بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين .. و من تبعهم بإحسان .
و بعد فهذا موضوع غريب !
و لكن غربة الدين و اليقين في عصر المادية تحوج المسلم اليوم إلى استشعار معاني النصرة الربانية و التودد الرحماني كأشد ما كانت حاجة إلى ذلك عبر التاريخ ! و منه ما جاء من معنًى في حديث سيد الخلق :
" إذا اقتربت الساعة لم تكد رؤيا المؤمن تخطيء "
و منه ازدياد حدوث الكرامات في عصور ما بعد الصحابة الكرام م كما بيّن ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ! لازدياد حاجة الناس إلى التثبيت لضعف إيمانهم عن إيمان من سبق !
و في هذا العصر الذي زاد فيه توحّل الإنسان في ضعفه و فقره لتزايد أعدائه و حاجاته .. فإنّ القرب الإلهي منه في غرائب الحوادث
تشعر المؤمن أنّه ليس وحيدًا فريدًا في هذا الكون !
و لا بدّ أنّ كلًّا منّا قد مرّت به حوادث استشعر من خلالها هذا المعنى العام للتثبيت أو زاد من شعوره بمعنًى خاص للتودّد لخصوص الابتلاء أو خصوص الانشغال بدعوة الخلق إلى اليقين !
و قد جاءتني الفكرة منذ شهور طويلة عندما قرأت موضوعًا في ملتقى التفسير عن أحداث غريبة حدثت مع المشاركين بعنوان ( و فيه الرابط ):
موافقات عجيبة!!
و لأنّ الوقت أدركني و الاتصال أتعبني فأخّرني سأستسهل الأمر لأبدأ القصص بأوّل قصة مرت في موضوعهم هم :
قال صاحب الموضوع وفّقه الله ( أ.عبدالعزيز الداخل ) :
قد يكون من المناسب أن يتخلل بعض المواضيع الجادة بعض المُلَحِ واللطائف، التي تُجِمُّ النفس وتنشطها، على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بمُلَح العلم عن عُقَدِه، ولا بالفضول عن الأصول، ولكن يجم النفس حتى تستجم، ثم يحفزها ويشمر عن ساعد الجد، يقرأ ويتأمل، ويبحث ويسأل، ويحرر ويقرر حتى يستفيد العلم النافع ويساهم في رفع الجهل عن الأمة، والذود عن حمى الدين، كما كان أسلافنا الصالحون، الذين ازدان التاريخ بحسن سِيَرهم، ومحاسن آثارهم ومآثرهم.
والموضوع الذي سأذكره لكم طالما جال في ذهني وصال، وقلبت النظر فيه من عدة جوانب أتذكره متعجباً متأملاً، ويزيدني شعوراً بعجبه أني أعلم أن الله عزيز حكيم، ولطيف خبير (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ومن حكمته تعالى أنه لا يقضي شيئاً عبثاً، كيف وهو الحكيم الخبير.
وكم من القصص العجيبة التي وقعت للناس في القديم والحديث الدالة على لطف الله وعنايته، وعلى علمه وإحاطته.
ولكن العبد لقصور علمه وفهمه، يعلم شيئاً من تلك الحكم وتغيب عنه أشياء، فيستدل بما علم على حكمته فيما لم يعلم.
وسأقص عليكم قصصاً عجيبة، صحيحة الإسناد، حسنة المفاد، لأني لم أحدث فيها عن أموات بل عن أحياء يرزقون يتقلبون بيينا في هذه الحياة ولولا أن يكون في الأمر تشهير لذكرت أسماء من وقعت لهم تلك القصص وربما عرفهم بعضكم، وهم من الأخيار فيما أحسب ولا أزكي على الله أحداً.
القصة الأولى:
رجل جرى بينه وبين قوم تعامل في أمر من أمور الدنيا فرأى عليهم أماراتِ حسد وتآمر، وسعي في إضراره إضراراً شديداً ، فخافهم على نفسه وأهله وماله، ولم يستطيع التخلص منهم بسهوله، ولا يستطيع مقاضاتهم ولا مقاومتهم فما كان منه إلا أن سلم أمره لله تعالى، والتجأ إليه وأكثر الدعاء واستعان بالصبر والصلاة حتى أمكنته حيلة للتخلص منهم فاحتالها، وهو لا يدري أتنجح تلك الحيلة أم لا؟
يقول: فبينا أنا أهيم بسيارتي في الشوارع لا أدري أين أوجه من الهم والحزن أدرت جهاز التسجيل فإذا بالقارئ يقرأ من هذا الموضع: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) !
يقول: فوالله ما هو إلا أن سمعتها حتى وجدت سكينة في نفسي، وطمأنينة في قلبي، وأيقنت أن الله سيكفيني شر أولئك الظالمين.
Bookmarks