النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هل العقل يقطع بأن الخالق سيرسل الرسل وينزل الكتب أم لا؟

  1. #1

    افتراضي هل العقل يقطع بأن الخالق سيرسل الرسل وينزل الكتب أم لا؟

    - الاقرار بأن الخالق قطعا سيرسل الرسل وسينزل الكتب

    من أقر بأن الله خلقه فليس لأحد منة عليك اكبر من الذى خلقك ثم أمدك بكل النعم التى تتنعم بها فى جسدك ومن حولك فقد سخر كل شيء لراحتك وكرمك على سائر الخلق ووفر لك كل حاجاتك وخصك برحمته فهو الرحمن الذى لا يحتاج منك مقابل الكريم الحكيم الذى وضع كل شيء فى موضعه فكل تلك الصفات لله نستطيع ادراكها بعقولنا من آثارها فى الكون و انطلاقا من الاقرار بالخالق سبحانه وتعالى الرحمن الحكيم فان العقل يوجب ان يرسل الله الرسل وينزل الكتب من عدة وجوه أذكر منها ما تيسر.....
    أولا: الرحمة
    فهل يليق به سبحانه وتعالى أن يتركك تشقى فى هذه الحياة من غير أن يكلمك ويعلمك أعظم ما تحتاج اليه بل ولايرسل اليك الرسل تجيبك عن أسئلة خلقها فى فطرتك لا يمكنك التخلص منها ما حييت (من خلقنى؟)(لماذا خلقنى؟)(الى أين المصير؟)فهل هذا يتناسب مع رحمته فأنت ما رحمت نفسك الا بما خلق لك من الرحمة بنفسك ومل رحم لأحد غيره الا بما خلق الله من الرحمة فكيف برحمته هو سبحانه
    [/]ثانيا :الهداية
    (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ)
    (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ )
    (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
    الهدايات التى هدى الله بها الانسان أكثر من ان تحصى فأضرب لك مثلا بسيطا بالطعام الطيب أذا شممته وتذوقته أعجبك وأكثرت من اكله واما أذا فسد الطعام ونمت فيه البيكتيريا والفطريات أخرج رائحة منتنة ولو تذوقته لوجدت طعمه خبيث جدا وتخرجه من فمك سريعا وكان من الممكن أن يكسبه نمو البيكتيريا والفطريات طعما لذيذا وهذا يقع فعلا من بعض الفطريات النافعة كالخميرة فهذه هداية لك من الله ورحمة ولو سألت أى انسان ما هى اعظم امانيك لقال لك ان أطمئن وأعلم أين الحق وأعرف ما هو مستقبلى وكيف أنجو من كل المهالك فى الحاضر والمستقبل ....فالقول أن الله لم يرسل رسل ولم ينزل كتب يلزم منه واحدة من اثنين كلاهما باطل اما أن الله علم أن هذه الحاجة فى البشر للهداية الشرعية أعظم من كل هداية أعطاها لهم كموضوع الطعام هذا مثلا ولم يقدر على هدايتهم وهذا باطل لأن الخالق على كل شيء قدير واما أنه لم يعلم بوجود هذه الحاجة الملحة وهذا أيضا باطل لأن الخالق بكل شيء عليم. وهذا هوالدليل الذى استدل به الله على مشركين قريش الذين اقروا بالخالق وأنكروا الرسالة فاستدل عليهم الله بهداية يعرفونها قال تعالى( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ 9 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فهم يهتدون فى أسفارهم بالجبال الأعلام ويستخدمون السبل والفجاج التى بينها والنجوم تعرفهم الاتجاهات فلولا تلك الهدايات لما استطاعوا السفر فى الصحارى الواسعة ولهلكوا فيها ولتوقفت تجاراتهم وحياتهم
    وردا على الشبهة التى سيوردونها أنه اذا كان الامر بهذه البساطة فلم لا تستطيع أن تتوقع كل أفعال الله وتتوقع ماذا سيحدث فى دنيانا قبل أن يحدث ؟ وهذا قياس فاسد لأن الاستدلال الذى استدللت به هو استدلال بالخاص على جنسه العام وأما هذه التفاصيل هى خاص ولا يمكن الاستدلال بالخاص على خاص مثله ولا الاستدلال بالعام على الخاص ولهذا قال الله (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) ) فيمكن الاستدلال على أن الله سيمحوا الباطل قطعا ولا يمكن الاستدلال على الكيفية والتفاصيل لذلك علقها بالشرط أى قد يختم على قلبك وقد يفعل شيء آخر حسب حكمته سبحانه وتعالى كما ذكر عقوبة آخرى فى آية آخرى (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 43 وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ 44 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ 45 ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ 46 فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) فسبحان من أنزل القرآن
    وأضرب مثال على هذا الأمر الأخير ليتضح ...فلو أننى فتحت كتاب بدون أن أنظر الى عنوانه على الجلدة الخارجية فجائت أمامى صفحة منه ولتكن صفحة 35 فقرأتها فوجدتها تتحدث غى مواضيع ومعادلات كيميائية فيمكننى أن أستنتج أن الكتاب كتاب كيمياء لكن هل يمكن أن أستدل من صفحة 35 على صفحة 210 وأعرف ما كتب بها ؟ الجواب لا طبعا ....طيب لو أنى لم أفتح الكتاب ونظرت الى عنوانه فقط فوجدته كتاب كيمياء هل يمكن أن أعلم ماذا كتب فى صفحة 35 قبل فتح الكتاب الجواب لا طبعا ؟ فهذا هو الاستدلال الصحيح والقياس الفاسد
    ثالثا :الالوهية
    بعلمنا أن الله هو الخالق العظيم فلا يمكن أن يتعلق القلب بغيره بحب أعظم من حب الله ولا بذل وحاجة أعظم من الحاجة والطلب من الله لأن الانسان يحب العظمة ويحب من ينعم عليه بالنعم والله وحده المنفرد بهذا اذا لا الاه ألا الله لأن هذه هى العبودية للالاه ولازم العبودية والمحبة طلب رضوان من تحب فأنت أذا احببت احد بذلت عمرك فى فعل ما يرضيه عنك فكيف نعلم ما يرضى الله وما يسخطه من غير ارسال الرسل وانزال الكتب فهذا محال .
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
    واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ( 148 ) ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ) فكيف يكون الاه لهم وهو لا يكلمهم كيف يعرفون ما يرضيه؟ هذا هو الشاهد
    فضلا عن النقائص الظاهرة فى عجل بنى اسرائيل
    رابعا:الحكمة
    أذا كان الله لم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب فلا يمكن ان يحاسبنا لأننا لم نعلم ما يرضيه وما يسخطه فعل أى شيء يحاسبنا فتكون هذه الحياه هى النهاية ولزام ذالك ان يستوى الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول والمصلح والمفسد وأن يأول كل شئ وكل معنى فى هذا الكون الى العبث ونسب هذا العبث الى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد فطرنا الله على أن الحكمة ليست كالعبث والافساد ليس كالاصلاح (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ 27 أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191 رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ 192 رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ 193
    فمن أنكر تلك الأدلة العقلية على صفات الله أقول له
    كأنك تقول من قال لك أن الغنى الحقيقى الكامل عن كل شيء ....... هو تمام الكمال والعظمة بل هو نقص وذل
    كأنك تقول من قال لك أن القدرة الكاملة على كل شيء .................كمال وعظمة بل هو نقص وذل
    كأنك تقول من قال لك أن العلم الكامل بكل شيء........................كمال وعظمة بل هو نقص وذل
    كأنك تقول من قال لك أن خلق شيء ..................................يستلزم كمال قدرة وعلم الخالق
    كأنك تقول من قال لك أن من أوجدك وأعطاك كل نعمة أنت متنعم بها................أنه رحمك وأنه رحمن
    كأنك تقول من قال لك أن من أعطاك وهو غنى عنك وأنت فقير من كل وجه من غير نفع يأخذه منك.........أنه كريم
    كأنك تقول من قال لك أن من وضع كل شيء فى موضعه وأتقن كل شئ صنعه................أنه حكيم
    هذا كله لا سبيل لك لانكاره الا بانكار عقلك قبل انكاره
    التعديل الأخير تم 12-19-2011 الساعة 11:53 AM
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  2. #2

    افتراضي

    لكل حركة في الكون علة هي حركة ملك فاعل يصدر عن أمر الرب القادر الخالق للأعيان والأوصاف والأحوال في الخارج ، فــ : (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) ، فمرد الأمر إلى كلمات التكوين النافذة ، فــ : (إِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، وهي أثر صفات ربنا الفاعلة ، فأثر وصف الخلق : كلمة كونية خالقة ، وأثر وصف الرزق : كلمة كونية رازقة ........ إلخ ، فذلك تصور النبوة لخلق الكون وتدبيره ، فلم يزل ربنا ، جل وعلا ، خالقا قادرا ، رازقا فاعلا فلم يكن مجردا من الوصف معطلا عن الفعل ، بل هو الرب الموصوف بكمال الذات والوصف ، وكمال القدرة في الخلق ، فــ : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ، وكمال الحكمة في الصنع ، فــ : (تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) ، وكمال العلم ، فــ : (هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، فيعلم الممكن من فعله وخلقه ، ويعلم الواجب من كمال ذاته ووصفه ، بل ويعلم الممتنع ، فــ : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) ، وكمال السمع ، فــ : (مَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، وكمال البصر بالأعيان القائمة بنفسها ، والأحوال والأعمال التي تقوم بها فلا تستقل بنفسها ، فــ : (اللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) ، فذلك وصف ربوبيته العامة فليست ربوبية إيجاد ثم فوضى ! ، فخلق الخلق ثم تركه هملا ، أو نسيه ، أو اشتغل عنه بغيره ! ، فذلك المستمد الفلسفي للطرح العلماني ، وهو مقال اليهودية المحرفة ، فالطرح التلمودي : طرح إنساني يعظم من شأن النوع الإنساني ويزري في المقابل بالوحي الإلهي ، فيجعل النوع الإنساني عموما ، والنوع اليهودي خصوصا : مصطفى فهو الجنس الأعلى ، وهو آخر حلقات تطور الإنسان ، وذلك ما تأثر به الطرح الفلسفي الغربي فلكل طرح شعب مصطفى ينازع الرب ، جل وعلا ، منصب التشريع ، فيضاهي الوحي بهوى العقل وذوق النفس ، فيضع لنفسه من التصورات العلمية والأحكام العملية ما يضاهي به الرسالة السماوية التي استغرقت موارد العلم والعمل ، فلم تُبْقِ لمتذرع ذريعة إلى الطعن في الربوبية ، فليست ، كما تقدم ، ربوبية خَلْقٍ وكفى ! ، بل هي : ربوبية خَلْقٍ وتدبير بكلمات الكون والشرع ، فثم تكوين رباني بكلمات الخَلْقِ وحركات المَلَكِ التي تصدر عن أمر الملِك ، جل وعلا ، وثم تشريع إلهي بكلمات الحكم ، فــ : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) ، فهي كلمات الشرع الحاكم ، وهو ما تقصر الفلسفات الأرضية لا سيما العبثية عن دركه ، وإن أدركته فلن ترضى به ، فهو ينقض طرحها نقضا ، برد الأمر إلى الرب ، جل وعلا ، فلا يشغله شأن عن آخر ، فلا يشغله تدبير حال عن أخرى ، فيدبر بكلمات التكوين حركات الكون ، ويدبر بكلمات الشرع حركات البشر إباحة أو حظرا ، إيجابا أو تحريما ، وذلك ما يقض مضاجع كل عابث فوضوي ، فالإيجاب يلزمه والتحريم يمنعه ، وهو ، بزعمه ، يروم الحرية فالطرح الليبرالي القياسي يلائمه ، فليس ثم قيد من شرع سماوي أو قانون أرضي أو عرف اجتماعي أو أثارة من أخلاق فطرية فضلا عن أن تكون شرعية فهي الأكمل ، فما الأخلاق الفطرية إلا آثار المواثيق الربانية ، فهي تأرز إلى مستمد صحيح في الكون والشرع معا ، فالرب ، جل وعلا ، قد برأها كونا فطبع النفوس عليها ، ثم قضى بها شرعا على ألسنة رسله ، عليهم السلام ، فواطأ الشرع المُنَزَّل الخلق المُصَوَّر ، فليس ثم تناقض بين الكون والشرع ، فمن دبر الكون بكلمات التكوين هو الذي أرسل الرسل ، عليهم السلام ، بكلمات التشريع ، فلم يكن ثم تعارض بين العلم الإلهي ، فمادته الشرع ، والعلم التجريبي ، فمادته الكون ، فليس ثم تعارض بين الشرع والكون ، فالوحي يصدق بأخباره حقائق العلم ، فلم يكن ثم تعارض بين العلم الإلهي والعلم التجريبي ، كما هي الحال في الشرائع المبدلة ، التي وضع كهنتها الأخبار الشرعية المكذوبة فهي تناقض ما قررته النبوات من التوحيد فذلك العقد المرضي والعدل فذلك الشرع الإلهي ، فــ : "هُوَ عَدْلُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، وَنُورُهُ بَيْنَ عِبَادِهِ" . اهــ : "مجموع الفتاوى"
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  3. #3

    افتراضي

    الاخ احمد
    احيانا يراودنى سؤال وهو ان الله قد خلق لنا العقل لنميز الصواب من الخطاء وانه من الممكن ان يكون من خلقنا قد خلقنا و اعطانا عقل يكفينا لنميز ونستنتج انه لن يستوى من يعمل الخير بمن يعمل السوء دون الحاجة لاى رسالة وهناك الكثير من البشر يعملون الخير بدون دين فما الذى يدلنى على ان هذه الرسالات الهية ليست من عمل البشر .........و ما الدليل ان كل ما يحدث من الام ومشاكل وهموم هو بارادة وعلم الله
    هذا ليس جدالا او محاولة لاثبات هذا الكلام........ انما احاول لن اثبت لنفسى قدرة الله و وجوده ورعايته لنا لكنى لا استطيع.

  4. #4

    افتراضي

    ارجو الرد

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yosafandy مشاهدة المشاركة
    الاخ احمد
    احيانا يراودنى سؤال وهو ان الله قد خلق لنا العقل لنميز الصواب من الخطاء وانه من الممكن ان يكون من خلقنا قد خلقنا و اعطانا عقل يكفينا لنميز ونستنتج انه لن يستوى من يعمل الخير بمن يعمل السوء دون الحاجة لاى رسالة وهناك الكثير من البشر يعملون الخير بدون دين فما الذى يدلنى على ان هذه الرسالات الهية ليست من عمل البشر .........و ما الدليل ان كل ما يحدث من الام ومشاكل وهموم هو بارادة وعلم الله
    هذا ليس جدالا او محاولة لاثبات هذا الكلام........ انما احاول لن اثبت لنفسى قدرة الله و وجوده ورعايته لنا لكنى لا استطيع.
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
    أولا نبدأ بوجود الله فهذا الكون موجود فعلا أمامنا ونحن جزء منه ولا يوجد شيء الا بعلم وقدرة من الذى أوجده وكلما تأملت فى الكون أكثر ظهر لك عظمة خالقه أكثر قدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واحكامه لكل شيء حيث وضع كل شيء فى موضعه
    فالخلق يدل على علم الخالق وقدرته فالعاجز لا يفعل شيء والجاهل لا يقوم بعمل الصواب
    وتوفير حاجات المخلوقات لهم بعد أن أوجدهم وهدايتهم الى ما يحتاجون اليه فى كل شؤن حياتهم يدل على رحمت الخالق بهذه الخلوقات
    وكل رحمة أحس بها انسان تجاه شيء أو أحست بها بهيمة تجاه ولدها فهى دليل على رحمة الله فالذى يعطى هذه الرحمة العظيمة لمخلوقاته هو أولى بالرحمة منهم
    وأما العناية بالمخلوقات فانظر الى حاجاتك كيف تسد لتعلم كم هى عناية ربك بك فلو أن الله لم يخلق الطعام المناسب لنا ماذا كان يجب علينا فعله لاستخراج هذه العناصر اللازمة لحياتنا وجعلها فى صورة متقبلة وغير مضرة
    لو أن الله ارسل المطر سيول لا تقف ماذا كان يجب علينا فعله لننجو من ذلك
    لو أن الله منع نزول المطر ماذا كنا سنشرب أو كان جعله ملح أجاج
    لو أن الله لم يجعل لنا وقاية من أشعة الشمس الضارة كيف كنا سنفعل
    لو أن الله لم يخلق لنا لسان وأسنان ويدان كيف كنا سنتناول الطعام ونبتلعه
    لو أن الله لم يخلق لنا جهاز هضمى كيف كنا سنستخرج الفوائد من الطعالم
    لو أن الله لم يجعل لنا الكلى كيف كنا سننقى الدم من السموم
    لو أن الله لم يخلق لنا دم كيف كنا سنوزع الغذاء على كل خلية ونأخذ منها فضلاتها
    لو أن الله لم يخلق لنا رئة كيف كنا سنستخلص الأوكسجين من الهواء ونطرد ثانى أوكسيد الكاربون
    لو أنك أنت السؤل عن نبضات قلبك وتنظيم الشهيق والزفير هل كنت ستنام
    الى غير ذلك من النعم التى لايمكن أن نحصيها مهما عددناها
    فاذا كان كل ذلك لا يسمى رحمة بنا وعناية بنا فما هى الرحمة اذا وما هى العناية اذا ؟؟؟
    أما أننا بالعقول لانحتاج الى الرسالات فالأربعة عناصر التى ذكرتها فى الموضوع الأساسى لهذا الشريط وهى الرحمة والهداية والألوهية والحكمة هم قول العقل بأننا نحتاج الى الرسالات
    وأضف عليها كل هذا الاختلاف لبنى ادم يدل على أن العقل وحده غير كافى فى الهداية الى الطريق الصواب فى الحياة بل هو مفتقر الى شرع يبين له الحق من الباطل
    وأما مسألة الهموم والمشاكل فهى بعلم الله وارادته لأنه لا يقع فى ملكه الا ما أراد وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا لا يناقض الرحمة لأن الله موصوف بالرحمة والحكمة بدون تناقض فى اوصافه سبحانه ولكن الحكمة لا تعرفها الا اذا رأيت الصورة كاملة ونحن هنا فى جزء من الصورة وهى الحياة الدنيا وهناك باقى للصورة فى الآخرة فلكى ندرك الصورة كاملة يجب الرؤيا الكاملة وهذه تحصل بالشرع الذى يخبرنا عن الآخرة ويبين لنا أن هذه الدنيا ليست قرار ونهاية بل هى دار ابتلاء وتمحيص واختبار ويبين لنا جزاء أنعم أهل الأرض من الكفار عندما يغمس غمسة واحدة فى جهنم فيخرج وهو يقسم بعزة الله أنه ما رأى نعيما قط فى حياته
    ويبين لنا الشرع جزاء أبأس أهل الأرض من المؤمنين حين يغمس غمسة واحدة فى الجنة فيخرج وهو يقسم بعزة الله أنه ما رأى بؤسا قط
    والله المستعان
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  6. #6

    افتراضي

    يرفع
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  7. #7

    افتراضي

    يرفع
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  8. #8

    افتراضي

    يرفع
    {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
    وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
    وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أيهما أفضل لمعرفة الله -هل طريق العقل أم طريق الرسل
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-20-2017, 07:32 AM
  2. مقطع يقطع الاحشاء نسئل الله الكريم من فضله
    بواسطة فدائى مرتقب في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2013, 03:32 PM
  3. إعلان: بشهادة دارون...لا تلازم بين نقصان العقل والإيمان بوجود الخالق.
    بواسطة عبدالله الشهري في المنتدى عبدالله الشهري
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-28-2011, 10:38 PM
  4. إعلان: بشهادة دارون...لا تلازم بين نقصان العقل والإيمان بوجود الخالق.
    بواسطة عبدالله الشهري في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-28-2011, 10:38 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء