ونحن نقول أن مجالسة العلماء وجثو الركب عندهم هي الأصل وهي الرضاعة الطبيعية لمن أراد أن يتعلم الأدب والحنان والورع أما إذا لم يمكن فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولا يعني ذلك أن نترك طلب العلم إذا عُدِمَ العلماء أو ندر وجودهم في قطر ما ، فيمكن طلب العلم عبر الأشرطة الصوتية والدروس المفرغة ولا عذر لأحد ولكن يعاب على هذه الطريقة أن تعلم الأدب وتقليد العالم ورضاعة آدابه تكون منتفية أو شبه معدومة ومن جرب عرف وهي أشبه بالرضاعة الصناعية عن طريق القنينة بدون أي حنان من الأم !
ومن صدقت نيته مع الله فإن الله سوف يوفقه ويفتح له أبواب العلم ويسدد قلبه حتى لو اختلف أهل العلم في مسألة ما ولم يدرِ ما الراجح فيها من المرجوح فإن الله سوف ينور بصيرته ويسدد سهامه ويوفقه ليدرك الحق بتلك البصيرة وبتلك النية الحسنة...
Bookmarks