمن تبعهم ، ولا تزال تتحقق متى تحققت الأوصاف والشروط السابقة . غير أن الأمر قد شق على بعضهم ، وعَلِمَ علام الغيوب بما سيكون إلى يوم القيامة من ضعف الإيمان وضعف الصبر وضعف الشجاعة والقلوب ، فخفف عن المسلمين برحمته ، ونسخ الحكم الأول ( مصابرة الواحد لعشرة ) بالحكم الناسخ وهو مصابرة الواحد للإثنين ، والمائة للمائتين ، وهكذا ، ودليل النسخ قوله تعالى ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ )) ، ولكنه تعالى ثبَّت البشارة لمن أراد أن يغتنمها فحقَّق أسبابها أو لمن اضطر إليها ، ولقد أثْبَت التاريخُ ذلك كثيرًا .
    هذا عن العدد ، أما عن العتاد الحربي ووسائله المتطورة فهذا له شأن خر .
    * فإذا قال قائل : إذا كان الحكم الواجب الذي يعلم الله أنه سيسْتَقِرِّ إلى يوم الدين هو مصابرة الواحد للاثنين ، فلماذا لم يجعله الله حكمًا واحدًا منذ البداية ، ولا داعي للنسخ الذي يستغله خصوم الإسلام !!
    فالجواب : هذه بشارة لم تُنْسَخ ، وامتنان من الله عظيم على المؤمنين إلى يوم الدين ( غلبة الواحد لعشرة كفار ) إذا فَرَضَت الظروف قتالاً بين المؤمنين وعشرة أمثالهم من الكافرين أو أكثر من ذلك بكثير ، فَصَابروا فالنصر حليفهم بهذه البشارة . وإنما الذي نُسِخ هو الحكم للتخفيف كما تبين ، حيث لو وَجَد المؤمنون عَدُوًّا أكثر من مِثْلَيهم ، فلهم أن يتحوزوا عن القتال ، ولهم أن يفرُّوا ، لا يُلْزمهم الله بمصابرة الواحد لعشرة ، لكن إن فعلوا واضطروا إلى القتال بمصابرتهم ذكر من مثليهم فالبشارة حاضرة ، والواقع التاريخي يؤيد ذلك تمامًا ، فالذي أنزل القرآن هو علام الغيوب ، وهو الذي يُقَلِّب الليل والنهار ، وهو الذي يُقَدِّر الأحداث كما يشاء ، وسأذكر بعد قليل أمثلة على ذلك ليعلم القارئ أنَّ قضية النسخ في القرآن تمثل وَجهًا من وجوه الإعجاز فيه الدالة على أنه كلام العليم الحكيم .
    وأيضًا فالأصحاب الذين عاصروا الحكم الأول قبل النسخ ، قد صابروا لذلك وأثبتوا صدقهم ، وأن قوة المؤمن أساسًا في قلبه ، وأنه بهذا القلب القوي يستطيع المصابرة لعشرة وبالتالي غلبتهم ، وضربوا بذلك المثل والقدوة والأسوة لجميع الأمة ونالوا بذلك أعلى الأجر وأرفع الدرجات .
    وأيضًا : فإن حق الله كبير ، ومن حقّه أيضًا أن يصابر المؤمن لعشرة ، وأن يعد العُدَّة لذلك ، وأن يتحمل في الله أقصي ما يستطيع ، والله تعالي عَفوّ ، يحب العفو ، ويسقط كثيرا من حقه لدي عباده ، ومن ذلك هذا الحق الذي نسخه بمصابرة الواحد للاثنين تخفيفا عنهم ، وفي ذلك بيان عفوه عن عباده بهذا النسخ كما مضي ، والله يحب لعباده الإقرار بنعمه وشكرها .
    وكلما قرأ المسلم هذه الآيات تذكر هذه المعاني وأكثر . ))

    ا.هـ.
    وقولك (وأما آية غير أولي الضرر ، فهي تكريمٌ لابن أم مكتوم ، خاصة أن الحكم الشرعي معروفٌ مسبقًا بأنه ليس على الأعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج ..)
    هذا إثبات منك للحكمة من نسخ الآية، وحي حكمة زهيدة بالمقارنة مع الحكم الذي فيها والذي يترتب عليه حياة أقوام وموتهم، ثم إن الله قد كرمه سابقا في سورة عبس، فما شأنه الآن هنا أيضا، كما أن الروايات الأخرى تدور حول علة النسخ وهي الضرر وليست حول الشخص الذي قال العلة وهو ابن أم مكتوم وهاكها
    عن ابن عباس أنه قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } – عن بدر – والخارجون إلى بدر – ، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش ، وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
    فعلة النسخ كانت من أجل العمى لا من أجل التكريم.
    أولاً: أنا أثبت أن هناك حكمة في وقوع النسخ وفي جميع أفعال الله تعالى ..
    وما ذكرته أنت من عدم إدراكك للحكمة أو عدم تقديرك لها أو تقليلك من شأنها لا يعني أن الحكمة غير موجودة ..
    ثانيًا: قولك عن ابن أم مكتوم إن الله كرمه في موضع آخر ، فما شأنه في هذا الموضع = كلام عجيب ..
    فضل الله يؤتيه من يشاء ، فهل أنت تحجر على رحمة ربك ..؟
    ثالثًا: اعتراضاتك تدل على عدم تمييزك للفرق بين علة النسخ والحكمة الإلهية من وراءه ، والفرق بين الاثنين والحكمة من ذكر هذا أو ذاك في النص الإلهي المنزل ..
    فالحكمة الإلهية من الحكم الشرعي شيء ، والحكمة من ذكر النص شيء آخر ؛ لأن هذا فعل وهذا فعل آخر ..
    والاثنان - فوق هذا - مختلفان عن علة الحكم الشرعي ومراده ..
    فافهم وتدبر ..
    والآية التي ذكرتها لا دليل فيها أبدا وهذا تمامها "لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)"
    فهي في آداب الاستئذان للطعام، وشتان بين اللسان والسنان. وقوله: "ولا على أنفسكم" دالة على أنها للضرير وغير الضرير، مع أن مسألة الأكل لا دخل للعمى فيها، فلا يمكن لأحد أن يخطئ فاه باللقمة ولو كان مفقوء العينين.
    أضحك الله سنك ..
    لا أقصد هذه الآية بالطبع ، بل أقصد قوله تعالى في سورة الفتح :
    ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما )
    قال البغوي : ( ليس على الأعمى حرج ) يعني في التخلف عن الجهاد ..
    وقال القرطبي : أي: لا إثم عليهم في التخلف عن الجهاد لعماهم وزمانتهم وضعفهم ..
    وقال ابن كثير : ثم ذكر الأعذار في ترك الجهاد ، فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر ، وعارض كالمرض الذي يطرأ أياما ثم يزول ، فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ ..
    فأنا أتحدث عن الأعذار في ترك الجهاد وليس عن آداب الطعام ..
    وردك على الآيات الدالات على البداء من جهة العلم زهيد أيضا فقولك (المقصود بها أن يعلم علمًا يحاسبهم به ويجازيهم عليه ، فالله لا يحاسب العباد بعلمه الأزلي) سواء علمهم علم حساب أو جزاء ، فهو علم مع بداء
    أمّا أن الله لا يحاسب بعلمه الأزلي فمن قال هذا؟ ألم يقل أنه قد أخرج بعث الجنة والنار من ذرية آدم لما سبق في علمه من مآل كل واحد منهم
    الله يعلم أهل الجنة وأهل النار قبل خلقهم ، لكنه لا يحاسب العباد بمقتضى هذا العلم ..
    بل هو يحاسبهم بمقتضى أفعالهم في الدنيا ، وهذا هو ما ذكرته الآيات من أنه يبتليهم ليعلم الصابرين والمتخلفين ..
    وهذا العلم الحادث ليس هو العلم الإلهي الأزلي ..
    لأنه لو حاسبهم بمقتضى العلم الأزلي لما خلقهم في الدنيا أصلاً ، بل لأدخلهم الجنة والنار ابتداء دون امتحان وابتلاء ..
    بل الله يبتلي الخلق فيعمل كل امريء بحسبه ، وعلى هذا يكون الجزاء بالثواب أو العقاب ..
    وبالنسبة للفيديو فقد شاهدته وجوابي عنه بمثل جوابي عن قياس الطبيب فلا حاجة لإعاتده ولا حاجة لكم أيضا لإعادة مثل تلك الأقيسة عند النقاش
    لأنه من عجيب المفارقات أن المسلمين عند مناقشتهم في مسألة وجود الله بقولنا هو محتاج لأن يخلق قالوا لا تقيسوا صفات الخالق على صفات المخلوق، وعند تعارض أحكامه مع الحكمة، قاسوا أفعال البشر على أفعاله مع أن الأفعال هي آثار عن الصفات.
    أم هو الكيل بمكيالين؟
    قياس الشاهد على الغائب لا يجوز فيما افترق فيه الشاهد عن الغائب ..
    لكنه يجوز في الأقيسة العقلية المحضة التي لا تشبيه فيها ولا تمثيل ..
    يعني أنا أضرب لك أمثلة على وقوع النسخ في أفعال البشر دون أن يكون فيها بداء لأدلل لك على أن البداء والنسخ غير متلازمين في أفعال البشر ، وأنهما في الأصل غير متلازمين عقلاً ، فكيف تجعلهما كذلك في أفعال الله تعالى ..؟
    وعمومًا ، طالما أنك ترفض ضرب الأمثلة لموضوع النسخ وعلاقته بالبداء ، فعندي لك جواب قصير :
    إذا كان النسخ يقتضي البداء في أفعال البشر ، فهو لا يقتضي هذا في أفعال الله تعالى لأن أفعال الخالق لا تقاس على أفعال المخلوقين ..
    هل يرضيك هذا الجواب إذن ..؟

    أما مسألة قولكم إن الله محتاج لأن يخلق ، فالرد عليها موجود ..
    ولو أردت مناقشتها معي ، فافتح شريطًا آخر وأنا أجيبك فيه بإذن الله تعالى ..
    والله الموفق .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    my imaginarium, Algeria
    المشاركات
    94
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب أهل الحديث مشاهدة المشاركة
    الأسباب تربط بمسبباتها ، فطالما أنت هنا تثبت نصاً قرآنياً منزلاً من لدن حكيم خبير ، وتعترض على الآية من وجه كونها جاءت مصادفة لطلب شخص ، فيلزمك إذاً أن تسلم
    بربانية النص ، إذ أن اعتراضك عن المصادفة المزعومة يجاب عنه بأن الله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا كان هو سبحانه وتعالى منزل النص وخالق الشخص فقد هيأ سبحانه للسؤال شخصاً وللقضية حكماً عاماً ..
    فالخلاصة : إذا كنت تقول بنزول الآية وتقول بالبداء في علم الله ، فتجاب بأن الله هيأ للأمر أسبابه كما أنزل الآية ، فنزول الآية جاء بعد سؤال الصحابي ، ولو لم يكن الصحابي لكان الأمر بما يريده الله كيف يشاء ...
    حديثي عن الآيات هو من باب موافقة المحاور على اصطلاحاته (فلا مشاحة في الاصطلاح كما قيل) ولعلك تلمس ذلك عند ذكري لآيةٍ، بكلمة "وقوله" بصيغة الغائب
    فلا تعتبرها كمسلمات لدي أنها آيات منزلة، بل اعتبر مناقشتها كمقدمات وأصول للوصول إلى نتائج
    وقد بينت ذلك تلميحا لا تصريحا في الملحوظة الأخيرة بقولي (أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.)
    كما أنني أريد الردّ بهذا على كلام الأخ (أبي حب الله) في أمارات نزول الآيات
    من الوقار والسكينة والأمَنَة، فأقول أن السكينة ثابتة في حق من يدعي أنه يوحى إليه وثابتة في حق غيره، فقد تكون من الأمور الطبيعية أو المكتسبة أو المُتكلّفة،
    وكذلك القول بالنسبة لثقل فخذه على الصحابي.
    وهذا صنيع كثير من المتنبئين كمسيلمة والأسود العنسي فكثيرا ما كانوا يقلدونه في تدثره وتزمله و خلوته وانقطاعه زاعمين أنهم مختلون بالمَلَك يوحي إليهم.
    ومن فضل الإخوة ألا يغرقوني بالردود، ويتخذوا ذلك وليجة، حتى يتسنى ليَ الردّ، فأنا واحد بضيق وقت، وأنتم شتىّ، ولا شك أن وقت البِضع أوسع من وقت الواحد.

  13. #13

    افتراضي

    بقولي (أن البداء في حق خالق مستحيل، إلا أنه في حق البشر ليس جائزا فقط بل واجب.)
    البداء في حق الله تعالى مستحيل ، لكنه ليس واجبًا في حق البشر ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

    أما بعد :

    أولاً : المشاركة التي اوردتها أنا في هذا الموضوع هي من باب الفائدة ، ولم أتوقع أن ترد عليها ولم أرد أن ترد عليها في تعريف الناسخ والمنسوخ وهي مقال كتبناهُ بفضل الله تبارك وتعالى في وقتٍ سابق ، ولم أرد إلا أن أضعهُ حتى يتم الإستفادة من الموضوع ومن الكلام عن الناسخ والمنسوخ ، لا أن يكون له علاقة بالموضوع الذي طرحتهُ ، وقد تسميت " التفكير العميق " كما أني أردوا ان تفكر تفكيراً عميقاً حتى تصل إلي هذه المسألة وتكون الخلاصة إن شاء الله تبارك وتعالى يا ضيفنا الكريم ، فحياك الله وأحسن الظن بما أوردناهُ وعلك تفهمهُ إن شاء الله .
    ثانياً : هذا من سوء الظن أن تسمي هذا من الحشو ، وإن كان الأصل في ان الكلام الذي أوردناهُ لم نتوقع أن ترد عليه لأنه خارج عن أصل موضوعك ، وهو من باب الفائدة ولم نتظرق للموضوع لأن الموضوع في الحقيقة قد تم التعليق عليه من قبل الأخوة وقد وعدتُ ان أعود للتعليق على ما تفضلت به من كلام إن شاء الله تعالى علنا نجيبُ على كلامك وقد سبقوني بها .
    ثالثاً : أما عملية القص واللصق ليست مخالفة إن وقع أصلاً من طالب العلم لأن القص واللصق لشيءٍ قد سبقهُ به غيرهُ مع العزو لا بأس بذلك ، ولكننا يا أيها المكرم أشرنا إلي أن هذا المقال كان في مناظرة دارت بين هذا العبد الفقير ، وبين أحد المنكرين لنسخ التلاوة في أحد المواقع الإسلامية والله تعالى المستعان فالقصُ واللصق ليس منهجاً في الردود ننتهجهُ لنفسنا والحمد لله.
    رابعاً : الغاية من إيراد الرد السابق هي الفائدة لا أكثر ، ولم أتوقع أن ترد عليها وتقول ما قلت فأنا لم أوجه الكلام اليك ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

    1) حديث الداجن .

    أخرجه الإمام مسلم في الصحيح بشرح النووي رحمه الله تعالى (2/1075) : " عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ، بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ " قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عقب شرحه لهذا الحديث : "وَقَوْلهَا : ( فَتُوُفِّيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأ ) هُوَ بِضَمِّ الْيَاء مِنْ ( يَقْرَأ ) وَمَعْنَاهُ أَنَّ النَّسْخ بِخَمْس رَضَعَاتٍ تَأَخَّر إِنْزَالُهُ جِدًا حَتَى أَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تُوفِي وَبَعْض النَّاس يَقْرَأ خَمْس رَضَعَات وَيَجْعَلهَا قُرْآنًا مَتْلُوًّا لِكَوْنِهِ لَمْ يَبْلُغهُ النَّسْخ لِقُرْبِ عَهْده فَلَمَّا بَلَغَهُمْ النَّسْخ بَعْد ذَلِكَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ هَذَا لَا يُتْلَى " فنصُ صحيح مسلم يخالفُ ما إعتقد بهِ الرافضي في حديث الداجن , فهذا شرحهُ الإمام النووي رحمه الله تعالى وبين صحيح المتن , فقالا لرافضي لنعرف من هم الملاحدة , فالملاحدة هم أنتم لجهلهكم بأبسط قواعد في علم الحديث نسأل لله تعالى العافية والسلامة مما إبتليتم بهِ .

    وأنقل عن أحد الأخوة في رده على المذكور :قال الجورقاني في كتابه "الأباطيل والمناكير" (حديث 541): ((هذا حديث باطل. تفرَّد به محمد بن إسحاق، وهو ضعيف الحديث. وفي إسناد هذا الحديث بعض الاضطراب)). اهـ وقال ابن حزم في كتابه "الإحكام" (4/453): ((وقد غلط قومٌ غلطاً شديداً، وأتوا بأخبار ولَّدها الكاذبون والملحدون. منها: أنّ الداجن أكل صحيفةً فيها آية متلوة فذهب البتة ... وهذا كلّه ضلالٌ نعوذ بالله منه ومن اعتقاده! وأمّا الذي لا يحلّ اعتقاد سواه فهو قول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. فمَن شكّ في هذا كفر، ولقد أساء الثناء على أمهات المؤمنين ووصفهن بتضييع ما يتلى في بيوتهن، حتى تأكله الشاة فيتلف! مع أنّ هذا كذب ظاهر ومحال ممتنع ... فصحّ أنّ حديث الداجن إفك وكذب وفرية، ولعن الله من جوَّز هذا أو صدَّق به)) . أهـ . وبذكر تلك المناسبة قد إضطرب محمد بن إسحاق في رواية هذا الحديث , وإختلف فيما يرويه عن أم المؤمنين عائشة , ولهذا فالحديث مضطرب وواضح الإضطراب فيه , فكما إختلفت روايته من طريق محمد بن إسحاق فلم يكن لمحمد بن إسحاق عناية في الحديث , ولم يكن بالمكثر على عكس ما يرويه في السير وسنبينُ بإذن الله تعالى ما موقف العلماء من محمد بن إسحاق .

    أما وقد إختلف في وثاقة إبن إسحاق رحمه الله تعالى , في الجرح والتعديل والأصلُ ان إبن إسحاق من ثقات من حدث في السير وقال الذهبي في السير(7/41)[وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه،فإنه يعد منكراً] وقال الذهبي في العلو صـفحة39 [وابن اسحاق حجة في المغازي إذا أسند وله مناكير وعجائب] وقال النسائي في الضعفاء (211) : [ محمد إبن إسحاق ليس بالقوي ] , ورغم أن هناك من دافع عنه رحمه الله تعالى إلا أنه إضطرب في حديثه هذا .

    1-قال الآلوسي في [ روح المعاني – ج 11 – ص 140 ] :[وأما كون الزيادة كانت في صحيفة عند عائشة فأكلها الداجن فمن وضع الملاحدة وكذبهم في أن ذلك ضاع بأكل الداجن من غير نسخ كذا في الكشاف ].

    2- قال السرخسي في [ المبسوط – ج 5 – ص 134 ] :[ أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - فَضَعِيفٌ جِدًّا؛ لِأَنَّهُ إذَا كَانَ مَتْلُوًّا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، وَنَسْخُ التِّلَاوَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَجُوزُ فَلِمَاذَا لَا يُتْلَى الْآنَ.؟ وَذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ «فَدَخَلَ دَاجِنٌ الْبَيْتَ فَأَكَلَهُ» وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ ذَهَبَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يُثْبِتْهُ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ قَوْلٌ بَاطِلٌ بِالْإِجْمَاعِ، وَلَوْ ثَبَتَ أَنَّ هَذَا كَانَ فِي وَقْتٍ مِنْ الْأَوْقَاتِ، فَإِنَّمَا كَانَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ إرْضَاعُ الْكَبِيرِ مَشْرُوعًا وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الثَّانِي، فَإِنَّ إنْبَاتَ اللَّحْمِ وَإِنْشَازَ الْعَظْمِ فِي حَقِّ الْكَبِيرِ لَا يَحْصُلُ بِالرَّضْعَةِ الْوَاحِدَةِ، فَكَانَ الْعَدَدُ مَشْرُوعًا فِيهِ ثُمَّ انْتَسَخَ بِانْتِسَاخِ حُكْمِ إرْضَاعِ الْكَبِيرِ عَلَى مَا نُبَيِّنُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ].

    3- قال القرطبي في [ تفسير القرطبي – ج 14 – ص 113 ] :[ وَأَمَّا مَا يُحْكَى مِنْ أَنَّ تِلْكَ الزِّيَادَةَ كَانَتْ فِي صَحِيفَةٍ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَأَكَلَتْهَا الدَّاجِنُ فَمِنْ تَأْلِيفِ الْمَلَاحِدَةِ وَالرَّوَافِضِ].

    4- قال النسفي في [ تفسير النسفي :: مدارك التنزيل وحقائق التأويل – ج 3 – ص 14 ] :[وأما ما يحكى أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة رضى الله عنها فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض ].

    أخرجه ابن ماجة (1944) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف . قال : حدثنا عبد الاعلى ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمان بن القاسم ، عن أبيه ، فذكره , قال شيخنا عبد الرحمن الفقيه : ( عن حديث عائشة عن عمرة قال نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم صرن إلى خمس فقال:يرويه يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن القاسم واختلف عن عبدالرحمن فرواه حماد بن سلمة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عمرة عن عائشة قاله أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة وخالفه محمد بن إسحاق فرواه عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة لم يذكر عمرة وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب وأما يحيى بن سعيد فرواه عن عمرة عن عائشة قال ذلك ابن عيينه وأبو خالد الأحمر ويزيد بن عبدالعزيز وسليمان بن بلال وحدث محمد بن إسحاق لفظا آخر وهو عن عائشة لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم انشغلنا بموته فدخل داجن فأكلها) انتهى. فقد إضطرب إبن إسحاق إضطراباً عظيماً في روايته لهذا الحديث , وللشيخ الفقيه تعليقاً كبيراً عليه بين وهن هذه القصة ، أما الكلام عن هذه المسألة والتي أسهبت أنت فيه فقد تقدم ذكرُ النسخ الحكم ونسخ الكتابة ، وما نسخ حكما ، وما نسخ كتابةً في الكلام السابق أعلاه ، ولعل المسألة أوسعُ من ذلك يا رجل أصلحك الله تعالى فلا ترمني بما لا تعي الله يصلح شأنك .

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221085
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86784
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83455

    قال الشيخ محمد بن عثيميين : [ والآية إن صحت الشيخ والشيخة تعلق الحكم بالشيخوخة لا بالإحصان، وبينهما فرق فقد يكون الشيخ غير محصن يعني لم يتزوج ومع ذلك لا يرجم ومقتضى الآية أن يرجم لأنه شيخ، وقد يكون المحصن شاباً فيرجم ومقتضى الآية إن صحت أنه لا يرجم، ولذلك هذه الآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم، في القلب من صحتها شيء وإن كانت قد وردت في السنن وفي المسند وفي ابن حبان، لكن في القلب منها شيء لأن حديث عمر رضى الله عنه الذي أشار إلى آية الرجم قال وإن الرجم حق ثابت في كتاب الله على من زنا إذا أحصن، إذا أحصن فمقتضى هذا اللفظ الثابت في الصحيحين أن الآية المنسوخة قد علقت الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، ولهذا يجب التحرز من القول بأن الآية المنسوخة بهذا اللفظ أي بلفظ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة لأن إثبات أن هذه هي الآية المنسوخة معناها إثبات أنها من كلام الله، وكلام الله سبحانه وتعالى حسب الحكم الشرعي الثابت الآن مقيد بالإحصان لا بالشيخوخة وهو في الحديث الذي في الصحيحين عن عمر يدل أيضاً على أن الآية المنسوخة قد علقت الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، على كل حال في نفسي وفي قلبي شيء من صحة هذا اللفظ أي لفظ الآية التي كانت منسوخة وهي أن لفظها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم فلا أستطيع أن أجزم بأن هذه هي الآية أي أن هذا هو لفظها، لأنها كما أشرنا إليه لا تطابق الحكم الشرعي الثابت الآن، ولا تطابق أيضاً الحديث الثابت في الصحيحين أن الآية المنسوخة على من زنا إذا أحصن، ففي القلب من صحتها شيء، أما قول الأخ أنه لم يجدها فصدق فهي غير موجودة في المصحف آية الرجم، وأما أين السورة التي ذكرت فيها ففي صحيح ابن حبان أنها كانت في سورة الأحزاب، والله أعلم بذلك، هل هي في سورة الأحزاب أو في سورة النور، الله أعلم، لأن الحديث يجب النظر فيه، يجب النظر فيه، والخلاصة أن قوله والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، وإن كان مشهوراً ومعروفاً في السنن ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان فإن في نفسي من صحته شيئاً أولاً لأنه يخالف الحكم الشرعي الثابت إذ الحكم معلق بالإحصان لا بالشيخوخة، ثانياً أن لفظ حديث عمر الثابت في الصحيحين ذكر أن الرجم على من زنا إذا أحصن فمقتضى ذلك أن الآية المنسوخة تعلق الحكم بالإحصان لا بالشيخوخة، وهذا مما يدل على ضعف هذا الحديث المروي فيجب التثبت فيه ] . أهـ .

    وبالنسبة لصفة الكلام في حق الله فإن أهل السنة يثبتونها بصوت وحرف
    فإن قلنا أن الصوت والحرف هي نتاج من اصطكاك جرم اللسان أو الشفتين مقترنا بهواء من الجوف على صفات معينة من إطباق وإذلاق وقلقلة وغيرها، فمثلا حرف الضاد ناتج من التصاق حواف اللسان مع ما بين الأضراس العليا والسفلى بنوع من الانفجار واستطالة في اللسان وهكذا، فلا يكون الكلام إلا من تركب الحروف
    فهل هذا يقتضي التركيب على الله وإثبات مثل تلك الأجزاء العاملة على النطق عليه كما للبشر؟
    أهل السنة والجماعة في صفة الكلام " صفة ذاتية وفعلية " وهي صفة لا تليق إلا بالله تبارك وتعالى .
    ولا يجبُ الوقوف على النصوص إلا وقفة الإذعان والقبول ، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة لأن القاعدة " المعنى معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه " .
    وأقول في الختام أن الموضوع قد فصل فيه الأخوة ، وأنا أعتذر عن التدخل بالموضوع ولكن الكلام أعلاه كان من باب الفائدة لا أكثر والله تعالى أعلى وأعلم .

    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    728
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    الزميل thinkdeep إذا تكرمت بشرح توقيعك:
    أو قم بتغييره:
    أو نقوم بإلغائه

    وشكرا ,,,

صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بيان أن النسخ لا يقتضي البداء إلا عند السفهاء
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-15-2011, 10:10 PM
  2. ؟؟؟؟؟ خواطر
    بواسطة للسلام الأحد في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-16-2008, 07:10 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء