صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 94

الموضوع: من يثبت لي نبوة محمد ؟ -حوار الدكتور حاتم مع القلم الحر

  1. #31

    افتراضي

    شكرا عزيزي القلم الحر
    لقد قرأت ردودك بإمعان ...
    وتعقيبي عليها أؤجله إلى حين ،لأنني كما تعلم مرتبط في منتدى اللادينيين بمناظرة/محاورة مع الزميل المحترم القبطان في شأن الألحاد والأيمان ،وقد وضع زميلي مداخلته منذ ثلاثة أيام ، لذا سأحاول إكمال هذه المناظرة في حدود الخمسة أيام المقبلة ،لأتفرغ

    لك

    ....

    وللأستاذ الحداد أيضا

    وأرجو أن تتقبل وافر تحياتي وتقديري

  2. #32

    افتراضي

    اتمنى لك التوفيق اخى حاتم فى حوارك مع القبطان و حوارك هنا
    و لو نجحت هنا فى اثبات نبوة محمد كما نجحت هناك فى نظرى فى اثبات وجود البارى ,ساسميك : "شيخ الاسلام "

    و لدى اضافة فى انتظار تعقيبك حول مسالة الثراء اللغوى الذى اشرت الى وجوده فى القران ,فهناك ما قد يعكر على ذلك و هو استعمال القران لالفاظ اعجمية كثيرة .

    و للفائدة هذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم :

    أباريق: فارسية. الابريق معناه طريق الماء، أو صب الماء على هينة -
    أبّ: هو الحشيش بلغة أهل الغرب - ابلعى ماءك: بالحبشية اى ازدرديه؛ اشربى بلغة الهند - اخلد: أخلد الى الأرض: ركن بالعبرية - الأرائك: السرر بالحبشية - إذ قال ابراهيم لأبيه آزر : قد يكون علماً. وقد يكون غير علم، وهى بلغتهم: آزرًُ، يا مخطئ - أسباط: بالعبرية كالقبائل بلغة العرب - استبرق: الديباج الغليظ بلغة العجم - أسفار: الكتب، بالسريانية. أو بالنبطية - إصرى: عهدى، بالنبطية - أكواب: أكواز، بالنبطية؛ وانها جرار ليست لها عرى – إل : اسم الله تعالى بالنبطية- أليم: موجع، بالزنجية، أو بالعبرانية – إناه: نضجه، بلسان أهل المغرب؛ بلغة البربر – حميم آن: هو الذى انتهى حره بها، بلغة البربر - من عين آنية: اى حارة بها، بلغة البربر - أوّاه: الموقن، بلسان الحبشة؛ أو الرحيم؛ الدعاء، بالعبرية - أوّاب: المسبح، بلسان الحبشة – أوّبى معه: سبحى، بلسان الحبشة - الجاهلية الأولى ؛ فى المكة الآخرة : بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة: الأولى؛ والأولى: الآخرة - بطائنها: ظواهرها بالقبطية. وقوله " بطائنها من استبرق" جمع لغتين أجنبيتين - كيل بعير: اى كيل حمار بالعبرية؛ والبعير كل ما يحمل عليه - بيع: البيعة والكنيسة جعلها بعض العلماء فارسيتين تنّور: فارسى معرّب - وليتبروا تتبيرا: تبره، بالنبطية - فناداها من تحتها : اى بطنها، بالنبطية - الجبْت: الشيطان، بالحبشية - جهنم: قيل عجمية؛ وقيل فارسية؛ وقيل عبرانية. أصلها كهنام – حرم: وجب بالحبشية - حصب جهنم: حطب جهنم بالزنجية - وقولوا: حطة: معناه قولوا: صواباً، بلغتهم العبرية - وحواريون: غسالون بالنبطية. وأصله: هوارى - حوب: إثم بلغة الحبشة - دارست (درست): معناه قارأت (قرأت) بلغة اليهود - درى: المضىء بالحبشية - دينار: بالفارسية - راعنا: سب بلغة اليهود (الأصل السريانى: رعنا اى أرعن) - ربانيون: عبرانية أو سريانية (ومعناها العلماء) - ربيون: سريانية - الرحمان: عبرانى، وأصله بالخاء المعجمة - الرس : عجمى، ومعناه البئر - الرقيم: اللوح بالرومية؛ وقيل الكتاب بها ؛ أو الدواة بها - رمزاً: من المعرّب، وهو تحريك الشفتين بالعبرية - واترك البحر رهواً : سهلاً بلغة النبط؛ ساكناً بالسريانية - الروم: هو أعجمى، اسم لهذا الجيل من الناس - زنجبيل: فارسى - السجل: بلغة الحبشة الرجل؛ السجل: الكتاب، فارسى معرب - بحجارة من سجيل : بالفارسية، أولها حجارة وآخرها طين - سجين: غير عربى - سرادق: فارسى معرب، وأصله " سرادر" وهو الدهليز. والصواب انه بالفارسية " سرابرده" أى ستر الدار - سرياً: نهراً بالسريانية؛ بالنبطية؛ باليونانية - سفرة: قراء بالنبطية - سقر: أعجمية - وادخلوا الباب سجداً : اى مقنّعى الرؤوس بالسريانية - سَكَراً: الخلّ، بلسان الحبشة. (أصله: شكر بالعبرية اى المسكر) - سلسبيل: عجمى - سندس: رقيق الديباج بالفارسية؛ وهو معرب؛ وقيل بالهندية – والفيا سيدها لدى الباب: اى زوجها، بلسان القبط؛ " ولا أعرفها بلغة العرب" - طور سينين: الحسن، بلسان الحبشة. (انه قلب لاسم سيناء، جبل موسى) - سيناء: الحسن بالنبطية (علم لجبل موسى) شطر المسجد: تلقاءَه بلسان الحبش - شهر: انه بالسريانية - الصراط: الطريق بلغة الروم - فصرهنّ: فشققهن بالنبطية؛ قطعهن بالرومية - صلوات: بالعبرانية كنائس اليهود؛ وأصلها "صْلوتا" بالسريانية - طه: يا رجل، بالنبطية، أو بالحبشية - الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية - طفق: قصداً بالرومية - طوبى: اسم الجنة بالحبشية؛ وقيل بالهندية - الطور: الجبل بالسريانية، وقيل بالنبطية - طوى: معرب معناه ليلاً؛ وقيل هو رجل بالعبرانية - عبدت بنى اسرائيل: معناه قتلت بلغة النبط - جنات عدن: جنات الكروم، وأعناب بالسريانية؛ وقيل بالرومية - العَرِم: بالحبشية هى المسنات التى تجمع فيها الماء، ثم ينبثق - غساق: البارد المنتن بلسان الترك؛ المنتن بالطحارية - غيض: نقص بلغة الحبشة - فردوس: بستان بالرومية؛ وقيل الكرم بالنبطية وأصله فرداساً - فوم: الحنطة بالعبرية - قراطيس: القرطاس أصله غير عربى - القسط: العدل بالرومية - قسطاس: العدل بالرومية؛ الميزان بلغة الروم - قسورة: الأسد بالحبشية - قِطّنا: كتابنا بالنبطية - قفل: فارسى معرب - القملّ: الدبا، بلسان العبرية والسريانية، " لا أعرفة فى لغة أحد من العرب" - قنطار: انه بالرومية اثنتاعشر ألف وقية؛ بالسريانية ملء جلد ثور ذهباً أو فضة؛ بلغة البربر ألف مثقال؛ ثمانية آلاف مثقال بلسان أهل افريقية - القيوم: لا ينام بالسريانية - كافور: فارسى معرب - كفر عنّا: امحُ عنا، بالنبطية أو بالعبرانية - كفلين: ضعفين بالحبشية - كنز: فارسى معرب - كوّرت: غوّرت بالفارسية - ليْنة: نخلة. " قال الكلبى: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب" - متكأ: بلسان الحبش الترنج. وقيل هو أعجمى - مرجان: أعجمى - مسك: فارسى - مشكاة: الكوّة بلغة الحبشة - مقاليد: مفاتيح بالفارسية. والاقليد والمقليد فارسى معرب - كتاب مرقوم: مكتوب بالعبرية - مزجاة: قليلة، بلسان العجم؛ وقيل بلسان القبط - ملكوت: الملك بلسان النبط. (وأصله بالسريانية ملكوتاً) - مناص: فرار بالنبطية - منسأة: العصا بلسان الحبشة - السماء مُنفطر به : ممتلئة به بلسان الحبشة - المُهْل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب؛ وقيل بلغة البربر - ناشئة الليل: قيام الليل بالحبشة – نَ: فارسى أصله " أنون" ومعناه: اصنع ما شئت - هدنا: تبنا بالعبرانية - هود: اليهود، أعجمى - يمشون على الأرض هونا: حكماء بالسريانية، وقيل بالعبرانية - هيتَ لك: هلم لك، بالقبطية؛ وقيل بالسريانية؛ وقيل بالحورانية؛ وقيل بالعبرانية وأصله: " هيتلج" اى تعالَ - وراء: أمام بالنبطية، وهى غير عربية - وردة: غير عربية - وزر: الحبل والملجأ بالنبطية – الياقوت: فارسى - لن يحور: لن يرجع، بلغة الحبشة - يسن: يا إنسان بالحبشية؛ وقيل: يا رجل بالحبشية - يصدون. يضجّون بالحبشية - يصهر: ينضج بلسان أهل المغرب - اليمّ: البحر بالسريانية، وقيل بالقبطية - اليهود: أعجمى معرّب، منسوبون الى يهوذا بن يعقوب، بإهمال الدال.


    و يقول الاب الحداد فى ذلك :

    "نيّف ومائة كلمة أعجمية دخلت القرآن.

    منها ما هو معّرب لأنه لا بديل به فى العربية مثل دينار، ديباج، استبرق، سجيل، الخ. عربوه فاستعرب ودخل الفصحى.

    ولكن منها ما هو دخيل ، تستغنى عنه العربية بأفصح منه، كقوله:
    " ابلعى ماءَك" : اشربى
    " أسفار" : كتب
    " إصْرى" عهدى؛
    " إناه" : نضجه
    " من عين آنية" : حارة
    " أوّبى معه" : سبحى
    " الجبْت" : الشيطان
    " حصب" : حطب
    " حوب" : اثم
    " درى" : مضىء
    " الرس" : البئر
    " الرقيم" : الكتاب
    " مرقوم" : مكتوب
    " طه" : يا رجل
    " يسن" : يا إنسان
    " غسّاق" : المنتن
    " فوم" : حنطة
    " قسورة" : الأسد - وكم له من مرادفات فى العربية!
    - " لينة" : نخلة
    "مشكاة" : كوّة
    " منسأة" : عصا
    " ناشئة الليل" : قيام الليل
    " لن يحور" : لن يرجع
    " يصدون" : يضجون
    " يصهر" : ينضج؛ الخ...

    ومنها ما يشوش المعنى بحرفه العربى، كقوله: " الجاهلية الأولى" الى الآخرة؛ " عبدت بنى اسرائيل" : قتلت؟! " دخلوا الباب سجّداً اى مقنّعى الرؤوس؛ " فناداها من تحتها" : اى من بطنها! " وقولوا: حِطه" اى صواباً؛ " سكراً ورزقاً حسناً " اى مسكراً ورزقاً حسناً؛ " فوم" : الحنطة ؛ " قطناً" : كتابنا! " كفرعنا" أو " كفّر عنهم" : محا - فالله تعالى يمحو الإثم ولا يكفّر عنه! " كيل بعير" اى حمار! الخ ...

    ومنها ما يزال مستغلقاً لا يُعلم تأويله، مثل سجّين، حَنان، أبّ ...

    والنتائج من هذا الواقع القرآنى أنه أدخل تعابير أعجمية كان بغنى عنها فى العربية. وهذا الكلِم الدخيل ليس من الفصاحة العربية فى شىء."
    التعديل الأخير تم 12-12-2004 الساعة 02:24 AM

  3. #33

    افتراضي

    الزميل المحترم القلم الحر
    كنت قد أخبرتك بتأجيل ردي على الأقل خمسة أيام ،حتى أكمل حواري الزميل القبطان ،لكنني لحد الآن لم أكتب أكتب في الرد عليه سوى ثلاث فقرات .. وأحتاج إلى أن أتعقب مداخلتيه الأثنتين بالقراءة والتدقيق والتعليق ، ومداخلته تقارب في حجمها كتيبا صغيرا .. ومشاغل الحياة تشغلنا ...
    لذا سأتابع معك الحوار لأنه من غير اللائق أن أجعلك تنتظر أكثر ...
    ---------------------------------------------------------------------------
    بما أن ردودك كانت منفصلة إلى مجموعة مداخلات مجزأة ،فسألتزم بنفس الطريقة وأجزء تعقيبي .. فهذا أسهل لنا نحن الأثنين ، كما أنه أسهل بالنسبة للقارئ ،فأنت تعلم أن المداخلات الطويلة متعبة لكاتبها ولقارئها معا.
    سأحاول الآن وقبل مغادرة النت أن أعقب على مداخلتين اثنتين من مداخلاتك ،بادئا بالبداية..
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  4. #34

    افتراضي توضيح

    قبل التعليق على تعقيب الزميل القلم الحر ، أريد أن أوضح له وللقارئ ما يلي :
    ما هو تصوري لنبوة محمد ؟
    وكيف أستدل على كون القرآن وحيا وليس من إبداع بشر؟
    خلال بحثي في الاعجاز القرآني اعترضني سؤال :
    إن القرآن الكريم تحدى العرب بأن يأتوا بسورة من مثله.
    فسر الأعجاز إذن موجود في السورة ، وليس في آية أو بضع كلمات منها.

    عندما نراجع السور سنلاحظ أنها متفاوتة في الطول ولهذا نجد تقسيما لسور القرآن إلى أربعة أقسام السبع الطوال ، والمئين ، ثم المثاني ، فالمفصل ،فما هو السر الأعجازي الذي يكمن في سورة من سور المفصل ، كسورة الأخلاص مثلا أو سورة الكافرون أو غيرها من السور القصار ؟ ما هو الاعجاز الكامن فيها الذي يعجز الفكر البشري عن الأتيان بمثله؟؟هل هو مجرد إعجاز بلاغي يكمن في الاسلوب ؟
    شخصيا أنا لا أعتقد بأن سر إعجاز القرآن هو مجرد إعجاز أسلوبي شكلي . ليس لأن أسلوب القرآن غير بليغ . بل كل دارس للغة العربية ومتذوق لجمالياتها ، يدرك أن الأسلوب القرآني فريد من نوعه وبليغ .
    تلك حقيقة لا يماري فيها إلا واحد من اثنين : جاحد مغرض ، أو جاهل لا يعرف اللغة و لا خبرة له بأنماط الكلام وطرائقه.
    لكن كما أسلفت القول لست مقتنعا بكون الأعجاز محصورا في الأسلوب . بل ثمة إعجاز دلالي يتمثل في المعنى.

    فتساءلت ما هو هذا المعنى الذي يتمثل فيه الأعجاز ؟
    هل هو ما يقوله بعض المفكرين المعاصرين في باب الأعجاز العلمي ؟؟
    ليس الأمر كذلك ، لأن التحدي قام على سورة واحدة . وسور كثيرة ليس فيها إعجازبمدلوله العلمي .
    إذن ينبغي أن نبحث عن معنى حاضر في مختلف السور .


    بناء على هذا الاقتناع انطلقت في التفكير والقراءة في أبحاث الأعجاز فوصلت إلى التمييز التالي :
    هناك مظاهر إعجاز عديدة تتفرق في القرآن ، بعضها يحضر في سور ويغيب في أخرى.
    لكن إلى جانب هذه الوجوه الأعجازية هناك حقيقة الأعجاز الحاضرة في كل سورة على حدة.

    هذا هو تصوري باختصار ...
    وأعرف أن الموضوع طويل وشائك ومن الصعب اختزاله في محاورة ،خاصة مع قلة الوقت وكثرة المشاغل ..

    لكن قبل طرق الموضوع عليك نظمت مسار المحاورة في ذهني وفق التريتيب التالي :
    أبدأ أولا بالإعتراضات على الفرضية القائلة بكون محمد هو مؤلف القرآن.
    وقد قدمت من قبل ثمان اعتراضات.
    ثم أنتقل إلى بحث وجوه الأعجاز..
    وبعدها أطرق موضوع حقيقة الأعجاز الموجود في كل سورة على حدة مهما كان قصرها. وهي حقيقة تتعلق بمسألة فكرية ومعرفية وليست مسألة أسلوبية بلاغية،سأوضحها عندما نصل في سياق الحوار إليها.
    وما نظمته على هذا النحو هو تعبير عن تصور أنا مقتنع به معرفيا ،أريد أن أطرحه عليك وفق هذا الترتيب ، ولك كامل الحرية في أن تقبل أفكاري أو ترفضها .

    وقد بدأت مداخلتي السابقة باختبار فرضية كون القرآن الكريم من تأليف محمد ،فطرحت ثمانية اعتراضات عليها.
    فلننظر الآن ماذا كان ردك عليها؟
    التعديل الأخير تم 12-16-2004 الساعة 08:30 AM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  5. #35

    افتراضي

    قلت في مداخلتي الاولى أنه قبل أن نأتي إلى أدلة نبوة محمد يجب أن نتأمل في أدلة الشك في نبوته.
    ومن ثم فكل ما سأفعل هو أنني لن أنطلق من كون محمد نبيا ، ولا من كون القرآن من عند الله. بل سأنطلق من منطلق معكوس تماما ،أي من الفرضية التي يتبناها زميلي ،بمعنى أن القرآن ليس من عند الله ، وأن محمدا هو مؤلفه ، وبالتالي فهو نبي كاذب لا نبي صادق مرسل.
    وقدمت ضد هذه الفرضية ثمانية اعتراضات ،
    ألخص الاعتراض الأول قبل التأمل في تعقيب زميلي القلم الحر عليه:



    لفترض أن القرآن من عند محمد ومن نتاج تأليفه ويراعه الأدبي . فالمطلب الأول هو أن نجد في النص القرآني حضورا لشخصية محمد ومشاعره .
    لماذا ؟؟؟
    لأن القرآن ليس نص فزياء ولا نص رياضيات يغرق في الرموز والمعادلات ، بل هو نص يتحدث عن مشاعرواعتقادات وحوادث ونظم مجتمعية . ومثل هذا النوع من النصوص لابد أن نجد فيها ملامح مؤلفها.
    أي من المفروض أن نجد بصمات محمد في القرآن .

    من بين الأسباب المشككة في فرضية كون القرآن من محمد أن نص القرآن الذي ينقل لنا حوادث واقعية عاشها محمد أو عاشها المحيطون به "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ..." نجده وياللغرابة ! تغيب منه الحوادث المفروض أن تحضر بقوة فيه إذا كان محمد هو مؤلف القرآن ، وذلك مثل :
    اللحظات الصعبة التي مر بها في حياته كلحظة موت زوجته خديجة. حيث لا نجد أي ذكر لهذا الحدث في القرآن ، ولا حتى بضع كلمات يبث فيها محمد حزنه عليها ، وهوالذي كان مرهف الحس ، وهو الذي حتى بعد سنوات طوال بعد موتها كان يذكرها فتدمع عيناه!!

    هل يستطيع شاعر أو أديب أ ن يتجاهل ذاتيته ؟؟؟

    كيف لا نجد ولو ذكرا واحدا لحوادث أخرى كان لابد أن تحضر لأنها أثرت فيه واستدرت الدمع من عينه مثل موت أبنائه الذكور واحدا تلو آخر. وخاصة إبنه إبراهيم الذي احتضر بين يديه ، وتوفي وهو بين ذراعيه ينظر إليه ؟؟
    كيف تغيب مثل هذه اللحظات العصيبة من نص القرآن ،ونحن نعلم أن محمد لم يكن رجلا جلفا يخفي شعوره ومشاعره بل كان يفخر بإظهار هذه المشاعر والتعبيرعنها ؟؟؟

    محمد كان يحب زورجته خديجة وزوجته عائشة ، ،لكننا لا نجد في القرأن سورة باسميهما ،في حين نجد اسم مريم يتكرر في القرآن 44 مرة ،بل ثمة سورة كاملة باسم مريم!!! كما لانجد ذكرا لأسم فاطمة ولا الحسن والحسين مع شديد حبه لهم؟؟

    ...................

    هذا هو اعتراضي الأول على فرضية أن القرآن من تأليف محمد فماذا كان تعقيب زميلي القلم الحر ؟

    رد قائلا :

    اعتقد انه على وفق فرضية ان محمدا هو مؤلف القران فلا شك ان محمدا يدرك انه لا يؤلف خواطر شخصية بل كتاب يقدمه للناس على انه خطاب الله لهم لهدايتهم ., و لا شك انه اذكى من ان يضع فى كتاب كهذا نصوصا تتناول مشاعره الخاصة نحو زوجاته و ابنائه.
    والحقيقة أن هذا التعقيب لا يطعن في قيمة الاعتراض التي مهدت به ،ذلك لأن هذا الغياب الملحوظ لذاتية النبي _صلعم _ أمر مؤكد ،وتعليله الصحيح هو كون القرآن ليس من تأليف محمد. أما التفسير الذي قدمه زميلي بكون محمد رجل ذكي ولم يكن ليضع حياته الشخصية في سياق القرآن فهو ليس اعتراضا قويا ، لأنه كان بإمكان محمد أن يعبر عن مشاعره وحياته مع تضمين هذه الحوادث موجهات ونصائح ومواعظ بل وحتى تشريعات .تجعل حضور هذه الحوادث في القرآن أمرا جد مقبول.
    فما الذي منعه من ذلك ؟؟
    أرى أن التفسير المعقول لما سبق هو أن ننسب كتاب القرآن إلى غير محمد مادمنا لا نجد فيه البصمات النفسية لشخصية محمد.

    ثم ختم بالقول :

    و على اى حال اعتقد ان الاخ الكريم يوافقنى فى ان هذه النقطة لا ترقى الى ان تكون برهانا نقنع او نفحم به من يرتاب فى نبوة محمد.
    نعم هذا صحيح .
    وقد كان هذا واضحا منذ أولى مداخلتي حيث قلت :
    وما سبق هو مجرد تأمل في ظاهرة النص القرآني ومقاربتها بإمعان التفكير في الفرضية القائلة بكونه من تأليف محمد.
    وقد بينت لك قبل قليل تصوري لمبحث النبوة ومنهجي في التفكير فيه. فما نحن فيه الآن هو مجرد اعتراضات على فرضية النبوة وليس بحثا في حقيقة الأعجاز.التي سنؤجلها إلى حين.
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  6. #36

    افتراضي

    الاعتراض الثاني على فرضية كون القرآن من تأليف محمد صغته بناء على حادث الأفك :
    حيث قلت أنه لو كان القرآن من تأليف محمد لأسرع بإنزال آيات تبرئة سيدتنا عائشة في ذات اليوم ، ولم يكن ليترك الأشاعة الخسيسية تنتشر وتفعل فعلها في النفوس ،ويتأذى بها نفسيا أشذ الأذاية.وتعلم أن أقسى ما يمكن أن يمس الرجل هو التشكيك في عرضه وشرفه.
    فكيف يصبر محمد كل تلك الأيام الطوال ينتظر نزول الوحي بالحق في شأن حادث الأفك ، ألم يكن سهلا عليه – والقرآن من تأليفه – أن يسارع إلى تبرئتها ؟!!!


    فلننظر إلى الأجابة التي قدمها زميلي العزيز:


    اذا كان ما لفت انتباه الاخ العزيز مسالة انه لو كان القران من تاليف محمد فلماذا لم ينزل برائتها فى ذات اليوم
    فما حيرنى هو : اذا كان القران من عند الله و محمد نبيه فلماذا لم يبين الله براءة السيدة عائشة فى ذات اليوم ؟!الم يكن يعلم براءتها لماذا اذن لم يظهر براءتها و تاخر ذلك ؟

    وأرى أن قوله هذا كاف بحد ذاته للدلالة على العجز في رد هذا الاعتراض ،لأنه يقفز على الأشكال و لايواجهه.
    وأوضح :
    إن الفرضية التي نختبرها الآن هو كون القرآن من تأليف محمد. ويعلم محمد أن المدينة تؤمن به ، وتصدق كون القرآن من عند الله.
    ثم حدثت حادثة الأفك ، وقام المنافقون بصياغتها وحبكها ونشرها بين الناس ، بل قام بعض المسلمين بتناقل الحكاية وبلغ الأمر إلى محمد ، وتأذى نفسيا من الخبر . ولم يكن من موقفه إلأ انتظار خبر السماء وتمني نزول آيات تبرئها.
    فانتظر ، وانتظر ، وانتظر ...
    ثم جاء خبر السماء .
    لنفترض أنه مؤلف القرآن ! لماذا كل هذا الانتظار ؟
    هل فعل ذلك من أجل أن يثبت للناس أن القرآن ليس من تأليفه بل هو وحي لا يتنزل بإرادته هو ؟
    لقد بينا أن المدينة كانت مسلمة له ولدينه ولم يكن بحاجة أن يؤذي نفسه كل هذه الاذاية ويطيل الانتظار.

    ثم لنتأمل جيدا تعليق الزميل القلم الحر :
    فما حيرنى هو : اذا كان القران من عند الله و محمد نبيه فلماذا لم يبين الله براءة السيدة عائشة فى ذات اليوم ؟!الم يكن يعلم براءتها لماذا اذن لم يظهر براءتها و تاخر ذلك ؟
    لقد تبين لنا هنا من هذا النقاش الموجز فقط بعض حكمة تأخر نزول آيات الأفك . ففي هذا التأخر فوائد عديدة منها أنه يكشف لنا عن مصدرية هذا القرآن ،أي أنه ليس من نسج محمد وتأليفه. ثم ثانيا لقد كان في حادث الأفك تربية للجماعة المسلمة ، وثالثا تحذير من خطر الأشاعات الكاذبة ...
    ثم مسألة أخرى أراها في بداية كلام الزميل القلم ، وهي قوله : "فما حيرني هو "
    أجل أنا في حواري هذا أريد لك هذه الحيرة ، وهي بداية معاودة التفكير في رأيك الذي تتبناه اليوم وهو أن القرآن من إبداع محمد .. وإذا كان أرسطو يقول "الدهشة بداية التفلسف " فإنني أستعير من عبارته وأقول لك "إن بداية حيرتك مدخل منهجي ضروري للتفكير في الفكرة التي تتبناها اليوم _أي فكرة أن القرآن من تأليف محمد- وتأكد أنك لو أعطيت نفسك فرصة للتفكير النقدي في هذه الفكرة ،وتحليت بالشجاعة في التشكيك فيها كما شككت في نبوة محمد ،فإنك على الأقل ستكون عادلا مع نفسك في إخضاع المسألتين معا (أي مسألة نبوة محمد ومسألة عدم نبونته) لتفكير نقدي صارم .

    يتبع
    التعديل الأخير تم 12-17-2004 الساعة 12:23 AM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  7. #37

    افتراضي

    استئذن الاخ الفاضل فى مداخلة عابرة ..



    وأرى أن قوله هذا كاف بحد ذاته للدلالة على العجز في رد هذا الاعتراض ،لأنه يقفز على الأشكال و لايواجهه.
    ليست المسالة مسالة عجز بل لم احرص على رد الاشكال لانه ليس برهانا قاطعا و مع ذلك اعتبرته شاهدا بالفعل على ان القران ليس من تاليف محمد :
    هذه ليست براهين مقنعة و مفحمة بل لا تعدو ان تكون شواهد يستانس بها المؤمن بنبوة محمد ليزداد ايمانا لكنها غير كافية لتاسيس هذا الايمان عند من يرتاب فى نبوة محمد .
    و قد طرحت ردا مباشرا قد يقال, و لم تتعقبه :
    و لم يكن معتادا ان تتناول ايات القران الفصل فى مسائل زوجية خاصة كهذه حتى يقال لو كان من تاليفه لانزل ايات تبرئها فى ذات اليوم
    و قد يقال انه لا يلزم من كون محمد مؤلف القران ان ينزل ايات تبرىء فورا اى زوجة تتهم من زوجاته فقد اتهمت مارية ام ابراهيم ايضا و لم تنزل ايات تبرئها اصلا .

    و كان لدى رد اخر قد يقال و هو انه يحتمل ان سبب تاخر نزول ايات التبرئة ان النبى كان يشك بالفعل فى براءتها و كان محتارا بين امرين : ان يطلقها كما نصحه البعض , او يعلن تبرئة الوحى لها , و عندما حسم شكه و حيرته و قرر تبرئتها نزلت الايات .هذا رد سمعته بالفعل من شخص غير مسلم حاورته من قبل فى المسالة .


    و ارجو اخى الكريم ان تتعقب كل ما اورده , فقد لاحظت انك لم تعقب على قولى :
    و لا يجب ان يعبر عن مشاعره تلك فى هذا الكتاب بل يكفى ان يعبر عنها فى احاديثه التى اعطاها القران قدسية و حجية و فى الاحاديث المنسوبة اليه ما تتجلى فيه : مشاعر حبه لخديجة حتى انه بشرها بالجنة , و حبه لفاطمة حتى انه جعلها سيدة نساء اهل الجنة , و حبه لعائشة , و حبه لسبطيه اللذين جعلهما سيدا شياب اهل الجنة .

    و قد شوقتنى الى الاطلاع على رايك المفصل فى اعجاز القران فعجل به بارك الله فيك .

    و دمتم موفقين .
    التعديل الأخير تم 12-17-2004 الساعة 07:06 AM

  8. #38

    افتراضي

    قبل الاستمرار في التعقيب تفضل الزميل العزيز القلم الحر باستدراك وتوضيح وطلب رد ا، فلابأس من التعقيب عليه .

    كتب القلم الحر
    و مع ذلك فقد طرحت ردا مباشرا قد يقال, و لم تتعقبه :

    إقتباس:
    و لم يكن معتادا ان تتناول ايات القران الفصل فى مسائل زوجية خاصة كهذه حتى يقال لو كان من تاليفه لانزل ايات تبرئها فى ذات اليوم
    في الحقيقة أراني قد تعقبت هذا القول وأجبت عليه ،إنما لم أورده بالنص اختصارا .
    أما التعقيب فقد حصل عندما قلت :

    كتب حاتم3

    كان بإمكان محمد أن يعبر عن مشاعره وحياته مع تضمين هذه الحوادث موجهات ونصائح ومواعظ بل وحتى تشريعات .تجعل حضور هذه الحوادث في القرآن أمرا جد مقبول.
    بمعنى أن آيات القرآن كان بإمكانها تناول الحياة الشخصية في لحظاتها الهامة وتضمين هذا التناول بتوجيهات تشريعية ومواعظ أخلاقية ،خاصة وأن القرآن لم يقتصر على موضوع الألوهية بل تناول قضايا الأسرة والأجتماع ...

    إذن فقد عقبت على الفكرة التي تفضلت بعرضها.

    أما قولك زميلي العزيز :
    و كان لدى رد احجمت عن طرحه حتى لا يساء فهمه و نحن نتحدث فى مسالة حساسة كاتهام النبى فى عرضه , و هو انه يحتمل ان سبب تاخر نزول ايات التبرئة ان النبى كان يشك بالفعل فى براءتها و كان محتارا بين امرين : ان يطلقها كما نصحه البعض , او يعلن تبرئة الوحى لها , و عندما حسم حيرته و قرر تبرئتها نزلت الايات .هذا رد سمعته بالفعل من شخص غير مسلم حاورته من قبل فى المسالة .
    فلا بأس من تأمل هذا الاعتراض الجديد.
    وهو عند التأمل لا يستقيم كاعتراض على قولي السابق، ودعني أوضح :
    لنفترض أن محمدا كان لديه شك في عائشة...تعلم ولا شك أن حادث الأفك كان مؤلما لنفسيته ، وتعلم ولاشك أن أقسى ما يمكن أن يمس الانسان هو مسه في عرضه وشرفه.خاصة في بيئة عربية كانت فكرة العرض والشرف تذهب بالنفوس مذهبا حتى يصل الأمر بالآباء إلى وأد بناتهم وهم أحياء اتقاء لخطر تعرضهن لما يمس شرفهن .. لذا لو كنت في مكانك واعتقدت باعتقادك لما فكرت بالطريقة التي فكرت بها.. حيث كنت سأقول :لو كان في محمد حيرة لأنزل آيات تبرئتها في ذات اليوم ،حتى يحرر شرفه وعرضه من قالة السوء ،ثم يتحرى من بعد ما شاء أن يتحرى ، ويطلقها بعد ذلك لو شاء سواء ثبت لديه وقوع الفعل -حاشا سيدتنا عائشة أن تكون فاعلة لذلك -أو لم يثبت له.

    ثم ثالثا أوافقك على أنني لم أتعقب فكرة أخرى بالرد وهي قولك :

    و ارجو اخى الكريم ان تتعقب كل ما اورده , فقد لاحظت انك لم تعقب على قولى :

    إقتباس:
    و لا يجب ان يعبر عن مشاعره تلك فى هذا الكتاب بل يكفى ان يعبر عنها فى احاديثه التى اعطاها القران قدسية و حجية و فى الاحاديث المنسوبة اليه ما تتجلى فيه : مشاعر حبه لخديجة حتى انه بشرها بالجنة , و حبه لفاطمة حتى انه جعلها سيدة نساء اهل الجنة , و حبه لعائشة , و حبه لسبطيه اللذين جعلهما سيدا شياب اهل الجنة .
    أجل هذه فكرة لم أعقب عليها .. وذلك لأنني كنت أتناول القضية في عمومها بما يسمح به الوقت ،لكن ما دمت كررتها لا بأس من التعقيب :
    إن تبشير هؤلاء بالجنة لايدل على المحاباة. وقد كان من الممكن أن يقبل العقل بفكرة المحاباة لو كانت سير هؤلاء - خديجة ، عائشة،الحسن والحسين رضوان الله عليهم- فيها ما يناقض الاسلام ،أو أنهم لم يخدموه بما يجعلهم يستحقون التبشير بالجنة ، ولكن العكس هو الصحيح فحياتهم وأعمالهم هي بذاتها دليل على نبوة محمد -صلعم- فخديجة كانت نعم الدعم لرسالة النبي ، واستحملت في سبيل ذلك مخاطر ..وعائشة رضي الله عنها كانت مصدرا علميا للفقه بالاسلام - أقول هذا في عبارة موجزة لأنني أظن أنها كافية اللهم إلا إذا كنت متأثرا بالفكر الشيعي فعندها يكون ما سبق فاحة موضوع جديد يحتاج إلى أكثر من مقال- أما سبطي النبي الحسن والحسين فيكفي مراجعة حياتهما ليتبين جهادهما وجليل أعمالها ، حتى انتهى الأمر بالحسين - رضي الله عنه وأرضاه -إلى أن يقطع رأسه ، وفي سيرة الحسن -رضي الله عنه وأرضاه- ما يكفي للدلالة على حكمته وجليل أعماله ،فقد كان بحكمته عاصما لدماء المسلمين ، وسببا في وحدتهم.

    هذا عن النقطة التي لم أجبك عنها ...
    ثم عذرا عن العبارة التي سطرتها في مداخلتي السابقة
    وأرى أن قوله هذا كاف بحد ذاته للدلالة على العجز في رد هذا الاعتراض ،لأنه يقفز على الأشكال و لايواجهه.
    حيث كان من الأليق أن أنتقي عبارة مؤدبة تفيد ذات المعنى دون وسمك بالعجز..


    وتقبل تحياتي
    التعديل الأخير تم 12-17-2004 الساعة 07:24 AM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  9. #39

    افتراضي

    شكرا اخى الكريم على ردك و ليس لدى ما اعلق به على ما ذكرت بل اترك الحكم للقارىء سيما و انا معترف بان ما تفضلت به يعتبر شاهد على ان القران ليس من تاليف محمد ,لكنه ليس برهانا مفحما على انه من عند الله .

    و حتى تتم الفائدة ارجو ان تناقش ايضا هذه النقطة :

    و قد يقال انه لا يلزم من كون محمد مؤلف القران ان ينزل ايات تبرىء فورا اى زوجة تتهم من زوجاته فقد اتهمت مارية ام ابراهيم ايضا و لم تنزل ايات تبرئها اصلا .

    و كما اتفقنا ساحاول استقصاء كل الاشكالات التى قد تقال حول اى مسالة تحتج بها .

    و تقبل تحياتى
    التعديل الأخير تم 12-17-2004 الساعة 08:15 AM

  10. #40

    افتراضي

    كتب الزميل القلم الحر
    و حتى تتم الفائدة ارجو ان تناقش ايضا هذه النقطة :



    و قد يقال انه لا يلزم من كون محمد مؤلف القران ان ينزل ايات تبرىء فورا اى زوجة تتهم من زوجاته فقد اتهمت مارية ام ابراهيم ايضا و لم تنزل ايات تبرئها اصلا .


    بالنسبة لخبر اتهام مارية فليس لدي في ذهني معلومات موسعة تستحق حسمه ، إنما كنت قد قرأت قديما مقالة في الموضوع خلاصتها أن خبر اتهام مارية وما يلحقه من أمر النبي -صلعم- عليا بقتل المتهم ثم تبين كذب الخبر ، هو ليس بالحديث القوي إسنادا ، نعم إنه مروي في صحيح مسلم ،لكنه خبر آحاد ،فيه اضطراب.(أقول هذا من عفو الذاكرة ولا يسمح الوقت للتحقق من الأمر . )

    صحيح ستجد عند الشيعة تشبثا غريبا بهذا الخبر - خبر اتهام مارية القبطية- حيث يقطعون بصحته.
    لكنك كنت شيعيا يوما حسب ما ذكرت ، ولذا فأنت تعلم أن الشيعة سيعضون بالنواجذ على هذا الحديث لأنه هو مدخلهم الوحيد في تفسير آيات الأفك المنزلة في القرآن ،حيث يرون أن الشخصية المتهمة بالأفك هي مارية وليست عائشة .
    لكن كما أسلفت القول هذه معلوماتي في الموضوع وليست كثيرة ،وكان بالأمكان أن نخصص للموضوع وقتا لبحثه لو كان له تعلق مباشر بحديثنا عن نبوة محمد- صلعم-.

    لكن رغم ما سبق دعني أفكر في اعتراضك قليلا ...
    تقول عزيزي القلم
    و قد يقال انه لا يلزم من كون محمد مؤلف القران ان ينزل ايات تبرىء فورا اى زوجة تتهم من زوجاته فقد اتهمت مارية ام ابراهيم ايضا و لم تنزل ايات تبرئها اصلا .
    لا أعتقد أن هذا القول يسمح بالاعتراض على الفكرةالتي عبرت عنها في شأن حادث الأفك وعدم الأسراع بنزول آيات التبرئة.
    لماذا .؟
    لأن الاستدلال بحادث مارية على فرض صحته يسقط ،فلم تنزل آيات تبرئها لأنه لم يكن ثمة داع لها ،فقد بعث النبي عليا في ذات اليوم وتحقق من استحالة حدوث الحدث - بعدما رأى ما رأى من القبطي -. فالأمر إذن لم يحتج نزول آيات للتبرئة.

    ثم أحييك على قولك
    شكرا اخى الكريم على ردك و ليس لدى ما اعلق به على ما ذكرت بل اترك الحكم للقارىء سيما و انا معترف بان ما تفضلت به يعتبر شاهد على ان القران ليس من تاليف محمد
    فهو دال على ما تتحلى به من جميل الخصال من أدب وموضوعية في الحوار.
    كما أتفق معك فيما عقبت به أيضا :
    لكنه ليس برهانا مفحما على انه من عند الله .
    فبالفعل لم أقدم فيما سبق برهانا إنما كما أسلفت بالقول في أولى مداخلتي إن ما أقدمه خلال هذه الفترة من حوارنا هو محاولة للتفكير في فرضيةكون القرآن من تأليف محمد ، وسأعترض على هذه الفرضية باعتراضات تساعدنا في اختبارها لنرى هل لهذه الفرضية مصداقية وقوة استدلالية ، أم لا . وقد أخذ يتأكد لك كون القرآن ليس من تأليف محمد أو على الأقل أخذت تشك في فرضية أنه من تأليفه. وهذا جيد في تقديري لأنه سيكون مساعدا لي ولك على أن نعمق التفكير في المعطيات التالية التي سنطرحها أنا وأنت. ولا أتصور محاورتنا مناظرة في طرف منتصر وأخر منهزم ،بل محاورتنا هي تحاور أخوين يريدان الحقيقة. فلنساعد بعضنا بعضا لسلوك هذا الطريق. وتأكد أنك عندما ستعترض علي بدليل أراه مفحما فإنني سأسارع إلى مصارحتك بعجزي عن رده، ولن أجد خجلا ولا حرجا من قول ذلك.
    تحياتي وإلى الغد إن شاء الله
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  11. #41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم3
    دعني أفكر في اعتراضك قليلا ...

    لا أعتقد أن هذا القول يسمح بالاعتراض على الفكرةالتي عبرت عنها في شأن حادث الأفك وعدم الأسراع بنزول آيات التبرئة.
    لماذا .؟
    لأن الاستدلال بحادث مارية على فرض صحته يسقط ،فلم تنزل آيات تبرئها لأنه لم يكن ثمة داع لها ،فقد بعث النبي عليا في ذات اليوم وتحقق من استحالة حدوث الحدث - بعدما رأى ما رأى من القبطي -. فالأمر إذن لم يحتج نزول آيات للتبرئة.
    اعتقد انه ليس صحيحا ان اثبات براءة مارية حصل فى نفس يوم اتهامها فلم تذكر الرواية ذلك بل ظاهر منها انه مضت مدة على اتهامها كافية ليكثر القول عليها فى ذلك كما يظهر من قول الراوى :"أكثر علي مارية أم إبراهيم ابن النبي صلي الله عليه و سلم في قبطي ابن عم لها كان يزروها"
    و كما سبق قد يقال ان عدم نزول ايات تبرئها مع ذلك يضعف الاحتجاج بتاخر نزول ايات النور لتبرئة عائشة ,فعدم نزول ايات تبرىء مارية - مع ان اتهامها بذلك لا يختلف عن اتهام عائشة - يدل على انه لا يجب ان كان محمد مؤلف القران ان تنزل ايات تبرىء عائشة فضلا ان يجب ان تنزل فورا


    و سوف انتظر حتى يتم الاخ الكريم جميع تعقيباته ثم اعقب بعد ذلك .
    التعديل الأخير تم 12-18-2004 الساعة 04:52 AM

  12. #42

    افتراضي

    وقفة أخرى في شأن مارية
    لنفترض أن الحادث المتعلق بمارية القبطية تأخر أو أسرع في كشف كذبه..ليس هذا هو موضوع الاستدلال ،إن موضوع الاستدلال هو أن القرآن ليس من تأليف محمد ولذا لا نجد فيه بصمة شخصيته ، وحوادث كثيرة في حياته وقعت وكانت مؤثرة فى نفسيته ولم يتنزل في شأنها قرآنا أو تأخر ، مثل تأخر نزول براءة سيدتنا عائشة في حادث الأفك..
    ولذا فكون القرآن لم ينزل لتبرئة مارية فهو دليل وليس طعنا في الدليل ،فلو كان محمد هو مؤلف القرآن لما استثنى ما أشاعه أعداؤه في شأن مارية. بل بالعكس إن إشاعات كهذه مؤلمة مؤذية له ، وكان من المفروض أن يتعقبها كلها بآيات تكذبها لو كان هو المؤلف.

    ولأتابع مداخلتك الأصلية بالتعقيب
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  13. #43

    افتراضي

    ماهي الفكرة الرابعة التي طرحتها أنا وماذا كان تعقيب زميلي المحترم القلم الحر ؟

    قبل عرضهما أقول إن تعقيب زميلي يحمل في قسم منه مفارقة واضحة وهي أنه بدل أن يعترض وينتقد فكرتي كان يدعمها ويعطيها دليلا تلو دليل .
    لكي يتضح الأمر جيدا نحتاج إلى تلخيص فكرتي أولا ،ثم استحضار تعقيب زميلي ثانيا ،قبل أن أحلل تعقيبه وأوضح مفارقته :

    ألخص الفكرة ..
    قلت في مداخلتي :

    إن بنية النص القرآني تثير غرابة من حيث الثراء اللغوي .فهو كتاب معدود الصفحات ، بل لا يتجاوز في القطع المتوسط خمسمئة صفحة. لكن رغم صغر حجمه فإنك لو قارنته بأي كتاب عربي حتى لو بلغت صفحاته مئات الألوف ستجد القرآن يمتاز عليه بكونه أثرى كتاب من حيث اللغة.ثم استحضرت إحصاء معجميا لألفاظ القرآن للدكتور علي حلمي موسى الذي قام بتجربة حسابية رقمية على جذور الألفاظ القرآنية.وقارن بين جذور للألفاظ الواردة في نص القرآن مع جذور الكلمات الواردة في أكبر وأوسع معاجم اللغة العربية واختار منها الثلاثة الكبار أي "تاج العروس" للزبيدي و"لسان العرب" لابن منظور و"الصحاح" للجوهري ..
    فكانت النتيجة (أنظر مداخلتي للتفصيل ) أن القرآن الكريم استعمل أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية .
    ثم تساءلت :
    على ماذا يدل هذا الثراء اللغوي؟؟؟
    هناك دلالة نفسية ينبغي الانتباه إليها ، وهي تتعلق بتعلم اللغة واستعمالها. فأنت حتى لو علمت كل ألفاظ اللغة لن تستطيع في كلامك وكتابتك استعمالها كلها. إذ نعلم جميعا أن كل كاتب له معجم حاضر ذهنيا ، ويتمظهر في تعبيراته المكتوبة والملفوظة. وكل كاتب حتى ولو كان يعرف جميع دلالات ألفاظ العربية لن يستطيع بشكل تلقائي استعمالها كلها أو استعمال هذا المقدار الهائل الذي استخدمه القرآن ، ولو كتب ألف مجلد ،بل حتى ولو كتب مليون مجلد . وهذه آلية سيكولوجية معروفة في ما يسمى عند تشومسكي بنظرية "الكفاءة اللغوية".
    فأي أديب مهما بلغ ثراؤه اللغوي واقتداره في التعبير لن يستخدم في الغالب أكثر من 5% من أصول كلمات اللغة ولو كتب كما سبق أن قلت آلاف المجلدات، فما معنى أن يستعمل النص القرآني أكثر من ثلث الكلمات العربية ؟
    كيف ينفرد محمد بأن يتفوق على غيره من الكتاب فينسج نصا يحتمل بين دفتيه كل هذا الثراء اللغوي ؟؟؟؟؟

    بل العجيب في الأمر أن هذا الثراء غير موجود حتى في أحاديثه التي صدرت منه رغم أن حجم وعدد أحاديثه أكبر من حجم القرآن !!
    ألا يدل هذا على أن هذا النص الفريد الموجود بين دفتين لم يأت من محمد ؟!!! أو أنه غير بشري ما دام أن البشر / الكتاب في كتاباتهم لا يستعملون سوى 5في المئة من معجم لغاتهم.

    ماذا كان تعقيب زميلي القلم الحر ،
    لنقرأ:


    بل يدل فحسب على نبوغ محمد البلاغى , و كافة المسلمين يعتقدون انه افصح من نطق بالضاد .و ربما حصل نحو هذا الثراء اللغوى فى كلام غيره , و لعل هناك من يجد فى كتاب " نهج البلاغة " مثلا ثراءا لغوى مشابه ..
    في قوله السابق فكرتين :
    أولا فصاحة محمد
    ثانيا ربما يوجد كتاب آخر.
    بالنسبة للفصاحة أقول : إنها ليست سبب الثراء اللغوي ، وحتى عند علماء اللسانيات لا نجد الفصاحة مساوية للقدرة على استخدام أكبر عدد من الألفاظ والجذور اللغوية. بل لعل افتعال الإكثار من الجذور اللغوية وتعدد الألفاظ يؤدي إلى الإخلال بالفصاحة وليس العكس.
    ثم إن محمدا في استعماله هذا نجده مخالفا لنصوص أحاديثه فكيف تفسر مثل هذه الظاهرة الفريدة؟؟؟؟؟؟
    أما عن قولكم
    "ربما حصل نحو هذا الثراء اللغوى فى كلام غيره ..."
    فأقول :
    هذا مما يحتاج ليكون ردا أن تزول عنه ربما هذه ،فيصبح دليلا يدفع اعتراضا لا احتمالا معلقا على مجرد تخمين.
    أما عن قولكم عن كتاب نهج البلاغة المنسوب إلى علي ،فهو كتاب فيه فصاحة لكن ليس فيه مثل هذا المقدار الغريب من الأكتناز للغة وجذورها. فلا يصلح بالتالي دليلا لرد فكرتي.


    ثم انتقل إلى مسألة أخرى حيث قال :

    لكن ماذا عن الثراء فى المضمون و المعلومات ؟

    ان من الظواهر الملفته فى القران ذلك التكرار المفرط العجيب , مع ان المفترض فى كتاب الهى ان يتناول معانى لا تحصى كثرة تعبر عن علم رب العالمين و ان يقدم معلومات اكثر بكثير من تلك المعلومات المحدودة التى يقدمها القران و التى يكرر للاسف بعضها بشكل عجيب منفر كأنه لا يجد اهم منها يضيفه

    حتى بالغ البعض و قالوا : انه لو حذف هذا التكرار لما بقى من المصحف الا كراسة !
    ثم رجع زميلي إلى كتاب القس يوسف حداد :

    و كما يقول الاستاذ يوسف الحداد :
    "تعليم التوحيد الخالص، للايمان باللّه واليوم الآخر، فهو تعليم واحد : " قلْ : إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا للّه مثنى وفرادى " (سبأ 46)؛ " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ ن وحي اليه أنه لا إله الاّ أنا فاعبدون " (الأنبياء 25)؛ " قلْ : إنما أنا بشر مثلكم، يُ و حى إليَّ أنما الهكم إله واحد " (الكهف 110)؛ " قلْ: انما أنا بشر مثلكم، يوحى اليَّ أنما الهكم إله واحد " (فصلت 6). وهذا التعليم الواحد في التوحيد تصريح واحد، ببعض فروق لفظية في التعبير.
    فهل تكرار ذلك مراراً في السورة الواحدة، وعلى الدوام في سورة كلها، من الاعجاز في التنزيل والتعليم، والاعجاز في البلاغة والبيان ؟
    ألفت نظر زميلي المحترم القلم الحر إلى اختلال واضح في كلام القس ،فهذا الذي زعمه تكرارا في تقرير الوحدانية بذات العبارات هو أمر من الطبيعي أن يثير حنق قس مهووس بفكرة الثالوث ،يحسد القرآن على وضوح عقيدته وتماسك فكرة الوحدانية فيه، ولكنه لا ينبغي أن يغمض بصيرة شخص كان مسلما مثل زميلي عن حقيقة وقيمة هذا التكرار ،الذي يؤكد به القرآن الكريم وحدة العقيدة في رسالات الأنبياء. فلو أنه عبر عن هذه الوحدة بألفاظ مغايرة لدخل الناس مدخل التأويل الفاسد وقالوا ما قاله بعض المفكرين مثل أوجست كونت وغيره من أن الناس لم يصلوا إلى الوحدانية إلا بعد أن تطور مستواهم الفكري وارتقى من التعدد إلى التثنية . وهي النظرية الخاطئة التي انزلق فيها الأستاذ العقاد في كتابه "الله". إن القرآن هنا يؤكد أن وحدانية الله كانت هي عقيدة كل الأنبياء على اختلاف أزمنتهم. ومن الدقة في ضبط الفكرة عبر القرآن عن وحدة العقيدة بنفس العبارة.
    فالأمر ليس تكرارا ،بل هو تعيين حقيقة.

    ثم لننتقل مع زميلي القلم الحر إلى فقرة أخرى استحضرها من القس :
    والتكرار المكشوف هو في براهين التوحيد :
    فقد جمعها في قوله " والهكم إله واحد، لا أله إلأّ هو، الرحمن الرحيم. إن في 1) خلق السماوات والأرض 2) واختلاف الليل والنهار 3) والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس 4) وما أنزل اللّه من السماء من ماء، فاحيا به الأرض بعد موتها 5) وبثّ فيها من كل دابة 6) وتصريف الرياح 7) والسحاب المسخّر بين السماء والأرض – لآيات لقوم يعقلون " (البقرة 163: 164).

    نلاحظ أنها براهين الحس والوجدان الديني، لا براهين العقل والمنطق : فالعقل والعلم يفسّران هذه المشاهد الكونية بدون لجوء الى اللّه سبحانه تعالى، وان كان العلة الأولى وراءَ ها جميعا. لكنها بحدّ ذاتها لا برهان فيها على وجود اللّه أو على توحيده. وليس في القرآن من براهين العقل والمنطق سوى قوله : " لو كان فيهما آلهة الأّ اللّه لفسدتا " (الانبياء 22) ويسمى برهان التمانع؛ وقوله : " ما اتخذ اللّه من ولد، وما كان معه من إله : إذن لذهب كل اله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض " (المؤمنون 91). ويسمى برهان التسليم والامتناع وقوله أيضاً : " قل لو كان معه آلهة، كما يقولون، أذاً لا بتغوا الى ذي العرش سبيلاً " (الأسراء 42). لذلك " زعم الجاحظ ان المذهب الكلامي لا يوجد منه شيء في القرآن " .
    وتلك البراهين الوجدانية القائمة على مشاهد الكون، في آي القرآن، هي البراهين السبعة التي يكررها في كل سورة، وفي سور القرآن كله :

    1) خلق السماوات والأرض، هذا برهان متواتر تقريباً في كل سورة وبلفظ واحد : " وهو الذي خلق السماوات والأرض " (6: 73؛ 11: 7؛ 57: 4) ؛ " واللّه الذي خلق السماوات والأرض " (7: 54؛ 10: 3؛ 14: 32؛ 32: 4)؛ " خلق اللّه السماوات والأرض بالحق " (14: 19؛ 16: 3؛ 39: 5؛ 64: 3)؛ " خلق اللّه السماوات والأرض بالحق " (29: 44 ؛ 45 : 22 )؛ "من خلق السماوات والأرض"؟ (29 : 61 ؛ 31: 25 ؛ 39: 38 ؛ 43 : 9 ) " وما خلقنا السماوات والأرض … .. " (15: 85؛ 44: 38؛ 46: 3)؛ " خلقنا السماء والأرض " (21: 16؛ 38: 27). إنه اعلان متواتر بلفظ واحد ومعنى واحد، ولكن لا يستغله جدلاً. فهل هذا التكرار من الاعجاز ؟

    2) اختلاف الليل والنهار (2: 164؛ 3: 190؛ 45: 5)؛ " وله اختلاف الليل والنهار (23: 80)؛ (إن في اختلاف الليل والنهار " (10: 6). وهذا برهان أيضاً متواتر بحرفه الواحد، فما النكتة البيانية في تكراره بالحرف الواحد ؟

    3 ) والفلك تجري في البحر " هو أيضاً برهان متواتر : " ولتجري الفلك بأمره " (30: 46)؛ " لتجري الفلك فيه " (45: 12)؛ " وعلى الفلك تُحملون " (23: 22؛ 40: 80)؛ " حملنا ذريتهم في الفلك " (36: 41) "وجعل لكم من الفلك" (43: 12) "وسخر لكم الفلك" (14: 32)؛ " وترى الفلك مواخر فيه " (16: 14)؛ " الذي يُزجي لكم الفلك " (17: 66)؛ " والفلك تجري في البحر " (22؛ 65) "إن الفلك تجرى فى البحر" (31: 31) "وترى الفلك فيه مواخر" (35: 12). هذا برهان بدائي لقوم بدائيين، يدهشون من جري الخشب على الماء. فكيف بهم اذ يرون الطائرات تمشي في الهواء، والصواريخ تغزو الفضاء ؟ لكن كيف يصح أن يكون برهانا على التوحيد لقوم يعقلون ؟

    4 ) أنزل من السماء ماء (2: 22؛ 41: 11؛ 6: 99؛ 13: 17؛ 14: 32؛ 16: 10 و 65 ؛ 20 : 53؛ 22: 63؛ 35: 27؛ 39: 21؛ 10: 24؛ 18: 45؛
    15: 22؛ 23: 18؛ 25: 48؛ 31 : 10؛ 29: 63؛ 30: 24؛ 15: 22؛ 23: 18) – هذا غيض من فيض. وهل تنزيل المطر من السماء معجزة الهية تدل على وجود اللّه وعلى توحيده ؟

    5 ) " وبث فيها من كل دابة " (2: 164؛ 31: 10) ؛ " وما بث فيهما من دابة " (42: 29 )؛ " و ما يبث من دابة " (45: 4). برهان متواتر بالحرف الواحد والمعنى الواحد. وهل في خلق الدواب والشجر من برهان على توحيد اللّه ؟

    6 ) " وتصريف الرياح " : " اللّه الذي يرسل الرياح " (30: 48)؛ " واللّه الذي ارسل الرياح " (35: 9)؛ " ومن آياته ان يرسل الرياح " ( 30: 46)؛ " ومَن يرسل الرياح " (27: 63)؛ " وهو الذي أرسل الرياح " ( 25: 48)؛ " وهو الذي يرسل الرياح " (7: 56)؛ " وتصريف الرياح آيات " (45: 40). هذا أيضاً برهان متواتر بالحرف الواحد على توحيد اللّه. وهل فيه برهان لقوم يعلمون ؟

    7 ) " والسحاب المسّخر بين السماء والأرض " (2: 164) ؛ " وينشىء السحاب " (13: 12)؛ " ارسل الرياح فتثير سحاباً " (35: 9)؛ (يرسل الرياح فتثير سحاباً " (30: 48)؛ " إن اللّه يُزجي سحاباً " (24: 43). هذا أيضاً برهان متواتر على توحيد اللّه. فهل اللّه هو الذي يخلق السحاب بمعجزة ؟ وهل في ذلك برهان لقوم يعقلون ؟

    تلك هي براهين التوحيد في القرآن. إنها أقرب الى الشعر منه الى البرهنة. وهي تملأ سور القرآن. فهل في تكرارها بالحرف الواحد والمعنى الواحد، تقريباً، اعجاز في البلاغة والبيان ؟
    وأرى أن كلامه هذا هو أيضا فيه تجني على الحقيقة. ونحن لا نستغرب هذا التجني من قس ،لكن ما قد يستغرب هو أن يلتمس شخص الحقيقة من فم العدو. فهذا القس يتجاهل ما قرره علماء ومنهم مستشرقون من كون القرآن ينفرد عن كتب الديانات جميعها بطرحه موضوع الألوهية أمام الأستدلال وتحفيز العقل للتفكير فيها. بينما لا نجد في الأنجيل ولو نصا واحدا فيه استدلال على وجود الله ، ولا في التوراة أيضا. وقد أشرت إلى ذلك في مقالاتي التي نشرتها في منتدى اللادينيين في موضوع الألحاد ،يمكن الرجوع إليها هناك.أما عن طبيعة الأدلة القرآنية فقد امتازت بقدر من التنويع والثراء ما جعلها تشمل جميع أنماط البراهين ، حتى أدق براهين الأولهية مثل البرهان الأنطلوجي الذي بسطه الفيلسوف أنسلم وبونافنتورا ، ثم ها هو الآن في الفكر الفلسفي المعاصر نرى الفيلسوف الألماني سيفرت يؤسسه من مدخل فينومينلوجي ، بل ويقول كتابه الأشهر "الله كبرهان على وجود الله :إعادة تأسيس فينومينولوجي للبرهان الأنطلوجي " :"إن فلسفة إلهية كالتي عالجناها في هذا الكتاب قد تكون بالفعل أقرب إلى الأسلام منه إلى المسيحية" ص26 من الترجمة العربية أفريقيا الشرق 2001. ومن المعلوم أن الكتاب كله استدلال على وجود الله دون استحضار لفكرة الثالوث رغم أن صاحبه فيلسوف مسيحي ، وفيه توكيد على أن أكمل تصور للألوهية هو التصور الذي يقدمه الأسلام وليس المسيحية ...
    لكن عموما ليس هذا مقام التفصيل في براهين وجود الله في القرآن..

    ثم استحضر زميلي من كتاب القس مواضع لتكرار القصص القرآني ،وحكاية التكرار هذه عندي عليها تعليق أورده فيما بعد ،بعد أن أختم هذه المداخلة بتوضيح المفارقة التي أشرت إليها سابقا:

    كانت الفكرة هي أن بنية النص القرآني تثير غرابة من حيث الثراء اللغوي .فهو كتاب معدود الصفحات ، بل لا يتجاوز في القطع المتوسط خمسمئة صفحة. لكن رغم صغر حجمه فإنك لو قارنته بأي كتاب عربي حتى لو بلغت صفحاته مئات الألوف ستجد القرآن يمتاز عليه بكونه أثرى كتاب من حيث اللغة.
    فماذا كان رد زميلي :
    رد بكون القرآن فيه تكرار !!!
    وهنا أقول : بدل أن يكون هذا الرد نقدا لفكرتي جاء دعما لها.فعندما نقول إن القرآن استعمل ثلاثين في المئة من الجذور الثلاثية العربية ، فنحن لانحسب إلا جذرا واحدا ونسقط عدد تكراره.
    مثال :
    لو قلت لك إحسب لي عدد كلمات سورة الرحمان- دون تكرار -.. ستجد أن عددها رقما ،لكن لنفترض أن السورة بدلت عبارة فبأي آلاء ربكما تكذبان ، التي تكررت 33مرة ،بكملمات أخرى ، ما ذا سيحصل ؟
    لاشك أن عدد ألفاظ السورة سيزداد.بعد أن استبدلنا المكرر بألفاظ جديدة.
    وهكذا يكون التكرار تقليلا من الثراء اللغوي وليس زيادة له.
    ومن ثم فقولك بالتكرار الملحوظ في القران ينفع أن يكون من مقدمات الدليل لا من مناقضاته،
    لاحظ كيف سأضمن اعتراضك بفكرة التكرار في فقرتيي الأولى الذي جئت أنت للتعقيب عليها :
    إن بنية النص القرآني تثير غرابة من حيث الثراء اللغوي .فهو كتاب معدود الصفحات ، بل لا يتجاوز في القطع المتوسط خمسمئة صفحة.بل فيه عبارات عديدة مكرر بذات ألفاظها، ومع ذلك فهو أغنى كتاب لغوي ، فكيف لو لم يكرر تلك الألفاظ واستبدلها بأخرى جديدة.إذن فالتكرار بدل أن يكون نقدا للفكرة كان دعما لها.

    هذا فيما يخص تكرار ألفاظ في القرآن ،أما عن تكرار الموضوعات فعندي في شأنه أفرده بشكل مستقل
    التعديل الأخير تم 12-18-2004 الساعة 11:13 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  14. #44

    افتراضي

    ما سبق هو رد على التكرار في الألفاظ ، وأضيف هنا كلمة قبل الرد على تكرا ر في الموضوعات الذي ركز عليها القس يوسف حداد ،فأقول :
    إن التكرار في اللفظ هو مما يجعل العبارة مستثقلة ، ويجعل القول والخطاب يهبط عن مرتبة القول البليغ إلى القول المستثقل ، بل أحيانا إن تكرار لفظين فقط يجعل قول القائل يهبط عن مرتبة القول البليغ إلى القول المستثقل .

    لاحظ عبارتي السابقة كانت مقبولة قبل تكرارها ،بل ربما يجعلها البعض بليغة ،لكن بمجرد حصول التكرار مجها الذوق اللغوي واستثقلاها أيما استثقال.

    لذا فالذي يكرر اللفظ أو لفظين في فقرة أو عبارة ، فإنه يغامر أيما مغامرة في مباراة الفصاحة وفصيح الكلام ، ويحتاج الأمر إلى أن يكون ماهرا أيما مهارة لكي يكرر اللفظ دون سقوط في الاخلال بالفصاحة.

    وقد أجمع البلغاء على أن القرآن كلام بليغ جميل في سبكه. لكن مما يزيده فرادة أنه استعمل التكرار في اللفظ - الذي هو أخطر ما يمكن أن يمس الكلام في بلاغته وفصاحته -فاستقام له من هذا التكرار كلام جميل أخاذ.
    ويكفي هنا أن أشير إلى سورة الرحمان التي تكررت فيها عبارة "فبأي آلاء ربكما تكذبان" إحدى وثلاثين مرة!!!!!! وسورة المرسلات التي تكررت فيها عبارة "ويل يومئذ للمكذبين" - لم أحسب عدد التكرار بالضبط -
    لكن رغم كثرة هذا التكرار جاءت السورتان في تناسق نغمي ودلالي بديع.

    أما عن التكرار في الموضوعات والتي استحضر في شأنها الزميل المحترم القلم الحر فقرات من كتاب القس يوسف درة حداد الذي قال :


    التكرار في القصص القرآني

    جاءَ في (الاتقان 2: 68 ): " قال بعضهم : ذكر اللّه موسى في مائة وعشرين موضعاً من كتابه؛ وقال ابن العربي : ذكر اللّه قصة نوح في خمس وعشرين آية؛ وقصة موسى في تسعين آية " .

    وفي كتاب (تفصيل موضوعات القرآن، في الآيات المتوافقة) للسيد محمد عبد اللّه الجزار، باب قيم يذكر فيه " آ ي ات النظائر " في القصص القرآني :

    1 ) " آدم – ذكر في عشر سور. وذكر في ثلاث سور منها بآيات ليست لها نظائر … . أما آ ي ات النظائر فهي : البقرة 34 – 39؛ الاعراف 11- 24؛ الحجر 28- 44؛ الاسراء 61- 65؛ الكهف 50؛ طه 116 – 124؛ ص 71 – 85 " – فتلك آيات النظائر في سبع سور.

    2 ) " آيات النظائر في نوح : باب دعوته ومجادلته لقومه : الاعراف 59 – 64؛ هود 25 – 34؛ ثم آيات صنع الفلك والطوفان : المؤمنون 27 الى آخره؛ الشعراء 105 – 120 – ثم ذكرت قصة نوح مع قومه باختصار وايجاز في سورتي الصافات (75 – 82)والقمر (9- 16) وغيرهما . وبعد ذلك سورة نوح كلها.

    3 ) " آيات النظائر في هود مع قومه عاد : الاعراف 65 – 72؛ هود 50 – 60؛ الشعراء 123 – 140؛ الاحقاف 21 – 25 " – فتلك آيات النظائر في أربع سور.

    4 ) " آيات النظائر في صالح وقومه ثمود : الاعراف 73 – 79؛ هود 61 – 68؛ الحجر 80 – 84؛ الشعراء 141 – 159؛ النمل 45 – 53 " – فتلك آيات النظائر في خمس سور.

    5 ) " ابراهيم – آيات النظائر فيه. باب دعوته ومجادلته لأبيه و ل قومه : الانعام 74 – 81؛ الأنبياء 51 – 70؛ مريم 41 – 48؛ العنكبوت 16 – 25؛ الصافات 83 – 98؛ الزخرف 26 - 28؛ الممتحنة 4- 5؛ البقرة 258 – باب ابراهيم و ضيوفه : هود 69 – 76 ؛ الحجر 51 – 60 ؛ الذاريات 24 – 37 – باب ابراهيم والبيت: البقرة 125 و 127 ؛ ابراهيم 37؛ الحج 26 – 29 " . فتلك آيات النظائر في ابراهيم في ثماني سور، ثم في ثلاث، ثم في ثلاث.

    6) " لوط – آيات النظائر فيه : الاعراف 80 – 84؛ هود 77 – 83؛ الحجر 61 – 74؛ الشعراء 160 – 175؛ النمل 54 – 58؛ العنكبوت 28 – 34؛ القمر 33 – 39 " – تلك آيات النظائر في سبع سور.

    7) " موسى – وفيه أبواب : باب القائه في اليم : طه 37 – 40؛ القصص 7 – 13؛ الشعراء 18 – 19. فتلك ثلاث نظائر – باب بعثته : مريم 52؛ طه 9 – 23؛ القصص

    29 – 32؛ النمل 7 – 12؛ الشعراء 32 – 33؛ النازعات 15 – 16. فتلك ست نظائر – باب دعوته بمصر :الاعراف 103 – 126؛ يونس 75 – 82؛ الاسراء 101 – 102؛ طه 42 – 47 و 56 – 73؛ الشعراء 16 – 17 و 23 – 51؛ النمل 12 – 13؛ القصص 36 – 37؛ غافر 23 – 24؛ الدخان 17 – 21؛ النازعات 17 – 26. فتلك عشر نظائر – باب نجاته بقومه وغرق فرعون : البقرة 49 – 50، يونس 90 – 92؛ طه 77 – 79؛ الشعراء 52 – 66؛ القصص 39 - 40 ؛ الزخرف 55 – 56؛ الدخان 23 – 24 و 30 – 31؛ النازعات 25 – 26؛ الاسراء 103 – 104. فتلك تسع نظائر – باب ارسال موسى بالآيات : الاعراف 103؛ يونس 75؛ هود 96 – 97؛ ابراهيم 5؛ طه 42؛ المؤمنون 45 - 46؛ الفرقان 36؛ الشعراء 15؛ القصص 35؛ غافر 23 - 24. فتلك عشر نظائر - باب اتخاذ قومه العجل : البقرة 51؛ و 54 و 92؛ الاعراف 148 - 150؛ النساء 153؛ طه 85 - 94. فتلك اربع نظائر - باب الاستسقاء وانفجار الاعين: البقرة 60؛ الاعراف 160 - فذلكما موضعان من النظائر - باب ايذاء موسى : الاحزاب 69؛ الصف 5 " – فذلكما موضعان من النظائر " .

    فإذا جمعت النظائر في قصة موسى، رأيت انها تشغل جزءاً كبيراً من القرآن بالمعنى الواحد، ويكاد يكون بالحرف الواحد مع بعض التفنن في التعبير والاسلوب.

    8 ) " شعيب – آيات النظائر فيه : الأعراف 85 – 93؛ هود 84 – 95؛ الشعراء 176- 189؛ العنكبوت 36 – 37 " – فتلك آيات النظائر في شعيب في اربع سور.

    9 ) " داود وسليمان – باب داود والزبور : البقرة 251؛ النساء 163؛ الاسراء 55؛ الأنبياء 105. فتلك اربع نظائر – باب داود وسليمان : الانعام 84؛ الانبياء 78 – 82؛ النمل 15 – 19 – تلك ثلاث – باب سليمان والهدهد : النمل 20 – 22 و 27 – 44.

    10 ) " عيسى و يحيى. التبشير بيحيى آل عمران 38 – 41؛ مريم 2 – 15؛ الانبياء

    89 – 90 – فتلك ثلاث نظائر في مولد يحيى. " باب تأييد عيسى بروح القدس : البقرة 87 و 253. باب تكليم عيسى الناس في المهد، والمجيء بالآيات : آل عمران 45 – 51؛ المائدة 110؛ مريم 29 – 33 – فتلك ثلاث نظائر في مولد عيسى. باب آخرة عيسى : مريم 32؛ آل عمران 55؛ النساء 157 – 158؛ المائدة 116 – 118. باب

    قول عيسى : " إن اللّه ربي وربكم " :مريم 36؛ آل عمران 51؛ المائدة 72؛ الزخرف 64. فتلك أربع نظائر ترد بالحرف الواحد. باب قول الحواريين : " نحن انصار اللّه " : آل عمران 52؛ الصف 14 – موضعان من النظائر. "
    قبل التعقيب أحب أن ألفت انتباه زميلي المحترم وكذا القارئ إلى أمر وهو :
    إننا هنا في سياق حوار بين إخوة داخل منتدى ، ولسنا في سياق بحث أكاديمي . ولو كنت في هذا السياق الثاني لأخذت كل كلمة وكل ترقيم من ترقيمات الآيات التي أحال إليها القس حداد ، وأخضعتها للتحقيق ، لنعلم هل هي ذات الآية وبنفس التكرار أم لا.
    ثم بعد هذا الاستقصاء التام ، تأتي دراسة كل آية بالنظر إلى موضوعها من السورة ، السياق الذي وردت فيه ،ودلالة وروردها ... الخ
    لكن هذا العمل هو عمل يصلح في كتابة كتاب أو دراسة للنشر ، وليس لدي له وقت ولا مزاج.
    لذا سأكتفي بأن أعقب على ما سبق مع افتراض صحته وصحة عدد التكرار الذي قال به القس حداد.
    فأوضح مدلول التكرار في القرآن وفائدته الدلالية.
    ثم آخذ في نقد مثال من الأمثلة التي جاء بها هذا الحداد الذي أراه هنا يشتغل على القرآن بآليات النخاسين والحدادين من مطرقة وسندان وليس بآليات العلماء من عقل و علم باللغة وطرائقها في التعبير .

    أولا إن تكرار الموضوعات والقصص في القرآن ليس تكرارا بمعناه المعلوم ،بل في كل سورة تأتي قصة ذلك النبي إما بزيادة أو بدلالة تجعلها منسجمة مع سياقها الذي وردت فيه ، والذي يختلف عن السياق الدلالي في موضعها في سورة أخرى.وهذا ما جعل بعض العلماء ينفون وجود التكرار في القرآن ومنهم شيخ الأزهر محمد الخضر حسين.
    وأعطي هنا مثالا لأنني كما قلت لا أملك وقتا لتتبع كل الأمثلة التي استمدها زميلي من الحداد
    مثلا قصة موسى :
    لنتأمل هذين السياقين : وردت القصة في سورة النازعات ، وهي سورة تتميز من حيث البناء بمقاطع قصيرة ، قوية ،فجاءت قصة موسى أيضا مسبوكة في مقاطع قصيرة وقوية الإيقاع ومتسارعته على نحو بديع :
    دعنا نقرأ ونتأمل ما يلي :
    "فحشر فنادى ، فقال أنا ربكم الأعلى ،فأخذه الله نكال الآخرة والأولى"
    فالمقطع والقصة بأكملها في سورة النازعات منسجمة أسلوبيا ودلاليا مع بناء السورة وموضوعها.
    ثم ورد ذكر موسى في سورة الزخرف
    لنتأمل قول فرعون متباهيا بملكه :
    "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي "
    فقول فرعون هذا ينسجم تماما مع عنوان السورة "الزخرف " أي متاع الدنيا الذي يجعل الأنسان يتباهى به ويتفاخر ،فكانت قصة موسى وما نطق به فرعون مناسبا مع بناء السورة وموضوعها..

    نستنتج مما سبق :
    أنه عندما يتكرر ذكر موسى في سورة فإن القصة لا تتكرر إنما يزاد فيها ويستحضر منها دلالة وموضوع السورة.
    وهذا ما تنبه إليه علماؤنا في القديم وأشاروا إليه ، وأستحضر هنا قول الزركشي :
    "قال بعضهم ذكر الله موسى في مائة وعشرين موضعا من كتابه... وإنما كرر لفائدة خلت عنه في الموضع الآخر وهي أمور :..."
    ويذكر ما يزيد على ثمانية أمر من هذه الأمور الدالة على عدم خلو تكرار القصة من فائدة تستوجب ذلك.
    ومن بين هذه الأمور :
    "أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا ".

    ثم نعود إلى مسألة تكرار القصة ،سنلاحظ مسألة هامة وهي أن القرآن أحيانا كثيرة كرر دلالات قصة من القصص بأسلوب لغوي مختلف.
    على ماذا يدل هذا ؟؟
    بالأضافة إلى دلالات كثيرة ،ثمة دلالة أقف عندها هنا وهي :

    إن هذا التكرار لدلالات القصة بأسلوب مغاير يدل على سمو بلاغة القرآن وأسلوبه.
    كيف ؟؟
    لنتذكر أن القرآن تحدى العرب أن يأتوا بمثله ،
    فعجزوا .
    ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور ،،،
    فعجزوا.
    ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله
    فعجزوا.
    فلو أن القرآن جاء بقصة موسى في موضع واحد ، بأسلوب جميل بديع ولم يكررها .
    لقال البعض إن القرآن نفسه عجز عن أن يأتي بسورة من مثله ،فهو أورد قصة موسى في موضع واحد وبأسلوب واحد ، فلو كان فيه اقتدار على البلاغة في القول لأورد ذات القصة في أسلوب مختلف.
    ودفعا لهذا الاعتراض نجد موسى يكررفي القرآن مائة وعشرين مرة ، وفي هذه المواضع تم تكرار بعض لحظات قصة موسى في أكثر من موضع وبأساليب مختلفة لكنها كلها على قدر بالغ من البلاغة وفصيح الكلام.
    وهذا مما ينفرد به القرآن من حيث بلاغة الخطاب. إذ نعلم أن الشاعر أو الكاتب إذا عبر عن فكرة في أسلوب بديع فصيح ،فإنه يعجز عن أن يأتي بذالت الفكرة في أسلوب مختلف ،وعلى درجة تشابه جمال تعبيره الأول.

    ثم هناك مسألة أخرى في تكرار القصص، وهي :
    ولنأخذ قصة موسى كمثال لأنه أكثر الأنبياء ذكرا في القرآن .
    هناك أمر لابد أن ينتبه إليه المسلم وهي أننا عندما نقرأ عن موسى في سورة طه أو الشعراء أو مريم أو القصص... فإننا نحس بأننا نلتقي بنفس الشخصية ، لاتناقض في مواقفها وأفعالها ،بل إن القرآن يبلغ مبلغ تصوير حتى الخلجات النفسية للشخصيات التي يتناولها ،فيصبح القارئ وقد تعرف عليها وألف طبيعتها .
    فشخصية موسى هي تلك الشخصية المنفعلة التي تغضب ، وتبادر إلى الفعل بحزم ودون تريث :
    "فوكزه موسى فقضى عليه"
    "وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه"
    "ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي"....
    إن موسى رغم ذكره أزيد من مئمة مرة لانجد تناقضا - لا أقول في الحدث فقط - بل حتى لإي أدق الأختلاجات النفسية.
    بينما في الأنجيل والتوراة نرى عجبا في تصوير شخصيات الأنبياء ،فإبراهيم عليه السلام الذي يتحدث عنه العهد القديم عن قوةأيمانه إلى درجة طاعته لله بإقدامه على ذبح ابنه، ويتحدث عن ثرائه المادي ، نجده يقف خائفا على نفسه دافعا زوجته سارة إلى أن تكذب فتقول عن نفسها إنها أخته وليست زوجته حتى لا يقتلوه ، وحتى يعجب بها فرعون فيأخذها ليزني بها ، ويقبض إبراهيم ثمن ذلك بضع بغال وحمير وأتن !!!!!
    تناقض فظيع في رسم الشخصية
    بينما القرآن انسجام ليس في الحدث والموقف فقط بل حتى في أدق الأنفعالات النفسية.


    وخلاصة القول :إن تكرار القصص في القرآن ليس تكرارا للفكرة في غيرما سياق ،بل هو استحضار لها وتوظيف لمدلولاتها مع زيادة في المعنى تناسب موضعها وسياقها بما يجعلها متحدة عضويا بالسورة والموضع الذي ترد فيه. ولهذا ذهب بعض العلماء إلى نفي وجود التكرار أصلا .
    وأنا أرى أنه حتى لو قلنا بالتكرار فهو ليس تكرار مذموما يخل باللغة أو بالدلالة:
    فمن حيث اللغة وفصاحة الخطاب نجد تكرار آية "فبأي آلاء ربكما تكذبان "إحدى وثلاثين مرة لم يخل ببلاغة السورة بل زادها جمالا ورونقا.
    ومن حيث الدلالة فإن أي تكرار لقصة هو عند التحقيق والبحث يكشف عن زيادة في دلالة وانسجام عضوي مع القضية التي تخدمها السورة.
    ومن ثم فذاك الحداد الذي يرى ببصره الحسير ذلك عيبا في البناء القرآني هو يستحضر تكرار اقصة دون إدراك بعدها الوظيفي ، ومن ثم فهو عندي مثل شخص بلا بصر ولا بصيرة فيأتيني ليقول :
    للأسف إن اليد تكررت في البناء الجسمي للأنسان مرتين ، وكان أولى وأجمل وأكمل أن يكون للأنسان يد واحدة.
    وأن الرجل تكررت في البناء الجسمي للأنسان مرتين ، وكان أولى وأجمل وأكمل أن يكون للأنسان رجل واحدة يقفز عليها.
    وأن العين تكررت في الأنسان مرتين وكان أكمل وأجمل أن لايكون له إلا عين واحدة ،
    وأن الأذن تكررت في رأس الأنسان مرتين وكان أولى وأجمل وأكمل أن تكون له أذن واحدة!!!!!!!


    ثم بعد هذا وذاك أذكر بحقيقة هذا التفريع :
    إن الفكر ة التي طرحتها هي عن ثراء القرآن لغويا واكتنازه لثلاثين في المائة من الجذور الثلاثية اللغوية ، فكان الأعتراض على ما سبق بالتكرار الأمر الذي استوجب هذا الرد والتوضيح.
    التعديل الأخير تم 12-19-2004 الساعة 01:09 AM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  15. #45

    افتراضي

    بالنسبة للأخوة الذين يتابعون حوارنا بالتعليق والمداخلات ، أخبر بأن التأخر ليس من الزميل القلم الحر بل مني أنا فقد تأخرت في استكمال الردود ، حيث وضعت تعقيبا على أربع نقط فقط وما تزال أربع نقط أخرى لم أتعقبها بالتعليق ، وسأفعل قريبا إن شاء الله بعد الأنتهاء من بعض المشاغل.
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من يثبت لى نبوة محمد ؟
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 09:14 PM
  2. إعجاز يثبت نبوة محمد + الرد على مناقضيها
    بواسطة عبدالله العتيبـي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:04 PM
  3. وثائقي يثبت نبوة محمد The absolute truth
    بواسطة The Lord في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-12-2010, 12:57 AM
  4. ((((مشكلة الزميل القلم الحر))))
    بواسطة ومضة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 01:47 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء