صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: قانون :في أن الصدق مع النفس = يوصل للحق

  1. #1

    افتراضي قانون :في أن الصدق مع النفس = يوصل للحق

    الكذب في تعريفه المشهور =الإخبار بخلاف الواقع ,وهذا الإخبار قد يكون عن معرفة بالواقع أو لا ,أما الأول فأمره واضح , والثاني هو الخطأ ..هذا الخطأ حتى لو لم يعمد إليه صاحبه عن قصدٍ لمخالفة الواقع ,فإنه لا يخلو من المؤاخذة بحسب تقصيره في استكمال أدوات التحري في تحقيق مطابقة الخبر للحقيقة الواقعة ,ومن هنا جرّمت الشريعة من يفتي بغير علم لأن خلوَّه من العلم المؤهِل له بأن يقول كلامًا ياتفق مع الحق ,يجعل شروعه في الحديث على هذه الصفة تجويزا منه خفيا أن يقول الكذب, لكون كلامه عُرضة لأن يكون باطلا مع علمه بجهله , فيكون حينئذ كاذبًا من وجهين :
    -أنه وضع نفسه في موضع ليست له بأهل ,فصور للناس أنه قادر على الإدلاء في الأمر وليس كذلك..وهذا الكذب العملي
    -وأنه يعلم بجواز أن يكون كلامه باطلا , فأقدم على الكلام غير مبالٍ ,فصار في حكم الكاذب لجراءته على القول بما يعلم أنه قد يكون كذبا..في السنن من حديث بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (القضاة ثلاثة ، اثنان في النار وواحد في الجنة : رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ، ورجل قضى بين الناس بالجهل فهو في النار ، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار) ,كما جرّمت الشريعة كتمان الحق -وليس غير كفٍّ عن البيان-, لأن حقيقته الامتناع عن قول الصدق فيما يجب قوله فكان السكوت عنه في هذا الموضع إقرارا بضده وهو الكذب وتقريرا له "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " وكل ذلك مما يوافق العقل فيه النقلَ بجلاء.
    فإذا خرج من يصدر في كلامه عن جهل ,فقيل له ممن هو أعلم منه :إن عليك أن تدرس كذا وكذا لتعيَ ما أشكل عليك ,فبقي في الجدال على ذات المنوال غيرَ مكترثٍ بنصح العليم الذي فوقه ,كان هذا من الكذب العملي على نفسه لأنه سلك سبيلا يعرف أنها مغايرة لحقيقته فانبعث في معالجته للمسائل العلمية على وفق ثوب الزور الذي لبسه وقنع به, فيصدق عليه أنه غش نفسه وكذب عليها حين تشبع بما لم يعط, وهذا إذا كان عيبا مذموما في أي علم , فإنه في مسائل العقيدة والإيمان والمصير: جريمة كبرى ..!
    ولو أن المرء جال في مصادر الشريعة يستخرج منها مواطن التشديد على استقباح الكذب والحط على أهله لخرج من ذلك بسفر ضخم ينوء بحمله ,وهذا يدلك على أن الشارع قصد إلى الحفاظ على الحقيقة مسلّمة من أيّ خدش ,وإذا أنت تأملت في الباعث على الكذب تجد جِماعَه في الهوى ..وحقيقة الهوى:الانتصار لحظوظ النفس وما تلذّ به
    فإذا هوي الإنسان أن يمدحه الناس لأجل أن يكون مرموقا ولم يعد على نفسه بتطهيرها من هذا الداعي ,كان كالمربوط بخطام فهو أسير هواه,وحيثما جابه هواه عقبة في طريقه التف من حولها ,ولا يلبث بعد تتابع مظاهر الكذب على تصرفاته أن يقع في تصديق هذا الكذب وربما تحول إلى مسلّمة في عقله "اللاشعوري", لتواترحصول المشاكلة الوهمية بين الهوى القلبي والمظهر القالبي
    في حديث عبدالله بن عمرو في صحيح مسلم عن النبي : (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)..عند التدبر في هذه الأربع تجد مدارها على الكذب ,فالخائن مثلا ,حُمّل أمانة فنوى النكوص عن الوفاء بها, فهذا كذب لمخالفته ما تعهد به ..وكذلك الفجور في الخصومة وهو أن يبهت خصمه بما ليس فيه أو يشبعه شتما لايستحقه ليتوصل بذلك إلى الزراية به ودحض قوله
    فمن نظر في مسائل الأصول خاصة ,متجردا عن الهوى -وآية ذلك: أن يخمد ثورة حظوظه الذاتية-, وكان على نفْسه الدنيا رقيبًا, بنفْسٍ عُليا كأنما انفصم إلى شخصين ,شخص ينظر من علوٍ إلى ميل نفسه الدنيا ويرقب حيث تميل مع هواها -بكل ما يدخل في الهوى من معنى- ( وكان كمن تعنّى داء عضالا فقال له الأطباء إن الشفاء في هذا الدواء بإذن الله ,فلست واجدا مثله يصنع دواء كاذبا يتحساه بل يسعى بكل ما أوتي ليتحصل عليه مهما غلا ثمنه) وكلما وجد منها جنوحا كبحها ,وأخذ بزمامها نحو الجادة يجرها إليها = فإنه بالغٌ طلِبته لا محالة ولا يلزمه أن يكون ذا قدرة ذهنية خاصة,بل يستوي في ذلك الغبي والذكي,والجاهل والعالم , ومن تدبر في أحوال من يدخل الإسلام كل يوم يدرك هذا القانون المطرد بأجلى ما يكون .."فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم" ,"أرايت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا "
    التعديل الأخير تم 11-09-2011 الساعة 05:48 AM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    بارك الله فيكم , و اسرَكم بما عملتم يوم الحشر
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  3. #3

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً وأثقل لكُم كتاباً تأخذونه في يمينكم يوم القيامة ياشيخنا ..
    هذه آفة ذكرتها في القاعدة أعلاه , يُضافُ إليها " الكِبر " بآفاته ومايجرّهُ على صاحبه من ويلٍ وثبور , مما يعمي القلب ويطمس داعي الحق ويرفعُ شأن الهوى وإتباعه فوق كُل شأن ,,,قال النعمان بن بشير على المنبر إن للشيطان مصالي وفخوخا وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله والفخر بإعطاء الله والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله ,,,فماكان الإعراض عن قبول الحق دوماً إلا الكِبْر واتِّباع الهَوَى وبَطْر الحَقّ , نسأل الله السلامة والعافية ..
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك ونفع بك ياشيخ وزادك علماً واخلاصاً وخيراً . اللهم آمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم أيها المقربُ من القلب أبو القاسم ، لله دركم ما من كلمةٍ تكتبونها إلا كانت ذهباً نقياً .
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  6. #6

    افتراضي

    من لايبحث عن الحق بصدق كمن يود الأكل بيد مشلولة لن تمس الأكل ولن تمس الفم كي تستقر في الجسد
    جعلك الله نورا يضيء لنا بعلمه أستاذنا أبو القاسم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    23
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أثابك الله على هذا الموضوع القيم، والكلمات الموجزة المعبرة.
    ومن صور الصدق مع النفس:
    http://www.youtube.com/watch?v=hwq_bHeKWEY
    التعديل الأخير تم 11-12-2011 الساعة 09:09 AM
    قال الله تعالى: { فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام: 147]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكم شيخنا و المناظرة فعلا دليل حي على ما ذكرت و لم استطع ترك متابعتها لملاحظة هذا الأمر بالذات ..فبما ذكرت في اول الكلام يفهم لم كان بعض السلف يعبر عن الخطأ بالكذب...مع المتكلم فيه قد يكون صدوقا في نفسه معروفا بالعدالة...ما يدل على علو فقههم لمراتب الوجود و النفس...و هذا يدل كما قلت شيخنا الفاضل ان قيام هذه الشرعة و ميزان الخلق على الصدق لا الجدل و لا القوة العقلية و لا الحدس و لا حتى الحواس..فلا ينفع على الحقيقة الا الصدق و لا عاقبة ارجى لما ذكر من ادوات المعرفة اكثر من عاقبته الهادية الى البر و من ثم الجنة... هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...ليسأل الصادقين عن صدقهم..لا غيرهم و لا عن غير الصدق.. ليجزي الله الصادقين بصدقهم..اتقوا الله = و كونوا مع الصادقين ..فمن أظلم = كذب بالصدق (لم يقل بالعقل و لا الحدس و بالحواس و لا شيء من ذلك)..و الذي جاء بالصدق و صدق به = هم المتقون...فجعل العمدة على البحث عن الصدق ثم التصديق به..بل كل هذا الوجود الذي يعده الملحدون حيرة و متاهة و عذابا خاطبهم : و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن : العقلانيين؟؟ المطلعين؟؟ المثقفين؟؟ المتواجدين و العارفين؟؟..بل الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين...بل قدم الصديقين اهل التخصص بالصدق على الشهداء و الصالحين و العلماء في هذه الحياة اللعبة و الزينة.....فلا شك ان مقام الصدق هو آخر مقامات الايمان و اول مقامات الاحسان حيث ينتقل المرء الباحث الهمام عن سبب وجوده من الوعي به عقلا و قلبا ..الى الوعي به بوجوده كله الواعي و اللاواعي ...فبعد تخطي الاستسلام بالدخول في السلم..يمتحن بمعاملة من يبحث عنه..فان قنت له و اخبت و انقاد اورثه الصدق و فتحت البصيرة ..فيمتحن في الثبات عليها فان وصل الى المقام التالي للصدق وهو الصبر عليها رغم كل زلزلات الشبه و الشهوات التي يصيب منها و تصيب منه و الامتحان بالخير و الشر فتنة و غلب شر نفسه و كما قلت شيخنا راقب اخفاه كما يحلو لشيخنا الخلوصي ان يسميه...اورثته السكينة الواعية و اللاواعية على الحق و الخشوع في عامة امره ..فينتقل الى البرهان الوجودي على من يبحث عنه من التصديق بالقوة الى التصديق بالفعل...افعالا و ثمارا ...من ثمارهم تعرفهم..ما ينفع الناس مما يمكث في الأرض...حتى يصل الى الذكر..ان يذكر و يذكر في الملأ و الشهود الأعلى و الأسفل و يرفع ذكره ما دام على الاستغفار من شر نفسه الخفية التي لا ينقطع شرها الا بموته و لهذا جعل بعض العلماء -و قد ألف فيه الامام السيوطي رسالة ماتعة -الذكر و رأسه الاستغفار افضل من الجهاد في سبيل الله...يستوي في ذلك الوجود الأنثوي بالذكوري ان لم يكن يتفوق عليه احيانا...و هذه المراتب كلها من الحكمة التي بحث عنها الأوائل من الأمم علماء و طبائعيين و الهيين و فقهاء و فلاسفة و متكلمين و صوفية و عرفانيين و وجوديين و سائحين في البحث عن المقياس الوجودي ...حكمة كانت تتلى في بيوت النبي صلى الله عليه و سلم و ذكرت مراتبها في الآية :
    إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا...
    التعديل الأخير تم 11-13-2011 الساعة 06:16 PM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  9. #9

    افتراضي

    و لهذا جعل بعض العلماء -و قد ألف فيه الامام السيوطي رسالة ماتعة -الذكر و رأسه الاستغفار افضل من الجهاد في سبيل الله
    جزى الله خيرا الشيخ أسامة النبيل على الرابط فهو رابط على قلوب المؤمنين أيضا! , وأشكرك على القطعة الفاخرة التي أثريت بها مولانا عياض, ولكن أستسمحك في إبداء رأيي إزاء هذا القول بما أدين الله به وإن كنتَ ذكرتَه عرَضا عن بعضهم,وهو أن مسائل المفاضلة بين العبادات لا تخلو من لزوم تفصيل في الجملة , ,ولا أخفيك ..انزعج خاطري من جسارة بعضهم على تفضيل الذكر على الجهاد في سبيل الله ..وهو شيء يرتاح لنصرته الصوفية الطرقيون والمرجئة القاعدون ,وترى من هؤلاء من يمسّكون بأحاديث مظلمة من نحو "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " والحق أن هذا من الباطل المعلوم بداهة في الشرع وفي حس المؤمن "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون" ,وإذا كان الذكر معظّما في الشريعة لدلالته على حب المذكور ,فالإقدام على بذل النفس هو ذروة ما هنالك في تحقيق هذا المقام ولهذا سمي المقتول فيه شهيدا ,ومن معانيها أنه قدّم شهادة عملية على الصدق لا يعلى عليها ,حيث كانت روحه أغلى ما يملك ,
    وترى الله أثبت للمنافقين ذكرا ,هو قليل ,فامتاز عنهم المؤمنون بالقدر الزائد بخلاف الجهاد فسورة براءة تنبيك عن براءتهم من بلوغ هذا المرتقى الصعب ..نعم أفهم أن ثمّ اعتبارات مختلفة تنفذ من خلالها أنظار المجتهدين عند المفاضلة فرب شخص قال :الجهاد نفسه من الذكر فلا غرو أن يكون الذكر أفضل , لكني مع هذا أقول إذا كان لابد من ذكر حكم عام فلا ينبغي أن يقال إن الذكر أفضل من الجهاد ,وبخاصة في هذا الزمن الذي عم فيه الإرجاء شتى الأرجاء ,..وأخلد الناس إلى الأرض ,,واتبعوا أهواءهم,,وركنوا إلى طول الأمل وحب الدنيا , ويكفي إطلالة سريعة على القرآن العظيم والأحاديث الصحاح ليعلم التفاوت فيما أكدت عليه الشريعة من العبادات بالألفاظ الشرعية المعهودة بميزان العدل والإتقان..
    التعديل الأخير تم 11-13-2011 الساعة 07:59 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  10. #10

    افتراضي

    كم أُحبّ هذه المُطارحات بين الأساتذة .!
    لاعدمنا فوائدكم ..زيدونا زادكم الله من فضله وأتم عليكم نعمه ظاهرها وباطنها ..

    بعد تخطي الاستسلام بالدخول في السلم..يمتحن بمعاملة من يبحث عنه..فان قنت له و اخبت و انقاد اورثه الصدق و فتحت البصيرة ..فيمتحن في الثبات عليها فان وصل الى المقام التالي للصدق وهو الصبر عليها رغم كل زلزلات الشبه و الشهوات التي يصيب منها و تصيب منه و الامتحان بالخير و الشر فتنة و غلب شر نفسه و كما قلت شيخنا راقب اخفاه كما يحلو لشيخنا الخلوصي ان يسميه...اورثته السكينة الواعية و اللاواعية على الحق و الخشوع في عامة امره ..فينتقل الى البرهان الوجودي على من يبحث عنه من التصديق بالقوة الى التصديق بالفعل...افعالا و ثمارا
    كم هي رائعه , مُفيدة , هادية , هذه العبارة ياحكيمنا عياض ..!
    ليتَ كل واحدٍ يقرأها بعين الباحث المُنصف ففيها كُلّ الأمر وحل المُعضلة لمن يهمهُ الأمر , وكُلنا يهمه..!!
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الشكر لك سيدي الشيخ على مواضيعكم المختصرة...و هذا الباب من جنس ابواب اخرى تعد زبدة ثمار علم المقاصد كتفضيل العابد و العالم و الشهيد و الغني الشاكر و الفقير الصابر و الشكر و الحمد و الاستغفار و حفظ النفس و حفظ الدين...و قواعد الشريعة فيها مرنة قوية الى اقصى درجات المرونة و القوة ..لتفرق النص و الظاهر و الاشارة فيها على مئات النصوص ما يحتاج معه الى عقول خبيرة باصول الشرعة و فروعها القائمة على دفع المضرة و جلب المصلحة.. ما يشي بتوسعة اقيمت في هذه الشريعة السمحة للميل الى احد الطرفين كلما اقتضى الحال و ان الأمر فيها لا يكون دائما على وتيرة واحدة في كل زمان ..و لهذا كانت اغلب مناظرات العلماء المتعمقين و العارفين بدقائق الفقه و كلياته فعلا حول امثالها لظني ان ما يشغل بالهم من امر العامة قيادة الجموع و الجماهير لا صلاح الفرد وحده حين النظر في هذه المسائل...فقد يميل الجمهور الى اللين و التفريط في وقت او عصر فيحتاج الى تفضيل الشدة كما كان من بني اسرائيل في عصر الشرعة الموسوية و قد يميل الجمهور الى الشدة و الافراط فيحتاج الى تفضيل اللين كحال بني اسرائيل في عصر الشرعة العيسوية..و هذه الأمة كتب لها الوسط من الشرعتين و اجتمعت فيها الخصلتين و كتب لها الصراط المستقيم بين النجدين الاسرائيليين ..فكان دلالة و لا بد على وقوع ما كان فيمن قبلها فيها خاصة مع كثرة ذكر بني اسرائيل في الكتاب و التحذير من فعلهم..لهذا كانت خاتمة المثاني في الفاتحة دليلا للمجتهد ان يراعي في حكمه هذا التوازن بين امري المغضوب عليهم و الضالين...وان لا يتطرف بان يجعل امر احدهما لازما دائما...و لهذا في رايي الضعيف ان في مسألتنا من فضل الذكر مطلقا او فضل الجهاد مطلقا فقد دخلت عليه شبهة الارجاء ...اذ تصور ان مثل هذا النوع من الذكر الذي يستغرق الباطن و الظاهر ان لزمه المرء و استولى على كيانه انه يستطيع معه ان يمنع نفسه عن لوازمه من الأعمال الظاهرة التي ذروة سنامها الجهاد ..او ان من عرض نفسه للاتلاف في سبيل محبوبه صدقا ان ذلك لا يورثه اجل درجات الحضور و التربية الباطنية القاهرة للهلع و الطمع ...الناتجة عن ذكره لمحبوبه ما استطاع...و ان مثل احوال الشوق و صدق العاطفة و حسن البصيرة المتولدة عن الذكر لن تنتج فيه همة و انقيادا الى عمل يظهرها في الواقع و لو بتحديث النفس على الأقل بالغزو...فان لم ينتج فليعلم ببساطة انه يموت على شعبة من النفاق...و الله أعلم
    التعديل الأخير تم 11-13-2011 الساعة 08:43 PM

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

  12. #12

    افتراضي

    لا أريد أن أقلبها جدلًا يا رعاك الله ..ولكني أظن لو فهمت مرادي لما علقت بهذا , نعم هناك من يستولي عليه الذكر ولا تطاوعه نفسه على الجهاد , ومن ذلك أن يرى الذكر المعهود أفضل فيلزمه معرضا عن داعي الجهاد أو يجبن عنه,هذه مسألة محسوسة لا تحتاج إلى تدليل يدركها المرء بنفسه ,ومقامات السلف أنفسهم في هذا شاهد واقعي..أقول يكفي استقراء كلام الشارع في معرفة أقدار الأعمال في الجملة ..وأما مراعاة الأحوال والاعتبارات فلا ينكر , هل يشك أحد أن إماطة الأذنى أدنى شعب الإيمان في الحكم العام ,لكن قد يحتف بها من الظروف ما يرقيها إلى مرتبة تضاهي أجر ما هو أعلى منها , والنظر العقلي قاض بأنه لابد في الجملة من تفاوت عام في الأعمال حتى في الأمور الدنيوية,ثم تأتي مرجحات تحتف بهذه الأعمال وتؤثر على المرتبة ,كما قال ابن المبارك :رب عمل صغير تعظمه النية ,ورب عمل عظيم تصغره النية , فلو قيل الصلاة أفضل من الحج..كان هذا هو الحقيق بالحكم العام ,بمعنى أن جنس الأول أفضل من جنس الثاني , فإذا قورنت صلاة النافلة بحج الفريضة كان الرجحان للحج ..فأقول :من يقرأ القرآن يجد من الحث على الجهاد وربطه بمقامات العبودية ما ليس لكثير من الأعمال الصالحة غيره ..والأحاديث في الباب من أوضح ما يكون كذلك..الجهاد شرعة فيها حفظ جميع الضروريات الخمسة ونفعه متعد..وحسبك بذلك بيانا لجلالته في أركان الشريعة , والإفصاح عن دقائق التفاصيل يطول جدا ..أيما قاريء لكتاب الله يأخذ الانطباع الكلي عما أقول وهو ما فهمته فقيهة النساء عائشة رضي الله عنها فقالت:نرى الجهاد أفضل العمل , وأقرها عليه حبيبها رسول الله ,وليس كلامي عن الاعتبارات الأخرى
    التعديل الأخير تم 11-13-2011 الساعة 09:04 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  13. #13

  14. #14

    افتراضي

    بارك الله فيكم ..أحب تلخيص كلامي بنقطتين إمعانا في البيان:
    -إطلاق اسم التفضيل الأصل انصرافه إلى الجنس لا إلى الآحاد..
    -وكلما كان العمل مشتملا على أسباب فضل أكثر كان مقدما ..
    فلو فرضنا أن رجلا يذكر الله ونيته100% , ورجل يجاهد في سبيل الله ونيته 100% (أي هي النية التامة المطلوبة في كل منهما )
    ثم إن رجلا في الجنة اطلع عليهما ورآهما استويا في كل شيء إلا أن هذا يجاهد في الوقت الذي يمكث فيه الثاني يذكر الله خاليا, وخيّر في الرجوع ليعمل صالحا,فلاشك في اختياره الجهاد ,وهو من بديهات الدين التي تتولد في حس المؤمن تلقائيا دون حاجة لنظر في نظري لما سبق تقريره ولأسباب كثيرة أخرى , وتدرك العقول بداهة أن قول متيم قصيدة في محبوبته أقل في معنى الوفاء والحب من أن يضحي بروحه لأجلها ..ولهذا قال عليه الصلاة والسلام :والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل . رواه الشيخان , ورسول الله لا يتمنى إلا الأكمل ..واللمقصود بالذكر في كلامي هو الذي في نحو قول رسول الله"ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " فلعمري لا يقارن جنس هذا بجنس الجهاد ..لشسوع البون بينهما ,والله أعلم
    التعديل الأخير تم 11-13-2011 الساعة 10:47 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    مِنْ أَرْضِ الرِّمَـال !
    المشاركات
    1,300
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيكما وزادكم علما ورفعة
    ولم يكن جدلاً ولا شِبهه
    انما اراها مدارسة خفيفة
    وفقكم الله لكل خير وهداكم سبل الرشاد
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
    في إنتظار "ملحد حقيقي" ليعطي تفسيرات لهذه الكُبرَيات بالمنظور الإلحادي
    " الإنسانُ ليسَ مُفصّلاً على طرازِ دارون , كما أنّ الكونَ ليسَ مفصّلاً على طرازِ نيوتن " بيجوفتش

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الثورة الصدق
    بواسطة عساف في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-17-2011, 10:54 PM
  2. تنبيه: هل يجوز الدعاء بأن نشرب من يد النبي شربة من حوضه؟
    بواسطة مجرّد إنسان في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-13-2011, 05:25 PM
  3. قصر الإلحاد الضيق - خاطرة
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-02-2010, 01:58 AM
  4. سؤال: حقائق قرانيه.....الضيق والتوسع
    بواسطة oneness في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-31-2010, 10:10 PM
  5. ماحكم من الرجل الذي يوصل النساء الى المدرسة
    بواسطة راشد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-06-2008, 09:13 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء