- الاقرار بأن الخالق قطعا سيرسل الرسل وسينزل الكتب
من أقر بأن الله خلقه فليس لأحد منة عليك اكبر من الذى خلقك ثم أمدك بكل النعم التى تتنعم بها فى جسدك ومن حولك فقد سخر كل شيء لراحتك وكرمك على سائر الخلق ووفر لك كل حاجاتك وخصك برحمته فهو الرحمن الذى لا يحتاج منك مقابل الكريم الحكيم الذى وضع كل شيء فى موضعه فكل تلك الصفات لله نستطيع ادراكها بعقولنا من آثارها فى الكون و انطلاقا من الاقرار بالخالق سبحانه وتعالى الرحمن الحكيم فان العقل يوجب ان يرسل الله الرسل وينزل الكتب من عدة وجوه أذكر منها ما تيسر.....
أولا: الرحمة
فهل يليق به سبحانه وتعالى أن يتركك تشقى فى هذه الحياة من غير أن يكلمك ويعلمك أعظم ما تحتاج اليه بل ولايرسل اليك الرسل تجيبك عن أسئلة خلقها فى فطرتك لا يمكنك التخلص منها ما حييت (من خلقنى؟)(لماذا خلقنى؟)(الى أين المصير؟)فهل هذا يتناسب مع رحمته فأنت ما رحمت نفسك الا بما خلق لك من الرحمة بنفسك ومل رحم لأحد غيره الا بما خلق الله من الرحمة فكيف برحمته هو سبحانه
[/]ثانيا :الهداية
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ)
(إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ )
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
الهدايات التى هدى الله بها الانسان أكثر من ان تحصى فأضرب لك مثلا بسيطا بالطعام الطيب أذا شممته وتذوقته أعجبك وأكثرت من اكله واما أذا فسد الطعام ونمت فيه البيكتيريا والفطريات أخرج رائحة منتنة ولو تذوقته لوجدت طعمه خبيث جدا وتخرجه من فمك سريعا وكان من الممكن أن يكسبه نمو البيكتيريا والفطريات طعما لذيذا وهذا يقع فعلا من بعض الفطريات النافعة كالخميرة فهذه هداية لك من الله ورحمة ولو سألت أى انسان ما هى اعظم امانيك لقال لك ان أطمئن وأعلم أين الحق وأعرف ما هو مستقبلى وكيف أنجو من كل المهالك فى الحاضر والمستقبل ....فالقول أن الله لم يرسل رسل ولم ينزل كتب يلزم منه واحدة من اثنين كلاهما باطل اما أن الله علم أن هذه الحاجة فى البشر للهداية الشرعية أعظم من كل هداية أعطاها لهم كموضوع الطعام هذا مثلا ولم يقدر على هدايتهم وهذا باطل لأن الخالق على كل شيء قدير واما أنه لم يعلم بوجود هذه الحاجة الملحة وهذا أيضا باطل لأن الخالق بكل شيء عليم. وهذا هوالدليل الذى استدل به الله على مشركين قريش الذين اقروا بالخالق وأنكروا الرسالة فاستدل عليهم الله بهداية يعرفونها قال تعالى( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ 9 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فهم يهتدون فى أسفارهم بالجبال الأعلام ويستخدمون السبل والفجاج التى بينها والنجوم تعرفهم الاتجاهات فلولا تلك الهدايات لما استطاعوا السفر فى الصحارى الواسعة ولهلكوا فيها ولتوقفت تجاراتهم وحياتهم
وردا على الشبهة التى سيوردونها أنه اذا كان الامر بهذه البساطة فلم لا تستطيع أن تتوقع كل أفعال الله وتتوقع ماذا سيحدث فى دنيانا قبل أن يحدث ؟ وهذا قياس فاسد لأن الاستدلال الذى استدللت به هو استدلال بالخاص على جنسه العام وأما هذه التفاصيل هى خاص ولا يمكن الاستدلال بالخاص على خاص مثله ولا الاستدلال بالعام على الخاص ولهذا قال الله (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ) فيمكن الاستدلال على أن الله سيمحوا الباطل قطعا ولا يمكن الاستدلال على الكيفية والتفاصيل لذلك علقها بالشرط أى قد يختم على قلبك وقد يفعل شيء آخر حسب حكمته سبحانه وتعالى كما ذكر عقوبة آخرى فى آية آخرى (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 43 وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ 44 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ 45 ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ 46 فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) فسبحان من أنزل القرآن
وأضرب مثال على هذا الأمر الأخير ليتضح ...فلو أننى فتحت كتاب بدون أن أنظر الى عنوانه على الجلدة الخارجية فجائت أمامى صفحة منه ولتكن صفحة 35 فقرأتها فوجدتها تتحدث غى مواضيع ومعادلات كيميائية فيمكننى أن أستنتج أن الكتاب كتاب كيمياء لكن هل يمكن أن أستدل من صفحة 35 على صفحة 210 وأعرف ما كتب بها ؟ الجواب لا طبعا ....طيب لو أنى لم أفتح الكتاب ونظرت الى عنوانه فقط فوجدته كتاب كيمياء هل يمكن أن أعلم ماذا كتب فى صفحة 35 قبل فتح الكتاب الجواب لا طبعا ؟ فهذا هو الاستدلال الصحيح والقياس الفاسد
ثالثا :الالوهية
بعلمنا أن الله هو الخالق العظيم فلا يمكن أن يتعلق القلب بغيره بحب أعظم من حب الله ولا بذل وحاجة أعظم من الحاجة والطلب من الله لأن الانسان يحب العظمة ويحب من ينعم عليه بالنعم والله وحده المنفرد بهذا اذا لا الاه ألا الله لأن هذه هى العبودية للالاه ولازم العبودية والمحبة طلب رضوان من تحب فأنت أذا احببت احد بذلت عمرك فى فعل ما يرضيه عنك فكيف نعلم ما يرضى الله وما يسخطه من غير ارسال الرسل وانزال الكتب فهذا محال .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ( 148 ) ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ) فكيف يكون الاه لهم وهو لا يكلمهم كيف يعرفون ما يرضيه؟ هذا هو الشاهد
فضلا عن النقائص الظاهرة فى عجل بنى اسرائيل
رابعا:الحكمة
أذا كان الله لم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب فلا يمكن ان يحاسبنا لأننا لم نعلم ما يرضيه وما يسخطه فعل أى شيء يحاسبنا فتكون هذه الحياه هى النهاية ولزام ذالك ان يستوى الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول والمصلح والمفسد وأن يأول كل شئ وكل معنى فى هذا الكون الى العبث ونسب هذا العبث الى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد فطرنا الله على أن الحكمة ليست كالعبث والافساد ليس كالاصلاح (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ 27 أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191 رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ 192 رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ 193
فمن أنكر تلك الأدلة العقلية على صفات الله أقول له
كأنك تقول من قال لك أن الغنى الحقيقى الكامل عن كل شيء ....... هو تمام الكمال والعظمة بل هو نقص وذل
كأنك تقول من قال لك أن القدرة الكاملة على كل شيء .................كمال وعظمة بل هو نقص وذل
كأنك تقول من قال لك أن العلم الكامل بكل شيء........................كمال وعظمة بل هو نقص وذل
كأنك تقول من قال لك أن خلق شيء ..................................يستلزم كمال قدرة وعلم الخالق
كأنك تقول من قال لك أن من أوجدك وأعطاك كل نعمة أنت متنعم بها................أنه رحمك وأنه رحمن
كأنك تقول من قال لك أن من أعطاك وهو غنى عنك وأنت فقير من كل وجه من غير نفع يأخذه منك.........أنه كريم
كأنك تقول من قال لك أن من وضع كل شيء فى موضعه وأتقن كل شئ صنعه................أنه حكيم
هذا كله لا سبيل لك لانكاره الا بانكار عقلك قبل انكاره
Bookmarks