شبهات تطبيق الشريعة اليوم ..
عرض كتاب <
حول تطبيق الشريعة > لأستاذ الجيل الشيخ المفكر :
محمد قطب ..
أولا ً:
ذلك الكتاب هو أحد الكتب التي يجب أن يتم تسليط الضوء عليها الآن بقوة !!!..
ثانيا ً:
هذا المفكر الإسلامي الرباني -
أحسبه والله حسيبه - :
لم يلق من الاهتمام وكتبه : ما يوازي قدره بعد ...!
ومن المُخجل أن احتفت به
السعودية أيما احتفاء عندما أرادت النهوض بالوعي الديني المعاصر منذ ربع القرن الماضي <
أي قبل محاولات المسخ العلماني والليبرالي الحالي في الإعلام والصحف > : فكتب لأبنائها خطة مناهج الوعي الديني آنذاك : في مختلف المراحل الدراسية وحتى الجامعة : في حين
لم يزل الرجل مجهولا ًللملايين في مصر مسقط رأسه !!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولا يسعني هنا إلا أن أ ُقدم أقل أقل القليل عنه ..
وهي نبذة
الويكيبديا الأخيرة لشخصيته عام
2008م :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...82%D8%B7%D8%A8
لن أ ُطيل عليكم لأني سأعرض لكم
مباحث كاملة ًمن كتابه دون تدخل مني ..
ولكني لن أعرضها بترتيبها في الكتاب لغرض ٍفي نفس يعقوب
..
ومباحث الكتاب الستة هي :
1)) هل تنفصل العقيدة عن الشريعة في دين الله ؟!!..
2)) هل لولي الأمر أن يتصرف في أحكام الشريعة بحسب الأحوال ؟!!..
3)) شبهة التطور وعدم ملاءمة الشريعة للأحوال المستجدة في حياة الناس ..
4)) شبهة تعارض أحكام الشريعة مع مقتضيات الحضارة الحديثة :
ووجوب الأخذ بمعايير الحضارة دون الشريعة ..!
5)) شبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود الأقليات غير المسلمة ..
6)) شبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب "الدول العظمى" وضغطها على العالم الإسلامي ..
تعقيب ...
وأقول أنا
أبو حب الله : وكأن الرجل كان ينظر بعين المستقبل
لأحوالنا اليوم !!..
وهذا هو شأن عظماء أمتنا في كل القرون
وجلاء بصيرتهم جزاهم الله عنا خيرا ً..
وقد انتقيت أن أبدأ
بالمبحث الخامس أولا ً:
حيث ستلمسون فيه معي : شمولية وعبقرية الشيخ ما شاء الله في تناول مثل هذه
الشبهات والقضايا المثارة : وكيف يأتي عليها من القواعد : فيهدمها بمعول
المنطق نفسه هدما ً: قبل أن يتحدث عنها
شرعا ً!!!..
وهذا أبلغ في إقامة الحُجة على المخالف لمَن يعلم ..
ولكن قبل عرض
المبحث الخامس له .. وجب عليّ أن أنقل لكم
مقدمته أولا ً:
والتي رغم كتابته لها منذ ما يقارب
العشرين عاما ً(
1411هـ - 1991م) إلا أنكم ستلاحظون معي :
وكأنه يتحدث إلينا
بلسان اليوم !!!..
أعتذر عن الإطالة .. وأترككم مع كلام هذا الرجل الفذ ...
-------
----------
مقدمة الطبعة الثانية ..
<
وبعد الإقبال الشديد على الطبعة الأولى ونفادها من الأسواق 1991م > ....
بسم الله الرحمن الرحيم ...
{
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
منذ فترة وجيزة كنت أكتب
مقدمة الطبعة الأولى من هذا الكتاب، وها أنذا اليوم أقدّم للطبعة الثانية، وهذا فضل من الله واسع، أحمد الله عليه، وأطلب منه المزيد من العون، والمزيد من التوفيق.
إن
الإقبال على قراءة هذا الكتاب وأمثاله
له دلالة واضحة عندي، هي أن موضوع تطبيق الشريعة
أصبح محل اهتمام متزايد لدى عدد متزايد من الناس –
ومـن الشباب خاصة - وذلك دليل لا شك فيه.
ولا يغيب عن البال بطبيعة الحال أن التطبيق
الفعلي للشريعة
يستلزم تهيئة الأمة لهذا الأمر العظيم حتى تكون على
مستواه، وتحمل
تبعاته، وتؤدي
دورها فيه، وأول خطوات هذه التهيئة هي
بناء القاعدة الصلبة التي أشرت إليها في التعقيب الأخير في آخر الكتاب، وقلت أنها
المهمة العاجلة للدعاة اليوم، وبينت في غير موضع من كتب سابقة أنها يجب أن تكون على
مستوىً من القوة والصلابة والتجرد لله، والاستعداد
للبذل في سبيل الله،
ونفاذ البصيرة وسعة النظرة، بحيث تمثل الإسلام في
نقائه، وتحمل التبعة الجسيمة وتتحرك بها بخطى ثابتة في خضم الأحداث...
ولكن مما لا شك فيه في ذات الوقت، أن تزايد الاهتمام بقضية الشريعة لدى العدد المتزايد من الناس -
والشباب خاصة - هو
علامة مضيئة على الطريق، توحي بأن
الخير قادم، وأننا
على الطريق...
والله المسئول أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه...
محمد قطب ..
-----
---------
مقدمة الطبعة الأولى ...
كلما ذ ُكر
تطبيق الشريعة تعالت من هنا ومن هناك
صيحات منكرة، تستنكر الأمر
وتستهوله، وكأنما تطبيق الشريعة
كارثة ستحل بديار المسلمين، أو كأنما التفكير في هذا الأمر
خبل لا يصدر عن عاقل!
الآن؟ في
القرن العشرين؟ وبعد كل ما حدث في العالم
من تطور؟ وبعد أن أصبح العالم بفعل وسائل الاتصال الحديثة
كالقرية الصغيرة، لا مجال فيه
لاتخاذ زي يخالف أزياء الآخرين؟!
تريدون أن
نشذ وحدنا عن الناس؟! تريدون أن ترجعوا بنا
إلى الوراء؟ أو توقفوا
عجلة التطور؟!
أم تريدون أن
نعتزل العالم كله ونتقوقع على أنفسنا؟ وفيم هذا
العناء كله؟ وما الذي يلجئنا إلى هذا
الطريق الوعر؟
ألكي نكون مسلمين؟ أولا يكفي نطق "
لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، ليجعلنا مسلمين؟!
إنكم
تبتدعون في دين الله ما ليس فيه ! فالإسلام يَثْبُتُ بنطق الشهادتين،
أما قضية الشريعة فهي من الأمور المتغيرة التي يتصرف فيها ولي الأمر بحسب رؤيته لمقتضى الأحوال! والأحوال الآن
لا تسمح كما هو واضح لكل ذي عينين!
وهل نسيتم
الأقليات؟ كيف نطبق الشريعة
وفي بلادنا أقليات لا تدين بالإسلام؟
وهل نسيتم الدول "
العظمى!" وموقفها من الإسلام؟ وبالذات موقفها من
تطبيق الشريعة؟ هل بنا طاقة -
ونحن المستضعفين في الأرض - نواجه بها الدول "
العظمى"؟!
إن التفكير في تطبيق الشريعة في
الوقت الحاضر تفكير "
غير مسئول"! ينادي به قوم
لا يعيشون بعقولهم في الواقع التاريخي المحيط بهم! أما "
العقلاء" "
المسئولون" فإنهم يستنكفون أن يفكروا على هذا النحو، ويجابهون الواقع بحكمة وروية، ونظرة "
واقعية" إلى الأمور!
فكذلك تتعالى الصيحات
كلما ذكر تطبيق الشريعة!
وإنها لصيحات
المنهزمين في دخيلة أنفسهم، والذين
أكل الغزو الفكري عقولهم وأرواحهم، وجعلهم مسخا مشوها
لا يصلح لشيء!
{
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
وقد شرحنا في غير هذا الكتاب : الأسباب التي أدت بالمسلمين إلى
تقبل الغزو الفكري، وجعلت هذا الغزو ينتشر في أفكار "
المثقفين" خاصة، الذين ربيت عقولهم ونفوسهم
ليكونوا أتباعا للغرب، يرددون
أفكاره، ويتحدثون
بلسانه، ويرون الأمور
بمنظاره، ويكونون هم
خليفته في الأرض الإسلامية حين
تضطره الظروف أن
يسحب عساكره التي أخضع بها من قبل بلاد المسلمين،
فتستمر التبعية دون أن يرى الناس العساكر الخفية التي تخضع بلادهم للنفوذ الغربي!
ولن نتعرض في هذه العجالة للأسباب التي أنتجت ذلك
المسخ المشوه في الأرض الإسلامية، ومسئولية الأمة الإسلامية نفسها عما أصابها على يد أعدائها، حين
نسيت رسالتها ونكلت عن أدائها، إنما نتناول هنا في إيجاز شديد -
وموضوعية كذلك - أهم الأفكار التي
يشوشون بها على الناس، ليوحوا إليهم أن تطبيق الشريعة
أمر لا يمكن تحقيقه اليوم ! بل
لا يجوز تحقيقه حتى إن كان في حيز الإمكان! فضلا عن كونه أمرا
لا ضرورة له ولا موجب، طالما أن إسلامنا متحقق بنطق "
لا إله إلا الله"!
وقد ناقشت بادئ ذي بدء قضية
العقيدة والشريعة، وهل هما
منفصلتان في دين الله ؟!.. بحيث نستطيع أن نكون مسلمين
بمعزل عن تطبيق الشريعة؟ وقضية
حرية ولي الأمر في تعطيل شريعة الله أو تعديلها أو إبدالها. ثم ناقشت شبهة
تعارض تطبيق الشريعة مع مقتضى التطور، وتعارض أحكام الشريعة ذاتها مع
مقتضيات الحضارة الحديثة، وشبهة
عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود الأقليات في العالم الإسلامي، وعدم إمكان تطبيقها بسبب موقف الدول "
العظمى" من الإسلام.
وأرجو من الله أن يكون في هذه العجالة غناء، وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
{
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
محمَّد قطبْ ...
يُـتبع إن شاء الله بعد قليل
بالمبحث الخامس الذي اخترته وهو :
5)) شبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة بسبب وجود الأقليات غير المسلمة ..
Bookmarks