النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل المسيح عليه السلام يعلم أن النصارى إتخذوه إله ؟

  1. افتراضي هل المسيح عليه السلام يعلم أن النصارى إتخذوه إله ؟

    هل المسيح عليه السلام يعلم أن النصارى إتخذوه إله ؟







    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :



    إخواني الأعزاء سوف أقوم إن شاء الله بتحليل الآيات رقم 116 و 117 و118 و119من سورة المائدة والحديث النبوي المتعلق بهذه الآيات وهذه الآيات وهذا الحديث يستدل بهما الأحمديون على موت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .





    قال تعالى : " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118) قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم(119) ".المائدة







    يقول الأحمديون : أن لفظ التوفي في الآيات يعني الموت وأن عيسى عليه السلام يقول في جوابه أنه كان رقيبا شهيدا على قومه ، وأنه لم يفارق قومه إلا بالموت بدليل قوله وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) ولم يفارقهم إلا بالوفاة لقوله: ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) والمسيح لم يعلم أبدا بأن النصارى كفروا وضلوا بعد أن فارقهم واتخذوه إلها ، فلو كان رجوعه من السماء محتملا لعلم ضلالهم وكفرهم واتخاذهم إياه إلها .



    واستدلوا بالحديث النبوي الذي رواه البخاري وجاء فيه : ( ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :" وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم .





    وقال الأحمديون : فكما أن الارتداد حصل في الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك الارتداد حصل بعد وفاة عيسى عليه السلام . فلو سلمنا أن المسيح عليه السلام حي في السماء بجسده العنصري ثم ينزل منها ويشاهد بنفسه أن النصارى اتخذوه إلها ، فلا شك أن جوابه أن جوابه المذكور في الآية يوم القيامة كذبا وخلاف الحقيقة . ولا يمكن لنبي أن يكذب أمام الله تعالى يوم القيامة .





    وما أريده هنا هو إثبات عدم موت عيسى عليه السلام وأنه يعلم أن النصارى اتخذوه إلها ، بنفس الآيات ونفس الحديث التي يستدل بها الأحمديون على موته وعدم علمه بأن النصارى إتخذوه إله

    .





    اختلف المفسرون في كلام الله عز وجل المذكور على قولين :



    القول الأول : أن هذا الكلام بين الله والمسيح عليه السلام كان بعد رفعه إلى السماء على اعتبار أن ( إذ ) تستعمل للماضي لا للمستقبل .



    القول الثاني : أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامة بدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيح عليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك ".





    بالنسبة للقول الأول الذي يقول أن ( إذ ) تستعمل للماضي ، نقول نعم



    وجاءت آيات قرآنية كثيرة استعملت فيها ( إذ ) لحدث وقع في الماضي والأمثلة كثيرة منها :



    قوله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة". البقرة 30



    قوله تعالى :" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ". البقرة 34



    قوله تعالى :" وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب". البقرة 49



    قوله تعالى :" وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ". المائدة 20



    قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ". الأنعام 74



    قوله تعالى :" وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ". الأعراف 171



    قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ". إبراهيم 35



    قوله تعالى :" وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ". الحجر 28



    قوله تعالى :" وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ". الكهف 60



    قوله تعالى :" وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ". لقمان 13







    فإذا دققت أخي القارئ تجد أن كل الآيات تتحدث عن الزمن الماضي وكل هذه الأحداث وقعت في الزمن الماضي واستعملت ( إذ ) للتعبير عن الزمن الماضي .



    فإذا قلنا أن قوله تعالى :" وإذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس إتخذوني وأمي إلهين ... ". قد وقع في الزمن الماضي ، فالكلام محسوم أن عيسى بعد رفعه علم أن النصارى اتخذوه إلها.





    بالنسبة للقول الثاني : الذي يقول أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامة بدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيح عليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك ". وهذا القول هو الذي نرجحه ونراه الأصوب ، والله أعلم .



    فتعالوا إخوتي في الله نحلل الآيات القرآنية ونرد على الأحمديين في تفسيرهم للآيات :



    أولا : يقول الأحمديون إن لفظ التوفي في الآيات القرآنية يعني ( الموت ) .



    الرد عليهم :



    إن لفظ ( التوفي ) غير منحصر بمعنى الموت فقط ،فقد يأتي بمعنى : الموت و وإستيفاء المدة والنوم و الأخذ ... وقد وجاء لفظ التوفي في القرآن بغير معنى الموت .



    كقوله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ". الأنعام 60 فالتوفي هنا يعنى النوم أي منيمكم بالليل .



    وقوله تعالى :" حتى يتوفاهن الموت " النساء 15 فالتوفي هنا يعني الأخذ بمعنى يأخذهن الموت .



    والذي يقوله جمهور المسلمين : إن التوفي في حق عيسى عليه السلام ليس الموت بل هو الأخذ بالرفع .



    فإن قال الأحمديون : إذا كان عيسى عليه السلام لم يمت فكيف لا يعلم أن النصارى اتخذوه إله ؟



    الرد عليهم :



    ليس في جواب المسيح عليه السلام أي جواب يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .



    تخيلوا إخوتي هذا المشهد يوم القيامة : حين يثبت أن الله هو الإله الحق الواحد الأحد فيقول النصارى يوم الحساب إن المسيح قال لهم : اتخذوني إلها .



    فمن باب إقامة الحجة عليهم يسأل الله عيسى عليه السلام والله يعلم كذب ما زعموه : " يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين "؟؟؟.



    فيجيب عيسى عليه السلام :" سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ".



    فالسؤال الموجه من الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى هل أنت قلت لهم اتخذوني أله ؟ فيكون جواب عيسى بالنفي .



    فلم يسأل الله عيسى عليه السلام :" هل تعلم يا عيسى أن النصارى اتخذوك إله . وليس في جواب عيسى أي معنى يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .



    فإذا قال الأحمديون إن قول عيسى عليه السلام : " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ". يدل على عدم علم عيسى عليه السلام أنهم ارتدوا واتخذوه إلها .



    الرد عليهم :



    نقول لهم جاء في الحديث عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :" وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم .



    لاحظوا إخوتي القراء : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول نفس هذه الآية يوم القيامة وهو يعلم أن من اصحابه من ارتد بعده بدليل ( أنه نطق بهذا الحديث النبوي في الدنيا ) فكيف يقال أن النبي محمد لا يعلم عندما قال هذه الآية أن من أصحابه من ارتد بعده ؟؟؟ وبالتالي عندما ينطق محمد وعيسى عليهما السلام بهذه الآية يوم القيامة فهي لا تدل مطلقا أنهما كانا لا يعلمان أن من قومهم من ارتد .



    وبالنسبة لعيسى عليه السلام فقد جاءت الأحاديث النبوية التي تتحدث عن نزول عيسى قبل يوم القيامة لتدل على أنه يعلم أن النصارى اتخذوه إله بدليل أن الأحاديث تتحدث عن أنه يكسر الصليب ، فكيف ينزل ويكسر صليب النصارى وهو لا يعلم أنهم اتخذوه إله .







    فإن قال الأحمديون : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم استشهد بهذه الآية وفيها لفظ ( توفيتني ) فكما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن عيسى عليه السلام قد مات .



    الرد عليهم :



    إن النبي محمد لم يستشهد بهذه الآية على معنى التوفي ولا لإثبات موت عيسى عليه السلام .



    بل اراد من استشهاده بهذه الآية عدم مسؤوليته عمن ارتد وبدل بعده وتفويض أمرهم إلى الله .



    بدليل انه جاء في رواية أخرى لا يوجد فيها ذكر (للتوفي) قوله :" فأقول كما قال العبد الصالح إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) رواه الترمذي حديث رقم 2069



    وفي رواية : " فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ". رواه البخاري كتاب الفتن ومسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا .





    وفي الختام أقول لا يمكن فهم آيات القرآن إلا من خلال آيات القرآن الأخرى والأحاديث النبوية لان الأحاديث النبوية مفسره ومفصله وشارحة للقرآن ومبينه لمعانيه وفيها أسباب النزول .



    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .



    هاني أمين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خير الجزاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات النصارى : (1) - محمد عليه السلام يخطئ
    بواسطة ابن سلامة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-18-2014, 04:24 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء